مقالة الدرس ٣٤
‹ذُق وانظر ما اطيب يهوه›
«ذوقوا وانظُروا ما أطيَبَ يَهْوَه. سَعيدٌ هوَ الرَّجُلُ المُحتَمي به». — مز ٣٤:٨.
التَّرنيمَة ١١٧ لِنعكِسْ صَلاحَ يَهْوَه
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ حَسَبَ المَزْمُور ٣٤:٨، مَتَى نفهَمُ بِالضَّبطِ كم يَهْوَه صالِح؟
تخَيَّلْ أنَّ شَخصًا عرَضَ علَيكَ أن تُجَرِّبَ أكلَةً جَديدَة. فتنظُرُ إلَيها، تشُمُّ رائِحَتَها، تُحاوِلُ أن تعرِفَ مُكَوِّناتِها، أو حَتَّى تسألُ رَأيَ الآخَرينَ فيها. لكنَّكَ لن تعرِفَ طَعمَها إلَّا حينَ تذوقُها أنتَ بِنَفْسِك.
٢ بِشَكلٍ مُماثِل، نقدِرُ أن نقرَأَ عن صَلاحِ يَهْوَه في الكِتابِ المُقَدَّسِ والمَطبوعات، أو نسمَعَ إخوَتَنا يتَحَدَّثونَ عنِ الأُمورِ الصَّالِحَة الَّتي يُعطيها لهُم. لكنَّنا لن نفهَمَ بِالضَّبطِ كَم يَهْوَه صالِحٌ إلَّا حينَ ‹نذوقُ› ذلِك نَحنُ بِأنفُسِنا. (إقرإ المزمور ٣٤:٨.) مَثَلًا، لِنفرِضْ أنَّنا نُريدُ أن نُشارِكَ في أحَدِ أنواعِ الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت. وكَي نصِلَ إلى هذا الهَدَف، علَينا أن نُبَسِّطَ حَياتَنا. طَبعًا، نَحنُ قرَأنا مَرَّاتٍ كَثيرَة الوَعدَ في مَتَّى ٦:٣٣: أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ حاجاتِنا إذا طلَبنا مَملَكَتَهُ أوَّلًا. ولكنْ رُبَّما لَم نلمُسْ ذلِكَ في حَياتِنا مِن قَبل. مع ذلِك، نثِقُ بِهذا الوَعد. فنُخَفِّفُ مَصاريفَنا، نُقَلِّلُ عَمَلَنا، ونُرَكِّزُ أكثَرَ على الخِدمَة. وعِندَئِذٍ نتَعَلَّمُ مِن تَجرِبَتِنا أنَّ يَهْوَه يُؤَمِّنُ فِعلًا حاجاتِنا. وهكَذا ‹نذوقُ› نَحنُ بِأنفُسِنا ما أطيَبَ يَهْوَه.
٣ حَسَبَ المَزْمُور ٣١:١٩، مَن يستَفيدُ مِن صَلاحِ يَهْوَه؟
٣ يَهْوَه «صالِحٌ لِلكُلّ»، حَتَّى لِلَّذينَ لا يعرِفونَه. (مز ١٤٥:٩؛ مت ٥:٤٥) لكنَّهُ يهتَمُّ خُصوصًا بِالَّذينَ يُحِبُّونَهُ ويَخدُمونَهُ بِكُلِّ قَلبِهِم، ويُعطيهِم بَرَكاتٍ كَثيرَة. (إقرإ المزمور ٣١:١٩.) إلَيكَ بَعضَ الأمثِلَة.
٤ كَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه الصَّلاحَ لِلَّذينَ يبدَأُونَ بِالاقتِرابِ إلَيه؟
كو ١:٢١) وعِندَما نذَرنا حَياتَنا لهُ واعتَمَدنا، لمَسنا صَلاحَهُ أكثَر. فقدْ أعطانا ضَميرًا طاهِرًا، وقبِلَنا كأصدِقاءَ له. — ١بط ٣:٢١.
٤ كُلَّما طبَّقنا ما نتَعَلَّمُهُ مِن يَهْوَه، رأيْنا الفَوائِدَ في حَياتِنا. فحينَ بدَأنا نتَعَلَّمُ عنهُ ونُحِبُّه، ساعَدَنا أن نتَغَلَّبَ على أفكارٍ وأعمالٍ كانَت تُبعِدُنا عنه. (٥ كَيفَ نرى صَلاحَ يَهْوَه في خِدمَتِنا؟
٥ وَيستَمِرُّ يَهْوَه في إظهارِ صَلاحِهِ لنا حينَ نُشارِكُ في الخِدمَة. فهل أنتَ شَخصٌ خَجولٌ مِثلَ إخوَةٍ كَثيرين؟ إذًا، رُبَّما لم تتَخَيَّلْ أنَّكَ في يَومٍ مِنَ الأيَّامِ ستدُقُّ بابَ شَخصٍ غَريب، وتُخبِرُهُ رِسالَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. ولكنْ بِفَضلِ مُساعَدَةِ يَهْوَه، صِرتَ تُشارِكُ بِانتِظامٍ في هذا العَمَل، حَتَّى إنَّكَ تتَمَتَّعُ به. ولا بُدَّ أنَّكَ شعَرتَ كَيفَ دعَمَكَ يَهْوَه بِطُرُقٍ أُخرى. فهو ساعَدَكَ أن تُحافِظَ على هُدوئِكَ في وَجهِ المُقاوَمَة، ذكَّرَكَ بِالآيَةِ المُناسِبَة وأنتَ تتَحَدَّثُ مع شَخصٍ مُهتَمّ، وقوَّاكَ لِتستَمِرَّ في التَّبشيرِ رَغمَ عَدَمِ اهتِمامِ النَّاس. — ار ٢٠:٧-٩.
٦ أيُّ تَدريبٍ يُعطيهِ لنا يَهْوَه، وَكَيفَ يُفيدُنا؟
٦ أيضًا، يُظهِرُ يَهْوَه صَلاحَهُ لنا بِتَدريبِنا على الخِدمَة. (يو ٦:٤٥) ففي اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع، نتَعَلَّمُ مِن فيديواتِ «إقتِراحاتٌ لِلمُناقَشَة» ماذا نقولُ لِلنَّاسِ حينَ نُبَشِّرُهُم. في البِدايَة، قد نتَرَدَّدُ أن نستَعمِلَ هذِهِ الاقتِراحات. ولكنْ حينَ نُجَرِّبُها، نجِدُها ناجِحَةً جِدًّا. كما تُشَجِّعُنا الاجتِماعاتُ الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة أن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا. وقدْ نتَرَدَّدُ أيضًا في أخذِ هذِهِ الخُطوَة. ولكنْ عِندَما نخدُمُ يَهْوَه بِكُلِّ طاقَتِنا مَهما كانَت ظُروفُنا، سَيُبارِكُنا بِالتَّأكيد. لِنرَ بَعضَ هذِهِ البَرَكات، ثُمَّ لِنُناقِشْ بعضَ الطُّرُقِ كَي نُوَسِّعَ خِدمَتَنا.
بَرَكاتٌ ننالُها حينَ نتَّكِلُ على يَهْوَه
٧ أيُّ بَرَكَةٍ ننالُها حينَ نُوَسِّعُ خِدمَتَنا؟
٧ نقتَرِبُ أكثَرَ إلى يَهْوَه. هذا ما حصَلَ مع شَيخٍ في كُولُومْبِيَا اسْمُهُ سَامُوِيل وزَوجَتِه. * فهُما كانا يخدُمانِ بِفَرَحٍ كفاتِحَينِ في جَماعَتِهِما. لكنَّهُما أرادا أن يُوَسِّعا خِدمَتَهُما، ويَنتَقِلا إلى جَماعَةٍ فيها حاجَةٌ أكبَر. وكَي يصِلا إلى هَدَفِهِما، لزِمَ أن يقوما بِبَعضِ التَّضحِيات. يقولُ سَامُوِيل: «طبَّقنا متَّى ٦:٣٣، وقلَّلنا المَصاريفَ غَيرَ الضَّرورِيَّة. لكنَّ أصعَبَ شَيءٍ فعَلناهُ هو تَركُ شِقَّتِنا. فكانَت مُصَمَّمَةً على ذَوقِنا، وقدْ دفَعنا ثَمَنَها بِالكامِل». ولكنْ حينَ بدَآ تَعيينَهُما الجَديد، اكتَشَفا أنَّهُما يقدِرانِ أن يعيشا بِسُدسِ مَدخولِهِما السَّابِق. يُخبِرُ سَامُوِيل: «رأيْنا كَيفَ يُوَجِّهُ يَهْوَه خُطُواتِنا ويَستَجيبُ صَلَواتِنا. وهو يُظهِرُ لنا مَحَبَّتَهُ ورِضاهُ بِطُرُقٍ لم نختَبِرْها مِن قَبل». فهل تقدِرُ أنتَ أيضًا أن تُوَسِّعَ خِدمَتَك؟ ثِقْ أنَّ هذا سَيُقَرِّبُكَ إلى يَهْوَه، وهو سَيُؤَمِّنُ حاجاتِك. — مز ١٨:٢٥.
٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِن كَلِماتِ إيفَان وفِيكْتُورْيَا؟
٨ نفرَحُ بِخِدمَتِنا. مَثَلًا، يخدُمُ الزَّوجانِ إيفَان وفِيكْتُورْيَا فاتِحَينِ في قِيرْغِيزِسْتَان. وقدْ أبقَيا حَياتَهُما بَسيطَةً ليُشارِكا في أيِّ تَعيين، بِما في ذلِك مَشاريعُ البِناء. يذكُرُ إيفَان: «نعمَلُ جُهدَنا في كُلِّ مَشروع. ومع أنَّنا نكونُ مُتعَبَينِ في آخِرِ اليَوم، نفرَحُ كَثيرًا لِأنَّنا صرَفنا طاقَتَنا في خِدمَةِ يَهْوَه. كما تعَرَّفنا إلى أصدِقاءَ كَثيرين، وصارَت لَدَينا ذِكرَياتٌ حُلوَة». —٩ كَيفَ وسَّعت مِيرِيه خِدمَتَها رَغمَ ظُروفِها الصَّعبَة، وبِأيَّةِ نَتيجَة؟
٩ حينَ نتَّكِلُ على يَهْوَه، نفرَحُ بِخِدمَتِنا حَتَّى لَو كانَت ظُروفُنا صَعبَة. وهذا ما حصَلَ مع أُختٍ أرمَلَة في إفْرِيقْيَا الغَرْبِيَّة اسْمُها مِيرِيه. فبَعدَما تقاعَدَت عن عَمَلِها كطَبيبَة، صارَت فاتِحَة. إلَّا أنَّها كَبيرَةٌ في العُمرِ وتُعاني مِنِ التِهابِ مَفاصِلَ حادّ. لِذا لا تقدِرُ أن تخدُمَ مِن بَيتٍ إلى بَيتٍ أكثَرَ مِن ساعَة. لكنَّها تقدِرُ أن تقضِيَ وَقتًا أطوَلَ في الخِدمَةِ العَلَنِيَّة. كما لَدَيها الكَثيرُ مِنَ الزِّياراتِ والدُّروس، وتقومُ بِبَعضِها على التِّلِفون. فماذا دفَعَها أن تُوَسِّعَ خِدمَتَها؟ تقول: «قَلبي مَلآنٌ مَحَبَّةً لِيَهْوَه ويَسُوع. وأُصَلِّي دائِمًا إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَني أن أخدُمَهُ بِكُلِّ طاقَتي». — مت ٢٢:٣٦، ٣٧.
١٠ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٥:١٠، ماذا ينالُ الَّذينَ يُوَسِّعونَ خِدمَتَهُم؟
١٠ ننالُ تَدريبًا إضافِيًّا مِن يَهْوَه. هذا ما حصَلَ مع فاتِحٍ في مُورِيشْيُوس اسْمُهُ كِينِي. فحينَ تعَرَّفَ إلى الحَقّ، ترَكَ الجامِعَةَ واعتَمَدَ ثُمَّ صارَ فاتِحًا عاديًّا. يُخبِر: «أُحاوِلُ أن أُطَبِّقَ كَلِماتِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: ‹هأنَذا أرسِلني›». (اش ٦:٨) فشارَكَ كِينِي في عَدَدٍ مِن مَشاريعِ البِناء. كما ساعَدَ في تَرجَمَةِ مَطبوعاتٍ إلى لُغَتِهِ الأُمّ. يقول: «نِلتُ تَدريبًا لِأعرِفَ كَيفَ أقومُ بِهذِهِ التَّعيينات». لكنَّهُ لم يتَعَلَّمِ المَهاراتِ اللَّازِمَة فَقَط. يُضيف: «صِرتُ أعرِفُ حُدودَ قُدرَتي والصِّفاتِ الَّتي يلزَمُ أن أُنَمِّيَها لِأُحَسِّنَ خِدمَتي». (إقرأ ١ بطرس ٥:١٠.) فلِمَ لا تُقَيِّمُ ظُروفَك، وترى هل تقدِرُ أن تُوَسِّعَ خِدمَتَك؟ فبِهذِهِ الطَّريقَة، تنالُ تَدريبًا إضافِيًّا مِن يَهْوَه.
١١ ماذا فعَلَت ثَلاثُ أخَواتٍ في كُورْيَا الجَنُوبِيَّة، وبِأيَّةِ نَتيجَة؟ (أُنظُرْ أيضًا صورَةَ الغِلاف.)
١١ حَتَّى الإخوَةُ الَّذينَ لَدَيهِم خِبرَة، يستَفيدونَ مِنَ التَّدريبِ على أساليبَ جَديدَة لِلخِدمَة. مَثَلًا خِلالَ كُوفِيد-١٩، كتَبَ شُيوخُ إحدى الجَماعاتِ في كُورْيَا الجَنُوبِيَّة: «ظنَّ البَعضُ سابِقًا أنَّهُم لا يقدِرونَ أن يُبَشِّروا بِسَبَبِ صِحَّتِهِم، لكنَّهُم يُبَشِّرونَ الآنَ مِن خِلالِ مُكالَماتِ الفيديو. هُناكَ في جَماعَتِنا ثَلاثُ أخَواتٍ عُمرُهُنَّ أكثَرُ مِن ٨٠ سَنَة. وقدْ تعَلَّمنَ كَيفَ يستَعمِلنَ التِّكنولوجيا الجَديدَة، وصِرنَ يُبَشِّرنَ كُلَّ يَومٍ تَقريبًا». (مز ٩٢:١٤، ١٥) فهل تُحِبُّ أن تُوَسِّعَ خِدمَتَكَ وتذوقَ صَلاحَ يَهْوَه أكثَر؟ إلَيكَ اقتِراحاتٍ تُساعِدُكَ أن تفعَلَ ذلِك.
كَيفَ تُوَسِّعُ خِدمَتَك؟
١٢ بِمَ يعِدُ يَهْوَه الَّذينَ يتَّكِلونَ علَيه؟
١٢ تعَلَّمْ أن تتَّكِلَ على يَهْوَه. إذا اتَّكَلنا على يَهْوَه وأعطَيناهُ أفضَلَ ما لَدَينا، يعِدُ بِأن يسكُبَ عَلَينا بَرَكاتٍ كَثيرَة. (مل ٣:١٠) وهذا ما اختَبَرَتهُ أُختٌ في كُولُومْبِيَا اسْمُها فَابْيُولَّا. فقدْ أرادَت أن تصيرَ فاتِحَةً عادِيَّة بَعدَ مَعمودِيَّتِها. ولكنْ كانَ لَدَيها ثَلاثَةُ أولاد، ولزِمَ أن تُساعِدَ زَوجَها في إعالَتِهِم. لِذا حينَ تقاعَدَت عن عَمَلِها، صلَّت إلى يَهْوَه كَثيرًا كَي يُساعِدَها. تقول: «عادَةً تأخُذُ إجراءاتُ مَعاشِ التَّقاعُدِ وَقتًا طَويلًا. لكنِّي بدَأتُ أقبِضُ مَعاشي بَعدَ شَهرٍ واحِدٍ مِن تَقديمِ الطَّلَب. كانَت هذِهِ عَجيبَة». وهكَذا، استَطاعَت أن تصيرَ فاتِحَةً بَعدَ شَهرَين. وهيَ الآنَ في سَبعيناتِها، وقدْ أمضَت أكثَرَ مِن ٢٠ سَنَةً في خِدمَةِ الفَتح. كما ساعَدَت ثَمانِيَةَ أشخاصٍ أن يعتَمِدوا. تُخبِر: «مع أنِّي أشعُرُ بِالضُّعفِ أحيانًا، يُساعِدُني يَهْوَه كُلَّ يَومٍ كَي أستَمِرَّ في الفَتح».
١٣-١٤ أيَّةُ أمثِلَةٍ تُشَجِّعُنا أن نتَّكِلَ على يَهْوَه ونُوَسِّعَ خِدمَتَنا؟
١٣ تمَثَّلْ بِالَّذينَ اتَّكَلوا على يَهْوَه. يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن أشخاصٍ كَثيرينَ بذَلوا جُهدَهُم في خِدمَةِ يَهْوَه. والعَديدُ مِنهُم نالوا برَكَةَ يَهْوَه بَعدَما أخَذوا هُمُ الخُطوَةَ الأُولى. مَثَلًا، لم يُبارِكْ يَهْوَه إبْرَاهِيم إلَّا عب ١١:٨) ولَم ينَلْ يَعْقُوب البَرَكَةَ إلَّا بَعدَما تصارَعَ مع مَلاك. (تك ٣٢:٢٤-٣٠) وهذا ما حدَثَ أيضًا حينَ كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ على وَشكِ أن يدخُلوا أرضَ المَوعِد. فهُم لم يستَطيعوا أن يعبُروا نَهرَ الأُرْدُنّ إلَّا بَعدَما ‹وَضَعَ الكَهَنَةُ أقدامَهُم في المِياه›. — يش ٣:١٤-١٦.
بَعدَما خرَجَ مِن مَدينَتِه. (١٤ تمَثَّلْ أيضًا بِالإخوَةِ في أيَّامِنا الَّذينَ اتَّكَلوا على يَهْوَه ووَسَّعوا خِدمَتَهُم. وهذا ما فعَلَهُ بَايْتُون وزَوجَتُهُ دَيَانَا. فقدْ كانا يقرَآنِ اختِباراتِ الإخوَةِ الَّذينَ وَسَّعوا خِدمَتَهُم، مِثلَ المَذكورَةِ في سِلسِلَةِ «خدَموا بِروحٍ طَوعِيَّة». * يقولُ بَايْتُون: «حينَ قرَأْنا قِصَصَهُم، أحسَسنا وكَأنَّنا نراهُم يأكُلونَ أكلَةً طَيِّبَة. فأرَدنا نَحنُ أيضًا أن ‹نذوقَ وننظُرَ ما أطيَبَ يَهْوَه›». وبِالنَّتيجَة، انتَقَلَ بَايْتُون ودَيَانَا إلى مِنطَقَةٍ فيها حاجَةٌ أكبَر. فلِمَ لا تقرَأُ المَقالاتِ في هذِهِ السِّلسِلَة؟ يُمكِنُكَ أيضًا أن تُشاهِدَ على jw.org الفيديو الشَّهادَةُ في مِنطَقَةٍ مُنعَزِلَة: أُوسْتْرَالِيَا و الشَّهادَةُ في مِنطَقَةٍ مُنعَزِلَة: إيرْلَنْدَا. فهذِهِ المَوادُّ ستُعطيكَ أفكارًا لِتُوَسِّعَ خِدمَتَك.
١٥ كَيفَ يُساعِدُنا الأصدِقاءُ الجَيِّدون؟
١٥ إختَرْ أصدِقاءَ يُشَجِّعونَك. تتَشَجَّعُ أن تُجَرِّبَ أكلَةً جَديدَة إذا رافَقتَ أشخاصًا يُحِبُّونَها. بِشَكلٍ مُماثِل، إذا رافَقنا أشخاصًا يضَعونَ خِدمَةَ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِهِم، نتَشَجَّعُ أن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا. وهذا ما حدَثَ معَ الزَّوجَينِ كِينْت وفِيرُونِيكَا. يقولُ كِينْت: «شَجَّعَنا أصدِقاؤُنا وأفرادُ عائِلَتِنا أن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا. فحينَ قضَينا الوَقتَ مع أشخاصٍ يضَعونَ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا، تحَمَّسنا أن نُجَرِّبَ مَجالاتٍ جَديدَةً في الخِدمَة». والآن، كِينْت وفِيرُونِيكَا فاتِحانِ خُصوصِيَّانِ في صِرْبِيَا.
١٦ حَسَبَ مَثَلِ يَسُوع في لُوقَا ١٢:١٦-٢١، لِمَ يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنقومَ بِالتَّضحِيات؟
١٦ قدِّمْ تَضحِياتٍ مِن أجْلِ يَهْوَه. لا داعِيَ أن نُضَحِّيَ بِكُلِّ الأشياءِ الَّتي نُحِبُّها كَي نُرضِيَ يَهْوَه. (جا ٥:١٩، ٢٠) ولكنْ إذا رفَضنا أن نقومَ بِبَعضِ التَّضحِياتِ كَي نزيدَ خِدمَتَنا، نعمَلُ نَفْسَ غَلطَةِ الرَّجُلِ الغَنِيِّ في مَثَلِ يَسُوع. فهو أمَّنَ لِنَفْسِهِ حَياةً مُريحَة، لكنَّهُ نسِيَ اللّٰه. (إقرأ لوقا ١٢:١٦-٢١.) يقولُ أخٌ في فَرَنْسَا اسْمُهُ كْرِيسْتِيَان: «لم أكُنْ أُعطي لِيَهْوَه وعائِلَتي الوَقتَ أوِ الطَّاقَةَ الَّتي يستَحِقُّونَها». فقرَّرَ هو وزَوجَتُهُ أن يصيرا فاتِحَين. وكَي يصِلا إلى هَدَفِهِما، استَقالا مِنَ العَمَل. ثُمَّ بدَآ يعمَلانِ في التَّنظيفات، وعاشا بِمَدخولٍ أقَلّ. فهل كانَت هذِهِ التَّضحِيَةُ في مَحَلِّها؟ يُخبِرُ كْرِيسْتِيَان: «صِرنا نفرَحُ أكثَرَ في الخِدمَة، وخُصوصًا حينَ نرى الَّذينَ نزورُهُم وندرُسُ معهُم يتَعَلَّمونَ عن يَهْوَه».
١٧ ماذا ساعَدَ شِيرْلِي أن تُجَرِّبَ أُسلوبًا جَديدًا في الخِدمَة؟
اع ١٧:١٦، ١٧؛ ٢٠:٢٠، ٢١) مَثَلًا، خِلالَ كُوفِيد-١٩، اضطُرَّت فاتِحَةٌ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة اسْمُها شِيرْلِي أن تُعَدِّلَ أُسلوبَ خِدمَتِها. ففي البِدايَة، ترَدَّدَت أن تُبَشِّرَ بِالتِّلِفون. لكنَّها تعَوَّدَت على ذلِك بَعدَما نالَت تَدريبًا خِلالَ زِيارَةِ ناظِرِ الدَّائِرَة. تقول: «كُنتُ خائِفَةً في البِدايَة. لكنِّي الآنَ أفرَحُ كَثيرًا بِهذا الأُسلوب. ونَحنُ نتَحَدَّثُ مع أشخاصٍ أكثَرَ مِنَ الَّذينَ كُنَّا نتَحَدَّثُ معهُم مِن بَيتٍ إلى بَيت».
١٧ تَشَجَّعْ وجرِّبْ أساليبَ جَديدَة في الخِدمَة. (١٨ ماذا يُساعِدُنا أن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا رَغمَ التَّحَدِّيات؟
١٨ ضعْ خُطَّةً ونفِّذْها. حينَ تُواجِهُ تَحَدِّيًا، صلِّ وفكِّرْ في خُطَّةٍ كَي تتَغَلَّبَ علَيه. (ام ٣:٢١) تقولُ فاتِحَةٌ عادِيَّة اسْمُها سُونْيَا تخدُمُ في فَريقٍ بِلُغَةِ الرُّومَانِي في أُورُوبَّا: «أُفَكِّرُ في خُطَّة، ثُمَّ أكتُبُها على وَرَقَةٍ وأضَعُها في مَكانٍ أراهُ بِاستِمرار. ولَدَيَّ على طاوِلَةٍ في غُرفَتي رَسمَةٌ لِتَقاطُعِ طُرُق. وكُلَّما أُريدُ أن آخُذَ قَرارًا، أنظُرُ إلى الرَّسمَةِ وأُفَكِّرُ إلى أينَ سَيأخُذُني قَراري». وتُخبِرُ سُونْيَا كَيفَ تبقى إيجابِيَّةً في وَجهِ التَّحَدِّيات: «حينَ أُواجِهُ ظَرفًا جَديدًا، أُحاوِلُ أن لا أراهُ حاجِزًا يقِفُ في طَريقي، بل جِسرًا يُساعِدُني أن أصِلَ إلى هَدَفي».
١٩ كَيفَ نُظهِرُ تَقديرَنا لِيَهْوَه؟
١٩ يَهْوَه يُبارِكُنا بِطُرُقٍ كَثيرَة. ونَحنُ نُظهِرُ تَقديرَنا لهُ حينَ نعمَلُ كُلَّ جُهدِنا لِنُسَبِّحَه. (عب ١٣:١٥) وهذا يشمُلُ أن نسعى لِنُوَسِّعَ خِدمَتَنا. وحينَ نفعَلُ ذلِك، يُبارِكُنا يَهْوَه أكثَر. إذًا، لِنبحَثْ كُلَّ يَومٍ عن طُرُقٍ كَي ‹نذوقَ وننظُرَ ما أطيَبَ يَهْوَه›. وهكَذا نتَمَثَّلُ بِيَسُوع الَّذي قال: «طَعامي أن أعمَلَ مَشيئَةَ الَّذي أرسَلَني وأُنهِيَ عَمَلَه». — يو ٤:٣٤.
التَّرنيمَة ٨٠ «ذوقوا وانظُروا ما أطيَبَ يَهْوَه»
^ الفقرة 5 كُلُّ الخَيرِ والأشياءِ الصَّالِحَة تأتي مِن يَهْوَه. وهو يُعطيها لِلجَميع، حَتَّى لِلأشرار. لكنَّهُ يهتَمُّ خُصوصًا بِالَّذينَ يخدُمونَه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه صَلاحَهُ لِخُدَّامِه، وكَيفَ يُعطي بَرَكاتٍ خُصوصِيَّة لِلَّذينَ يُوَسِّعونَ خِدمَتَهُم.
^ الفقرة 7 تَمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ الفقرة 14 كانَت هذِهِ السِّلسِلَةُ تصدُرُ في بُرجِ المُراقَبَة. أمَّا الآن، فتجِدُها على jw.org تَحت: مَن نَحن > التَّجارِبُ الشَّخصِيَّة > تَحقيقُ أهدافٍ تُرضي اللّٰه.