الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ما هو اصل الحياة؟‏

ما هو اصل الحياة؟‏

الفصل الثالث

ما هو اصل الحياة؟‏

تزخر ارضنا بالحياة.‏ فمن المنطقة القطبية الشمالية المتجمدة الى غابة الأمازون المطيرة،‏ من الصحراء الكبرى الى الاراضي المستنقعية في ولاية فلوريدا الاميركية،‏ من قاع المحيط المعتم الى قمم الجبال الساطعة —‏ كلها تعجُّ بالحياة.‏ والحياة حافلة بأمور ننبهر بها.‏

تتجلى الحياة في اشكال وأحجام وكميات مختلفة يقف امامها الخيال حائرا.‏ فهنالك مليون نوع من الحشرات التي تطنُّ وتدبُّ على كوكبنا.‏ وفي الماء حولنا يسبح اكثر من ٠٠٠‏,٢٠ نوع من السمك —‏ بعضه صغير كحبّة الارزّ،‏ وبعضه الآخر طويل كالشاحنة.‏ ويزيِّن اليابسة ٠٠٠‏,٣٥٠ نوع نباتي على الاقل —‏ بعضه غريب الشكل،‏ لكنَّ معظمه مثير للعجب.‏ ويطير اكثر من ٠٠٠‏,٩ نوع من الطيور في السماء.‏ وهذه المخلوقات،‏ بمن فيها الانسان،‏ تجتمع في فسيفساء تآلفت ألوانها المختلفة.‏ وهذه الفسيفساء ندعوها الحياة.‏

لكنَّ الاعجب من هذا التنوُّع المبهج الموجود حولنا هو التماثل الشديد الذي يربط المخلوقات بعضها ببعض.‏ فالكيميائيون الحيويّون biochemists‏،‏ الذين ينظرون الى ما هو اعمق من الشكل الخارجي للمخلوقات الارضية،‏ يوضحون ان جميع الكائنات الحية —‏ سواء كانت آميبا amoeba او بشرًا —‏ تعتمد في وجودها على تفاعل مذهل:‏ العمل الجماعي الذي تقوم به الحموض النووية (‏الدَّنا DNA والرَّنا RNA‏)‏ والجُزَيئات الپروتينية.‏ ان العمليات المعقدة التي تشمل هذه المكوِّنات تحدث في كل خلايا جسمنا تقريبا،‏ كما تحدث في خلايا الطنّانات،‏ الاسود،‏ والحيتان.‏ وهذا التفاعل المتماثل يُنتِج اشكال حياة جميلة ومتنوعة.‏ فكيف حصل هذا الانسجام بين الكائنات الحية؟‏ نعم،‏ ما هو اصل الحياة؟‏

انتم مقتنعون على الارجح بأن الحياة لم تكن موجودة على الارض في زمن ما.‏ ان الآراء العلمية تُجمع على ذلك،‏ وكذلك الكثير من الكتب الدينية.‏ ولكن ربما تعرفون ان هذين المصدرين —‏ العلم والدِّين —‏ يختلفان في تفسير طريقة ابتداء الحياة على الارض.‏

يعتقد ملايين الاشخاص من كل المستويات الثقافية ان خالقا ذكيا،‏ هو المصمِّم الاصلي،‏ انتج الحياة على الارض.‏ وبالتباين مع ذلك،‏ يقول علماء كثيرون ان الحياة نشأت من مادة غير حية،‏ عن طريق تفاعلات كيميائية حدثت الواحد تلو الآخر،‏ وذلك بمحض الصدفة.‏ فأيهما هو الصحيح؟‏

ينبغي ألّا نعتقد ان هذه المسألة لا تعنينا ولا علاقة لها بإيجادنا معنى اكبر للحياة.‏ فأحد الاسئلة الجوهرية جدا التي يحاول البشر الاجابة عنها،‏ كما ذُكر سابقا،‏ هو:‏ من اين جئنا نحن البشر الاحياء؟‏

يركّز معظم المقرَّرات العلمية على تكيُّف اشكال الحياة وبقائها بدلا من التشديد على السؤال الاهم المتعلق بأصل الحياة.‏ فربما لاحظتم ان المحاولات الجارية لتفسير مصدر الحياة تُقدَّم عادةً بعبارات عامة مثل:‏ ‹خلال ملايين السنين،‏ انتجت جُزَيئاتٌ في تصادم collision الحياةَ بطريقة ما›.‏ ولكن هل هذا مقنع حقا؟‏ فهو يعني انه بوجود طاقة من الشمس او البرق او البراكين،‏ تحرَّكت مادة غير حية،‏ تَنظّمت،‏ وبدأت تعيش —‏ كل ذلك دون ايّ تدخُّل موجَّه.‏ فما اكبر هذه القفزة!‏ من مادة غير حية الى مادة حية!‏ لذلك هل يمكن ان تكون الامور قد سارت على هذا النحو؟‏

لو كنا في القرون الوسطى،‏ لَما اعتُبر تقبُّل هذا المفهوم مشكلة على الارجح،‏ لأن الاعتقاد بالتولّد التلقائي —‏ الفكرة القائلة ان الحياة يمكن ان تنشأ تلقائيا من مادة غير حية —‏ كان سائدا.‏ وأخيرا،‏ في القرن الـ‍ ١٧،‏ اثبت الطبيب الايطالي فرنتشيسكو رَدي ان الدُّوَيدات لا تَظهر في اللحم الفاسد إلا بعد ان يبيض الذباب عليه.‏ ولم تَظهر دُوَيدات على اللحم الذي لم يتمكن الذباب من الوصول اليه.‏ ولكن اذا كانت الحشرات الكبيرة بحجم الذباب لا تَظهر من تلقاء نفسها،‏ فماذا عن الميكروبات التي ظلّت تَظهر في الطعام —‏ سواء كان مغطى او لا؟‏ مع ان الاختبارات اللاحقة اظهرت ان الميكروبات هي ايضا لا تنشأ تلقائيا،‏ فقد بقيت المسألة موضع أخْذ ورَدّ.‏ ثم اتت اعمال لويس پاستور.‏

يذكر اناس كثيرون ما فعله پاستور لحلّ المشاكل المتعلقة بالتخمُّر والامراض الخمجية.‏ وقام ايضا باختبارات ليعرف هل تنشأ اشكال الحياة الصغيرة من تلقاء نفسها.‏ وربما قرأتم ان پاستور برهن انه حتى البكتيريا الصغيرة جدا لا تَظهر في الماء المعقَّم المحميّ من التلوُّث بالجراثيم.‏ وأعلن سنة ١٨٦٤:‏ «لن تشفى عقيدة التولّد التلقائي ابدا من الضربة القاضية التي وجَّهها اليها هذا الاختبار البسيط».‏ ولا يزال هذا القول صحيحا.‏ فلم ينجح ايّ اختبار في انتاج حياة من مادة غير حية.‏

اذًا،‏ كيف ظهرت الحياة على الارض؟‏ يمكن ان ترقى الجهود العصرية للاجابة عن هذا السؤال الى العشرينات من هذا القرن العشرين،‏ الى عمل الكيميائي الحيوي الروسي الكسندر ا.‏ أوپارين.‏ فقد اقترح،‏ هو وعلماء آخرون بعده،‏ شيئا يشبه السيناريو لمسرحية من ثلاثة فصول تروي قصة ما اكّد انه حصل على مسرح كوكب الارض.‏ يتناول الفصل الاول تحوُّل العناصر الارضية،‏ او المواد الاولية،‏ الى مجموعات من الجُزَيئات.‏ وبعده فصْل الانتقال الى جُزَيئات كبيرة.‏ ويتحدث الفصل الاخير من هذه المسرحية عن القفزة الى اول خلية حية.‏ ولكن هل حدثت الامور فعلا هكذا؟‏

من المهم في هذه المسرحية ان يفهم المرء ان الجوّ الاولي للارض كان مختلفا كثيرا عمّا هو عليه اليوم.‏ فإحدى النظريات تفترض ان الاكسجين الطليق كان شبه معدوم،‏ وأن عناصر النتروجين والهيدروجين والكربون شكّلت الأمونيا والميتان.‏ والفكرة هي انه عندما اخترق البرق والضوء فوق البنفسجي جوًّا مؤلفا من هذين الغازَين ومن بخار الماء،‏ تطوَّرت انواع من السكّر وحموض أمينية ايضا.‏ ولكن تذكروا ان هذه نظرية ليس إلا.‏

ووفقا لهذه المسرحية النظرية،‏ انجرفت هذه الاشكال الجُزَيئية في المحيطات او في اجسام مائية اخرى.‏ وعلى مرِّ الزمن،‏ تركّزت انواع السكّر والحموض والمركّبات الاخرى في «حساء ما قبل الحيوي prebiotic soup‏» حيث تلاحمت الحموض الأمينية،‏ مثلا،‏ وصارت پروتينات.‏ وتوالت احداث هذه النظرية وتسلسلت مركّبات اخرى تدعى النيوكليوتيدات وصارت حمضا نوويا،‏ مثل الدَّنا.‏ كل هذه الامور كانت،‏ كما افتُرض،‏ تمهيدا للفصل الاخير من مسرحية الجُزَيئات.‏

قد يُخيَّل الى المرء ان هذا الفصل الاخير،‏ غير المُثبَت بالادلة،‏ هو قصة حب.‏ فالجُزَيئات الپروتينية وجُزَيئات الدَّنا تتلاقيان،‏ تتعارفان،‏ وتتعانقان.‏ وبعد ذلك،‏ قبل ان يُسدَل الستار،‏ تُولَد اول خلية حية.‏ اذا كنتم تشاهدون هذه المسرحية،‏ فقد تتساءلون:‏ ‹هل هذا واقع ام خيال؟‏ هل يعقل ان تكون الحياة قد بدأت بهذه الطريقة؟‏›.‏

الحياة تنشأ في المختبر؟‏

في اوائل الخمسينات بدأ العلماء يجرّبون نظرية الكسندر أوپارين.‏ صحيح انه تأكد ان الحياة لا تأتي إلا من حياة،‏ لكنَّ العلماء طرحوا نظرية تقول انه اذا كانت الاحوال مختلفة في الماضي،‏ يمكن عندئذ ان تأتي الحياة تدريجيا من لاحياة.‏ وهل يمكن برهنة ذلك؟‏ اخذ العالِم ستانلي ل.‏ ميلر،‏ الذي كان يعمل في مختبر هارولد يوري،‏ الهيدروجين والأمونيا والميتان وبخار الماء (‏مفترضا ان الجو البدائي كان يتكوّن منها)‏،‏ وختم عليها في قارورة يغلي ماء في اسفلها (‏ما يمثّل المحيط)‏،‏ ثم أمرَّ شرارات كهربائية (‏كالبرق)‏ عبر الابخرة.‏ وفي غضون اسبوع،‏ ظهرت آثار مادة لزجة لونها ضارب الى الحمرة،‏ فحلّلها ميلر ووجد انها غنية بالحموض الأمينية التي هي قِوام الپروتينات.‏ ربما سمعتم بهذا الاختبار لأن الكتب الدراسية العلمية والمقرَّرات المدرسية تُورِده منذ سنوات كما لو انه يفسّر كيف بدأت الحياة على الارض.‏ ولكن هل يفسّر ذلك حقا؟‏

في الواقع،‏ هنالك علامات استفهام كثيرة اليوم حول قيمة اختبار ميلر.‏ (‏انظروا «متعارَف عليه ولكن مشكوك فيه» في الصفحتين ٣٦-‏٣٧.‏)‏ ومع ذلك،‏ كان نجاحه الظاهري الدافع الى اجراء تجارب اخرى انتجت حتى المكوِّنات الموجودة في الحموض النووية (‏الدَّنا او الرَّنا)‏.‏ فانتاب الاختصاصيين في هذا المجال (‏الذين يُدعَون احيانا علماء اصل الحياة)‏ شعور بالتفاؤل،‏ لأنهم تمكنوا كما يبدو من تكرار الفصل الاول من مسرحية الجُزَيئات.‏ وبدا كما لو ان النسختَين المخبريَّتَين للفصلَين الباقيَين ستُكرَّران هما ايضا.‏ اكد پروفسور في الكيمياء:‏ «قريبا جدا ستوضح الآليات التطوُّرية ما هو اصل النظام الحي البدائي».‏ ولاحظ كاتب علمي ان «النقّاد افترضوا ان العلماء،‏ كالدكتور فرنكنشتاين [للمؤلفة] ماري شَلي،‏ سيصنعون قريبا عضويات حية في مختبراتهم،‏ مظهرين بذلك كيف نشأت الحياة بالتفصيل».‏ لقد ظن كثيرون ان سر اصل الحياة التلقائي قد حُلّ.‏ —‏ انظروا «يمينيَّة يساريَّة» في الصفحة ٣٨.‏

الآراء تتغير،‏ والالغاز لا تُحلّ

ولكن،‏ في السنوات التي تلت،‏ تبخَّر هذا التفاؤل.‏ فقد مرّت العقود،‏ وبقيت اسرار الحياة مكتومة.‏ قال الپروفسور ميلر لمجلة ساينتفيك امريكان ‏(‏بالانكليزية)‏ بعد نحو ٤٠ سنة من اختباره:‏ «لقد تبيَّن لي ولمعظم الناس الآخرين ان مشكلة اصل الحياة اصعب بكثير مما تصوَّرنا».‏ وغيَّر علماء آخرون رأيهم ايضا.‏ مثلا،‏ كان الپروفسور في علم الأحياء دِين ه‍.‏ كنيون قد شارك،‏ في سنة ١٩٦٩،‏ في تأليف كتاب القدَر الكيميائي الحيوي ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ لكنه استنتج في تاريخ احدث انه «من المستبعد في الاساس ان تنظّم المادة والطاقة انفسهما بدون مساعدة وتصيرا انظمة حية».‏

نعم،‏ تؤكد الاعمال المخبرية تقييم كنيون للمسألة الذي قال فيه ان هنالك «خللا جوهريا في كل النظريات الحالية عن الاصول الكيميائية للحياة».‏ وبعد ان نجح ميلر وغيره في تخليق الحموض الأمينية،‏ بدأ العلماء يحاولون صنع الپروتينات والدَّنا،‏ وكلاهما ضروري لأجل الحياة على الارض.‏ وبعد آلاف الاختبارات في ما سُمّي احوال ما قبل الحيوية،‏ ماذا كانت النتيجة؟‏ يذكر سر اصل الحياة:‏ اعادة تقييم النظريات الحالية ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «هنالك تباين مدهش بين النجاح الكبير في تخليق الحموض الأمينية والفشل المستمر في تخليق الپروتين والدَّنا».‏ فالجهود المبذولة في المجال الاخير تتميَّز بأنها «فاشلة دائما».‏

والواقع هو ان السر لا يشمل فقط كيف ظهر الجُزَيء الپروتيني الاول وجُزَيء الحموض النووية (‏الدَّنا او الرَّنا)‏ الاول.‏ فالامر يتعلق بطريقة عملهما معا.‏ «فالمشاركة بين الجُزَيئَين هي وحدها ما يجعل الحياة الحالية على الارض ممكنة»،‏ كما تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ لكنَّ دائرة المعارف هذه تذكر ان طريقة حصول هذه المشاركة تبقى «مشكلة كبيرة وغير محلولة في ما يتعلق بأصل الحياة».‏ وهذا صحيح كل الصحة.‏

ان الملحق أ،‏ بعنوان «عمل جَماعي لدعم الحياة» (‏الصفحات ٤٥-‏٤٧)‏،‏ يراجع بعض التفاصيل الاساسية المتعلقة بالعمل الجَماعي المدهش الذي يجري بين الپروتين والحموض النووية في خلايانا.‏ وحتى هذه النظرة الخاطفة الى عالم خلايا جسمنا تثير الاعجاب بالعمل الذي يقوم به العلماء في هذا المجال.‏ فقد زوَّدونا بمعلومات عن العمليات المتشابكة والمذهلة التي قلما يوجد بيننا مَن يفكر فيها،‏ مع انها تحصل في كل لحظة من حياتنا.‏ ولكن،‏ من زاوية اخرى،‏ يعود بنا التشابك المدهش والدقة الضرورية الى السؤال:‏ كيف حدث كل ذلك؟‏

ربما تعلمون ان علماء اصل الحياة لم يكفّوا عن محاولة وضع قصة شبه معقولة لمسرحية الظهور الاول للحياة.‏ ومع ذلك،‏ يتبيَّن ان سيناريوهاتهم الجديدة ليست مقنِعة.‏ (‏انظروا الملحق ب،‏ بعنوان «من ‹عالَم الرَّنا› او من عالَم آخر؟‏» في الصفحة ٤٨.‏)‏ مثلا،‏ ذكر كلاوس دوزي من معهد الكيمياء الحيوية في ماينتس في المانيا:‏ «ان جميع النقاشات،‏ الدائرة في الوقت الحاضر حول النظريات والاختبارات البارزة في هذا المجال،‏ تنتهي إما الى طريق مسدود او الى اعتراف بالجهل».‏

وحتى في المؤتمر الدولي حول اصل الحياة لسنة ١٩٩٦ لم تتوفر اية حلول.‏ وبدلا من ذلك،‏ اخبرت مجلة العِلم ‏(‏بالانكليزية)‏ ان الـ‍ ٣٠٠ عالم تقريبا الذين اجتمعوا هناك «جاهدوا كثيرا لحلّ لغز ظهور جُزَيئات [الدَّنا والرَّنا] الاولى وتطوُّرها بحيث صارت خلايا ذاتية التكاثر».‏

كان الذكاء والمستوى الثقافي الرفيع لازمَين لدراسة،‏ وحتى للابتداء بتفسير،‏ ما يحدث عند المستوى الجُزَيئي في خلايانا.‏ فهل من المنطقي الاعتقاد ان المراحل المعقدة حدثت اولا في «حساء ما قبل الحيوي» بطريقة غير موجَّهة،‏ تلقائية،‏ وبالصدفة؟‏ أم ان اكثر من ذلك مشمول بالامر؟‏

لماذا هنالك ألغاز؟‏

بإمكان الشخص اليوم ان يعود بأفكاره الى نحو نصف قرن من التخمينات وآلاف المحاولات لإثبات فكرة ظهور الحياة من تلقاء نفسها.‏ وإذا فعل المرء ذلك،‏ فلن يلاقي صعوبة في موافقة فرنسيس كريك،‏ الحائز جائزة نوبل،‏ على رأيه.‏ ففي معرض حديثه عن نظريات اصل الحياة،‏ ذكر كريك ان هنالك «تخمينات كثيرة جدا قائمة على حقائق قليلة جدا».‏ لذلك لا يُستغرب ان يستنتج بعض العلماء،‏ الذين يدرسون هذه الحقائق،‏ ان الحياة معقدة اكثر بكثير من ان تَظهر فجأة حتى في مختبر منظم،‏ فكيف في محيط غير مضبوط.‏

اذا كان العلم المتقدم عاجزا عن إثبات نشوء الحياة من تلقاء نفسها،‏ فلماذا يستمر بعض العلماء في التمسك بنظريات كهذه؟‏ قبل عقود قليلة،‏ اوضح الپروفسور ج.‏ د.‏ بِرنال المسألة في كتاب اصل الحياة ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ وقال:‏ «بتطبيق المعايير الصارمة للمنهج العلمي scientific method على هذا الموضوع [التولّد التلقائي للحياة]،‏ يمكن للمرء ان يبرهن بشكل لا يُدحض —‏ في مواضع كثيرة من الرواية —‏ انه لا يمكن ان تنشأ الحياة بالصدفة؛‏ فالاحتمالات المعاكسة كبيرة جدا،‏ وإمكان ظهور الحياة ضئيل جدا».‏ وأضاف:‏ «المؤسف لأصحاب هذه النظرة هو ان الحياة موجودة على الارض بكل تنوُّع اشكالها ونشاطاتها،‏ لذلك يجب ان تُحوَّر الحجج لتفسير وجودها».‏ وهذا الوضع لم يتحسن.‏

تأملوا في المعنى الضمني لطريقة التفكير هذه.‏ فهي تماثل القول:‏ ‹من الناحية العلمية،‏ يصحّ القول ان الحياة لا يمكن ان تبدأ من تلقاء نفسها.‏ لكنَّ الحياة الناشئة تلقائيا هي الاحتمال الوحيد الذي سنأخذه بعين الاعتبار.‏ لذلك من الضروري ان نحوِّر الحجج لكي ندعم الفرضيَّة القائلة ان الحياة نشأت بطريقة تلقائية›.‏ فهل يُقنعكم هذا المنطق؟‏ ألا تتطلب طريقة تفكير كهذه الكثير من ‹التحوير› للحقائق؟‏

ومع ذلك،‏ هنالك علماء معروفون ومحترَمون لا يرون اية حاجة الى تحوير الحقائق لكي تتناسب مع فلسفة شائعة عن اصل الحياة.‏ فهم يسمحون للحقائق بأن تدلّهم الى استنتاج منطقي.‏ فما هي الحقائق وما هو الاستنتاج؟‏

المعلومات والذكاء

اجاب الپروفسور ماتشاي ڠِيَرْتيخ،‏ عالِم وراثة بارز من معهد علم الشجر في الاكاديمية الپولندية للعلوم،‏ في مقابلة أُجريت معه في فيلم وثائقي:‏

‏«صرنا نعرف الآن مدى ضخامة المعلومات التي تحتويها المورِّثات [الجينات].‏ ولا توجد طريقة معروفة يفسّر بها العلم كيف نشأت هذه المعلومات تلقائيا.‏ فذلك يتطلب ذكاء،‏ لأنه لا يمكن ان تنشأ من احداث وقعت صدفةً.‏ فمجرد خلط الاحرف لا يكوِّن كلمات».‏ وأضاف:‏ «مثلا،‏ لا بد ان نظام التناسخ المعقد جدا الذي يشمل الدَّنا والرَّنا والپروتينات في الخلية كان كاملا من بدايته،‏ وإلا لَما وُجدت انظمة حياتية.‏ فالتفسير المنطقي الوحيد هو ان هذه الكمية الهائلة من المعلومات اتت من ذكاء».‏

كلما تعلمتم عن عجائب الحياة،‏ بدا منطقيا لكم ان توافقوا على هذا الاستنتاج:‏ اصل الحياة يتطلب مصدرا ذكيا.‏ فما هو هذا المصدر؟‏

كما ذُكر سابقا،‏ يستنتج ملايين الافراد المثقَّفين انه لا بد ان تكون الحياة على الارض قد انتجها ذكاء اسمى،‏ مصمِّم.‏ نعم،‏ فبعد درس المسألة بدون تحيُّز،‏ اعترفوا بأنه من المنطقي،‏ حتى في هذا العصر العلمي الذي نعيش فيه،‏ موافقة الشاعر في الكتاب المقدس الذي قال عن اللّٰه قبل زمن طويل:‏ «لأن عندك ينبوع الحياة».‏ —‏ مزمور ٣٦:‏٩‏.‏

سواء كنتم قد توصلتم الآن الى نتيجة حاسمة حول هذا الامر او لا،‏ لنحوِّل انتباهنا الى بعض العجائب التي تشملكم انتم شخصيا.‏ وسيسرّكم ذلك كثيرا،‏ وقد يلقي ضوءا اكثر على هذه المسألة التي تمسّ حياتنا.‏

‏[الاطار في الصفحة ٣٠]‏

ما احتمال ان يكون ذلك صدفة؟‏

«الصدفة،‏ والصدفة وحدها،‏ هي التي فعلت كل شيء،‏ من الحساء البدائي الى الانسان».‏ هذا ما قاله كريستيان دو دوڤ،‏ الحائز جائزة نوبل،‏ متحدثا عن اصل الحياة.‏ ولكن هل الصدفة تفسير منطقي لنشوء الحياة؟‏

ما هي الصدفة؟‏ يفكر فيها البعض من زاوية الاحتمال probability الرياضي،‏ مثل الاحتمالَين الواردَين في رمي قطعة نقدية في الهواء.‏ لكنَّ علماء كثيرين لا يستعملون كلمة «صدفة» بهذا المعنى عند التكلم عن اصل الحياة.‏ فكلمة «صدفة» المبهمة تُستعمل كبديل من كلمة ادق،‏ ككلمة «علة» او «مسبِّب»،‏ وخصوصا عندما يكون المسبِّب غير معروف.‏

«ان تشخيص كلمة ‹صدفة› كما لو اننا نتحدث عن الحظ كعامل مسبِّب»،‏ حسبما يذكر عالم الفيزياء الحيوية دونالد م.‏ ماكاي،‏ «هو تحوُّل غير مسموح به من مفهوم علمي الى مفهوم ميثولوجي شبه ديني».‏ وبشكل مماثل،‏ يقول روبرت ت.‏ سپراول:‏ «عندما يُطلَق على المسبِّب غير المعروف تسمية ‹صدفة› مدة طويلة،‏ ينسى الناس انه حدث ابدال للمعنى.‏ .‏ .‏ .‏ وقد صار الافتراض ان ‹الصدفة تعادل مسبِّبا غير معروف› يعني في نظر كثيرين ان ‹الصدفة تعادل المسبِّب›».‏

على سبيل المثال،‏ لجأ جاك ل.‏ مونو،‏ الحائز جائزة نوبل،‏ الى طريقة التفكير هذه التي تعادل الصدفة بالمسبِّب.‏ فقد كتب:‏ «ان الصدفة المحض،‏ التي هي غير مقيَّدة على الاطلاق وإنما عمياء،‏ هي اساس البنية المذهلة للتطوُّر».‏ وأضاف:‏ «صار الانسان يعرف اخيرا انه وحده في رحابة الكون الباردة،‏ التي كان ظهوره فيها بواسطة الصدفة فقط».‏ لاحظوا انه يقول:‏ ‏‹بواسطة الصدفة›.‏ فمونو يفعل ما يفعله كثيرون غيره:‏ يرفع الصدفة الى مرتبة مصدر الحياة.‏ وهكذا تُعتبر الصدفة الوسيلة التي ظهرت بها الحياة على الارض.‏

وفي الواقع،‏ تُستعمل كلمة «صدفة» للاشارة الى «امر مفترَض،‏ لا شخصية له ولا قصد،‏ يقف وراء الاحداث التي لا يمكن تعليلها».‏ لذلك اذا قال احد ان الصدفة اوجدت الحياة،‏ فهو يقول ان الحياة اتت بواسطة قوة مسبِّبة غير معروفة.‏ أفلا يمكن ان يكون المقصود من ايّ تشخيص للصدفة انه اشارة الى خالق؟‏

‏[الاطار في الصفحة ٣٥]‏

«[ان اصغر بكتيرية] اقرب الى البشر مما الى مزيج المواد الكيميائية في اختبار ستانلي ميلر،‏ لأن عندها خصائص الانظمة [الكيميائية الحيوية].‏ لذلك ان تحوُّل بكتيرية الى بشر اسهل من تحوُّل مزيج من الحموض الأمينية الى تلك البكتيرية».‏ —‏ لين مارڠوليس،‏ پروفسورة في علم الأحياء.‏

‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٣٦ و ٣٧]‏

متعارَف عليه ولكن مشكوك فيه

غالبا ما يُعتبر الاختبار الذي اجراه ستانلي ميلر سنة ١٩٥٣ دليلا على ان حصول التولّد التلقائي كان ممكنا في الماضي.‏ لكنَّ صحة تفسيره تقوم على الافتراض ان جوّ الارض البدائي كان «مُرجِعا».‏ وهذا يعني انه كان يحتوي على اصغر نسبة من الاكسجين الطليق (‏غير المتحد كيميائيا)‏.‏ ولماذا؟‏

يشير سر اصل الحياة:‏ اعادة تقييم للنظريات الحالية ‏(‏بالانكليزية)‏ الى انه لو كان هنالك الكثير من الاكسجين الطليق،‏ ‹لَما تشكل ايٌّ من الحموض الأمينية؛‏ وحتى لو تشكلت بالصدفة،‏ كانت ستتفكك سريعا›.‏ * فما مدى متانة افتراض ميلر بشأن ما يسمى بالجوّ البدائي؟‏

في بحث معروف نُشر بعد سنتين من الاختبار،‏ كتب ميلر:‏ «هذه الافكار هي تخمين طبعا،‏ لأننا لسنا متأكدين ان جوّ الارض كان مُرجِعا حين تشكل.‏ .‏ .‏ .‏ ولم يَظهر ايّ دليل مباشر على ذلك حتى الآن».‏ —‏ مجلة الجمعية الكيميائية الاميركية،‏ ١٢ ايار ١٩٥٥ (‏بالانكليزية)‏.‏

وهل ظهر ايّ دليل؟‏ بعد نحو ٢٥ سنة،‏ اخبر الكاتب العلمي روبرت سي.‏ كووِن:‏ «يضطر العلماء الى اعادة النظر في بعض افتراضاتهم.‏ .‏ .‏ .‏ فلم يَظهر ايّ دليل يدعم فكرة جوّ غني بالهيدروجين ومُرجِع الى حد كبير،‏ بل ان بعض الادلة يشير الى العكس».‏ —‏ تكنولوجي ريڤيو،‏ نيسان ١٩٨١ (‏بالانكليزية)‏.‏

وهل ظهر شيء منذ ذلك الوقت؟‏ في سنة ١٩٩١،‏ كتب جون هورڠن في ساينتفيك امريكان ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «طوال العقد الماضي تقريبا،‏ زادت الشكوك في افتراضات يوري وميلر عن الجوّ.‏ فالتجارب المخبرية وإعادات تركيب الجوّ بالكمپيوتر .‏ .‏ .‏ تشير الى ان الاشعاع فوق البنفسجي من الشمس،‏ الذي تصدّه اليوم طبقة الأوزون الجوية،‏ كان سيدمّر الجُزَيئات التي اساسها الهيدروجين في الجوّ.‏ .‏ .‏ .‏ وجوّ كهذا [من ثاني اكسيد الكربون والنتروجين] لم يكن ليساعد على تخليق الحموض الأمينية والمواد الاخرى الممهِّدة لظهور الحياة».‏

اذًا،‏ لماذا لا يزال كثيرون يؤمنون بأن جوّ الارض القديم كان مُرجِعا،‏ لا يحتوي الا على القليل من الاكسجين؟‏ يجيب سيدني و.‏ فوكس وكلاوس دوزي في التطوُّر الجُزَيئي وأصل الحياة ‏(‏بالانكليزية)‏ انه لا بد ان الجوّ كان يفتقر الى الاكسجين،‏ وأحد الاسباب هو ان «التجارب المخبرية تُظهر ان التطوُّر الكيميائي .‏ .‏ .‏ كان سيعيقه الاكسجين الى حد كبير»،‏ وأيضا لأن مركّبات كالحموض الأمينية «ليست مستقرة على مرِّ الازمنة الجيولوجية بوجود الاكسجين».‏

ألا ترون ان هذا التفكير يدور في حلقة مفرغة؟‏ فالجوّ القديم كان مُرجِعا،‏ كما يقال،‏ لأنه لو لم يكن كذلك لَما حدث التولّد التلقائي للحياة.‏ ولكن ليس هنالك ما يؤكد انه كان مُرجِعا.‏

وهنالك نقطة مقنعة اخرى:‏ اذا كان المزيج الغازي يمثِّل الجوّ،‏ والشرارة الكهربائية تمثِّل البرق،‏ والماء الذي يغلي يمثِّل البحر،‏ فماذا او مَن يمثِّل العالِم الذي يُعِدّ الاختبار ويُجريه؟‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 50‏ للاكسجين قدرة تفاعلية عالية.‏ فهو يتَّحد مثلا بالحديد ويشكّل الصدأ،‏ او بالهيدروجين ويشكّل الماء.‏ فإذا كان هنالك الكثير من الاكسجين الطليق في جوٍّ تتركب فيه الحموض الأمينية،‏ فسيتحد بسرعة بالجُزَيئات العضوية حالما تتشكل ويفككها.‏

‏[الاطار في الصفحة ٣٨]‏

يمينيَّة يساريَّة

نحن نعلم ان القفافيز تكون يمنى ويسرى.‏ ويصح ذلك ايضا في جُزَيئات الحموض الأمينية.‏ ومن نحو ١٠٠ حمض أميني معروف،‏ لا يُستخدم في الپروتينات سوى ٢٠،‏ وجميعها يساريَّة.‏ وعندما ينتج العلماء حموضا أمينية في المختبرات،‏ تقليدا لما يعتقدون انه حصل على الارجح في حساء ما قبل الحيوي،‏ يجدون ان عدد الجُزَيئات اليمينيَّة يساوي عدد اليساريَّة.‏ «ان هذا التوزيع بالمناصفة»،‏ كما تخبر ذا نيويورك تايمز ‏(‏بالانكليزية)‏،‏ «ليس من مميّزات الحياة التي تعتمد على الحموض الأمينية اليساريَّة فقط».‏ وسبب تكوُّن العضويات الحية من حموض أمينية يساريَّة فقط هو «لغز كبير».‏ وحتى الحموض الأمينية الموجودة في الحجارة النيزكية «كانت فيها اشكال يساريَّة اكثر».‏ وقال الدكتور جفري ل.‏ بادا،‏ الذي يدرس المشاكل المتعلقة بأصل الحياة،‏ ان «تأثيرا ما من خارج الارض ربما لعب دورا في تحديد جهة الحموض الأمينية البيولوجية».‏

‏[الاطار في الصفحة ٤٠]‏

«هذه الاختبارات .‏ .‏ .‏ تدّعي حصول تخليق لاحيوي لشيء انتجه وصمَّمه في الواقع شخص خارق الذكاء وحيوي الى اقصى حدود الحيوية،‏ وذلك في محاولة لتثبيت افكار يلتزم بها الى حد كبير».‏ —‏ اصل وتطوُّر الانظمة الحية (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٤١]‏

‏‹عمل فكري مدبَّر›‏

قضى الفلكي البريطاني السِّر فرِد هُويْل عدة عقود يدرس الكون والحياة فيه،‏ وهو يؤيد القول ان الحياة على الارض اتت من الفضاء الخارجي.‏ وفي محاضرة ألقاها في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا،‏ تناول موضوع ترتيب الحموض الأمينية في الپروتينات.‏

قال هُويْل:‏ «المشكلة الكبيرة في علم الأحياء .‏ .‏ .‏ ليست تلك الحقيقة الجليّة القائلة ان الپروتين يتألف من سلسلة من الحموض الأمينية المترابطة بطريقة معيَّنة،‏ بقدر ما هي الترتيب الواضح للحموض الأمينية الذي يمنح السلسلة خصائص مميّزة .‏ .‏ .‏ فلو كانت الحموض الأمينية مترابطة بشكل عشوائي،‏ لَوُجد عدد كبير من المجموعات التي لا تنفع الخلية الحية لتنجز ادوارها.‏ وعندما تأخذون بعين الاعتبار ان انزيما نموذجيا له سلسلة من ٢٠٠ رابط على الارجح وأن هنالك ٢٠ احتمالا لكل رابط،‏ يسهل عليكم ان تروا ان عدد المجموعات غير النافعة كبير جدا،‏ اكبر من عدد الذرّات في كل المجرَّات التي يمكن رؤيتها بأضخم المقاريب.‏ وهذا ينطبق على انزيم واحد،‏ وهنالك اكثر من ٢٠٠٠ انزيم،‏ وهي تنجز عموما ادوارا مختلفة جدا.‏ فكيف صار الوضع على ما هو عليه الآن؟‏».‏

اضاف هُويْل:‏ «بدلا من قبول الاحتمال البسيط جدا الذي يقول ان الحياة نشأت بواسطة قوى الطبيعة العمياء،‏ يبدو انه من الافضل الافتراض ان اصل الحياة كان عملا فكريا مدبَّرا».‏

‏[الاطار في الصفحة ٤٤]‏

ذكر الپروفسور مايكل ج.‏ بيهي:‏ «بالنسبة الى شخص لا يشعر بأنه مُجبَر على حصر بحثه في المسبِّبات غير الذكية،‏ فإن الاستنتاج الصريح هو ان الكثير من الاجهزة الكيميائية الحيوية صُمِّم.‏ ولم تصمِّمه قوانين الطبيعة،‏ ولا الصدفة والضرورة؛‏ بل خُطِّط له.‏ .‏ .‏ .‏ فالحياة على الارض في ابسط مستوياتها،‏ وأهم مكوِّناتها،‏ هي نتاج عمل ذكي».‏

‏[الرسم/‏الصورة في الصفحة ٤٢]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

ان مجرد القاء نظرة خاطفة على العالَم المعقد والوظائف المتشابكة في كل خلية من خلايا الجسم يثير السؤال:‏ كيف حدث كل ذلك؟‏

‏• الجُسيمات الريبية Ribosomes

حيث تُصنع الپروتينات

‏• النواة Nucleus

مركز التحكم في الخلية

‏• الغشاء الخلوي Cell membrane

يتحكم في ما يدخل الخلية ويخرج منها

‏• الحُبَيبة الخيطية Mitochondrion

مركز انتاج الجُزَيئات التي تؤمّن الطاقة للخلية

‏• الصِّبغيات Chromosomes

تحتوي على الدَّنا،‏ المخطّط الوراثي الرئيسي

‏• النُّويَّة Nucleolus

موقع تجمُّع الجُسيمات الريبية

‏[الصورة في الصفحة ٣٣]‏

يعترف علماء كثيرون اليوم انه لا يمكن ان تكون الجُزَيئات المعقدة الضرورية للحياة قد تولّدت تلقائيا في حساء ما قبل الحيوي