الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٦

إحمل اللازم،‏ وتخلَّص من الباقي

إحمل اللازم،‏ وتخلَّص من الباقي

‏«لِنخلَعْ نَحنُ أيضًا كُلَّ ثِقلٍ .‏ .‏ .‏ ولْنركُضْ بِاحتِمالٍ في السِّباقِ المَوضوعِ أمامَنا».‏ —‏ عب ١٢:‏١‏.‏

التَّرنيمَة ٣٣ ألقِ عِبئَكَ على يَهْوَه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ١٢:‏١‏،‏ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِنُكمِلَ سِباقَ الحَياة؟‏

 يُشَبِّهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ حَياتَنا المَسيحِيَّة بِسِباق.‏ وحينَ نصِلُ إلى خَطِّ النِّهايَةِ في هذا السِّباق،‏ سنربَحُ جائِزَةَ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ (‏٢ تي ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ لِذا،‏ يلزَمُ أن نبذُلَ كُلَّ جُهدِنا لِنستَمِرَّ في الرَّكض،‏ خُصوصًا لِأنَّنا صِرنا قَريبينَ جِدًّا مِن خَطِّ النِّهايَة.‏ فماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟‏ الرَّسولُ بُولُس،‏ الَّذي نجَحَ في هذا السِّباق،‏ أوصانا أن «نخلَعَ .‏ .‏ .‏ كُلَّ ثِقلٍ» و «نركُضَ بِاحتِمالٍ في السِّباقِ المَوضوعِ أمامَنا».‏ —‏ إقرإ العبرانيين ١٢:‏١‏.‏

٢ ماذا يعني أن «نخلَعَ .‏ .‏ .‏ كُلَّ ثِقل»؟‏

٢ حينَ أوصانا بُولُس أن «نخلَعَ .‏ .‏ .‏ كُلَّ ثِقل»،‏ هل عنى أن لا نحمِلَ أيَّ حِمل؟‏ كلَّا.‏ بل عنى أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأعباء،‏ أيِ الأحمالِ غَيرِ الضَّرورِيَّة،‏ لِأنَّها تُؤَخِّرُنا وتُتعِبُنا.‏ فكَي نستَمِرَّ في السِّباق،‏ يجِبُ أن نُحَدِّدَ بِسُرعَةٍ الأحمالَ غَيرَ الضَّرورِيَّة،‏ ونتَخَلَّصَ مِنها.‏ ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ لا نُريدُ أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأحمالِ الضَّرورِيَّة،‏ كَي لا نخرُجَ مِنَ السِّباق.‏ (‏٢ تي ٢:‏٥‏)‏ فماذا تشمُلُ الأحمالُ الضَّرورِيَّة؟‏

٣ (‏أ)‏ حَسَبَ غَلَاطْيَة ٦:‏٥‏،‏ ماذا يجِبُ أن نحمِل؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة،‏ ولِماذا؟‏

٣ إقرأ غلاطية ٦:‏٥‏،‏ والحاشية.‏ ذكَرَ بُولُس أنَّ «كُلَّ واحِدٍ يَجِبُ أن يَحمِلَ حِملَه»،‏ أو يقومَ بِمَسؤولِيَّتِهِ أمامَ اللّٰه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ماذا يشمُلُ ‹حِملُنا›،‏ وكَيفَ نحمِلُه.‏ كما سنُحَدِّدُ بَعضَ الأعباء،‏ ونرى كَيفَ نتَخَلَّصُ مِنها.‏ وهكَذا،‏ نُواصِلُ الرَّكضَ في سِباقِ الحَياة.‏

إحمِلِ اللَّازِم

يجب أن نحمل حملنا؛‏ وهذا يشمل أن نعيش حسب انتذارنا،‏ نتمِّم مسؤولياتنا العائلية،‏ ونتحمَّل نتائج قراراتنا (‏أُنظر الفقرات ٤-‏٩.‏)‏

٤ لِمَ انتِذارُنا لَيسَ عِبئًا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ إنتِذارُك.‏ حينَ انتَذَرنا لِيَهْوَه،‏ وعَدناهُ أن نعبُدَهُ ونعمَلَ مَشيئَتَه.‏ ويَجِبُ أن نعيشَ حَسَبَ انتِذارِنا.‏ صَحيحٌ أنَّهُ مَسؤولِيَّةٌ جِدِّيَّة،‏ لكنَّهُ لَيسَ عِبئًا.‏ فأساسًا،‏ خلَقَنا يَهْوَه لِنعمَلَ مَشيئَتَه.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وهو خلَقَنا على صورَتِه،‏ ووَضَعَ فينا حاجَةً روحِيَّة.‏ لِذا،‏ نقدِرُ أن نقتَرِبَ إلَيه،‏ ونفرَحُ بِأن نعمَلَ مَشيئَتَه.‏ (‏مز ٤٠:‏٨‏)‏ لا بل ‹نشعُرُ بِالرَّاحَةِ› حينَ نعمَلُ مَشيئَتَهُ ونتَمَثَّلُ بِابْنِه.‏ —‏ مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

‏(‏أُنظر الفَقرَتَين ٤-‏٥.‏)‏

٥ ماذا يُساعِدُكَ أن تعيشَ حَسَبَ انتِذارِك؟‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏

٥ كَيفَ تحمِلُ هذا الحِمل؟‏ أوَّلًا،‏ قوِّ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه.‏ فتأمَّلْ في الخَيراتِ الَّتي يُعطيها لكَ الآن،‏ وفي البَرَكاتِ الَّتي يعِدُكَ بها.‏ فكُلَّما زادَت مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه،‏ سهُلَ علَيكَ أن تُطيعَه.‏ ‏(‏إقرأ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏)‏ ثانِيًا،‏ تمَثَّلْ بِيَسُوع.‏ فهو صلَّى إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَه.‏ كما ركَّزَ على الجائِزَة.‏ لِذا،‏ نجَحَ في فِعلِ مَشيئَةِ اللّٰه.‏ (‏عب ٥:‏٧؛‏ ١٢:‏٢‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ صلِّ إلى يَهْوَه كَي يُقَوِّيَك،‏ وركِّزْ على جائِزَةِ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ إذًا،‏ كَي تعيشَ حَسَبَ انتِذارِك،‏ يلزَمُ أن تُقَوِّيَ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه،‏ وأن تتَمَثَّلَ بِابْنِه.‏

٦ لِمَ يلزَمُ أن نُتَمِّمَ مَسؤولِيَّاتِنا العائِلِيَّة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٦ مَسؤولِيَّاتُكَ العائِلِيَّة.‏ فيما نركُضُ في سِباقِ الحَياة،‏ يلزَمُ أن نُحِبَّ يَهْوَه ويَسُوع أكثَرَ مِن أقرِبائِنا.‏ (‏مت ١٠:‏٣٧‏)‏ لكنَّ هذا لا يعني أن نُهمِلَ مَسؤولِيَّاتِنا العائِلِيَّة.‏ على العَكس،‏ يجِبُ أن نُتَمِّمَها لِنُرضِيَ اللّٰهَ والمَسِيح.‏ (‏١ تي ٥:‏٤،‏ ٨‏)‏ وعِندَئِذٍ،‏ سنكونُ أسعَد.‏ فيَهْوَه يعرِفُ أنَّ العائِلَةَ تكونُ سَعيدَةً حينَ يتَبادَلُ الزَّوجانِ المَحَبَّةَ والاحتِرام،‏ يُحِبُّ الوالِدونَ أولادَهُم ويُرَبُّونَهُم،‏ ويُطيعُ الأولادُ والِديهِم.‏ —‏ أف ٥:‏٣٣؛‏ ٦:‏١،‏ ٤‏.‏

‏(‏أُنظر الفَقرَتَين ٦-‏٧.‏)‏

٧ ماذا يُساعِدُكَ أن تُتَمِّمَ مَسؤولِيَّاتِكَ العائِلِيَّة؟‏

٧ كَيفَ تحمِلُ هذا الحِمل؟‏ كُلُّ أفرادِ العائِلَةِ مُهِمٌّ أن يُطَبِّقوا نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الحَكيمَة.‏ (‏أم ٢٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فبَدَلَ أن تتبَعَ مَشاعِرَكَ أوِ العاداتِ أو نَصائِحَ «الخُبَراء»،‏ ابحَثْ في مَطبوعاتِنا لِتجِدَ نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّسِ وتعرِفَ كَيفَ تُطَبِّقُها.‏ مَثَلًا،‏ في سِلسِلَة «حاجاتُ العائِلَة»،‏ هُناك نَصائِحُ مُفيدَة لِكُلِّ أفرادِ العائِلَة.‏ b صمِّمْ أن تُطَبِّقَ هذِهِ النَّصائِح،‏ حتَّى لَو لم يُطَبِّقْها باقي أفرادِ عائِلَتِك.‏ فعِندَئِذٍ،‏ ستُفيدُ عائِلَتَكَ وسَتنعَمُ بِبَرَكَةِ يَهْوَه.‏ —‏ ١ بط ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

٨ كَيفَ تُؤَثِّرُ قَراراتُنا علَينا؟‏

٨ نَتائِجُ قَراراتِك.‏ أعطانا يَهْوَه حُرِّيَّةَ الاختِيار.‏ وهو يُريدُ أن نأخُذَ قَراراتٍ صَحيحَة،‏ ونفرَحَ بِنَتائِجِها.‏ مِن ناحِيَةٍ أُخرى،‏ إذا أخَذنا قَراراتٍ خاطِئَة،‏ لا يحمينا يَهْوَه مِن عَواقِبِها.‏ (‏غل ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ فعلَينا أن نتَحَمَّلَ عَواقِبَ القَراراتِ الخاطِئَة،‏ الكَلِماتِ المُتَهَوِّرَة،‏ أو التَّصَرُّفاتِ المُتَسَرِّعَة.‏ وقدْ نُعاني بِسَبَبِها مِن عَذابِ الضَّمير.‏ لكنَّنا نستَفيدُ حينَ نتَحَمَّلُ نَتائِجَ قَراراتِنا.‏ فهذا يدفَعُنا أن نعتَرِفَ بِأخطائِنا،‏ نسعى لِنُصَحِّحَها،‏ ونتَجَنَّبَ أن نُكَرِّرَها.‏ ويُساعِدُنا بِالتَّالي أن نُكمِلَ سِباقَ الحَياة.‏

‏(‏أُنظر الفَقرَتَين ٨-‏٩.‏)‏

٩ إذا أخَذتَ قَرارًا خاطِئًا،‏ فماذا يجِبُ أن تفعَل؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٩ كَيفَ تحمِلُ هذا الحِمل؟‏ تذَكَّرْ أنَّكَ لا تقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي.‏ فلا تُضَيِّعْ وَقتَكَ وطاقَتَكَ لِتُبَرِّرَ نَفْسَك،‏ أو لِتلومَ نَفْسَكَ أو غَيرَكَ على قَراراتِكَ الخاطِئَة.‏ بلِ اعتَرِفْ بِأخطائِك،‏ تعَلَّمْ مِنها،‏ وانتَبِهْ كَي لا تُكَرِّرَها.‏ واسْعَ لِتتَأقلَمَ مع وَضعِكَ الحالِيّ.‏ وهل تشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطَإٍ مُعَيَّن؟‏ صَلِّ بِتَواضُعٍ إلى يَهْوَه،‏ اعتَرِفْ لهُ بِخَطَئِك،‏ واطلُبْ مِنهُ أن يُسامِحَك.‏ (‏مز ٢٥:‏١١؛‏ ٥١:‏٣،‏ ٤‏)‏ أيضًا،‏ اعتَذِرْ لِمَن أخطَأتَ إلَيه.‏ وإذا لزِمَ الأمر،‏ فاطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ.‏ (‏يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وعِندَئِذٍ،‏ ثِقْ أنَّ يَهْوَه سيُظهِرُ لكَ الرَّحمَة،‏ ويُعطيكَ الدَّعمَ الَّذي تحتاجُه.‏ —‏ مز ١٠٣:‏٨-‏١٣‏.‏

تخَلَّصْ مِنَ الباقي

١٠ لِمَ تُشَكِّلُ التَّوَقُّعاتُ الخَيالِيَّة عِبئًا علَينا؟‏ (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏

١٠ التَّوَقُّعاتُ الخَيالِيَّة.‏ إذا قارَنَّا نَفْسَنا بِالآخَرين،‏ فقدْ نُبالِغُ في ما نتَوَقَّعُهُ مِن نَفْسِنا.‏ وهذا سيُشَكِّلُ عِبئًا علَينا.‏ ‏(‏إقرأ غلاطية ٦:‏٤‏.‏)‏ فإذا بقينا نُقارِنُ نَفْسَنا بِالآخَرين،‏ فقدْ نحسُدُهُم ونُنافِسُهُم.‏ (‏غل ٥:‏٢٦‏)‏ وعِندَئِذٍ،‏ قد نسعى لِنفعَلَ أشياءَ تفوقُ طاقَتَنا ولا تنسَجِمُ مع ظُروفِنا.‏ أيضًا،‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ القَلبَ يمرَضُ «عِندَما يَطولُ الانتِظار»،‏ فكم بِالأكثَرِ إذا كانَ ما ننتَظِرُهُ مُستَحيلًا!‏ (‏أم ١٣:‏١٢‏)‏ فلْننتَبِهْ إذًا مِنَ التَّوَقُّعاتِ الخَيالِيَّة،‏ لِأنَّها تُتعِبُنا وتُؤَخِّرُنا في سِباقِ الحَياة.‏ —‏ أم ٢٤:‏١٠‏.‏

١١ ماذا يُساعِدُكَ أن تتَجَنَّبَ التَّوَقُّعاتِ الخَيالِيَّة؟‏

١١ كَيفَ تتَخَلَّصُ مِن هذا العِبء؟‏ لا يطلُبُ يَهْوَه مِنكَ أن تفعَلَ شَيئًا فَوقَ طاقَتِك.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٢‏)‏ وهو لا يُقارِنُكَ بِالآخَرين.‏ (‏مت ٢٥:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ بل يُقَدِّرُ وَلاءَك،‏ احتِمالَك،‏ وخِدمَتَكَ لهُ مِن كُلِّ القَلب.‏ فلا تتَوَقَّعْ مِن نَفْسِكَ أكثَرَ مِمَّا يطلُبُهُ يَهْوَه.‏ بلِ اعرِفْ حُدودَك؛‏ تقَبَّلْ أنَّكَ قد لا تقدِرُ أن تقومَ بِبَعضِ التَّعييناتِ بِسَبَبِ عُمرِك،‏ صِحَّتِك،‏ أو ظُروفِك.‏ فمِثلَ بَرْزِلَّاي،‏ لا تتَرَدَّدْ أن ترفُضَ تَعييناتٍ تفوقُ طاقَتَك.‏ (‏٢ صم ١٩:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ ومِثلَ مُوسَى،‏ اقبَلِ المُساعَدَة،‏ وفوِّضْ بَعضَ المَسؤولِيَّاتِ لِلآخَرين،‏ حينَ يكونُ ذلِك مُناسِبًا.‏ (‏خر ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وهكَذا،‏ لن تتعَبَ بِسَبَبِ التَّوَقُّعاتِ الخَيالِيَّة،‏ بل ستُكمِلُ سِباقَ الحَياة.‏

١٢ لِمَ لا يجِبُ أن نلومَ نَفْسَنا على قَراراتِ الآخَرين؟‏

١٢ لَومُ نَفْسِكَ على قَراراتِ الآخَرين.‏ نَحنُ لا نقدِرُ أن نُقَرِّرَ عنِ الآخَرين،‏ أو نحمِيَهُم مِن عَواقِبِ قَراراتِهِمِ الخاطِئَة.‏ مَثَلًا،‏ قد يُقَرِّرُ أحَدُ الأولادِ أن يتَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ صَحيحٌ أنَّ والِدَيهِ سيَحزَنانِ كَثيرًا بِسَبَبِ قَرارِهِ الخاطِئ،‏ ولكنْ لا يجِبُ أن يلوما نَفْسَهُما علَيه.‏ فهذا سيُحَمِّلُهُما عِبئًا ثَقيلًا،‏ عِبئًا لا يطلُبُ يَهْوَه مِنهُما أن يحمِلاه.‏ —‏ رو ١٤:‏١٢‏.‏

١٣ ماذا يجِبُ أن يتَذَكَّرَ الوالِدون؟‏

١٣ كَيفَ تتَخَلَّصُ مِن هذا العِبء؟‏ أعطانا يَهْوَه جَميعًا حُرِّيَّةَ الاختِيار،‏ وبِالتَّالي على كُلِّ واحِدٍ مِنَّا أن يُقَرِّرَ هل سيَخدُمُهُ أم لا.‏ ويَهْوَه يعرِفُ أنَّكَ لَستَ كامِلًا؛‏ يعرِفُ حُدودَك.‏ فهو يُريدُ مِنكَ كوالِدٍ أن تفعَلَ فَقَط ما تقدِرُ علَيه.‏ كما أنَّ وَلَدَكَ هوَ الَّذي يتَحَمَّلُ مَسؤولِيَّةَ قَرارِه،‏ لا أنت.‏ (‏أم ٢٠:‏١١‏)‏ مع ذلِك،‏ قد تشعُرُ أنَّكَ قصَّرتَ في تَربِيَتِه،‏ وتلومُ نَفْسَكَ على ذلِك.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ أخبِرْ يَهْوَه بِمَشاعِرِك،‏ واطلُبْ مِنهُ أن يُسامِحَك.‏ وهو يعرِفُ أنَّكَ لا تقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي.‏ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ لا يطلُبُ مِنكَ أن تحمِيَ وَلَدَكَ الآنَ مِن عَواقِبِ قَرارِهِ الخاطِئ.‏ أيضًا،‏ لا تفقِدِ الأمَل.‏ فإذا بدَأَ وَلَدُكَ يأخُذُ أيَّ خُطُواتٍ لِيَرجِعَ إلى يَهْوَه،‏ سيَكونُ يَهْوَه جاهِزًا لِيُرَحِّبَ به.‏ —‏ لو ١٥:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١٤ لِمَ يجِبُ أن نتَخَلَّصَ مِنَ الشُّعورِ المُستَمِرِّ بِالذَّنب؟‏

١٤ الشُّعورُ المُستَمِرُّ بِالذَّنب.‏ مِنَ الطَّبيعِيِّ أن نشعُرَ بِالذَّنبِ حينَ نُخطِئ.‏ ولكنْ إذا بقينا نشعُرُ بِه،‏ نُحَمِّلُ نَفْسَنا عِبئًا لا يجِبُ أن نحمِلَه،‏ بل يجِبُ أن نتَخَلَّصَ مِنه.‏ فبِما أنَّنا اعتَرَفنا بِخَطِيَّتِنا،‏ تُبنا عنها،‏ ونبذُلُ جُهدَنا الآنَ كَي لا نُكَرِّرَها،‏ نثِقُ أنَّ يَهْوَه قد سامَحَنا.‏ (‏أع ٣:‏١٩‏)‏ وهو لا يُريدُ أن نظَلَّ نشعُرُ بِالذَّنب،‏ لِأنَّ هذا يضُرُّنا.‏ (‏مز ٣١:‏١٠‏)‏ فقدْ يجعَلُنا نيأسُ ونترُكُ سِباقَ الحَياة.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏٧‏.‏

بعدما تتوب بصدق،‏ لا يظل يهوه يفكِّر في خطاياك؛‏ فلا تظل تفكِّر فيها (‏أُنظر الفقرة ١٥.‏)‏

١٥ كَيفَ تتَخَلَّصُ مِنَ الشُّعورِ المُستَمِرِّ بِالذَّنب؟‏ (‏١ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٥ كَيفَ تتَخَلَّصُ مِن هذا العِبء؟‏ تذَكَّرْ كَيفَ «يَغفِرُ» يَهْوَه.‏ (‏مز ١٣٠:‏٤‏)‏ فحينَ يغفِرُ لِلَّذينَ يتوبونَ بِصِدق،‏ يعِد:‏ «لا أذكُرُ خَطِيَّتَهُم بَعد».‏ (‏إر ٣١:‏٣٤‏)‏ وهذا يعني أنَّهُ يفتَحُ معكَ صَفحَةً جَديدَة.‏ إذًا،‏ لا تعتَبِرْ عَواقِبَ خَطاياكَ دَليلًا أنَّهُ لم يغفِرْ لك.‏ ولا تغضَبْ مِن نَفْسِكَ لِأنَّكَ خسِرتَ بَعضَ المَسؤولِيَّاتِ في الجَماعَة.‏ بل تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لا يظَلُّ يُفَكِّرُ في خَطاياك.‏ لِذا،‏ لا تظَلَّ تُفَكِّرُ فيها أنتَ أيضًا.‏ —‏ إقرأ ١ يوحنا ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

أُركُضْ لِتحصُلَ على الجائِزَة

١٦ ماذا يلزَمُ أن نعرِف؟‏

١٦ فيما نركُضُ في سِباقِ الحَياة،‏ هَدَفُنا هو أن ‹نحصُلَ على› الجائِزَة.‏ (‏١ كو ٩:‏٢٤‏)‏ ولِنُحَقِّقَ هذا الهَدَف،‏ مُهِمٌّ أن نعرِفَ الأحمالَ الَّتي يلزَمُ أن نحمِلَها،‏ والأعباءَ الَّتي يلزَمُ أن نتَخَلَّصَ مِنها.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ رأينا أمثِلَةً على ما يلزَمُ أن نحمِلَه،‏ وما يلزَمُ أن نتَخَلَّصَ مِنه.‏ ولكنْ هُناكَ المَزيد.‏ مَثَلًا،‏ قالَ لنا يَسُوع:‏ «إنتَبِهوا لِأنفُسِكُم كَي لا تَثقُلَ قُلوبُكُم بِكَثرَةِ  الأكلِ وكَثرَةِ الشُّربِ وهُمومِ الحَياة».‏ (‏لو ٢١:‏٣٤‏،‏ الحاشية)‏ تُساعِدُنا آياتٌ كهذِهِ أن نعرِفَ التَّعديلاتِ الَّتي يجِبُ أن نقومَ بها،‏ فيما نركُضُ في سِباقِ الحَياة.‏

١٧ لِمَ نثِقُ أنَّنا سننجَحُ في سِباقِ الحَياة؟‏

١٧ سيُقَوِّيكَ يَهْوَه فيما تركُضُ في سِباقِ الحَياة.‏ (‏إش ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ فثِقْ أنَّكَ ستنجَح.‏ لا تسمَحْ لِأيِّ شَيءٍ بِأن يُؤَخِّرَك،‏ بل تمَثَّلْ بِبُولُس الَّذي اجتَهَدَ لِيَربَحَ الجائِزَة.‏ (‏في ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ لا أحَدَ سيركُضُ نِيابَةً عنك.‏ لكنَّ يَهْوَه سيُساعِدُكَ أن تنجَح.‏ فهو سيُساعِدُكَ أن تحمِلَ حِملَك،‏ وتتَخَلَّصَ مِن أيِّ أعباء.‏ (‏مز ٦٨:‏١٩‏)‏ إذًا،‏ ما دامَ يَهْوَه معك،‏ فتأكَّدْ أنَّكَ ستُكمِلُ السِّباقَ وتربَحُ الجائِزَة.‏

التَّرنيمَة ٦٥ واصِلوا السَّيرَ قُدُمًا!‏

a ستُساعِدُنا هذِهِ المَقالَةُ أن نُواصِلَ الرَّكضَ في سِباقِ الحَياة.‏ فمِن ناحِيَة،‏ هُناك أحمالٌ يلزَمُ أن نحمِلَها مِثلُ انتِذارِنا،‏ مَسؤولِيَّاتِنا العائِلِيَّة،‏ ونَتائِجِ قَراراتِنا.‏ ومِن ناحِيَةٍ أُخرى،‏ هُناك أعباءٌ يلزَمُ أن نتَخَلَّصَ مِنها.‏ فما هي؟‏ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.‏

b تجِدُ سِلسِلَة «‏حاجاتُ العائِلَة‏» على jw.‎org.‏ وفيها مَقالاتٌ لِلمُتَزَوِّجينَ مِثلُ «‏هل تحتَرِمُ رَفيقَ زَواجِك؟‏‏» و «‏كَيفَ تُظهِرُ التَّقديرَ لِرَفيقِ زَواجِك؟‏‏»،‏ مَقالاتٌ لِلوالِدينَ مِثلُ «‏هل وَلَدُكَ واعٍ على مَخاطِرِ الهَواتِفِ الذَّكِيَّة؟‏‏» و «‏كَيفَ تتَواصَلُ مع وَلَدِكَ المُراهِق؟‏‏»،‏ ومَقالاتٌ لِلأولادِ مِثلُ «‏رِفاقي يضغَطونَ علَيّ،‏ فماذا أفعَل؟‏‏» و «‏كَيفَ أخرُجُ مِن وَحدَتي؟‏‏».‏