الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣١

التَّرنيمَة ١٢ يا يَهْوَه،‏ إلهَنا العَظيم

ماذا فعل يهوه ليخلِّص البشر الخطاة؟‏

ماذا فعل يهوه ليخلِّص البشر الخطاة؟‏

‏«اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن،‏ مَوْلودَهُ الوَحيد».‏ —‏ يو ٣:‏١٦‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

سنَرى كَيفَ أخَذَ يَهْوَه المُبادَرَةَ على مَرِّ الزَّمَنِ لِيُساعِدَنا أن نُحارِبَ الخَطِيَّة،‏ وكَيفَ أعْطانا الفُرصَةَ لِنَعيشَ إلى الأبَدِ دونَ خَطِيَّة.‏

١-‏٢ (‏أ)‏ ما هيَ الخَطِيَّة،‏ وكَيفَ نَربَحُ حَربَنا ضِدَّها؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا «شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير».‏)‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالاتِ الأُخْرى في هذا العَدَدِ مِن بُرجِ المُراقَبَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا «‏مُلاحَظَة لِلقُرَّاء‏» في هذا العَدَد.‏)‏

 هل تَرغَبُ أن تَعرِفَ كم يُحِبُّكَ يَهْوَه اللّٰه؟‏ تَجِدُ الجَوابَ حينَ تَدرُسُ ماذا فَعَلَ لِيُخَلِّصَكَ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.‏ فالخَطِيَّةُ a عَدُوٌّ بَشِعٌ لا تَقدِرُ أن تَغلِبَهُ وَحْدَك.‏ وجَميعُنا نُخطِئُ يَومِيًّا ونَموتُ نَتيجَةَ الخَطِيَّة.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ لكنَّ الخَبَرَ المُفرِحَ هو أنَّنا نَقدِر،‏ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ أن نَغلِبَ الخَطِيَّة،‏ بلِ انتِصارُنا علَيها أكيدٌ مِئَةً في المِئَة!‏

٢ مُنذُ حَوالَي ٠٠٠‏,٦ سَنَةٍ ويَهْوَه اللّٰهُ يُساعِدُ البَشَرَ أن يُحارِبوا الخَطِيَّة.‏ لِماذا؟‏ لِأنَّهُ يُحِبُّنا.‏ فاللّٰهُ أحَبَّ البَشَرَ مِنَ البِدايَةِ وضَحَّى بِالغالي لِيُساعِدَنا في حَربِنا.‏ فهو يَعرِفُ أنَّ الخَطِيَّةَ تُؤَدِّي إلى المَوت،‏ ولا يُريدُ أن نَموتَ بل أن نَعيشَ إلى الأبَد،‏ أن تَعيشَ أنتَ إلى الأبَد.‏ (‏رو ٦:‏٢٣‏)‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ ثَلاثَةَ أسئِلَة:‏ (‏١)‏ كَيفَ أعْطى يَهْوَه أمَلًا لِلبَشَرِ الخُطاة؟‏ (‏٢)‏ كَيفَ نالَ البَشَرُ الخُطاة في زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّسِ رِضى يَهْوَه؟‏ و (‏٣)‏ كَيفَ أنقَذَ يَسُوع البَشَرَ الخُطاة؟‏

كَيفَ أعْطى يَهْوَه أمَلًا لِلبَشَرِ الخُطاة؟‏

٣ كَيفَ صارَ والِدانا الأوَّلانِ خاطِئَيْن؟‏

٣ عِندَما خَلَقَ يَهْوَه أوَّلَ رَجُلٍ وامرَأة،‏ أرادَ أن يَكونا سَعيدَيْن.‏ فهو وَضَعَهُما في مَكانٍ جَميلٍ للسَّكَن،‏ ومَنَحَهُما عَطِيَّةَ الزَّواجِ وعَمَلًا رائِعًا.‏ فكان عَلَيهِما أن يَملَآ الأرضَ مِن نَسلِهِما،‏ ويُحَوِّلا كُلَّ الكَوكَبِ إلى فِردَوسٍ مِثلِ جَنَّةِ عَدَن.‏ ولم يَمنَعْهُما اللّٰهُ إلَّا عن شَيءٍ بَسيطٍ جِدًّا.‏ وحَذَّرَهُما أنَّهُما إذا كَسَرا هذِهِ الوَصِيَّةَ وتَمَرَّدا علَيهِ عَمدًا،‏ فخَطِيَّتُهُما ستُؤَدِّي إلى المَوت.‏ ونَحنُ نَعرِفُ ماذا حَصَل.‏ مَخلوقٌ روحانِيّ،‏ لا يُحِبُّ اللّٰه ولا يُحِبُّهُما،‏ دَخَلَ إلى مَسرَحِ الأحداثِ وأغْراهُما لِيَرتَكِبا تِلكَ الخَطِيَّة.‏ ولِلأسَف،‏ استَسلَمَ آدَم وحَوَّاء لِتَأثيرِهِ السَّيِّئ.‏ فلم يَثِقا بِأبيهِما المُحِبِّ،‏ بل تَمَرَّدا علَيهِ وأخطَآ.‏ وكما نَعلَم،‏ تَمَّت كَلِماتُ يَهْوَه.‏ فمن ذلِكَ اليَومِ فصاعِدًا،‏ بَدَآ يَحصُدانِ عَواقِبَ خَطِيَّتِهِما.‏ فمَعَ الوَقت كَبِرا في العُمر،‏ وفي الآخِر ماتا.‏ —‏ تك ١:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩،‏ ١٦-‏١٨؛‏ ٣:‏١-‏٦،‏ ١٧-‏١٩،‏ ٢٤؛‏ ٥:‏٥‏.‏

٤ لِماذا يَكرَهُ يَهْوَه الخَطِيَّةَ ويُساعِدُنا أن نُحارِبَها؟‏ (‏روما ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏

٤ حَرِصَ يَهْوَه أن تُكتَبَ هذِهِ القِصَّةُ الحَزينَة مِن أجْلِنا نَحن.‏ فهي تُساعِدُنا أن نَفهَمَ لِماذا يَكرَهُ الخَطِيَّةَ إلى هذا الحَدّ.‏ فالخَطِيَّةُ تَفصِلُنا عن أبينا،‏ وتُؤَدِّي إلى مَوتِنا.‏ (‏إش ٥٩:‏٢‏)‏ ولِهذا السَّبَب،‏ الشَّيْطَان،‏ هذا المَخلوقُ الرُّوحانِيُّ المُتَمَرِّدُ الَّذي افتَعَلَ كُلَّ هذِهِ المَشاكِل،‏ يُحِبُّ الخَطِيَّةَ ويَبذُلُ جُهدَهُ لِيُرَوِّجَ لها.‏ ورُبَّما ظَنَّ أنَّهُ حَقَّقَ انتِصارًا ساحِقًا في عَدَن.‏ لكنَّهُ لم يَكُنْ يَعرِفُ كم مُحِبٌّ هو يَهْوَه.‏ فيَهْوَه لم يُغَيِّرْ أبَدًا قَصدَهُ لِأوْلادِ آدَم وحَوَّاء.‏ فهو يُحِبُّ العائِلَةَ البَشَرِيَّة كَثيرًا،‏ لذلِك أعْطى على الفَوْرِ أمَلًا لِلجَميع.‏ ‏(‏إقرأ روما ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ ويَهْوَه كانَ يَعلَمُ أنَّ بَعضَ أوْلادِ آدَم وحَوَّاء سيَختارونَ أن يُحِبُّوه،‏ وسَيَطلُبونَ مُساعَدَتَهُ في حَربِهِم ضِدَّ الخَطِيَّة.‏ ولِأنَّهُ أبوهُم وخالِقُهُم،‏ كانَ سيُهَيِّئُ لهُمُ الوَسيلَةَ لِيَتَحَرَّروا مِنَ الخَطِيَّةِ ويَقتَرِبوا إلَيه.‏ فماذا كانَ سيَفعَل؟‏

٥ متى أعْطى يَهْوَه أوَّلَ بَصيصِ أمَلٍ لِلبَشَرِ الخُطاة؟‏ أوْضِح.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏

٥ إقرإ التكوين ٣:‏١٥‏.‏ ظَهَرَ أوَّلُ بَصيصِ أمَلٍ عِندَما أصدَرَ يَهْوَه حُكمَهُ على الشَّيْطَان.‏ فهو تَنَبَّأَ عن «نَسلٍ» لَيسَ لَدَينا أمَلٌ مِن دونِه.‏ فهذا النَّسلُ سيَسحَقُ الشَّيْطَان في النِّهايَة،‏ ويُزيلُ كُلَّ الشَّرِّ الَّذي سَبَّبَهُ في عَدَن.‏ (‏١ يو ٣:‏٨‏)‏ لكنَّ هذا النَّسلَ كانَ سيُعاني أثناءَ ذلِك.‏ فالشَّيْطَان سيُؤْذيهِ ويُسَبِّبُ لهُ المَوت.‏ ومَوتُهُ كانَ سيُؤْلِمُ يَهْوَه في الصَّميم.‏ لكنَّ الأمرَ يَستَحِقُّ كُلَّ هذِهِ المُعاناةِ لِأنَّ أعدادًا لا تُحْصى مِنَ البَشَرِ سيَتَحَرَّرونَ في النِّهايَةِ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.‏

كَيفَ نالَ البَشَرُ الخُطاة في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس رِضى يَهْوَه؟‏

٦ ماذا فَعَلَ بَعضُ رِجالِ الإيمان،‏ مِثلُ هَابِيل ونُوح،‏ لِيَقتَرِبوا إلى يَهْوَه؟‏

٦ على مَرِّ القُرونِ التَّالِيَة،‏ أوْضَحَ يَهْوَه شَيئًا فَشَيئًا كَيفَ يُمكِنُ لِلبَشَرِ الخُطاة أن يَقتَرِبوا إلَيه.‏ هَابِيل،‏ الابْنُ الثَّاني لِآدَم وحَوَّاء،‏ كانَ أوَّلَ إنسانٍ آمَنَ بِيَهْوَه بَعدَ الحادِثَةِ المُحزِنَة في عَدَن.‏ فلِأنَّهُ أحَبَّ يَهْوَه وأرادَ أن يُرضِيَهُ ويَقتَرِبَ إلَيه،‏ قَدَّمَ لهُ ذَبيحَة.‏ وهَابِيل كانَ راعِيًا،‏ لِذلِك أخَذَ مِن أبكارِ غَنَمِهِ وذَبَحَها كي يُقَدِّمَها ليَهْوَه.‏ وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه؟‏ نَظَرَ «بِرِضًى إلى هَابِيل وتَقدِمَتِه».‏ (‏تك ٤:‏٤‏)‏ أيضًا،‏ عَبَّرَ يَهْوَه عن رِضاهُ على ذَبائِحَ مُشابِهَة قَدَّمَها أشخاصٌ أحَبُّوهُ واتَّكَلوا علَيه،‏ مِثلُ نُوح.‏ (‏تك ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وحينَ قَبِلَ يَهْوَه هذِهِ الذَّبائِح،‏ أظهَرَ أنَّ بِإمكانِ البَشَرِ الخُطاة أن يَنالوا رِضاهُ ويَقتَرِبوا إلَيه.‏ b

٧ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ استِعدادِ إبْرَاهِيم أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ ذَبيحَة؟‏

٧ طَلَبَ يَهْوَه مِن إبْرَاهِيم،‏ الَّذي كانَ إيمانُهُ مُمَيَّزًا،‏ أن يَفعَلَ شَيئًا مُؤلِمًا جِدًّا:‏ أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ إسْحَاق ذَبيحَة.‏ ولا شَكَّ أنَّ إبْرَاهِيم أحَسَّ أنَّهُ أمامَ أصعَبِ مُهِمَّةٍ على الإطلاق.‏ مع ذلِك،‏ كانَ مُستَعِدًّا أن يُتَمِّمَها كامِلًا.‏ لكنَّ اللّٰهَ أوْقَفَهُ في اللَّحظَةِ الأخيرَة.‏ وما حَصَلَ مع إبْرَاهِيم يُعَلِّمُ دَرسًا مُهِمًّا لِكُلِّ الَّذينَ لَدَيهِم إيمانٌ بِاللّٰه:‏ يَهْوَه كانَ مُستَعِدًّا أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الحَبيبَ ذَبيحَة.‏ نَعَم،‏ إلى هذه الدَّرَجَة يُحِبُّ يَهْوَه البَشَر!‏ —‏ تك ٢٢:‏١-‏١٨‏.‏

٨ إلامَ أشارَتِ الذَّبائِحُ الكَثيرَة تَحتَ الشَّريعَة؟‏ (‏لاويين ٤:‏٢٧-‏٢٩؛‏ ١٧:‏١١‏)‏

٨ بَعدَ قُرون،‏ تَطَلَّبَتِ الشَّريعَةُ الَّتي أُعْطِيَت لِأُمَّةِ إسْرَائِيل أن يُقَدِّمَ الشَّعبُ ذَبائِحَ عَديدَة لِتُغفَرَ خَطاياهُم.‏ ‏(‏إقرإ اللاويين ٤:‏٢٧-‏٢٩؛‏ ١٧:‏١١‏.‏)‏ وهذِهِ الذَّبائِحُ أشارَت إلى ذَبيحَةٍ أعظَم،‏ ذَبيحَةٍ كانَت ستُخَلِّصُ البَشَرَ كامِلًا مِنَ الخَطِيَّة.‏ وقد أوْحى اللّٰهُ إلى أنبِيائِهِ أن يوضِحوا أنَّ النَّسلَ الَّذي وَعَدَ به،‏ والَّذي تَبَيَّنَ أنَّهُ ابْنٌ مُمَيَّزٌ للّٰه،‏ كانَ يَلزَمُ أن يُعانِيَ ويَموت.‏ فهو كانَ سيُقتَلُ مِثلَ الخَروفِ الَّذي يُقَدَّمُ ذَبيحَة.‏ (‏إش ٥٣:‏١-‏١٢‏)‏ تَخَيَّل:‏ كانَ يَهْوَه سيُرَتِّبُ لِيُقَدِّمَ ابْنَهُ الحَبيبَ ذَبيحَةً كَي يُخَلِّصَ البَشَر،‏ بِمَن فيهِم أنت،‏ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت!‏

كَيفَ أنقَذَ يَسُوع البَشَر؟‏

٩ ماذا قالَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان عن يَسُوع؟‏ (‏عبرانيين ٩:‏٢٢؛‏ ١٠:‏١-‏٤،‏ ١٢‏)‏

٩ في القَرنِ الأوَّلِ للميلاد،‏ دَلَّ خادِمُ اللّٰهِ يُوحَنَّا المَعْمَدَان على يَسُوع النَّاصِرِيِّ وقال:‏ «هذا هو حَمَلُ اللّٰهِ الَّذي يُزيلُ خَطِيَّةَ العالَم».‏ (‏يو ١:‏٢٩‏)‏ وهذِهِ الكَلِماتُ الموحى بها أظهَرَت أنَّ يَسُوع هوَ النَّسلُ الَّذي أشارَت إلَيهِ النُّبُوَّاتُ مُنذُ زَمَنٍ طَويل.‏ وهو كانَ سيُقَدِّمُ الذَّبيحَةَ الَّتي وَعَدَ بِها اللّٰه.‏ وآنَذاك،‏ أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى،‏ أصبَحَ هُناك أمَلٌ أكيدٌ لِلبَشَرِ الخُطاة:‏ صارَ بِإمكانِهِم أن يَنتَصِروا انتِصارًا كامِلًا على الخَطِيَّة.‏ —‏ إقرإ العبرانيين ٩:‏٢٢؛‏ ١٠:‏١-‏٤،‏ ١٢‏.‏

١٠ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ ‹أتى لِيَدْعُوَ› الخُطاة؟‏

١٠ رَكَّزَ يَسُوع انتِباهَهُ بِشَكلٍ خاصٍّ على المُتعَبينَ مِن حِملِ الخَطِيَّة،‏ ودَعاهُم أن يَصيروا مِن أتباعِه.‏ فهو عَرَفَ أنَّ الخَطِيَّةَ هي أساسُ كُلِّ مُعاناةِ البَشَر.‏ لِذلِك ساعَدَ خُصوصًا الرِّجالَ والنِّساءَ الَّذينَ كانوا مَعروفينَ بِأنَّهُم خُطاة.‏ فهو أوْضَحَ قائِلًا:‏ «المَرْضى هُمُ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى طَبيبٍ ولَيسَ الَّذينَ صِحَّتُهُم جَيِّدَة».‏ ثُمَّ أضاف:‏ «لم آتِ لِأدْعُوَ الَّذينَ يَفعَلونَ الصَّوابَ بلِ الخُطاة».‏ (‏مت ٩:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وقد عاشَ يَسُوع هذِهِ الكَلِمات.‏ فهو غَفَرَ بِرِقَّةٍ خَطايا امرَأةٍ غَسَلَت قَدَمَيْهِ بِدُموعِها.‏ (‏لو ٧:‏٣٧-‏٥٠‏)‏ وعَلَّمَ حَقائِقَ مُهِمَّة لِامرَأةٍ سَامِرِيَّة عِندَ البِئر،‏ مع أنَّهُ عَرَفَ أنَّها تَعيشُ حَياةً فاسِدَة أخلاقِيًّا.‏ (‏يو ٤:‏٧،‏ ١٧-‏١٩،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏)‏ حتَّى إنَّ اللّٰهَ أعْطى القُوَّةَ لِيَسُوع كَي يُزيلَ النَّتيجَةَ النِّهائِيَّة لِلخَطِيَّة،‏ أيِ المَوت.‏ كَيف؟‏ حينَ أقامَ يَسُوع أشخاصًا خَسِروا حَياتَهُم،‏ ذُكورًا وإناثًا وكِبارًا وصِغارًا.‏ —‏ مت ١١:‏٥‏.‏

١١ لِماذا انجَذَبَ الخُطاةُ إلى يَسُوع؟‏

١١ لَيسَ غَريبًا إذًا أنَّهُ حتَّى الأشخاصُ الغارِقونَ في الخَطِيَّةِ انجَذَبوا إلى يَسُوع.‏ فهو عامَلَهُم بِتَعاطُفٍ وحَنان.‏ وهذا حَسَّسَهُم بِالارتِياحِ ودَفَعَهُم أن يَقتَرِبوا إلَيه.‏ (‏لو ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ ويَسُوع مَدَحَهُم وكافَأهُم لِأنَّهُم أظهَروا الإيمانَ به.‏ (‏لو ١٩:‏١-‏١٠‏)‏ لقد رَسَمَ يَسُوع صورَةً حَيَّة وكامِلَة لِرَحمَةِ أبيه.‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فهو أظهَرَ بِالقَولِ والعَمَلِ أنَّ أباهُ الحَنونَ والرَّحيمَ يُحِبُّ النَّاس،‏ ويُريدُ أن يُساعِدَ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أن يَربَحَ حَربَهُ ضِدَّ الخَطِيَّة.‏ كما أنَّ يَسُوع ساعَدَ النَّاسَ كَي يَصيرَ لَدَيهِمِ الرَّغبَةُ أن يُغَيِّروا سُلوكَهُم ويَتبَعوه.‏ —‏ لو ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏.‏

١٢ ماذا عَلَّمَ يَسُوع عن مَوتِه؟‏

١٢ كانَ يَسُوع يَعرِفُ ماذا يَنتَظِرُه.‏ فهو قالَ لِأتباعِهِ أكثَرَ مِن مَرَّةٍ إنَّهُ سيُسَلَّمُ ويُعَلَّقُ على خَشَبَة.‏ (‏مت ١٧:‏٢٢؛‏ ٢٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وعَرَفَ أنَّ ذَبيحَتَهُ ستُزيلُ خَطِيَّةَ العالَم،‏ تَمامًا كما ذَكَرَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان والأنبِياء.‏ أيضًا،‏ عَلَّمَ يَسُوع أنَّهُ بَعدَ أن يُقَدِّمَ حَياتَه،‏ ‹سيَجذِبُ إلَيهِ مُختَلَفَ النَّاس›.‏ (‏يو ١٢:‏٣٢‏)‏ فقد صارَ بِإمكانِ البَشَرِ الخُطاة أن يُرْضوا يَهْوَه حينَ يَقبَلونَ يَسُوع رَبًّا لهُم ويَتبَعونَ خُطُواتِه.‏ وإذا فَعَلوا ذلِك،‏ ففي الآخِرِ ‹يُحَرَّرونَ مِنَ الخَطِيَّة›.‏ (‏رو ٦:‏١٤،‏ ١٨،‏ ٢٢؛‏ يو ٨:‏٣٢‏)‏ لِذلِك واجَهَ يَسُوع بِكامِلِ إرادَتِهِ وبِكُلِّ شَجاعَةٍ الميتَةَ الفَظيعَة على خَشَبَةِ الآلام.‏ —‏ يو ١٠:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٣ كَيفَ ماتَ يَسُوع،‏ وماذا يُعَلِّمُنا ذلِك عن يَهْوَه اللّٰه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ لقد سُلِّمَ يَسُوع،‏ اعتُقِل،‏ أُهين،‏ اتُّهِمَ زورًا،‏ أُدين،‏ حتى إنَّه عُذِّب.‏ وفي النِّهايَة،‏ قادَهُ الجُنودُ إلى مَكانِ إعدامِهِ وسَمَّروهُ على خَشَبَة.‏ وفيما كانَ يَتَحَمَّلُ بِوَلاءٍ كُلَّ هذا الوَجَع،‏ كانَ هُناك أحَدٌ يَتَوَجَّعُ أكثَرَ بَعد:‏ يَهْوَه اللّٰه.‏ مَع ذلك،‏ ضَبَطَ قُوَّتَهُ غَيرَ المَحدودَة واختارَ أن لا يَتَدَخَّل.‏ ولكنْ لِماذا؟‏ ماذا يُعقَلُ أن يَدفَعَ أبًا مُحِبًّا أن يَتَصَرَّفَ بِهذِهِ الطَّريقَة؟‏ بِكَلِمَةٍ واحِدَة،‏ المَحَبَّة.‏ قالَ يَسُوع:‏ «اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن،‏ مَوْلودَهُ الوَحيد،‏ لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به،‏ بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة».‏ —‏ يو ٣:‏١٦‏.‏

حين سمح يهوه أن يُقتَل ابنه،‏ تحمَّل وجعًا يفوق الوصف ليُحرِّرنا من الخطية والموت (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏


١٤ ماذا تَتَعَلَّمُ مِن تَضحِيَةِ يَسُوع؟‏

١٤ ذَبيحَةُ يَسُوع هي أعظَمُ دَليلٍ على مَحَبَّةِ يَهْوَه الفائِقَة لِأوْلادِ آدَم وحَوَّاء.‏ إنَّها تُؤَكِّدُ كم يُحِبُّكَ أنت.‏ فهو قَدَّمَ أغْلى ما عِندَه،‏ وقَبِلَ أن يُعانِيَ أصعَبَ ألَمٍ على الإطلاقِ لِيُخَلِّصَكَ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.‏ (‏١ يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ نَعَم،‏ يُريدُ يَهْوَه أن يُساعِدَ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا كَي يُحارِبَ الخَطِيَّةَ ويَنتَصِرَ علَيها!‏

١٥ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ لِنَستَفيدَ مِن هَدِيَّةِ اللّٰهِ لنا؟‏

١٥ إنَّ هَدِيَّةَ اللّٰهِ لنا،‏ أي فِديَةَ مَولودِهِ الوَحيد،‏ تَفتَحُ المَجالَ لِيَغفِرَ اللّٰهُ خَطايانا.‏ ولكنْ كَي نَنالَ هذا الغُفران،‏ علَينا أن نَفعَلَ شَيئًا.‏ ما هو؟‏ يُوحَنَّا المَعْمَدَان ويَسُوع المَسِيح نَفْسُهُ أعْطَيانا الجَواب:‏ «توبوا لِأنَّ مَملَكَةَ السَّمواتِ اقتَرَبَت».‏ (‏مت ٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٤:‏١٧‏)‏ إذًا،‏ التَّوبَةُ ضَرورِيَّةٌ إذا أرَدنا فِعلًا أن نُحارِبَ الخَطِيَّةَ ونَقتَرِبَ إلى أبينا المُحِبّ.‏ ولكنْ ماذا تَشمُلُ التَّوبَة،‏ وكَيفَ تُساعِدُنا أن نُحارِبَ حالَتَنا كأشخاصٍ خُطاة؟‏ سنَجِدُ الجَوابَ في مَقالَةِ الدَّرسِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة

a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يُمكِنُ أن تُشيرَ كَلِمَةُ ‏«خَطِيَّة»‏ إلى الأعمالِ الخاطِئَة،‏ أي إلى عَدَمِ تَطبيقِ مَقاييسِ يَهْوَه الأخلاقِيَّة.‏ لكنَّ كَلِمَةَ «خَطِيَّة» قد تُشيرُ أيضًا إلى الحالَةِ النَّاقِصَة أوِ الخاطِئَة الَّتي وَرِثناها مِن آدَم.‏ وهذِهِ الخَطِيَّةُ الَّتي وَرِثناها هيَ السَّبَبُ الَّذي يَجعَلُنا جَميعًا نَموت.‏

b قَبِلَ يَهْوَه ذَبائِحَ البَشَرِ الأُمَناءِ قَبلَ زَمَنِ المَسِيحِيَّةِ على أساسِ ذَبيحَةِ يَسُوع المَسِيح الَّتي كانَت ستُقَدَّمُ في المُستَقبَل،‏ وتُريحُ البَشَرَ مَرَّةً وإلى الأبَدِ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.‏ —‏ رو ٣:‏٢٥‏.‏