الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٢

تمثَّل بتواضع يهوه وخدامه

تمثَّل بتواضع يهوه وخدامه

‏‹اُسْلُكْ مُحْتَشِمًا مَعَ إِلٰهِكَ›.‏ —‏ مي ٦:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣١ مَعْ يَهْوَهَ نَمْشِي

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا قَالَ دَاوُدُ عَنْ تَوَاضُعِ يَهْوَهَ؟‏

هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ إِنَّ يَهْوَهَ مُتَوَاضِعٌ؟‏ طَبْعًا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ عَنْ يَهْوَهَ:‏ «تُعْطِينِي تُرْسَ خَلَاصِكَ،‏ وَتَوَاضُعُكَ يُعَظِّمُنِي».‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٣٦؛‏ مز ١٨:‏٣٥‏)‏ وَرُبَّمَا كَانَ فِي بَالِهِ مَا حَصَلَ حِينَ أَتَى ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ لِيُعَيِّنَ مَلِكًا جَدِيدًا لِإِسْرَائِيلَ.‏ فَمَعْ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ ٱلْأَصْغَرَ بَيْنَ ثَمَانِيَةِ شُبَّانٍ،‏ ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ لِيَحِلَّ مَحَلَّ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ.‏ —‏ ١ صم ١٦:‏١،‏ ١٠-‏١٣‏.‏

٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ وَمِثْلَ دَاوُدَ،‏ قَدَّرَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٣ تَوَاضُعَ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ كَتَبَ عَنْهُ:‏ «يَنْحَنِي لِيَنْظُرَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ،‏ ٱلْمُقِيمُ ٱلْمِسْكِينَ مِنَ ٱلتُّرَابِ،‏ ٱلرَّافِعُ ٱلْفَقِيرَ .‏ .‏ .‏ لِيُجْلِسَهُ مَعَ أَشْرَافٍ».‏ (‏مز ١١٣:‏٦-‏٨‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلتَّوَاضُعَ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ.‏ وَسَنَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ،‏ وَٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ،‏ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ أَيْ لَا نَتَخَطَّى حُدُودَنَا.‏

كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ يَهْوَهَ؟‏

٣ كَيْفَ يَتَعَامَلُ يَهْوَهُ مَعَنَا،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ ذٰلِكَ؟‏

٣ يَظْهَرُ تَوَاضُعُ يَهْوَهَ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَقْبَلُ عِبَادَتَنَا فَقَطْ،‏ بَلْ يَعْتَبِرُنَا أَصْدِقَاءَهُ أَيْضًا.‏ (‏مز ٢٥:‏١٤‏)‏ وَهٰذَا كَلَّفَهُ غَالِيًا.‏ فَهُوَ أَخَذَ ٱلْمُبَادَرَةَ وَضَحَّى بِٱبْنِهِ فِدْيَةً عَنْ خَطَايَانَا.‏ فَكَمْ هُوَ حَنُونٌ وَرَحِيمٌ!‏

٤ مَاذَا أَعْطَانَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤ دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى تَوَاضُعِ يَهْوَهَ هُوَ أَنَّهُ أَعْطَانَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَخْلُقْنَا مُبَرْمَجِينَ لِنُطِيعَهُ،‏ بَلْ صَنَعَنَا عَلَى صُورَتِهِ وَأَعْطَانَا ٱلْحُرِّيَّةَ أَنْ نَخْتَارَ كَيْفَ نَعِيشُ.‏ وَمَعْ أَنَّنَا ضُعَفَاءُ وَصِغَارٌ جِدًّا مُقَارَنَةً بِهِ،‏ يَهْتَمُّ بِقَرَارَاتِنَا وَيُرِيدُ أَنْ نَخْدُمَهُ لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَعْرِفُ أَنَّ إِطَاعَتَهُ هِيَ لِخَيْرِنَا.‏ (‏تث ١٠:‏١٢؛‏ اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَنَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّنَا نَخْدُمُ هٰذَا ٱلْإِلٰهَ ٱلْمُتَوَاضِعَ.‏

صُورَةٌ لِيَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَبِجَانِبِهِ حُكَّامٌ مُعَاوِنُونَ لَهُ،‏ وَهُمْ جَمِيعًا يَنْظُرُونَ إِلَى عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ.‏ وَبَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ يَنْزِلُونَ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَقُومُوا بِتَعْيِينَاتِهِمْ.‏ وَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ سُلْطَةً لِكُلِّ ٱلَّذِينَ فِي هٰذِهِ ٱلصُّورَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٥.‏)‏

٥ كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ ٱلتَّوَاضُعَ؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

٥ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ ٱلتَّوَاضُعَ مِنْ خِلَالِ تَعَامُلَاتِهِ مَعَنَا.‏ فَمَعْ أَنَّهُ ٱلْأَحْكَمُ فِي ٱلْكَوْنِ،‏ يَقْبَلُ ٱقْتِرَاحَاتِ ٱلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ سَمَحَ يَهْوَهُ لِٱبْنِهِ أَنْ يَعْمَلَ مَعَهُ حِينَ خَلَقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ (‏ام ٨:‏٢٧-‏٣٠؛‏ كو ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَرَغْمَ قُدْرَةِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي بِلَا حُدُودٍ،‏ يُفَوِّضُ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهُوَ عَيَّنَ يَسُوعَ مَلِكًا فِي مَمْلَكَتِهِ،‏ وَسَيُعْطِي سُلْطَةً لِـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ شَخْصٍ أَنْ يَحْكُمُوا مَعَ ٱبْنِهِ.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢‏)‏ طَبْعًا،‏ دَرَّبَ يَهْوَهُ يَسُوعَ لِيَكُونَ مَلِكًا وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ.‏ (‏عب ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَهُوَ يُدَرِّبُ أَيْضًا ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعْ يَسُوعَ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يُعْطِيهُمْ هٰذَا ٱلتَّعْيِينَ ثُمَّ يَتَدَخَّلُ فِي كُلِّ تَفْصِيلٍ.‏ فَهُوَ يَثِقُ أَنَّهُمْ سَيُتَمِّمُونَ مَشِيئَتَهُ.‏ —‏ رؤ ٥:‏١٠‏.‏

نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ حِينَ نُدَرِّبُ ٱلْآخَرِينَ وَنُفَوِّضُ ٱلْعَمَلَ إِلَيْهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ٦-‏٧.‏)‏ *

٦-‏٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ عَنْ تَفْوِيضِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ؟‏

٦ إِذَا كَانَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلَّذِي لَا يَحْتَاجُ إِلَى مُسَاعَدَةِ أَحَدٍ يُفَوِّضُ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ،‏ أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ مِثْلَهُ؟‏ مَثَلًا،‏ هَلْ أَنْتَ رَأْسُ عَائِلَةٍ أَوْ شَيْخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ تَمَثَّلْ بِيَهْوَهَ وَفَوِّضِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ دُونَ أَنْ تَتَدَخَّلَ فِي ٱلشَّارِدَةِ وَٱلْوَارِدَةِ.‏ وَهٰكَذَا يُنْجَزُ ٱلْعَمَلُ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تُدَرِّبُ غَيْرَكَ وَتُقَوِّي ثِقَتَهُمْ بِنَفْسِهِمْ.‏ (‏اش ٤١:‏١٠‏)‏ وَهُنَاكَ دَرْسٌ آخَرُ يَتَعَلَّمُهُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ سُلْطَةٌ.‏

٧ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ أَنْ يَسْمَعَ آرَاءَ أَبْنَائِهِ ٱلْمَلَائِكَةِ.‏ (‏١ مل ٢٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ فَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا،‏ فَكَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِهِ؟‏ جَيِّدٌ مَثَلًا أَنْ تَسْأَلَ وَلَدَكَ كَيْفَ بِرَأْيِهِ يُمْكِنُ إِنْجَازُ عَمَلٍ مَا.‏ وَحِينَ يَكُونُ مُنَاسِبًا،‏ ٱتْبَعِ ٱقْتِرَاحَهُ.‏

٨ كَيْفَ صَبَرَ يَهْوَهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ؟‏

٨ أَيْضًا،‏ يَظْهَرُ تَوَاضُعُ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ صَبْرِهِ عَلَيْنَا.‏ مَثَلًا،‏ يَصْبِرُ يَهْوَهُ عَلَى خُدَّامِهِ حِينَ يَعْتَرِضُونَ بِٱحْتِرَامٍ عَلَى قَرَارَاتِهِ.‏ فَهُوَ ٱسْتَمَعَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنْ شُكُوكِهِ فِي قَرَارِ تَدْمِيرِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ (‏تك ١٨:‏٢٢-‏٣٣‏)‏ لَاحِظْ أَيْضًا كَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَهُ مَعْ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَغْضَبْ لِأَنَّهَا ضَحِكَتْ حِينَ سَمِعَتْ وَعْدَهُ أَنْ تَلِدَ وَهِيَ عَجُوزٌ،‏ بَلْ عَامَلَهَا بِٱحْتِرَامٍ.‏ —‏ تك ١٨:‏١٠-‏١٤‏.‏

٩ كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ؟‏

٩ إِذَا كُنْتَ وَالِدًا أَوْ شَيْخًا،‏ فَكَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ؟‏ مَثَلًا،‏ كَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ إِذَا ٱعْتَرَضَ أَحَدٌ عَلَى قَرَارٍ أَخَذْتَهُ؟‏ هَلْ تُحَاوِلُ فَوْرًا أَنْ تُرِيَهُ أَنَّهُ مُخْطِئٌ أَمْ تُحَاوِلُ أَنْ تَفْهَمَ وُجْهَةَ نَظَرِهِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَائِلَاتِ وَٱلْجَمَاعَاتِ تَسْتَفِيدُ كَثِيرًا حِينَ يَتَمَثَّلُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ سُلْطَةٌ بِإِلٰهِنَا يَهْوَهَ.‏ حَتَّى ٱلْآنَ،‏ نَاقَشْنَا كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ يَهْوَهَ.‏ وَسَنَرَى فِي بَاقِي ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ تُعَلِّمُنَا أَمْثِلَةٌ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ،‏ أَيْ لَا نَتَخَطَّى حُدُودَنَا.‏

شَخْصِيَّاتٌ نَتَعَلَّمُ مِنْهَا ٱلْكَثِيرَ

١٠ كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٠ يَهْوَهُ،‏ ‹مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ›،‏ يُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏اش ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَفِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ،‏ نَقْرَأُ عَنْ أَشْخَاصٍ كَانُوا مُتَوَاضِعِينَ وَلَمْ يَتَخَطَّوْا حُدُودَهُمْ،‏ وَآخَرِينَ كَانُوا بِعَكْسِهِمْ وَعَانَوُا ٱلْكَثِيرَ نَتِيجَةَ أَفْعَالِهِمْ.‏ —‏ مز ٣٧:‏٣٧؛‏ ١ كو ١٠:‏١١‏.‏

١١ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مِثَالِ شَاوُلَ؟‏

١١ فَكِّرْ فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ.‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ شَابًّا مُتَوَاضِعًا يَعْرِفُ حُدُودَهُ،‏ حَتَّى إِنَّهُ تَرَدَّدَ فِي قُبُولِ تَعْيِينٍ مِنْ يَهْوَهَ.‏ (‏١ صم ٩:‏٢١؛‏ ١٠:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ لٰكِنْ بَعْدَ أَنْ صَارَ مَلِكًا بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ تَحَوَّلَ إِلَى شَخْصٍ مُتَكَبِّرٍ لَا يَعْرِفُ حُدُودَهُ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ فَقَدَ صَبْرَهُ وَهُوَ يَنْتَظِرُ ٱلنَّبِيَّ صَمُوئِيلَ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْأُمُورَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ،‏ قَدَّمَ ذَبِيحَةَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا لَيْسَ مِنْ حَقِّهِ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ خَسِرَ شَاوُلُ رِضَى يَهْوَهَ وَمُلْكَهُ أَيْضًا.‏ (‏١ صم ١٣:‏٨-‏١٤‏)‏ وَمَاذَا عَنَّا؟‏ لِنَكُنْ حُكَمَاءَ وَنَتَعَلَّمْ مِنْ مِثَالِ شَاوُلَ أَنْ لَا نَتَخَطَّى حُدُودَنَا.‏

١٢ كَيْفَ كَانَ دَانِيَالُ مِثَالًا لَنَا؟‏

١٢ بِعَكْسِ شَاوُلَ،‏ تَرَكَ لَنَا ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ مِثَالًا جَيِّدًا.‏ فَطَوَالَ حَيَاتِهِ،‏ بَقِيَ مُتَوَاضِعًا وَطَلَبَ دَائِمًا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ أَنْ يُفَسِّرَ حُلْمَ نَبُوخَذْنَصَّرَ،‏ لَمْ يُرْجِعِ ٱلْفَضْلَ إِلَى نَفْسِهِ بَلْ أَعْطَى كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِيَهْوَهَ.‏ (‏دا ٢:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟‏ إِذَا كُنَّا خُطَبَاءَ جَيِّدِينَ أَوْ مُبَشِّرِينَ مَاهِرِينَ،‏ فَلَا نَنْسَ أَنْ نُعْطِيَ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ تَمَامًا أَنَّنَا مَا كُنَّا لِنَنْجَحَ لَوْلَا دَعْمُ إِلٰهِنَا.‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ وَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ،‏ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ أَيْضًا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ٥:‏١٩،‏ ٣٠‏؟‏

١٣ مَعْ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ كَامِلًا،‏ ٱتَّكَلَ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ٥:‏١٩،‏ ٣٠‏.‏)‏ فَهُوَ لَمْ يُحَاوِلْ إِطْلَاقًا أَنْ يُنَافِسَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ.‏ تُخْبِرُنَا فِيلِبِّي ٢:‏٦ أَنَّ يَسُوعَ «لَمْ يَتَأَمَّلْ فِي فِكْرَةِ ٱخْتِلَاسٍ،‏ أَيْ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلهِ».‏ فَهُوَ عَرَفَ حُدُودَهُ وَٱحْتَرَمَ سُلْطَةَ أَبِيهِ.‏

عَرَفَ يَسُوعُ حُدُودَهُ وَلَمْ يَتَجَاوَزْ صَلَاحِيَّاتِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ يَعْرِفُ حُدُودَهُ؟‏

١٤ لَاحِظْ كَيْفَ تَصَرَّفَ يَسُوعُ عِنْدَمَا طَلَبَتْ مِنْهُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَنْ يَجْلِسَ ٱبْنَاهَا عَنْ يَمِينِهِ وَيَسَارِهِ فِي مَمْلَكَتِهِ.‏ فَهُوَ عَرَفَ أَنَّ ذٰلِكَ لَيْسَ مِنْ صَلَاحِيَّاتِهِ.‏ لِذَا قَالَ دُونَ تَرَدُّدٍ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وَهٰكَذَا أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ مُتَوَاضِعٌ وَيَعْرِفُ حُدُودَهُ.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَجَاوَزْ أَبَدًا سُلْطَةَ يَهْوَهَ.‏ (‏يو ١٢:‏٤٩‏)‏ فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟‏

كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ وَنَكُونُ مُتَوَاضِعِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ١٥-‏١٦.‏)‏ *

١٥-‏١٦ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلنَّصِيحَةَ فِي ١ كُورِنْثُوس ٤:‏٦‏؟‏

١٥ نَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ حِينَ نُطَبِّقُ ٱلنَّصِيحَةَ فِي ١ كُورِنْثُوس ٤:‏٦‏:‏ «لَا تَتَجَاوَزُوا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ».‏ لِذَا حِينَ يَطْلُبُ أَحَدٌ نَصِيحَتَنَا،‏ لَا نُعْطِيهِ رَأْيَنَا ٱلشَّخْصِيَّ أَوْ نَقُولُ أَوَّلَ شَيْءٍ يَخْطُرُ فِي بَالِنَا.‏ بَلْ نَلْفِتُ نَظَرَهُ إِلَى رَأْيِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَطْبُوعَاتِنَا.‏ وَبِذٰلِكَ نَكُونُ مُتَوَاضِعِينَ وَنَعْرِفُ حُدُودَنَا،‏ وَنُعْطِي ٱلْفَضْلَ ‹لِأَحْكَامِ يَهْوَهَ ٱلْعَادِلَةِ›.‏ —‏ رؤ ١٥:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٦ إِضَافَةً إِلَى تَمْجِيدِ يَهْوَهَ،‏ هُنَاكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَسَنَرَى ٱلْآنَ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ يُفَرِّحُنَا وَيُحَسِّنُ عَلَاقَتَنَا بِٱلْآخَرِينَ.‏

كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

١٧ لِمَ ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَ حُدُودَهُمْ هُمْ عَادَةً سُعَدَاءُ؟‏

١٧ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَوَاضِعَ ٱلَّذِي يَعْرِفُ حُدُودَهُ هُوَ عَادَةً سَعِيدٌ.‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ عِنْدَمَا نُدْرِكُ أَنَّ هُنَاكَ أُمُورًا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُومَ بِهَا،‏ نَفْرَحُ بِأَيِّ مُسَاعَدَةٍ يُقَدِّمُهَا لَنَا ٱلْآخَرُونَ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي مَا حَصَلَ حِينَ شَفَى يَسُوعُ عَشَرَةَ رِجَالٍ بُرْصٍ.‏ فَقَدْ عَادَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِيَشْكُرَ يَسُوعَ لِأَنَّهُ أَرَاحَهُ مِنْ مَرَضِهِ ٱلصَّعْبِ.‏ فَهُوَ أَدْرَكَ أَنَّهُ لَوْلَا مُسَاعَدَةُ يَسُوعَ لَمَا شُفِيَ أَبَدًا.‏ فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَوَاضِعُ فَرِحَ كَثِيرًا بِمُسَاعَدَةِ يَسُوعَ وَمَجَّدَ ٱللهَ.‏ —‏ لو ١٧:‏١١-‏١٩‏.‏

١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَنْ نَتَّفِقَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏روما ١٢:‏١٠‏)‏

١٨ وَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ ٱلَّذِي يَعْرِفُ حُدُودَهُ سَهْلٌ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّفِقَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَيَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةً.‏ مَا ٱلسَّبَبُ؟‏ لِأَنَّهُ يَعْتَرِفُ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا لَدَيْهِمْ صِفَاتٌ حُلْوَةٌ وَيَثِقُ بِهِمْ.‏ كَمَا يَفْرَحُ بِنَجَاحِ ٱلْآخَرِينَ فِي تَعْيِينَاتِهِمْ وَ ‹يَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ› فِي مَدْحِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ.‏ —‏ اقرأ روما ١٢:‏١٠‏.‏

١٩ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُتَكَبِّرِينَ؟‏

١٩ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ صَعْبٌ عَلَى ٱلْمُتَكَبِّرِ أَنْ يَمْدَحَ غَيْرَهُ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ ٱلْمَدْحِ لَهُ.‏ وَكَثِيرًا مَا يُقَارِنُ نَفْسَهُ بِٱلْآخَرِينَ وَيُنَافِسُهُمْ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يُدَرِّبَ غَيْرَهُ وَيُفَوِّضَهُمْ،‏ يَقُولُ:‏ ‹إِذَا أَرَدْتَ أَنْ يُنْجَزَ ٱلْعَمَلُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلصَّحِيحَةِ [ٱلصَّحِيحَةِ فِي نَظَرِهِ]،‏ فَعَلَيْكَ أَنْ تُنْجِزَهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ›.‏ وَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَكَبِّرُ غَالِبًا مَا يَكُونُ حَسُودًا وَيُحِبُّ أَنْ يُبْرِزَ نَفْسَهُ.‏ (‏غل ٥:‏٢٦‏)‏ وَهٰذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ يَخْسَرُونَ أَصْدِقَاءَهُمْ بِسُرْعَةٍ.‏ لِذَا فِي حَالِ شَعَرْنَا أَنَّنَا نَمِيلُ إِلَى ٱلتَّكَبُّرِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَرَجَّى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا كَيْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا› قَبْلَ أَنْ تَصِيرَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا.‏ —‏ رو ١٢:‏٢‏.‏

٢٠ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ وَنَعْرِفَ حُدُودَنَا؟‏

٢٠ رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ بِتَوَاضُعٍ.‏ وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ وَنُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ أَيْضًا بِشَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِيْنَ خَدَمُوهُ بِتَوَاضُعٍ.‏ فَلْنُعْطِ يَهْوَهَ دَائِمًا ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وَهٰكَذَا نَقْدِرُ أَنْ ‹نَسْلُكَ مَعَ إِلٰهِنَا› لِأَنَّهُ يُحِبُّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَوَاضِعَ ٱلَّذِي يَعْرِفُ حُدُودَهُ.‏ —‏ مي ٦:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٣ اَلْإِذْعَانُ بِوَلَاءٍ لِلتَّرْتِيبِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ

^ ‎الفقرة 5‏ اَلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ وَيَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ،‏ لِذٰلِكَ نَقُولُ إِنَّ يَهْوَهَ مُتَوَاضِعٌ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ.‏ وَسَنَرَى كَيْفَ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ وَٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ لَا نَتَخَطَّى حُدُودَنَا.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ شَيْخٌ يَأْخُذُ وَقْتَهُ فِي تَدْرِيبِ أَخٍ شَابٍّ كَيْ يَهْتَمَّ بِمُقَاطَعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لَاحِقًا،‏ يَتْرُكُ ٱلشَّيْخُ ٱلْأَخَ ٱلشَّابَّ يَهْتَمُّ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ وَحْدَهُ دُونَ أَنْ يَتَدَخَّلَ فِي ٱلشَّارِدَةِ وَٱلْوَارِدَةِ.‏

^ ‎الفقرة 62‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أُخْتٌ تَسْأَلُ شَيْخًا هَلْ مُنَاسِبٌ أَنْ تَحْضُرَ عُرْسًا فِي كَنِيسَةٍ.‏ لَا يُعْطِي ٱلشَّيْخُ رَأْيَهُ بَلْ يَقْرَأُ مَعَهَا مَبَادِئَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏