الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تنتظر يهوه بصبر؟‏

هل تنتظر يهوه بصبر؟‏

‏«اِصْبِرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا».‏ —‏ يع ٥:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٧٨،‏ ١٣٩

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَدْفَعُنَا أَحْيَانًا أَنْ نَسْأَلَ:‏ «إِلَى مَتَى»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُشَجِّعُنَا أَمْثِلَةُ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

‏«إِلَى مَتَى؟‏».‏ طَرَحَ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ إِشَعْيَا وَحَبَقُّوقُ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ عَلَى يَهْوَهَ.‏ (‏اش ٦:‏١١؛‏ حب ١:‏٢‏)‏ وَفِي ٱلْمَزْمُور ١٣‏،‏ كَرَّرَهُ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.‏ (‏مز ١٣:‏١،‏ ٢‏)‏ حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ طَرَحَهُ بِسَبَبِ قِلَّةِ إِيمَانِ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِهِ.‏ (‏مت ١٧:‏١٧‏)‏ فَلَا نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنْ يَخْطُرَ عَلَى بَالِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏

٢ وَلِمَاذَا قَدْ نَسْأَلُ:‏ «إِلَى مَتَى»؟‏ رُبَّمَا نُوَاجِهُ ٱلظُّلْمَ،‏ أَوْ نَتَأَلَّمُ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ وَٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ أَوْ نَشْعُرُ بِٱلتَّعَبِ بِسَبَبِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ› ٱلَّتِي نَعِيشُ فِيهَا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ أَوْ رُبَّمَا نَتَضَايَقُ مِنْ تَصَرُّفَاتِ ٱلنَّاسِ حَوْلَنَا.‏ عَلَى أَيِّ حَالٍ،‏ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ خُدَّامًا أُمَنَاءَ طَرَحُوا هٰذَا ٱلسُّؤَالَ فِي ٱلْمَاضِي،‏ وَأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُمْ عَلَى ذٰلِكَ.‏

٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا حِينَ نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ؟‏

٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عِنْدَمَا نَمُرُّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ؟‏ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «اِصْبِرُوا،‏ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ».‏ (‏يع ٥:‏٧‏)‏ فَكُلُّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلصَّبْرِ.‏ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ مَا هِيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ وَكَيْفَ نُظْهِرُهَا.‏

مَا هُوَ ٱلصَّبْرُ؟‏

٤،‏ ٥ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلصَّبْرُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَوْضَحَ يَعْقُوبُ أَحَدَ أَوْجُهِ ٱلصَّبْرِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلصَّبْرَ أَوْ طُولَ ٱلْأَنَاةِ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ.‏ وَبِٱلتَّالِي لَا نَقْدِرُ،‏ نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ،‏ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلشَّدِيدَةِ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ وَٱلصَّبْرُ طَرِيقَةٌ أَسَاسِيَّةٌ نُعَبِّرُ بِهَا عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَٱلْآخَرِينَ.‏ فَإِذَا لَمْ نَكُنْ صَبُورِينَ مَعَ إِخْوَتِنَا،‏ تَضْعُفُ ٱلْمَحَبَّةُ بَيْنَنَا.‏ (‏١ كو ١٣:‏٤؛‏ غل ٥:‏٢٢‏)‏ وَنَحْنُ نُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ عِنْدَمَا نَحْتَمِلُ ٱلْمِحَنَ فِيمَا نُحَافِظُ عَلَى نَظْرَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏ (‏كو ١:‏١١؛‏ يع ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَنُعْرِبُ عَنْهَا أَيْضًا حِينَ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ مَهْمَا حَدَثَ،‏ وَحِينَ لَا نَنْتَقِمُ لِأَنْفُسِنَا.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوضِحُ وَجْهًا إِضَافِيًّا لِلصَّبْرِ فِي يَعْقُوب ٥:‏٧،‏ ٨‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَهُوَ يُشَدِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ.‏

٥ فَلِمَ ٱنْتِظَارُ يَهْوَهَ ضَرُورِيٌّ؟‏ شَبَّهَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ وَضْعَنَا بِوَضْعِ ٱلْمُزَارِعِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يَجْتَهِدُ فِي زِرَاعَةِ أَرْضِهِ،‏ لٰكِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِي نُمُوِّ ٱلْبِذَارِ أَوْ أَحْوَالِ ٱلطَّقْسِ.‏ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ «ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ».‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ هُنَاكَ عَوَامِلُ كَثِيرَةٌ خَارِجَةٌ عَنْ سَيْطَرَتِنَا فِيمَا نَنْتَظِرُ أَنْ يُتَمِّمَ يَهْوَهُ وُعُودَهُ.‏ (‏مر ١٣:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ اع ١:‏٧‏)‏ وَمِثْلَ ٱلْمُزَارِعِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُنْتَظِرِينَ بِصَبْرٍ.‏

٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا؟‏

٦ يُشْبِهُ وَضْعُنَا أَيْضًا وَضْعَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا.‏ فَقَدْ عَاشَ فِي عَهْدِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ آحَازَ.‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ ٱنْتَشَرَ ٱلْفَسَادُ كَثِيرًا،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلنَّاسَ أَصْبَحُوا ‹بَارِعِينَ فِي ٱلشَّرِّ›.‏ ‏(‏اقرأ ميخا ٧:‏١-‏٣‏.‏)‏ لٰكِنَّ مِيخَا عَرَفَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَ تِلْكَ ٱلْأَوْضَاعَ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ؟‏ قَالَ:‏ «أَنْتَظِرُ إِلٰهَ خَلَاصِي.‏ يَسْمَعُنِي إِلٰهِي».‏ (‏مي ٧:‏٧‏)‏ وَمِثْلَ مِيخَا،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَنْتَظِرَ› يَهْوَهَ بِصَبْرٍ.‏

٧ لِمَاذَا نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ؟‏

٧ وَعِنْدَمَا يَكُونُ إِيمَانُنَا كَإِيمَانِ مِيخَا،‏ نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ فَنَحْنُ نَخْتَلِفُ عَنِ ٱلسَّجِينِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُ إِعْدَامَهُ.‏ فَهُوَ مُجْبَرٌ أَنْ يَنْتَظِرَ وَلَا يَتَشَوَّقُ أَبَدًا إِلَى مَصِيرِهِ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَنْتَظِرُ أَنْ يُعْطِيَنَا يَهْوَهُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ لِذٰلِكَ نَحْتَمِلُ كَامِلًا وَنَصْبِرُ ‏«بِفَرَحٍ».‏ ‏(‏كو ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ إِذَا كُنَّا نَتَشَكَّى وَنَتَذَمَّرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَأَخَّرُ عَنْ إِتْمَامِ وُعُودِهِ،‏ فَسَنَخْسَرُ رِضَاهُ.‏ —‏ كو ٣:‏١٢‏.‏

أَمْثِلَةٌ فِي ٱلصَّبْرِ

٨ مَاذَا سَنَرَى فِيمَا نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا؟‏

٨ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ خُدَّامٍ لِيَهْوَهَ ٱنْتَظَرُوهُ بِصَبْرٍ أَنْ يُتَمِّمَ وُعُودَهُ.‏ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِهِمْ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْتَظِرَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَلْنَرَ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱنْتَظَرُوا،‏ مَاذَا سَاعَدَهُمْ،‏ وَكَيْفَ بَارَكَهُمْ يَهْوَهُ عَلَى صَبْرِهِمْ.‏

اِنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً حَتَّى وُلِدَ حَفِيدَاهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٩،‏ ١٠.‏)‏

٩،‏ ١٠ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ؟‏

٩ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ.‏ فَهُمَا بَيْنَ «ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ».‏ تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «إِبْرَاهِيمَ أَظْهَرَ ٱلصَّبْرَ»،‏ فَوَعَدَهُ يَهْوَهُ أَنْ يُبَارِكَهُ وَيَجْعَلَهُ أُمَّةً عَظِيمَةً.‏ (‏عب ٦:‏١٢،‏ ١٥‏)‏ ثُمَّ لَزِمَ أَنْ يَصْبِرَ إِبْرَاهِيمُ مُجَدَّدًا،‏ فَإِتْمَامُ هٰذَا ٱلْوَعْدِ كَانَ سَيَسْتَغْرِقُ ٱلْوَقْتَ أَيْضًا.‏ فَقَدْ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ لَهُ يَهْوَهُ فِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ عَامَ ١٩٤٣ ق‌م،‏ حِينَ عَبَرَ هُوَ وَسَارَةُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ وَدَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ ٢٥ سَنَةً حَتَّى وُلِدَ ٱبْنُهُ إِسْحَاقُ عَامَ ١٩١٨ ق‌م،‏ ثُمَّ ٦٠ سَنَةً حَتَّى وُلِدَ حَفِيدَاهُ عِيسُو وَيَعْقُوبُ عَامَ ١٨٥٨ ق‌م.‏ —‏ عب ١١:‏٩‏.‏

١٠ وَكَمْ مِسَاحَةَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي وَرِثَهَا إِبْرَاهِيمُ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لَمْ يُعْطِهِ [يَهْوَهُ] فِي [أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ] مِلْكًا يُورَثُ،‏ وَلَا حَتَّى سَعَةَ قَدَمٍ،‏ وَلٰكِنَّهُ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُ مِلْكًا،‏ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ بَعْدُ».‏ (‏اع ٧:‏٥‏)‏ فَبَعْدَ ٤٣٠ سَنَةً مِنْ عُبُورِ إِبْرَاهِيمَ نَهْرَ ٱلْفُرَاتِ،‏ أَصْبَحَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ أَخِيرًا أُمَّةً كَانَتْ سَتَرِثُ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ.‏ —‏ خر ١٢:‏٤٠-‏٤٢؛‏ غل ٣:‏١٧‏.‏

١١ لِمَ ٱنْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ يَهْوَهَ،‏ وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ سَيَحْصُدُهَا نَتِيجَةَ صَبْرِهِ؟‏

١١ كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَنْتَظِرَ بِفَرَحٍ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَرَ إِتْمَامَ كُلِّ ٱلْوُعُودِ فِي أَيَّامِهِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ آمَنَ بِيَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏٨-‏١٢‏.‏)‏ تَخَيَّلْ فَرْحَتَهُ حِينَ يَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَكِّرْ أَيْضًا كَمْ سَيَنْدَهِشُ حِينَ يَقْرَأُ قِصَّةَ حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ عَائِلَتِهِ فِي أَجْزَاءٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ * وَكَمْ سَيَفْرَحُ حِينَ يَعْرِفُ دَوْرَهُ ٱلْمُهِمَّ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْمَسِيَّا!‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ سَيَشْعُرُ أَنَّ صَبْرَهُ كَانَ فِي مَحَلِّهِ.‏

١٢،‏ ١٣ أَيُّ ظُرُوفٍ تَحَمَّلَهَا يُوسُفُ بِصَبْرٍ،‏ وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟‏

١٢ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ يُوسُفَ.‏ فَقَدِ ٱنْتَظَرَ بِصَبْرٍ،‏ مَعَ أَنَّهُ وَقَعَ ضَحِيَّةَ ظُلْمٍ شَدِيدٍ.‏ فَحِينَ كَانَ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ بَاعَهُ إِخْوَتُهُ عَبْدًا.‏ وَلَاحِقًا،‏ ٱتُّهِمَ ظُلْمًا أَنَّهُ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَ زَوْجَةِ سَيِّدِهِ وَوُضِعَ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ (‏تك ٣٩:‏١١-‏٢٠؛‏ مز ١٠٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَهٰكَذَا بَدَا وَكَأَنَّهُ يُعَاقَبُ عَلَى أَمَانَتِهِ بَدَلَ أَنْ يُبَارَكَ.‏ ولٰكِنْ بَعْدَ ١٣ سَنَةً مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ،‏ تَبَدَّلَ وَضْعُهُ كُلِّيًّا.‏ فَقَدْ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ وَأَصْبَحَ ٱلثَّانِيَ فِي مِصْرَ بَعْدَ ٱلْمَلِكِ.‏ —‏ تك ٤١:‏١٤،‏ ٣٧-‏٤٣؛‏ اع ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١٣ فَهَلْ شَعَرَ يُوسُفُ بِٱلْمَرَارَةِ وَٱلْحِقْدِ بِسَبَبِ ٱلظُّلْمِ؟‏ وَهَلْ خَسِرَ ثِقَتَهُ بِإِلٰهِهِ يَهْوَهَ؟‏ كَلَّا.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟‏ آمَنَ يُوسُفُ بِيَهْوَهَ وَفَهِمَ أَنَّهُ هُوَ مَنْ يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ.‏ لَاحِظْ مَثَلًا مَا قَالَهُ لِإِخْوَتِهِ:‏ «لَا تَخَافُوا،‏ لِأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللهِ؟‏ أَنْتُمْ نَوَيْتُمْ عَلَيَّ سُوءًا،‏ وَٱللهُ نَوَى بِهِ خَيْرًا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ،‏ لِٱسْتِحْيَاءِ شَعْبٍ كَثِيرٍ».‏ (‏تك ٥٠:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لَقَدْ أَدْرَكَ يُوسُفُ أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَالَهَا كَانَتْ تَسْتَحِقُّ ٱلصَّبْرَ فِعْلًا.‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ ٱلصَّبْرَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَاعَدَ دَاوُدَ أَنْ يَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟‏

١٤ وَقَعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ هُوَ ٱلْآخَرُ ضَحِيَّةَ مَظَالِمَ كَثِيرَةٍ.‏ فَقَدِ ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ فِي عُمْرٍ صَغِيرٍ لِيُصْبِحَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ.‏ لٰكِنَّهُ ٱنْتَظَرَ حَوَالَيْ ١٥ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى سِبْطِهِ.‏ (‏٢ صم ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَقَضَى بَعْضَ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ هَارِبًا مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَرَادَ قَتْلَهُ.‏ وَٱضْطُرَّ أَنْ يَعِيشَ فِي بَلَدٍ غَرِيبٍ وَفِي مَغَارَاتٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ * حَتَّى بَعْدَمَا مَاتَ شَاوُلُ فِي مَعْرَكَةٍ،‏ ٱنْتَظَرَ دَاوُدُ ٧ سَنَوَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بِكَامِلِهَا.‏ —‏ ٢ صم ٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

١٥ وَلِمَ ٱنْتَظَرَ دَاوُدُ بِصَبْرٍ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَزْمُورِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي سَأَلَ فِيهِ:‏ «إِلَى مَتَى؟‏».‏ كَتَبَ:‏ «أَمَّا أَنَا فَعَلَى لُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ [أَيْ،‏ وَلَائِكَ] تَوَكَّلْتُ،‏ فَلْيَفْرَحْ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ.‏ لَأُرَنِّمَنَّ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ كَافَأَنِي».‏ (‏مز ١٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ فَدَاوُدُ ٱتَّكَلَ عَلَى وَلَاءِ يَهْوَهَ،‏ تَأَمَّلَ كَيْفَ كَافَأَهُ فِي ٱلْمَاضِي،‏ وَرَجَا خَلَاصَهُ بِفَرَحٍ.‏ لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَهَ تَسْتَحِقُّ ٱلصَّبْرَ فِعْلًا.‏

يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلصَّبْرِ

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ يَرْسُمُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلصَّبْرِ؟‏

١٦ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَصْبِرَ،‏ وَيَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ يَنْتَظِرُ يَهْوَهُ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ حَتَّى يَثْبُتَ أَنَّ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلشَّيْطَانِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ كَاذِبَةٌ.‏ فَهُوَ «يَتَرَقَّبُ»،‏ أَيْ يَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ،‏ إِلَى أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُهُ كَامِلًا.‏ وَعِنْدَئِذٍ يَنَالُ «جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَتَرَقَّبُونَهُ» بَرَكَاتٍ لَا تُوصَفُ.‏ —‏ اش ٣٠:‏١٨‏.‏

١٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَنْتَظِرَ.‏ فَبَعْدَمَا مَاتَ أَمِينًا وَقَدَّمَ قِيمَةَ ذَبِيحَتِهِ لِيَهْوَهَ عَامَ ٣٣ ب‌م،‏ ٱنْتَظَرَ حَتَّى عَامِ ١٩١٤ لِيَبْدَأَ حُكْمَهُ.‏ (‏اع ٢:‏٣٣-‏٣٥؛‏ عب ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَعَلَيْهِ أَنْ يَنْتَظِرَ حَتَّى نِهَايَةِ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ لِيَزُولَ جَمِيعُ أَعْدَائِهِ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٥‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهَا فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ،‏ لٰكِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ تَسْتَحِقُّ ٱلِٱنْتِظَارَ بِلَا شَكٍّ.‏

مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْبِرَ؟‏

١٨،‏ ١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ؟‏

١٨ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ نَنْتَظِرَهُ بِصَبْرٍ.‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى ذٰلِكَ؟‏ بِمَا أَنَّ ٱلصَّبْرَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ فَصَلِّ طَلَبًا لِرُوحِ ٱللهِ وَتَوَسَّلْ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَكَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ.‏ —‏ اف ٣:‏١٦؛‏ ٦:‏١٨؛‏ ١ تس ٥:‏١٧-‏١٩‏.‏

١٩ تَذَكَّرْ أَيْضًا مَاذَا سَاعَدَ إِبْرَاهِيمَ،‏ يُوسُفَ،‏ وَدَاوُدَ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِصَبْرٍ حَتَّى يُتَمِّمَ يَهْوَهُ وُعُودَهُ.‏ فَقَدْ آمَنُوا بِيَهْوَهَ،‏ وَثِقُوا بِهِ،‏ وَلَمْ يُفَكِّرُوا فَقَطْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَوْ رَاحَتِهِمْ.‏ وَأَبْقِ فِي بَالِكَ كَيْفَ بَارَكَهُمْ يَهْوَهُ،‏ فَتَنْدَفِعَ إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِمْ.‏

٢٠ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟‏

٢٠ لِنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ ‹نَنْتَظِرَ› يَهْوَهَ بِصَبْرٍ،‏ حَتَّى حِينَ نُوَاجِهُ مِحَنًا وَتَجَارِبَ.‏ فَرُبَّمَا نَتَسَاءَلُ:‏ «إِلَى مَتَى يَا يَهْوَهُ؟‏».‏ (‏اش ٦:‏١١‏)‏ وَلٰكِنْ بِدَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَضُمُّ كُلٌّ مِنَّا صَوْتَهُ إِلَى ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا قَائِلًا:‏ «يَهْوَهُ نَصِيبِي،‏ فَلِذٰلِكَ أَنْتَظِرُهُ».‏ —‏ مرا ٣:‏٢١،‏ ٢٤‏.‏

^ ‎الفقرة 11‏ تُغَطِّي ٱلرِّوَايَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ١٥ إِصْحَاحًا تَقْرِيبًا مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُشِيرُ إِلَيْهِ كُتَّابُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ ٧٠ مَرَّةً.‏

^ ‎الفقرة 14‏ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَ شَاوُلَ بَعْدَ مُرُورِ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا عَلَى بِدَايَةِ حُكْمِهِ،‏ ظَلَّ يَحْكُمُ ٣٨ سَنَةً حَتَّى مَوْتِهِ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏١؛‏ اع ١٣:‏٢١‏.‏