الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٤

تعلَّمْ من نبوات الكتاب المقدس

تعلَّمْ من نبوات الكتاب المقدس

‏«أمَّا الَّذينَ عِندَهُم فَهمٌ فسَيَفهَمون».‏ —‏ دا ١٢:‏١٠‏.‏

التَّرنيمَة ٩٨ الأسفارُ المُقَدَّسَة موحًى بها مِنَ اللّٰه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا يُساعِدُنا أن نُحِبَّ دَرسَ النُّبُوَّات؟‏

 يقولُ بِن،‏ الأخُ الشَّابُّ المَذكورُ في المَقالَةِ السَّابِقَة:‏ «أُحِبُّ أن أدرُسَ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس».‏ فهل تُوافِقُ معه،‏ أم تستَصعِبُ أن تفهَمَ النُّبُوَّات؟‏ رُبَّما تشعُرُ أنَّ دَرسَها مُمِلّ.‏ ولكنْ حينَ تعرِفُ لِمَ سجَّلَها يَهْوَه في كَلِمَتِه،‏ قد تُغَيِّرُ رَأيَك.‏

٢ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى لِمَ مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّات،‏ وكَيفَ ندرُسُها.‏ كما سنُراجِعُ نُبُوَّتَينِ كتَبَهُما دَانْيَال،‏ ونرى كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.‏

لِمَ مُهِمٌّ أن تدرُسَ النُّبُوَّات؟‏

٣ ماذا نحتاجُ كَي نفهَمَ النُّبُوَّات؟‏

٣ كَي نفهَمَ النُّبُوَّات،‏ نحتاجُ إلى مُساعَدَة.‏ تخَيَّلْ مَثَلًا أنَّكَ تزورُ مِنطَقَةً جَديدَة،‏ ولكنْ معكَ صَديقٌ يعرِفُها جَيِّدًا.‏ فهو يعرِفُ أينَ أنتُما بِالضَّبط،‏ ويَعرِفُ إلى أينَ توصِلُ كُلُّ طَريق.‏ ألن تفرَحَ لِأنَّهُ أتى معك؟‏ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة،‏ يعرِفُ يَهْوَه بِالضَّبطِ في أيِّ وَقتٍ نعيش،‏ ويَعرِفُ ماذا ينتَظِرُنا.‏ لِذا،‏ كَي نفهَمَ النُّبُوَّات،‏ يلزَمُ أن نكونَ مُتَواضِعينَ ونطلُبَ مِنهُ المُساعَدَة.‏ —‏ دا ٢:‏٢٨؛‏ ٢ بط ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

حين تدرس النبوات،‏ تستعد للأحداث التي ستحصل قريبًا (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏

٤ لِمَ سجَّلَ يَهْوَه نُبُوَّاتٍ في كَلِمَتِه؟‏ (‏إرميا ٢٩:‏١١‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ يَهْوَه هو أبٌ مُحِبّ،‏ ويُريدُ أن يتَمَتَّعَ أولادُهُ بِمُستَقبَلٍ سَعيد.‏ ‏(‏إقرأ إرميا ٢٩:‏١١‏.‏)‏ ولكنْ بِعَكسِ الوالِدينَ البَشَر،‏ يقدِرُ يَهْوَه أن يتَنَبَّأَ بِدِقَّةٍ عنِ المُستَقبَل.‏ وفي كَلِمَتِه،‏ سجَّلَ لنا نُبُوَّاتٍ عن أحداثٍ مُهِمَّة لم تحصُلْ بَعد.‏ (‏إش ٤٦:‏١٠‏)‏ وهكَذا،‏ نقدِرُ أن نستَعِدَّ لها.‏ فالنُّبُوَّاتُ إذًا هي هَدِيَّةٌ مِن أبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ.‏ ولكنْ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّها ستتِمّ؟‏

٥ ماذا يتَعَلَّمُ الشَّبابُ مِنِ اختِبارِ مَاكْس؟‏

٥ في المَدرَسَة،‏ يكونُ إخوَتُنا الشَّبابُ مُحاطينَ بِأشخاصٍ لا يحتَرِمونَ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ وبِسَبَبِ  كَلامِ هؤُلاءِ الأشخاصِ وتَصَرُّفاتِهِم،‏ قد يشُكُّ إخوَتُنا  في تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ هذا حصَلَ مع أخٍ اسْمُهُ مَاكْس.‏ يُخبِر:‏ «حينَ كُنتُ مُراهِقًا،‏ بدَأتُ أشُكُّ أنَّ مُعتَقَداتِ والِدَيَّ صَحيحَة،‏ وأنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه».‏ فماذا فعَلَ والِداه؟‏ يقول:‏ «رَغمَ أنَّهُما قلِقا علَيّ،‏ حافَظا على هُدوئِهِما».‏ وقدْ جاوَباهُ على أسئِلَتِهِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ ومَاكْس أيضًا قامَ بِدَورِه.‏ يُخبِر:‏ «درَستُ النُّبُوَّاتِ أنا بِنَفْسي.‏ كما ناقَشتُ ما تعَلَّمتُهُ مع شَبابٍ آخَرينَ في الجَماعَة».‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ يقول:‏ «إقتَنَعتُ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه».‏

٦ إذا كانَت لَدَيكَ شُكوك،‏ فماذا يلزَمُ أن تفعَل،‏ ولِماذا؟‏

٦ إذا بدَأتَ تشُكُّ مِثلَ مَاكْس في تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ فلا تشعُرْ بِالذَّنب.‏ ولكنْ علَيكَ  أن تفعَلَ شَيئًا.‏ فمِثلَما يُتلِفُ الصَّدَأُ تَدريجِيًّا إناءً قَيِّمًا،‏ تُخَسِّرُكَ الشُّكوكُ تَدريجِيًّا إيمانَك.‏ لِذا،‏ يلزَمُ  أن تتَخَلَّصَ مِنها.‏ فاسألْ نَفْسَك:‏ ‹هل أُومِنُ بِوُعودِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏›.‏ وإذا وجَدتَ أنَّ لَدَيكَ أيَّ شُكوك،‏ فاسعَ لِتتَخَلَّصَ مِنها بِدَرسِ النُّبُوَّاتِ الَّتي تمَّت.‏ ولكنْ كَيفَ تفعَلُ ذلِك؟‏

كَيفَ تدرُسُ النُّبُوَّات؟‏

كي تزيد ثقتك بيهوه،‏ ادرس النبوات مثل دانيال بتواضع،‏ بطريقة شاملة،‏ وبنية صافية (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏

٧ كَيفَ رسَمَ دَانْيَال المِثالَ في دَرسِ النُّبُوَّات؟‏ (‏دانيال ١٢:‏١٠‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ رسَمَ لنا دَانْيَال المِثالَ في دَرسِ النُّبُوَّات.‏ فهو درَسَها بِنِيَّةٍ صافِيَة:‏ كَي يعرِفَ الحَقيقَة.‏ كما كانَ مُتَواضِعًا،‏ واتَّكَلَ على يَهْوَه كَي يُساعِدَه.‏ (‏دا ٢:‏١٨‏)‏ فهو عرَفَ أنَّ يَهْوَه يُساعِدُ الَّذينَ يعرِفونَهُ ويُطيعونَهُ لِيَفهَموا النُّبُوَّات.‏ (‏دا ٢:‏٢٧،‏ ٢٨‏؛‏ إقرأ دانيال ١٢:‏١٠‏.‏)‏ أيضًا،‏ درَسَ دَانْيَال النُّبُوَّاتِ دَرسًا شامِلًا.‏ فهو بحَثَ عن أجوِبَةٍ في الأسفارِ المُقَدَّسَة الَّتي كانَت مَوجودَةً في زَمَنِه.‏ (‏إر ٢٥:‏١١،‏ ١٢؛‏ دا ٩:‏٢‏)‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟‏

٨ لِمَ يدرُسُ البَعضُ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏

٨ أُدرُسْ بِنِيَّةٍ صافِيَة.‏ هل تدرُسُ النُّبُوَّاتِ لِأنَّكَ تُريدُ أن تعرِفَ الحَقيقَة؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ سيُساعِدُكَ يَهْوَه بِروحِهِ القُدُس.‏ (‏يو ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ ولكنْ هل يُمكِنُ أن ندرُسَ النُّبُوَّاتِ بِنِيَّةٍ خَبيثَة؟‏ نَعَم.‏ فبَعضُ الأشخاصِ يدرُسونَها لِيُثبِتوا أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لَيسَ مِنَ اللّٰه.‏ فهُم يُفَتِّشونَ عن مُبَرِّرٍ لِيَعيشوا على ذَوقِهِم،‏ ويَتَجاهَلوا مَقاييسَ اللّٰه.‏ ولكنْ كَي نستَفيدَ مِنَ النُّبُوَّات،‏ يجِبُ أن ندرُسَها بِنِيَّةٍ صافِيَة.‏ كما نحتاجُ إلى صِفَةٍ مُهِمَّة.‏ فما هي؟‏

٩ أيُّ صِفَةٍ نحتاجُها لِنفهَمَ النُّبُوَّات؟‏

٩ كُنْ مُتَواضِعًا.‏ يعِدُ يَهْوَه أنَّهُ سيُساعِدُ المُتَواضِعين.‏ (‏يع ٤:‏٦‏)‏ فيَلزَمُ أن نُصَلِّيَ إلَيه،‏ ونطلُبَ مِنهُ أن يُساعِدَنا لِنفهَمَ النُّبُوَّات.‏ كما يلزَمُ أن نستَفيدَ مِنَ المُساعَدَةِ الَّتي يُقَدِّمُها لنا العَبدُ الأمين.‏ فمِن خِلالِه،‏ يُعطينا يَهْوَه الطَّعامَ الرُّوحِيَّ في الوَقتِ المُناسِب.‏ (‏لو ١٢:‏٤٢‏)‏ فيَهْوَه لَيسَ إلهَ تَشويش.‏ (‏١ كو ١٤:‏٣٣‏)‏ وبِالتَّالي،‏ مِنَ المَنطِقِيِّ أن يستَخدِمَ قَناةً واحِدَة لِيُفَسِّرَ لنا الحَقائِقَ المَوجودَة في كَلِمَتِه.‏ —‏ أف ٤:‏٤-‏٦‏.‏

١٠ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ إسْتِير؟‏

١٠ أُدرُسْ دَرسًا شامِلًا.‏ إبدَأْ بِدَرسِ نُبُوَّةٍ تهُمُّك.‏ هذا ما فعَلَتهُ إسْتِير،‏ الأُختُ الشَّابَّة المَذكورَة في المَقالَةِ السَّابِقَة.‏ فهي أجرَت بَحثًا على النُّبُوَّاتِ عنِ المَسِيَّا.‏ تقول:‏ «حينَ كانَ عُمري ١٥ سَنَة،‏ أرَدتُ أن أتَأكَّدَ أنَّ هذِهِ النُّبُوَّاتِ كُتِبَت قَبلَ زَمَنِ يَسُوع».‏ وكَيفَ تأكَّدَت مِن ذلِك؟‏ قرَأَت عن أدراجِ البَحرِ المَيِّت.‏ تُخبِر:‏ «بَعضُ هذِهِ الأدراجِ كُتِبَ قَبلَ زَمَنِ المَسِيح.‏ وهكَذا،‏ تأكَّدتُ أنَّ النُّبُوَّاتِ المَكتوبَة فيها هي مِنَ اللّٰه».‏ لكنَّ الدَّرسَ تطَلَّبَ مِن إسْتِير أن تبذُلَ جُهدًا.‏ تقول:‏ «لزِمَ أن أقرَأَ المَوادَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِأفهَمَها».‏ لكنَّها سَعيدَةٌ لِأنَّها بذَلَت هذا الجُهد.‏ فبَعدَما درَسَت جَيِّدًا عَدَدًا مِنَ النُّبُوَّات،‏ قالَت:‏ «تأكَّدتُ أنا بِنَفْسي أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه».‏

١١ كَيفَ نستَفيدُ حينَ ندرُسُ النُّبُوَّات؟‏

١١ إذًا،‏ مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّاتِ الَّتي تمَّت.‏ فهي تزيدُ ثِقَتَنا بِيَهْوَه وبِإرشاداتِه.‏ وتُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة.‏ كما تُعطينا أمَلًا بِأنَّ مُستَقبَلًا حُلوًا ينتَظِرُنا،‏ مَهما ساءَتِ الأحوالُ في العالَمِ الآن.‏ فلْنُراجِعْ نُبُوَّتَينِ تتِمَّانِ الآنَ كتَبَهُما دَانْيَال،‏ ونرَ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.‏

لِمَ تهُمُّكَ القَدَمانِ مِن فَخَّارٍ وحَديد؟‏

١٢ ماذا تُمَثِّلُ قَدَما التِّمثال؟‏ (‏دانيال ٢:‏٤١-‏٤٣‏)‏

١٢ إقرأ دانيال ٢:‏٤١-‏٤٣‏.‏ فسَّرَ دَانْيَال لِلمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّر حُلمًا نَبَوِيًّا عن تِمثالٍ ضَخمٍ قَدَماهُ «مِن فَخَّارٍ وحَديد».‏ وحينَ نُقارِنُ هذِهِ النُّبُوَّةَ بِنُبُوَّاتٍ أُخرى في سِفرَي دَانْيَال والرُّؤْيَا،‏ نفهَمُ أنَّ قَدَمَيِ التِّمثالِ تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة (‏أي:‏ بَرِيطَانِيَا والوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة)‏ الَّتي تحكُمُ الآن.‏ وقدْ قالَ دَانْيَال إنَّ هذِهِ الدَّولَةَ ستكونُ «قَوِيَّةً مِن ناحِيَةٍ وضَعيفَةً مِن ناحِيَةٍ أُخْرى».‏ ولكنْ لِمَ ستكونُ «ضَعيفَةً مِن ناحِيَة»؟‏ يرمُزُ الفَخَّارُ في قَدَمَيِ التِّمثالِ إلى عامَّةِ الشَّعب.‏ وهُم يُضعِفونَ القُوَّةَ الحَديدِيَّة لِهذِهِ الدَّولَة.‏ b

١٣ ماذا نفهَمُ مِن نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثال؟‏

١٣ هُناك نُقطَتانِ مُهِمَّتانِ في نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثال،‏ وتَحديدًا عن قَدَمَيه.‏ أوَّلًا،‏ مِثلَما ذكَرَتِ النُّبُوَّة،‏ أظهَرَت بَرِيطَانِيَا وأمِيرْكَا قُوَّةً حَديدِيَّة.‏ مَثَلًا،‏ لعِبَتا دَورًا أساسِيًّا في رِبحِ الحَربَينِ العالَمِيَّتَين.‏ لكنَّ الانقِساماتِ بَينَ المُواطِنينَ في هذَينِ البَلَدَينِ لا تزالُ تُضعِفُ قُوَّتَهُما.‏ ثانِيًا،‏ ستكونُ أنْكِلُو-‏أمِيرْكَا الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة،‏ قَبلَ أن تُدَمِّرَ مَملَكَةُ اللّٰهِ كُلَّ حُكوماتِ البَشَر.‏ صَحيحٌ أنَّ دُوَلًا أُخرى تتَحَدَّاها أحيانًا،‏ لكنَّها لن تحِلَّ مَحَلَّها.‏ ‹فالحَجَر›،‏ الَّذي يُمَثِّلُ مَملَكَةَ اللّٰه،‏ سيَضرِبُ قَدَمَيِ التِّمثال،‏ أي هذِهِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة.‏ —‏ دا ٢:‏٣٤،‏ ٣٥،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏.‏

١٤ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال عن قَدَمَيِ التِّمثال؟‏

١٤ حينَ نفهَمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال عن قَدَمَيِ التِّمثال،‏ يُساعِدُنا ذلِك أن نأخُذَ قَراراتٍ صَحيحَة.‏ فهل أنتَ مُقتَنِعٌ بِهذِهِ النُّبُوَّة؟‏ عِندَئِذٍ،‏ لن تسعى لِتُؤَمِّنَ مُستَقبَلَكَ في هذا العالَمِ الَّذي سيَزولُ قَريبًا.‏ (‏لو ١٢:‏١٦-‏٢١؛‏ ١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ بل ستُرَكِّزُ على عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ (‏مت ٦:‏٣٣؛‏ ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ لِذا،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹هل تُظهِرُ قَراراتي أنِّي مُقتَنِعٌ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستسحَقُ قَريبًا كُلَّ حُكوماتِ البَشَر؟‏›.‏

لِمَ يهُمُّكَ «مَلِكُ الشَّمالِ» و «مَلِكُ الجَنوب»؟‏

١٥ اليَوم،‏ مَن هو «مَلِكُ الشَّمال»،‏ ومَن هو «مَلِكُ الجَنوب»؟‏ (‏دانيال ١١:‏٤٠‏)‏

١٥ إقرأ دانيال ١١:‏٤٠‏.‏ يتَحَدَّثُ دَانْيَال ١١ عن مَلِكَين،‏ أو قُوَّتَينِ سِياسِيَّتَينِ تتَنافَسانِ على زَعامَةِ العالَم.‏ وحينَ نُقارِنُ هذِهِ النُّبُوَّةَ بِنُبُوَّاتٍ أُخرى في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ نفهَمُ أنَّ «مَلِكَ الشَّمالِ» هو رُوسِيَا وحُلَفاؤُها،‏ وأنَّ «مَلِكَ الجَنوبِ» هوَ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-‏أمِيرْكِيَّة.‏ c

حين تفهم أن الاضطهاد من «ملك الشمال» و «ملك الجنوب» يتمِّم نبوة دانيال،‏ لا تقلق بل يقوى إيمانك (‏أُنظر الفقرات ١٦-‏١٨.‏)‏

١٦ ماذا يحصُلُ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الشَّمال»؟‏

١٦ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الشَّمال»،‏ يتَعَرَّضُ شَعبُ اللّٰهِ لِاضطِهادٍ مُباشِرٍ مِنه.‏ حتَّى إنَّ بَعضَ الإخوَةِ يُضرَبونَ ويُسجَنون.‏ لكنَّ الإخوَةَ هُناك لا يخافونَ بِسَبَبِ تَصَرُّفاتِ «مَلِكِ الشَّمال»،‏ بل يقوى إيمانُهُم.‏ فهُم يعرِفونَ أنَّ هذا الاضطِهادَ يُتَمِّمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال.‏ d (‏دا ١١:‏٤١‏)‏ فلِأنَّهُم يفهَمونَ هذِهِ النُّبُوَّة،‏ يقوى أمَلُهُم ويبقَونَ أولِياءَ لِيَهْوَه.‏

١٧ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها الإخوَةُ تَحتَ حُكمِ «مَلِكِ الجَنوب»؟‏

١٧ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الجَنوبِ» أيضًا،‏ تعَرَّضَ شَعبُ يَهْوَه في الماضي لِاضطِهادٍ مُباشِر.‏ فخِلالَ الحَربَينِ العالَمِيَّتَين،‏ سُجِنَ إخوَةٌ كَثيرونَ بِسَبَبِ حِيادِهِم،‏ وطُرِدَ بَعضُ أولادِ الشُّهودِ مِنَ المَدارِسِ لِأنَّهُم لم يُحَيُّوا العَلَم.‏ ولكنْ في السِّنينَ الأخيرَة،‏ يتَعَرَّضُ الإخوَةُ هُناك لِضُغوطٍ أكثَرَ مَكرًا.‏ فخِلالَ الانتِخاباتِ مَثَلًا،‏ لا يذهَبُ إخوَتُنا لِلتَّصويت.‏ لكنَّ الدِّعايَةَ السِّياسِيَّة قد تجعَلُهُم يميلونَ لِحِزبٍ مُعَيَّنٍ أو مُرَشَّحٍ سِياسِيّ.‏ لِذا،‏ مُهِمٌّ أن ننتَبِهَ لِنبقى مُحايِدين،‏ لَيسَ فَقَط بِتَصَرُّفاتِنا،‏ بل أيضًا بِمَشاعِرِنا وأفكارِنا.‏ —‏ يو ١٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ ١٨:‏٣٦‏.‏

١٨ كَيفَ يُؤَثِّرُ علَينا صِراعُ «مَلِكِ الشَّمالِ» و «مَلِكِ الجَنوب»؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٨ نستَفيدُ كَثيرًا لِأنَّنا نفهَمُ النُّبُوَّةَ عن «مَلِكِ الشَّمالِ» و «مَلِكِ الجَنوب».‏ فالَّذينَ لا يفهَمونَها يقلَقونَ كَثيرًا حينَ يرَونَ هذَينِ المَلِكَينِ ‹يتَناطَحان›،‏ لِأنَّ كُلًّا مِنهُما يملِكُ أسلِحَةً نَوَوِيَّة يُمكِنُ أن تُدَمِّرَ كُلَّ الأرض.‏ (‏دا ١١:‏٤٠‏،‏ الحاشية)‏ أمَّا نَحن،‏ فنعرِفُ أنَّ يَهْوَه لن يسمَحَ بِذلِك.‏ (‏إش ٤٥:‏١٨‏)‏ وحينَ نرى صِراعَ هذَينِ المَلِكَين،‏ لا نقلَقُ بل يقوى إيمانُنا.‏ فهذا الصِّراعُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ النِّهايَةَ قَريبَةٌ جِدًّا.‏

إنتَبِهْ دائِمًا لِلنُّبُوَّات

١٩ ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا؟‏

١٩ لم يفهَمْ دَانْيَال مَعنى بَعضِ النُّبُوَّاتِ الَّتي كتَبَها.‏ (‏دا ١٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ نَحنُ أيضًا،‏ لا نعرِفُ كَيفَ ستتِمُّ بَعضُ النُّبُوَّات.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ هذا لن يمنَعَها أن تتِمّ.‏ وفي الوَقتِ المُناسِب،‏ سيَكشِفُ لنا يَهْوَه مَعناها،‏ تَمامًا مِثلَما فعَلَ مِن قَبل.‏ —‏ عا ٣:‏٧‏.‏

٢٠ أيُّ نُبُوَّاتٍ ستتِمُّ قَريبًا،‏ وماذا يجِبُ أن نفعَل؟‏

٢٠ قَريبًا،‏ سيَتِمُّ إعلانُ «سَلامٍ وأمن».‏ (‏١ تس ٥:‏٣‏)‏ ثُمَّ ستنقَلِبُ حُكوماتُ العالَمِ على الأديانِ المُزَيَّفَة وتُدَمِّرُها.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ بَعدَ ذلِك،‏ ستُهاجِمُ الحُكوماتُ شَعبَ اللّٰه.‏ (‏حز ٣٨:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وهذا سيُؤَدِّي مُباشَرَةً إلى آخِرِ حَرب:‏ هَرْمَجَدُّون.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ فلا ننسَ أنَّ هذِهِ الأحداثَ ستحصُلُ قَريبًا.‏ ولْننتَبِهْ دائِمًا لِلنُّبُوَّات،‏ ونُساعِدْ غَيرَنا أن يفعَلوا الأمرَ نَفسَه.‏ وهكَذا،‏ نُظهِرُ لِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبِّ أنَّنا نُقَدِّرُ هذِهِ الهَدِيَّة.‏

التَّرنيمَة ٩٥ سَبيلُ الأبرارِ يزدادُ نورًا

a مَهما ساءَتِ الأحوالُ في العالَمِ الآن،‏ تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ مُستَقبَلًا حُلوًا ينتَظِرُنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى لِمَ مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّات.‏ كما سنُراجِعُ نُبُوَّتَينِ كتَبَهُما دَانْيَال،‏ ونرى كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.‏

b أُنظُرْ مَقالَة «يَهْوَه يكشِفُ ‹ما لا بُدَّ أن يحدُثَ عن قَريب›» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ حَزِيرَان (‏يُونْيُو)‏ ٢٠١٢،‏ الفَقرات ٧-‏٩‏.‏

c أُنظُرْ مَقالَة «مَن هو ‹مَلِكُ الشَّمالِ› اليَوم؟‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٢٠،‏ الفَقرَتَين ٣-‏٤‏.‏

d أُنظُرْ مَقالَة «مَن هو ‹مَلِكُ الشَّمالِ› اليَوم؟‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٢٠،‏ الفَقرات ٧-‏٩‏.‏