الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تعرف كل الوقائع؟‏

هل تعرف كل الوقائع؟‏

‏«مَنْ يُجِبْ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ [ٱلْوَقَائِعَ]،‏ فَذَاكَ حَمَاقَةٌ لَهُ وَمَذَلَّةٌ».‏ —‏ ام ١٨:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٤٣،‏ ١١٦

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَقْدِرَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَهَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

 نَحْتَاجُ جَمِيعًا أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نَفْحَصُ ٱلْمَعْلُومَاتِ وَنَتَوَصَّلُ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ.‏ (‏ام ٣:‏٢١-‏٢٣؛‏ ٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَإِلَّا فَيَسْهُلُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ أَنْ يُشَوِّشَا تَفْكِيرَنَا.‏ (‏اف ٥:‏٦؛‏ كو ٢:‏٨‏)‏ وَلِلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ،‏ يَلْزَمُنَا أَنْ نَعْرِفَ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٨:‏١٣‏:‏ «مَنْ يُجِبْ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ [ٱلْوَقَائِعَ]،‏ فَذَاكَ حَمَاقَةٌ لَهُ وَمَذَلَّةٌ».‏

٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ تَحَدِّيَاتٍ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْوَقَائِعِ وَٱلتَّوَصُّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ سَلِيمَةٍ.‏ كَمَا سَنَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئَ وَأَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَمِنْ خِلَالِهَا نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَفْحَصُ ٱلْمَعْلُومَاتِ.‏

لَا تُصَدِّقْ «كُلَّ كَلِمَةٍ»‏

٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَبْدَأَ فِي ٱلْأَمْثَال ١٤:‏١٥‏؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ تَنْهَالُ عَلَيْنَا ٱلْمَعْلُومَاتُ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت وَٱلتِّلِفِزْيُونِ وَغَيْرِهِ مِنْ وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ.‏ كَمَا يَصِلُنَا مِنْ أَصْدِقَائِنَا فَيْضٌ مِنَ ٱلْأَخْبَارِ وَٱلرَّسَائِلِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ وَٱلنَّصِّيَّةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ أَصْدِقَاءَنَا نِيَّتُهُمْ حَسَنَةٌ فِي ٱلْعَادَةِ،‏ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلنَّاسِ يَنْشُرُونَ عَمْدًا مَعْلُومَاتٍ خَاطِئَةً أَوْ مُحَرَّفَةً.‏ لِذَا ٱلْحَذَرُ وَاجِبٌ دَائِمًا.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٤:‏١٥‏:‏ «قَلِيلُ ٱلْخِبْرَةِ يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ،‏ وَٱلنَّبِيهُ يَتَأَمَّلُ فِي خُطُوَاتِهِ».‏

٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا فِيلِبِّي ٤:‏٨،‏ ٩ فِي ٱخْتِيَارِ مَا نَقْرَأُهُ،‏ وَلِمَ نَحْتَاجُ إِلَى مَعْلُومَاتٍ دَقِيقَةٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ مَصَادِرُ مَوْثُوقَةٌ‏».‏)‏

٤ وَكَمَا رَأَيْنَا،‏ نَحْتَاجُ إِلَى مَعْلُومَاتٍ دَقِيقَةٍ لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ ٱنْتِقَائِيِّينَ،‏ وَنَخْتَارَ بِعِنَايَةٍ مَا نَقْرَأُهُ.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ فَلَا نُضَيِّعْ وَقْتَنَا مَثَلًا فِي تَصَفُّحِ مَوَاقِعَ إِخْبَارِيَّةٍ مَشْكُوكٍ فِيهَا،‏ وَقِرَاءَةِ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ أَوْ فَوْرِيَّةٍ تَنْشُرُ ٱلْإِشَاعَاتِ.‏ وَلْنَتَجَنَّبْ خُصُوصًا مَوَاقِعَ ٱلْمُرْتَدِّينَ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِإِضْعَافِ إِيمَانِنَا وَتَحْرِيفِ ٱلْحَقِيقَةِ.‏ فَلَا نَسْتَخِفَّ أَبَدًا بِتَأْثِيرِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْكَاذِبَةِ،‏ فَهِيَ تُؤَدِّي إِلَى قَرَارَاتٍ خَاطِئَةٍ.‏ —‏ ١ تي ٦:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٥ أَيَّةُ أَخْبَارٍ كَاذِبَةٍ سَمِعَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ،‏ وَكَيْفَ أَثَّرَتْ عَلَيْهِمْ؟‏

٥ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ يُؤَدِّي تَصْدِيقُ ٱلْأَخْبَارِ ٱلْكَاذِبَةِ إِلَى عَوَاقِبَ سَيِّئَةٍ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي مَا حَدَثَ أَيَّامَ مُوسَى.‏ فَقَدْ ذَهَبَ ١٢ جَاسُوسًا لِيَسْتَكْشِفُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ وَعَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ بِأَخْبَارٍ سَلْبِيَّةٍ مُبَالَغٍ فِيهَا.‏ (‏عد ١٣:‏٢٥-‏٣٣‏)‏ فَخَافَ شَعْبُ يَهْوَهَ وَضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُمْ.‏ (‏عد ١٤:‏١-‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ لِمَ صَدَّقُوا تِلْكَ ٱلْأَخْبَارَ؟‏ رُبَّمَا لِأَنَّهَا صَدَرَتْ عَنْ أَغْلَبِيَّةِ ٱلْجَوَاسِيسِ.‏ فَلَمْ يُصَدِّقُوا ٱلْأَخْبَارَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي حَمَلَهَا يَشُوعُ وَكَالِبُ.‏ (‏عد ١٤:‏٦-‏١٠‏)‏ فَبَدَلَ أَنْ يَتَأَكَّدُوا مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ وَيَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ،‏ صَدَّقُوا بِحَمَاقَةٍ ٱلْأَخْبَارَ ٱلسَّلْبِيَّةَ.‏

٦ لِمَ لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَسْمَعُ أَخْبَارًا صَادِمَةً عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ؟‏

٦ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَحْذَرَ جِدًّا عِنْدَمَا نَسْمَعُ أَخْبَارًا عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ فَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ «مُتَّهِمُ إِخْوَتِنَا».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٠‏)‏ وَيَسُوعُ حَذَّرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹سَيَقُولُونَ عَلَيْنَا شَتَّى ٱلشُّرُورِ كَاذِبِينَ›.‏ (‏مت ٥:‏١١‏)‏ لِذَا لَا نَتَفَاجَأُ حِينَ نَسْمَعُ أَخْبَارًا صَادِمَةً عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏

٧ مَاذَا نَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ قَبْلَ أَنْ نُرْسِلَ رِسَالَةً؟‏

٧ وَيَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا فِي مَجَالٍ آخَرَ.‏ فَهَلْ تُحِبُّ أَنْ تُرْسِلَ رَسَائِلَ إِلِكْتُرُونِيَّةً وَنَصِّيَّةً إِلَى أَصْدِقَائِكَ وَمَعَارِفِكَ؟‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا تَرَى خَبَرًا جَدِيدًا فِي وَسَائِلِ ٱلْإِعْلَامِ أَوْ تَسْمَعُ ٱخْتِبَارًا مُشَوِّقًا،‏ هَلْ تَرْغَبُ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَنْشُرُهُ؟‏ قَبْلَ أَنْ تُرْسِلَ رِسَالَةً عَنْهُ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا مُتَأَكِّدٌ مِنْ صِحَّةِ ٱلْمَعْلُومَةِ؟‏ هَلْ أَعْرِفُ ٱلْوَقَائِعَ؟‏›.‏ وَفِي حَالِ لَمْ تَكُنْ وَاثِقًا مِنْ صِحَّةِ ٱلْخَبَرِ،‏ فَٱضْغَطْ عَلَى زِرِّ ٱلْحَذْفِ لَا ٱلْإِرْسَالِ.‏ وَإِلَّا فَسَتَنْشُرُ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ أَكَاذِيبَ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ.‏

٨ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ؟‏

٨ وَهُنَاكَ سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِكَيْلَا نَتَسَرَّعَ فِي إِعَادَةِ إِرْسَالِ ٱلرَّسَائِلِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ وَٱلنَّصِّيَّةِ.‏ فَبَعْضُ ٱلْبُلْدَانِ تَفْرِضُ قُيُودًا عَلَى عَمَلِنَا،‏ أَوْ تَحْظُرُهُ.‏ وَفِي بُلْدَانٍ كَهٰذِهِ،‏ يَنْشُرُ ٱلْمُقَاوِمُونَ أَحْيَانًا إِشَاعَاتٍ لِيُخِيفُونَا أَوْ يَزْرَعُوا ٱلشَّكَّ بَيْنَنَا.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ ذَاتَ مَرَّةٍ فِي ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ.‏ فَلَجْنَةُ أَمْنِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلسُّوفْيَاتِيَّةِ (‏KGB)‏ نَشَرَتْ إِشَاعَةً مُفَادُهَا أَنَّ إِخْوَةً مَعْرُوفِينَ خَانُوا شَعْبَ يَهْوَهَ.‏ a وَمَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ صَدَّقَهَا إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ وَٱبْتَعَدُوا عَنِ ٱلْهَيْئَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ عَدِيدِينَ مِنْهُمْ رَجَعُوا لَاحِقًا،‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ تَحَطَّمَ إِيمَانُهُمْ وَلَمْ يَرْجِعُوا.‏ (‏١ تي ١:‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ كَارِثَةً كَهٰذِهِ؟‏ بِعَدَمِ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي نَشْرِ ٱلْإِشَاعَاتِ.‏ فَبَدَلَ أَنْ نُصَدِّقَ كُلَّ مَا نَسْمَعُهُ،‏ لِنَتَأَكَّدْ دَائِمًا مِنْ صِحَّةِ ٱلْمَعْلُومَاتِ.‏

اِعْرِفْ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ

٩ أَيُّ تَحَدٍّ آخَرَ يُصَعِّبُ ٱلْوُصُولَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ؟‏

٩ تَحْمِلُ بَعْضُ ٱلْأَخْبَارِ أَنْصَافَ ٱلْحَقَائِقِ،‏ وَبَعْضُهَا لَا تُخْبِرُ ٱلْقِصَّةَ كَامِلَةً.‏ وَهٰذَا تَحَدٍّ آخَرُ يُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلْوُصُولَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ.‏ فَإِذَا كَانَ ٱلْخَبَرُ صَحِيحًا بِنِسْبَةِ ١٠ فِي ٱلْمِئَةِ فَقَطْ،‏ فَهُوَ مُضَلِّلٌ بِنِسْبَةِ ١٠٠ فِي ٱلْمِئَةِ.‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ لِئَلَّا نَنْخَدِعَ بِأَخْبَارٍ كَهٰذِهِ؟‏ —‏ اف ٤:‏١٤‏.‏

١٠ لِمَاذَا أَوْشَكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يُحَارِبُوا إِخْوَتَهُمْ،‏ وَكَيْفَ تَجَنَّبُوا ذٰلِكَ؟‏

١٠ إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلسَّاكِنِينَ غَرْبَ ٱلْأُرْدُنِّ أَيَّامَ يَشُوعَ.‏ (‏يش ٢٢:‏٩-‏٣٤‏)‏ فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ إِخْوَتَهُمْ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلشَّرْقِيِّ بَنَوْا مَذْبَحًا بَارِزًا جِدًّا عِنْدَ ٱلْأُرْدُنِّ.‏ وَهٰذَا ٱلْجُزْءُ مِنَ ٱلْخَبَرِ كَانَ صَحِيحًا.‏ لٰكِنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ غَرْبَ ٱلْأُرْدُنِّ لَمْ يَعْرِفُوا ٱلْقِصَّةَ كَامِلَةً.‏ فَٱسْتَنْتَجُوا أَنَّ إِخْوَتَهُمْ تَمَرَّدُوا عَلَى يَهْوَهَ.‏ لِذَا ٱجْتَمَعُوا لِمُحَارَبَتِهِمْ.‏ ‏(‏اقرأ يشوع ٢٢:‏٩-‏١٢‏.‏)‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنَّهُمْ أَرْسَلُوا وَفْدًا لِتَقَصِّي ٱلْحَقَائِقِ قَبْلَ شَنِّ ٱلْهُجُومِ.‏ فَٱكْتَشَفُوا أَنَّ إِخْوَتَهُمْ لَمْ يَبْنُوا ذٰلِكَ ٱلْمَذْبَحَ لِآلِهَةٍ بَاطِلَةٍ.‏ بَلْ بَنَوْهُ لِيَكُونَ تَذْكَارًا بِأَنَّهُمْ عُبَّادٌ لِيَهْوَهَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ غَرْبَ ٱلْأُرْدُنِّ فَرِحُوا كَثِيرًا لِأَنَّهُمْ سَعَوْا لِيَعْرِفُوا كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ،‏ بَدَلَ أَنْ يُحَارِبُوا إِخْوَتَهُمْ.‏

١١ (‏أ)‏ كَيْفَ وَقَعَ مَفِيبُوشَثُ ضَحِيَّةَ ٱلظُّلْمِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَ يُمْكِنُ تَفَادِي هٰذَا ٱلظُّلْمَ؟‏

١١ أَحْيَانًا نَقَعُ شَخْصِيًّا ضَحِيَّةَ ٱلظُّلْمِ،‏ إِذْ يَنْشُرُ ٱلْآخَرُونَ عَنَّا أَنْصَافَ ٱلْحَقَائِقِ أَوْ لَا يُخْبِرُونَ ٱلْقِصَّةَ كَامِلَةً.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ بَيْنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَمَفِيبُوشَثَ.‏ فَقَدْ أَظْهَرَ دَاوُدُ ٱلْكَرَمَ لِمَفِيبُوشَثَ،‏ وَأَعْطَاهُ حَقْلَ جَدِّهِ شَاوُلَ.‏ (‏٢ صم ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ سَمِعَ لَاحِقًا خَبَرًا سَيِّئًا عَنْ مَفِيبُوشَثَ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ صِحَّةِ ٱلْخَبَرِ،‏ نَزَعَ مِنْهُ ٱلْحَقْلَ بِكَامِلِهِ.‏ (‏٢ صم ١٦:‏١-‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ ٱلْتَقَيَا،‏ فَأَدْرَكَ دَاوُدُ خَطَأَهُ وَرَدَّ لَهُ قِسْمًا مِنَ ٱلْحَقْلِ.‏ (‏٢ صم ١٩:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ فَيَا لَيْتَ دَاوُدَ تَمَهَّلَ وَسَعَى لِيَعْرِفَ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ،‏ فَمَا كَانَ لِيَظْلِمَ مَفِيبُوشَثَ مِنَ ٱلْأَسَاسِ!‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ ٱفْتَرَى عَلَيْهِ ٱلنَّاسُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَفْعَلُ لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلِٱفْتِرَاءِ؟‏

١٢ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا وَقَعْتَ ضَحِيَّةَ ٱلِٱفْتِرَاءِ؟‏ حَصَلَ ذٰلِكَ مَعَ يَسُوعَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ١١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُضَيِّعْ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ فِي ٱلدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِهِ.‏ بَلْ شَجَّعَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَفْحَصُوا ٱلْوَقَائِعَ،‏ أَيْ أَعْمَالَهُ وَتَعَالِيمَهُ.‏ قَالَ:‏ «اَلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا».‏

١٣ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟‏ أَحْيَانًا،‏ يَفْتَرِي عَلَيْنَا ٱلنَّاسُ وَيُشَوِّهُونَ سُمْعَتَنَا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَرْغَبُ أَنْ يَتَحَقَّقَ ٱلْعَدْلُ وَتَتَبَرَّأَ سَاحَتُنَا.‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ؟‏ لِنَتَمَثَّلْ بِيَسُوعَ وَنُظْهِرِ ٱلْحَقِيقَةَ لِلنَّاسِ بِطَرِيقَةِ حَيَاتِنَا.‏ فَسُلُوكُنَا ٱلْجَيِّدُ سَيَفْضَحُ ٱلِٱفْتِرَاءَاتِ وَأَنْصَافَ ٱلْحَقَائِقِ.‏

اِحْذَرْ مِنَ ٱلثِّقَةِ ٱلزَّائِدَةِ بِٱلنَّفْسِ

١٤،‏ ١٥ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنَ ٱلثِّقَةِ ٱلزَّائِدَةِ بِٱلنَّفْسِ؟‏

١٤ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يُشَكِّلُ ٱلْحُصُولُ عَلَى مَعْلُومَاتٍ دَقِيقَةٍ تَحَدِّيًا كَبِيرًا.‏ لٰكِنَّ نَقْصَنَا هُوَ تَحَدٍّ آخَرُ يُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلتَّوَصُّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ رُبَّمَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ فَنَمَّيْنَا ٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ،‏ وَصِرْنَا مَعْرُوفِينَ بِحُكْمِنَا ٱلسَّلِيمِ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَكِّلَ ذٰلِكَ شَرَكًا لَنَا؟‏

١٥ قَدْ نَبْدَأُ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى أَنْفُسِنَا أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ.‏ فَتَتَحَكَّمُ آرَاؤُنَا وَمَشَاعِرُنَا بِحُكْمِنَا.‏ وَنَشْعُرُ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا قَادِرُونَ أَنْ نَفْهَمَ كَامِلًا حَالَةً مُعَيَّنَةً،‏ دُونَ ٱلْحُصُولِ عَلَى كُلِّ ٱلْوَقَائِعِ.‏ وَهٰذَا فِي غَايَةِ ٱلْخُطُورَةِ.‏ لِذَا يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَلَّا نَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِنَا،‏ أَيْ أَلَّا نَثِقَ بِأَنْفُسِنَا زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ.‏ —‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٨:‏٢٦‏.‏

١٦ فِي ٱلْإِيضَاحِ،‏ مَاذَا يَحْدُثُ فِي ٱلْمَطْعَمِ،‏ وَمَاذَا يَسْتَنْتِجُ تُوم؟‏

١٦ لِلْإِيضَاحِ،‏ تَخَيَّلِ ٱلسِّينَارْيُو ٱلتَّالِيَ.‏ يَذْهَبُ تُوم،‏ شَيْخٌ لَدَيْهِ خِبْرَةٌ،‏ إِلَى مَطْعَمٍ.‏ وَهُنَاكَ يَرَى شَيْخًا آخَرَ ٱسْمُهُ جُون جَالِسًا مَعَ ٱمْرَأَةٍ غَيْرِ زَوْجَتِهِ.‏ وَهُمَا يَضْحَكَانِ وَيَتَمَتَّعَانِ بِرِفْقَةِ وَاحِدِهِمَا ٱلْآخَرَ،‏ حَتَّى إِنَّهُمَا يَتَعَانَقَانِ فِي ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَيَقْلَقُ تُوم كَثِيرًا،‏ وَيَتَسَاءَلُ:‏ ‹هَلْ يَتَطَلَّقُ جُون وَزَوْجَتُهُ؟‏ مَاذَا سَيَحْدُثُ لَهَا؟‏ وَمَاذَا عَنْ أَوْلَادِهِمَا؟‏›.‏ وَهُوَ يَنْزَعِجُ جِدًّا لِأَنَّهُ رَأَى حَالَاتٍ مُؤْسِفَةً كَهٰذِهِ مِنْ قَبْلُ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟‏

١٧ مَاذَا ٱكْتَشَفَ تُوم،‏ وَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ؟‏

١٧ لَقَدِ ٱسْتَنْتَجَ تُوم بِسُرْعَةٍ أَنَّ جُون يَخُونُ زَوْجَتَهُ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَعْرِفُ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ؟‏ لِنُكْمِلِ ٱلسِّينَارْيُو.‏ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ تِلْكَ ٱلْأُمْسِيَةِ،‏ يَتَّصِلُ تُوم بِجُون.‏ وَكَمْ يَرْتَاحُ حِينَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمَرْأَةَ هِيَ أُخْتُ جُون!‏ فَهِيَ تَعِيشُ بَعِيدًا،‏ وَلَمْ تَرَهُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ.‏ وَقَدْ مَرَّتْ بِٱلْمِنْطَقَةِ لِسَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ فَقَطْ،‏ فَلَمْ يَسْنَحْ لَهُمَا أَنْ يَتَقَابَلَا إِلَّا فِي ٱلْمَطْعَمِ.‏ وَحَدَثَ أَيْضًا أَنَّ زَوْجَةَ جُون لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَأْتِيَ.‏ تَخَيَّلْ إِذًا مَاذَا كَانَ سَيَحْدُثُ لَوْ نَشَرَ تُوم بَيْنَ ٱلْآخَرِينَ ٱسْتِنْتَاجَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةَ!‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ،‏ فَلَا غِنَى لَنَا عَنْ مَعْرِفَةِ كُلِّ ٱلْوَقَائِعِ.‏

١٨ كَيْفَ يَتَشَوَّشُ تَفْكِيرُنَا عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلْمَشَاكِلُ بِسَبَبِ ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلشَّخْصِيَّةِ؟‏

١٨ وَهُنَاكَ أَمْرٌ آخَرُ يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نُفَكِّرَ بِمَوْضُوعِيَّةٍ وَهُوَ عِنْدَمَا تَنْشَأُ ٱلْمَشَاكِلُ بِسَبَبِ ٱلِٱخْتِلَافِ فِي ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَحِينَ نُرَكِّزُ عَلَى ٱلِٱخْتِلَافَاتِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ نَبْدَأُ بِٱلشَّكِّ فِيهِ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ نَمِيلُ إِلَى تَصْدِيقِ أَيِّ خَبَرٍ سَيِّئٍ عَنْهُ.‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ إِذَا بَقِينَا مُتَضَايِقِينَ مِنْ إِخْوَتِنَا،‏ فَلَنْ نَتَوَصَّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى ٱلْوَقَائِعِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ إِذًا لَا نَدَعْ مَشَاعِرَ كَٱلْغَيْرَةِ وَٱلْحَسَدِ تُعَشِّشُ فِي قَلْبِنَا،‏ بَلْ لِنُحِبَّ إِخْوَتَنَا وَنُسَامِحْهُمْ كَامِلًا.‏ —‏ اقرأ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْمِينَا

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ أَيُّ مَبَادِئَ ثَلَاثَةٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ ٱلْمَعْلُومَاتِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٩ كَمَا رَأَيْنَا،‏ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَحْصُلَ عَلَى ٱلْوَقَائِعِ وَنُقَيِّمَهَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ.‏ فَنَحْنُ نُوَاجِهُ ثَلَاثَةَ تَحَدِّيَاتٍ:‏ اَلْمَعْلُومَاتِ غَيْرَ ٱلدَّقِيقَةِ،‏ أَنْصَافَ ٱلْحَقَائِقِ،‏ وَنَقْصَنَا.‏ فَكَيْفَ نَنْجَحُ فِي مُوَاجَهَةِ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ؟‏ بِتَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ مَثَلًا،‏ لَا نُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ نَسْمَعَ ٱلْوَقَائِعَ.‏ (‏ام ١٨:‏١٣‏)‏ كَمَا أَنَّنَا لَا نُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ دُونَ ٱلتَّأَكُّدِ مِنْهَا.‏ (‏ام ١٤:‏١٥‏)‏ وَخِتَامًا،‏ لَا نَعْتَمِدُ عَلَى فَهْمِنَا،‏ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ.‏ (‏ام ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ إِنَّ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَحْمِينَا فِعْلًا.‏ فَهِيَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ ٱلْمَعْلُومَاتِ،‏ نَتَوَصَّلَ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ صَحِيحَةٍ،‏ وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً.‏

٢٠ لٰكِنَّنَا نُوَاجِهُ تَحَدِّيًا إِضَافِيًّا.‏ فَنَحْنُ نَمِيلُ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ ٱلْمَظَاهِرِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ عَوَامِلَ تُوقِعُنَا فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ،‏ وَنَرَى كَيْفَ نَتَجَنَّبُهُ.‏