الكرم يفرحنا
«اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ». — اع ٢٠:٣٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٥٣، ٧٤
١ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ يَهْوَهَ كَرِيمٌ؟
قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ يَهْوَهُ بِخَلْقِ ٱلْكَوْنِ، كَانَ وَحْدَهُ تَمَامًا. لٰكِنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَهَبَ ٱلْحَيَاةَ لِمَخْلُوقَاتٍ ذَكِيَّةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ. فَيَهْوَهُ، «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ»، يُحِبُّ أَنْ يُقَدِّمَ عَطَايَا صَالِحَةً. (١ تي ١:١١؛ يع ١:١٧) وَبِمَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ بِسَعَادَةٍ، يُعَلِّمُنَا أَنْ نُعْطِيَ بِكَرَمٍ نَحْنُ أَيْضًا. — رو ١:٢٠.
٢، ٣ (أ) لِمَ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ حِينَ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. (تك ١:٢٧) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ مَنَحَنَا صِفَاتٍ مِثْلَ صِفَاتِهِ. فَعَلَيْنَا إِذًا أَنْ نَتْبَعَ مِثَالَهُ لِكَيْ نَفْرَحَ وَنَنَالَ رِضَاهُ. وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ وَنُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْكَرَمَ. (في ٢:٣، ٤؛ يع ١:٥) فَقَدْ خَلَقَنَا يَهْوَهُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. وَمَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ، نَقْدِرُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ وَنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ.
٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ دُرُوسًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْكَرَمِ. فَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ، وَنُتَمِّمَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا. ثُمَّ سَنَرَى كَيْفَ تُفْرِحُنَا، وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِهَا.
كَرَمُنَا يُرْضِي يَهْوَهَ
٤، ٥ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْكَرَمِ؟
٤ لِمَ يَرْضَى يَهْوَهُ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ؟ لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ. (اف ٥:١) وَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْبَشَرُ بِٱلسَّعَادَةِ. فَقَدْ خَلَقَهُمْ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ، وَخَلَقَ مِنْ أَجْلِهِمِ ٱلْأَرْضَ ٱلْجَمِيلَةَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا. (مز ١٠٤:٢٤؛ ١٣٩:١٣-١٦) لِذَا نُكْرِمُهُ حِينَ نَسْعَى لِنُفَرِّحَ ٱلْآخَرِينَ.
٥ وَحِينَ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ نَتَمَثَّلُ أَيْضًا بِيَسُوعَ ٱلَّذِي رَسَمَ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا. فَهُوَ «لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». (مت ٢٠:٢٨) لِذَا أَوْصَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «لِيَبْقَ فِيكُمْ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلَّذِي . . . أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ». (في ٢:٥-٧) فَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ إِذًا أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹كَيْفَ أَتَمَثَّلُ أَكْثَرَ بِيَسُوعَ؟›. — اقرأ ١ بطرس ٢:٢١.
٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا يَسُوعُ مِنْ خِلَالِ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ كَمَا رَأَيْنَا، يَرْضَى يَهْوَهُ عَنَّا حِينَ نَتَمَثَّلُ بِهِ وَبِيَسُوعَ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ وَنُفَتِّشَ عَنْ طَرَائِقَ لِمُسَاعَدَتِهِمْ. وَيَسُوعُ أَوْضَحَ أَهَمِّيَّةَ ذٰلِكَ فِي مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ. فَمِنْ خِلَالِهِ، عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَبْذُلُوا ٱلْجُهْدَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ خَلْفِيَّتِهِمْ. (اقرأ لوقا ١٠:٢٩-٣٧.) فَيَسُوعُ قَدَّمَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ بَعْدَمَا سَأَلَهُ أَحَدُ ٱلْيَهُودِ: «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». وَجَوَابُهُ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُعْطِيَ ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ لِنَنَالَ رِضَى ٱللّٰهِ، تَمَامًا كَمَا فَعَلَ ٱلسَّامِرِيُّ.
٧ أَيُّ قَضِيَّةٍ أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي عَدْنٍ، وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱقْتِنَاعَنَا بِأَنَّ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟
٧ لَدَيْنَا سَبَبٌ آخَرُ لِنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ، وَهُوَ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ سَيَكُونَانِ أَفْضَلَ حَالًا إِذَا عَصَيَا ٱللّٰهَ، وَٱهْتَمَّا بِأَنْفُسِهِمَا فَقَطْ. وَلِلْأَسَفِ تَصَرَّفَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بِأَنَانِيَّةٍ. فَهِيَ أَرَادَتْ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ ٱللّٰهِ. وَهُوَ أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ. (تك ٣:٤-٦) لٰكِنَّ قَرَارَهُمَا أَدَّى إِلَى كَارِثَةٍ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ لَا تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ. أَمَّا نَحْنُ فَنَرْغَبُ أَنْ نَكُونَ كُرَمَاءَ، وَنُظْهِرَ بِٱلتَّالِي ٱقْتِنَاعَنَا بِأَنَّ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ.
اَلْكَرَمُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُتَمِّمَ عَمَلَنَا
٨ لِمَ كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ يُفَكِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ فِي ٱلْآخَرِينَ؟
٨ صَحِيحٌ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ كَانَا وَحْدَهُمَا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، وَلٰكِنْ كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ يُفَكِّرَا فِي غَيْرِهِمَا. فَقَدْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَيْهِمَا عَمَلًا: أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ، يَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ، وَيُحَوِّلَاهَا إِلَى جَنَّةٍ. (تك ١:٢٨) لِذَا لَزِمَ أَنْ يَهْتَمَّا بِسَعَادَةِ أَوْلَادِهِمَا، مِثْلَمَا يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِسَعَادَةِ ٱلْبَشَرِ. فَتَحْوِيلُ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ كَانَ سَيُفِيدُ أَوْلَادَهُمَا. كَمَا تَطَلَّبَ هٰذَا ٱلْمَشْرُوعُ ٱلضَّخْمُ أَنْ يَتَعَاوَنَ ٱلْبَشَرُ مَعًا.
٩ لِمَ تَحْوِيلُ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ عَمَلٌ مُفْرِحٌ؟
٩ وَلِكَيْ يُحَوِّلَ ٱلْبَشَرُ ٱلْكَامِلُونَ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ وَيُتَمِّمُوا مَشِيئَةَ يَهْوَهَ، لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَهُ كَامِلًا. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، كَانُوا سَيَدْخُلُونَ رَاحَتَهُ. (عب ٤:١١) تَخَيَّلْ إِذًا كَمْ كَانُوا سَيَفْرَحُونَ بِإِنْجَازِ هٰذَا ٱلْمَشْرُوعِ. فَيَهْوَهُ كَانَ سَيُبَارِكُهُمْ كَثِيرًا عَلَى عَطَائِهِمْ وَٱهْتِمَامِهِمْ بِٱلْآخَرِينَ.
١٠، ١١ كَيْفَ نُتَمِّمُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَهْوَهُ؟
١٠ وَٱلْيَوْمَ، أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَيْنَا عَمَلًا مُهِمًّا: أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُتَلْمِذَهُمْ. وَلِنُتَمِّمَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ، يَلْزَمُ أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا. فَلَنْ نَقْدِرَ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِيهِ دُونَ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَهَ وَٱلْقَرِيبِ.
١١ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّهُ وَبَعْضَ رُفَقَائِهِ ‹يَعْمَلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ›، وَذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ يُبَشِّرُونَ ٱلنَّاسَ وَيُعَلِّمُونَهُمُ ٱلْحَقَّ. (١ كو ٣:٦، ٩) وَنَحْنُ أَيْضًا نَحْظَى بِشَرَفِ ‹ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱللّٰهِ›، إِذْ نُعْطِي بِكَرَمٍ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمُمْتَلَكَاتِنَا لِنُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا.
١٢، ١٣ كَيْفَ يَجْلُبُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْمُكَافَآتِ؟
١٢ وَعِنْدَمَا نُعْطِي بِكَرَمٍ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، نَحْصُدُ سَعَادَةً كَبِيرَةً. وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَعْقِدُونَ دُرُوسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُمْ يَبْتَهِجُونَ حِينَ يَرَوْنَ تَلَامِيذَهُمْ يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي يَتَعَلَّمُونَهَا، يُنَمُّونَ ٱلْإِيمَانَ، يُغَيِّرُونَ حَيَاتَهُمْ، وَيُخْبِرُونَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْحَقِّ. حَتَّى يَسُوعُ سُرَّ كَثِيرًا بَعْدَمَا أَرْسَلَ ٧٠ تِلْمِيذًا إِلَى ٱلْخِدْمَةِ. فَقَدْ ‹عَادُوا بِفَرَحٍ› بِسَبَبِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلْحُلْوَةِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَهُمْ. — لو ١٠:١٧-٢١.
١٣ وَيَفْرَحُ ٱلْإِخْوَةُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ كَيْفَ تُحَسِّنُ ٱلْبِشَارَةُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ. إِلَيْكَ مَا قَالَتْهُ شَابَّةٌ تَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ فِي أُورُوبَّا ٱلشَّرْقِيَّةِ: «تَسْنَحُ لِي فُرَصٌ كَثِيرَةٌ لِأَعْقِدَ دُرُوسًا. وَخِدْمَتِي تُفْرِحُنِي كَثِيرًا. فَحِينَ أَعُودُ إِلَى ٱلْبَيْتِ، لَا أُرَكِّزُ عَلَى مَشَاكِلِي. بَلْ أُفَكِّرُ فِي ٱلَّذِينَ أَدْرُسُ مَعَهُمْ وَفِي هُمُومِهِمْ، وَأَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ لِأُشَجِّعَهُمْ وَأُسَاعِدَهُمْ عَمَلِيًّا. فِعْلًا، ‹ٱلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ›». — اع ٢٠:٣٥.
١٤ لِمَ نَفْرَحُ حِينَ نُبَشِّرُ حَتَّى لَوْ رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَنَا؟
١٤ حَتَّى لَوْ رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَنَا، نَفْرَحُ لِأَنَّنَا أَعْطَيْنَاهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَسْمَعُوهَا. فَيَهْوَهُ أَوْصَى حَزْقِيَالَ: «كَلِّمْهُمْ بِكَلَامِي، سَوَاءٌ أَسَمِعُوا أَمِ ٱمْتَنَعُوا». (حز ٢:٧؛ اش ٤٣:١٠) وَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ، وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدِّ ٱلنَّاسِ. (اقرإ العبرانيين ٦:١٠.) قَالَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ: «نَحْنُ نَزْرَعُ وَنَسْقِي، ثُمَّ نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ لِيُنَمِّيَ ٱلِٱهْتِمَامَ». — ١ كو ٣:٦.
اَلْكَرَمُ يَمْنَحُنَا ٱلسَّعَادَةَ
١٥ لِمَاذَا نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ حَتَّى لَوْ لَمْ يُقَدِّرْهُ ٱلْجَمِيعُ؟ أَوْضِحْ.
١٥ يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنِ ٱلْكَرَمِ. وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْكَرَمَ مُعْدٍ. لِذٰلِكَ أَوْصَانَا: «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ». (لو ٦:٣٨) طَبْعًا، لَا يُقَدِّرُ ٱلْجَمِيعُ كَرَمَنَا نَحْوَهُمْ. لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يُقَدِّرُونَهُ، وَيَنْدَفِعُونَ لِيُظْهِرُوا ٱلْكَرَمَ بِدَوْرِهِمْ. وَقَدْ يُفَاجِئُكَ ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ لَفْتَةٌ كَرِيمَةٌ. لِذَا كُنْ كَرِيمًا سَوَاءٌ ٱعْتَرَفَ ٱلنَّاسُ بِٱلْجَمِيلِ أَمْ لَا.
١٦ لِمَنْ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ، وَلِمَاذَا؟
١٦ وَٱلْكُرَمَاءُ لَا يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا بِٱلْمُقَابِلِ. أَوْصَى يَسُوعُ: «مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً، فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ، فَتَكُونَ سَعِيدًا، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ». (لو ١٤:١٣، ١٤) وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَرِيمَ «يُبَارَكُ». كَمَا قَالَ دَاوُدُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ». (ام ٢٢:٩؛ مز ٤١:١) فَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّنَا نَرْغَبُ بِصِدْقٍ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.
١٧ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَدِّمَ لِلْآخَرِينَ؟
١٧ حِينَ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ»، لَمْ يَقْصِدِ ٱلْعَطَاءَ ٱلْمَادِّيَّ فَقَطْ. فَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ ٱلنُّصْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ لِلْآخَرِينَ، وَنَمُدَّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. (اع ٢٠:٣١-٣٥) وَبُولُسُ نَفْسُهُ أَظْهَرَ قَوْلًا وَعَمَلًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْكَرَمِ. فَلَمْ يَبْخُلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَٱهْتِمَامِهِ.
١٨ مَاذَا ٱكْتَشَفَ بَاحِثُونَ كَثِيرُونَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟
١٨ لَقَدْ لَاحَظَ ٱلْبَاحِثُونَ فِي ٱلْعُلُومِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُسْعِدُ ٱلْإِنْسَانَ. ذَكَرَتْ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ: «يُخْبِرُ ٱلنَّاسُ أَنَّ سَعَادَتَهُمْ تَزْدَادُ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ حِينَ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ». وَبِحَسَبِ ٱلْبَاحِثِينَ، عِنْدَمَا يُسَاعِدُ ٱلإِنْسَانُ غَيْرَهُ، يَشْعُرُ أَنَّ حَيَاتَهُ لَهَا قَصْدٌ وَمَعْنًى. لِذَا غَالِبًا مَا يَنْصَحُونَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَطَوَّعُوا لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ، وَهٰذَا كَيْ يُحَسِّنُوا صِحَّتَهُمْ وَيَزِيدُوا فَرَحَهُمْ. لٰكِنَّ مَا ٱكْتَشَفُوهُ لَيْسَ جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ، أَخْبَرَنَا خَالِقُنَا ٱلْمُحِبُّ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا. — ٢ تي ٣:١٦، ١٧.
اِسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْكَرَمِ
١٩، ٢٠ أَيُّ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ كُرَمَاءَ؟
١٩ نَحْنُ مُحَاطُونَ بِأُنَاسٍ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ. لِذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْكَرَمِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ ذَكَّرَنَا أَنَّ أَعْظَمَ وَصِيَّتَيْنِ هُمَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا، وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا. (مر ١٢:٢٨-٣١) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ يَتَمَثَّلُونَ بِهِ. فَهُوَ وَٱبْنُهُ كَرِيمَانِ، وَيُرِيدَانِ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّهُ يُفْرِحُنَا. وَبِإِظْهَارِنَا ٱلْكَرَمَ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا، نُكْرِمُ إِلٰهَنَا وَنُفِيدُ أَنْفُسَنَا وَٱلْآخَرِينَ.
٢٠ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَسْعَى جَمِيعًا لِنَكُونَ كُرَمَاءَ وَنُسَاعِدَ ٱلْغَيْرَ، وَخُصُوصًا إِخْوَتَنَا. (غل ٦:١٠) وَإِذَا تَابَعْنَا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ، تَزْدَادُ سَعَادَتُنَا وَنَكْسِبُ مَحَبَّةَ ٱلْآخَرِينَ وَتَقْدِيرَهُمْ. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١١:٢٥: «اَلنَّفْسُ ٱلْكَرِيمَةُ هِيَ تُسَمَّنُ، وَٱلْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى». طَبْعًا، هُنَاكَ طَرَائِقُ عَدِيدَةٌ لِنُظْهِرَ ٱللُّطْفَ وَٱلْكَرَمَ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ بَعْضًا مِنْهَا.