الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

جعل الحياة العائلية ناجحة

جعل الحياة العائلية ناجحة

الفصل ٢٩

جعل الحياة العائلية ناجحة

١ (‏أ)‏ كيف نالت العائلة بدايتها؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان قصد اللّٰه في ما يتعلق بالعائلة؟‏

عندما خلق يهوه اللّٰه الرجل والمرأة الاولين جمعهما معا لانتاج عائلة.‏ (‏تكوين ٢:‏٢١-‏٢٤،‏ متى ١٩:‏٤-‏٦‏)‏ فكان قصد اللّٰه ان يكثر هذان الزوجان بانتاج الاولاد.‏ وبعد ذلك،‏ عندما يكبر الاولاد،‏ كان عليهم ان يتزوجوا ويشكلوا عائلاتهم الخاصة.‏ وكان قصد اللّٰه على مر الوقت ان تحيا العائلات السعيدة في كل ناحية من الارض.‏ وكانت ستحوّل الارض الى فردوس جميل في كل مكان.‏ —‏ تكوين ١:‏٢٨‏.‏

٢ و ٣ (‏أ)‏ لماذا لا يمكن لوم اللّٰه على الفشل العائلي؟‏ (‏ب)‏ ماذا يلزم للتمتع بحياة عائلية ناجحة؟‏

٢ ومع ذلك تتحطم العائلات اليوم،‏ والعديدة التي لا تزال معا غير سعيدة.‏ ولذلك قد يسأل المرء:‏ «اذا كان اللّٰه قد خلق العائلة ألا يجب ان نتوقع نتائج افضل؟‏» ولكن لا يمكن لوم اللّٰه على الفشل العائلي.‏ فقد يصنع صاحب المعمل انتاجا ويزوّد الارشادات عن كيفية استعماله.‏ ولكن هل هو عيب صاحب المعمل اذا فشل الانتاج لان الشاري لا يتبع الارشادات؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فالانتاج،‏ حتى ولو كان كامل النوعية،‏ سيفشل لانه لا يُستعمل بلياقة.‏ وكذلك هي الحال مع العائلة.‏

٣ زوّد يهوه اللّٰه الارشادات في الكتاب المقدس عن الحياة العائلية.‏ أما اذا جرى تجاهل هذه الارشادات فحينئذ ماذا؟‏ رغم كمال الترتيب العائلي يمكن ان يتحطم.‏ وحينئذ لن يكون اعضاء العائلة سعداء.‏ ومن جهة اخرى،‏ اذا جرى اتّباع الخطوط الارشادية في الكتاب المقدس سينتج ذلك عائلة سعيدة ناجحة.‏ ولذلك من الضروري ان نفهم كيف صنع اللّٰه مختلف اعضاء العائلة وأية ادوار قصد ان يملأوها.‏

كيف خلق اللّٰه الرجل والمرأة

٤ (‏أ)‏ اية اختلافات هنالك بين الرجال والنساء؟‏ (‏ب)‏ لماذا خلق اللّٰه اختلافات كهذه؟‏

٤ يستطيع ايّ انسان ان يرى ان يهوه لم يصنع الرجال والنساء بالبنية ذاتها.‏ صحيح انهم من نواح عديدة متشابهون.‏ ولكن هنالك اختلافات واضحة في مظهرهم الجسدي وتركيبهم الجنسي.‏ ولديهم ايضا صفات عاطفية مختلفة.‏ فلماذا الاختلافات؟‏ لقد صنعهم اللّٰه هكذا ليساعد كلاّ منهم على اتمام دور مختلف.‏ فبعد ان خلق اللّٰه الرجل قال اللّٰه:‏ «ليس جيدا أن يكون آدم وحده فأصنع له معينا نظيره.‏» —‏ تكوين ٢:‏١٨‏.‏

٥ (‏أ)‏ كيف صُنعت المرأة «نظيرا» للرجل؟‏ (‏ب)‏ اين جرى الزواج الاول؟‏ (‏ج)‏ لماذا يمكن ان يكون الزواج ترتيبا سعيدا حقا؟‏

٥ والنظير شيء يماثل او يوافق جيدا شيئا آخر،‏ مكملا اياه.‏ وقد صنع اللّٰه المرأة مثيلا للرجل يمنح الاكتفاء لمساعدته على تنفيذ الاوامر المعطاة من اللّٰه لجعل الارض آهلة بالسكان والاعتناء بها.‏ ولذلك،‏ بعد خلق المرأة من عضو من الرجل،‏ اجرى اللّٰه الزواج الاول هنالك في جنة عدن اذ «احضرها الى آدم.‏» (‏تكوين ٢:‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٨ و ٩‏)‏ ويمكن ان يكون الزواج ترتيبا سعيدا اذ صُنع كلّ من الرجل والمرأة بحاجة يملك الآخر القدرة على سدّها.‏ وصفاتهما المختلفة يوازن بعضها بعضا.‏ فعندما يفهم ويقدّر كلّ من الزوج والزوجة الآخر،‏ ويتعاونان بانسجام مع الدورين المعيَّنين لهما،‏ يساهم كلّ منهما بدوره في بناء بيت سعيد.‏

دور الزوج

٦ (‏أ)‏ من جُعل رأس العائلة؟‏ (‏ب)‏ لماذا ذلك لائق وعملي؟‏

٦ يحتاج الزواج او العائلة الى قيادة.‏ وقد خُلق الرجل بمقدار اعظم من الصفات والقدرات اللازمة لتزويد مثل هذه القيادة.‏ ولهذا السبب يقول الكتاب المقدس:‏ «الرجل هو رأس المرأة كما أنّ المسيح ايضا رأس الكنيسة.‏» (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ وهذا عملي،‏ لانه عندما لا توجد قيادة يوجد اضطراب وتشويش.‏ لان العائلة دون رئاسة كمحاولة سوق سيارة دون مقود.‏ او اذا كانت الزوجة ستنافس في الرئاسة فذلك كوجود سائقين اثنين في السيارة لكلّ منهما مقود يوجّه عجلة امامية منفصلة.‏

٧ (‏أ)‏ لماذا لا يحب بعض النساء فكرة رئاسة الرجل؟‏ (‏ب)‏ هل لكل شخص رأس،‏ ولماذا ترتيب اللّٰه للرئاسة حكيم؟‏

٧ ولكنّ نساء كثيرات لا يحببن الفكرة القائلة ان الرجل يجب ان يكون رأس العائلة.‏ وأحد الاسباب الرئيسية لذلك هو ان ازواجا كثيرين لا يتبعون ارشادات اللّٰه عن كيفية ممارسة الرئاسة اللائقة.‏ ومع ذلك فالواقع المعترف به هو انه لكي تعمل اية هيئة جيدا يلزم ان يزوّد التوجيه ويتخذ القرارات النهائية شخص ما.‏ وهكذا يقول الكتاب المقدس بحكمة:‏ «رأس كل رجل هو المسيح.‏ وأما رأس المرأة فهو الرجل.‏ ورأس المسيح هو اللّٰه.‏» (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ وفي ترتيب اللّٰه فان اللّٰه هو الوحيد الذي ليس عليه رأس.‏ وكل فرد آخر،‏ بمن فيهم يسوع المسيح وكذلك الازواج والزوجات،‏ يلزم ان يقبل التوجيه ويذعن لقرارات الآخرين.‏

٨ (‏أ)‏ مثال من يلزم الازواج ان يتبعوا في ممارسة الرئاسة؟‏ (‏ب)‏ اية دروس يجب ان يتعلمها الازواج من هذا المثال؟‏

٨ يعني ذلك ان الرجال لكي يتمموا دورهم كأزواج يجب ان يقبلوا رئاسة المسيح.‏ ويجب ايضا ان يتبعوا مثاله بممارسة الرئاسة على زوجاتهم كما يمارسها هو على جماعة أتباعه.‏ وكيف تعامل المسيح مع أتباعه الارضيين؟‏ كان ذلك دائما بطريقة لطيفة واعتبارية.‏ فلم يكن قط قاسيا او سريع الغضب حتى عندما كانوا يتباطأون في قبول توجيهه.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥،‏ لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٧،‏ يوحنا ١٣:‏٤-‏١٥‏)‏ وفي الواقع،‏ بذل حياته طوعا لاجلهم.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فيجب على الزوج المسيحي ان يدرس باعتناء مثال المسيح ويفعل افضل ما يستطيع ليتبعه عند التعامل مع عائلته.‏ ونتيجة ذلك لن يكون رأس عائلة مستبدا او انانيا او عديم الاعتبار.‏

٩ (‏أ)‏ اي تذمر هنالك لدى زوجات كثيرات؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان يذكر الازواج بحكمة وهم يمارسون الرئاسة؟‏

٩ ومن جهة اخرى،‏ يجب ان يتأمل الازواج في هذا:‏ هل تتذمر زوجتكم لانكم لا تتصرفون حقا كرأس للعائلة؟‏ وهل تقول انكم لا تأخذون القيادة في البيت،‏ مخططين نشاطات العائلة وممارسين المسؤولية لاتخاذ القرارات النهائية؟‏ ولكنّ ذلك ما يتطلب اللّٰه منكم،‏ كزوج،‏ ان تفعلوه.‏ وطبعا،‏ من الحكمة ان تكونوا راغبين في الاستماع الى اقتراحات وتفضيلات اعضاء العائلة الآخرين وان تأخذوا هذه الاقتراحات بعين الاعتبار وأنتم تمارسون الرئاسة.‏ وكزوج من الواضح انكم تملكون الدور الاصعب في العائلة.‏ أما اذا بذلتم جهدا مخلصا لتتمموه فستشعر زوجتكم على الارجح بالميل الى منحكم المساعدة والتأييد.‏ —‏ امثال ١٣:‏١٠؛‏ ١٥:‏٢٢‏.‏

اتمام دور الزوجة

١٠ (‏أ)‏ اي مسلك يحث الكتاب المقدس الزوجات عليه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يحدث عندما تفشل الزوجات في الاصغاء الى مشورة الكتاب المقدس؟‏

١٠ كما يقول الكتاب المقدس،‏ صُنعت المرأة معينا لزوجها.‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ وانسجاما مع هذا الدور يحث الكتاب المقدس:‏ «ايها النساء اخضعن لرجالكن٠ّ» (‏افسس ٥:‏٢٢‏)‏ والعدوان والتنافس الانثوي مع الرجال صار اليوم شائعا.‏ ولكن عندما تندفع الزوجات الى الامام في محاولة لتسلّم الرئاسة لا بد ان يُنتج تصرفهنّ المشاكل غالبا.‏ وكثيرون من الازواج انما يقولون:‏ «اذا ارادت ان تدير البيت فلتتقدم ولتفعل ذلك.‏»‏

١١ (‏أ)‏ كيف تستطيع الزوجة ان تساعد زوجها على اخذ القيادة؟‏ (‏ب)‏ اذا تممت الزوجة دورها المعيَّن من اللّٰه اي اثر سيكون لذلك على الارجح في زوجها؟‏

١١ قد تشعرين بأنك مجبرة على اخذ القيادة لان زوجك لا يفعل ذلك.‏ ولكن هل تستطيعين ان تفعلي اكثر لمساعدته على انجاز مسؤولياته كرأس للعائلة؟‏ هل تُظهرين انك تتطلعين اليه من اجل القيادة؟‏ وهل تطلبين اقتراحاته وارشاده؟‏ هل تتجنبين بأية طريقة كانت الاستخفاف بما يفعل؟‏ اذا كنت حقا تعملين على اتمام دورك المعيَّن من اللّٰه في العائلة سيبتدئ زوجك على الارجح بتحمل دوره.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٢ ماذا يظهر ان الزوجات يستطعن التعبير بلياقة عن آرائهنّ حتى ولو كانت هذه مخالفة لتلك التي لزوجهنّ؟‏

١٢ لا يعني ذلك ان الزوجة لا يجب ان تعبّر عن آرائها اذا كانت تختلف عن تلك التي لزوجها.‏ فقد تملك وجهة نظر صحيحة،‏ والعائلة تستفيد اذا سمع زوجها لها.‏ وزوجة ابرهيم سارة معطاة مثالا للزوجات المسيحيات لسبب خضوعها لزوجها.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١ و ٥ و ٦‏)‏ ومع ذلك اوصت بحلّ لمشكلة بيتية،‏ وعندما لم يتفق ابرهيم معها قال له اللّٰه:‏ «اسمع لقولها.‏» ‏(‏تكوين ٢١:‏٩-‏١٢‏)‏ وطبعا،‏ عندما يتخذ الزوج قرارا نهائيا في القضية يجب على الزوجة ان تؤيد ذلك اذا كان لا يجعلها تكسر شريعة اللّٰه.‏ —‏ اعمال ٥:‏٢٩‏.‏

١٣ ماذا تفعل الزوجة الصالحة،‏ وماذا يكون الاثر في عائلتها؟‏

١٣ وفي اتمام دورها بلياقة هنالك الكثير مما تستطيع الزوجة ان تفعله في الاعتناء بالعائلة.‏ مثلا،‏ تستطيع ان تهيئ الاطعمة المغذية،‏ وتحفظ البيت نظيفا وأنيقا،‏ وتشترك في ارشاد الاولاد.‏ ويحث الكتاب المقدس النساء المتزوجات «أن يكنّ محبات لرجالهنّ ويحببن اولادهنّ متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهنّ صالحات خاضعات لرجالهنّ لكي لا يجدَّف على كلمة اللّٰه.‏» (‏تيطس ٢:‏٤ و ٥‏)‏ والزوجة والام التي تتمم هذه الواجبات تربح المحبة والاحترام الدائمين لعائلتها.‏ —‏ امثال ٣١:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٦-‏٢٨‏.‏

مكان الاولاد في العائلة

١٤ (‏أ)‏ ما هو المركز اللائق للاولاد في العائلة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن للاولاد ان يتعلموا من مثال يسوع؟‏

١٤ اوصى يهوه الزوجين البشريين الاولين:‏ «أثمروا واكثروا.‏» (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ اجل،‏ امرهما اللّٰه بانجاب الاولاد.‏ وكان القصد ان يصير الاولاد بركة للعائلة.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣-‏٥‏)‏ واذ يكونون تحت شريعة ووصية ابويهم يشبّه الكتاب المقدس مركز الولد بذاك الذي للعبد.‏ (‏امثال ١:‏٨؛‏ ٦:‏٢٠-‏٢٣،‏ غلاطية ٤:‏١‏)‏ وحتى يسوع بقي خاضعا لابويه عندما كان ولدا.‏ (‏لوقا ٢:‏٥١‏)‏ ويعني ذلك انه اطاعهما،‏ فاعلا ما يأمران به.‏ فاذا فعل جميع الاولاد الامر ذاته يساهم ذلك حقا في السعادة العائلية.‏

١٥ لماذا كثيرا ما يكون الاولاد غما لآبائهم؟‏

١٥ ومع ذلك،‏ عوضا عن كونهم بركة للعائلة،‏ كثيرا ما يكون الاولاد اليوم مصدر غمّ للآباء.‏ ولماذا؟‏ ذلك لسبب فشل الاولاد،‏ وكذلك الآباء،‏ في ان يطبقوا في حياتهم ارشادات الكتاب المقدس عن الحياة العائلية.‏ وما هي بعض شرائع ومبادئ اللّٰه هذه؟‏ لنفحص قليلا منها على الصفحات التالية.‏ واذ نفعل ذلك انظروا اذا كنتم لا توافقون انكم بتطبيقها تستطيعون ان تساهموا في السعادة في عائلتكم.‏

أحبوا وأكرموا زوجتكم

١٦ ماذا يوصى الازواج بفعله،‏ وكيف تنفَّذ هذه الوصايا بلياقة؟‏

١٦ بحكمة الهية يقول الكتاب المقدس:‏ «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏» (‏افسس ٥:‏٢٨-‏٠٣‏)‏ ومرة بعد اخرى يبرهن الاختبار ان الزوجات لكي ينلن السعادة يجب ان يشعرن بأنهنّ محبوبات.‏ ويعني ذلك ان الزوج يجب ان يمنح زوجته انتباها خصوصيا،‏ بما في ذلك الرقة والفهم واعادة الطمأنة.‏ ويجب ان يعطيها كرامة،‏ كما يقول الكتاب المقدس.‏ وهو يفعل ذلك اذ يأخذها بعين الاعتبار في كل ما يفعله.‏ وبهذه الطريقة يستحق احترامها.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏.‏

احترمي زوجك

١٧ ماذا توصى الزوجات بفعله،‏ وكيف يفعلن ذلك؟‏

١٧ وما القول في الزوجات؟‏ «أما المرأة (‏فلتحترم احتراما عميقا،‏ ع‌ج)‏ رجلها،‏» يوضح الكتاب المقدس.‏ (‏افسس ٥:‏٣٣‏)‏ والفشل في الاصغاء الى هذه المشورة سبب رئيسي لاستياء بعض الازواج من زوجاتهم.‏ وتظهر الزوجة الاحترام بتأييد قرارات زوجها والتعاون القلبي معه لانجاز اهداف العائلة.‏ واذ تتمم دورها المعيَّن في الكتاب المقدس كمعين ونظير لزوجها تسهّل على زوجها ان يحبها.‏ —‏ تكوين ٢:‏١٨‏.‏

كونوا امناء بعضكم لبعض

١٨ لماذا يجب ان يكون رفقاء الزواج امناء بعضهم لبعض؟‏

١٨ يقول الكتاب المقدس:‏ «ليكن الازواج والزوجات امناء بعضهم لبعض.‏» وللزوج يقول:‏ «كن سعيدا بزوجتك وافرح بالفتاة التي زفَّت اليك .‏ .‏ .‏ فلماذا تعطي حبك لامرأة اخرى؟‏ ولماذا تفضل مفاتن زوجة رجل آخر؟‏» (‏عبرانيين ١٣:‏٤،‏ امثال ٥:‏١٨-‏٠٢‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة)‏ اجل،‏ يخالف الزنا شريعة اللّٰه،‏ ويؤدي الى المشاكل في الزواج.‏ «يعتقد كثيرون من الناس ان علاقة الزنا يمكن ان تتبّل الزواج،‏» قالت باحثة في الزواج،‏ ولكنها اضافت ان العلاقة تؤدي دائما الى «مشاكل حقيقية.‏» —‏ امثال ٦:‏٢٧-‏٢٩،‏ ٣٢‏.‏

اطلبوا متعة رفيقكم

١٩ كيف يمكن لرفقاء الزواج ان يحصلوا على اعظم متعة من العلائق الجنسية؟‏

١٩ لا تأتي السعادة عندما يطلب المرء المتعة الجنسية لنفسه بصورة رئيسية.‏ ولكن يجري الحصول عليها بطلب المرء ايضا ارضاء رفيقه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «ليوف الرجل المرأة حقها الواجب وكذلك المرأة ايضا الرجل.‏» (‏١ كورنثوس ٧:‏٣‏)‏ فالتشديد هو على الايفاء،‏ العطاء.‏ وبالعطاء ينال المعطي ايضا متعة اصيلة.‏ وذلك كما قال يسوع المسيح:‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏» —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

اعطوا من نفسكم لاولادكم

٢٠ لماذا فعل المرء الامور مع اولاده مهم جدا؟‏

٢٠ قال ولد يبلغ الثامنة من العمر تقريبا:‏ «ابي يعمل كل الوقت.‏ ولا يكون في البيت ابدا.‏ فهو يعطيني مالا وكثيرا من اللعب،‏ ولكنني اكاد لا اراه ابدا.‏ وأنا احبه وأتمنى ان لا يعمل كل الوقت لاتمكن من رؤيته اكثر.‏» فكم تكون الحياة البيتية افضل عندما يتبع الآباء وصية الكتاب المقدس بتعليم اولادهم حين يجلسون في بيوتهم وحين يمشون في الطريق وحين ينامون وحين يقومون!‏ والاعطاء من نفسكم لاولادكم،‏ صارفين معهم وقتا جيدا،‏ لا بد ان يساهم في السعادة العائلية.‏ —‏ تثنية ١١:‏١٩،‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

زوّدوا التأديب اللازم

٢١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن منح التأديب للاولاد؟‏

٢١ يرسم ابونا السماوي للآباء مثالا لائقا اذ يزوّد شعبه الارشاد التقويمي او التأديب.‏ فالاولاد يحتاجون الى التأديب.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٦،‏ امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ وفي ادراك ذلك يحث الكتاب المقدس:‏ «ايها الآباء .‏ .‏ .‏ ربوا (‏اولادكم)‏ بتأديب الرب وانذاره.‏» ومنح التأديب،‏ حتى ولو شمل الصفع او ابعاد الامتيازات،‏ دليل على ان الآباء يحبون اولادهم.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «من احبَّ (‏ابنه)‏ يطلب له التأديب.‏» —‏ افسس ٦:‏٤،‏ امثال ١٣:‏٢٤؛‏ ٢٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

ايها الاحداث —‏ قاوموا الطرق العالمية

٢٢ اي واجب يقع على الاحداث،‏ وماذا يتعلق باتمامه؟‏

٢٢ يبذل العالم جهدا لحمل الاحداث على كسر شرائع اللّٰه.‏ وأيضا،‏ كما يذكر الكتاب المقدس،‏ «الجهالة مرتبطة بقلب الولد.‏» (‏امثال ٢٢:‏١٥‏)‏ ولذلك فهو جهاد ان تفعلوا ما هو صواب.‏ ومع ذلك يقول الكتاب المقدس:‏ «ايها الاولاد،‏ واجبكم المسيحي هو ان تطيعوا والديكم لان هذا هو الشيء الصائب لفعله.‏» وسيجلب ذلك مكافآت سخية.‏ فيا ايها الاولاد،‏ كونوا حكماء.‏ أصغوا الى المشورة:‏ «اذكر خالقك في ايام شبابك.‏» قاوموا تجارب تناول المخدرات والانهماك في السكر وارتكاب العهارة وفعل الامور الاخرى التي تخالف شرائع اللّٰه.‏ —‏ افسس ٦:‏١-‏٤‏،‏ الترجمة الانكليزية الحديثة،‏ جامعة ١٢:‏١،‏ امثال ١:‏١٠-‏١٩‏.‏

ادرسوا الكتاب المقدس معا

٢٣ اية فوائد تتمتع بها العائلات اذ تدرس الكتاب المقدس معا؟‏

٢٣ اذا درس وطبق احد اعضاء العائلة تعاليم الكتاب المقدس يساهم ذلك في السعادة العائلية.‏ اما اذا فعل ذلك الجميع —‏ الزوج والزوجة والاولاد —‏ فكم تكون هذه عائلة مباركة!‏ وتكون هنالك علاقة وثيقة حارة،‏ باتصال صريح،‏ اذ يحاول كل فرد من اعضاء العائلة ان يساعد الآخرين على خدمة يهوه اللّٰه.‏ فاجعلوا ذلك عادة عائلية ان تدرسوا الكتاب المقدس معا.‏ —‏ تثنية ٦:‏٤-‏٩،‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

معالجة المشاكل العائلية بنجاح

٢٤ لماذا يجب ان يتجاوز كل من رفيقي الزواج عن اخطاء الآخر؟‏

٢٤ وحتى في العائلات السعيدة عموما تكون هنالك مشاكل من حين الى آخر.‏ ذلك لاننا جميعا ناقصون ونفعل امورا خاطئة.‏ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ فلا يجب ان يتطلب رفيقا الزواج الكمال احدهما من الآخر.‏ ولكن يجب ان يتجاوز كل منهما عن اخطاء الآخر.‏ ولذلك لا يجب ان يتوقع ايّ من الرفيقين زواجا سعيدا بشكل كامل،‏ لان ذلك يستحيل على الناس الناقصين ان ينجزوه.‏

٢٥ كيف يلزم حل المشاكل الزوجية بمحبة؟‏

٢٥ طبعا،‏ يريد الزوج والزوجة ان يعملا على تجنب ما يزعج الرفيق الآخر.‏ ومع ذلك،‏ مهما حاولا بجد،‏ يفعلان احيانا امورا تزعج الآخر.‏ فكيف تلزم معالجة المشاكل؟‏ مشورة الكتاب المقدس هي:‏ «المحبة تستر كثرة من الخطايا.‏» (‏١ بطرس ٤:‏٨‏)‏ ويعني ذلك ان الرفيقين اللذين يظهران المحبة لا يستمران في عرض الاخطاء التي ارتكبها الآخر.‏ فالمحبة انما تقول:‏ نعم،‏ انك ارتكبت خطأ٠ ولكنني انا ايضا اخطئ احيانا.‏ ولذلك سأتغاضى عن اخطائك،‏ ويمكنك ان تفعل لي الامر ذاته.‏ —‏ امثال ١٠:‏١٢؛‏ ١٩:‏١١‏.‏

٢٦ عندما تنشأ مشكلة ما ماذا يساعد على بتّ القضية؟‏

٢٦ عندما يكون المتزوجون على استعداد للاعتراف بالاخطاء ويحاولون تقويمها يمكن تجنب كثير من الجدال والاحزان.‏ فيجب ان يكون هدفهم حلّ المشاكل لا ربح الجدال.‏ وحتى اذا كان رفيقكم مخطئا اجعلوا حلّ المشكلة اسهل بكونكم لطفاء.‏ واذا كنتم انتم المذنب اطلبوا الغفران بتواضع.‏ لا تؤجلوا ذلك.‏ عالجوا المشكلة دون تأخير.‏ «لا تغرب الشمس على غيظكم.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٦‏.‏

٢٧ اتّباع اية مشورة للكتاب المقدس يساعد رفقاء الزواج على حل مشاكلهم؟‏

٢٧ وخصوصا اذا كنتم شخصا متزوجا يلزمكم ان تتبعوا القاعدة القائلة ان «لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لآخرين ايضا.‏» (‏فيلبي ٢:‏٤‏)‏ ويلزمكم ان تطيعوا وصية الكتاب المقدس:‏ «البسوا .‏ .‏ .‏ احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى.‏ كما غفر لكم (‏يهوه،‏ ع‌ج)‏ هكذا انتم ايضا.‏ وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال.‏» —‏ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

٢٨ (‏أ)‏ هل الطلاق هو الوسيلة لبتّ المشاكل الزوجية؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقول الكتاب المقدس انه السبب الوحيد للطلاق الذي يحرر الفرد ليتزوج ثانية؟‏

٢٨ كثيرون من المتزوجين اليوم لا يدعون المشورة من كلمة اللّٰه تساعدهم على حلّ مشاكلهم،‏ فيطلبون الطلاق.‏ وهل يوافق اللّٰه على الطلاق كوسيلة لبتّ المشاكل؟‏ كلا.‏ (‏ملاخي ٢:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فقد اراد ان يكون الزواج ترتيبا مدى الحياة.‏ (‏رومية ٧:‏٢‏)‏ ويسمح الكتاب المقدس بسبب واحد فقط للحصول على الطلاق الذي يحرر ليتزوج ثانية،‏ وهو العهارة (‏باليونانية،‏ بورنيا،‏ فساد ادبي جنسي خطير)‏.‏ فاذا جرى ارتكاب العهارة حينئذ يمكن للرفيق البريء ان يقرر ما اذا كان سيحصل على الطلاق ام لا.‏ —‏ متى ٥:‏٣٢‏.‏

٢٩ (‏أ)‏ ان لم يشترك رفيق زواجكم معكم في العبادة المسيحية ماذا يجب ان تفعلوا؟‏ (‏ب)‏ ماذا تكون النتيجة المحتملة؟‏

٢٩ وما القول اذا كان رفيق زواجكم يرفض ان يدرس معكم كلمة اللّٰه او حتى يقاوم نشاطكم المسيحي؟‏ مع ذلك يشجعكم الكتاب المقدس على البقاء مع رفيقكم وعدم اعتبار الهجر طريقة سهلة للخروج من مشاكلكم.‏ افعلوا ما تستطيعون شخصيا لتحسين الحالة في بيتكم بتطبيق ما يقوله الكتاب المقدس في ما يتعلق بسلوككم انتم.‏ وعلى مر الوقت،‏ لسبب سلوككم المسيحي،‏ قد تربحون رفيقكم.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏١٠-‏١٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١ و ٢‏)‏ وكم تكون بركتكم عظيمة اذا كوفئت اناتكم الحبية بهذه الطريقة!‏

٣٠ لماذا من المهم جدا ان يرسم الآباء مثالا حسنا لاولادهم؟‏

٣٠ والكثير من المشاكل العائلية اليوم يشمل الاولاد.‏ فماذا يمكن فعله اذا كانت هذه هي الحال في عائلتكم؟‏ اولا،‏ كآباء يلزمكم ان ترسموا مثالا حسنا.‏ ذلك لان الاولاد يميلون الى اتّباع ما تفعلونه اكثر مما تقولونه.‏ وعندما تختلف اعمالكم عن اقوالكم سرعان ما يرى الصغار ذلك.‏ فاذا اردتم ان يحيا اولادكم حياة مسيحية صالحة يجب عليكم انتم ان ترسموا المثال.‏ —‏ رومية ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

٣١ (‏أ)‏ اي سبب اهم يحتاج اليه الاولاد لاطاعة مشورة آبائهم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكنكم ان تُظهروا لحدثكم حكمة اطاعة شريعة اللّٰه التي تنهى عن العهارة؟‏

٣١ وتحتاجون ايضا الى اقناع اولادكم منطقيا.‏ فلا يكفي مجرد القول للاحداث:‏ «لا اريد ان ترتكب العهارة لان ذلك خاطئ.‏» فهم يحتاجون ان تُظهروا لهم ان خالقهم،‏ يهوه اللّٰه،‏ هو الذي يقول ان امورا كالعهارة خاطئة.‏ (‏افسس ٥:‏٣-‏٥؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٧‏)‏ ولكن حتى هذا لا يكفي.‏ فالاولاد يحتاجون ايضا ان تساعدوهم ليروا لماذا يجب ان يطيعوا شرائع اللّٰه وكيف يفيدهم ذلك.‏ مثلا،‏ يمكنكم ان تلفتوا انتباه حدثكم الى الطريقة البديعة التي يتشكل بها الطفل البشري باتحاد خلية الرجل المنوية وبييضة المرأة وأن تسألوا:‏ «ألا تعتقد ان الذي جعل اعجوبة الولادة هذه ممكنة يعرف أحسن كيف يجب ان يستعمل البشر قوى تناسلهم المعطاة من اللّٰه؟‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٣-‏١٧‏)‏ او يمكنكم ان تسألوا:‏ «هل تعتقد ان خالقنا العظيم يصنع شريعة تسلبنا المتعة في الحياة؟‏ أفلا يجب ان نكون أسعد اذا اطعنا شرائعه؟‏»‏

٣٢ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يكون موقفكم اذا كانت آراء ولدكم لا تتفق مع تلك التي للّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف تستطيعون مساعدة ولدكم ليرى حكمة ما يقوله الكتاب المقدس؟‏

٣٢ يمكن لاسئلة كهذه ان تجعل ولدكم يبتدئ بالتفكير في شريعة اللّٰه التي تسود استعمال الاعضاء التناسلية.‏ فرحبوا بآرائه.‏ وان لم تكن ما تريدون ان تكون لا تغضبوا.‏ حاولوا ان تفهموا ان جيل ولدكم قد انحرف بعيدا عن التعاليم البارة في الكتاب المقدس،‏ ثم حاولوا ان تُظهروا له لماذا ممارسات جيله الفاسدة ادبيا غير حكيمة.‏ وربما استطعتم ان تلفتوا انتباه ولدكم الى امثلة معيَّنة ادى فيها الفساد الادبي الجنسي الى الولادات غير الشرعية او الامراض التناسلية او المشاكل الاخرى.‏ وبهذه الطريقة تجري مساعدته ليرى صواب وصحة ما يقوله الكتاب المقدس.‏

٣٣ لماذا يمكن للرجاء المؤسس على الكتاب المقدس للحياة الى الابد في الفردوس على الارض ان يساعدنا على جعل الحياة العائلية ناجحة؟‏

٣٣ وخصوصا يمكن للرجاء المؤسس على الكتاب المقدس للحياة الى الابد في الفردوس على الارض ان يساعدنا على جعل الحياة العائلية ناجحة.‏ ولماذا؟‏ لاننا اذا كنا حقا نريد ان نحيا في نظام اللّٰه الجديد نحاول بجد ان نحيا الآن كما نرجو ان نحيا آنذاك.‏ ويعني ذلك اننا سنتبع بشكل لصيق ارشادات يهوه اللّٰه وتوجيهه.‏ ونتيجة ذلك سيتوّج اللّٰه سعادتنا الحاضرة بمتعة الحياة الابدية والسعادة الوافرة طوال الابدية التي تكمن امامنا.‏ —‏ امثال ٣:‏١١-‏١٨‏.‏

‏[اسئلة الدرس]‏