هل ترى الحاجة الى التقدم روحيا؟
«ثَابِرْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، وَٱلْوَعْظِ، وَٱلتَّعْلِيمِ». — ١ تي ٤:١٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤٥، ٧٠
١، ٢ (أ) كَيْفَ تَتِمُّ إِشَعْيَا ٦٠:٢٢ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا؟ (ب) إِلَامَ تُوجَدُ حَاجَةٌ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
«اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا، وَٱلْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً». (اش ٦٠:٢٢) نَحْنُ نَرَى هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَتِمُّ ٱلْآنَ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَفِي سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠١٥، بَلَغَ عَدَدُ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ ٨٬٢٢٠٬١٠٥ كَارِزِينَ! وَفِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ، قَالَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ عَنْ هٰذَا ٱلنُّمُوِّ بَيْنَ شَعْبِهِ: «أَنَا يَهْوَهَ أُسْرِعُ بِذٰلِكَ فِي وَقْتِهِ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ عَمَلَنَا سَيَزِيدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. فَهَلْ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِلْكِرَازَةِ بِغَيْرَةٍ؟ إِنَّ كَثِيرِينَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَخْدُمُونَ فَاتِحِينَ عَادِيِّينَ أَوْ إِضَافِيِّينَ. وَيَنْتَقِلُ ٱلْبَعْضُ إِلَى مَنَاطِقَ أُخْرَى لِيَدْعَمُوا عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ، فِيمَا يَعْمَلُ آخَرُونَ بِٱجْتِهَادٍ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ شَخْصِيًّا هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ؟
٢ كُلَّ سَنَةٍ، يَتَأَسَّسُ نَحْوُ ٢٬٠٠٠ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَإِذَا ٱعْتَبَرْنَا أَنَّ كُلَّ جَمَاعَةٍ تَحْتَاجُ إِلَى ٥ شُيُوخٍ، يَجِبُ أَنْ يَبْلُغَ ١٠٬٠٠٠ خَادِمٍ مُسَاعِدٍ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ كُلَّ سَنَةٍ. وَهٰذَا يَعْنِي أَيْضًا أَنَّ آلَافَ ٱلْإِخْوَةِ يَجِبُ أَنْ ١ كو ١٥:٥٨.
يَصِيرُوا خُدَّامًا مُسَاعِدِينَ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّنَا جَمِيعًا، إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ، يَجِبُ أَنْ نَكُونَ «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ». —مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَتَقَدَّمَ ٱلشَّخْصُ رُوحِيًّا؟
٣، ٤ أَيَّةُ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ يُمْكِنُكَ أَنْ تَضَعَهَا؟
٣ اقرأ ١ تيموثاوس ٣:١. إِنَّ ٱلْفِعْلَ ٱلْيُونَانِيَّ ٱلْمُتَرْجَمَ «ٱبْتَغَى» يَعْنِي أَنْ يَمُدَّ ٱلشَّخْصُ يَدَهُ لِيُمْسِكَ شَيْئًا بَعِيدًا عَنْهُ. وَبِٱسْتِعْمَالِ هٰذَا ٱلْفِعْلِ، أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِيَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا. لِنُطَبِّقْ ذٰلِكَ عَلَى أَخٍ يُفَكِّرُ فِي تَقَدُّمِهِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَلِكَيْ يُصْبِحَ خَادِمًا مُسَاعِدًا، عَلَيْهِ أَوَّلًا أَنْ يَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِيُحَسِّنَ صِفَاتِهِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ، عَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يَجْتَهِدَ لِكَيْ يُصْبِحَ شَيْخًا. فَفِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ، ٱلْجُهْدُ لَازِمٌ لِيُنَمِّيَ ٱلصِّفَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِيُصْبِحَ أَهْلًا لِلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلَّتِي يَبْتَغِيهَا.
٤ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يُصْبِحُوا فَاتِحِينَ، خُدَّامًا فِي بَيْتَ إِيلَ، أَوْ مُتَطَوِّعِينَ لِبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ، عَلَيْهِمْ أَنْ يَبْذُلُوا ٱلْجُهْدَ لِيَصِلُوا إِلَى هَدَفِهِمْ. فَلْنَرَ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا.
اِسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا
٥ كَيْفَ يَسْتَغِلُّ ٱلشَّبَابُ قُوَّتَهُمْ فِي خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٥ يُمْكِنُ أَنْ يُنْجِزَ ٱلشَّبَابُ ٱلْكَثِيرَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، لِأَنَّهُمْ يَمْلِكُونَ ٱلصِّحَّةَ وَٱلْقُوَّةَ. (اقرإ الامثال ٢٠:٢٩.) مَثَلًا، يَعْمَلُ بَعْضُهُمْ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي طِبَاعَةِ وَتَجْلِيدِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَيَشْتَرِكُ ٱلْعَدِيدُ مِنْهُمْ فِي بِنَاءِ وَصِيَانَةِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. كَمَا يَتَطَوَّعُ بَعْضُهُمْ لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَمَا تَحْصُلُ كَوَارِثُ طَبِيعِيَّةٌ. وَثَمَّةَ فَاتِحُونَ شَبَابٌ كَثِيرُونَ يَتَعَلَّمُونَ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً أَوْ يُسَافِرُونَ إِلَى مَنَاطِقَ أُخْرَى لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.
٦-٨ (أ) كَيْفَ غَيَّرَ شَابٌّ نَظْرَتَهُ إِلَى خِدْمَةِ ٱللهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ (ب) كَيْفَ ‹نَذُوقُ وَنَنْظُرُ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ›؟
٦ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَهَ وَتُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ شَعَرْتَ كَمَا شَعَرَ أَخٌ تَرَبَّى فِي بَيْتٍ مَسِيحِيٍّ؟ لَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعَ بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَعِيدًا. بَلْ شَعَرَ أَنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةَ مُمِلَّةٌ. فَمَاذَا فَعَلَ؟
٧ اِتَّبَعَ هٰذَا ٱلْأَخُ بَرْنَامَجًا رُوحِيًّا شَمَلَ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلتَّحْضِيرَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلتَّعْلِيقَ فِيهَا. كَمَا أَنَّهُ بَدَأَ يُصَلِّي بِٱنْتِظَامٍ. وَفِيمَا زَادَتْ مَحَبَّتُهُ لِيَهْوَهَ، بَدَأَ يَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا. فَأَصْبَحَ فَاتِحًا، ٱشْتَرَكَ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ، وَخَدَمَ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. وَهُوَ ٱلْآنَ شَيْخٌ وَيَعْمَلُ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَمَا رَأْيُهُ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا؟ يَقُولُ: «لَقَدْ ‹ذُقْتُ وَنَظَرْتُ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ›. وَبِسَبَبِ بَرَكَتِهِ عَلَيَّ، أَشْعُرُ أَنِّي مَدْيُونٌ لَهُ، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْدُمَهُ أَكْثَرَ. وَهٰذَا يَجْلُبُ لِي ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ».
٨ قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ». ثُمَّ أَضَافَ: «طَالِبُو يَهْوَهَ . . . لَا يُعْوِزُهُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْخَيْرِ». (اقرإ المزمور ٣٤:٨-١٠.) فَعِنْدَمَا نُعْطِي يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا عِنْدَنَا، نَفْرَحُ حَقًّا لِأَنَّهُ رَاضٍ عَنَّا. وَهُوَ سَيَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يَهْتَمَّ بِنَا.
لَا تَسْتَسْلِمْ!
٩، ١٠ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ؟
٩ كُنْ صَبُورًا فِيمَا تَسْعَى لِلْوُصُولِ إِلَى أَهْدَافِكَ. (مي ٧:٧) فَيَهْوَهُ يَدْعَمُ دَائِمًا خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ، لٰكِنَّهُ يَسْمَحُ أَحْيَانًا بِأَنْ يَمُرَّ وَقْتٌ قَبْلَ أَنْ يَنَالُوا ٱمْتِيَازَاتٍ أَوْ تَتَحَسَّنَ ظُرُوفُهُمْ. مَثَلًا، وَعَدَ ٱللهُ إِبْرَاهِيمَ بِٱبْنٍ، وَلٰكِنْ كَانَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يُظْهِرَ ٱلْإِيمَانَ وَٱلصَّبْرَ. (عب ٦:١٢-١٥) وَرَغْمَ أَنَّهُ ٱنْتَظَرَ لِسَنَوَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ إِسْحَاقُ، لَمْ يَيْأَسْ إِطْلَاقًا، وَيَهْوَهُ لَمْ يُخَيِّبْ أَمَلَهُ. — تك ١٥:٣، ٤؛ ٢١:٥.
١٠ طَبْعًا، لَيْسَ ٱلِٱنْتِظَارُ سَهْلًا. (ام ١٣:١٢) وَلٰكِنْ إِذَا خَابَ أَمَلُنَا وَبَقِينَا نُفَكِّرُ فِي حَالَتِنَا، فَقَدْ نَتَثَبَّطُ جِدًّا. لِذٰلِكَ، مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْوَقْتَ لِنُنَمِّيَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ إِلَيْهَا لِنَقُومَ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَلْنَرَ ثَلَاثَ طَرَائِقَ لِفِعْلِ ذٰلِكَ.
١١ أَيَّةُ صِفَاتٍ وَمَقْدِرَاتٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نُنَمِّيَهَا، وَلِمَ هٰذَا مُهِمٌّ؟
١١ نَمِّ ٱلصِّفَاتِ وَٱلْمَقْدِرَاتِ ٱللَّازِمَةَ. بِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، نُنَمِّي ٱلْحِكْمَةَ، وَنَتَعَلَّمُ أَنْ نُفَكِّرَ وَنُحَلِّلَ بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَائِبَةً. وَٱلْإِخْوَةُ يَحْتَاجُونَ إِلَى صِفَاتٍ وَمَقْدِرَاتٍ كَهٰذِهِ لِيَهْتَمُّوا بِٱلْجَمَاعَةِ. (ام ١:١-٤؛ تي ١:٧-٩) وَبِقِرَاءَةِ مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَعْرِفُ رَأْيَ ٱللهِ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ. وَحِينَ نُطَبِّقُ يَوْمِيًّا مَا نَتَعَلَّمُهُ، نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ فِي مَجَالَاتٍ كَٱلتَّسْلِيَةِ، ٱللِّبَاسِ، صَرْفِ ٱلْمَالِ، وَعَلَاقَتِنَا بِٱلْآخَرِينَ.
١٢ كَيْفَ يُظْهِرُ أَعْضَاءُ ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّهُمْ أُمَنَاءُ؟
١٢ اِجْتَهِدْ فِي إِتْمَامِ تَعْيِينَاتِكَ. عِنْدَمَا ٱحْتَاجَ ٱلْوَالِي نَحَمْيَا أَنْ يُعَيِّنَ مَسْؤُولِينَ لِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، ٱخْتَارَ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ يَخَافُونَ ٱللهَ. فَعَيَّنَ رِجَالًا يَقْدِرُ أَنْ يَثِقَ بِهِمْ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّهُمْ سَيَجْتَهِدُونَ فِي إِتْمَامِ أَيِّ عَمَلٍ يُعْطَى لَهُمْ. (نح ٧:٢؛ ١٣:١٢، ١٣) وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ ٱلْيَوْمَ. فَٱلْمَطْلُوبُ «فِي ٱلْوُكَلَاءِ هُوَ أَنْ يُوجَدَ ٱلْمَرْءُ أَمِينًا». (١ كو ٤:٢) لِذٰلِكَ، سَوَاءٌ كُنَّا إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُتَمِّمَ تَعْيِينَاتِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ بِأَفْضَلِ مَا يُمْكِنُ. — اقرأ ١ تيموثاوس ٥:٢٥.
١٣ كَيْفَ تَتْبَعُ مِثَالَ يُوسُفَ حِينَ يُعَامِلُكَ ٱلْآخَرُونَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ عَادِلَةٍ؟
١٣ اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ. مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا عَامَلَكَ ٱلْآخَرُونَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ عَادِلَةٍ؟ رُبَّمَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَشْرَحَ لَهُمْ مَشَاعِرَكَ وَتُعَالِجَ ٱلْمَسْأَلَةَ بِسُرْعَةٍ. وَلٰكِنْ إِذَا بَقِيتَ تُدَافِعُ عَنْ نَفْسِكَ وَتُصِرُّ أَنَّ ٱلْحَقَّ مَعَكَ، تَجْعَلُ ٱلْمُشْكِلَةَ أَكْبَرَ. لِنَأْخُذْ مِثَالَ يُوسُفَ. فَقَدْ عَامَلَهُ إِخْوَتُهُ مُعَامَلَةً سَيِّئَةً. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ ٱلنَّاسُ تُهْمَةً بَاطِلَةً وَسَجَنُوهُ ظُلْمًا. لٰكِنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ، فَكَّرَ فِي وُعُودِهِ، وَبَقِيَ أَمِينًا. (مز ١٠٥:١٩) وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ، نَمَّى صِفَاتٍ جَيِّدَةً عَدِيدَةً سَاعَدَتْهُ لَاحِقًا حِينَ أُعْطِيَ تَعْيِينًا مُهِمًّا. (تك ٤١:٣٧-٤٤؛ ٤٥:٤-٨) لِذٰلِكَ، حِينَ تُعَامَلُ مُعَامَلَةً ظَالِمَةً، صَلِّ إِلَى ٱللهِ وَٱطْلُبْ مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ. اِتَّكِلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ سَيُقَوِّيكَ وَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِكَ وَتُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ. — اقرأ ١ بطرس ٥:١٠.
لِيَكُنْ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي ٱلْخِدْمَةِ
١٤، ١٥ (أ) لِمَ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَنْتَبِهَ دَائِمًا› لِأُسْلُوبِ كِرَازَتِنَا؟ (ب) كَيْفَ تُكَيِّفُ كِرَازَتَكَ بِحَسَبِ ٱلظُّرُوفِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ، وَٱلْإِطَارَ بِعُنْوَانِ: « لِمَ لَا تُجَرِّبُ أَسَالِيبَ جَدِيدَةً؟».)
١٤ نَصَحَ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ: «ثَابِرْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ، وَٱلْوَعْظِ، وَٱلتَّعْلِيمِ. اِنْتَبِهْ دَائِمًا لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ». (١ تي ٤:١٣، ١٦) فَمَعَ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ تَمَتَّعَ بِٱلْخِبْرَةِ لِأَنَّهُ كَرَزَ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ٱحْتَاجَ أَنْ ‹يَنْتَبِهَ دَائِمًا› لِتَعْلِيمِهِ كَيْ يَنْجَحَ فِي خِدْمَتِهِ. فَأَحْوَالُ ٱلنَّاسِ وَحَاجَاتُهُمْ تَتَغَيَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ. لِذٰلِكَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُغَيِّرَ وَيُحَسِّنَ أَسَالِيبَهُ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ لِيَصِلَ إِلَى قُلُوبِهِمْ. وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ.
١٥ فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ، لَا نَجِدُ ٱلنَّاسَ فِي بُيُوتِهِمْ حِينَ نَكْرِزُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ. وَفِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ، لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَدْخُلَ مَبَانِيَ سَكَنِيَّةً مُعَيَّنَةً. فَإِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ حَالَاتٍ كَهٰذِهِ فِي مُقَاطَعَتِكَ، فَلِمَ لَا تُجَرِّبُ أَسَالِيبَ جَدِيدَةً لِلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ؟
١٦ لِمَ ٱلشَّهَادَةُ ٱلْعَلَنِيَّةُ أُسْلُوبٌ نَاجِحٌ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ؟
١٦ اَلشَّهَادَةُ ٱلْعَلَنِيَّةُ أُسْلُوبٌ نَاجِحٌ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ. فَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلشُّهُودِ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلشَّهَادَةِ فِي أَمَاكِنَ كَمَحَطَّاتِ ٱلْقِطَارِ وَٱلْبَاصِ وَٱلْأَسْوَاقِ وَٱلْحَدَائِقِ ٱلْعَامَّةِ، وَيَحْصُلُونَ عَلَى نَتَائِجَ رَائِعَةٍ. وَقَدْ يَبْدَأُ ٱلنَّاشِرُ ٱلْحَدِيثَ مَعَ أَحَدِ ٱلْأَشْخَاصِ بِقَوْلِ شَيْءٍ جَمِيلٍ عَنْ أَوْلَادِهِ، أَوْ بِسُؤَالِهِ عَنْ عَمَلِهِ، أَوْ بِٱلتَّعْلِيقِ عَلَى
خَبَرٍ مُعَيَّنٍ. وَإِذَا تَجَاوَبَ ٱلشَّخْصُ، يَذْكُرُ ٱلنَّاشِرُ نُقْطَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَسْأَلُهُ عَنْ رَأْيِهِ فِيهَا. وَغَالِبًا مَا يُؤَدِّي ذٰلِكَ إِلَى مُتَابَعَةِ ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تَزِيدُ ثِقَتَكَ بِنَفْسِكَ فِي ٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِغَيْرَةِ دَاوُدَ وَمَوْقِفِهِ ٱلْإِيجَابِيِّ؟
١٧ إِذَا كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ ٱلشَّهَادَةَ ٱلْعَلَنِيَّةَ، فَلَا تَسْتَسْلِمْ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ فَاتِحٍ فِي مَدِينَةِ نْيُويُورْكَ ٱسْمُهُ إِيدِي. فَقَدْ كَانَ يَتَرَدَّدُ فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَى ٱلنَّاسِ فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ. لٰكِنَّ ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ زَادَتْ مَعَ ٱلْوَقْتِ. فَمَا ٱلَّذِي سَاعَدَهُ؟ يَقُولُ: «فِي عِبَادَتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ، نَقُومُ أَنَا وَزَوْجَتِي بِبَحْثٍ لِنُحَضِّرَ أَجْوِبَةً تُنَاسِبُ ٱعْتِرَاضَاتِ وَآرَاءَ ٱلنَّاسِ. كَمَا أَنَّنَا نَطْلُبُ ٱقْتِرَاحَاتٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْآخَرِينَ». وَهٰكَذَا أَصْبَحَ إِيدِي يَتَمَتَّعُ بِٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ.
١٨ وَفِيمَا تَزْدَادُ مَهَارَتُكَ وَثِقَتُكَ بِنَفْسِكَ فِي ٱلْكِرَازَةِ، سَيَرَى ٱلْآخَرُونَ تَقَدُّمَكَ. (اقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٥.) كَمَا أَنَّكَ سَتُسَبِّحُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ، مِثْلَ دَاوُدَ ٱلَّذِي رَنَّمَ: «أُبَارِكُ يَهْوَهَ فِي كُلِّ حِينٍ، تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي عَلَى ٱلدَّوَامِ. بِيَهْوَهَ تَفْتَخِرُ نَفْسِي، فَيَسْمَعُ ٱلْحُلَمَاءُ وَيَفْرَحُونَ». (مز ٣٤:١، ٢) وَنَتِيجَةَ خِدْمَتِكَ، قَدْ يَسْمَعُ ٱلْبِشَارَةَ أَحَدُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْحُلَمَاءِ وَيُصْبِحُ خَادِمًا لِيَهْوَهَ.
مَجِّدِ ٱللهَ مِنْ خِلَالِ تَقَدُّمِكَ ٱلرُّوحِيِّ
١٩ لِمَ يَجِبُ أَنْ يَفْرَحَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ، حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ؟
١٩ رَنَّمَ دَاوُدُ أَيْضًا: «يَحْمَدُكَ يَا يَهْوَهُ كُلُّ أَعْمَالِكَ، وَيُبَارِكُكَ أَوْلِيَاؤُكَ. بِمَجْدِ مُلْكِكَ يَتَكَلَّمُونَ، وَبِٱقْتِدَارِكَ يُحَدِّثُونَ، لِيُعَرِّفُوا بَنِي ٱلْبَشَرِ أَفْعَالَهُ ٱلْمُقْتَدِرَةَ وَمَجْدَ بَهَاءِ مُلْكِهِ». (مز ١٤٥:١٠-١٢) وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ تُعَبِّرُ عَنْ مَشَاعِرِ جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ. فَكُلُّهُمْ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيَرْغَبُونَ فِي إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ قَلَّتْ خِدْمَتُكَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ؟ تَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّكَ تُمَجِّدُ إِلٰهَنَا حِينَ تَكْرِزُ لِمَنْ حَوْلَكَ، كَٱلْأَطِبَّاءِ وَٱلْمُمَرِّضِينَ. وَإِذَا كُنْتَ مَسْجُونًا بِسَبَبِ إِيمَانِكَ، فَقَدْ تَسْمَحُ لَكَ ٱلظُّرُوفُ أَنْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ يَهْوَهَ، وَهٰذَا يُفَرِّحُ قَلْبَهُ. (ام ٢٧:١١) وَهُوَ يَفْرَحُ أَيْضًا إِذَا كُنْتَ تُحَافِظُ عَلَى عَلَاقَتِكَ بِهِ رَغْمَ أَنَّ بَعْضَ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ لَا يُشَارِكُونَكَ إِيمَانَكَ. (١ بط ٣:١-٤) فَيُمْكِنُكَ أَنْ تُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَتَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا، حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.
٢٠، ٢١ كَيْفَ تَكُونُ بَرَكَةً لِلْآخَرِينَ إِذَا قُمْتَ بِدَوْرٍ أَكْبَرَ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
٢٠ سَيُبَارِكُكَ يَهْوَهُ بِٱلتَّأْكِيدِ حِينَ تَسْتَمِرُّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. وَإِذَا عَدَّلْتَ قَلِيلًا بَرْنَامَجَكَ أَوْ طَرِيقَةَ حَيَاتِكَ، فَسَيَكُونُ لَكَ دَوْرٌ أَكْبَرُ فِي إِخْبَارِ ٱلنَّاسِ عَنْ وُعُودِ ٱللهِ ٱلرَّائِعَةِ. كَمَا أَنَّكَ سَتُسَاعِدُ أَكْثَرَ إِخْوَتَكَ وَأَخَوَاتِكَ. وَكَمْ سَتَرْبَحُ مَحَبَّتَهُمْ وَتَقْدِيرَهُمْ وَدَعْمَهُمْ حِينَ يَرَوْنَ جُهُودَكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ!
٢١ سَوَاءٌ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مِنْ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ أَوْ مِنْ أَشْهُرٍ قَلِيلَةٍ، بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. وَلٰكِنْ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلنَّاشِرِينَ ٱلْجُدُدَ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ.