الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٦

شعب يهوه يحبون أن يفعلوا الصواب

شعب يهوه يحبون أن يفعلوا الصواب

‏«يَهْوَه يُحِبُّ المُستَقيمين».‏ —‏ مز ١٤٦:‏٨‏.‏

التَّرنيمَة ٩ مَلِكُنا هو يَهْوَه!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ أيُّ تَجرِبَةٍ واجَهَها يُوسُف،‏ وكَيفَ تصَرَّف؟‏

 واجَهَ يُوسُف بْنُ يَعْقُوب تَجرِبَةً صَعبَة.‏ فقدْ قالَت لهُ امرَأة:‏ «نَمْ معي».‏ ومَن كانَت هذِهِ المَرأة؟‏ زَوجَةَ سَيِّدِهِ فُوطِيفَار!‏ مع ذلِك،‏ رفَضَ يُوسُف طَلَبَها.‏ ولكنْ رُبَّما تتَساءل:‏ ‹لِماذا قاوَمَ يُوسُف هذا الإغراء؟‏›.‏ فسَيِّدُهُ لم يكُنْ مَوجودًا في البَيت،‏ وتِلكَ المَرأةُ كانَت تقدِرُ أن تُنَغِّصَ عيشَتَهُ لِأنَّهُ مُجَرَّدُ عَبد.‏ مع ذلِك،‏ رفَضَ يُوسُف مُحاوَلاتِها مَرَّةً بَعدَ أُخرى.‏ لِماذا؟‏ قال:‏ «كَيفَ أفعَلُ هذا الشَّرَّ العَظيمَ وأُخطِئُ إلى اللّٰه؟‏».‏ —‏ تك ٣٩:‏٧-‏١٢‏.‏

٢ كَيفَ عرَفَ يُوسُف أنَّ الزِّنى خَطِيَّةٌ في نَظَرِ اللّٰه؟‏

٢ ولكنْ كَيفَ عرَفَ يُوسُف أنَّ الزِّنى ‹شَرٌّ عَظيمٌ› في نَظَرِ اللّٰه؟‏ إنَّ الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة،‏ الَّتي تضَمَّنَتِ الوَصِيَّةَ الواضِحَة «لا تَزْنِ»،‏ لم تُعطَ إلَّا بَعدَ ٢٠٠ سَنَةٍ مِن تِلكَ الحادِثَة.‏ (‏خر ٢٠:‏١٤‏)‏ لكنَّ يُوسُف عرَفَ يَهْوَه جَيِّدًا،‏ وعرَفَ بِالتَّالي رَأيَهُ في الزِّنى.‏ مَثَلًا،‏ عرَفَ يُوسُف بِلا شَكٍّ أنَّ يَهْوَه أسَّسَ الزَّواجَ لِيَكونَ بَينَ رَجُلٍ واحِدٍ وامرَأةٍ واحِدَة.‏ ولا شَكَّ أنَّهُ سمِعَ كَيفَ تدَخَّلَ يَهْوَه في مُناسَبَتَينِ لِيَصونَ شَرَفَ سَارَة،‏ جَدَّةِ أبيه.‏ وسمِعَ أيضًا كَيفَ تدَخَّلَ يَهْوَه لِيَصونَ شَرَفَ جَدَّتِهِ رِفْقَة،‏ زَوجَةِ إسْحَاق.‏ (‏تك ٢:‏٢٤؛‏ ١٢:‏١٤-‏٢٠؛‏ ٢٠:‏٢-‏٧؛‏ ٢٦:‏٦-‏١١‏)‏ وعِندَما تأمَّلَ يُوسُف في أفكارٍ كهذِه،‏ فهِمَ ما الصَّوابُ وما الخَطَأُ في نَظَرِ اللّٰه.‏ وبِما أنَّ يُوسُف أحَبَّ يَهْوَه،‏ أحَبَّ مَقاييسَهُ لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ وكانَ مُصَمِّمًا أن يتبَعَها.‏

٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ هل تُحِبُّ أنتَ أيضًا مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ؟‏ لا شَكَّ في ذلِك.‏ لكنَّنا جَميعًا ناقِصون.‏ وإذا لم ننتَبِه،‏ فقدْ نتَأثَّرُ بِنَظرَةِ العالَمِ إلى الصَّوابِ والخَطَإ.‏ (‏إش ٥:‏٢٠؛‏ رو ١٢:‏٢‏)‏ لِذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب،‏ وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نفعَلُه.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه.‏

ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟‏

٤ أيُّ خَطَإٍ يفعَلُهُ بَعضُ النَّاس؟‏

٤ أيَّامَ يَسُوع،‏ اعتَقَدَ القادَةُ الدِّينِيُّونَ أنَّهُم أبرار،‏ أي يفعَلونَ الصَّواب.‏ لكنَّ يَسُوع وبَّخَهُم بِشِدَّة.‏ فهُم كانوا يضَعونَ مَقاييسَهُمُ الخاصَّة لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ يحكُمونَ على غَيرِهِم على أساسِها،‏ ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم.‏ (‏جا ٧:‏١٦؛‏ لو ١٦:‏١٥‏)‏ ولِلأسَف،‏ هذا ما يفعَلُهُ بَعضُ النَّاسِ في أيَّامِنا.‏ فهُم يعتَقِدونَ أنَّهُم يفعَلونَ الصَّواب.‏ لكنَّهُم يتبَعونَ مَقاييسَهُمُ الخاصَّة،‏ لا مَقاييسَ اللّٰه.‏ كما يحكُمونَ على غَيرِهِم،‏ ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم.‏ وهذا طَبعًا لا يُرضي يَهْوَه،‏ ولا عَلاقَةَ لهُ أبَدًا بِالبِرّ،‏ أي بِفِعلِ الصَّواب.‏

٥ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟‏ أُذكُرْ بَعضَ الأمثِلَة.‏

٥ إذًا،‏ ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟‏ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يعني أن نعيشَ حَسَبَ أعلى مَقاييس،‏ مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ ونكونَ بِالتَّالي مُستَقيمينَ في حَياتِنا.‏ مَثَلًا،‏ أوصى يَهْوَه التُّجَّارَ أن يستَعمِلوا «أوْزانًا .‏ .‏ .‏ غَيرَ مَغشوشَة».‏ (‏تث ٢٥:‏١٥‏)‏ والكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «غَيرِ مَغشوشَةٍ» تعني أيضًا «صائبَة».‏ فإذا أرادَ الشَّخصُ أن يفعَلَ الصَّوابَ في نَظَرِ اللّٰه،‏ يجِبُ أن يكونَ أمينًا جِدًّا في كُلِّ تَعامُلاتِهِ التِّجارِيَّة.‏ وشَخصٌ كهذا يُحِبُّ أيضًا العَدل،‏ ويَتَضايَقُ حينَ يرى أحَدًا يُظلَم.‏ ولِأنَّهُ يُريدُ أن ‹يُرضِيَ يَهْوَه كامِلًا›،‏ يُفَكِّرُ دائِمًا في رَأيِ يَهْوَه قَبلَ أن يأخُذَ قَرارًا.‏ —‏ كو ١:‏١٠‏.‏

٦ لِماذا نثِقُ بِمَقاييسِ يَهْوَه؟‏ (‏إشعيا ٥٥:‏٨،‏ ٩‏)‏

٦ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ «الاستِقامَةَ والعَدلَ أساسُ عَرشِ» يَهْوَه.‏ (‏مز ٨٩:‏١٤‏)‏ فيَهْوَه وَحدَهُ يحِقُّ لهُ أن يُحَدِّدَ الصَّوابَ والخَطَأَ لِأنَّهُ الخالِق.‏ كما أنَّ يَهْوَه كامِل.‏ لِذلِك فإنَّ نَظرَتَهُ إلى الصَّوابِ والخَطَإ تفوقُ بِكَثيرٍ نَظرَتَنا المُشَوَّهَة بِسَبَبِ النَّقصِ والخَطِيَّة.‏ (‏أم ١٤:‏١٢‏؛‏ إقرأ إشعيا ٥٥:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ ولكنْ رَغمَ نَقصِنا،‏ نقدِرُ أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه لِأنَّهُ خلَقَنا على شَبَهِه.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ ونَحنُ نرغَبُ في ذلِك مِن كُلِّ قَلبِنا.‏ فنَحنُ نُحِبُّ أبانا،‏ ونُريدُ أن نتَمَثَّلَ بهِ على قَدِّ ما نستَطيع.‏ —‏ أف ٥:‏١‏.‏

٧ لِماذا نحتاجُ إلى مَقاييسَ ثابِتَة؟‏ أوضِح.‏

٧ لِماذا مُهِمٌّ أن نلتَزِمَ بِمَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ؟‏ تخَيَّلْ ماذا سيَحدُثُ لَو وضَعَت كُلُّ مِنطَقَةٍ داخِلَ البَلَدِ قَوانينَها الخاصَّة لِقِيادَةِ السَّيَّاراتِ وإشاراتِ السَّير.‏ أو تخَيَّلْ ماذا سيَحدُثُ لَوِ اتَّبَعَت كُلُّ شَرِكَةِ مُقاوَلاتٍ مَعاييرَها الخاصَّة في البِناء.‏ لا شَكَّ أنَّهُ ستحصُلُ فَوضى وكَوارِث.‏ أيضًا،‏ إذا لم يلتَزِمِ الأطِبَّاءُ والمُمَرِّضونَ بِمَعاييرَ صِحِّيَّة ثابِتَة،‏ يُمكِنُ أن يموتَ بَعضُ المَرضى.‏ مِنَ الواضِحِ إذًا أنَّ المَعاييرَ أوِ المَقاييسَ الثَّابِتَة تحمينا.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ تحمينا مَقاييسُ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ.‏

٨ أيُّ بَرَكاتٍ تنتَظِرُ الَّذينَ يُحِبُّونَ أن يفعَلوا الصَّواب؟‏

٨ يُبارِكُ يَهْوَه الَّذينَ يسعَونَ لِيَعيشوا حَسَبَ مَقاييسِهِ لِلصَّوابِ والخَطَإ.‏ فهو يعِد:‏ «الصَّالِحونَ سيَمتَلِكونَ الأرضَ ويَسكُنونَها إلى الأبَد».‏ (‏مز ٣٧:‏٢٩‏)‏ تخَيَّلْ كم سنتَمَتَّعُ بِالوَحدَةِ والسَّلامِ والفَرَحِ حينَ يتبَعُ كُلُّ شَخصٍ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ ويَهْوَه يُريدُ أن تتَمَتَّعَ بِحَياةٍ كهذِه.‏ لا شَكَّ إذًا أنَّ لَدَينا أسبابًا مُهِمَّة لِنُحِبَّ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ فكَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِه؟‏ لِنرَ ثَلاثَ خُطُوات.‏

قوِّ مَحَبَّتَكَ لِمَقاييسِ يَهْوَه

٩ كَيفَ نزيدُ رَغبَتَنا في فِعلِ الصَّواب؟‏

٩ الخُطوَةُ ١:‏ أحِبَّ الإلهَ الَّذي وضَعَها.‏ كَي نزيدَ رَغبَتَنا في فِعلِ الصَّواب،‏ علَينا أن نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنا لِلإلهِ الَّذي وضَعَ مَقاييسَ الصَّوابِ والخَطَإ.‏ فكُلَّما زادَت مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه،‏ زادَت رَغبَتُنا في أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِه.‏ وهذا ما كانَ ينقُصُ آدَم وحَوَّاء.‏ فلَو أحَبَّا يَهْوَه،‏ لَما كسَرا وَصِيَّتَهُ العادِلَة.‏ —‏ تك ٣:‏١-‏٦،‏ ١٦-‏١٩‏.‏

١٠ كَيفَ سعى إبْرَاهِيم ليَتَعَرَّفَ على يَهْوَه أكثَر؟‏

١٠ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نُريدُ أن نُكَرِّرَ غَلطَةَ آدَم وحَوَّاء.‏ فماذا يُساعِدُنا؟‏ مُهِمٌّ أن نسعى دائِمًا لِنتَعَلَّمَ عن يَهْوَه،‏ نُقَدِّرَ صِفاتِه،‏ ونفهَمَ طَريقَةَ تَفكيرِه.‏ فعِندَئِذٍ،‏ ستزيدُ مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه.‏ هذا ما فعَلَهُ إبْرَاهِيم.‏ فهو أحَبَّ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه.‏ لِذلِك،‏ حينَ استَصعَبَ أن يفهَمَ بَعضَ قَراراتِ يَهْوَه،‏ لم يتَمَرَّدْ علَيه،‏ بل سعى لِيَتَعَرَّفَ علَيهِ أكثَر.‏ مَثَلًا،‏ حينَ عرَفَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه سيُدَمِّرُ سَدُوم وعَمُورَة،‏ خافَ في البِدايَةِ أنَّ «قاضِيَ كُلِّ الأرضِ» سيُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير.‏ لكنَّ إبْرَاهِيم شعَرَ أنَّ هذا مُستَحيل.‏ فسألَ يَهْوَه بِتَواضُعٍ عَدَدًا مِنَ الأسئِلَة.‏ ويَهْوَه أجابَهُ بِصَبر.‏ وهكَذا،‏ فهِمَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه يرى قَلبَ كُلِّ شَخص،‏ وأنَّهُ لا يُعاقِبُ أبَدًا الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير.‏ —‏ تك ١٨:‏٢٠-‏٣٢‏.‏

١١ كَيفَ أظهَرَ إبْرَاهِيم أنَّهُ يُحِبُّ يَهْوَه ويَثِقُ به؟‏

١١ تأثَّرَ إبْرَاهِيم كَثيرًا بِمُحادَثَتِهِ مع يَهْوَه عن سَدُوم وعَمُورَة.‏ فلا شَكَّ أنَّها زادَت مَحَبَّتَهُ واحتِرامَهُ لِأبيهِ السَّماوِيّ.‏ وهذا جهَّزَهُ لِيُواجِهَ بَعدَ سَنَواتٍ امتِحانًا أكبَرَ لِثِقَتِهِ بِه.‏ فيَهْوَه طلَبَ مِنهُ أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الغالِيَ إسْحَاق ذَبيحَة.‏ ولكنْ هذِهِ المَرَّة،‏ صارَ إبْرَاهِيم يعرِفُ يَهْوَه أكثَر.‏ لِذلِك لم يسألْهُ أيَّ أسئِلَة،‏ بل بدَأَ فَورًا يُنَفِّذُ ما طلَبَه.‏ ولكنْ تخَيَّلْ كم كانَ هذا الطَّلَبُ صَعبًا على إبْرَاهِيم.‏ فماذا ساعَدَهُ أن يُطيعَ يَهْوَه؟‏ لا شَكَّ أنَّهُ فكَّرَ كَثيرًا في ما تعَلَّمَهُ عنه.‏ فهو عرَفَ أنَّ يَهْوَه لا يفعَلُ أبَدًا شَيئًا ظالِمًا أو قاسِيًا.‏ لِذلِك مِثلَما ذكَرَ الرَّسولُ بُولُس،‏ فكَّرَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه سيُقيمُ ابْنَهُ الغالِيَ إسْحَاق.‏ (‏عب ١١:‏١٧-‏١٩‏)‏ فيَهْوَه وعَدَهُ أنَّ إسْحَاق سيَكونُ أبًا لِأُمَّة،‏ وإسْحَاق لم يكُنْ قد أنجَبَ أولادًا بَعد.‏ كما رأيْنا إذًا،‏ أحَبَّ إبْرَاهِيم يَهْوَه كَثيرًا.‏ لِذا وثِقَ أنَّ أباهُ يفعَلُ الصَّوابَ دائِمًا.‏ وهذا دفَعَهُ أن يُطيعَه،‏ حتَّى حينَ استَصعَبَ ذلِك.‏ —‏ تك ٢٢:‏١-‏١٢‏.‏

١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِإبْرَاهِيم؟‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢٨‏)‏

١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِإبْرَاهِيم؟‏ نَحنُ أيضًا،‏ علَينا أن نتَعَلَّمَ أكثَرَ عن يَهْوَه.‏ فعِندَئِذٍ،‏ سنقتَرِبُ إلَيهِ أكثَرَ ونزيدُ مَحَبَّتَنا له.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٧٣:‏٢٨‏.‏)‏ كما سنُدَرِّبُ ضَميرَنا حَسَبَ تَفكيرِ يَهْوَه.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وهكَذا،‏ سنُقاوِمُ الإغراءاتِ لِفِعلِ الخَطَإ.‏ فنَحنُ سنشمَئِزُّ مِن أيِّ شَيءٍ يُحزِنُ أبانا ويُؤْذي عَلاقَتَنا به.‏ وماذا يُساعِدُنا أيضًا أن نزيدَ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه؟‏

١٣ ماذا يعني أن نجتَهِدَ لِنفعَلَ الصَّواب؟‏ (‏أمثال ١٥:‏٩‏)‏

١٣ الخُطوَةُ ٢:‏ إجتَهِدْ كُلَّ يَومٍ لِتزيدَ مَحَبَّتَكَ لها.‏ مِثلَما يلزَمُ أن نبذُلَ الجُهدَ ونتَمَرَّنَ كُلَّ يَومٍ لِنُقَوِّيَ عَضَلاتِنا،‏ يلزَمُ أن نجتَهِدَ دائِمًا لِنزيدَ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه.‏ ولَيسَ صَعبًا علَينا أن نستَمِرَّ في ذلِك كُلَّ يَوم.‏ فيَهْوَه لا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٤‏)‏ وهو يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ «يُحِبُّ الَّذي يَجتَهِدُ لِيَفعَلَ الصَّواب».‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ١٥:‏٩‏.‏)‏ فعِندَما نضَعُ هَدَفًا مُحَدَّدًا في خِدمَةِ يَهْوَه،‏ نظَلُّ نعمَلُ جُهدَنا لِنصِلَ إلَيه.‏ بِنَفْسِ الطَّريقَة،‏ يلزَمُ أن نظَلَّ نَعمَلُ جُهدَنا لِنفعَلَ الصَّواب.‏ ويَهْوَه بِدَورِهِ سيُساعِدُنا أن نتَقَدَّمَ ونتَحَسَّنَ معَ الوَقت.‏ —‏ مز ٨٤:‏٥،‏ ٧‏.‏

١٤ ما هو «دِرعُ البِرّ»،‏ ولِماذا مُهِمٌّ أن نلبَسَه؟‏

١٤ يُذَكِّرُنا يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ أنَّ مَقاييسَهُ لَيسَت عِبئًا علَينا.‏ (‏١ يو ٥:‏٣‏)‏ بل تُشَكِّلُ حِمايَةً لنا،‏ حِمايَةً نحتاجُها كُلَّ يَوم.‏ فكِّرْ قَليلًا في السِّلاحِ الرُّوحِيِّ الَّذي وصَفَهُ بُولُس.‏ (‏أف ٦:‏١٤-‏١٨‏)‏ فأيُّ قِطعَةٍ فيهِ تحمي قَلبَ الجُندِيّ؟‏ «دِرعُ البِرّ»،‏ الَّذي يُمَثِّلُ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ.‏ فمِثلَما يحمي الدِّرعُ القَلبَ الحَرفِيّ،‏ تحمي مَقاييسُ يَهْوَه قَلبَكَ المَجازِيّ،‏ أي أفكارَكَ ومَشاعِرَكَ ورَغَباتِك.‏ إذًا،‏ تأكَّدْ أنَّكَ تلبَسُ سِلاحَكَ الرُّوحِيَّ بِالكامِل،‏ بما فيهِ «دِرعُ البِرّ».‏ —‏ أم ٤:‏٢٣‏.‏

١٥ كَيفَ تلبَسُ «دِرعَ البِرّ»؟‏

١٥ وكَيفَ تلبَسُ «دِرعَ البِرّ»؟‏ حينَ تأخُذُ خِياراتِكَ اليَومِيَّة بانسِجامٍ مع مَقاييسِ يَهْوَه.‏ فعِندَما تُريدُ أن تختارَ مَوضوعًا لِتتَحَدَّثَ فيه،‏ موسيقى لِتسمَعَها،‏ تَسلِيَةً لِتتَفَرَّجَ علَيها،‏ أو كِتابًا لِتقرَأَه،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹بِماذا سأُغَذِّي قَلبي؟‏ هل هذا الخِيارُ سيُرضي يَهْوَه؟‏ أم سيُشَجِّعُني على أُمورٍ يكرَهُها يَهْوَه مِثلِ العَهارَة،‏ العُنف،‏ الطَّمَع،‏ والأنانِيَّة؟‏›.‏ (‏في ٤:‏٨‏)‏ حينَ تأخُذُ خِياراتٍ تنسَجِمُ مع مَشيئَةِ يَهْوَه،‏ تتَأكَّدُ أنَّ مَقاييسَهُ تحمي قَلبَكَ المَجازِيّ.‏

ستكون أعمالك المستقيمة «كأمواج البحر» (‏أُنظر الفقرتين ١٦-‏١٧.‏)‏

١٦-‏١٧ كَيفَ تُؤَكِّدُ إشَعْيَا ٤٨:‏١٨ أنَّنا نقدِرُ أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه إلى الأبَد؟‏

١٦ هل تخافُ أن لا تقدِرَ أن تستَمِرَّ في العَيشِ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه يَومًا بَعدَ يَوم،‏ وسَنَةً بَعدَ سَنَة؟‏ لاحِظِ التَّشبيهَ الَّذي يذكُرُهُ يَهْوَه في إشَعْيَا ٤٨:‏١٨‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ فهو يعِدُ بِأنَّ أعمالَنا المُستَقيمَة ستَكونُ «كأمواجِ البَحر».‏ تخَيَّلْ أنَّكَ واقِفٌ على شاطِئِ البَحر،‏ وتُراقِبُ الأمواجَ وهي تأتي الواحِدَةُ بَعدَ الأُخرى.‏ فيما تتَمَتَّعُ بِهذا المَشهَدِ المُريح،‏ هل تُفَكِّرُ أنَّ الأمواجَ قد تتَوَقَّفُ يَومًا ما؟‏ طَبعًا لا.‏ فأنتَ تعرِفُ أنَّها تتَكَسَّرُ على الشَّاطِئِ مِن آلافِ السِّنين،‏ وأنَّها سَتستَمِرُّ في ذلِك بِكُلِّ تَأكيد.‏

١٧ وكَيفَ تَكونُ أعمالُكَ المُستَقيمَة «كأمواجِ البَحر»؟‏ حينَ تُريدُ أن تأخُذَ قَرارًا،‏ فكِّرْ أوَّلًا ماذا يُريدُ يَهْوَه مِنك.‏ ثُمَّ اعمَلْ ما يُريدُه.‏ ومَهما كانَ القَرارُ صَعبًا،‏ فتأكَّدْ أنَّ أباكَ المُحِبَّ سيَكونُ دائِمًا إلى جانِبِكَ وسَيُقَوِّيك.‏ وهكَذا،‏ تقدِرُ أن تستَمِرَّ في العَيشِ حَسَبَ مَقاييسِهِ يَومًا بَعدَ يَوم.‏ —‏ إش ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏.‏

١٨ لِمَ لا نحكُمُ على الآخَرينَ حَسَبَ مَقاييسِنا؟‏

١٨ الخُطوَةُ ٣:‏ أُترُكْ إصدارَ الأحكامِ لِيَهْوَه.‏ فيما نجتَهِدُ لِنعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ يجِبُ أن لا نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرينَ ونعتَبِرَ أنَّنا أفضَلُ مِنهُم.‏ فبَدَلَ أن نحكُمَ علَيهِم حَسَبَ مَقاييسِنا،‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه هو «قاضي كُلِّ الأرضِ».‏ (‏تك ١٨:‏٢٥‏)‏ وهو لم يُعطِنا الحَقَّ أن نحكُمَ على غَيرِنا.‏ على العَكس،‏ أوصانا يَسُوع:‏ «لا تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم».‏ —‏ مت ٧:‏١‏.‏ *

١٩ كَيفَ أظهَرَ يُوسُف أنَّهُ يثِقُ بِأحكامِ يَهْوَه؟‏

١٩ لِنعُدْ إلى قِصَّةِ الرَّجُلِ الأمينِ يُوسُف.‏ فهو لم يحكُمْ على الآخَرين،‏ حتَّى على الَّذينَ أساؤوا إلَيه.‏ فإخوَتُهُ مَثَلًا أساؤوا مُعامَلَتَه،‏ باعوهُ كعَبد،‏ وأقنَعوا أباهُم أنَّهُ مات.‏ فماذا فعَلَ يُوسُف حينَ اجتَمَعَ بِعائِلَتِهِ مُجَدَّدًا بَعدَ عِدَّةِ سَنَوات؟‏ بِما أنَّهُ أصبَحَ حاكِمًا قَوِيًّا،‏ فكانَ يقدِرُ أن يحكُمَ على إخوَتِهِ بِقَسوَةٍ ويَنتَقِمَ مِنهُم.‏ وحتَّى إخوَتُهُ خافوا أن يفعَلَ ذلِك،‏ مع أنَّهُمُ اعتَذَروا لهُ بِصِدق.‏ لكنَّ يُوسُف طمَّنَهُم وقالَ لهُم:‏ «لا تَخافوا.‏ هل أنا مَكانَ اللّٰه؟‏!‏».‏ (‏تك ٣٧:‏١٨-‏٢٠،‏ ٢٧،‏ ٢٨،‏ ٣١-‏٣٥؛‏ ٥٠:‏١٥-‏٢١‏)‏ فيُوسُف كانَ مُتَواضِعًا،‏ وعرَفَ أنَّ يَهْوَه وَحدَهُ يحِقُّ لهُ أن يُصدِرَ الأحكام.‏

٢٠-‏٢١ كَيفَ نتَجَنَّبُ الحُكمَ على الآخَرين؟‏

٢٠ مِثلَ يُوسُف،‏ نترُكُ إصدارَ الأحكامِ لِيَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ نَحنُ لا نحكُمُ على نَوايا إخوَتِنا.‏ فيَهْوَه وَحدَهُ يقدِرُ أن يقرَأَ القُلوبَ ويَعرِفَ الدَّوافِع.‏ (‏أم ١٦:‏٢‏)‏ وهو يُحِبُّ النَّاسَ مِن مُختَلِفِ الخَلفِيَّاتِ والثَّقافات،‏ ويُشَجِّعُنا أن نكونَ «مُتَّسِعين».‏ (‏٢ كو ٦:‏١٣‏)‏ فلْنسعَ إذًا لِنُحِبَّ كُلَّ الإخوَة،‏ ولا نحكُمَ علَيهِم.‏

٢١ أيضًا،‏ لا يجِبُ أن نحكُمَ على الَّذينَ خارِجَ الجَماعَة.‏ (‏١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ مَثَلًا،‏ لا يجِبُ أن نحكُمَ على أحَدِ أقرِبائِنا غَيرِ المُؤمِنينَ ونقول:‏ ‹هذا الشَّخصُ لا يُمكِنُ أبَدًا أن يأتِيَ إلى الحَقّ›.‏ فنَحنُ لا نُريدُ أن نتَخَطَّى حُدودَنا،‏ أو نعتَبِرَ نَفْسَنا أفضَلَ مِن غَيرِنا.‏ فيَهْوَه لا يزالُ يُعطي فُرصَةَ التَّوبَةِ «لِلنَّاسِ في كُلِّ مَكان».‏ (‏أع ١٧:‏٣٠‏)‏ وهو لا يرضى أبَدًا عنِ الَّذينَ يحكُمونَ على غَيرِهِم ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم.‏

٢٢ لِمَ أنتَ مُصَمِّمٌ أن تُرضِيَ يَهْوَه؟‏

٢٢ حينَ نُحِبُّ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ نكونُ سُعَداءَ ونُشَجِّعُ بِمِثالِنا الآخَرينَ أن يقتَرِبوا إلَينا وإلى اللّٰه.‏ فلْنجتَهِدْ دائِمًا لِنفعَلَ الصَّوابَ في نَظَرِ اللّٰه،‏ ولْنتَأكَّدْ أنَّهُ يُلاحِظُ جُهودَنا ويَفرَحُ بِتَقَدُّمِنا.‏ ومع أنَّ النَّاسَ في العالَمِ يتَقَدَّمونَ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ،‏ نتَشَجَّعُ حينَ نتَذَكَّرُ أنَّ «يَهْوَه يُحِبُّ المُستَقيمين».‏ —‏ مز ١٤٦:‏٨‏.‏

التَّرنيمَة ١٣٩ تخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد!‏

^ في هذا العالَمِ الشِّرِّير،‏ لَيسَ سَهلًا أن نجِدَ أشخاصًا يسعَونَ لِيُرضوا يَهْوَه.‏ لكنَّ المَلايينَ يفعَلونَ ذلِك،‏ ولا شَكَّ أنَّكَ واحِدٌ مِنهُم.‏ فأنتَ تُريدُ أن تتبَعَ مَقاييسَ يَهْوَه لِأنَّكَ تُحِبُّه،‏ ويَهْوَه يُحِبُّ الصَّواب.‏ ولكنْ كَيفَ تزيدُ مَحَبَّتَكَ لِمَقاييسِ يَهْوَه؟‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب،‏ وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نفعَلُه.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه للصَّوابِ والخَطَإ.‏

^ يلزَمُ أن يحكُمَ شُيوخُ الجَماعَةِ أحيانًا في القَضايا الَّتي تشمُلُ خَطايا خَطيرَة،‏ ويُقَرِّروا هلِ الخاطِئُ تائِب.‏ (‏١ كو ٥:‏١١؛‏ ٦:‏٥؛‏ يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لكنَّهُم يعرِفونَ أنَّهُم لا يقدِرونَ أن يقرَأُوا القُلوب،‏ وأنَّهُم يقضونَ لِيَهْوَه.‏ (‏قارن ٢ أخبار الأيام ١٩:‏٦‏.‏)‏ فهُم يُطَبِّقونَ بِدِقَّةٍ مَبادِئَ اللّٰهِ العادِلَة والرَّحيمَة والمُتَّزِنَة.‏