مقالة الدرس ٣٣
عين يهوه على شعبه
«عَيْنُ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه». — مز ٣٣:١٨.
التَّرنيمَة ٤ «يَهْوَه راعِيّ»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ لِماذا طلَبَ يَسُوع مِن يَهْوَه أن يحمِيَ أتباعَه؟
في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ أن يموتَ يَسُوع، طلَبَ طَلَبًا خُصوصِيًّا مِن أبيهِ السَّماوِيّ: أن يحمِيَ أتباعَه. (يو ١٧:١٥، ٢٠) طَبعًا، عَيْنُ يَهْوَه هي دائِمًا على شَعبِه. فهو يهتَمُّ بهِم ويَحميهِم. لكنَّ يَسُوع عرَفَ أنَّ أتباعَهُ سيُواجِهونَ هَجَماتٍ شَرِسَة مِنَ الشَّيْطَان، وأنَّهُم يحتاجونَ إلى مُساعَدَةِ يَهْوَه لِيَثبُتوا في وَجهِها.
٢ حَسَبَ المَزْمُور ٣٣:١٨-٢٠، لِمَ لا داعِيَ أن نخافَ مِنَ المَشاكِل؟
٢ كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين، نُواجِهُ ضَغطًا كَبيرًا مِن عالَمِ الشَّيْطَان. فنَحنُ نمُرُّ بِمَشاكِلَ قد تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا وتمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه. ولكنْ كما سنرى في هذِهِ المَقالَة، لا داعِيَ أن نخاف. فعَيْنُ يَهْوَه علَينا. فهو يرى التَّحَدِّياتِ الَّتي نُواجِهُها، ومُستَعِدٌّ دائِمًا أن يُساعِدَنا. لِنرَ الآنَ قِصَّتَينِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُؤَكِّدانِ لنا أنَّ «عَيْنَ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه». — إقرإ المزمور ٣٣:١٨-٢٠.
يَهْوَه يُساعِدُنا حينَ نُحِسُّ بِالوَحدَة
٣ لِماذا قد نُحِسُّ بِالوَحدَة؟
٣ رَغمَ أنَّنا جُزءٌ مِن عائِلَةٍ كَبيرَة مِن خُدَّامِ يَهْوَه، نُحِسُّ بِالوَحدَةِ أحيانًا. مَثَلًا، قد يُحِسُّ الأولادُ والشَّبابُ بِالوَحدَةِ عِندَما يُدافِعونَ عن مُعتَقَداتِهِم أمامَ زُمَلائِهِم في المَدرَسَة، أو عِندَما ينتَقِلونَ إلى جَماعَةٍ جَديدَة. أمَّا بَعضُنا، فيَشعُرونَ بِحُزنٍ شَديدٍ أو يُحارِبونَ مَشاعِرَ سَلبِيَّة. وقدْ نخافُ أن لا يفهَمَنا الآخَرونَ إذا أخبَرناهُم عن هذِهِ المَشاعِر، فنميلُ أن نُحارِبَها وَحدَنا. وحتَّى قد نشعُرُ أن لا أحَدَ يهتَمُّ بنا. فهل تمُرُّ بِحالَةٍ كهذِه؟ رُبَّما تقلَقُ وتشعُرُ أنَّ وَضعَكَ مَيؤُوسٌ مِنه. لكنَّ يَهْوَه لا يُريدُكَ أبَدًا أن تشعُرَ بِهذِهِ الطَّريقَة. لِماذا نقولُ ذلِك؟
٤ لِماذا قالَ إيلِيَّا: «بقيتُ أنا وَحدي»؟
٤ لاحِظْ ماذا حصَلَ معَ النَّبِيِّ الأمينِ إيلِيَّا. فبَعدَما حلَفَت إيزَابِل أنَّها ستقتُلُه، ظلَّ هارِبًا أكثَرَ مِن ٤٠ يَومًا. (١ مل ١٩:١-٩) وحينَ أصبَحَ وَحدَهُ في مَغارَة، قالَ لِيَهْوَه: «بقيتُ أنا [نَبِيًّا] وَحدي». (١ مل ١٩:١٠) ولكنْ كانَ هُناك أنبِياءُ آخَرونَ في إسْرَائِيل. فعُوبَدْيَا نجَحَ أن يُنقِذَ ١٠٠ نَبِيٍّ مِن يَدِ إيزَابِل المُجرِمَة. (١ مل ١٨:٧، ١٣) إذًا، لِماذا شعَرَ إيلِيَّا أنَّهُ بقِيَ وَحدَه؟ هل ظنَّ أنَّ الأنبِياءَ الَّذينَ أنقَذَهُم عُوبَدْيَا قد ماتوا؟ هل شعَرَ بِالوَحدَةِ لِأنَّ الشَّعبَ لم ينضَمُّوا إلَيهِ في العِبادَةِ الحَقَّة، حتَّى بَعدَما برهَنَ يَهْوَه أنَّهُ الإلهُ الحَقيقِيُّ على جَبَلِ الكَرْمِل؟ أم هل شعَرَ أن لا أحَدَ يهتَمُّ بهِ أو يفهَمُ الخَطَرَ الَّذي يُواجِهُه؟ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ السَّبَب. لكنَّ الأكيدَ هو أنَّ يَهْوَه فهِمَ مَشاعِرَ إيلِيَّا، وعرَفَ بِالضَّبطِ كَيفَ يُساعِدُه.
٥ كَيفَ أكَّدَ يَهْوَه لِإيلِيَّا أنَّهُ لَيسَ وَحدَه؟
٥ ساعَدَ يَهْوَه إيلِيَّا بِعِدَّةِ طُرُق. مَثَلًا، شجَّعَهُ أن يُفَضفِضَ ويُخبِرَهُ عن مَشاعِرِه. فسألَهُ مَرَّتَينِ عن سَبَبِ وُجودِهِ في المَغارَة. (١ مل ١٩:٩، ١٣) وفي كُلِّ مَرَّة، أصغى يَهْوَه إلى إيلِيَّا وهو يفتَحُ لهُ قَلبَه. ثُمَّ أجابَهُ يَهْوَه بَعدَ ذلِك. فأكَّدَ لهُ أنَّهُ مَوجود، وأظهَرَ لهُ قُوَّتَهُ الهائِلَة. كما أكَّدَ لهُ أنَّ إسْرَائِيلِيِّينَ كَثيرينَ لا يزالونَ يعبُدونَه. (١ مل ١٩:١١، ١٢، ١٨) لا شَكَّ أنَّ إيلِيَّا ارتاحَ بَعدَما فتَحَ قَلبَهُ لِيَهْوَه وسمِعَ جَوابَه. أيضًا، أعطى يَهْوَه لِإيلِيَّا تَعييناتٍ مُهِمَّة. فطلَبَ مِنهُ أن يُعَيِّنَ حَزَائِيل مَلِكًا على أرَام، يَاهُو مَلِكًا على إسْرَائِيل، وألِيشَع نَبِيًّا. (١ مل ) وهكَذا، ساعَدَهُ يَهْوَه أن يُرَكِّزَ على أشياءَ إيجابِيَّة، وأعطاهُ رَفيقًا: ألِيشَع. ولكنْ ماذا عنك؟ كَيفَ يُساعِدُكَ يَهْوَه حينَ تُحِسُّ بِالوَحدَة؟ ١٩:١٥، ١٦
٦ ماذا تقدِرُ أن تُخبِرَ يَهْوَه حينَ تشعُرُ بِالوَحدَة؟ (مزمور ٦٢:٨)
٦ يُشَجِّعُكَ يَهْوَه أن تُصَلِّيَ إلَيه. فهو يرى ما تمُرُّ به، ويُؤَكِّدُ أنَّهُ سيُصغي إلَيكَ في أيِّ وَقت. (١ تس ٥:١٧) فهو يفرَحُ بِصَلَواتِ خُدَّامِه. (أم ١٥:٨) ولكنْ ماذا ستُخبِرُ يَهْوَه حينَ تشعُرُ بِالوَحدَة؟ إفتَحْ لهُ قَلبَك، مِثلَما فعَلَ إيلِيَّا. (إقرإ المزمور ٦٢:٨.) أخبِرْهُ ما هي مَخاوِفُك، وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَيك. واطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي تتَغَلَّبَ علَيها. مَثَلًا، إذا كُنتَ تشعُرُ بِالوَحدَةِ وتخافُ أن تُخبِرَ زُمَلاءَكَ في المَدرَسَةِ عن مُعتَقَداتِك، فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ الشَّجاعَةَ لِتُعَبِّرَ عن نَفْسِك. أُطلُبْ مِنهُ أيضًا الحِكمَةَ لِتعرِفَ كَيفَ تشرَحُ مُعتَقَداتِكَ بِلَباقَة. (لو ٢١:١٤، ١٥) أمَّا إذا كُنتَ تُحارِبُ مَشاعِرَ سَلبِيَّة، فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ أن تُخبِرَ أخًا ناضِجًا كَيفَ تشعُر، وأن يُساعِدَ ذلِكَ الأخَ أن يُصغِيَ إلَيكَ بِصَبرٍ وتَفَهُّم. إذًا، افتَحْ قَلبَكَ لِيَهْوَه، لاحِظْ كَيفَ يستَجيبُ لك، واقبَلِ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين. وهكَذا سيَخِفُّ شُعورُكَ بِالوَحدَة.
٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ مَاوْرِيسْيُو؟
٧ أعطى يَهْوَه عَمَلًا مُهِمًّا لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا. وهو يُلاحِظُ كُلَّ ما تفعَلُهُ في الجَماعَةِ وفي الخِدمَة، ويُقَدِّرُهُ كَثيرًا. (مز ١١٠:٣) وحينَ تبقى مَشغولًا بِعَمَلِ يَهْوَه، سيَخِفُّ شُعورُكَ بِالوَحدَة. هذا ما حصَلَ مع أخٍ شابٍّ اسْمُهُ مَاوْرِيسْيُو. * فبَعدَما اعتَمَدَ بِفَترَةٍ قَصيرَة، بدَأَ أحَدُ أصدِقائِهِ المُقَرَّبينَ يبتَعِدُ عنِ الحَقّ. يُخبِرُ مَاوْرِيسْيُو: «حينَ رأيتُهُ يبتَعِدُ عنِ الحَقّ، خسِرتُ ثِقَتي بِنَفْسي. فخِفتُ أن لا أقدِرَ أن أُتَمِّمَ انتِذاري وأبقى في عائِلَةِ يَهْوَه. شعَرتُ أنِّي وَحيد، ولا أحَدَ سيَفهَمُ مَشاعِري». فماذا ساعَدَ مَاوْرِيسْيُو؟ يقول: «زِدتُ خِدمَتي. وهذا ساعَدَني أن لا أُرَكِّزَ على نَفْسي ومَشاعِري السَّلبِيَّة. فكُلَّما خدَمتُ معَ الإخوَة، زادَ فَرَحي وخفَّ شُعوري بِالوَحدَة». وحتَّى لَو لم تقدِرْ أن تذهَبَ في الخِدمَةِ معَ الإخوَة، تقدِرُ أن تُبَشِّرَ معهُم بِالرَّسائِلِ أوِ التِّلِفون. وهذا سيُفَرِّحُكَ ويُقَوِّيك. وماذا ساعَدَ مَاوْرِيسْيُو أيضًا؟ يقول: «بقيتُ مَشغولًا في الجَماعَة. فبذَلتُ كُلَّ جُهدي لِأُحَضِّرَ تَعييناتِ التَّلامِذَةِ وأُقَدِّمَها. وهكَذا شعَرتُ أنَّ يَهْوَه والإخوَةَ يُقَدِّرونَني».
يَهْوَه يُساعِدُنا حينَ تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا
٨ كَيفَ تُؤَثِّرُ علَينا المَشاكِلُ الصَّعبَة؟
٨ نَحنُ نتَوَقَّعُ أن نمُرَّ بِمَشاكِلَ خِلالَ الأيَّامِ الأخيرَة. (٢ تي ٣:١) ولكنْ قد تحصُلُ معنا مُشكِلَةٌ لا نتَوَقَّعُها في وَقتٍ لا نتَوَقَّعُه. مَثَلًا، قد نمُرُّ فَجأةً بِمُشكِلَةٍ اقتِصادِيَّة، نُصابُ بِمَرَضٍ خَطير، أو نخسَرُ شَخصًا نُحِبُّهُ بِالمَوت. وفي أوقاتٍ كهذِه، قد نحزَنُ كَثيرًا وتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا، خُصوصًا إذا مرَرنا بِعِدَّةِ مَشاكِلَ دَفعَةً واحِدَة. ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ عَيْنَ يَهْوَه علَينا. وهو سيُساعِدُكَ أن تُواجِهَ أيَّ مُشكِلَة، مَهما كانَت صَعبَة.
٩ أيُّ مَصائِبَ تَوالَت على أيُّوب؟
٩ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه الرَّجُلَ الأمينَ أيُّوب. فخِلالَ وَقتٍ قَصير، تَوالَتِ المَصائِبُ على أيُّوب. ففي يَومٍ واحِد، خسَّرَتهُ حَوادِثُ فَظيعَة مَواشِيَه، خُدَّامَه، وحتَّى أولادَهُ الغالينَ علَيه. (أي ١:١٣-١٩) ثُمَّ، وهو لا يزالُ غارِقًا في حُزنِه، أُصيبَ بِمَرَضٍ مُؤلِمٍ شوَّهَ مَنظَرَه. (أي ٢:٧) فأصبَحَ أيُّوب في وَضعٍ سَيِّئٍ جِدًّا، حتَّى إنَّهُ قال: «قد سئِمتُ؛ فإلى الدَّهرِ لا أُريدُ أن أعيش». — أي ٧:١٦.
١٠ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه أيُّوب أن يتَحَمَّلَ المَصائِب؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٠ لكنَّ عَيْنَ يَهْوَه كانَت على أيُّوب. فهو أحَبَّه، وساعَدَهُ كَي يتَحَمَّلَ المَصائِبَ ويبقى أمينًا. كَيف؟ تكَلَّمَ يَهْوَه مع أيُّوب، وذكَّرَهُ كم هو حَكيمٌ ومُحِبٌّ ويَهتَمُّ بِمَخلوقاتِه. فأخبَرَهُ عنِ الكَثيرِ مِنَ الحَيَواناتِ الرَّائعَة. (أي ٣٨:١، ٢؛ ٣٩:٩، ١٣، ١٩، ٢٧؛ ٤٠:١٥؛ ٤١:١، ٢) ومِن خِلالِ شابٍّ اسْمُهُ ألِيهُو، شجَّعَ يَهْوَه أيُّوب وأعطاهُ نَصيحَةً بِمَحَبَّة. فألِيهُو أكَّدَ لِأيُّوب أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائمًا خُدَّامَهُ على احتِمالِهِم، وساعَدَهُ أن لا يُرَكِّزَ على نَفْسِه، بل يرى كم هو صَغيرٌ بِالمُقارَنَةِ مع خالِقِ الكَونِ يَهْوَه. (أي ٣٧:١٤) إضافَةً إلى ذلِك، أعطى يَهْوَه تَعيينًا لِأيُّوب: أن يُصَلِّيَ مِن أجْلِ أصدِقائِهِ الَّذينَ أخطَأوا. (أي ٤٢:٨-١٠) ولكنْ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه اليَومَ عِندَما نُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة؟
١١ كَيفَ يُشَجِّعُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ خِلالَ المَشاكِلِ الصَّعبَة؟
١١ اليَوم، لا يتَكَلَّمُ يَهْوَه معنا مُباشَرَة، مِثلَما تكَلَّمَ مع أيُّوب. لكنَّهُ يتَكَلَّمُ معنا مِن خِلالِ كَلِمَتِه، الكِتابِ المُقَدَّس. (رو ١٥:٤) ومِن خِلالِها، يُشَجِّعُنا ويُعطينا رَجاء. لاحِظْ مَثَلًا بَعضَ الأفكارِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي تُشَجِّعُنا حينَ نُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة. فيَهْوَه يُؤَكِّدُ لنا أن لا شَيء، ولا حتَّى المَشاكِلَ الصَّعبَة، ‹يقدِرُ أن يفصِلَنا عن مَحَبَّتِهِ لنا›. (رو ٨:٣٨، ٣٩) كما يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ «قَريبٌ مِن كُلِّ الَّذينَ يَلتَفِتونَ إلَيهِ» بِالصَّلاة. (مز ١٤٥:١٨) ويَهْوَه يُخبِرُنا أنَّنا إذا اتَّكَلنا علَيه، نقدِرُ أن نتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَةٍ ونُحافِظَ على فَرَحِنا. (١ كو ١٠:١٣؛ يع ١:٢، ١٢) أيضًا، تُذَكِّرُنا كَلِمَةُ اللّٰهِ أنَّ المَشاكِلَ الَّتي نمُرُّ بها ‹وَجيزَةٌ وخَفيفَة› بِالمُقارَنَةِ معَ المُكافَأةِ الأبَدِيَّة الَّتي وضَعَها أمامَنا. (٢ كو ٤:١٦-١٨) ويَهْوَه يعِدُنا أنَّهُ سيُزيلُ سَبَبَ كُلِّ مَشاكِلِنا، الشَّيْطَان إبْلِيس والأشرارَ الَّذينَ يتَمَثَّلونَ به. (مز ٣٧:١٠) فهل تحفَظُ آياتٍ مُشَجِّعَة لِتُقَوِّيَكَ حينَ تُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة؟
١٢ ماذا يوصينا يَهْوَه كَي نستَفيدَ كامِلًا مِن كَلِمَتِه؟
١٢ يوصينا يَهْوَه أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِندرُسَ كَلِمَتَهُ بِانتِظام، ونُفَكِّرَ جَيِّدًا في ما نقرَأُه. وحينَ نُطَبِّقُ ما نتَعَلَّمُه، يقوى إيمانُنا ونقتَرِبُ أكثَرَ إلى أبينا السَّماوِيّ. وحينَ نتَّكِلُ على الكِتابِ المُقَدَّس، يُعطينا يَهْوَه بِواسِطَةِ روحِهِ القُدُس «القُدرَةَ الَّتي تفوقُ ما هو عادِيّ». (٢ كو ٤:٧-١٠) وهكَذا، نستَطيعُ أن نتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَة، مَهما كانَت صَعبَة.
١٣ كَيفَ يُساعِدُنا الطَّعامُ الرُّوحِيُّ أن نتَحَمَّلَ المَشاكِل؟
١٣ أيضًا، يُعطينا يَهْوَه مِن خِلالِ «العَبدِ الأمينِ الحَكيمِ» وَفرَةً مِنَ المَقالات، الفيديوات، التَّرانيم، والأغاني الَّتي تُقَوِّي إيمانَنا وتُقَرِّبُنا إلَيه. (مت ٢٤:٤٥) فهل تستَفيدُ كامِلًا مِن هذا الطَّعامِ الرُّوحِيّ؟ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ الطَّعامُ الرُّوحِيُّ أُختًا مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة. قالَت: «خِلالَ الـ ٤٠ سَنَةً الَّتي خدَمتُ فيها يَهْوَه، مرَرتُ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ بِمَشاكِلَ امتَحَنَتِ استِقامَتي». فجَدُّها ماتَ حينَ اصطَدَمَ سائِقٌ سَكرانٌ بِسَيَّارَتِه، أُصيبَ والِداها بِمَرَضٍ خَطيرٍ وماتا، وأُصيبَت هي بِالسَّرَطانِ مَرَّتَين. لكِنَّها تُخبِر: «يَهْوَه اهتَمَّ بي دائِمًا. فالطَّعامُ الَّذي يُعطيهِ لنا مِن خِلالِ العَبدِ الأمينِ الحَكيمِ ساعَدَني أن أتَحَمَّل. لِذا أشعُرُ مِثلَ أيُّوب الَّذي قال: ‹حتَّى ألفِظَ آخِرَ أنفاسي لا أنزِعُ استِقامَتي عنِّي!›». — أي ٢٧:٥.
١٤ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه مِن خِلالِ إخوَتِنا؟ (١ تسالونيكي ٤:٩)
١٤ إضافَةً إلى ذلِك، يُدَرِّبُ يَهْوَه شَعبَهُ لِيُظهِروا المَحَبَّةَ لِإخوَتِهِم ويُشَجِّعوهُم في الأوقاتِ الصَّعبَة. (٢ كو ١:٣، ٤؛ إقرأ ١ تسالونيكي ٤:٩.) فمِثلَ ألِيهُو، يرغَبُ إخوَتُنا مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يُساعِدونا لِنبقى أُمَناءَ حينَ نمُرُّ بِمَشاكِل. (أع ١٤:٢٢) لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ نالَت دَيَان الدَّعمَ والتَّشجيعَ مِن جَماعَتِها حينَ أُصيبَ زَوجُها بِمَرَضٍ خَطير. تقول: «لم يكُنْ ما مرَرنا بهِ سَهلًا. لكنَّنا لمَسنا يَدَ يَهْوَه القَوِيَّة والحَنونَة خِلالَ تِلكَ الأشهُرِ الصَّعبَة. فزِياراتُ الإخوَة، اتِّصالاتُهُم، وأحضانُهُم أعطَتنا القُوَّةَ لِنحتَمِل. وكُلَّما استَطَعتُ أن أذهَبَ إلى الاجتِماعاتِ وخِدمَةِ الحَقل، كانَ الإخوَةُ يوصِلونَني لِأنِّي لا أسوقُ السَّيَّارَة». فِعلًا، إنَّها بَرَكَةٌ كَبيرَة أن نكونَ بَينَ عائِلَةٍ مِنَ الإخوَةِ المُحِبِّين.
لِنُقَدِّرْ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَه
١٥ لِماذا نَحنُ واثِقونَ أنَّنا سنتَغَلَّبُ على المَشاكِل؟
١٥ كُلُّنا نمُرُّ بِمَشاكِل. ولكنْ كما رأيْنا، نَحنُ لَسنا وَحدَنا. فلَدَينا أبٌ مُحِبّ، وعَيْنُهُ دائِمًا علَينا. فيَهْوَه إلى جانِبِنا، ومُستَعِدٌّ دائِمًا أن يسمَعَ صَلَواتِنا ويُساعِدَنا. (إش ٤٣:٢) فهو يُعطينا كُلَّ ما نحتاجُهُ لِنتَحَمَّلَ المَشاكِلَ الصَّعبَة: هَدِيَّةَ الصَّلاة، الكِتابَ المُقَدَّس، وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ، وإخوَةً مُحِبِّينَ يُساعِدونَنا وَقتَ الحاجَة. لِذا نَحنُ واثِقونَ أنَّنا سنتَغَلَّبُ على أيِّ مُشكِلَة، مَهما كانَت صَعبَة.
١٦ كَيفَ نبقى تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه؟
١٦ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّ عَيْنَ أبينا السَّماوِيِّ علَينا. فِعلًا، «قُلوبُنا تَفرَحُ به». (مز ٣٣:٢١) وكَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَهُ بنا؟ حينَ نستَفيدُ كامِلًا مِنَ الطُّرُقِ الَّتي يُساعِدُنا بها، وحينَ نقومُ بِدَورِنا لِنبقى تَحتَ رِعايَتِه. بِكَلِماتٍ أُخرى، يلزَمُ أن نبذُلَ جُهدَنا لِنُطيعَ يَهْوَه ونُرضِيَه. وعِندَئِذٍ، ستبقى عَيْنُهُ علَينا إلى الأبَد. — ١ بط ٣:١٢.
التَّرنيمَة ٣٠ إلهي، صَديقي، وأبي