كيف نلبس الشخصية الجديدة على الدوام؟
«اِلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ». — كو ٣:١٠.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤٣، ١٠٦
١، ٢ (أ) لِمَ نَقْدِرُ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ؟ (ب) أَيَّةُ صِفَاتٍ مُرْتَبِطَةٍ بِٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ مَذْكُورَةٌ فِي كُولُوسِّي ٣:١٠-١٤؟
تَرِدُ عِبَارَةُ «ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ» مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ — تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. (اف ٤:٢٤؛ كو ٣:١٠) وَهِيَ تُشِيرُ إِلَى شَخْصِيَّةٍ تُخْلَقُ «بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ». وَلٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نُنَمِّيَهَا؟ نَعَمْ. فَيَهْوَهُ خَلَقَنَا عَلَى صُورَتِهِ، وَمَنَحَنَا بِٱلتَّالِي ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةَ. — تك ١:٢٦، ٢٧؛ اف ٥:١.
٢ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ نَقْصِنَا أَوْ تَرْبِيَتِنَا أَوْ بِيئَتِنَا. لِذٰلِكَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ. فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ عَدَدًا مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُهَا. (اقرأ كولوسي ٣:١٠-١٤.) وَلْنَرَ كَيْفَ نُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا. وَهٰكَذَا يَقْوَى تَصْمِيمُنَا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ عَلَى ٱلدَّوَامِ.
«إِنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ»
٣ أَيَّةُ صِفَةٍ مُهِمَّةٍ تَرْتَبِطُ بِٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟
٣ بَعْدَمَا شَجَّعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ، أَشَارَ إِلَى صِفَةٍ مُهِمَّةٍ مُرْتَبِطَةٍ بِهَا، وَهِيَ عَدَمُ ٱلْمُحَابَاةِ أَوْ عَدَمُ ٱلتَّمْيِيزِ. قَالَ: «لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغَلَفٌ، أَجْنَبِيٌّ، سِكِيثِيٌّ، عَبْدٌ، حُرٌّ». * فَلَا مَكَانَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لِلتَّمْيِيزِ عَلَى أَسَاسِ ٱلْعِرْقِ، ٱلْجِنْسِيَّةِ، أَوِ ٱلْمُسْتَوَى ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. فَكَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيحِ، نَحْنُ «جَمِيعًا وَاحِدٌ». — كو ٣:١١؛ غل ٣:٢٨.
٤ (أ) كَيْفَ يُعَامِلُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْآخَرِينَ؟ (ب) مَاذَا يُؤَثِّرُ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ؟
٤ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَلْبَسُونَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ يُعَامِلُونَ ٱلْجَمِيعَ بِٱحْتِرَامٍ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ لَوْنِ بَشَرَتِهِمْ أَوْ مَرْكَزِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. (رو ٢:١١) لٰكِنَّ ذٰلِكَ يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ. فَفِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا مَثَلًا، خَصَّصَتِ ٱلْحُكُومَةُ فِي ٱلْمَاضِي لِكُلِّ مَجْمُوعَةٍ عِرْقِيَّةٍ مِنْطَقَةً تَسْكُنُ فِيهَا. فَحَدَّدَتْ أَحْيَاءً لِلْبِيضِ، مُدُنًا صَغِيرَةً لِلسُّودِ، وَمَنَاطِقَ أُخْرَى لِلَّذِينَ مِنْ أُصُولٍ عِرْقِيَّةٍ مُخْتَلِطَةٍ. وَحَتَّى ٱلْآنَ لَا يَزَالُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلشُّهُودُ، يَعِيشُونَ فِي تِلْكَ ٱلْأَمَاكِنِ. لِذَا أَرَادَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنْ تُشَجِّعَ ٱلنَّاشِرِينَ أَنْ يَكُونُوا «مُتَّسِعِينَ». فَوَافَقَتْ فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠١٣ عَلَى تَرْتِيبٍ خُصُوصِيٍّ يُقَرِّبُهُمْ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ. — ٢ كو ٦:١٣.
٥، ٦ (أ) أَيُّ تَرْتِيبٍ أَعَدَّهُ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلنَّاشِرُونَ مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟
٥ رَتَّبَ ٱلْإِخْوَةُ أَنْ تُمْضِيَ جَمَاعَتَانِ بَعْضَ نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ مَعًا. وَهٰكَذَا يَتَعَارَفُ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ لُغَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ أَوْ يَنْتَمُونَ إِلَى عِرْقَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ. فَيُبَشِّرُونَ وَيَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعًا، وَيَتَمَتَّعُونَ بِضِيَافَةِ وَاحِدِهِمِ ٱلْآخَرَ. وَقَدِ ٱتَّبَعَتْ مِئَاتُ ٱلْجَمَاعَاتِ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ. وَتَسَلَّمَ مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ تَقَارِيرَ إِيجَابِيَّةً كَثِيرَةً، حَتَّى مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ. مَثَلًا، قَالَ رَجُلُ دِينٍ: «لَسْتُ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّكُمْ تُبَشِّرُونَ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ جِدًّا وَأَنَّكُمْ مُتَّحِدُونَ رَغْمَ ٱخْتِلَافِ عُرُوقِكُمْ». وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلنَّاشِرُونَ مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ؟
٦ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا نُومَا تَتَكَلَّمُ لُغَةَ ٱلْكُوهْسَا. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، تَرَدَّدَتْ أَنْ تَدْعُوَ إِخْوَةً بِيضًا مِنْ جَمَاعَةٍ إِنْكِلِيزِيَّةٍ إِلَى بَيْتِهَا ٱلْمُتَوَاضِعِ. لٰكِنَّهَا شَعَرَتْ بِٱلرَّاحَةِ بَعْدَمَا خَدَمَتْ مَعَهُمْ وَزَارَتْهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ. قَالَتْ: «إِنَّهُمْ أَشْخَاصٌ عَادِيُّونَ مِثْلَنَا». لِذٰلِكَ عِنْدَمَا أَتَى دَوْرُ جَمَاعَتِهَا لِتَسْتَضِيفَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةَ، حَضَّرَتْ وَجْبَةَ طَعَامٍ وَدَعَتْ إِلَيْهَا بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ. وَكَانَ بَيْنَ ٱلضُّيُوفِ شَيْخٌ أَبْيَضُ. تُخْبِرُ نُومَا: «اِنْدَهَشْتُ لِأَنَّهُ جَلَسَ بِكُلِّ سُرُورٍ عَلَى صُنْدُوقٍ بِلَاسْتِيكِيٍّ صَغِيرٍ». وَحَتَّى ٱلْيَوْمِ، لَا يَزَالُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ مُسْتَمِرًّا، وَهُوَ يُسَاعِدُ إِخْوَةً عَدِيدِينَ أَنْ يَكُونُوا «مُتَّسِعِينَ» وَيَكْسِبُوا أَصْدِقَاءَ جُدُدًا.
«اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ»
٧ لِمَاذَا ٱللُّطْفُ ضَرُورِيٌّ؟
٧ لَا مَفَرَّ مِنَ ٱلْمِحَنِ مَا دُمْنَا فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. فَنَحْنُ نُوَاجِهُ مَصَاعِبَ عَدِيدَةً مِثْلَ خَسَارَةِ ٱلْعَمَلِ، ٱلْأَمْرَاضِ ٱلْخَطِيرَةِ، ٱلِٱضْطِهَادِ، ٱلسَّرِقَةِ، وَٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ. وَلِنَدْعَمَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ فِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ، نَحْتَاجُ إِلَى عَوَاطِفِ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ. فَهٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ تَدْفَعُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱللُّطْفَ لِلْآخَرِينَ عَمَلِيًّا. (اف ٤:٣٢) وَهٰكَذَا نُعَزِّيهِمْ وَنَتَمَثَّلُ بِٱللهِ. — ٢ كو ١:٣، ٤.
٨ كَيْفَ يُؤَدِّي إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ وَٱللُّطْفِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِلَى نَتَائِجَ إِيجَابِيَّةٍ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٨ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ وَٱللُّطْفَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَخُصُوصًا لِلْمُهَاجِرِينَ وَٱلْمُحْتَاجِينَ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَكْسِبَ صَدَاقَتَهُمْ وَنُؤَكِّدَ لَهُمْ أَنَّهُمْ مُهِمُّونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (١ كو ١٢:٢٢، ٢٥) لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ دَانِي-كَارْلَ ٱلَّذِي ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْفِيلِيبِّين إِلَى ٱلْيَابَان. فَفِي مَكَانِ عَمَلِهِ، لَمْ يُعَامِلْهُ مُدِيرُهُ كَٱلْمُوَظَّفِينَ ٱلْيَابَانِيِّينَ. لٰكِنَّهُ شَعَرَ بِفَرْقٍ كَبِيرٍ فِي ٱلْمُعَامَلَةِ حِينَ حَضَرَ ٱجْتِمَاعًا لِشُهُودِ يَهْوَهَ. يَقُولُ: «كَانَ ٱلْجَمِيعُ تَقْرِيبًا يَابَانِيِّينَ. لٰكِنَّهُمْ رَحَّبُوا بِي كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَنِي مِنْ زَمَانٍ». وَعَلَى مَرِّ ٱلْوَقْتِ، عَامَلَهُ ٱلْإِخْوَةُ بِلُطْفٍ، مِمَّا سَاعَدَهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا وَيَعْتَمِدَ. وَهُوَ ٱلْيَوْمَ شَيْخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَرُفَقَاؤُهُ ٱلشُّيُوخُ يَعْتَبِرُونَهُ هُوَ وَزَوْجَتَهُ جِنِيفِر بَرَكَةً لِجَمَاعَتِهِمْ. يَقُولُونَ: «إِنَّهُمَا فَاتِحَانِ وَيَعِيشَانِ حَيَاةً بَسِيطَةً. لِذَا يَرْسُمَانِ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا». — لو ١٢:٣١.
٩، ١٠ كَيْفَ يُؤَدِّي إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى بَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُعْطِينَا عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْفُرْصَةَ لِنَفْعَلَ «ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ». (غل ٦:١٠) فَبِدَافِعِ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ مَثَلًا، يَتَعَلَّمُ شُهُودٌ كَثِيرُونَ لُغَةً جَدِيدَةً لِيُبَشِّرُوا ٱلْمُهَاجِرِينَ. (١ كو ٩:٢٣) وَهُمْ يَحْصُدُونَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً. فَكِّرْ فِي مَا حَدَثَ مَعَ فَاتِحَةٍ فِي أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهَا تِيفَانِي. فَقَدْ تَعَلَّمَتِ ٱلسَّوَاحِلِيَّةَ لِتَدْعَمَ جَمَاعَةً بِهٰذِهِ ٱللُّغَةِ فِي مَدِينَةِ بْرِيزْبَيْن. صَحِيحٌ أَنَّ تَعَلُّمَ ٱللُّغَةِ لَمْ يَكُنْ سَهْلًا، لٰكِنَّهُ أَغْنَى حَيَاتَهَا. تُخْبِرُ: «حِينَ تَخْدُمُ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ، تَتَمَتَّعُ بِخِدْمَةٍ مُشَوِّقَةٍ. فَتَشْعُرُ كَأَنَّكَ سَافَرْتَ دُونَ أَنْ تُغَادِرَ مَدِينَتَكَ. وَتَرَى بِنَفْسِكَ أُخُوَّتَنَا ٱلْعَالَمِيَّةَ وَوَحْدَتَنَا ٱلْفَرِيدَةَ».
ٱلرُّؤْيَا ٢١:٣، ٤ وَٱلْمَزْمُور ٣٧:١٠، ١١، ٢٩، يُصْغُونَ إِلَيْنَا بِٱنْتِبَاهٍ، حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَبْكِي». وَلَمْ تَقِفِ ٱلْعَائِلَةُ عِنْدَ هٰذَا ٱلْحَدِّ، بَلْ تَعَلَّمُوا ٱلْبُرْتُغَالِيَّةَ لِإِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْمُهَاجِرِينَ. فَسَاعَدُوا عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ لِيَتَعَرَّفُوا إِلَى ٱلْحَقِّ، وَسَاهَمُوا فِي تَأْسِيسِ جَمَاعَةٍ بُرْتُغَالِيَّةٍ. تُعَلِّقُ سَاكِيكُو قَائِلَةً: «بَذَلْنَا جُهْدًا كَبِيرًا لِنَتَعَلَّمَ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةَ، لٰكِنَّنَا حَصَدْنَا بَرَكَاتٍ تَفُوقُ ٱلْوَصْفَ. وَنَحْنُ شَاكِرُونَ جِدًّا لِيَهْوَهَ عَلَى ذٰلِكَ». — اقرإ الاعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
١٠ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ عَائِلَةٍ مِنَ ٱلْيَابَان أَظْهَرَتِ ٱلْحَنَانَ وَٱلرَّأْفَةَ فِي خِدْمَتِهَا. تَتَذَكَّرُ سَاكِيكُو: «كُنَّا نَلْتَقِي أَنَا وَوَالِدَايَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلْبَرَازِيلِيِّينَ. وَعِنْدَمَا نَفْتَحُ لَهُمْ بِلُغَتِهِمْ آيَاتٍ مِثْلَ«اِلْبَسُوا . . . ٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ»
١١، ١٢ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْحَصَ دَافِعَنَا وَرَاءَ لُبْسِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ؟
١١ نَحْنُ لَا نَلْبَسُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ لِنَكْسِبَ إِعْجَابَ ٱلنَّاسِ، بَلْ لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَسَلَّلَ إِلَيْنَا، خَاصَّةً لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ. وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ أَثَّرَتْ فِي مَلَاكٍ كَامِلٍ وَأَوْقَعَتْهُ فِي ٱلْخَطِيَّةِ. (قارن حزقيال ٢٨:١٧.) إِلَّا أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلتَّوَاضُعَ دَائِمًا. فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٢ لِنَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ، يَلْزَمُ أَنْ نُخَصِّصَ وَقْتًا كُلَّ يَوْمٍ لِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا. (تث ١٧:١٨-٢٠) وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ خُصُوصًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي تَعَالِيمِ يَسُوعَ وَمِثَالِهِ ٱلرَّائِعِ. (مت ٢٠:٢٨) فَقَدْ كَانَ مُتَوَاضِعًا جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ غَسَلَ أَقْدَامَ رُسُلِهِ. (يو ١٣:١٢-١٧) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِرُوحِ ٱللهِ. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَارِبَ أَيَّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّكَبُّرِ. — غل ٦:٣، ٤؛ في ٢:٣.
١٣ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتِجُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟
١٣ اقرإ الامثال ٢٢:٤. اَلتَّوَاضُعُ صِفَةٌ مَطْلُوبَةٌ مِنْ كُلِّ عُبَّادِ يَهْوَهَ، وَهِيَ تَجْلُبُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً. فَحِينَ نَكُونُ مُتَوَاضِعِينَ، نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَقَدْ شَجَّعَنَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلتَّوَاضُعَ، «لِأَنَّ ٱللهَ يُقَاوِمُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، وَلٰكِنَّهُ يُعْطِي ٱلْمُتَوَاضِعِينَ نِعْمَةً». — ١ بط ٥:٥.
«اِلْبَسُوا . . . ٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ»
١٤ مَنْ يَرْسُمُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلْوَدَاعَةِ وَٱلصَّبْرِ؟
١٤ يَعْتَبِرُ ٱلنَّاسُ صِفَاتٍ مِثْلَ ٱلْوَدَاعَةِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ، أَيِ ٱلصَّبْرِ، عَلَامَةَ ضَعْفٍ. لٰكِنَّ هٰذَا أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ ٱلْحَقِيقَةِ. فَهٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ تَأْتِي مِنْ يَهْوَهَ ٱللهِ، ٱلْأَقْوَى فِي ٱلْكَوْنِ. وَيَهْوَهُ نَفْسُهُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَٱلصَّبْرِ. (٢ بط ٣:٩) تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي حَدِيثِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَةٍ. (تك ١٨:٢٢-٣٣؛ ١٩:١٨-٢١) فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ تَحَمَّلَ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَةَ أَكْثَرَ مِنْ ١٬٥٠٠ سَنَةٍ. (حز ٣٣:١١) حَقًّا، إِنَّ يَهْوَهَ أَفْضَلُ مِثَالٍ لَنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
١٥ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْوَدَاعَةِ وَٱلصَّبْرِ؟
١٥ كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ‹وَدِيعًا› كَأَبِيهِ. (مت ١١:٢٩) وَخِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، صَبَرَ كَثِيرًا عَلَى تَلَامِيذِهِ وَتَحَمَّلَ ضَعَفَاتِهِمْ. وَرَغْمَ أَنَّ مُقَاوِمِيهِ وَجَّهُوا إِلَيْهِ ٱنْتِقَادَاتٍ كَثِيرَةً لَا أَسَاسَ لَهَا، بَقِيَ وَدِيعًا وَصَبُورًا طَوَالَ خِدْمَتِهِ. حَتَّى وَهُوَ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ، طَلَبَ مِنْ أَبِيهِ أَنْ يَغْفِرَ لِلَّذِينَ عَلَّقُوهُ «لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». (لو ٢٣:٣٤) فِعْلًا، رَسَمَ لَنَا يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا لِأَنَّهُ بَقِيَ وَدِيعًا وَصَبُورًا مَهْمَا ٱشْتَدَّ عَلَيْهِ ٱلضَّغْطُ وَٱلْأَلَمُ. — اقرأ ١ بطرس ٢:٢١-٢٣.
١٦ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَدَاعَةِ وَٱلصَّبْرِ؟
١٦ وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْوَدَاعَةَ وَٱلصَّبْرَ؟ ذَكَرَ بُولُسُ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ حِينَ كَتَبَ: «اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا». (كو ٣:١٣) فَنَحْنُ نُعْرِبُ عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ حِينَ نُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ، وَهٰكَذَا نُحَافِظُ عَلَى وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.
١٧ لِمَ ٱلْوَدَاعَةُ وَٱلصَّبْرُ صِفَتَانِ مُهِمَّتَانِ؟
١٧ وَلِمَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْوَدَاعَةِ وَٱلصَّبْرِ؟ لِأَنَّ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ضَرُورِيَّتَانِ لِلْخَلَاصِ. (مت ٥:٥؛ يع ١:٢١) وَمِنْ خِلَالِهِمَا نُكْرِمُ يَهْوَهَ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَتْبَعُوا مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — غل ٦:١؛ ٢ تي ٢:٢٤، ٢٥.
«اِلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ»
١٨ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟
١٨ تَرْتَبِطُ ٱلْمَحَبَّةُ بِكُلِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا، بِمَا فِيهَا عَدَمُ ٱلْمُحَابَاةِ. مَثَلًا، وَبَّخَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ ٱلْإِخْوَةَ ذَاتَ مَرَّةٍ لِأَنَّهُمْ يُعَامِلُونَ ٱلْأَغْنِيَاءَ مُعَامَلَةً مُمَيَّزَةً. وَأَظْهَرَ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُخَالِفُونَ بِذٰلِكَ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». وَأَضَافَ: «إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ فَإِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ خَطِيَّةً». (يع ٢:٨، ٩) فَٱلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُعَامِلَ ٱلْجَمِيعَ بِمُسَاوَاةٍ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ عِرْقِهِمْ أَوْ مُسْتَوَاهُمُ ٱلتَّعْلِيمِيِّ وَٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. وَحِينَ نَتَحَلَّى بِٱلْمَحَبَّةِ، تَصِيرُ طَرِيقَةُ ٱلْمُعَامَلَةِ هٰذِهِ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا، لَا مُجَرَّدَ قِنَاعٍ.
١٩ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَلْبَسَ ٱلْمَحَبَّةَ؟
١٩ اَلْمَحَبَّةُ أَيْضًا صَبُورَةٌ وَ «لَطِيفَةٌ» وَ «لَا تَنْتَفِخُ» بِٱلْكِبْرِيَاءِ. (١ كو ١٣:٤) لِذٰلِكَ تُسَاعِدُنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ. (مت ٢٨:١٩) وَتُسَهِّلُ عَلَيْنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ كُلِّ ٱلْإِخْوَةِ. وَهٰكَذَا تَبْقَى ٱلْجَمَاعَةُ مُوَحَّدَةً وَتُمَجِّدُ يَهْوَهَ، مِمَّا يَجْذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلْحَقِّ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يَخْتِمَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَصْفَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ قَائِلًا: «مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». — كو ٣:١٤.
«تَجَدَّدُوا»
٢٠ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا، وَلِمَاذَا؟ (ب) إِلَامَ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ؟
٢٠ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ أُجْرِيَهَا بَعْدُ كَيْ أَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ نِهَائِيًّا؟›. ثُمَّ تَوَسَّلْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ، وَٱجْتَهِدْ لِتَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ كَيْ ‹تَرِثَ ٱلْمَلَكُوتَ›. (غل ٥:١٩-٢١) وَٱسْأَلْ أَيْضًا: ‹هَلْ أَسْتَمِرُّ فِي تَعْدِيلِ تَفْكِيرِي لِكَيْ أُرْضِيَ يَهْوَهَ؟›. (اف ٤:٢٣، ٢٤) فَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْعَى عَلَى ٱلدَّوَامِ لِنَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ. وَنَحْنُ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ يَلْبَسُ ٱلْجَمِيعُ هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ وَيَعْكِسُونَ كَامِلًا صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْجَمِيلَةَ.
^ الفقرة 3 فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَانَ ٱلسِّكِيثِيُّونَ أَشْخَاصًا مُحْتَقَرِينَ لِأَنَّهُمُ ٱعْتُبِرُوا غَيْرَ مُتَحَضِّرِينَ.