الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

بعد هرمجدون،‏ ارض فردوسية

بعد هرمجدون،‏ ارض فردوسية

الفصل ١٩

بعد هرمجدون،‏ ارض فردوسية

١ (‏أ)‏ ما هي النظرة الشائعة الى هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقول الكتاب المقدس عنها؟‏

‏«هرمجدون» كلمة مخيفة للكثيرين.‏ وغالبا ما يستعملها قادة العالم لتشير الى حرب عالمية ثالثة محتملة.‏ ولكنّ الكتاب المقدس يتحدث عن هرمجدون كمكان لحرب بارة يخوضها اللّٰه.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ وحرب اللّٰه هذه ستمهد السبيل لنظام جديد بار.‏

٢ (‏أ)‏ من سيهلكون في هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ ولذلك اية ممارسات يجب ان نتجنبها بحكمة؟‏

٢ وبخلاف حروب البشر،‏ التي تقتل الصالحين والطالحين على السواء،‏ ستهلك هرمجدون الطالحين فقط.‏ (‏مزمور ٩٢:‏٧‏)‏ ويهوه اللّٰه سيكون الديان،‏ وسيزيل كل من يرفضون عمدا اطاعة شرائعه البارة.‏ واليوم لا يرى كثيرون من الاشخاص شيئا خاطئا في امور كالعهارة او السكر او الكذب او الغش.‏ ولكنّ هذه الامور حسب قول اللّٰه خاطئة.‏ ولذلك في هرمجدون لن ينقذ اولئك الذين يستمرون في فعلها.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩ و ١٠،‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وفي معرفة شرائع اللّٰه عن هذه الامور من المهم للاشخاص الذين ربما كانوا يمارسون مثل هذه الاشياء الرديئة ان يغيّروا طرقهم.‏

٣ (‏أ)‏ بماذا شبّه يسوع نهاية العالم الحاضر؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيحدث للشيطان وأبالسته؟‏ (‏ج)‏ حسب الآيات على الصفحات التالية اية احوال سيجري التمتع بها على الارض الفردوسية؟‏

٣ بعد هرمجدون لن يبقى ايّ جزء من هذا العالم الشرير.‏ فالاشخاص الذين يخدمون اللّٰه وحدهم سيستمرون في الحياة.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ وشبّه يسوع المسيح الحالة بتلك التي في ايام نوح.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩؛‏ ٢ بطرس ٣:‏٥-‏٧،‏ ١٣؛‏ ٢:‏٥‏)‏ وبعد هرمجدون سيكون ملكوت اللّٰه الحكومة الوحيدة التي تسود على الارض.‏ وسيولّي الشيطان وأبالسته.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ تأملوا على الصفحات التالية في بعض البركات التي يدل الكتاب المقدس ان الناس الطائعين سيتمتعون بها.‏

كل الجنس البشري في سلام

‏«يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه .‏ .‏ .‏ رئيس السلام.‏ لنمو رياسته وللسلام لا نهاية.‏» —‏ اشعياء ٩:‏٦ و ٧‏.‏

‏«يُشرق في ايامه الصديق وكثرة السلام الى ان يضمحل القمر.‏ ويملك من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي الارض.‏» —‏ مزمور ٧٢:‏٧ و ٨‏.‏

لا حرب في ما بعد

‏«هلموا انظروا اعمال اللّٰه كيف جعل خربا في الارض.‏ مسكّن الحروب الى اقصى الارض.‏» —‏ مزمور ٤٦:‏٨ و ٩‏.‏

بيوت جيدة وعمل ممتع لكل فرد

‏«يبنون بيوتا ويسكنون فيها .‏ .‏ .‏ لا يبنون وآخر يسكن ولا يغرسون وآخر يأكل .‏ .‏ .‏ يستعمل مختاريَّ عمل ايديهم.‏ لا يتعبون باطلا ولا يلدون للرعب لانهم نسل مباركي الرب وذريتهم معهم.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏.‏

الجريمة والعنف والشر سيولّي

‏«لانّ عاملي الشر يُقطعون .‏ .‏ .‏ بعد قليل لا يكون الشرير.‏ تطَّلع في مكانه فلا يكون.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٩ و ١٠‏.‏

‏«أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصلون منها.‏» —‏ امثال ٢:‏٢٢‏.‏

كل الارض فردوس

قال يسوع:‏ «ستكون معي في الفردوس.‏» —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏،‏ ع‌ج.‏

‏«الصدّيقون يرثون الارض ويسكنونها الى الابد.‏» —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩‏.‏

وفرة من الخيرات ليأكل الجميع

‏«يصنع رب الجنود لجميع الشعوب .‏ .‏ .‏ وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن مُمخَّة.‏» —‏ اشعياء ٢٥:‏٦‏.‏

‏«تكون حفنة بُر في الارض في رؤوس الجبال.‏» «الارض اعطت غلتها يباركنا اللّٰه الهنا.‏» —‏ مزمور ٧٢:‏١٦؛‏ ٦٧:‏٦‏.‏

٤ و ٥ (‏أ)‏ اية احوال لن تعود موجودة على الارض الفردوسية؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيتمكن الناس من فعله مما لا يستطيعون فعله اليوم في اماكن كثيرة؟‏

٤ تريدون بالتأكيد ان تحيوا على الارض الفردوسية المماثلة للجنة التي خُلق فيها الانسان الاول آدم.‏ (‏تكوين ٢:‏٨،‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ فكروا في ذلك —‏ لا حرب ولا جريمة ولا عنف في ما بعد.‏ وستتمكنون من المشي في ايّ مكان وفي ايّ وقت من النهار او الليل دون خوف من الاذى.‏ فالاشرار حقا لن يعودوا موجودين.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٣٥-‏٣٨‏.‏

٥ ويعني ذلك انه لن يكون هنالك سياسيون غير مستقيمين وقادة اعمال جشعون يظلمون الناس.‏ ولن يكون الناس مثقلين بالضرائب المرتفعة لدفعها من اجل الاسلحة الحربية.‏ ولن يكون احد ثانية ابدا دون طعام جيد وبيت مريح لانه غير مقتدر عليهما.‏ فالبطالة والتضخم المالي والاسعار المرتفعة لن تكون في ما بعد.‏ والاضطرابات التي تسبب الالم للعائلات اليوم لن تعود موجودة.‏ والجميع سيكون لهم عمل ممتع للقيام به،‏ وسيتمكنون من رؤية نتائج جهودهم والتمتع بها.‏

٦ (‏أ)‏ اي عمل سيقوم به الناجون من هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ كيف سيبارك اللّٰه العمل الجاري؟‏

٦ اولا،‏ ان الذين ينجون من هرمجدون سيكون لهم عمل تنظيف الارض وازالة انقاض هذا النظام القديم.‏ ثم سيكون لهم،‏ تحت توجيه حكم الملكوت،‏ امتياز زرع الارض وجعلها مكانا جميلا للعيش فيه.‏ وكم سيكون ذلك عملا سعيدا!‏ وسيبارك اللّٰه كل ما يجري.‏ فسيزوّد المناخ الملائم لنمو المحاصيل وتربية المواشي،‏ ويهتم بحمايتها من المرض والاذى.‏

٧ (‏أ)‏ اي وعد للّٰه سيتم؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينتظر المسيحيون بحسب وعد اللّٰه؟‏

٧ وهذا الوعد للخالق المحب،‏ كما اعطي بواسطة المرنم الملهم للكتاب المقدس،‏ سيتم:‏ «تفتح يدك فتشبع كل حي رضى.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏١٦‏)‏ اجل،‏ ستشبع كاملا كل الرغبات اللائقة للاشخاص الذين يتقون اللّٰه.‏ حتى اننا لا نستطيع ان نتصور كم ستكون الحياة بديعة في الفردوس على الارض.‏ وفي الاخبار عن ترتيب اللّٰه لمباركة شعبه كتب الرسول بطرس:‏ «لكننا بحسب وعد (‏اللّٰه)‏ ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣،‏ اشعياء ٦٥:‏١٧؛‏ ٦٦:‏٢٢‏.‏

٨ (‏أ)‏ لماذا لا نحتاج الى سموات طبيعية جديدة؟‏ (‏ب)‏ ما هي «السموات الجديدة»؟‏

٨ وما هي هذه «السموات الجديدة»؟‏ انها ليست سموات طبيعية جديدة.‏ فقد صنع اللّٰه سمواتنا الطبيعية كاملة،‏ وهي تجلب له المجد.‏ (‏مزمور ٨:‏٣؛‏ ١٩:‏١ و ٢‏)‏ ان «السموات الجديدة» تشير الى حكم جديد لادارة الارض.‏ «فالسموات» الآن تتألف من حكومات بشرية الصنع.‏ وهذه ستزول في هرمجدون.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ و«السموات الجديدة» التي ستحل محلها ستكون حكومة اللّٰه السماوية.‏ وملكها سيكون يسوع المسيح.‏ ولكن سيحكم معه كجزء من «السموات الجديدة» ٠٠٠‏,١٤٤ من أتباعه الامناء.‏ —‏ رؤيا ٥:‏٩ و ١٠؛‏ ١٤:‏١ و ٣‏.‏

٩ (‏أ)‏ ما هي «الارض الجديدة»؟‏ (‏ب)‏ ما هي الارض التي ستهلك؟‏

٩ اذن ما هي «الارض الجديدة»؟‏ انها ليست كوكبا سيارا جديدا.‏ فقد صنع اللّٰه هذا الكوكب الارضي السيار ملائما تماما ليحيا عليه البشر،‏ ومشيئته هي ان يبقى الى الابد.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏٥‏)‏ ان «الارض الجديدة» تشير الى فريق او مجتمع جديد من الناس.‏ وغالبا ما يستعمل الكتاب المقدس كلمة «ارض» بمثل هذه الطريقة.‏ مثلا،‏ يقول:‏ «وكانت الارض (‏اي الناس)‏ كلها لسانا واحدا.‏» (‏تكوين ١١:‏١‏)‏ «فالارض» التي ستهلك هي الناس الذين يجعلون انفسهم جزءا من نظام الاشياء الشرير هذا.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ و«الارض الجديدة» التي تحل محلهم ستتألف من خدام اللّٰه الحقيقيين الذين انفصلوا عن عالم الناس الاشرار هذا.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

١٠ (‏أ)‏ من يجري تجميعهم الآن،‏ والى ماذا؟‏ (‏ب)‏ حسب الآيات على الصفحتين التاليتين ماذا سيجري على الارض الفردوسية مما لا تستطيع الحكومات البشرية فعله؟‏

١٠ والناس الآن من كل العروق والقوميات،‏ الذين سيؤلفون جزءا من «الارض الجديدة،‏» يجري تجميعهم الى الجماعة المسيحية.‏ والوحدة والسلام الذي يوجد بينهم هو مجرد لمحة مسبَّقة مصغَّرة الى ما سيجعل الحياة على الارض الفردوسية بعد هرمجدون متعة كهذه.‏ حقا،‏ سيحقق ملكوت اللّٰه ما لم تستطع اية حكومة بشرية حتى ان ترجو فعله.‏ فتأملوا في قليل من مثل هذه البركات على الصفحتين التاليتين.‏

اخوّة حبية من كل الجنس البشري

‏«اللّٰه لا يقبل الوجوه.‏ بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده.‏» —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

‏«اذا جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة .‏ .‏ .‏ لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد.‏» —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٦‏.‏

السلام بين الناس والحيوانات

‏«يسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمَّن معا وصبي صغير يسوقها.‏» —‏ اشعياء ١١:‏٦،‏ اشعياء ٦٥:‏٢٥‏.‏

لا مرض ولا شيخوخة ولا موت في ما بعد

‏«حينئذ تتفقح عيون العمي وآذان الصم تتفتح.‏ حينئذ يقفز الاعرج كالايَّل ويترنم لسان الاخرس.‏» —‏ اشعياء ٣٥:‏٥ و ٦‏.‏

‏«واللّٰه نفسه يكون معهم الها لهم.‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لانّ الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٣ و ٤‏.‏

الاموات يعادون الى الحياة

‏«تأتي الساعة التي يسمع فيها جميع الذين في القبور التذكارية صوته فيخرجون.‏» —‏ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏،‏ ع‌ج.‏

‏«سلّم البحر الاموات الذين فيه وسلّم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما.‏» —‏ رؤيا ٢٠:‏١٣‏.‏

١١ ماذا غالبا ما يفسد نوع الفردوس الذي يصنعه الناس الآن؟‏

١١ كم سيكون الفردوس في ظل ملكوت اللّٰه افضل من كل ما يمكن لهذا النظام القديم ان يجلبه!‏ صحيح ان بعض الناس اليوم حوّلوا المكان الذي يحيون فيه الى ما يبدو فردوسا.‏ ولكنّ الناس الذين يحيون معا في هذه الاماكن قد يكونون ادنياء وأنانيين وقد يبغضون ايضا بعضهم بعضا.‏ وعلى مر الوقت يمرضون ويشيخون ويموتون.‏ أما بعد هرمجدون فسيشمل الفردوس على الارض اكثر بكثير من مجرد البيوت الجميلة والجنات والحدائق.‏

١٢ و ١٣ (‏أ)‏ اية احوال للسلام ستوجد بعد هرمجدون؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزم لتحقيق هذه الاحوال؟‏

١٢ فكروا في ذلك.‏ سيتعلم الناس من كل العروق والقوميات ان يحيوا معا كعائلة واحدة من اخوة واخوات.‏ وسيحبون حقا بعضهم بعضا.‏ فلن يكون احد انانيا او قاسيا.‏ ولن يبغض احد شخصا آخر لمجرد عرقه او لونه او المكان الذي يأتي منه.‏ والتعصب لن يوجد في ما بعد.‏ وكل فرد على الارض سيصير صديقا وقريبا حقيقيا لكل فرد آخر.‏ حقا،‏ سيكون ذلك فردوسا بطريقة روحية.‏ فهل تحبون ان تحيوا في هذا الفردوس في ظل «السموات الجديدة»؟‏

١٣ يتكلم الناس اليوم كثيرا عن العيش معا في سلام،‏ حتى انهم اقاموا هيئة «للامم المتحدة.‏» ومع ذلك فان الناس والامم منقسمون بشكل لم يسبق له مثيل.‏ فماذا يلزم؟‏ يلزم ان تتغير قلوب الناس.‏ ولكن من الواضح انه يستحيل على حكومات هذا العالم ان تنجز اعجوبة كهذه.‏ أما رسالة الكتاب المقدس عن محبة اللّٰه فهي تفعل ذلك.‏

١٤ ماذا يحدث الآن برهانا على ان هذه الاحوال الفردوسية ستتحقق؟‏

١٤ عند التعلم عن النظام الجديد البار تندفع قلوب كثيرين من الناس الى ان تحب اللّٰه.‏ فيبتدئون بالعمل ايضا بطريقة حبية نحو الآخرين،‏ كما يفعل اللّٰه.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٩-‏١١ و ٢٠‏)‏ ويعني ذلك تغييرا كبيرا في حياتهم.‏ وهكذا فان كثيرين من الذين كانوا ادنياء ومملوئين كرها،‏ كالحيوانات الوحشية،‏ يصيرون ودعاء ومسالمين.‏ وكالخراف المذعنة يجري تجميعهم الى الرعية المسيحية.‏

١٥ (‏أ)‏ اي فريقين من المسيحيين هنالك؟‏ (‏ب)‏ من سيكونون اول الذين يؤلفون «الارض الجديدة»؟‏

١٥ لاكثر من ٩٠٠‏,١ سنة كان هنالك تجميع «للقطيع الصغير» المؤلف من ٠٠٠‏,١٤٤ مسيحي سيحكمون مع المسيح.‏ وقليلون فقط من هؤلاء باقون على الارض.‏ فالغالبية يحكمون الآن مع المسيح في السماء.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢،‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ ولكن في التكلم عن مسيحيين آخرين قال يسوع:‏ «لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة (‏من «القطيع الصغير»)‏ ينبغي ان آتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.‏» (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهنالك «جمع كثير» من هؤلاء «الخراف الاخر» يجري الآن تجميعهم.‏ وسيؤلفون اول اعضاء «الارض الجديدة.‏» ويهوه سيحميهم عبر «الضيقة العظيمة» عند نهاية هذا النظام الشرير ليجتازوا احياء الى الفردوس الارضي.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩ و ١٠،‏ ١٣-‏١٥‏.‏

١٦ اية اعجوبة ستجعل الحياة مع الحيوانات متعة؟‏

١٦ وبعد هرمجدون ستزيد اعجوبة اخرى في الاحوال الفردوسية.‏ فالحيوانات كالاسود والنمور والفهود والدببة،‏ التي يمكن ان تكون الآن خطرة،‏ ستكون في سلام.‏ وحينئذ ما أبدع ان تتمشوا في الغابات وان ينضم اليكم لمدة قصيرة اسد الى جانبكم وربما بعد ذلك دب كبير!‏ فلن يلزم ايّ انسان ثانية ابدا ان يخاف شيئا حيا آخر.‏

١٧ و ١٨ (‏أ)‏ اي سبب للحزن لن يعود موجودا في الارض الفردوسية؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكننا ان نتيقّن ان الصحة الكاملة سيتمتع بها الجميع؟‏

١٧ ومع ذلك مهما كانت البيوت والجنات جميلة،‏ او مهما كان الناس لطفاء ومحبين،‏ او مهما كانت الحيوانات مستأنسة،‏ فاذا مرضنا وشخنا ومتنا يكون هنالك حزن ايضا.‏ ولكن من يستطيع ان يجلب الصحة الكاملة للجميع؟‏ لقد فشلت الحكومات البشرية في محو السرطان وأمراض القلب والعلل الاخرى.‏ ومع ذلك حتى ولو توصلت الى فعل ذلك يعترف الاطباء بأن هذا لا يمنع الناس عن الهرم.‏ فنشيخ ايضا.‏ وعلى مر الوقت تكلّ عيوننا،‏ وتضعف عضلاتنا،‏ ويتجعد جلدنا،‏ وتعتلّ الاعضاء داخل اجسامنا.‏ ويتبع الموت.‏ وكم يكون ذلك محزنا!‏

١٨ وبعد هرمجدون،‏ في الارض الفردوسية،‏ ستغيّر اعجوبة عظمى من اللّٰه كل ذلك لان وعد الكتاب المقدس هو:‏ «لا يقول ساكن انا مرضت.‏» (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ وعندما كان يسوع المسيح على الارض برهن على قدرته على شفاء كل انواع الامراض والعلل،‏ التي تنتج لسبب الخطية التي ورثناها عن آدم.‏ (‏مرقس ٢:‏١-‏١٢،‏ متى ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ والهرم سيمتنع ايضا تحت حكم الملكوت.‏ حتى ان الشيوخ سيصبحون شبانا ثانية.‏ اجل،‏ سيصير لحم الانسان اغض مما كان في شبابه.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥‏)‏ وحينئذ ما أروع ان تستيقظوا كل صباح وتدركوا انكم بصحة افضل مما كنتم في اليوم السابق!‏

١٩ ما هو آخر عدو يُبطل،‏ وكيف؟‏

١٩ بالتأكيد لا احد ممن يحيون بصحة الشباب الكاملة في الارض الفردوسية يريد ان يموت.‏ ولا احد يلزم ان يموت!‏ فنيلهم فوائد الذبيحة الفدائية سيعني التمتع اخيرا بهبة اللّٰه العظمى التي هي «حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا.‏» (‏رومية ٦:‏٢٣‏)‏ وكما يقول الكتاب المقدس فان المسيح «يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه.‏ آخر عدو يُبطل هو الموت.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٥،‏ ٢٦،‏ اشعياء ٢٥:‏٨‏.‏

٢٠ من فضلا عن الاشخاص الاحياء الآن سيتمتعون بالارض الفردوسية،‏ وكيف سيكون ذلك ممكنا؟‏

٢٠ وحتى الاشخاص الاموات الآن سيتمتعون بالارض الفردوسية.‏ فسيعودون الى الحياة!‏ وهكذا،‏ في ذلك الحين،‏ عوضا عن اعلانات الوفيات ستكون هنالك تقارير مفرحة عن اولئك الذين اقيموا.‏ فما أبدع الترحيب بعودة الآباء والامهات والاولاد والاحباء الاموات الآخرين من المدفن!‏ ولن تبقى قاعات مآتم او مدافن او شواهد تفسد جمال الارض الفردوسية.‏

٢١ (‏أ)‏ من سيكونون على يقين من تنفيذ شرائع وارشادات «السموات الجديدة»؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا ان نظهر اننا فعلا نريد «السموات الجديدة» و«الارض الجديدة»؟‏

٢١ ومن سيوجهون او يديرون النشاطات على الارض الفردوسية؟‏ ستأتي كل الشرائع والارشادات من «السموات الجديدة» من فوق.‏ أما على الارض فسيكون هنالك رجال امناء معيّنون ليكونوا على يقين من تنفيذ هذه الشرائع والارشادات.‏ واذ يمثل هؤلاء الرجال الملكوت السماوي بطريقة خصوصية يدعوهم الكتاب المقدس «رؤساء.‏» (‏اشعياء ٣٢:‏١ و ٢،‏ مزمور ٤٥:‏١٦‏)‏ وحتى في الجماعة المسيحية اليوم يجري تعيين رجال بروح اللّٰه القدوس ليعتنوا ويديروا نشاطاتها.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وبعد هرمجدون يمكننا ان نثق بأن المسيح سيهتم بتعيين الرجال الذين يليق بهم ان يمثلوا حكومة الملكوت،‏ لانه حينئذ سيشترك مباشرة في شؤون الارض.‏ فكيف يمكنكم ان تظهروا انكم بشوق تنتظرون «السموات الجديدة» و«الارض الجديدة» التي للّٰه؟‏ بفعل كل ما في وسعكم لبلوغ مطالب العيش في هذا النظام الجديد البار.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٤‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏