مقالة الدرس ٣٦
شعب يهوه يحبون أن يفعلوا الصواب
«يَهْوَه يُحِبُّ المُستَقيمين». — مز ١٤٦:٨.
التَّرنيمَة ٩ مَلِكُنا هو يَهْوَه!
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ أيُّ تَجرِبَةٍ واجَهَها يُوسُف، وكَيفَ تصَرَّف؟
واجَهَ يُوسُف بْنُ يَعْقُوب تَجرِبَةً صَعبَة. فقدْ قالَت لهُ امرَأة: «نَمْ معي». ومَن كانَت هذِهِ المَرأة؟ زَوجَةَ سَيِّدِهِ فُوطِيفَار! مع ذلِك، رفَضَ يُوسُف طَلَبَها. ولكنْ رُبَّما تتَساءل: ‹لِماذا قاوَمَ يُوسُف هذا الإغراء؟›. فسَيِّدُهُ لم يكُنْ مَوجودًا في البَيت، وتِلكَ المَرأةُ كانَت تقدِرُ أن تُنَغِّصَ عيشَتَهُ لِأنَّهُ مُجَرَّدُ عَبد. مع ذلِك، رفَضَ يُوسُف مُحاوَلاتِها مَرَّةً بَعدَ أُخرى. لِماذا؟ قال: «كَيفَ أفعَلُ هذا الشَّرَّ العَظيمَ وأُخطِئُ إلى اللّٰه؟». — تك ٣٩:٧-١٢.
٢ كَيفَ عرَفَ يُوسُف أنَّ الزِّنى خَطِيَّةٌ في نَظَرِ اللّٰه؟
٢ ولكنْ كَيفَ عرَفَ يُوسُف أنَّ الزِّنى ‹شَرٌّ عَظيمٌ› في نَظَرِ اللّٰه؟ إنَّ الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة، الَّتي تضَمَّنَتِ الوَصِيَّةَ الواضِحَة «لا تَزْنِ»، لم تُعطَ إلَّا بَعدَ ٢٠٠ سَنَةٍ مِن تِلكَ الحادِثَة. (خر ٢٠:١٤) لكنَّ يُوسُف عرَفَ يَهْوَه جَيِّدًا، وعرَفَ بِالتَّالي رَأيَهُ في الزِّنى. مَثَلًا، عرَفَ يُوسُف بِلا شَكٍّ أنَّ يَهْوَه أسَّسَ الزَّواجَ لِيَكونَ بَينَ رَجُلٍ واحِدٍ وامرَأةٍ واحِدَة. ولا شَكَّ أنَّهُ سمِعَ كَيفَ تدَخَّلَ يَهْوَه في مُناسَبَتَينِ لِيَصونَ شَرَفَ سَارَة، جَدَّةِ أبيه. وسمِعَ أيضًا كَيفَ تدَخَّلَ يَهْوَه لِيَصونَ شَرَفَ جَدَّتِهِ رِفْقَة، زَوجَةِ إسْحَاق. (تك ٢:٢٤؛ ١٢:١٤-٢٠؛ ٢٠:٢-٧؛ ٢٦:٦-١١) وعِندَما تأمَّلَ يُوسُف في أفكارٍ كهذِه، فهِمَ ما الصَّوابُ وما الخَطَأُ في نَظَرِ اللّٰه. وبِما أنَّ يُوسُف أحَبَّ يَهْوَه، أحَبَّ مَقاييسَهُ لِلصَّوابِ والخَطَإ، وكانَ مُصَمِّمًا أن يتبَعَها.
٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ هل تُحِبُّ أنتَ أيضًا مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ؟ لا شَكَّ في ذلِك. لكنَّنا جَميعًا ناقِصون. وإذا لم ننتَبِه، فقدْ نتَأثَّرُ بِنَظرَةِ العالَمِ إلى الصَّوابِ والخَطَإ. (إش ٥:٢٠؛ رو ١٢:٢) لِذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب، وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نفعَلُه. وسَنرى أيضًا كَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه.
ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟
٤ أيُّ خَطَإٍ يفعَلُهُ بَعضُ النَّاس؟
٤ أيَّامَ يَسُوع، اعتَقَدَ القادَةُ الدِّينِيُّونَ أنَّهُم أبرار، أي يفعَلونَ الصَّواب. لكنَّ يَسُوع وبَّخَهُم بِشِدَّة. فهُم كانوا يضَعونَ مَقاييسَهُمُ الخاصَّة لِلصَّوابِ والخَطَإ، يحكُمونَ على غَيرِهِم على أساسِها، ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم. (جا ٧:١٦؛ لو ١٦:١٥) ولِلأسَف، هذا ما يفعَلُهُ بَعضُ النَّاسِ في أيَّامِنا. فهُم يعتَقِدونَ أنَّهُم يفعَلونَ الصَّواب. لكنَّهُم يتبَعونَ مَقاييسَهُمُ الخاصَّة، لا مَقاييسَ اللّٰه. كما يحكُمونَ على غَيرِهِم، ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم. وهذا طَبعًا لا يُرضي يَهْوَه، ولا عَلاقَةَ لهُ أبَدًا بِالبِرّ، أي بِفِعلِ الصَّواب.
٥ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس، ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟ أُذكُرْ بَعضَ الأمثِلَة.
٥ إذًا، ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب؟ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس، يعني أن نعيشَ حَسَبَ أعلى مَقاييس، مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ، ونكونَ بِالتَّالي مُستَقيمينَ في حَياتِنا. مَثَلًا، أوصى يَهْوَه التُّجَّارَ أن يستَعمِلوا «أوْزانًا . . . غَيرَ مَغشوشَة». (تث ٢٥:١٥) والكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «غَيرِ مَغشوشَةٍ» تعني أيضًا «صائبَة». فإذا أرادَ الشَّخصُ أن يفعَلَ الصَّوابَ في نَظَرِ اللّٰه، يجِبُ أن يكونَ أمينًا جِدًّا في كُلِّ تَعامُلاتِهِ التِّجارِيَّة. وشَخصٌ كهذا يُحِبُّ أيضًا العَدل، ويَتَضايَقُ حينَ يرى أحَدًا يُظلَم. ولِأنَّهُ يُريدُ أن ‹يُرضِيَ يَهْوَه كامِلًا›، يُفَكِّرُ دائِمًا في رَأيِ يَهْوَه قَبلَ أن يأخُذَ قَرارًا. — كو ١:١٠.
٦ لِماذا نثِقُ بِمَقاييسِ يَهْوَه؟ (إشعيا ٥٥:٨، ٩)
٦ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ «الاستِقامَةَ والعَدلَ أساسُ عَرشِ» يَهْوَه. (مز ٨٩:١٤) فيَهْوَه وَحدَهُ يحِقُّ لهُ أن يُحَدِّدَ الصَّوابَ والخَطَأَ لِأنَّهُ الخالِق. كما أنَّ يَهْوَه كامِل. لِذلِك فإنَّ نَظرَتَهُ إلى الصَّوابِ والخَطَإ تفوقُ بِكَثيرٍ نَظرَتَنا المُشَوَّهَة بِسَبَبِ النَّقصِ والخَطِيَّة. (أم ١٤:١٢؛ إقرأ إشعيا ٥٥:٨، ٩.) ولكنْ رَغمَ نَقصِنا، نقدِرُ أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه لِأنَّهُ خلَقَنا على شَبَهِه. (تك ١:٢٧) ونَحنُ نرغَبُ في ذلِك مِن كُلِّ قَلبِنا. فنَحنُ نُحِبُّ أبانا، ونُريدُ أن نتَمَثَّلَ بهِ على قَدِّ ما نستَطيع. — أف ٥:١.
٧ لِماذا نحتاجُ إلى مَقاييسَ ثابِتَة؟ أوضِح.
٧ لِماذا مُهِمٌّ أن نلتَزِمَ بِمَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ؟ تخَيَّلْ ماذا سيَحدُثُ لَو وضَعَت كُلُّ مِنطَقَةٍ داخِلَ البَلَدِ قَوانينَها الخاصَّة لِقِيادَةِ السَّيَّاراتِ وإشاراتِ السَّير. أو تخَيَّلْ ماذا سيَحدُثُ لَوِ اتَّبَعَت كُلُّ شَرِكَةِ مُقاوَلاتٍ مَعاييرَها الخاصَّة في البِناء. لا شَكَّ أنَّهُ ستحصُلُ فَوضى وكَوارِث. أيضًا، إذا لم يلتَزِمِ الأطِبَّاءُ والمُمَرِّضونَ بِمَعاييرَ صِحِّيَّة ثابِتَة، يُمكِنُ أن يموتَ بَعضُ المَرضى. مِنَ الواضِحِ إذًا أنَّ المَعاييرَ أوِ المَقاييسَ الثَّابِتَة تحمينا. بِشَكلٍ مُماثِل، تحمينا مَقاييسُ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ.
٨ أيُّ بَرَكاتٍ تنتَظِرُ الَّذينَ يُحِبُّونَ أن يفعَلوا الصَّواب؟
٨ يُبارِكُ يَهْوَه الَّذينَ يسعَونَ لِيَعيشوا حَسَبَ مَقاييسِهِ لِلصَّوابِ والخَطَإ. فهو يعِد: «الصَّالِحونَ سيَمتَلِكونَ الأرضَ ويَسكُنونَها إلى الأبَد». (مز ٣٧:٢٩) تخَيَّلْ كم سنتَمَتَّعُ بِالوَحدَةِ والسَّلامِ والفَرَحِ حينَ يتبَعُ كُلُّ شَخصٍ مَقاييسَ يَهْوَه. ويَهْوَه يُريدُ أن تتَمَتَّعَ بِحَياةٍ كهذِه. لا شَكَّ إذًا أنَّ لَدَينا أسبابًا مُهِمَّة لِنُحِبَّ مَقاييسَ يَهْوَه. فكَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِه؟ لِنرَ ثَلاثَ خُطُوات.
قوِّ مَحَبَّتَكَ لِمَقاييسِ يَهْوَه
٩ كَيفَ نزيدُ رَغبَتَنا في فِعلِ الصَّواب؟
٩ الخُطوَةُ ١: أحِبَّ الإلهَ الَّذي وضَعَها. كَي نزيدَ رَغبَتَنا في فِعلِ الصَّواب، علَينا أن نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنا لِلإلهِ الَّذي وضَعَ مَقاييسَ الصَّوابِ والخَطَإ. فكُلَّما زادَت مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه، زادَت رَغبَتُنا في أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِه. وهذا ما كانَ ينقُصُ آدَم وحَوَّاء. فلَو أحَبَّا يَهْوَه، لَما كسَرا وَصِيَّتَهُ العادِلَة. — تك ٣:١-٦، ١٦-١٩.
١٠ كَيفَ سعى إبْرَاهِيم ليَتَعَرَّفَ على يَهْوَه أكثَر؟
١٠ طَبعًا، نَحنُ لا نُريدُ أن نُكَرِّرَ غَلطَةَ آدَم وحَوَّاء. فماذا يُساعِدُنا؟ مُهِمٌّ أن نسعى دائِمًا لِنتَعَلَّمَ عن يَهْوَه، نُقَدِّرَ صِفاتِه، ونفهَمَ طَريقَةَ تَفكيرِه. فعِندَئِذٍ، ستزيدُ مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه. هذا ما فعَلَهُ إبْرَاهِيم. فهو أحَبَّ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه. لِذلِك، حينَ استَصعَبَ أن يفهَمَ بَعضَ قَراراتِ يَهْوَه، لم يتَمَرَّدْ علَيه، بل سعى لِيَتَعَرَّفَ علَيهِ أكثَر. مَثَلًا، حينَ عرَفَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه سيُدَمِّرُ سَدُوم وعَمُورَة، خافَ في البِدايَةِ أنَّ «قاضِيَ كُلِّ الأرضِ» سيُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير. لكنَّ إبْرَاهِيم شعَرَ أنَّ هذا مُستَحيل. فسألَ يَهْوَه بِتَواضُعٍ عَدَدًا مِنَ الأسئِلَة. ويَهْوَه أجابَهُ بِصَبر. وهكَذا، فهِمَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه يرى قَلبَ كُلِّ شَخص، وأنَّهُ لا يُعاقِبُ أبَدًا الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير. — تك ١٨:٢٠-٣٢.
١١ كَيفَ أظهَرَ إبْرَاهِيم أنَّهُ يُحِبُّ يَهْوَه ويَثِقُ به؟
١١ تأثَّرَ إبْرَاهِيم كَثيرًا بِمُحادَثَتِهِ مع يَهْوَه عن سَدُوم وعَمُورَة. فلا شَكَّ أنَّها زادَت مَحَبَّتَهُ واحتِرامَهُ لِأبيهِ السَّماوِيّ. وهذا جهَّزَهُ لِيُواجِهَ بَعدَ سَنَواتٍ امتِحانًا أكبَرَ لِثِقَتِهِ بِه. فيَهْوَه طلَبَ مِنهُ أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الغالِيَ إسْحَاق ذَبيحَة. ولكنْ هذِهِ المَرَّة، صارَ إبْرَاهِيم يعرِفُ يَهْوَه أكثَر. لِذلِك لم يسألْهُ أيَّ أسئِلَة، بل بدَأَ فَورًا يُنَفِّذُ ما طلَبَه. ولكنْ تخَيَّلْ كم كانَ هذا الطَّلَبُ صَعبًا على إبْرَاهِيم. فماذا ساعَدَهُ أن يُطيعَ يَهْوَه؟ لا شَكَّ أنَّهُ فكَّرَ كَثيرًا في ما تعَلَّمَهُ عنه. فهو عرَفَ أنَّ يَهْوَه لا يفعَلُ أبَدًا شَيئًا ظالِمًا أو قاسِيًا. لِذلِك مِثلَما ذكَرَ الرَّسولُ بُولُس، فكَّرَ إبْرَاهِيم أنَّ يَهْوَه سيُقيمُ ابْنَهُ الغالِيَ إسْحَاق. (عب ١١:١٧-١٩) فيَهْوَه وعَدَهُ أنَّ إسْحَاق سيَكونُ أبًا لِأُمَّة، وإسْحَاق لم يكُنْ قد أنجَبَ أولادًا بَعد. كما رأيْنا إذًا، أحَبَّ إبْرَاهِيم يَهْوَه كَثيرًا. لِذا وثِقَ أنَّ أباهُ يفعَلُ الصَّوابَ دائِمًا. وهذا دفَعَهُ أن يُطيعَه، حتَّى حينَ استَصعَبَ ذلِك. — تك ٢٢:١-١٢.
١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِإبْرَاهِيم؟ (مزمور ٧٣:٢٨)
١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِإبْرَاهِيم؟ نَحنُ أيضًا، علَينا أن نتَعَلَّمَ أكثَرَ عن يَهْوَه. فعِندَئِذٍ، سنقتَرِبُ إلَيهِ أكثَرَ ونزيدُ مَحَبَّتَنا له. (إقرإ المزمور ٧٣:٢٨.) كما سنُدَرِّبُ ضَميرَنا حَسَبَ تَفكيرِ يَهْوَه. (عب ٥:١٤) وهكَذا، سنُقاوِمُ الإغراءاتِ لِفِعلِ الخَطَإ. فنَحنُ سنشمَئِزُّ مِن أيِّ شَيءٍ يُحزِنُ أبانا ويُؤْذي عَلاقَتَنا به. وماذا يُساعِدُنا أيضًا أن نزيدَ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه؟
١٣ ماذا يعني أن نجتَهِدَ لِنفعَلَ الصَّواب؟ (أمثال ١٥:٩)
١٣ الخُطوَةُ ٢: إجتَهِدْ كُلَّ يَومٍ لِتزيدَ مَحَبَّتَكَ لها. مِثلَما يلزَمُ أن نبذُلَ الجُهدَ ونتَمَرَّنَ كُلَّ يَومٍ لِنُقَوِّيَ عَضَلاتِنا، يلزَمُ أن نجتَهِدَ دائِمًا لِنزيدَ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه. ولَيسَ صَعبًا علَينا أن نستَمِرَّ في ذلِك كُلَّ يَوم. فيَهْوَه لا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا. (مز ١٠٣:١٤) وهو يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ «يُحِبُّ الَّذي يَجتَهِدُ لِيَفعَلَ الصَّواب». (إقرإ الأمثال ١٥:٩.) فعِندَما نضَعُ هَدَفًا مُحَدَّدًا في خِدمَةِ يَهْوَه، نظَلُّ نعمَلُ جُهدَنا لِنصِلَ إلَيه. بِنَفْسِ الطَّريقَة، يلزَمُ أن نظَلَّ نَعمَلُ جُهدَنا لِنفعَلَ الصَّواب. ويَهْوَه بِدَورِهِ سيُساعِدُنا أن نتَقَدَّمَ ونتَحَسَّنَ معَ الوَقت. — مز ٨٤:٥، ٧.
١٤ ما هو «دِرعُ البِرّ»، ولِماذا مُهِمٌّ أن نلبَسَه؟
١٤ يُذَكِّرُنا يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ أنَّ مَقاييسَهُ لَيسَت عِبئًا علَينا. (١ يو ٥:٣) بل تُشَكِّلُ حِمايَةً لنا، حِمايَةً نحتاجُها كُلَّ يَوم. فكِّرْ قَليلًا في السِّلاحِ الرُّوحِيِّ الَّذي وصَفَهُ بُولُس. (أف ٦:١٤-١٨) فأيُّ قِطعَةٍ فيهِ تحمي قَلبَ الجُندِيّ؟ «دِرعُ البِرّ»، الَّذي يُمَثِّلُ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ. فمِثلَما يحمي الدِّرعُ القَلبَ الحَرفِيّ، تحمي مَقاييسُ يَهْوَه قَلبَكَ المَجازِيّ، أي أفكارَكَ ومَشاعِرَكَ ورَغَباتِك. إذًا، تأكَّدْ أنَّكَ تلبَسُ سِلاحَكَ الرُّوحِيَّ بِالكامِل، بما فيهِ «دِرعُ البِرّ». — أم ٤:٢٣.
١٥ كَيفَ تلبَسُ «دِرعَ البِرّ»؟
١٥ وكَيفَ تلبَسُ «دِرعَ البِرّ»؟ حينَ تأخُذُ خِياراتِكَ اليَومِيَّة بانسِجامٍ مع مَقاييسِ يَهْوَه. فعِندَما تُريدُ أن تختارَ مَوضوعًا لِتتَحَدَّثَ فيه، موسيقى لِتسمَعَها، تَسلِيَةً لِتتَفَرَّجَ علَيها، أو كِتابًا لِتقرَأَه، اسألْ نَفْسَك: ‹بِماذا سأُغَذِّي قَلبي؟ هل هذا الخِيارُ سيُرضي يَهْوَه؟ أم سيُشَجِّعُني على أُمورٍ يكرَهُها يَهْوَه مِثلِ العَهارَة، العُنف، الطَّمَع، والأنانِيَّة؟›. (في ٤:٨) حينَ تأخُذُ خِياراتٍ تنسَجِمُ مع مَشيئَةِ يَهْوَه، تتَأكَّدُ أنَّ مَقاييسَهُ تحمي قَلبَكَ المَجازِيّ.
١٦-١٧ كَيفَ تُؤَكِّدُ إشَعْيَا ٤٨:١٨ أنَّنا نقدِرُ أن نعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه إلى الأبَد؟
١٦ هل تخافُ أن لا تقدِرَ أن تستَمِرَّ في العَيشِ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه يَومًا بَعدَ يَوم، وسَنَةً بَعدَ سَنَة؟ لاحِظِ التَّشبيهَ الَّذي يذكُرُهُ يَهْوَه في إشَعْيَا ٤٨:١٨. (إقرأها.) فهو يعِدُ بِأنَّ أعمالَنا المُستَقيمَة ستَكونُ «كأمواجِ البَحر». تخَيَّلْ أنَّكَ واقِفٌ على شاطِئِ البَحر، وتُراقِبُ الأمواجَ وهي تأتي الواحِدَةُ بَعدَ الأُخرى. فيما تتَمَتَّعُ بِهذا المَشهَدِ المُريح، هل تُفَكِّرُ أنَّ الأمواجَ قد تتَوَقَّفُ يَومًا ما؟ طَبعًا لا. فأنتَ تعرِفُ أنَّها تتَكَسَّرُ على الشَّاطِئِ مِن آلافِ السِّنين، وأنَّها سَتستَمِرُّ في ذلِك بِكُلِّ تَأكيد.
١٧ وكَيفَ تَكونُ أعمالُكَ المُستَقيمَة «كأمواجِ البَحر»؟ حينَ تُريدُ أن تأخُذَ قَرارًا، فكِّرْ أوَّلًا ماذا يُريدُ يَهْوَه مِنك. ثُمَّ اعمَلْ ما يُريدُه. ومَهما كانَ القَرارُ صَعبًا، فتأكَّدْ أنَّ أباكَ المُحِبَّ سيَكونُ دائِمًا إلى جانِبِكَ وسَيُقَوِّيك. وهكَذا، تقدِرُ أن تستَمِرَّ في العَيشِ حَسَبَ مَقاييسِهِ يَومًا بَعدَ يَوم. — إش ٤٠:٢٩-٣١.
١٨ لِمَ لا نحكُمُ على الآخَرينَ حَسَبَ مَقاييسِنا؟
١٨ الخُطوَةُ ٣: أُترُكْ إصدارَ الأحكامِ لِيَهْوَه. فيما نجتَهِدُ لِنعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ، يجِبُ أن لا نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرينَ ونعتَبِرَ أنَّنا أفضَلُ مِنهُم. فبَدَلَ أن نحكُمَ علَيهِم حَسَبَ مَقاييسِنا، لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه هو «قاضي كُلِّ الأرضِ». (تك ١٨:٢٥) وهو لم يُعطِنا الحَقَّ أن نحكُمَ على غَيرِنا. على العَكس، أوصانا يَسُوع: «لا تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم». — مت ٧:١. *
١٩ كَيفَ أظهَرَ يُوسُف أنَّهُ يثِقُ بِأحكامِ يَهْوَه؟
١٩ لِنعُدْ إلى قِصَّةِ الرَّجُلِ الأمينِ يُوسُف. فهو لم يحكُمْ على الآخَرين، حتَّى على الَّذينَ أساؤوا إلَيه. فإخوَتُهُ مَثَلًا أساؤوا مُعامَلَتَه، باعوهُ كعَبد، وأقنَعوا أباهُم أنَّهُ مات. فماذا فعَلَ يُوسُف حينَ اجتَمَعَ بِعائِلَتِهِ مُجَدَّدًا بَعدَ عِدَّةِ سَنَوات؟ بِما أنَّهُ أصبَحَ حاكِمًا قَوِيًّا، فكانَ يقدِرُ أن يحكُمَ على إخوَتِهِ بِقَسوَةٍ ويَنتَقِمَ مِنهُم. وحتَّى إخوَتُهُ خافوا أن يفعَلَ ذلِك، مع أنَّهُمُ اعتَذَروا لهُ بِصِدق. لكنَّ يُوسُف طمَّنَهُم وقالَ لهُم: «لا تَخافوا. هل أنا مَكانَ اللّٰه؟!». (تك ٣٧:١٨-٢٠، ٢٧، ٢٨، ٣١-٣٥؛ ٥٠:١٥-٢١) فيُوسُف كانَ مُتَواضِعًا، وعرَفَ أنَّ يَهْوَه وَحدَهُ يحِقُّ لهُ أن يُصدِرَ الأحكام.
٢٠-٢١ كَيفَ نتَجَنَّبُ الحُكمَ على الآخَرين؟
٢٠ مِثلَ يُوسُف، نترُكُ إصدارَ الأحكامِ لِيَهْوَه. مَثَلًا، نَحنُ لا نحكُمُ على نَوايا إخوَتِنا. فيَهْوَه وَحدَهُ يقدِرُ أن يقرَأَ القُلوبَ ويَعرِفَ الدَّوافِع. (أم ١٦:٢) وهو يُحِبُّ النَّاسَ مِن مُختَلِفِ الخَلفِيَّاتِ والثَّقافات، ويُشَجِّعُنا أن نكونَ «مُتَّسِعين». (٢ كو ٦:١٣) فلْنسعَ إذًا لِنُحِبَّ كُلَّ الإخوَة، ولا نحكُمَ علَيهِم.
٢١ أيضًا، لا يجِبُ أن نحكُمَ على الَّذينَ خارِجَ الجَماعَة. (١ تي ٢:٣، ٤) مَثَلًا، لا يجِبُ أن نحكُمَ على أحَدِ أقرِبائِنا غَيرِ المُؤمِنينَ ونقول: ‹هذا الشَّخصُ لا يُمكِنُ أبَدًا أن يأتِيَ إلى الحَقّ›. فنَحنُ لا نُريدُ أن نتَخَطَّى حُدودَنا، أو نعتَبِرَ نَفْسَنا أفضَلَ مِن غَيرِنا. فيَهْوَه لا يزالُ يُعطي فُرصَةَ التَّوبَةِ «لِلنَّاسِ في كُلِّ مَكان». (أع ١٧:٣٠) وهو لا يرضى أبَدًا عنِ الَّذينَ يحكُمونَ على غَيرِهِم ويَعتَبِرونَ أنفُسَهُم أفضَلَ مِنهُم.
٢٢ لِمَ أنتَ مُصَمِّمٌ أن تُرضِيَ يَهْوَه؟
٢٢ حينَ نُحِبُّ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ، نكونُ سُعَداءَ ونُشَجِّعُ بِمِثالِنا الآخَرينَ أن يقتَرِبوا إلَينا وإلى اللّٰه. فلْنجتَهِدْ دائِمًا لِنفعَلَ الصَّوابَ في نَظَرِ اللّٰه، ولْنتَأكَّدْ أنَّهُ يُلاحِظُ جُهودَنا ويَفرَحُ بِتَقَدُّمِنا. ومع أنَّ النَّاسَ في العالَمِ يتَقَدَّمونَ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ، نتَشَجَّعُ حينَ نتَذَكَّرُ أنَّ «يَهْوَه يُحِبُّ المُستَقيمين». — مز ١٤٦:٨.
التَّرنيمَة ١٣٩ تخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد!
^ في هذا العالَمِ الشِّرِّير، لَيسَ سَهلًا أن نجِدَ أشخاصًا يسعَونَ لِيُرضوا يَهْوَه. لكنَّ المَلايينَ يفعَلونَ ذلِك، ولا شَكَّ أنَّكَ واحِدٌ مِنهُم. فأنتَ تُريدُ أن تتبَعَ مَقاييسَ يَهْوَه لِأنَّكَ تُحِبُّه، ويَهْوَه يُحِبُّ الصَّواب. ولكنْ كَيفَ تزيدُ مَحَبَّتَكَ لِمَقاييسِ يَهْوَه؟ في هذِهِ المَقالَة، سنرى ماذا يعني أن نفعَلَ الصَّواب، وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نفعَلُه. وسَنرى أيضًا كَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَقاييسِ يَهْوَه للصَّوابِ والخَطَإ.
^ يلزَمُ أن يحكُمَ شُيوخُ الجَماعَةِ أحيانًا في القَضايا الَّتي تشمُلُ خَطايا خَطيرَة، ويُقَرِّروا هلِ الخاطِئُ تائِب. (١ كو ٥:١١؛ ٦:٥؛ يع ٥:١٤، ١٥) لكنَّهُم يعرِفونَ أنَّهُم لا يقدِرونَ أن يقرَأُوا القُلوب، وأنَّهُم يقضونَ لِيَهْوَه. (قارن ٢ أخبار الأيام ١٩:٦.) فهُم يُطَبِّقونَ بِدِقَّةٍ مَبادِئَ اللّٰهِ العادِلَة والرَّحيمَة والمُتَّزِنَة.