الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٣

تعلَّمْ من دانيال

تعلَّمْ من دانيال

‏«إنَّكَ مَحبوبٌ جِدًّا».‏ —‏ دا ٩:‏٢٣‏.‏

التَّرنيمَة ٧٣ هَبنا الجُرأة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ لِمَ لفَتَ دَانْيَال نَظَرَ البَابِلِيِّين؟‏

 كانَ دَانْيَال شابًّا صَغيرًا حينَ أخَذَهُ البَابِلِيُّونَ مِن بَلَدِهِ كأسيرِ حَرب.‏ لكنَّهُ لفَتَ نَظَرَهُم.‏ فهُم رأَوا «مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ»:‏ أنَّهُ كانَ «بِلا عَيب»،‏ ‹جَميلًا›،‏ ومِن عائِلَةٍ راقِيَة.‏ (‏١ صم ١٦:‏٧‏)‏ ولِهذه الأسبَاب،‏ درَّبَهُ البَابِلِيُّونَ لِيُصبِحَ مَسؤولًا في قَصرِ المَلِك.‏ —‏ دا ١:‏٣،‏ ٤،‏ ٦‏.‏

٢ كَيفَ نظَرَ يَهْوَه إلى دَانْيَال؟‏ (‏حزقيال ١٤:‏١٤‏)‏

٢ أيضًا،‏ أحَبَّ يَهْوَه دَانْيَال؛‏ ولكنْ لَيسَ بِسَبَبِ شَكلِهِ أو مَركَزِه،‏ بل بِسَبَبِ صِفاتِهِ الحُلوَة.‏ وحتَّى حينَ كانَ دَانْيَال في أواخِرِ مُراهَقَتِه أو أوائِلِ عِشرِيناتِه،‏ اعتَبَرَهُ يَهْوَه شَخصًا مِثالِيًّا،‏ تَمامًا مِثلَ نُوح وأيُّوب اللَّذَينِ خدَماهُ بِأمانَةٍ عَشَراتِ السِّنين.‏ (‏تك ٥:‏٣٢؛‏ ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ أي ٤٢:‏١٦،‏ ١٧‏؛‏ إقرأ حزقيال ١٤:‏١٤‏.‏)‏ وقدْ ظلَّ يَهْوَه يُحِبُّ دَانْيَال الَّذي عاشَ طَويلًا ورأى الكَثير.‏ —‏ دا ١٠:‏١١،‏ ١٩‏.‏

٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سَنُناقِشُ صِفَتَينِ مِن صِفاتِ دَانْيَال الَّتي حبَّبَت يَهْوَه فيه.‏ فسَنرى (‏١)‏ كَيفَ أظهَرَ دَانْيَال كُلَّ صِفَة،‏ (‏٢)‏ كَيفَ نمَّاها،‏ و (‏٣)‏ كَيفَ نتَمَثَّلُ به.‏ وهكَذا،‏ سنستَفيدُ كُلُّنا،‏ وخُصوصًا الشَّباب.‏

كُنْ شُجاعًا مِثلَ دَانْيَال

٤ كَيفَ أظهَرَ دَانْيَال الشَّجاعَةَ في إحدى المَرَّات؟‏

٤ مع أنَّ الأشخاصَ الشُّجعان يشعُرونَ بِالخَوف،‏ لا يتَوَقَّفونَ عن فِعلِ الصَّواب.‏ لاحِظْ كَيفَ أظهَرَ دَانْيَال تَكرارًا أنَّهُ شُجاعٌ جِدًّا.‏ فبَعدَما دمَّرَ البَابِلِيُّونَ أُورُشَلِيم بِسَنَتَينِ تَقريبًا،‏ حلَمَ مَلِكُهُم نَبُوخَذْنَصَّر حُلمًا مُزعِجًا عن تِمثالٍ ضَخم.‏ فهدَّدَ حُكَماءَه،‏ بِمَن فيهِم دَانْيَال،‏ أنَّهُ سيَقتُلُهُم إذا لم يُخبِروهُ الحُلمَ وتَفسيرَه.‏ (‏دا ٢:‏٣-‏٥‏)‏ لِذا،‏ لزِمَ أن يتَصَرَّفَ دَانْيَال بِسُرعَة.‏ فماذا فعَل؟‏ «ذَهَبَ دَانْيَال إلى المَلِكِ وطَلَبَ مِنهُ أن يُعْطِيَهُ وَقتًا لِكَي يُفَسِّرَ لهُ الحُلْم».‏ (‏دا ٢:‏١٦‏)‏ وبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ أظهَرَ دَانْيَال أنَّهُ شُجاعٌ وإيمانَهُ قَوِيّ.‏ فهو لم يُفَسِّرْ أيَّ حُلمٍ مِن قَبل.‏ ولكنْ هلِ استَطاعَ أن يُفَسِّرَ حُلمَ المَلِك؟‏ نَعَم.‏ فهو طلَبَ مِن رِفاقِه،‏ شَدْرَخ ومِيشَخ وعَبْدَنَغُو،‏ b «أن يُصَلُّوا إلى إلهِ السَّماءِ كَي يَرحَمَهُم ويَكشِفَ لهُم هذا السِّرّ».‏ (‏دا ٢:‏١٨‏)‏ ويَهْوَه استَجابَ صَلَواتِهِم،‏ ومكَّنَ دَانْيَال أن يُفَسِّرَ حُلمَ نَبُوخَذْنَصَّر.‏ وهكَذا،‏ نجا دَانْيَال ورِفاقُه.‏

٥ كَيفَ أظهَرَ دَانْيَال الشَّجاعَةَ مَرَّةً أُخرى؟‏

٥ بَعدَما فسَّرَ دَانْيَال الحُلمَ عنِ التِّمثالِ الضَّخم،‏ أظهَرَ الشَّجاعَةَ مَرَّةً أُخرى.‏ فنَبُوخَذْنَصَّر حلَمَ حُلمًا مُزعِجًا آخَرَ عن شَجَرَةٍ ضَخمَة.‏ ودَانْيَال لم يخَفْ أن يُفَسِّرَهُ له،‏ مع أنَّ التَّفسيرَ تضَمَّنَ رِسالَةً قَوِيَّة:‏ أنَّ المَلِكَ سيُجَنُّ ويَخسَرُ مُلكَهُ مُدَّةً مِنَ الوَقت.‏ (‏دا ٤:‏٢٥‏)‏ وهكَذا،‏ أظهَرَ دَانْيَال أنَّهُ شُجاعٌ جِدًّا.‏ فالمَلِكُ كانَ يُمكِنُ أن يعتَبِرَهُ خائِنًا ويَقتُلَه.‏

٦ ماذا ساعَدَ دَانْيَال لِيَكونَ شُجاعًا؟‏

٦ ماذا ساعَدَ دَانْيَال أن يكونَ شُجاعًا طولَ حَياتِه؟‏ لا شَكَّ أنَّ أباهُ وأُمَّهُ علَّماهُ شَريعَةَ يَهْوَه في صِغَرِه،‏ تَمامًا مِثلَما أوصى يَهْوَه الوالِدينَ الإسْرَائِيلِيِّين.‏ (‏تث ٦:‏٦-‏٩‏)‏ كما درَسَ دَانْيَال الشَّريعَةَ وعرَفَها جَيِّدًا.‏ فهو لم يعرِفْ فَقَطِ الوَصايا العَشْر،‏ بل عرَفَ أيضًا تَفاصيلَ الشَّريعَة.‏ مَثَلًا،‏ عرَفَ ما هيَ الحَيَواناتُ الَّتي يستَطيعُ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يأكُلوها،‏ والَّتي لا يستَطيعونَ أن يأكُلوها.‏ c (‏لا ١١:‏٤-‏٨؛‏ دا ١:‏٨،‏ ١١-‏١٣‏)‏ أيضًا،‏ تعَلَّمَ دَانْيَال تاريخَ شَعبِ اللّٰه،‏ وعرَفَ ماذا حصَلَ لهُم حينَ لم يبقَوا طائِعين.‏ (‏دا ٩:‏١٠،‏ ١١‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ تعَلَّمَ دَانْيَال مِنِ اختِباراتِهِ أنَّ يَهْوَه ومَلائِكَتَهُ الأقوِياءَ جاهِزونَ دائِمًا لِيُساعِدُوه.‏ —‏ دا ٢:‏١٩-‏٢٤؛‏ ١٠:‏١٢،‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

صار دانيال شجاعًا لأنه درس كلمة يهوه،‏ صلى إليه،‏ ووثق به (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏

٧ ماذا ساعَدَ أيضًا دَانْيَال لِيَكونَ شُجاعًا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ أيضًا،‏ درَسَ دَانْيَال الأسفارَ الَّتي كتَبَها أنبِياءُ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ درَسَ النُّبُوَّاتِ الَّتي كتَبَها إرْمِيَا،‏ وفهِمَ مِنها أنَّ أسرَ اليَهُودِ في بَابِل كانَ سيَنتَهي قَريبًا.‏ (‏دا ٩:‏٢‏)‏ وحينَ رأى دَانْيَال كَيفَ تمَّتِ النُّبُوَّات،‏ لا شَكَّ أنَّ ثِقَتَهُ بِيَهْوَه زادَت،‏ وبِالتَّالي زادَت شَجاعَتُه.‏ (‏قارن روما ٨:‏٣١،‏ ٣٢،‏ ٣٧-‏٣٩‏.‏)‏ والأهَمّ،‏ ظَلَّ دَانْيَال يُصَلِّي إلى أبيهِ السَّماوِيّ.‏ (‏دا ٦:‏١٠‏)‏ فقدِ اعتَرَفَ لِيَهْوَه بِخَطاياه،‏ فتَحَ لهُ قَلبَه،‏ وطلَبَ مُساعَدَتَه.‏ (‏دا ٩:‏٤،‏ ٥،‏ ١٩‏)‏ فدَانْيَال كانَ إنسانًا مِثلَنا،‏ ولم يولَدْ شُجاعًا.‏ بل نمَّى هذِهِ الصِّفَةَ لِأنَّهُ درَسَ كَلِمَةَ اللّٰه،‏ صلَّى إلَيه،‏ ووَثِقَ به.‏

٨ كَيفَ نُنَمِّي الشَّجاعَة؟‏

٨ لا شَكَّ أنَّ والِدينا يُحاوِلونَ أن يُساعِدونا لِنكونَ شُجعانًا،‏ لكنَّهُم لا يقدِرونَ أن يُوَرِّثونا هذِهِ الصِّفَة.‏ فكَيفَ نُنَمِّيها؟‏ كَي نتَعَلَّمَ مَهارَةً جَديدَة،‏ يلزَمُ أن نُراقِبَ شَخصًا شاطِرًا فيها،‏ ثُمَّ نتَمَثَّلَ به.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كَي نُنَمِّيَ صِفَة،‏ يلزَمُ أن نرى كَيفَ يُظهِرُها الآخَرون،‏ ثُمَّ نتَمَثَّلَ بهِم.‏ ونَحنُ رأينا ماذا ساعَدَ دَانْيَال لِيَكونَ شُجاعًا.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟‏ يلزَمُ أن نعرِفَ الكِتابَ المُقَدَّسَ جَيِّدًا.‏ ويَلزَمُ أن نُصَلِّيَ إلى يَهْوَه دائِمًا،‏ ونفتَحَ لهُ قَلبَنا.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ نُقَوِّي عَلاقَتَنا معه.‏ كما يلزَمُ أن نثِقَ به،‏ ونكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّهُ جاهِزٌ دائِمًا لِيُساعِدَنا.‏ وهكَذا،‏ نكونُ شُجعانًا في المَواقِفِ الصَّعبَة.‏

٩ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نكونُ شُجعانًا؟‏

٩ نستَفيدُ كَثيرًا حينَ نكونُ شُجعانًا.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع بِن في ألْمَانِيَا.‏ ففي مَدرَسَتِه،‏ صدَّقَ الجَميعُ نَظَرِيَّةَ التَّطَوُّر،‏ واعتَبَروا قِصَّةَ الخَلقِ في الكِتابِ المُقَدَّسِ قِصَّةً خُرافِيَّة.‏ ولكنْ في أحَدِ الأيَّام،‏ أتَت لِبِن فُرصَةٌ لِيُقَدِّمَ تَقريرًا أمامَ الصَّفّ.‏ فشرَحَ بِشَجاعَةٍ لِمَ يُؤمِنُ أنَّ يَهْوَه خلَقَ كُلَّ الأشياء.‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ يُخبِرُ بِن:‏ «سمِعَني الأُستاذُ بِانتِباه،‏ ثُمَّ نسَخَ المَوادَّ الَّتي استَعمَلتُها في شَرحي،‏ وأعطى نُسخَةً لِكُلِّ تِلميذٍ في الصَّفّ».‏ وماذا عن زُمَلائِه؟‏ يقولُ بِن:‏ «كَثيرونَ مِنهُم سمِعوني بِانتِباه،‏ وصاروا يحتَرِمونَني».‏ فحينَ نكونُ شُجعانًا،‏ نكسِبُ احتِرامَ الآخَرين.‏ كما نجذِبُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة إلى يَهْوَه.‏ إذًا،‏ لَدَينا أسبابٌ مُهِمَّة لِنكونَ شُجعانًا.‏

إبقَ وَلِيًّا مِثلَ دَانْيَال

١٠ ما هوَ الوَلاء؟‏

١٠ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ الكَلِمَةُ العِبْرَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «وَلاءٍ» أو «مَحَبَّةٍ ثابِتَة» تنقُلُ فِكرَةَ تَعَلُّقٍ ينَتِجُ عن مَحَبَّةٍ كَبيرَة ورَقيقَة.‏ وغالِبًا ما تُستَعمَلُ هذِهِ الكَلِمَةُ لِلإشارَةِ إلى مَحَبَّةِ اللّٰهِ لِخُدَّامِه،‏ وأيضًا إلى المَحَبَّةِ المَوجودَة بَينَ خُدَّامِهِ بَعضِهِم لِبَعض.‏ (‏زك ٧:‏٩‏،‏ الحاشية)‏ ووَلاؤُنا قد يصيرُ أقوى وأقوى معَ الوَقت.‏ وهذا ما حصَلَ مع دَانْيَال.‏

كافأ يهوه دانيال على ولائه،‏ وأرسل ملاكًا سد فم الأسود (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏

١١ كَيفَ أظهَرَ دَانْيَال أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١١ بقِيَ دَانْيَال وَلِيًّا لِيَهْوَه طولَ حَياتِه،‏ رَغمَ كُلِّ التَّحَدِّياتِ الَّتي مرَّ بها.‏ فحتَّى حينَ كانَ عُمرُهُ فَوقَ الـ‍ ٩٠،‏ أظهَرَ أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه.‏ آنَذاك،‏ كانَت بَابِل قد سقَطَت في يَدِ المَادِيِّينَ والفُرْس،‏ ويَحكُمُها المَلِكُ دَارْيُوس.‏ والمَسؤولونَ في قَصرِ المَلِكِ لم يُحِبُّوا دَانْيَال،‏ ولم يحتَرِموا إلهَه.‏ فدبَّروا خُطَّةً لِيَقتُلوا دَانْيَال.‏ فأقنَعوا المَلِكَ بِأن يُصدِرَ مَرسومًا يمنَعُ أيَّ شَخصٍ أن يطلُبَ طَلَبًا مِن إلهٍ أو إنسانٍ غَيرِ المَلِكِ لِمُدَّةِ ٣٠ يَومًا.‏ فهل توَقَّفَ دَانْيَال عنِ الصَّلاةِ إلى يَهْوَه خِلالَ هذِهِ المُدَّة؟‏ كلَّا.‏ فوَلاؤُهُ لِيَهْوَه كانَ أقوى مِن وَلائِهِ لِلمَلِك.‏ نَتيجَةَ ذلِك،‏ رُمِيَ دَانْيَال في حُفرَةِ الأُسود.‏ لكنَّ يَهْوَه كافَأهُ على وَلائِه،‏ وأنقَذَهُ مِن فَمِ الأُسود.‏ (‏دا ٦:‏١٢-‏١٥،‏ ٢٠-‏٢٢‏)‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ بِدَانْيَال ونبقى أولِياءَ لِيَهْوَه؟‏

١٢ لِمَ بقِيَ دَانْيَال وَلِيًّا لِيَهْوَه،‏ وكَيفَ نمَّى مَحَبَّتَهُ له؟‏

١٢ كَي نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه،‏ يلزَمُ أن نُحِبَّهُ مَحَبَّةً شَديدَة.‏ فدَانْيَال أحَبَّ كَثيرًا أباهُ السَّماوِيّ،‏ لِذا بقِيَ وَلِيًّا له.‏ وكَيفَ نمَّى دَانْيَال مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَه؟‏ لا شَكَّ أنَّهُ تأمَّلَ في صِفاتِ يَهْوَه الحُلوَة.‏ (‏دا ٩:‏٤‏)‏ كما تأمَّلَ في كُلِّ البَرَكاتِ الَّتي أعطاها لهُ ولِشَعبِه.‏ —‏ دا ٢:‏٢٠-‏٢٣؛‏ ٩:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

مثل دانيال،‏ يجب أن تقوي محبتك ليهوه،‏ كي تبقى وليًّا له (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ (‏أ)‏ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها إخوَتُنا الشَّباب؟‏ أُذكُرْ مِثالًا.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الفيديو،‏ كَيفَ تُجيبُ إذا سألَكَ أحَدٌ هل يُؤَيِّدُ شُهودُ يَهْوَه المِثلِيِّين؟‏

١٣ مِثلَما حصَلَ مع دَانْيَال،‏ يمُرُّ إخوَتُنا الشَّبابُ بِتَحَدِّياتٍ صَعبَة.‏ فهُم مُحاطونَ بِأشخاصٍ لا يحتَرِمونَ يَهْوَه ولا يُطيعونَه.‏ وهؤُلاءِ الأشخاصُ يُهاجِمونَ الَّذينَ يختَلِفونَ عنهُم في الرَّأي.‏ فهُم يتَنَمَّرونَ على إخوَتِنا،‏ كَي لا يبقَوا أولِياءَ لِيَهْوَه.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أخٍ في أُوسْتْرَالِيَا اسْمُهُ غْرَايْم،‏ حينَ كانَ في المَدرَسَةِ الثَّانَوِيَّة.‏ ففي إحدى الحِصَص،‏ سألَتهُمُ المُعَلِّمَةُ ماذا سيَفعَلونَ إذا أخبَرَهُم أحَدُ زُمَلائِهِم أنَّهُ مِنَ المِثلِيِّين.‏ ثُمَّ طلَبَت مِنَ الَّذينَ سيُؤَيِّدونَهُ أن يقِفوا في جانِب،‏ والَّذينَ لَن يُؤَيِّدوهُ أن يقِفوا في الجانِبِ الآخَر.‏ يُخبِرُ غْرَايْم:‏ «وقَفَ كُلُّ التَّلاميذِ في جانِب،‏ ووَقَفتُ أنا والأخُ الَّذي معي في الجانِبِ الآخَر».‏ بَعدَ ذلِك،‏ واجَهَ غْرَايْم مَوقِفًا صَعبًا جِدًّا.‏ يقول:‏ «طولَ الحِصَّةِ الَّتي استَمَرَّت ساعَة،‏ ظلَّ كُلُّ التَّلاميذِ وحتَّى المُعَلِّمَةُ يُهينونَنا.‏ بذَلتُ كُلَّ جُهدي لِأشرَحَ لهُم مُعتَقَداتي بِلُطف،‏ لكنَّهُم لم يسمَعوا ولا كَلِمَة».‏ فكَيفَ شعَرَ غْرَايْم؟‏ يُخبِر:‏ «طَبعًا،‏ لم أُحِبَّ أن أتَعَرَّضَ لِإهاناتٍ كهذِه.‏ لكنِّي فرِحتُ جِدًّا لِأنِّي بقيتُ وَلِيًّا لِيَهْوَه ودافَعتُ عن مُعتَقَداتي».‏ d

١٤ كَيفَ نُنَمِّي مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه؟‏

١٤ إذًا،‏ مُهِمٌّ أن نتَمَثَّلَ بِدَانْيَال.‏ فكَي نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه،‏ يلزَمُ أن نُحِبَّهُ مَحَبَّةً شَديدَة.‏ وكَي نُنَمِّي مَحَبَّتَنا له،‏ يلزَمُ أن نتَعَلَّمَ عن صِفاتِه.‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ لِنتَعَلَّمْ مَثَلًا عن مَخلوقاتِه.‏ (‏رو ١:‏٢٠‏)‏ فجَيِّدٌ أن نقرَأَ المَقالاتِ القَصيرَة ونحضُرَ الفيديواتِ في سِلسِلَة «‏هل مِن مُصَمِّم؟‏‏».‏ وجَيِّدٌ أيضًا أن نقرَأَ الكُرَّاسَتَين هلِ الحَياةُ مِن نِتاجِ الخَلق؟‏ و خَمسَةُ أسئِلَةٍ وَجيهَة عن أصلِ الحَياة‏.‏ لاحِظْ ماذا قالَت أُختٌ شابَّة في الدَّانِمَارْك اسْمُها إسْتِير:‏ «التَّحليلُ في الكُرَّاسَتَينِ مَنطِقِيٌّ جِدًّا.‏ ولا تفرِضُ أيُّ كُرَّاسَةٍ وِجهَةَ نَظَرٍ مُعَيَّنَة.‏ بل تعرِضُ الحَقائِق،‏ وتترُكُ القَرارَ لِلقارِئ».‏ ويَقولُ بِن:‏ «حينَ درَستُ هذِهِ المَوادّ،‏ قوِيَ إيماني جِدًّا.‏ فقدْ تأكَّدتُ أنَّ اللّٰهَ خلَقَ الحَياة».‏ أنتَ أيضًا،‏ حينَ تدرُسُ هذِهِ المَوادّ،‏ ستُوافِقُ بِلا شَكٍّ معَ الكَلِماتِ في الرُّؤْيَا ٤:‏١١‏:‏ «أنتَ تَستَحِقّ،‏ يا يَهْوَه إلهَنا،‏ أن تَنالَ المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَة،‏ لِأنَّكَ خَلَقتَ كُلَّ الأشياء».‏ e

١٥ بِأيِّ طَريقَةٍ أُخرى نُقَوِّي مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه؟‏

١٥ هُناك طَريقَةٌ أُخرى لِنُقَوِّيَ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه:‏ أن نتَعَلَّمَ عنِ ابْنِه.‏ هذا ما فعَلَتهُ أُختٌ شابَّة في ألْمَانِيَا اسْمُها سَمِيرَة.‏ ففي طُفولَتِها،‏ استَصعَبَت أن تفهَمَ أنَّ يَهْوَه لَدَيهِ مَشاعِر.‏ لكنَّها تأمَّلَت في مَشاعِرِ يَسُوع،‏ وهذا ساعَدَها أن تُقَوِّيَ عَلاقَتَها بِيَهْوَه.‏ تقول:‏ «تعَرَّفتُ أكثَرَ على يَهْوَه مِن خِلالِ يَسُوع.‏ ففي البِدايَة،‏ أحبَبتُ يَسُوع لِأنِّي رأيتُ كم كانَ لَطيفًا وأحَبَّ الأولاد.‏ ثُمَّ فهِمتُ أنَّهُ كانَ يتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؛‏ فهو يُشبِهُ أباهُ تَمامًا.‏ وهذا هو أحَدُ الأسبابِ الَّتي دفَعَت يَهْوَه أن يُرسِلَهُ إلى الأرض.‏ فيَهْوَه يُريدُ أن نتَعَرَّفَ علَيهِ أكثَر».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فلِمَ لا تتَعَلَّمُ أكثَرَ عن يَسُوع؟‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ ستُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه،‏ وسَتبقى بِالتَّالي وَلِيًّا له.‏

١٦ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نكونُ أولِياء؟‏ (‏مزمور ١٨:‏٢٥؛‏ ميخا ٦:‏٨‏)‏

١٦ حينَ نكونُ أولِياءَ لِإخوَتِنا،‏ نكسِبُ أصدِقاءَ أوفِياء.‏ (‏را ١:‏١٤-‏١٧‏)‏ وحينَ نكونُ أولِياءَ لِيَهْوَه،‏ نشعُرُ بِالهُدوءِ والفَرَح.‏ فيَهْوَه يعِدُ أنَّهُ سيَكونُ وَلِيًّا معَ الأولِياء.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١٨:‏٢٥؛‏ ميخا ٦:‏٨‏.‏)‏ فكِّرْ في هذا:‏ الخالِقُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ يعِدُ أنَّهُ سيَظَلُّ يُحِبُّنا.‏ ولن يقدِرَ أيُّ شَيءٍ أن يُبعِدَنا عنه:‏ لا المَشاكِل،‏ ولا المُقاوَمَة،‏ ولا حتَّى المَوت.‏ (‏دا ١٢:‏١٣؛‏ لو ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فلْنتَمَثَّلْ إذًا بِدَانْيَال،‏ ونبقَ أولِياءَ لِيَهْوَه.‏

تعَلَّمْ أكثَرَ مِن دَانْيَال

١٧-‏١٨ ماذا سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٧ في هذِهِ المَقالَة،‏ تعَلَّمنا مِن دَانْيَال صِفَتَينِ مُهِمَّتَين.‏ ولكنْ هُناك الكَثيرُ لِنتَعَلَّمَهُ مِنه.‏ فيَهْوَه أعطاهُ نُبُوَّاتٍ كَثيرَة مِن خِلالِ رُؤًى وأحلام،‏ ومكَّنَهُ أن يُفَسِّرَ رَسائِلَ تتَنَبَّأُ عنِ المُستَقبَل.‏ والكَثيرُ مِن هذِهِ النُّبُوَّاتِ تمّ،‏ وبَعضُها يتِمُّ الآن.‏ كما يُخبِرُنا بَعضُها الآخَرُ عن أحداثٍ ستحصُلُ قَريبًا،‏ وتُؤَثِّرُ على كُلِّ البَشَر.‏

١٨ في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنرى نُبُوَّتَينِ كتَبَهُما دَانْيَال.‏ فحينَ نفهَمُ هاتَينِ النُّبُوَّتَين،‏ سنستَفيدُ جَميعًا،‏ صِغارًا وكِبارًا.‏ فسَنأخُذُ الآنَ قَراراتٍ حَكيمَة.‏ كما سنُنَمِّي شَجاعَتَنا،‏ ونزيدُ تَصميمَنا أن نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ نستَعِدُّ لِلتَّحَدِّياتِ الَّتي تنتَظِرُنا.‏

التَّرنيمَة ١١٩ لِيَكُنْ لنا إيمانٌ قَوِيّ

a يحتاجُ الشَّبابُ الَّذينَ يعبُدونَ يَهْوَه أن يكونوا شُجعانًا،‏ ويَبقَوا أولِياءَ له.‏ لكنَّهُم يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ صَعبَة.‏ فزُمَلاؤُهُم قد يضحَكونَ علَيهِم لِأنَّهُم يُؤمِنونَ أنَّ يَهْوَه خلَقَ كُلَّ الأشياء،‏ ولِأنَّهُم يعبُدونَهُ ويُطيعونَه.‏ فماذا يُساعِدُهُم؟‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ يتَعَلَّمونَ مِنَ النَّبِيِّ دَانْيَال أن يكونوا شُجعانًا،‏ ويَبقَوا أولِياءَ لِيَهْوَه.‏

b هذِه هيَ الأسماءُ الَّتي أعطاها لهُمُ البَابِلِيُّون.‏

c هُناك ثَلاثَةُ احتِمالاتٍ تُفَسِّرُ لِمَ رفَضَ دَانْيَال طَعامَ البَابِلِيِّين:‏ (‏١)‏ رُبَّما احتَوى الطَّعامُ على حَيَواناتٍ منَعَتِ الشَّريعَةُ أكلَها.‏ (‏تث ١٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ (‏٢)‏ رُبَّما لم تكُنِ الحَيَواناتُ مَذبوحَةً جَيِّدًا.‏ (‏لا ١٧:‏١٠-‏١٢‏)‏ و (‏٣)‏ رُبَّما كانَتِ الحَيَواناتُ مَذبوحَةً لِلآلِهَةِ المُزَيَّفَة.‏ —‏ قارن اللاويين ٧:‏١٥ و ١ كورنثوس ١٠:‏١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢‏.‏

d أُحضُرْ على jw.‎org الفيديو إفعَلوا الصَّوابَ وعيشوا بِسَلام‏.‏

e لِتُقَوِّيَ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه،‏ جَيِّدٌ أيضًا أن تدرُسَ كِتاب إقتَرِبْ إلى يَهْوَه‏.‏ فهكَذا،‏ ستتَعَلَّمُ أكثَرَ عن صِفاتِ يَهْوَه.‏