الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٢

هل تزيد محبتك؟‏

هل تزيد محبتك؟‏

‏«هٰذَا مَا أُصَلِّيهِ بِٱسْتِمْرَارٍ:‏ أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ».‏ —‏ في ١:‏٩‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٦ تَنْمِيَةُ ٱلْمَحَبَّةِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَنْ أَسَّسَ جَمَاعَةَ فِيلِبِّي؟‏

حِينَ وَصَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَسِيلَا وَلُوقَا وَتِيمُوثَاوُسُ إِلَى مَدِينَةِ فِيلِبِّي،‏ وَجَدُوا أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ مُهْتَمِّينَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَأَسَّسَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَرْبَعَةُ جَمَاعَةً فِي فِيلِبِّي.‏ وَبَدَأَ كُلُّ ٱلتَّلَامِيذِ يَجْتَمِعُونَ مَعًا،‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي بَيْتِ أُخْتٍ مِضْيَافَةٍ ٱسْمُهَا لِيدِيَةُ.‏ —‏ اع ١٦:‏٤٠‏.‏

٢ مَاذَا وَاجَهَتْ جَمَاعَةُ فِيلِبِّي ٱلْجَدِيدَةُ؟‏

٢ وَلٰكِنْ مَا إِنْ تَأَسَّسَتْ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ حَتَّى بَدَأَتِ ٱلْمُقَاوَمَةُ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ دَفَعَ أَعْدَاءَ ٱلْحَقِّ أَنْ يُقَاوِمُوا بِشِدَّةٍ عَمَلَ بُولُسَ وَرِفَاقِهِ.‏ فَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَسِيلَا وَضَرَبُوهُمَا بِٱلْعِصِيِّ ثُمَّ سَجَنُوهُمَا.‏ وَلَمَّا خَرَجَا مِنَ ٱلسِّجْنِ،‏ زَارَا ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْجُدُدَ وَشَجَّعَاهُمْ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تَرَكَ بُولُسُ وَسِيلَا وَتِيمُوثَاوُسُ ٱلْمَدِينَةَ،‏ أَمَّا لُوقَا فَبَقِيَ هُنَاكَ كَمَا يَبْدُو.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ ٱسْتَمَرَّ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْجُدُدُ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِغَيْرَةٍ.‏ (‏في ٢:‏١٢‏)‏ لِذَا كَانَ بُولُسُ فَخُورًا جِدًّا بِهِمْ.‏

٣ مَاذَا طَلَبَ بُولُسُ مِنْ يَهْوَهَ حَسَبَ فِيلِبِّي ١:‏٩-‏١١‏؟‏

٣ وَبَعْدَ نَحْوِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ،‏ كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَةً إِلَى جَمَاعَةِ فِيلِبِّي.‏ فِيمَا تَقْرَأُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةَ،‏ سَتُلَاحِظُ كَمْ أَحَبَّ بُولُسُ ٱلْإِخْوَةَ هُنَاكَ.‏ فَهُوَ كَتَبَ:‏ «أَحِنُّ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا حَنَانَ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏في ١:‏٨‏)‏ وَقَالَ لَهُمْ إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ لِتَزْدَادَ مَحَبَّتُهُمْ،‏ يُمَيِّزُوا ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً،‏ يَكُونُوا بِلَا عِلَّةٍ،‏ لَا يُعْثِرُوا ٱلْآخَرِينَ،‏ وَيَمْتَلِئُوا مِنْ ثَمَرِ ٱلْبِرِّ.‏ وَكَلِمَاتُهُ هٰذِهِ تُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ١:‏٩-‏١١‏.‏)‏ لِذَا سَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلنِّقَاطَ فِي مَقَالَتِنَا وَنَرَى كَيْفَ نُطَبِّقُهَا.‏

زِدْ مَحَبَّتَكَ

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا كَمَا تَذْكُرُ ١ يُوحَنَّا ٤:‏٩،‏ ١٠‏؟‏ (‏ب)‏ إِلَى أَيَّةِ دَرَجَةٍ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱللهَ؟‏

٤ أَظْهَرَ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ ٱلْكَبِيرَةَ لَنَا عِنْدَمَا أَرْسَلَ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَفْدِيَنَا.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ وَمَحَبَّةُ ٱللهِ غَيْرُ ٱلْأَنَانِيَّةِ تَدْفَعُنَا أَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ.‏ (‏رو ٥:‏٨‏)‏ وَإِلَى أَيَّةِ دَرَجَةٍ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّهُ؟‏ أَجَابَ يَسُوعُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ قَالَ لِفَرِّيسِيٍّ:‏ «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ».‏ (‏مت ٢٢:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُحِبَّ ٱللهَ بِقَلْبٍ مُنْقَسِمٍ،‏ بَلْ أَنْ نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا لَهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ.‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ لِلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي إِنَّ مَحَبَّتَهُمْ يَلْزَمُ أَنْ ‹تَزْدَادَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ›.‏ فَكَيْفَ نَزِيدُ مَحَبَّتَنَا لِلهِ؟‏

٥ كَيْفَ نَزِيدُ مَحَبَّتَنَا لِلهِ؟‏

٥ كَيْ نُحِبَّ ٱللهَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَهُ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مَنْ لَا يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ ٱللهَ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَشَارَ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِلهِ تَزِيدُ فِيمَا نَنَالُ ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلدَّقِيقَةَ عَنْهُ وَنُمَيِّزُ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْأُمُورِ.‏ (‏في ١:‏٩‏)‏ فَعِنْدَمَا بَدَأْنَا نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ بَدَأْنَا نُحِبُّ ٱللهَ مَعَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ عَنْ صِفَاتِهِ.‏ لٰكِنْ كُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْهُ،‏ قَوِيَتْ مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ لِذٰلِكَ نَعْتَبِرُ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهِ مِنْ أَهَمِّ ٱلْأُمُورِ فِي حَيَاتِنَا.‏ —‏ في ٢:‏١٦‏.‏

٦ بِنَاءً عَلَى ١ يُوحَنَّا ٤:‏١١،‏ ٢٠،‏ ٢١‏،‏ مَنْ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ أَيْضًا؟‏

٦ وَمَحَبَّةُ ٱللهِ ٱلْكَبِيرَةُ لَنَا تَدْفَعُنَا أَنْ نُحِبَّ إِخْوَتَنَا.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٤:‏١١،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّهُ سَهْلٌ أَنْ نُحِبَّهُمْ.‏ فَنَحْنُ جَمِيعًا نَعْبُدُ يَهْوَهَ وَنَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ كَمَا نَتْبَعُ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلَّذِي أَحَبَّنَا كَثِيرًا وَضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِنَا.‏ لٰكِنْ أَحْيَانًا،‏ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَصَلَ فِي جَمَاعَةِ فِيلِبِّي.‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلنَّصِيحَةِ إِلَى أَفُودِيَةَ وَسِنْتِيخِي وَكُلِّ جَمَاعَةِ فِيلِبِّي؟‏

٧ كَانَتْ أَفُودِيَةُ وَسِنْتِيخِي أُخْتَيْنِ غَيُورَتَيْنِ خَدَمَتَا «جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ» مَعَ بُولُسَ.‏ لٰكِنْ يَبْدُو أَنَّ خِلَافًا حَدَثَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا.‏ وَفِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى جَمَاعَةِ فِيلِبِّي،‏ سَمَّاهُمَا بِٱلِٱسْمِ وَأَوْصَاهُمَا «أَنْ يَكُونَ لَهُمَا ٱلْفِكْرُ نَفْسُهُ».‏ (‏في ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَرَأَى مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَنْصَحَ ٱلْجَمَاعَةَ بِكَامِلِهَا:‏ «اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ وَمُحَاجَّاتٍ».‏ (‏في ٢:‏١٤‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كَلِمَاتِهِ ٱلصَّرِيحَةَ سَاعَدَتْ هَاتَيْنِ ٱلْأُخْتَيْنِ وَكُلَّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُقَوُّوا مَحَبَّتَهُمْ وَاحِدِهِمْ لِلْآخَرِ.‏

لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى صِفَاتِ إِخْوَتِنَا ٱلْجَمِيلَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٨.‏)‏ *

٨ مَاذَا قَدْ يَمْنَعُنَا أَنْ نُحِبَّ إِخْوَتَنَا،‏ وَأَيَّةُ فِكْرَةٍ تُسَاعِدُنَا؟‏

٨ وَمِثْلَ أَفُودِيَةَ وَسِنْتِيخِي،‏ قَدْ يَمْنَعُنَا ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى أَغْلَاطِ إِخْوَتِنَا أَنْ نُحِبَّهُمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ فَنَحْنُ جَمِيعًا نُخْطِئُ كُلَّ يَوْمٍ.‏ وَإِذَا رَكَّزْنَا دَائِمًا عَلَى أَغْلَاطِ إِخْوَتِنَا،‏ تَبْرُدُ مَحَبَّتُنَا لَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ رُبَّمَا نَنْزَعِجُ مِنْ أَخٍ نَسِيَ أَنْ يُنَظِّفَ مَعَنَا قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَإِذَا بَدَأْنَا نَتَذَكَّرُ كُلَّ أَغْلَاطِهِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ نَنْزَعِجُ مِنْهُ أَكْثَرَ وَتَضْعُفُ مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ إِذَا حَصَلَ مَعَكَ شَيْءٌ مُشَابِهٌ،‏ فَتَذَكَّرْ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ:‏ يَهْوَهُ يَرَى أَغْلَاطَكَ وَأَغْلَاطَ أَخِيكَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا يَزَالُ يُحِبُّكَ وَيُحِبُّهُ أَيْضًا.‏ لِذَا تَمَثَّلْ بِهِ وَرَكِّزْ عَلَى صِفَاتِ إِخْوَتِكَ ٱلْجَمِيلَةِ.‏ وَعِنْدَمَا تَبْذُلُ جُهْدَكَ لِتُحِبَّهُمْ،‏ تَقْوَى ٱلْوَحْدَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ.‏ —‏ في ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

‏«اَلْأُمُورُ ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً»‏

٩ مَاذَا تَشْمُلُ «ٱلْأُمُورُ ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً»؟‏

٩ أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى بُولُسَ أَنْ يُوصِيَ أَهْلَ فِيلِبِّي وَكُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُمَيِّزُوا ‏«ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً».‏ ‏(‏في ١:‏١٠‏)‏ وَهِيَ تَشْمُلُ تَقْدِيسَ ٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ إِتْمَامَ وُعُودِهِ،‏ وَسَلَامَ ٱلْجَمَاعَةِ وَوَحْدَتَهَا.‏ (‏مت ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وَحِينَ نَضَعُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا،‏ نُؤَكِّدُ لِيَهْوَهَ أَنَّنَا نُحِبُّهُ.‏

١٠ مَاذَا نَفْعَلُ لِيَعْتَبِرَنَا يَهْوَهُ بِلَا عِلَّةٍ؟‏

١٠ أَيْضًا،‏ شَجَّعَنَا بُولُسُ أَنْ نَكُونَ ‏«بِلَا عِلَّةٍ».‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ.‏ فَيَهْوَهُ وَحْدَهُ كَامِلٌ بِٱلْمَعْنَى ٱلْمُطْلَقِ.‏ لٰكِنَّهُ يَعْتَبِرُنَا بِلَا عِلَّةٍ إِذَا بَذَلْنَا كُلَّ جُهْدِنَا لِنَزِيدَ مَحَبَّتَنَا وَنُمَيِّزَ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.‏ وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُهِمَّةِ لِنُظْهِرَ مَحَبَّتَنَا هِيَ أَلَّا نُعْثِرَ ٱلْآخَرِينَ.‏

١١ لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نُعْثِرَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١١ وَنَصِيحَةُ بُولُسَ أَلَّا نُعْثِرَ ٱلْآخَرِينَ هِيَ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَحْذِيرٌ مُهِمٌّ.‏ لٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُعْثِرَ أَحَدًا؟‏ رُبَّمَا بِٱخْتِيَارِ تَسْلِيَتِنَا أَوْ ثِيَابِنَا أَوْ حَتَّى عَمَلِنَا.‏ وَقَدْ لَا يَكُونُ مَا نَفْعَلُهُ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهِ،‏ لٰكِنَّهُ يُزْعِجُ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ وَرُبَّمَا يُعْثِرُهُمْ.‏ وَهٰذَا أَمْرٌ خَطِيرٌ جِدًّا.‏ فَيَسُوعُ قَالَ إِنَّهُ أَفْضَلُ لَنَا أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِنَا حَجَرٌ كَبِيرٌ وَنُرْمَى فِي ٱلْبَحْرِ مِنْ أَنْ نُعْثِرَ أَحَدَ خِرَافِهِ.‏ —‏ مت ١٨:‏٦‏.‏

١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ زَوْجَيْنِ فَاتِحَيْنِ؟‏

١٢ لَاحِظْ كَيْفَ طَبَّقَ زَوْجَانِ فَاتِحَانِ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ فَقَدْ كَانَ فِي جَمَاعَتِهِمَا زَوْجَانِ جَدِيدَانِ فِي ٱلْحَقِّ تَرَبَّيَا فِي بِيئَةٍ مُتَحَفِّظَةٍ جِدًّا.‏ وَبِرَأْيِ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَذْهَبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلسِّينَمَا،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْفِيلْمُ لَائِقًا.‏ لٰكِنَّهُمَا صُدِمَا عِنْدَمَا عَرَفَا أَنَّ ٱلفَاتِحَيْنِ شَاهَدَا فِيلْمًا فِي ٱلسِّينَمَا.‏ فَتَوَقَّفَ ٱلْفَاتِحَانِ عَنِ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلسِّينَمَا إِلَى أَنْ دَرَّبَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْجَدِيدَانِ ضَمِيرَهُمَا لِيُمَيِّزَ جَيِّدًا بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وَهٰكَذَا بَرْهَنَ ٱلْفَاتِحَانِ عَنْ مَحَبَّتِهِمَا لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ،‏ بَلْ بِٱلْعَمَلِ أَيْضًا.‏ —‏ رو ١٤:‏١٩-‏٢١؛‏ ١ يو ٣:‏١٨‏.‏

١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَدْفَعَ شَخْصًا أَنْ يَرْتَكِبَ خَطَأً؟‏

١٣ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ نُعْثِرُ ٱلْآخَرِينَ عِنْدَمَا نَدْفَعُهُمْ أَنْ يَرْتَكِبُوا خَطَأً مَا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ تَخَيَّلْ هٰذَا ٱلسِّينَارْيُو.‏ بَعْدَ صِرَاعٍ طَوِيلٍ وَصَعْبٍ،‏ يَتَخَلَّصُ أَخِيرًا تِلْمِيذٌ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ إِدْمَانِهِ عَلَى ٱلْكُحُولِ.‏ وَيُدْرِكُ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱمْتِنَاعَ عَنْهُ كُلِّيًّا لِئَلَّا يَعُودَ إِلَى مُشْكِلَتِهِ.‏ ثُمَّ يَتَقَدَّمُ بِسُرْعَةٍ وَيَعْتَمِدُ.‏ وَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ يَدْعُوهُ أَخٌ إِلَى مَنْزِلِهِ وَيُقَدِّمُ لَهُ مَشْرُوبًا كُحُولِيًّا.‏ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ بِنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ:‏ «أَنْتَ ٱلْآنَ أَخٌ مُعْتَمِدٌ وَلَدَيْكَ رُوحُ يَهْوَهَ.‏ وَهُوَ سَيُسَاعِدُكَ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ تَضْبُطَ نَفْسَكَ.‏ اِشْرَبْ قَلِيلًا».‏ تَخَيَّلْ مَاذَا سَيَحْصُلُ إِذَا ٱسْتَمَعَ ٱلْأَخُ ٱلْجَدِيدُ إِلَى هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ ٱلسَّيِّئَةِ!‏

١٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ أَنْ نُطَبِّقَ فِيلِبِّي ١:‏١٠‏؟‏

١٤ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلنَّصَائِحَ فِي فِيلِبِّي ١:‏١٠‏.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ أَوَّلًا،‏ يُذَكِّرُنَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ هُنَاكَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ.‏ ثَانِيًا،‏ نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُطَبِّقُ مَا نَسْمَعُهُ لِنَكُونَ بِلَا عِلَّةٍ.‏ وَثَالِثًا،‏ يُشَجِّعُنَا ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ عَلَى «ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ».‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَكُلَّمَا شَجَّعُونَا،‏ ٱزْدَادَتْ مَحَبَّتُنَا لَهُمْ وَلِيَهْوَهَ.‏ وَحِينَ تَمْلَأُ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ قُلُوبَنَا،‏ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا كَيْ لَا نُعْثِرَ أَحَدًا.‏

اِسْتَمِرَّ فِي حَمْلِ «ثَمَرِ ٱلْبِرِّ»‏

١٥ مَا مَعْنَى أَنْ نَحْمِلَ «ثَمَرَ ٱلْبِرِّ»؟‏

١٥ صَلَّى بُولُسُ مِنْ أَجْلِ أَهْلِ فِيلِبِّي كَيْ ‏‹يَمْتَلِئُوا مِنْ ثَمَرِ ٱلْبِرِّ›.‏ ‏(‏في ١:‏١١‏)‏ وَشَمَلَ هٰذَا ٱلثَّمَرُ دُونَ شَكٍّ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَشَعْبَهُ.‏ وَشَمَلَ أَيْضًا أَنْ يَتَحَدَّثُوا مَعَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِيَسُوعَ وَرَجَائِهِمِ ٱلرَّائِعِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ بُولُسُ فِي فِيلِبِّي ٢:‏١٥ تَشْبِيهًا آخَرَ قَائِلًا:‏ «تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي ٱلْعَالَمِ».‏ وَهٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَالَهُ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «أَنْتُمْ نُورُ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏مت ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَهُوَ أَوْصَاهُمْ أَنْ ‹يُتَلْمِذُوا› ٱلنَّاسَ،‏ وَقَالَ إِنَّهُمْ سَيَكُونُونَ «شُهُودًا .‏ .‏ .‏ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٨-‏٢٠؛‏ اع ١:‏٨‏)‏ إِذًا،‏ نَحْنُ نَحْمِلُ «ثَمَرَ ٱلْبِرِّ» عِنْدَمَا نَشْتَرِكُ بِنَشَاطٍ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْأَهَمِّ فِي أَيَّامِنَا.‏

حِينَ كَانَ بُولُسُ مَسْجُونًا فِي بَيْتٍ فِي رُومَا،‏ كَتَبَ رِسَالَتَهُ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي وَٱسْتَغَلَّ كُلَّ فُرْصَةٍ لِيُبَشِّرَ حُرَّاسَهُ وَزَائِرِيهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٦ كَيْفَ تُظْهِرُ فِيلِبِّي ١:‏١٢-‏١٤ أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُضِيءَ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

١٦ وَمَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُضِيءَ كَأَنْوَارٍ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ،‏ مَا يَبْدُو عَائِقًا لِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ يَفْتَحُ أَمَامَنَا فُرَصًا لِنُبَشِّرَ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ بُولُسُ مَسْجُونًا فِي بَيْتٍ فِي رُومَا عِنْدَمَا كَتَبَ ٱلرِّسَالَةَ إِلَى فِيلِبِّي.‏ لٰكِنَّ قُيُودَهُ لَمْ تَمْنَعْهُ أَنْ يُبَشِّرَ بِغَيْرَةٍ ٱلْحُرَّاسَ وَٱلزَّائِرِينَ.‏ وَمِثَالُهُ قَوَّى ٱلْإِخْوَةَ وَشَجَّعَهُمْ «عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَةِ ٱللهِ دُونَ خَوْفٍ».‏ —‏ اقرأ فيلبي ١:‏١٢-‏١٤؛‏ ٤:‏٢٢‏.‏

اِبْحَثْ دَائِمًا عَنْ طُرُقٍ كَيْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏ *

١٧ كَيْفَ يَسْتَمِرُّ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ فِي حَمْلِ «ثَمَرِ ٱلْبِرِّ» حَتَّى فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏

١٧ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَتْبَعُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ مِثَالَ بُولُسَ.‏ فَهُمْ يَعِيشُونَ فِي بُلْدَانٍ تَحْظُرُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدُمُوا عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ لِذَا يَبْحَثُونَ عَنْ طُرُقٍ أُخْرَى لِيُبَشِّرُوا.‏ (‏مت ١٠:‏١٦-‏٢٠‏)‏ وَفِي أَحَدِ هٰذِهِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ ٱقْتَرَحَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ أَنْ يُغَطِّيَ كُلُّ نَاشِرٍ «مُقَاطَعَتَهُ» ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ،‏ جِيرَانِهِ،‏ زُمَلَائِهِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ،‏ وَمَعَارِفِهِ.‏ وَخِلَالَ سَنَتَيْنِ،‏ ٱزْدَادَ عَدَدُ ٱلْجَمَاعَاتِ فِي هٰذِهِ ٱلدَّائِرَةِ زِيَادَةً كَبِيرَةً.‏ وَمَعَ أَنَّنَا قَدْ نَخْدُمُ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ فِي بَلَدِنَا،‏ نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْغَيُورِينَ دَرْسًا مُهِمًّا:‏ لِنَبْحَثْ دَائِمًا عَنْ طُرُقٍ كَيْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَلْنَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَوِّينَا لِنَتَخَطَّى أَيَّ عَائِقٍ.‏ —‏ في ٢:‏١٣‏.‏

١٨ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟‏

١٨ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نُطَبِّقَ نَصَائِحَ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْأُمُورَ ٱلْأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً،‏ نَكُونَ بِلَا عِلَّةٍ،‏ لَا نُعْثِرَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَنَمْتَلِئَ مِنْ ثَمَرِ ٱلْبِرِّ.‏ وَهٰكَذَا نَزِيدُ مَحَبَّتَنَا وَنُمَجِّدُ أَبَانَا يَهْوَهَ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٧ «أُرِيدُ»‏

^ ‎الفقرة 5‏ اَلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ،‏ نَحْتَاجُ أَنْ نَزِيدَ مَحَبَّتَنَا لِإِخْوَتِنَا.‏ وَٱلرِّسَالَةُ إِلَى أَهْلِ فِيلِبِّي تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ حَتَّى عِنْدَمَا يَكُونُ صَعْبًا.‏

^ ‎الفقرة 54‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ خِلَالَ تَنْظِيفِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ أَخٌ ٱسْمُهُ جُون يَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلْعَمَلِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَ أَخٍ وَٱبْنِهِ.‏ فَيَنْزَعِجُ مِنْهُ مَايْكُ ٱلَّذِي يُنَظِّفُ ٱلْأَرْضَ وَيُفَكِّرُ:‏ ‹لَيْتَهُ يَعْمَلُ بَدَلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ!‏›.‏ وَلٰكِنْ لَاحِقًا،‏ يَرَى مَايْك جُون يُسَاعِدُ بِلُطْفٍ أُخْتًا مُسِنَّةً،‏ فَيَتَذَكَّرُ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى صِفَاتِ أَخِيهِ ٱلْجَيِّدَةِ.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ فِي بَلَدٍ يَحْظُرُ عَمَلَنَا،‏ أَخٌ يُبَشِّرُ أَحَدَ مَعَارِفِهِ دُونَ لَفْتِ نَظَرٍ.‏ وَلَاحِقًا خِلَالَ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ،‏ يُبَشِّرُ زَمِيلَهُ فِي ٱلْعَمَلِ.‏