مقالة الدرس ٣٤
تعلَّمْ من نبوات الكتاب المقدس
«أمَّا الَّذينَ عِندَهُم فَهمٌ فسَيَفهَمون». — دا ١٢:١٠.
التَّرنيمَة ٩٨ الأسفارُ المُقَدَّسَة موحًى بها مِنَ اللّٰه
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يُساعِدُنا أن نُحِبَّ دَرسَ النُّبُوَّات؟
يقولُ بِن، الأخُ الشَّابُّ المَذكورُ في المَقالَةِ السَّابِقَة: «أُحِبُّ أن أدرُسَ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس». فهل تُوافِقُ معه، أم تستَصعِبُ أن تفهَمَ النُّبُوَّات؟ رُبَّما تشعُرُ أنَّ دَرسَها مُمِلّ. ولكنْ حينَ تعرِفُ لِمَ سجَّلَها يَهْوَه في كَلِمَتِه، قد تُغَيِّرُ رَأيَك.
٢ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٢ في هذِهِ المَقالَة، سنرى لِمَ مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّات، وكَيفَ ندرُسُها. كما سنُراجِعُ نُبُوَّتَينِ كتَبَهُما دَانْيَال، ونرى كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.
لِمَ مُهِمٌّ أن تدرُسَ النُّبُوَّات؟
٣ ماذا نحتاجُ كَي نفهَمَ النُّبُوَّات؟
٣ كَي نفهَمَ النُّبُوَّات، نحتاجُ إلى مُساعَدَة. تخَيَّلْ مَثَلًا أنَّكَ تزورُ مِنطَقَةً جَديدَة، ولكنْ معكَ صَديقٌ يعرِفُها جَيِّدًا. فهو يعرِفُ أينَ أنتُما بِالضَّبط، ويَعرِفُ إلى أينَ توصِلُ كُلُّ طَريق. ألن تفرَحَ لِأنَّهُ أتى معك؟ بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يعرِفُ يَهْوَه بِالضَّبطِ في أيِّ وَقتٍ نعيش، ويَعرِفُ ماذا ينتَظِرُنا. لِذا، كَي نفهَمَ النُّبُوَّات، يلزَمُ أن نكونَ مُتَواضِعينَ ونطلُبَ مِنهُ المُساعَدَة. — دا ٢:٢٨؛ ٢ بط ١:١٩، ٢٠.
٤ لِمَ سجَّلَ يَهْوَه نُبُوَّاتٍ في كَلِمَتِه؟ (إرميا ٢٩:١١) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ يَهْوَه هو أبٌ مُحِبّ، ويُريدُ أن يتَمَتَّعَ أولادُهُ بِمُستَقبَلٍ سَعيد. (إقرأ إرميا ٢٩:١١.) ولكنْ بِعَكسِ الوالِدينَ البَشَر، يقدِرُ يَهْوَه أن يتَنَبَّأَ بِدِقَّةٍ عنِ المُستَقبَل. وفي كَلِمَتِه، سجَّلَ لنا نُبُوَّاتٍ عن أحداثٍ مُهِمَّة لم تحصُلْ بَعد. (إش ٤٦:١٠) وهكَذا، نقدِرُ أن نستَعِدَّ لها. فالنُّبُوَّاتُ إذًا هي هَدِيَّةٌ مِن أبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ. ولكنْ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّها ستتِمّ؟
٥ ماذا يتَعَلَّمُ الشَّبابُ مِنِ اختِبارِ مَاكْس؟
٥ في المَدرَسَة، يكونُ إخوَتُنا الشَّبابُ مُحاطينَ بِأشخاصٍ لا يحتَرِمونَ الكِتابَ المُقَدَّس. وبِسَبَبِ كَلامِ هؤُلاءِ الأشخاصِ وتَصَرُّفاتِهِم، قد يشُكُّ إخوَتُنا في تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس. هذا حصَلَ مع أخٍ اسْمُهُ مَاكْس. يُخبِر: «حينَ كُنتُ مُراهِقًا، بدَأتُ أشُكُّ أنَّ مُعتَقَداتِ والِدَيَّ صَحيحَة، وأنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه». فماذا فعَلَ والِداه؟ يقول: «رَغمَ أنَّهُما قلِقا علَيّ، حافَظا على هُدوئِهِما». وقدْ جاوَباهُ على أسئِلَتِهِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. ومَاكْس أيضًا قامَ بِدَورِه. يُخبِر: «درَستُ النُّبُوَّاتِ أنا بِنَفْسي. كما ناقَشتُ ما تعَلَّمتُهُ مع شَبابٍ آخَرينَ في الجَماعَة». وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ يقول: «إقتَنَعتُ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه».
٦ إذا كانَت لَدَيكَ شُكوك، فماذا يلزَمُ أن تفعَل، ولِماذا؟
٦ إذا بدَأتَ تشُكُّ مِثلَ مَاكْس في تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس، فلا تشعُرْ بِالذَّنب. ولكنْ علَيكَ أن تفعَلَ شَيئًا. فمِثلَما يُتلِفُ الصَّدَأُ تَدريجِيًّا إناءً قَيِّمًا، تُخَسِّرُكَ الشُّكوكُ تَدريجِيًّا إيمانَك. لِذا، يلزَمُ أن تتَخَلَّصَ مِنها. فاسألْ نَفْسَك: ‹هل أُومِنُ بِوُعودِ الكِتابِ المُقَدَّس؟›. وإذا وجَدتَ أنَّ لَدَيكَ أيَّ شُكوك، فاسعَ لِتتَخَلَّصَ مِنها بِدَرسِ النُّبُوَّاتِ الَّتي تمَّت. ولكنْ كَيفَ تفعَلُ ذلِك؟
كَيفَ تدرُسُ النُّبُوَّات؟
٧ كَيفَ رسَمَ دَانْيَال المِثالَ في دَرسِ النُّبُوَّات؟ (دانيال ١٢:١٠) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ رسَمَ لنا دَانْيَال المِثالَ في دَرسِ النُّبُوَّات. فهو درَسَها بِنِيَّةٍ صافِيَة: كَي يعرِفَ الحَقيقَة. كما كانَ مُتَواضِعًا، واتَّكَلَ على يَهْوَه كَي يُساعِدَه. (دا ٢:١٨) فهو عرَفَ أنَّ يَهْوَه يُساعِدُ الَّذينَ يعرِفونَهُ ويُطيعونَهُ لِيَفهَموا النُّبُوَّات. (دا ٢:٢٧، ٢٨؛ إقرأ دانيال ١٢:١٠.) أيضًا، درَسَ دَانْيَال النُّبُوَّاتِ دَرسًا شامِلًا. فهو بحَثَ عن أجوِبَةٍ في الأسفارِ المُقَدَّسَة الَّتي كانَت مَوجودَةً في زَمَنِه. (إر ٢٥:١١، ١٢؛ دا ٩:٢) فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟
٨ لِمَ يدرُسُ البَعضُ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
٨ أُدرُسْ بِنِيَّةٍ صافِيَة. هل تدرُسُ النُّبُوَّاتِ لِأنَّكَ تُريدُ أن تعرِفَ الحَقيقَة؟ في هذِهِ الحالَة، سيُساعِدُكَ يَهْوَه بِروحِهِ القُدُس. (يو ٤:٢٣، ٢٤؛ ١٤:١٦، ١٧) ولكنْ هل يُمكِنُ أن ندرُسَ النُّبُوَّاتِ بِنِيَّةٍ خَبيثَة؟ نَعَم. فبَعضُ الأشخاصِ يدرُسونَها لِيُثبِتوا أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لَيسَ مِنَ اللّٰه. فهُم يُفَتِّشونَ عن مُبَرِّرٍ لِيَعيشوا على ذَوقِهِم، ويَتَجاهَلوا مَقاييسَ اللّٰه. ولكنْ كَي نستَفيدَ مِنَ النُّبُوَّات، يجِبُ أن ندرُسَها بِنِيَّةٍ صافِيَة. كما نحتاجُ إلى صِفَةٍ مُهِمَّة. فما هي؟
٩ أيُّ صِفَةٍ نحتاجُها لِنفهَمَ النُّبُوَّات؟
٩ كُنْ مُتَواضِعًا. يعِدُ يَهْوَه أنَّهُ سيُساعِدُ المُتَواضِعين. (يع ٤:٦) فيَلزَمُ أن نُصَلِّيَ إلَيه، ونطلُبَ مِنهُ أن يُساعِدَنا لِنفهَمَ النُّبُوَّات. كما يلزَمُ أن نستَفيدَ مِنَ المُساعَدَةِ الَّتي يُقَدِّمُها لنا العَبدُ الأمين. فمِن خِلالِه، يُعطينا يَهْوَه الطَّعامَ الرُّوحِيَّ في الوَقتِ المُناسِب. (لو ١٢:٤٢) فيَهْوَه لَيسَ إلهَ تَشويش. (١ كو ١٤:٣٣) وبِالتَّالي، مِنَ المَنطِقِيِّ أن يستَخدِمَ قَناةً واحِدَة لِيُفَسِّرَ لنا الحَقائِقَ المَوجودَة في كَلِمَتِه. — أف ٤:٤-٦.
١٠ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ إسْتِير؟
١٠ أُدرُسْ دَرسًا شامِلًا. إبدَأْ بِدَرسِ نُبُوَّةٍ تهُمُّك. هذا ما فعَلَتهُ إسْتِير، الأُختُ الشَّابَّة المَذكورَة في المَقالَةِ السَّابِقَة. فهي أجرَت بَحثًا على النُّبُوَّاتِ عنِ المَسِيَّا. تقول: «حينَ كانَ عُمري ١٥ سَنَة، أرَدتُ أن أتَأكَّدَ أنَّ هذِهِ النُّبُوَّاتِ كُتِبَت قَبلَ زَمَنِ يَسُوع». وكَيفَ تأكَّدَت مِن ذلِك؟ قرَأَت عن أدراجِ البَحرِ المَيِّت. تُخبِر: «بَعضُ هذِهِ الأدراجِ كُتِبَ قَبلَ زَمَنِ المَسِيح. وهكَذا، تأكَّدتُ أنَّ النُّبُوَّاتِ المَكتوبَة فيها هي مِنَ اللّٰه». لكنَّ الدَّرسَ تطَلَّبَ مِن إسْتِير أن تبذُلَ جُهدًا. تقول: «لزِمَ أن أقرَأَ المَوادَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِأفهَمَها». لكنَّها سَعيدَةٌ لِأنَّها بذَلَت هذا الجُهد. فبَعدَما درَسَت جَيِّدًا عَدَدًا مِنَ النُّبُوَّات، قالَت: «تأكَّدتُ أنا بِنَفْسي أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِنَ اللّٰه».
١١ كَيفَ نستَفيدُ حينَ ندرُسُ النُّبُوَّات؟
١١ إذًا، مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّاتِ الَّتي تمَّت. فهي تزيدُ ثِقَتَنا بِيَهْوَه وبِإرشاداتِه. وتُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة. كما تُعطينا أمَلًا بِأنَّ مُستَقبَلًا حُلوًا ينتَظِرُنا، مَهما ساءَتِ الأحوالُ في العالَمِ الآن. فلْنُراجِعْ نُبُوَّتَينِ تتِمَّانِ الآنَ كتَبَهُما دَانْيَال، ونرَ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.
لِمَ تهُمُّكَ القَدَمانِ مِن فَخَّارٍ وحَديد؟
١٢ ماذا تُمَثِّلُ قَدَما التِّمثال؟ (دانيال ٢:٤١-٤٣)
١٢ إقرأ دانيال ٢:٤١-٤٣. فسَّرَ دَانْيَال لِلمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّر حُلمًا نَبَوِيًّا عن تِمثالٍ ضَخمٍ قَدَماهُ «مِن فَخَّارٍ وحَديد». وحينَ نُقارِنُ هذِهِ النُّبُوَّةَ بِنُبُوَّاتٍ أُخرى في سِفرَي دَانْيَال والرُّؤْيَا، نفهَمُ أنَّ قَدَمَيِ التِّمثالِ تُمَثِّلانِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة (أي: بَرِيطَانِيَا والوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة) الَّتي تحكُمُ الآن. وقدْ قالَ دَانْيَال إنَّ هذِهِ الدَّولَةَ ستكونُ «قَوِيَّةً مِن ناحِيَةٍ وضَعيفَةً مِن ناحِيَةٍ أُخْرى». ولكنْ لِمَ ستكونُ «ضَعيفَةً مِن ناحِيَة»؟ يرمُزُ الفَخَّارُ في قَدَمَيِ التِّمثالِ إلى عامَّةِ الشَّعب. وهُم يُضعِفونَ القُوَّةَ الحَديدِيَّة لِهذِهِ الدَّولَة. b
١٣ ماذا نفهَمُ مِن نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثال؟
١٣ هُناك نُقطَتانِ مُهِمَّتانِ في نُبُوَّةِ دَانْيَال عنِ التِّمثال، وتَحديدًا عن قَدَمَيه. أوَّلًا، مِثلَما ذكَرَتِ النُّبُوَّة، أظهَرَت بَرِيطَانِيَا وأمِيرْكَا قُوَّةً حَديدِيَّة. مَثَلًا، لعِبَتا دَورًا أساسِيًّا في رِبحِ الحَربَينِ العالَمِيَّتَين. لكنَّ الانقِساماتِ بَينَ المُواطِنينَ في هذَينِ البَلَدَينِ لا تزالُ تُضعِفُ قُوَّتَهُما. ثانِيًا، ستكونُ أنْكِلُو-أمِيرْكَا الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأخيرَة، قَبلَ أن تُدَمِّرَ مَملَكَةُ اللّٰهِ كُلَّ حُكوماتِ البَشَر. صَحيحٌ أنَّ دُوَلًا أُخرى تتَحَدَّاها أحيانًا، لكنَّها لن تحِلَّ مَحَلَّها. ‹فالحَجَر›، الَّذي يُمَثِّلُ مَملَكَةَ اللّٰه، سيَضرِبُ قَدَمَيِ التِّمثال، أي هذِهِ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة. — دا ٢:٣٤، ٣٥، ٤٤، ٤٥.
١٤ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال عن قَدَمَيِ التِّمثال؟
١٤ حينَ نفهَمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال عن قَدَمَيِ التِّمثال، يُساعِدُنا ذلِك أن نأخُذَ قَراراتٍ صَحيحَة. فهل أنتَ مُقتَنِعٌ بِهذِهِ النُّبُوَّة؟ عِندَئِذٍ، لن تسعى لِتُؤَمِّنَ مُستَقبَلَكَ في هذا العالَمِ الَّذي سيَزولُ قَريبًا. (لو ١٢:١٦-٢١؛ ١ يو ٢:١٥-١٧) بل ستُرَكِّزُ على عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم. (مت ٦:٣٣؛ ٢٨:١٨-٢٠) لِذا، اسألْ نَفْسَك: ‹هل تُظهِرُ قَراراتي أنِّي مُقتَنِعٌ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستسحَقُ قَريبًا كُلَّ حُكوماتِ البَشَر؟›.
لِمَ يهُمُّكَ «مَلِكُ الشَّمالِ» و «مَلِكُ الجَنوب»؟
١٥ اليَوم، مَن هو «مَلِكُ الشَّمال»، ومَن هو «مَلِكُ الجَنوب»؟ (دانيال ١١:٤٠)
١٥ إقرأ دانيال ١١:٤٠. يتَحَدَّثُ دَانْيَال ١١ عن مَلِكَين، أو قُوَّتَينِ سِياسِيَّتَينِ تتَنافَسانِ على زَعامَةِ العالَم. وحينَ نُقارِنُ هذِهِ النُّبُوَّةَ بِنُبُوَّاتٍ أُخرى في الكِتابِ المُقَدَّس، نفهَمُ أنَّ «مَلِكَ الشَّمالِ» هو رُوسِيَا وحُلَفاؤُها، وأنَّ «مَلِكَ الجَنوبِ» هوَ الدَّولَةُ العالَمِيَّة الأنْكِلُو-أمِيرْكِيَّة. c
١٦ ماذا يحصُلُ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الشَّمال»؟
١٦ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الشَّمال»، يتَعَرَّضُ شَعبُ اللّٰهِ لِاضطِهادٍ مُباشِرٍ مِنه. حتَّى إنَّ بَعضَ الإخوَةِ يُضرَبونَ ويُسجَنون. لكنَّ الإخوَةَ هُناك لا يخافونَ بِسَبَبِ تَصَرُّفاتِ «مَلِكِ الشَّمال»، بل يقوى إيمانُهُم. فهُم يعرِفونَ أنَّ هذا الاضطِهادَ يُتَمِّمُ نُبُوَّةَ دَانْيَال. d (دا ١١:٤١) فلِأنَّهُم يفهَمونَ هذِهِ النُّبُوَّة، يقوى أمَلُهُم ويبقَونَ أولِياءَ لِيَهْوَه.
١٧ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها الإخوَةُ تَحتَ حُكمِ «مَلِكِ الجَنوب»؟
١٧ في المَناطِقِ الَّتي يحكُمُها «مَلِكُ الجَنوبِ» أيضًا، تعَرَّضَ شَعبُ يَهْوَه في الماضي لِاضطِهادٍ مُباشِر. فخِلالَ الحَربَينِ العالَمِيَّتَين، سُجِنَ إخوَةٌ كَثيرونَ بِسَبَبِ حِيادِهِم، وطُرِدَ بَعضُ أولادِ الشُّهودِ مِنَ المَدارِسِ لِأنَّهُم لم يُحَيُّوا العَلَم. ولكنْ في السِّنينَ الأخيرَة، يتَعَرَّضُ الإخوَةُ هُناك لِضُغوطٍ أكثَرَ مَكرًا. فخِلالَ الانتِخاباتِ مَثَلًا، لا يذهَبُ إخوَتُنا لِلتَّصويت. لكنَّ الدِّعايَةَ السِّياسِيَّة قد تجعَلُهُم يميلونَ لِحِزبٍ مُعَيَّنٍ أو مُرَشَّحٍ سِياسِيّ. لِذا، مُهِمٌّ أن ننتَبِهَ لِنبقى مُحايِدين، لَيسَ فَقَط بِتَصَرُّفاتِنا، بل أيضًا بِمَشاعِرِنا وأفكارِنا. — يو ١٥:١٨، ١٩؛ ١٨:٣٦.
١٨ كَيفَ يُؤَثِّرُ علَينا صِراعُ «مَلِكِ الشَّمالِ» و «مَلِكِ الجَنوب»؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٨ نستَفيدُ كَثيرًا لِأنَّنا نفهَمُ النُّبُوَّةَ عن «مَلِكِ الشَّمالِ» و «مَلِكِ الجَنوب». فالَّذينَ لا يفهَمونَها يقلَقونَ كَثيرًا حينَ يرَونَ هذَينِ المَلِكَينِ ‹يتَناطَحان›، لِأنَّ كُلًّا مِنهُما يملِكُ أسلِحَةً نَوَوِيَّة يُمكِنُ أن تُدَمِّرَ كُلَّ الأرض. (دا ١١:٤٠، الحاشية) أمَّا نَحن، فنعرِفُ أنَّ يَهْوَه لن يسمَحَ بِذلِك. (إش ٤٥:١٨) وحينَ نرى صِراعَ هذَينِ المَلِكَين، لا نقلَقُ بل يقوى إيمانُنا. فهذا الصِّراعُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ النِّهايَةَ قَريبَةٌ جِدًّا.
إنتَبِهْ دائِمًا لِلنُّبُوَّات
١٩ ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا؟
١٩ لم يفهَمْ دَانْيَال مَعنى بَعضِ النُّبُوَّاتِ الَّتي كتَبَها. (دا ١٢:٨، ٩) نَحنُ أيضًا، لا نعرِفُ كَيفَ ستتِمُّ بَعضُ النُّبُوَّات. ولكنْ طَبعًا، هذا لن يمنَعَها أن تتِمّ. وفي الوَقتِ المُناسِب، سيَكشِفُ لنا يَهْوَه مَعناها، تَمامًا مِثلَما فعَلَ مِن قَبل. — عا ٣:٧.
٢٠ أيُّ نُبُوَّاتٍ ستتِمُّ قَريبًا، وماذا يجِبُ أن نفعَل؟
٢٠ قَريبًا، سيَتِمُّ إعلانُ «سَلامٍ وأمن». (١ تس ٥:٣) ثُمَّ ستنقَلِبُ حُكوماتُ العالَمِ على الأديانِ المُزَيَّفَة وتُدَمِّرُها. (رؤ ١٧:١٦، ١٧) بَعدَ ذلِك، ستُهاجِمُ الحُكوماتُ شَعبَ اللّٰه. (حز ٣٨:١٨، ١٩) وهذا سيُؤَدِّي مُباشَرَةً إلى آخِرِ حَرب: هَرْمَجَدُّون. (رؤ ١٦:١٤، ١٦) فلا ننسَ أنَّ هذِهِ الأحداثَ ستحصُلُ قَريبًا. ولْننتَبِهْ دائِمًا لِلنُّبُوَّات، ونُساعِدْ غَيرَنا أن يفعَلوا الأمرَ نَفسَه. وهكَذا، نُظهِرُ لِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبِّ أنَّنا نُقَدِّرُ هذِهِ الهَدِيَّة.
التَّرنيمَة ٩٥ سَبيلُ الأبرارِ يزدادُ نورًا
a مَهما ساءَتِ الأحوالُ في العالَمِ الآن، تُؤَكِّدُ لنا نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ مُستَقبَلًا حُلوًا ينتَظِرُنا. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى لِمَ مُهِمٌّ أن ندرُسَ النُّبُوَّات. كما سنُراجِعُ نُبُوَّتَينِ كتَبَهُما دَانْيَال، ونرى كَيفَ نستَفيدُ حينَ نفهَمُهُما.
b أُنظُرْ مَقالَة «يَهْوَه يكشِفُ ‹ما لا بُدَّ أن يحدُثَ عن قَريب›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ حَزِيرَان (يُونْيُو) ٢٠١٢، الفَقرات ٧-٩.
c أُنظُرْ مَقالَة «مَن هو ‹مَلِكُ الشَّمالِ› اليَوم؟» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد أيَّار (مَايُو) ٢٠٢٠، الفَقرَتَين ٣-٤.
d أُنظُرْ مَقالَة «مَن هو ‹مَلِكُ الشَّمالِ› اليَوم؟» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد أيَّار (مَايُو) ٢٠٢٠، الفَقرات ٧-٩.