مقالة الدرس ٣١
التَّرنيمَة ١٢ يا يَهْوَه، إلهَنا العَظيم
ماذا فعل يهوه ليخلِّص البشر الخطاة؟
«اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد». — يو ٣:١٦.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَرى كَيفَ أخَذَ يَهْوَه المُبادَرَةَ على مَرِّ الزَّمَنِ لِيُساعِدَنا أن نُحارِبَ الخَطِيَّة، وكَيفَ أعْطانا الفُرصَةَ لِنَعيشَ إلى الأبَدِ دونَ خَطِيَّة.
١-٢ (أ) ما هيَ الخَطِيَّة، وكَيفَ نَربَحُ حَربَنا ضِدَّها؟ (أُنظُرْ أيضًا «شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير».) (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالاتِ الأُخْرى في هذا العَدَدِ مِن بُرجِ المُراقَبَة؟ (أُنظُرْ أيضًا «مُلاحَظَة لِلقُرَّاء» في هذا العَدَد.)
هل تَرغَبُ أن تَعرِفَ كم يُحِبُّكَ يَهْوَه اللّٰه؟ تَجِدُ الجَوابَ حينَ تَدرُسُ ماذا فَعَلَ لِيُخَلِّصَكَ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت. فالخَطِيَّةُ a عَدُوٌّ بَشِعٌ لا تَقدِرُ أن تَغلِبَهُ وَحْدَك. وجَميعُنا نُخطِئُ يَومِيًّا ونَموتُ نَتيجَةَ الخَطِيَّة. (رو ٥:١٢) لكنَّ الخَبَرَ المُفرِحَ هو أنَّنا نَقدِر، بِمُساعَدَةِ يَهْوَه، أن نَغلِبَ الخَطِيَّة، بلِ انتِصارُنا علَيها أكيدٌ مِئَةً في المِئَة!
٢ مُنذُ حَوالَي ٠٠٠,٦ سَنَةٍ ويَهْوَه اللّٰهُ يُساعِدُ البَشَرَ أن يُحارِبوا الخَطِيَّة. لِماذا؟ لِأنَّهُ يُحِبُّنا. فاللّٰهُ أحَبَّ البَشَرَ مِنَ البِدايَةِ وضَحَّى بِالغالي لِيُساعِدَنا في حَربِنا. فهو يَعرِفُ أنَّ الخَطِيَّةَ تُؤَدِّي إلى المَوت، ولا يُريدُ أن نَموتَ بل أن نَعيشَ إلى الأبَد، أن تَعيشَ أنتَ إلى الأبَد. (رو ٦:٢٣) في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ ثَلاثَةَ أسئِلَة: (١) كَيفَ أعْطى يَهْوَه أمَلًا لِلبَشَرِ الخُطاة؟ (٢) كَيفَ نالَ البَشَرُ الخُطاة في زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّسِ رِضى يَهْوَه؟ و (٣) كَيفَ أنقَذَ يَسُوع البَشَرَ الخُطاة؟
كَيفَ أعْطى يَهْوَه أمَلًا لِلبَشَرِ الخُطاة؟
٣ كَيفَ صارَ والِدانا الأوَّلانِ خاطِئَيْن؟
٣ عِندَما خَلَقَ يَهْوَه أوَّلَ رَجُلٍ وامرَأة، أرادَ أن يَكونا سَعيدَيْن. فهو وَضَعَهُما في مَكانٍ جَميلٍ للسَّكَن، ومَنَحَهُما عَطِيَّةَ الزَّواجِ وعَمَلًا رائِعًا. فكان عَلَيهِما أن يَملَآ الأرضَ مِن نَسلِهِما، ويُحَوِّلا كُلَّ الكَوكَبِ إلى فِردَوسٍ مِثلِ جَنَّةِ عَدَن. ولم يَمنَعْهُما اللّٰهُ إلَّا عن شَيءٍ بَسيطٍ جِدًّا. وحَذَّرَهُما أنَّهُما إذا كَسَرا هذِهِ الوَصِيَّةَ وتَمَرَّدا علَيهِ عَمدًا، فخَطِيَّتُهُما ستُؤَدِّي إلى المَوت. ونَحنُ نَعرِفُ ماذا حَصَل. مَخلوقٌ روحانِيّ، لا يُحِبُّ اللّٰه ولا يُحِبُّهُما، دَخَلَ إلى مَسرَحِ الأحداثِ وأغْراهُما لِيَرتَكِبا تِلكَ الخَطِيَّة. ولِلأسَف، استَسلَمَ آدَم وحَوَّاء لِتَأثيرِهِ السَّيِّئ. فلم يَثِقا بِأبيهِما المُحِبِّ، بل تَمَرَّدا علَيهِ وأخطَآ. وكما نَعلَم، تَمَّت كَلِماتُ يَهْوَه. فمن ذلِكَ اليَومِ فصاعِدًا، بَدَآ يَحصُدانِ عَواقِبَ خَطِيَّتِهِما. فمَعَ الوَقت كَبِرا في العُمر، وفي الآخِر ماتا. — تك ١:٢٨، ٢٩؛ ٢:٨، ٩، ١٦-١٨؛ ٣:١-٦، ١٧-١٩، ٢٤؛ ٥:٥.
٤ لِماذا يَكرَهُ يَهْوَه الخَطِيَّةَ ويُساعِدُنا أن نُحارِبَها؟ (روما ٨:٢٠، ٢١)
٤ حَرِصَ يَهْوَه أن تُكتَبَ هذِهِ القِصَّةُ الحَزينَة مِن أجْلِنا نَحن. فهي تُساعِدُنا أن نَفهَمَ لِماذا يَكرَهُ الخَطِيَّةَ إلى هذا الحَدّ. فالخَطِيَّةُ تَفصِلُنا عن أبينا، وتُؤَدِّي إلى مَوتِنا. (إش ٥٩:٢) ولِهذا السَّبَب، الشَّيْطَان، هذا المَخلوقُ الرُّوحانِيُّ المُتَمَرِّدُ الَّذي افتَعَلَ كُلَّ هذِهِ المَشاكِل، يُحِبُّ الخَطِيَّةَ ويَبذُلُ جُهدَهُ لِيُرَوِّجَ لها. ورُبَّما ظَنَّ أنَّهُ حَقَّقَ انتِصارًا ساحِقًا في عَدَن. لكنَّهُ لم يَكُنْ يَعرِفُ كم مُحِبٌّ هو يَهْوَه. فيَهْوَه لم يُغَيِّرْ أبَدًا قَصدَهُ لِأوْلادِ آدَم وحَوَّاء. فهو يُحِبُّ العائِلَةَ البَشَرِيَّة كَثيرًا، لذلِك أعْطى على الفَوْرِ أمَلًا لِلجَميع. (إقرأ روما ٨:٢٠، ٢١.) ويَهْوَه كانَ يَعلَمُ أنَّ بَعضَ أوْلادِ آدَم وحَوَّاء سيَختارونَ أن يُحِبُّوه، وسَيَطلُبونَ مُساعَدَتَهُ في حَربِهِم ضِدَّ الخَطِيَّة. ولِأنَّهُ أبوهُم وخالِقُهُم، كانَ سيُهَيِّئُ لهُمُ الوَسيلَةَ لِيَتَحَرَّروا مِنَ الخَطِيَّةِ ويَقتَرِبوا إلَيه. فماذا كانَ سيَفعَل؟
٥ متى أعْطى يَهْوَه أوَّلَ بَصيصِ أمَلٍ لِلبَشَرِ الخُطاة؟ أوْضِح. (تكوين ٣:١٥)
٥ إقرإ التكوين ٣:١٥. ظَهَرَ أوَّلُ بَصيصِ أمَلٍ عِندَما أصدَرَ يَهْوَه حُكمَهُ على الشَّيْطَان. فهو تَنَبَّأَ عن «نَسلٍ» لَيسَ لَدَينا أمَلٌ مِن دونِه. فهذا النَّسلُ سيَسحَقُ الشَّيْطَان في النِّهايَة، ويُزيلُ كُلَّ الشَّرِّ الَّذي سَبَّبَهُ في عَدَن. (١ يو ٣:٨) لكنَّ هذا النَّسلَ كانَ سيُعاني أثناءَ ذلِك. فالشَّيْطَان سيُؤْذيهِ ويُسَبِّبُ لهُ المَوت. ومَوتُهُ كانَ سيُؤْلِمُ يَهْوَه في الصَّميم. لكنَّ الأمرَ يَستَحِقُّ كُلَّ هذِهِ المُعاناةِ لِأنَّ أعدادًا لا تُحْصى مِنَ البَشَرِ سيَتَحَرَّرونَ في النِّهايَةِ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.
كَيفَ نالَ البَشَرُ الخُطاة في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس رِضى يَهْوَه؟
٦ ماذا فَعَلَ بَعضُ رِجالِ الإيمان، مِثلُ هَابِيل ونُوح، لِيَقتَرِبوا إلى يَهْوَه؟
٦ على مَرِّ القُرونِ التَّالِيَة، أوْضَحَ يَهْوَه شَيئًا فَشَيئًا كَيفَ يُمكِنُ لِلبَشَرِ الخُطاة أن يَقتَرِبوا إلَيه. هَابِيل، الابْنُ الثَّاني لِآدَم وحَوَّاء، كانَ أوَّلَ إنسانٍ آمَنَ بِيَهْوَه بَعدَ الحادِثَةِ المُحزِنَة في عَدَن. فلِأنَّهُ أحَبَّ يَهْوَه وأرادَ أن يُرضِيَهُ ويَقتَرِبَ إلَيه، قَدَّمَ لهُ ذَبيحَة. وهَابِيل كانَ راعِيًا، لِذلِك أخَذَ مِن أبكارِ غَنَمِهِ وذَبَحَها كي يُقَدِّمَها ليَهْوَه. وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه؟ نَظَرَ «بِرِضًى إلى هَابِيل وتَقدِمَتِه». (تك ٤:٤) أيضًا، عَبَّرَ يَهْوَه عن رِضاهُ على ذَبائِحَ مُشابِهَة قَدَّمَها أشخاصٌ أحَبُّوهُ واتَّكَلوا علَيه، مِثلُ نُوح. (تك ٨:٢٠، ٢١) وحينَ قَبِلَ يَهْوَه هذِهِ الذَّبائِح، أظهَرَ أنَّ بِإمكانِ البَشَرِ الخُطاة أن يَنالوا رِضاهُ ويَقتَرِبوا إلَيه. b
٧ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ استِعدادِ إبْرَاهِيم أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ ذَبيحَة؟
٧ طَلَبَ يَهْوَه مِن إبْرَاهِيم، الَّذي كانَ إيمانُهُ مُمَيَّزًا، أن يَفعَلَ شَيئًا مُؤلِمًا جِدًّا: أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ إسْحَاق ذَبيحَة. ولا شَكَّ أنَّ إبْرَاهِيم أحَسَّ أنَّهُ أمامَ أصعَبِ مُهِمَّةٍ على الإطلاق. مع ذلِك، كانَ مُستَعِدًّا أن يُتَمِّمَها كامِلًا. لكنَّ اللّٰهَ أوْقَفَهُ في اللَّحظَةِ الأخيرَة. وما حَصَلَ مع إبْرَاهِيم يُعَلِّمُ دَرسًا مُهِمًّا لِكُلِّ الَّذينَ لَدَيهِم إيمانٌ بِاللّٰه: يَهْوَه كانَ مُستَعِدًّا أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الحَبيبَ ذَبيحَة. نَعَم، إلى هذه الدَّرَجَة يُحِبُّ يَهْوَه البَشَر! — تك ٢٢:١-١٨.
٨ إلامَ أشارَتِ الذَّبائِحُ الكَثيرَة تَحتَ الشَّريعَة؟ (لاويين ٤:٢٧-٢٩؛ ١٧:١١)
٨ بَعدَ قُرون، تَطَلَّبَتِ الشَّريعَةُ الَّتي أُعْطِيَت لِأُمَّةِ إسْرَائِيل أن يُقَدِّمَ الشَّعبُ ذَبائِحَ عَديدَة لِتُغفَرَ خَطاياهُم. (إقرإ اللاويين ٤:٢٧-٢٩؛ ١٧:١١.) وهذِهِ الذَّبائِحُ أشارَت إلى ذَبيحَةٍ أعظَم، ذَبيحَةٍ كانَت ستُخَلِّصُ البَشَرَ كامِلًا مِنَ الخَطِيَّة. وقد أوْحى اللّٰهُ إلى أنبِيائِهِ أن يوضِحوا أنَّ النَّسلَ الَّذي وَعَدَ به، والَّذي تَبَيَّنَ أنَّهُ ابْنٌ مُمَيَّزٌ للّٰه، كانَ يَلزَمُ أن يُعانِيَ ويَموت. فهو كانَ سيُقتَلُ مِثلَ الخَروفِ الَّذي يُقَدَّمُ ذَبيحَة. (إش ٥٣:١-١٢) تَخَيَّل: كانَ يَهْوَه سيُرَتِّبُ لِيُقَدِّمَ ابْنَهُ الحَبيبَ ذَبيحَةً كَي يُخَلِّصَ البَشَر، بِمَن فيهِم أنت، مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت!
كَيفَ أنقَذَ يَسُوع البَشَر؟
٩ ماذا قالَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان عن يَسُوع؟ (عبرانيين ٩:٢٢؛ ١٠:١-٤، ١٢)
٩ في القَرنِ الأوَّلِ للميلاد، دَلَّ خادِمُ اللّٰهِ يُوحَنَّا المَعْمَدَان على يَسُوع النَّاصِرِيِّ وقال: «هذا هو حَمَلُ اللّٰهِ الَّذي يُزيلُ خَطِيَّةَ العالَم». (يو ١:٢٩) وهذِهِ الكَلِماتُ الموحى بها أظهَرَت أنَّ يَسُوع هوَ النَّسلُ الَّذي أشارَت إلَيهِ النُّبُوَّاتُ مُنذُ زَمَنٍ طَويل. وهو كانَ سيُقَدِّمُ الذَّبيحَةَ الَّتي وَعَدَ بِها اللّٰه. وآنَذاك، أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى، أصبَحَ هُناك أمَلٌ أكيدٌ لِلبَشَرِ الخُطاة: صارَ بِإمكانِهِم أن يَنتَصِروا انتِصارًا كامِلًا على الخَطِيَّة. — إقرإ العبرانيين ٩:٢٢؛ ١٠:١-٤، ١٢.
١٠ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ ‹أتى لِيَدْعُوَ› الخُطاة؟
١٠ رَكَّزَ يَسُوع انتِباهَهُ بِشَكلٍ خاصٍّ على المُتعَبينَ مِن حِملِ الخَطِيَّة، ودَعاهُم أن يَصيروا مِن أتباعِه. فهو عَرَفَ أنَّ الخَطِيَّةَ هي أساسُ كُلِّ مُعاناةِ البَشَر. لِذلِك ساعَدَ خُصوصًا الرِّجالَ والنِّساءَ الَّذينَ كانوا مَعروفينَ بِأنَّهُم خُطاة. فهو أوْضَحَ قائِلًا: «المَرْضى هُمُ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى طَبيبٍ ولَيسَ الَّذينَ صِحَّتُهُم جَيِّدَة». ثُمَّ أضاف: «لم آتِ لِأدْعُوَ الَّذينَ يَفعَلونَ الصَّوابَ بلِ الخُطاة». (مت ٩:١٢، ١٣) وقد عاشَ يَسُوع هذِهِ الكَلِمات. فهو غَفَرَ بِرِقَّةٍ خَطايا امرَأةٍ غَسَلَت قَدَمَيْهِ بِدُموعِها. (لو ٧:٣٧-٥٠) وعَلَّمَ حَقائِقَ مُهِمَّة لِامرَأةٍ سَامِرِيَّة عِندَ البِئر، مع أنَّهُ عَرَفَ أنَّها تَعيشُ حَياةً فاسِدَة أخلاقِيًّا. (يو ٤:٧، ١٧-١٩، ٢٥، ٢٦) حتَّى إنَّ اللّٰهَ أعْطى القُوَّةَ لِيَسُوع كَي يُزيلَ النَّتيجَةَ النِّهائِيَّة لِلخَطِيَّة، أيِ المَوت. كَيف؟ حينَ أقامَ يَسُوع أشخاصًا خَسِروا حَياتَهُم، ذُكورًا وإناثًا وكِبارًا وصِغارًا. — مت ١١:٥.
١١ لِماذا انجَذَبَ الخُطاةُ إلى يَسُوع؟
١١ لَيسَ غَريبًا إذًا أنَّهُ حتَّى الأشخاصُ الغارِقونَ في الخَطِيَّةِ انجَذَبوا إلى يَسُوع. فهو عامَلَهُم بِتَعاطُفٍ وحَنان. وهذا حَسَّسَهُم بِالارتِياحِ ودَفَعَهُم أن يَقتَرِبوا إلَيه. (لو ١٥:١، ٢) ويَسُوع مَدَحَهُم وكافَأهُم لِأنَّهُم أظهَروا الإيمانَ به. (لو ١٩:١-١٠) لقد رَسَمَ يَسُوع صورَةً حَيَّة وكامِلَة لِرَحمَةِ أبيه. (يو ١٤:٩) فهو أظهَرَ بِالقَولِ والعَمَلِ أنَّ أباهُ الحَنونَ والرَّحيمَ يُحِبُّ النَّاس، ويُريدُ أن يُساعِدَ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أن يَربَحَ حَربَهُ ضِدَّ الخَطِيَّة. كما أنَّ يَسُوع ساعَدَ النَّاسَ كَي يَصيرَ لَدَيهِمِ الرَّغبَةُ أن يُغَيِّروا سُلوكَهُم ويَتبَعوه. — لو ٥:٢٧، ٢٨.
١٢ ماذا عَلَّمَ يَسُوع عن مَوتِه؟
١٢ كانَ يَسُوع يَعرِفُ ماذا يَنتَظِرُه. فهو قالَ لِأتباعِهِ أكثَرَ مِن مَرَّةٍ إنَّهُ سيُسَلَّمُ ويُعَلَّقُ على خَشَبَة. (مت ١٧:٢٢؛ ٢٠:١٨، ١٩) وعَرَفَ أنَّ ذَبيحَتَهُ ستُزيلُ خَطِيَّةَ العالَم، تَمامًا كما ذَكَرَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان والأنبِياء. أيضًا، عَلَّمَ يَسُوع أنَّهُ بَعدَ أن يُقَدِّمَ حَياتَه، ‹سيَجذِبُ إلَيهِ مُختَلَفَ النَّاس›. (يو ١٢:٣٢) فقد صارَ بِإمكانِ البَشَرِ الخُطاة أن يُرْضوا يَهْوَه حينَ يَقبَلونَ يَسُوع رَبًّا لهُم ويَتبَعونَ خُطُواتِه. وإذا فَعَلوا ذلِك، ففي الآخِرِ ‹يُحَرَّرونَ مِنَ الخَطِيَّة›. (رو ٦:١٤، ١٨، ٢٢؛ يو ٨:٣٢) لِذلِك واجَهَ يَسُوع بِكامِلِ إرادَتِهِ وبِكُلِّ شَجاعَةٍ الميتَةَ الفَظيعَة على خَشَبَةِ الآلام. — يو ١٠:١٧، ١٨.
١٣ كَيفَ ماتَ يَسُوع، وماذا يُعَلِّمُنا ذلِك عن يَهْوَه اللّٰه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ لقد سُلِّمَ يَسُوع، اعتُقِل، أُهين، اتُّهِمَ زورًا، أُدين، حتى إنَّه عُذِّب. وفي النِّهايَة، قادَهُ الجُنودُ إلى مَكانِ إعدامِهِ وسَمَّروهُ على خَشَبَة. وفيما كانَ يَتَحَمَّلُ بِوَلاءٍ كُلَّ هذا الوَجَع، كانَ هُناك أحَدٌ يَتَوَجَّعُ أكثَرَ بَعد: يَهْوَه اللّٰه. مَع ذلك، ضَبَطَ قُوَّتَهُ غَيرَ المَحدودَة واختارَ أن لا يَتَدَخَّل. ولكنْ لِماذا؟ ماذا يُعقَلُ أن يَدفَعَ أبًا مُحِبًّا أن يَتَصَرَّفَ بِهذِهِ الطَّريقَة؟ بِكَلِمَةٍ واحِدَة، المَحَبَّة. قالَ يَسُوع: «اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد، لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به، بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة». — يو ٣:١٦.
١٤ ماذا تَتَعَلَّمُ مِن تَضحِيَةِ يَسُوع؟
١٤ ذَبيحَةُ يَسُوع هي أعظَمُ دَليلٍ على مَحَبَّةِ يَهْوَه الفائِقَة لِأوْلادِ آدَم وحَوَّاء. إنَّها تُؤَكِّدُ كم يُحِبُّكَ أنت. فهو قَدَّمَ أغْلى ما عِندَه، وقَبِلَ أن يُعانِيَ أصعَبَ ألَمٍ على الإطلاقِ لِيُخَلِّصَكَ مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت. (١ يو ٤:٩، ١٠) نَعَم، يُريدُ يَهْوَه أن يُساعِدَ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا كَي يُحارِبَ الخَطِيَّةَ ويَنتَصِرَ علَيها!
١٥ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ لِنَستَفيدَ مِن هَدِيَّةِ اللّٰهِ لنا؟
١٥ إنَّ هَدِيَّةَ اللّٰهِ لنا، أي فِديَةَ مَولودِهِ الوَحيد، تَفتَحُ المَجالَ لِيَغفِرَ اللّٰهُ خَطايانا. ولكنْ كَي نَنالَ هذا الغُفران، علَينا أن نَفعَلَ شَيئًا. ما هو؟ يُوحَنَّا المَعْمَدَان ويَسُوع المَسِيح نَفْسُهُ أعْطَيانا الجَواب: «توبوا لِأنَّ مَملَكَةَ السَّمواتِ اقتَرَبَت». (مت ٣:١، ٢؛ ٤:١٧) إذًا، التَّوبَةُ ضَرورِيَّةٌ إذا أرَدنا فِعلًا أن نُحارِبَ الخَطِيَّةَ ونَقتَرِبَ إلى أبينا المُحِبّ. ولكنْ ماذا تَشمُلُ التَّوبَة، وكَيفَ تُساعِدُنا أن نُحارِبَ حالَتَنا كأشخاصٍ خُطاة؟ سنَجِدُ الجَوابَ في مَقالَةِ الدَّرسِ التَّالِيَة.
التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة
a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: في الكِتابِ المُقَدَّس، يُمكِنُ أن تُشيرَ كَلِمَةُ «خَطِيَّة» إلى الأعمالِ الخاطِئَة، أي إلى عَدَمِ تَطبيقِ مَقاييسِ يَهْوَه الأخلاقِيَّة. لكنَّ كَلِمَةَ «خَطِيَّة» قد تُشيرُ أيضًا إلى الحالَةِ النَّاقِصَة أوِ الخاطِئَة الَّتي وَرِثناها مِن آدَم. وهذِهِ الخَطِيَّةُ الَّتي وَرِثناها هيَ السَّبَبُ الَّذي يَجعَلُنا جَميعًا نَموت.