الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٣

عين يهوه على شعبه

عين يهوه على شعبه

‏«عَيْنُ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه».‏ —‏ مز ٣٣:‏١٨‏.‏

التَّرنيمَة ٤ «يَهْوَه راعِيّ»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِماذا طلَبَ يَسُوع مِن يَهْوَه أن يحمِيَ أتباعَه؟‏

 في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ أن يموتَ يَسُوع،‏ طلَبَ طَلَبًا خُصوصِيًّا مِن أبيهِ السَّماوِيّ:‏ أن يحمِيَ أتباعَه.‏ (‏يو ١٧:‏١٥،‏ ٢٠‏)‏ طَبعًا،‏ عَيْنُ يَهْوَه هي دائِمًا على شَعبِه.‏ فهو يهتَمُّ بهِم ويَحميهِم.‏ لكنَّ يَسُوع عرَفَ أنَّ أتباعَهُ سيُواجِهونَ هَجَماتٍ شَرِسَة مِنَ الشَّيْطَان،‏ وأنَّهُم يحتاجونَ إلى مُساعَدَةِ يَهْوَه لِيَثبُتوا في وَجهِها.‏

٢ حَسَبَ المَزْمُور ٣٣:‏١٨-‏٢٠‏،‏ لِمَ لا داعِيَ أن نخافَ مِنَ المَشاكِل؟‏

٢ كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين،‏ نُواجِهُ ضَغطًا كَبيرًا مِن عالَمِ الشَّيْطَان.‏ فنَحنُ نمُرُّ بِمَشاكِلَ قد تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا وتمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه.‏ ولكنْ كما سنرى في هذِهِ المَقالَة،‏ لا داعِيَ أن نخاف.‏ فعَيْنُ يَهْوَه علَينا.‏ فهو يرى التَّحَدِّياتِ الَّتي نُواجِهُها،‏ ومُستَعِدٌّ دائِمًا أن يُساعِدَنا.‏ لِنرَ الآنَ قِصَّتَينِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُؤَكِّدانِ لنا أنَّ «عَيْنَ يَهْوَه على الَّذينَ يَخافونَه».‏ —‏ إقرإ المزمور ٣٣:‏١٨-‏٢٠‏.‏

يَهْوَه يُساعِدُنا حينَ نُحِسُّ بِالوَحدَة

٣ لِماذا قد نُحِسُّ بِالوَحدَة؟‏

٣ رَغمَ أنَّنا جُزءٌ مِن عائِلَةٍ كَبيرَة مِن خُدَّامِ يَهْوَه،‏ نُحِسُّ بِالوَحدَةِ أحيانًا.‏ مَثَلًا،‏ قد يُحِسُّ الأولادُ والشَّبابُ بِالوَحدَةِ عِندَما يُدافِعونَ عن مُعتَقَداتِهِم أمامَ زُمَلائِهِم في المَدرَسَة،‏ أو عِندَما ينتَقِلونَ إلى جَماعَةٍ جَديدَة.‏ أمَّا بَعضُنا،‏ فيَشعُرونَ بِحُزنٍ شَديدٍ أو يُحارِبونَ مَشاعِرَ سَلبِيَّة.‏ وقدْ نخافُ أن لا يفهَمَنا الآخَرونَ إذا أخبَرناهُم عن هذِهِ المَشاعِر،‏ فنميلُ أن نُحارِبَها وَحدَنا.‏ وحتَّى قد نشعُرُ أن لا أحَدَ يهتَمُّ بنا.‏ فهل تمُرُّ بِحالَةٍ كهذِه؟‏ رُبَّما تقلَقُ وتشعُرُ أنَّ وَضعَكَ مَيؤُوسٌ مِنه.‏ لكنَّ يَهْوَه لا يُريدُكَ أبَدًا أن تشعُرَ بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ لِماذا نقولُ ذلِك؟‏

٤ لِماذا قالَ إيلِيَّا:‏ «بقيتُ أنا وَحدي»؟‏

٤ لاحِظْ ماذا حصَلَ معَ النَّبِيِّ الأمينِ إيلِيَّا.‏ فبَعدَما حلَفَت إيزَابِل أنَّها ستقتُلُه،‏ ظلَّ هارِبًا أكثَرَ مِن ٤٠ يَومًا.‏ (‏١ مل ١٩:‏١-‏٩‏)‏ وحينَ أصبَحَ وَحدَهُ في مَغارَة،‏ قالَ لِيَهْوَه:‏ «بقيتُ أنا [نَبِيًّا] وَحدي».‏ (‏١ مل ١٩:‏١٠‏)‏ ولكنْ كانَ هُناك أنبِياءُ آخَرونَ في إسْرَائِيل.‏ فعُوبَدْيَا نجَحَ أن يُنقِذَ ١٠٠ نَبِيٍّ مِن يَدِ إيزَابِل المُجرِمَة.‏ (‏١ مل ١٨:‏٧،‏ ١٣‏)‏ إذًا،‏ لِماذا شعَرَ إيلِيَّا أنَّهُ بقِيَ وَحدَه؟‏ هل ظنَّ أنَّ الأنبِياءَ الَّذينَ أنقَذَهُم عُوبَدْيَا قد ماتوا؟‏ هل شعَرَ بِالوَحدَةِ لِأنَّ الشَّعبَ لم ينضَمُّوا إلَيهِ في العِبادَةِ الحَقَّة،‏ حتَّى بَعدَما برهَنَ يَهْوَه أنَّهُ الإلهُ الحَقيقِيُّ على جَبَلِ الكَرْمِل؟‏ أم هل شعَرَ أن لا أحَدَ يهتَمُّ بهِ أو يفهَمُ الخَطَرَ الَّذي يُواجِهُه؟‏ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ السَّبَب.‏ لكنَّ الأكيدَ هو أنَّ يَهْوَه فهِمَ مَشاعِرَ إيلِيَّا،‏ وعرَفَ بِالضَّبطِ كَيفَ يُساعِدُه.‏

كيف يساعدك يهوه حين تحس بالوحدة،‏ مثلما ساعد إيليا؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ٥-‏٦.‏)‏

٥ كَيفَ أكَّدَ يَهْوَه لِإيلِيَّا أنَّهُ لَيسَ وَحدَه؟‏

٥ ساعَدَ يَهْوَه إيلِيَّا بِعِدَّةِ طُرُق.‏ مَثَلًا،‏ شجَّعَهُ أن يُفَضفِضَ ويُخبِرَهُ عن مَشاعِرِه.‏ فسألَهُ مَرَّتَينِ عن سَبَبِ وُجودِهِ في المَغارَة.‏ (‏١ مل ١٩:‏٩،‏ ١٣‏)‏ وفي كُلِّ مَرَّة،‏ أصغى يَهْوَه إلى إيلِيَّا وهو يفتَحُ لهُ قَلبَه.‏ ثُمَّ أجابَهُ يَهْوَه بَعدَ ذلِك.‏ فأكَّدَ لهُ أنَّهُ مَوجود،‏ وأظهَرَ لهُ قُوَّتَهُ الهائِلَة.‏ كما أكَّدَ لهُ أنَّ إسْرَائِيلِيِّينَ كَثيرينَ لا يزالونَ يعبُدونَه.‏ (‏١ مل ١٩:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٨‏)‏ لا شَكَّ أنَّ إيلِيَّا ارتاحَ بَعدَما فتَحَ قَلبَهُ لِيَهْوَه وسمِعَ جَوابَه.‏ أيضًا،‏ أعطى يَهْوَه لِإيلِيَّا تَعييناتٍ مُهِمَّة.‏ فطلَبَ مِنهُ أن يُعَيِّنَ حَزَائِيل مَلِكًا على أرَام،‏ يَاهُو مَلِكًا على إسْرَائِيل،‏ وألِيشَع نَبِيًّا.‏ (‏١ مل ١٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وهكَذا،‏ ساعَدَهُ يَهْوَه أن يُرَكِّزَ على أشياءَ إيجابِيَّة،‏ وأعطاهُ رَفيقًا:‏ ألِيشَع.‏ ولكنْ ماذا عنك؟‏ كَيفَ يُساعِدُكَ يَهْوَه حينَ تُحِسُّ بِالوَحدَة؟‏

٦ ماذا تقدِرُ أن تُخبِرَ يَهْوَه حينَ تشعُرُ بِالوَحدَة؟‏ (‏مزمور ٦٢:‏٨‏)‏

٦ يُشَجِّعُكَ يَهْوَه أن تُصَلِّيَ إلَيه.‏ فهو يرى ما تمُرُّ به،‏ ويُؤَكِّدُ أنَّهُ سيُصغي إلَيكَ في أيِّ وَقت.‏ (‏١ تس ٥:‏١٧‏)‏ فهو يفرَحُ بِصَلَواتِ خُدَّامِه.‏ (‏أم ١٥:‏٨‏)‏ ولكنْ ماذا ستُخبِرُ يَهْوَه حينَ تشعُرُ بِالوَحدَة؟‏ إفتَحْ لهُ قَلبَك،‏ مِثلَما فعَلَ إيلِيَّا.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٦٢:‏٨‏.‏)‏ أخبِرْهُ ما هي مَخاوِفُك،‏ وكَيفَ تُؤَثِّرُ علَيك.‏ واطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي تتَغَلَّبَ علَيها.‏ مَثَلًا،‏ إذا كُنتَ تشعُرُ بِالوَحدَةِ وتخافُ أن تُخبِرَ زُمَلاءَكَ في المَدرَسَةِ عن مُعتَقَداتِك،‏ فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ الشَّجاعَةَ لِتُعَبِّرَ عن نَفْسِك.‏ أُطلُبْ مِنهُ أيضًا الحِكمَةَ لِتعرِفَ كَيفَ تشرَحُ مُعتَقَداتِكَ بِلَباقَة.‏ (‏لو ٢١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ أمَّا إذا كُنتَ تُحارِبُ مَشاعِرَ سَلبِيَّة،‏ فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ أن تُخبِرَ أخًا ناضِجًا كَيفَ تشعُر،‏ وأن يُساعِدَ ذلِكَ الأخَ أن يُصغِيَ إلَيكَ بِصَبرٍ وتَفَهُّم.‏ إذًا،‏ افتَحْ قَلبَكَ لِيَهْوَه،‏ لاحِظْ كَيفَ يستَجيبُ لك،‏ واقبَلِ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين.‏ وهكَذا سيَخِفُّ شُعورُكَ بِالوَحدَة.‏

هل تسعى لتزيد خدمتك وتشترك فيها مع الإخوة؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏

٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ مَاوْرِيسْيُو؟‏

٧ أعطى يَهْوَه عَمَلًا مُهِمًّا لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا.‏ وهو يُلاحِظُ كُلَّ ما تفعَلُهُ في الجَماعَةِ وفي الخِدمَة،‏ ويُقَدِّرُهُ كَثيرًا.‏ (‏مز ١١٠:‏٣‏)‏ وحينَ تبقى مَشغولًا بِعَمَلِ يَهْوَه،‏ سيَخِفُّ شُعورُكَ بِالوَحدَة.‏ هذا ما حصَلَ مع أخٍ شابٍّ اسْمُهُ مَاوْرِيسْيُو.‏ * فبَعدَما اعتَمَدَ بِفَترَةٍ قَصيرَة،‏ بدَأَ أحَدُ أصدِقائِهِ المُقَرَّبينَ يبتَعِدُ عنِ الحَقّ.‏ يُخبِرُ مَاوْرِيسْيُو:‏ «حينَ رأيتُهُ يبتَعِدُ عنِ الحَقّ،‏ خسِرتُ ثِقَتي بِنَفْسي.‏ فخِفتُ أن لا أقدِرَ أن أُتَمِّمَ انتِذاري وأبقى في عائِلَةِ يَهْوَه.‏ شعَرتُ أنِّي وَحيد،‏ ولا أحَدَ سيَفهَمُ مَشاعِري».‏ فماذا ساعَدَ مَاوْرِيسْيُو؟‏ يقول:‏ «زِدتُ خِدمَتي.‏ وهذا ساعَدَني أن لا أُرَكِّزَ على نَفْسي ومَشاعِري السَّلبِيَّة.‏ فكُلَّما خدَمتُ معَ الإخوَة،‏ زادَ فَرَحي وخفَّ شُعوري بِالوَحدَة».‏ وحتَّى لَو لم تقدِرْ أن تذهَبَ في الخِدمَةِ معَ الإخوَة،‏ تقدِرُ أن تُبَشِّرَ معهُم بِالرَّسائِلِ أوِ التِّلِفون.‏ وهذا سيُفَرِّحُكَ ويُقَوِّيك.‏ وماذا ساعَدَ مَاوْرِيسْيُو أيضًا؟‏ يقول:‏ «بقيتُ مَشغولًا في الجَماعَة.‏ فبذَلتُ كُلَّ جُهدي لِأُحَضِّرَ تَعييناتِ التَّلامِذَةِ وأُقَدِّمَها.‏ وهكَذا شعَرتُ أنَّ يَهْوَه والإخوَةَ يُقَدِّرونَني».‏

يَهْوَه يُساعِدُنا حينَ تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا

٨ كَيفَ تُؤَثِّرُ علَينا المَشاكِلُ الصَّعبَة؟‏

٨ نَحنُ نتَوَقَّعُ أن نمُرَّ بِمَشاكِلَ خِلالَ الأيَّامِ الأخيرَة.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ ولكنْ قد تحصُلُ معنا مُشكِلَةٌ لا نتَوَقَّعُها في وَقتٍ لا نتَوَقَّعُه.‏ مَثَلًا،‏ قد نمُرُّ فَجأةً بِمُشكِلَةٍ اقتِصادِيَّة،‏ نُصابُ بِمَرَضٍ خَطير،‏ أو نخسَرُ شَخصًا نُحِبُّهُ بِالمَوت.‏ وفي أوقاتٍ كهذِه،‏ قد نحزَنُ كَثيرًا وتضعُفُ مَعنَوِيَّاتُنا،‏ خُصوصًا إذا مرَرنا بِعِدَّةِ مَشاكِلَ دَفعَةً واحِدَة.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ عَيْنَ يَهْوَه علَينا.‏ وهو سيُساعِدُكَ أن تُواجِهَ أيَّ مُشكِلَة،‏ مَهما كانَت صَعبَة.‏

٩ أيُّ مَصائِبَ تَوالَت على أيُّوب؟‏

٩ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه الرَّجُلَ الأمينَ أيُّوب.‏ فخِلالَ وَقتٍ قَصير،‏ تَوالَتِ المَصائِبُ على أيُّوب.‏ ففي يَومٍ واحِد،‏ خسَّرَتهُ حَوادِثُ فَظيعَة مَواشِيَه،‏ خُدَّامَه،‏ وحتَّى أولادَهُ الغالينَ علَيه.‏ (‏أي ١:‏١٣-‏١٩‏)‏ ثُمَّ،‏ وهو لا يزالُ غارِقًا في حُزنِه،‏ أُصيبَ بِمَرَضٍ مُؤلِمٍ شوَّهَ مَنظَرَه.‏ (‏أي ٢:‏٧‏)‏ فأصبَحَ أيُّوب في وَضعٍ سَيِّئٍ جِدًّا،‏ حتَّى إنَّهُ قال:‏ «قد سئِمتُ؛‏ فإلى الدَّهرِ لا أُريدُ أن أعيش».‏ —‏ أي ٧:‏١٦‏.‏

كي يؤكد يهوه لأيوب أنه يحبه ويهتم به،‏ يخبره كيف يهتم بخليقته بطرق كثيرة (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏

١٠ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه أيُّوب أن يتَحَمَّلَ المَصائِب؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٠ لكنَّ عَيْنَ يَهْوَه كانَت على أيُّوب.‏ فهو أحَبَّه،‏ وساعَدَهُ كَي يتَحَمَّلَ المَصائِبَ ويبقى أمينًا.‏ كَيف؟‏ تكَلَّمَ يَهْوَه مع أيُّوب،‏ وذكَّرَهُ كم هو حَكيمٌ ومُحِبٌّ ويَهتَمُّ بِمَخلوقاتِه.‏ فأخبَرَهُ عنِ الكَثيرِ مِنَ الحَيَواناتِ الرَّائعَة.‏ (‏أي ٣٨:‏١،‏ ٢؛‏ ٣٩:‏٩،‏ ١٣،‏ ١٩،‏ ٢٧؛‏ ٤٠:‏١٥؛‏ ٤١:‏١،‏ ٢‏)‏ ومِن خِلالِ شابٍّ اسْمُهُ ألِيهُو،‏ شجَّعَ يَهْوَه أيُّوب وأعطاهُ نَصيحَةً بِمَحَبَّة.‏ فألِيهُو أكَّدَ لِأيُّوب أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائمًا خُدَّامَهُ على احتِمالِهِم،‏ وساعَدَهُ أن لا يُرَكِّزَ على نَفْسِه،‏ بل يرى كم هو صَغيرٌ بِالمُقارَنَةِ مع خالِقِ الكَونِ يَهْوَه.‏ (‏أي ٣٧:‏١٤‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ أعطى يَهْوَه تَعيينًا لِأيُّوب:‏ أن يُصَلِّيَ مِن أجْلِ أصدِقائِهِ الَّذينَ أخطَأوا.‏ (‏أي ٤٢:‏٨-‏١٠‏)‏ ولكنْ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه اليَومَ عِندَما نُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة؟‏

١١ كَيفَ يُشَجِّعُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ خِلالَ المَشاكِلِ الصَّعبَة؟‏

١١ اليَوم،‏ لا يتَكَلَّمُ يَهْوَه معنا مُباشَرَة،‏ مِثلَما تكَلَّمَ مع أيُّوب.‏ لكنَّهُ يتَكَلَّمُ معنا مِن خِلالِ كَلِمَتِه،‏ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ ومِن خِلالِها،‏ يُشَجِّعُنا ويُعطينا رَجاء.‏ لاحِظْ مَثَلًا بَعضَ الأفكارِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي تُشَجِّعُنا حينَ نُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة.‏ فيَهْوَه يُؤَكِّدُ لنا أن لا شَيء،‏ ولا حتَّى المَشاكِلَ الصَّعبَة،‏ ‹يقدِرُ أن يفصِلَنا عن مَحَبَّتِهِ لنا›.‏ (‏رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ كما يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ «قَريبٌ مِن كُلِّ الَّذينَ يَلتَفِتونَ إلَيهِ» بِالصَّلاة.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٨‏)‏ ويَهْوَه يُخبِرُنا أنَّنا إذا اتَّكَلنا علَيه،‏ نقدِرُ أن نتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَةٍ ونُحافِظَ على فَرَحِنا.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣؛‏ يع ١:‏٢،‏ ١٢‏)‏ أيضًا،‏ تُذَكِّرُنا كَلِمَةُ اللّٰهِ أنَّ المَشاكِلَ الَّتي نمُرُّ بها ‹وَجيزَةٌ وخَفيفَة› بِالمُقارَنَةِ معَ المُكافَأةِ الأبَدِيَّة الَّتي وضَعَها أمامَنا.‏ (‏٢ كو ٤:‏١٦-‏١٨‏)‏ ويَهْوَه يعِدُنا أنَّهُ سيُزيلُ سَبَبَ كُلِّ مَشاكِلِنا،‏ الشَّيْطَان إبْلِيس والأشرارَ الَّذينَ يتَمَثَّلونَ به.‏ (‏مز ٣٧:‏١٠‏)‏ فهل تحفَظُ آياتٍ مُشَجِّعَة لِتُقَوِّيَكَ حينَ تُواجِهُ مَشاكِلَ صَعبَة؟‏

١٢ ماذا يوصينا يَهْوَه كَي نستَفيدَ كامِلًا مِن كَلِمَتِه؟‏

١٢ يوصينا يَهْوَه أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِندرُسَ كَلِمَتَهُ بِانتِظام،‏ ونُفَكِّرَ جَيِّدًا في ما نقرَأُه.‏ وحينَ نُطَبِّقُ ما نتَعَلَّمُه،‏ يقوى إيمانُنا ونقتَرِبُ أكثَرَ إلى أبينا السَّماوِيّ.‏ وحينَ نتَّكِلُ على الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يُعطينا يَهْوَه بِواسِطَةِ روحِهِ القُدُس «القُدرَةَ الَّتي تفوقُ ما هو عادِيّ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٧-‏١٠‏)‏ وهكَذا،‏ نستَطيعُ أن نتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَة،‏ مَهما كانَت صَعبَة.‏

١٣ كَيفَ يُساعِدُنا الطَّعامُ الرُّوحِيُّ أن نتَحَمَّلَ المَشاكِل؟‏

١٣ أيضًا،‏ يُعطينا يَهْوَه مِن خِلالِ «العَبدِ الأمينِ الحَكيمِ» وَفرَةً مِنَ المَقالات،‏ الفيديوات،‏ التَّرانيم،‏ والأغاني الَّتي تُقَوِّي إيمانَنا وتُقَرِّبُنا إلَيه.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فهل تستَفيدُ كامِلًا مِن هذا الطَّعامِ الرُّوحِيّ؟‏ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ الطَّعامُ الرُّوحِيُّ أُختًا مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة.‏ قالَت:‏ «خِلالَ الـ‍ ٤٠ سَنَةً الَّتي خدَمتُ فيها يَهْوَه،‏ مرَرتُ مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ بِمَشاكِلَ امتَحَنَتِ استِقامَتي».‏ فجَدُّها ماتَ حينَ اصطَدَمَ سائِقٌ سَكرانٌ بِسَيَّارَتِه،‏ أُصيبَ والِداها بِمَرَضٍ خَطيرٍ وماتا،‏ وأُصيبَت هي بِالسَّرَطانِ مَرَّتَين.‏ لكِنَّها تُخبِر:‏ «يَهْوَه اهتَمَّ بي دائِمًا.‏ فالطَّعامُ الَّذي يُعطيهِ لنا مِن خِلالِ العَبدِ الأمينِ الحَكيمِ ساعَدَني أن أتَحَمَّل.‏ لِذا أشعُرُ مِثلَ أيُّوب الَّذي قال:‏ ‹حتَّى ألفِظَ آخِرَ أنفاسي لا أنزِعُ استِقامَتي عنِّي!‏›».‏ —‏ أي ٢٧:‏٥‏.‏

كيف تكون بركة للإخوة في الجماعة؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏

١٤ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه مِن خِلالِ إخوَتِنا؟‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٩‏)‏

١٤ إضافَةً إلى ذلِك،‏ يُدَرِّبُ يَهْوَه شَعبَهُ لِيُظهِروا المَحَبَّةَ لِإخوَتِهِم ويُشَجِّعوهُم في الأوقاتِ الصَّعبَة.‏ (‏٢ كو ١:‏٣،‏ ٤‏؛‏ إقرأ ١ تسالونيكي ٤:‏٩‏.‏)‏ فمِثلَ ألِيهُو،‏ يرغَبُ إخوَتُنا مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يُساعِدونا لِنبقى أُمَناءَ حينَ نمُرُّ بِمَشاكِل.‏ (‏أع ١٤:‏٢٢‏)‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ نالَت دَيَان الدَّعمَ والتَّشجيعَ مِن جَماعَتِها حينَ أُصيبَ زَوجُها بِمَرَضٍ خَطير.‏ تقول:‏ «لم يكُنْ ما مرَرنا بهِ سَهلًا.‏ لكنَّنا لمَسنا يَدَ يَهْوَه القَوِيَّة والحَنونَة خِلالَ تِلكَ الأشهُرِ الصَّعبَة.‏ فزِياراتُ الإخوَة،‏ اتِّصالاتُهُم،‏ وأحضانُهُم أعطَتنا القُوَّةَ لِنحتَمِل.‏ وكُلَّما استَطَعتُ أن أذهَبَ إلى الاجتِماعاتِ وخِدمَةِ الحَقل،‏ كانَ الإخوَةُ يوصِلونَني لِأنِّي لا أسوقُ السَّيَّارَة».‏ فِعلًا،‏ إنَّها بَرَكَةٌ كَبيرَة أن نكونَ بَينَ عائِلَةٍ مِنَ الإخوَةِ المُحِبِّين.‏

لِنُقَدِّرْ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَه

١٥ لِماذا نَحنُ واثِقونَ أنَّنا سنتَغَلَّبُ على المَشاكِل؟‏

١٥ كُلُّنا نمُرُّ بِمَشاكِل.‏ ولكنْ كما رأيْنا،‏ نَحنُ لَسنا وَحدَنا.‏ فلَدَينا أبٌ مُحِبّ،‏ وعَيْنُهُ دائِمًا علَينا.‏ فيَهْوَه إلى جانِبِنا،‏ ومُستَعِدٌّ دائِمًا أن يسمَعَ صَلَواتِنا ويُساعِدَنا.‏ (‏إش ٤٣:‏٢‏)‏ فهو يُعطينا كُلَّ ما نحتاجُهُ لِنتَحَمَّلَ المَشاكِلَ الصَّعبَة:‏ هَدِيَّةَ الصَّلاة،‏ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ،‏ وإخوَةً مُحِبِّينَ يُساعِدونَنا وَقتَ الحاجَة.‏ لِذا نَحنُ واثِقونَ أنَّنا سنتَغَلَّبُ على أيِّ مُشكِلَة،‏ مَهما كانَت صَعبَة.‏

١٦ كَيفَ نبقى تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه؟‏

١٦ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّ عَيْنَ أبينا السَّماوِيِّ علَينا.‏ فِعلًا،‏ «قُلوبُنا تَفرَحُ به».‏ (‏مز ٣٣:‏٢١‏)‏ وكَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُ مَحَبَّةَ يَهْوَه واهتِمامَهُ بنا؟‏ حينَ نستَفيدُ كامِلًا مِنَ الطُّرُقِ الَّتي يُساعِدُنا بها،‏ وحينَ نقومُ بِدَورِنا لِنبقى تَحتَ رِعايَتِه.‏ بِكَلِماتٍ أُخرى،‏ يلزَمُ أن نبذُلَ جُهدَنا لِنُطيعَ يَهْوَه ونُرضِيَه.‏ وعِندَئِذٍ،‏ ستبقى عَيْنُهُ علَينا إلى الأبَد.‏ —‏ ١ بط ٣:‏١٢‏.‏

التَّرنيمَة ٣٠ إلهي،‏ صَديقي،‏ وأبي

^ لا نقدِرُ أن نُواجِهَ مَشاكِلَنا اليَومَ دونَ مُساعَدَةِ يَهْوَه.‏ وهذِهِ المَقالَةُ ستُؤَكِّدُ لنا أنَّ عَيْنَ يَهْوَه علَينا.‏ فهو يرى الصُّعوباتِ الَّتي يُواجِهُها كُلُّ واحِدٍ مِنَّا،‏ ويُعطينا الدَّعمَ الَّذي نحتاجُهُ لِنتَغَلَّبَ علَيها.‏

^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏