«سلام الله . . . يفوق كل فكر»
«سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ». — في ٤:٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٦، ١٤١
١، ٢ مَاذَا حَدَثَ لِبُولُسَ وَسِيلَا فِي فِيلِبِّي؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
اَلزَّمَانُ هُوَ نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. أَمَّا ٱلْمَكَانُ فَسِجْنٌ فِي مَدِينَةِ فِيلِبِّي. وَهَا ٱلْمُرْسَلَانِ بُولُسُ وَسِيلَا مَحْبُوسَانِ فِي أَعْمَاقِهِ ٱلْمُظْلِمَةِ. لَقَدْ حَدَثَ كُلُّ شَيْءٍ بِسُرْعَةٍ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ. فَفَجْأَةً جَرَّهُمَا رَعَاعٌ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ حَيْثُ حُكِمَ عَلَيْهِمَا سَرِيعًا. ثُمَّ نُزِعَتْ ثِيَابُهُمَا عَنْهُمَا وَضُرِبَا بِٱلْعِصِيِّ. وَٱلْآنَ أَرْجُلُهُمَا مُثَبَّتَةٌ فِي ٱلْمِقْطَرَةِ، وَمَا زَالَا يَتَأَلَّمَانِ مِنْ شِدَّةِ ٱلضَّرْبِ. (اع ١٦:١٦-٢٤) أَيْنَ ٱلْعَدَالَةُ؟! فَبُولُسُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ وَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يُحَاكَمَ مُحَاكَمَةً بِحَسَبِ ٱلْأُصُولِ. *
٢ فِي ظُلْمَةِ ٱللَّيْلِ، يُرَاجِعُ بُولُسُ شَرِيطَ ٱلْأَحْدَاثِ وَيُفَكِّرُ فِي فِيلِبِّي وَأَهْلِهَا. فَبِعَكْسِ مُدُنٍ عَدِيدَةٍ زَارَهَا، لَا يُوجَدُ مَجْمَعٌ فِي هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ. وَرُبَّمَا ٱلسَّبَبُ هُوَ عَدَمُ وُجُودِ عَشَرَةِ رِجَالٍ يَهُودٍ، ٱلْحَدِّ ٱلْأَدْنَى ٱلْمَطْلُوبِ لِتَأْسِيسِ مَجْمَعٍ. اع ١٦:١٣، ١٤) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، ٱفْتَخَرَ أَهْلُ فِيلِبِّي بِجِنْسِيَّتِهِمِ ٱلرُّومَانِيَّةِ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ دَرَجَةٍ ثَانِيَةٍ. (اع ١٦:٢١) فَهَلْ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهِمْ أَنْ يَكُونَ ٱلْيَهُودِيَّانِ بُولُسُ وَسِيلَا رُومَانِيَّيْنِ؟ لَا نَعْرِفُ. لٰكِنَّ ٱلْأَكِيدَ أَنَّهُمَا مَرْمِيَّانِ فِي ٱلسِّجْنِ ظُلْمًا.
لِذَا ٱعْتَادَ سُكَّانُهَا ٱلْيَهُودُ أَنْ يَجْتَمِعُوا عِنْدَ نَهْرٍ خَارِجَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. (٣ لِمَاذَا رُبَّمَا تَحَيَّرَ بُولُسُ حِينَ سُجِنَ، وَلٰكِنْ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟
٣ يُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنَّ بُولُسَ رَاجَعَ مَا حَصَلَ مَعَهُ فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلْمَاضِيَةِ. فَفِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى عَلَى ٱلضَّفَّةِ ٱلْأُخْرَى مِنْ بَحْرِ إِيجَه، مَنَعَهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يَكْرِزَ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ. فَبَدَا وَكَأَنَّ ٱلرُّوحَ يُوَجِّهُهُ لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ. (اع ١٦:٦، ٧) وَلٰكِنْ إِلَى أَيْنَ؟ أَتَى ٱلْجَوَابُ حِينَ كَانَ بُولُسُ فِي تَرُوَاسَ. فَقَدْ قِيلَ لَهُ فِي رُؤْيَا: «اُعْبُرْ إِلَى مَقْدُونِيَةَ». فَأَدْرَكَ عِنْدَئِذٍ مَشِيئَةَ ٱللهِ، وَذَهَبَ إِلَى هُنَاكَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. (اقرإ الاعمال ١٦:٨-١٠.) لٰكِنَّ ٱلْمُفَاجَأَةَ أَنَّهُ أُلْقِيَ فِي ٱلسِّجْنِ بُعَيْدَ وُصُولِهِ إِلَى مَقْدُونِيَةَ! فَلِمَ سَمَحَ يَهْوَهُ بِذٰلِكَ؟ وَإِلَى مَتَى سَيَبْقَى مَسْجُونًا؟ رُبَّمَا أَقْلَقَهُ هٰذَانِ ٱلسُّؤَالَانِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَخْسَرْ بُولُسُ إِيمَانَهُ وَفَرَحَهُ. بَلْ كَانَ هُوَ وَسِيلَا «يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ ٱللهَ بِٱلتَّرْنِيمِ». (اع ١٦:٢٥) فَسَلَامُ ٱللهِ طَمْأَنَ قُلُوبَهُمَا وَعُقُولَهُمَا.
٤، ٥ (أ) كَيْفَ تُشْبِهُ حَالَتُنَا أَحْيَانًا حَالَةَ بُولُسَ؟ (ب) كَيْفَ تَبَدَّلَتْ حَالَةُ بُولُسَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ؟
٤ هَلْ سَبَقَ أَنْ شَعَرْتَ مِثْلَ بُولُسَ؟ رُبَّمَا طَلَبْتَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ مُعَيَّنٍ، وَٱعْتَقَدْتَ أَنَّكَ عَمِلْتَ بِحَسَبِ تَوْجِيهِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. إِلَّا أَنَّكَ وَاجَهْتَ صُعُوبَاتٍ أَوْ نَشَأَتْ ظُرُوفٌ جَدِيدَةٌ قَلَبَتْ حَيَاتَكَ. (جا ٩:١١) لِذٰلِكَ تَتَسَاءَلُ ٱلْآنَ لِمَاذَا سَمَحَ يَهْوَهُ بِذٰلِكَ. فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَحْتَمِلَ وَتَثِقَ بِٱللهِ كَامِلًا؟ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ بُولُسَ وَسِيلَا.
٥ فِيمَا كَانَ هٰذَانِ ٱلْمُرْسَلَانِ يُرَنِّمَانِ، حَصَلَتْ أَحْدَاثٌ لَمْ تَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ. فَوَقَعَ فَجْأَةً زِلْزَالٌ عَظِيمٌ، ٱنْفَتَحَتْ أَبْوَابُ ٱلسِّجْنِ، وَٱنْفَكَّتْ قُيُودُ ٱلسُّجَنَاءِ. عِنْدَئِذٍ حَاوَلَ ٱلسَّجَّانُ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ، لٰكِنَّ بُولُسَ أَوْقَفَهُ فِي ٱللَّحْظَةِ ٱلْأَخِيرَةِ. ثُمَّ ٱعْتَمَدَ ٱلسَّجَّانُ وَكُلُّ أَهْلِ بَيْتِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ نَفْسِهَا. وَمَعَ بِدَايَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْجَدِيدِ، أَرْسَلَ ٱلْمَسْؤُولُونَ حُرَّاسًا لِيُطْلِقُوا سَرَاحَ بُولُسَ وَسِيلَا وَيَطْلُبُوا مِنْهُمَا أَنْ يُغَادِرَا ٱلْمَدِينَةَ بِسَلَامٍ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا عَرَفَ ٱلْمَسْؤُولُونَ أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ، أَدْرَكُوا خَطَأَهُمُ ٱلْكَبِيرَ. فَأَتَوْا بِأَنْفُسِهِمْ لِيُخْرِجُوهُمَا، وَطَلَبُوا مِنْهُمَا أَنْ يَرْحَلَا عَنِ ٱلْمَدِينَةِ. إِلَّا أَنَّ بُولُسَ وَسِيلَا أَصَرَّا أَنْ يُوَدِّعَا أَوَّلًا ٱلْأُخْتَ لِيدِيَةَ ٱلَّتِي ٱعْتَمَدَتْ مُؤَخَّرًا، وَٱسْتَغَلَّا ٱلْفُرْصَةَ لِيُشَجِّعَا ٱلْإِخْوَةَ. (اع ١٦:٢٦-٤٠) فَكَمْ تَبَدَّلَتِ ٱلْأَحْوَالُ!
سَلَامٌ «يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ»
٦ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟ يَتَصَرَّفُ يَهْوَهُ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧. (اقرأها.) ثُمَّ سَنَسْتَعْرِضُ أَمْثِلَةً أُخْرَى تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْعَلُ مَا لَا يَخْطُرُ عَلَى بَالٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، سَنَرَى كَيْفَ يُسَاعِدُنَا «سَلَامُ ٱللهِ» أَنْ نَحْتَمِلَ وَنَثِقَ بِهِ كَامِلًا.
أَحْيَانًا بِطَرِيقَةٍ لَا نَتَوَقَّعُهَا، لِذٰلِكَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَقْلَقَ حِينَ نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ تَعَلَّمَ هٰذَا ٱلدَّرْسَ، كَمَا يَظْهَرُ مِنْ رِسَالَتِهِ ٱللَّاحِقَةِ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ بِٱلتَّفْصِيلِ كَلِمَاتِهِ فِي٧ مَاذَا أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يُعَلِّمَ ٱلْإِخْوَةَ فِي فِيلِبِّي، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلِمَاتِهِ؟
٧ مَاذَا خَطَرَ عَلَى بَالِ ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي حِينَ قَرَأُوا رِسَالَةَ بُولُسَ؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، تَذَكَّرُوا مَا حَدَثَ مَعَهُ فِي مَدِينَتِهِمْ وَكَيْفَ سَاعَدَهُ يَهْوَهُ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَتَوَقَّعْهَا أَحَدٌ. فَمَاذَا أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ؟ اَلدَّرْسُ هُوَ: لَا تَقْلَقُوا، صَلُّوا إِلَى ٱللهِ، وَسَيُعْطِيكُمْ سَلَامَهُ ٱلَّذِي «يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ». تَنْقُلُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةَ إِلَى: «يَفُوقُ كُلَّ أَحْلَامِنَا» أَوْ «يَتَفَوَّقُ عَلَى ٱلْخُطَطِ ٱلْبَشَرِيَّةِ». فَبُولُسُ قَصَدَ أَنَّ سَلَامَ ٱللهِ مُذْهِلٌ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَفُوقُ خَيَالَنَا. وَفِي هٰذَا دَرْسٌ لَنَا. فَأَحْيَانًا لَا نَعْرِفُ ٱلْمَخْرَجَ مِنْ وَرْطَةٍ مَا، لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ ٱلْحَلَّ دَائِمًا وَيَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ مَا لَا نَتَوَقَّعُهُ. — اقرأ ٢ بطرس ٢:٩.
٨، ٩ (أ) مَاذَا تَحَقَّقَ بَعْدَمَا ظُلِمَ بُولُسُ فِي فِيلِبِّي؟ (ب) لِمَ ٱسْتَطَاعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي فِيلِبِّي أَنْ يَثِقُوا بِكَلِمَاتِ بُولُسَ؟
٨ لَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي بَعْدَ ١٠ سَنَوَاتٍ مِنْ سَجْنِهِ فِيهَا. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَشَجَّعُوا بِرِسَالَتِهِ لِأَنَّهَا ذَكَّرَتْهُمْ بِٱلنَّتَائِجِ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلَّتِي حَصَدُوهَا. فَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ سَمَحَ بِأَنْ يُظْلَمَ بُولُسُ وَسِيلَا، أَدَّى ذٰلِكَ إِلَى «ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتِهَا قَانُونِيًّا». (في ١:٧) فَٱلْمَسْؤُولُونَ كَانُوا سَيَحْسُبُونَ أَلْفَ حِسَابٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذُوا إِجْرَاءً آخَرَ ضِدَّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ. وَبِفَضْلِ تَصَرُّفِ بُولُسَ، رُبَّمَا ٱسْتَطَاعَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا ٱلَّذِي رَافَقَهُ أَنْ يَبْقَى فِي فِيلِبِّي وَيُقَوِّيَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْجُدُدَ.
٩ وَٱلْإِخْوَةُ فِي فِيلِبِّي عَرَفُوا أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَكُنْ فَيْلَسُوفًا يَكْتُبُ نَظَرِيَّاتٍ بَعِيدَةً عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْوَاقِعِيَّةِ. فَقَدْ مَرَّ شَخْصِيًّا بِصُعُوبَاتٍ شَدِيدَةٍ. وَكَانَ سَجِينًا فِي بَيْتِهِ فِي رُومَا حِينَ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَيْهِمْ. مَعَ ذٰلِكَ، أَظْهَرَ أَنَّ لَدَيْهِ «سَلَامَ ٱللهِ». — في ١:١٢-١٤؛ ٤:٧، ١١، ٢٢.
«لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ»
١٠، ١١ (أ) كَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْقَلَقِ؟ (ب) مَاذَا نَتَوَقَّعُ حِينَ نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ؟
١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَشْعُرَ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ› وَلَا نَقْلَقَ «مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ»؟ تُظْهِرُ كَلِمَاتُ بُولُسَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي أَنَّ ٱلصَّلَاةَ هِيَ أَفْضَلُ دَوَاءٍ لِلْقَلَقِ. فَأَلْقِ هَمَّكَ عَلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ. (اقرأ ١ بطرس ٥:٦، ٧.) صَلِّ وَاثِقًا أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِكَ، وَلْتَكُنْ طَلِبَاتُكَ «مَعَ ٱلشُّكْرِ» عَلَى كُلِّ بَرَكَاتِهِ عَلَيْكَ. وَتَذَكَّرْ دَائِمًا أَنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ «مَا يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَسْأَلُ أَوْ نَتَخَيَّلُ وَأَكْثَرَ». — اف ٣:٢٠.
١ كو ١٠:١٣) فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي حَتَّى يَحُلَّ هُوَ ٱلْمُشْكِلَةَ. بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا. (رو ١٢:١١) فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِكَيْ يُبَارِكَنَا يَهْوَهُ، وَهٰكَذَا نُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّنَا نُصَلِّي مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، لَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مُلْزَمًا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نُرِيدُهَا أَوْ نُخَطِّطُ لَهَا. بَلْ رُبَّمَا يَفْعَلُ شَيْئًا لَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا. وَهٰذَا مَا تُظْهِرُهُ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلتَّالِيَةُ.
١١ فَمِثْلَمَا حَدَثَ مَعَ بُولُسَ وَسِيلَا، يُمْكِنُ أَنْ يُفَاجِئَنَا يَهْوَهُ بِمَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا. صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ لَا يُزِيلُ ٱلْمِحْنَةَ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ، لٰكِنَّهُ يُزَوِّدُنَا دَائِمًا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. (أَعْمَالُ يَهْوَهَ تَفُوقُ ٱلتَّوَقُّعَاتِ
١٢ (أ) كَيْفَ وَاجَهَ حَزَقِيَّا تَهْدِيدَ ٱلْمَلِكِ ٱلْأَشُّورِيِّ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَلِّ يَهْوَهَ لِلْأَزْمَةِ؟
١٢ نَجِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً كَثِيرَةً تُظْهِرُ أَنَّ أَعْمَالَ يَهْوَهَ تَفُوقُ كُلَّ ٱلتَّوَقُّعَاتِ. مَثَلًا فِي أَيَّامِ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، هَجَمَ ٱلْمَلِكُ ٱلْأَشُّورِيُّ سَنْحَارِيبُ عَلَى يَهُوذَا، وَٱسْتَوْلَى عَلَى جَمِيعِ مُدُنِهَا ٱلْمُحَصَّنَةِ، مَا عَدَا أُورُشَلِيمَ. (٢ مل ١٨:١-٣، ١٣) بَعْدَ ذٰلِكَ أَتَى دَوْرُ أُورُشَلِيمَ نَفْسِهَا. فَمَاذَا فَعَلَ حَزَقِيَّا؟ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَٱسْتَشَارَ ٱلنَّبِيَّ إِشَعْيَا. (٢ مل ١٩:٥، ١٥-٢٠) كَمَا تَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ وَدَفَعَ ٱلْغَرَامَةَ ٱلَّتِي فَرَضَهَا سَنْحَارِيبُ عَلَيْهِ. (٢ مل ١٨:١٤، ١٥) وَأَخِيرًا، جَهَّزَ ٱلْمَدِينَةَ لِتَصْمُدَ فِي وَجْهِ حِصَارٍ طَوِيلٍ. (٢ اخ ٣٢:٢-٤) وَلٰكِنْ كَيْفَ حَلَّ يَهْوَهُ ٱلْأَزْمَةَ؟ أَرْسَلَ مَلَاكًا قَتَلَ ١٨٥٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ أَشُّورِيٍّ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ. وَهٰذَا أَمْرٌ لَمْ يَتَوَقَّعْهُ أَحَدٌ، وَلَا حَتَّى حَزَقِيَّا. — ٢ مل ١٩:٣٥.
١٣ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ يُوسُفَ؟ (ب) كَيْفَ حَصَلَ مَعَ سَارَةَ أَمْرٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ؟
١٣ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ ٱلشَّابِّ يُوسُفَ ٱلَّذِي سُجِنَ ظُلْمًا فِي مِصْرَ. بِرَأْيِكَ، هَلْ تَخَيَّلَ أَنْ يُصْبِحَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلثَّانِي بَعْدَ ٱلْمَلِكِ؟ هَلْ تَوَقَّعَ أَنْ يُنْقِذَ يَهْوَهُ عَائِلَتَهُ مِنَ ٱلْمَجَاعَةِ بِوَاسِطَتِهِ؟ (تك ٤٠:١٥؛ ٤١:٣٩-٤٣؛ ٥٠:٢٠) لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ فَاجَأَهُ بِمَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِهِ. تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَا حَصَلَ مَعَ سَارَةَ، زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ. صَحِيحٌ أَنَّ خَادِمَتَهَا وَلَدَتْ لَهَا ٱبْنًا، لٰكِنَّهَا لَمْ تَتَخَيَّلْ إِطْلَاقًا أَنْ تَلِدَ هِيَ ٱبْنًا بَعْدَمَا كَبِرَتْ فِي ٱلْعُمْرِ. — تك ٢١:١-٣، ٦، ٧.
١٤ مِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ؟
اشعيا ٤٣:١٠-١٣.) لِذَا نَتَّكِلُ عَلَيْهِ وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيُقَوِّينَا دَائِمًا لِنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ. — ٢ كو ٤:٧-٩.
١٤ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ حَزَقِيَّا وَيُوسُفَ وَسَارَةَ؟ مَا دُمْنَا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَخَطَّى أَيَّ ظَرْفٍ، وَلَوْ بَدَا مُسْتَحِيلًا. طَبْعًا، لَا نَتَوَقَّعُ أَنْ يَحُلَّ يَهْوَهُ بِأُعْجُوبَةٍ كُلَّ مَشَاكِلِنَا قَبْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَلَا نَطْلُبُ مِنْهُ ذٰلِكَ. لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّهُ سَاعَدَ خُدَّامَهُ فِي ٱلْمَاضِي بِطَرَائِقَ مُذْهِلَةٍ، وَهُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ. (اقرأمَا دُمْنَا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَخَطَّى أَيَّ ظَرْفٍ، وَلَوْ بَدَا مُسْتَحِيلًا
١٥ كَيْفَ نَشْعُرُ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ› حَتَّى حِينَ نَمُرُّ بِٱلْمِحَنِ، وَلِمَ ذٰلِكَ مُمْكِنٌ؟
١٥ وَكَيْفَ نَشْعُرُ ‹بِسَلَامِ ٱللهِ› حَتَّى عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ؟ بِٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى عَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ مَعَ إِلٰهِنَا يَهْوَهَ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَكُونُ مُمْكِنًا إِلَّا «بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». فَعَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ يَسُوعَ، يَغْفِرُ لَنَا يَهْوَهُ خَطَايَانَا. وَهٰكَذَا نَنْعَمُ بِضَمِيرٍ صَالِحٍ وَنَقْتَرِبُ إِلَيْهِ. (يو ١٤:٦؛ يع ٤:٨؛ ١ بط ٣:٢١) حَقًّا، إِنَّ ٱلْفِدْيَةَ هِيَ أَحَدُ أَعْمَالِ أَبِينَا ٱلْمُذْهِلَةِ.
‹يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›
١٦ مَاذَا يَحْدُثُ حِينَ نَنَالُ «سَلَامَ ٱللهِ»؟ أَوْضِحْ.
١٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا «سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ»؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ ‹يَحْرُسُ قُلُوبَنَا وَقُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›. (في ٤:٧) وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «يَحْرُسُ» هِيَ تَعْبِيرٌ عَسْكَرِيٌّ، وَتُشِيرُ إِلَى فِرْقَةٍ مِنَ ٱلْجُنُودِ تَحْرُسُ مَدِينَةً حَصِينَةً. وَفِي فِيلِبِّي قَدِيمًا، كَانَتْ فِرْقَةٌ كَهٰذِهِ تَحْرُسُ أَبْوَابَ ٱلْمَدِينَةِ. لِذَا نَامَ سُكَّانُهَا مُرْتَاحِي ٱلْبَالِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، تَرْتَاحُ قُلُوبُنَا وَعُقُولُنَا حِينَ نَنَالُ «سَلَامَ ٱللهِ». فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِنَا وَيُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً سَعِيدَةً. (١ بط ٥:١٠) وَهٰكَذَا لَا تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا بِسَبَبِ ٱلْقَلَقِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.
١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَثِقَ بِيَهْوَهَ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
١٧ سَيُوَاجِهُ ٱلْبَشَرُ عَمَّا قَرِيبٍ ضِيقًا عَظِيمًا لَا مَثِيلَ لَهُ. (مت ٢٤:٢١، ٢٢) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْلَمُ بِٱلضَّبْطِ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِكُلٍّ مِنَّا خِلَالَهُ، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَقْلَقَ كَثِيرًا. فَمَعَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَهْوَهُ، فَنَحْنُ نَعْرِفُ إِلٰهَنَا جَيِّدًا. وَمَا فَعَلَهُ فِي ٱلْمَاضِي يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يُتَمِّمُ قَصْدَهُ مَهْمَا حَدَثَ وَبِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ أَحْيَانًا. وَفِيمَا يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، نَلْمُسُ مِنْ زَوَايَا مُخْتَلِفَةٍ ‹سَلَامَهُ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ›.
^ الفقرة 1 عَلَى مَا يَبْدُو، كَانَ سِيلَا أَيْضًا مُوَاطِنًا رُومَانِيًّا. — اع ١٦:٣٧.