مقالة الدرس ٣٠
قدِّر مكانك في عائلة يهوه
«وضَعتَهُ قَليلًا عنِ المَلائِكَة، وبِمَجدٍ وكَرامَةٍ توَّجتَه». — عب ٢:٧.
التَّرنيمَة ١٢٣ الإِذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطيّ
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ كَيفَ نشعُرُ حينَ نتَأمَّلُ في الكَون؟
عِندَما تأمَّلَ دَاوُد في الكَونِ الواسِعِ الَّذي خلَقَهُ يَهْوَه، رنَّمَ لهُ قائِلًا: «حينَ أرى سَمَواتِك، عَمَلَ أصابِعِك، القَمَرَ والنُّجومَ الَّتي هيَّأتَها، ما الإنسانُ الفاني حتَّى تذكُرَه، وَابْنُ آدَم حتَّى تعتَنِيَ به؟». (مز ٨:٣، ٤) ولا شَكَّ أنَّنا نشعُرُ مِثلَ دَاوُد. فحينَ نتَأمَّلُ في الكَون، نرى كم نَحنُ صِغار، ونتَعَجَّبُ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُنا ويهتَمُّ بنا. ولكنْ كما سنرى في هذِهِ المَقالَة، لَيسَ هذا فقط ما فَعَلَهُ يَهْوَه لِلإنسانَينِ الأوَّلَينِ آدَم وحَوَّاء. فهو جعَلَهُما جُزءًا مِن عائِلَتِه.
٢ أيُّ دَورٍ أعطاهُ يَهْوَه لِآدَم وحَوَّاء؟
٢ كانَ آدَم وحَوَّاء أوَّلَ وَلَدَينِ لِيَهْوَه على الأرض، وكانَ هو أباهُما المُحِبَّ في السَّماء. وكَجُزءٍ مِن عائِلَتِه، أعطاهُما دَورًا وأرادَ أن يقوما به. أوصاهُما: «أَنجِبا أوْلادًا وتَزايَدا وامْلَآ الأرضَ وتَسَلَّطا علَيها». (تك ١:٢٨) فلزِمَ أن يهتَمَّا بِالأرضِ ويمْلآها بِأولادِهِما. ولَو أطاعا يَهْوَه وفعَلا ما طلَبَه، كانا سيبقَيانِ هُما وأوْلادُهُما جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.
٣ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه أعطى آدَم وحَوَّاء مَكانًا مُمَيَّزًا في عائِلَتِه؟
٣ أعطى يَهْوَه لِآدَم وحَوَّاء مَكانًا مُمَيَّزًا في عائِلَتِه. تقولُ العِبْرانِيِّين ٢:٧: «وضَعتَ [الإنسانَ] قَليلًا عنِ المَلائِكَة، وبِمَجدٍ وكَرامَةٍ توَّجتَه». صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه لم يُعطِ البَشَرَ نَفْسَ قُوَّةِ وذَكاءِ ومَهاراتِ المَلائِكَة، لكنَّهُ خلَقَهُم أدنى «قَليلًا» فَقَط مِن هذِهِ المَخلوقاتِ السَّماوِيَّة. (مز ١٠٣:٢٠) ألَيسَ هذا رائِعًا؟ فيَهْوَه أكرَمَ فِعلًا أبَوَينا الأوَّلَين.
٤ ماذا حصَلَ لِآدَم وحَوَّاء، وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ لِلأسَف، خسِرَ آدَم وحَوَّاء مَكانَهُما في عائِلَةِ يَهْوَه. وكَما سنرى، سبَّبَ ذلِك مَشاكِلَ فَظيعَة لِكُلِّ أولادِهِما. لكِنَّ ما أرادَهُ يَهْوَه لم يتَغَيَّر: أن يكونَ البَشَرُ الطَّائِعونَ أولادَهُ إلى الأبَد. فماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ البَشَرَ ويُعطيهِم كَرامَة؟ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُريدُ أن ننضَمَّ إلى عائِلَتِه؟ وأيَّةُ بَرَكاتٍ سيتَمَتَّعُ بها إلى الأبَدِ أولادُ يَهْوَه الَّذينَ على الأرض؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.
كَيفَ يُعطي يَهْوَه كَرامَةً لِلبَشَر؟
كيف يعطينا يهوه كرامة؟ (أُنظر الفقرات ٥-١١.) *
٥ كَيفَ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ خلَقَنا على صورَتِه؟
٥ عمِلَنا على صورَتِه. (تك ١:٢٦، ٢٧) بِما أنَّ يَهْوَه خلَقَنا على صورَتِه، نقدِرُ أن نُظهِرَ الكَثيرَ مِن صِفاتِهِ الرَّائِعَة مِثلِ المَحَبَّة، الحَنان، الوَلاء، والعَدل. (مز ٨٦:١٥؛ ١٤٥:١٧) وحينَ نُنَمِّي هذِهِ الصِّفات، نُمَجِّدُ يَهْوَه ونُعَبِّرُ لهُ عن شُكرِنا. (١بط ١:١٤-١٦) كما أنَّنا نفرَحُ كَثيرًا حينَ نتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ تُرضي أبانا السَّماوِيّ. ولِأنَّ يَهْوَه عمِلَنا على صورَتِه، نقدِرُ أن نصيرَ أشخاصًا يقبَلُهُم في عائِلَتِه.
٦ كَيفَ أكرَمَ يَهْوَه البَشَرَ حينَ جهَّزَ الأرض؟
٦ جهَّزَ مَكانًا مُمَيَّزًا لِنسكُنَ فيه. جهَّزَ يَهْوَه الأرضَ لِلبَشَرِ قَبلَ أن يخلُقَهُم بِوَقتٍ طَويل. (اي ٣٨:٤-٦؛ ار ١٠:١٢) ولِأنَّهُ مُحِبٌّ وكَريم، أعطاهُم خَيراتٍ كَثيرَة لِيَفرَحوا بها. (مز ١٠٤:١٤، ١٥، ٢٤) وحينَ تأمَّلَ اللّٰهُ في ما عمِلَه، ‹رَأى أنَّهُ جَيِّد›. (تك ١:١٠، ١٢، ٣١) كما أعطى يَهْوَه البَشَرَ كَرامَةً حينَ ‹سلَّطَهُم› على كُلِّ المَخلوقاتِ في الأرض. (مز ٨:٦) وهو يُريدُ أن يفرَحَ البَشَرُ الكامِلونَ بِالاهتِمامِ بِخَليقَتِهِ إلى الأبَد. فهل تشكُرُ يَهْوَه دائِمًا على هذا الرَّجاءِ البَديع؟
٧ كَيفَ تُظهِرُ يَشُوع ٢٤:١٥ أنَّ لَدَينا حُرِّيَّةَ الاختِيار؟
٧ أعطانا حُرِّيَّةَ الاختِيار. بِفَضلِ هذِهِ الهَدِيَّة، نقدِرُ أن نختارَ ماذا نفعَلُ في حَياتِنا. (إقرأ يشوع ٢٤:١٥.) وعِندَما نختارُ أن نخدُمَ يَهْوَه، نُفَرِّحُ قَلبَه. (مز ٨٤:١١؛ ام ٢٧:١١) ولكنْ يُمكِنُنا أن نستَفيدَ مِن حُرِّيَّةِ الاختِيارِ في مَجالاتٍ أُخرى أيضًا. إلَيكَ مِثالَ يَسُوع.
٨ أعطِ مِثالًا يُظهِرُ كَيفَ استَعمَلَ يَسُوع حُرِّيَّةَ الاختِيار.
٨ إختارَ يَسُوع أن يضَعَ مَصلَحَةَ الآخَرينَ قَبلَ مَصلَحَتِه، ويُمكِنُنا أن نتَمَثَّلَ به. فذاتَ مَرَّة، كانَ هو ورُسُلُهُ تَعبانينَ جِدًّا، فذهَبوا إلى مَكانٍ هادِئٍ لِيَرتاحوا. ولكنْ ماذا حدَث؟ عرَفَ النَّاسُ مَكانَهُم وأتَوا إلَيهِم، وكانوا مُتَحَمِّسينَ أن يتَعَلَّموا مِن يَسُوع. فماذا فعَل؟ لم يتَضايَقْ مِنهُم، بل أشفَقَ علَيهِم. لذا، «ابتَدَأَ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة». (مر ٦:٣٠-٣٤) ومِثلَ يَسُوع، حينَ نُضَحِّي بِوَقتِنا وطاقَتِنا مِن أجلِ الآخَرين، نُمَجِّدُ أبانا السَّماوِيّ. (مت ٥:١٤-١٦) ونُظهِرُ لهُ أنَّنا نُريدُ أن ننضَمَّ إلى عائِلَتِه.
٩ أيَّةُ هَدِيَّةٍ مُمَيَّزَة أعطاها يَهْوَه لِلبَشَر؟
٩ أعطانا القُدرَةَ على إنجابِ الأولادِ ومَسؤُولِيَّةَ تَعليمِهِم أن يُحِبُّوهُ ويَخدُموه. إذا كُنتَ والِدًا، فهل تُقَدِّرُ هذِهِ الهَدِيَّةَ المُمَيَّزَة؟ لاحِظْ أنَّ يَهْوَه أعطى الكَثيرَ لِلمَلائِكَة، لكِنَّهُ لَم يُعطِهِم هذا الامتياز. بالمُقابِل، أوكَلَ إلَيكَ مَسؤولِيَّةَ أن تُرَبِّي أوْلادَكَ ‹في تَأديبِهِ وتَوجيهِهِ الفِكرِيّ›. (اف ٦:٤؛ تث ٦:٥-٧؛ مز ١٢٧:٣) وقدْ أعَدَّت هَيئَةُ يَهْوَه أدَوَاتٍ كَثيرَة مُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتُساعِدَك، مِثلَ المَطبوعاتِ والفيديواتِ والموسيقى والمَقالاتِ على الإنتِرنِت. فمِنَ الواضِحِ أنَّ صِغارَنا أعِزَّاءُ جِدًّا على أبينا السَّماوِيِّ وابْنِه. (لو ١٨:١٥-١٧) لِذا حينَ تتَّكِلُ على يَهْوَه وتجتَهِدُ في تَربِيَةِ أولادِك، تُفَرِّحُ قَلبَه. كما تُعطي أولادَكَ فُرصَةً ليصيروا جُزءًا مِن عائِلَةِ يَهْوَه إلى الأبَد.
١٠-١١ أيَّةُ فُرصَةٍ أعطاها يَهْوَه لِلبَشَرِ بِواسِطَةِ الفِديَة؟
١٠ ضحَّى بِابْنِهِ الغالي كَي نصيرَ مُجَدَّدًا جُزءًا مِن عائِلَتِه. كما رَأيْنا في الفَقرَة ٤، بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آدَم وحَوَّاء، خسِرَ البَشَرُ مَكانَهُم في عائِلَةِ يَهْوَه. (رو ٥:١٢) طَبعًا، أخطَأَ آدَم وحَوَّاء عن قَصد، واستَحَقَّا أن يتَبَرَّأَ مِنهُما. ولكنْ ماذا عن أولادِهِما؟ بِدافِعِ المَحَبَّة، عمِلَ يَهْوَه تَرتيبًا ليَتَبَنَّى مُجَدَّدًا البَشَرَ الطَّائِعين. فقدْ ضحَّى بِابْنِهِ الوَحيدِ يَسُوع المَسيح. (يو ٣:١٦؛ رو ٥:١٩) وعلى أساسِ ذَبيحَةِ يَسُوع، يتَبَنَّى يَهْوَه ٠٠٠,١٤٤ مِنَ البَشَرِ الأُمَناءِ كَأولادٍ له. — رو ٨:١٥-١٧؛ رؤ ١٤:١.
١١ إضافَةً إلى ذلِك، يُطيعُ مَلايينُ آخَرونَ اللّٰهَ ويَفعَلونَ مَشيئَتَه. وهُم يرجونَ أن يصيروا أعضاءً في عائِلَتِهِ بَعدَ الامتِحانِ الأخيرِ عِندَ نِهايَةِ الألفِ سَنَة. (مز ٢٥:١٤؛ رو ٨:٢٠، ٢١) وعلى أساسِ هذا الرَّجاء، يُنادونَ يَهْوَه مِنَ الآن: «أبانا». (مت ٦:٩) كَما سيَنالُ المُقامونَ فُرصَةً لِيَتَعَلَّموا ما يُريدُهُ يَهْوَه. والَّذينَ يُطيعونَهُ سيَصيرونَ في النِّهايَةِ هُم أيضًا أعضاءً في عائِلَتِه.
١٢ أيُّ سُؤالٍ سنُجيبُ عنهُ الآن؟
١٢ كما رَأيْنا، أخَذَ يَهْوَه المُبادَرَةَ وأكرَمَ البَشَرَ بِطُرُقٍ عَديدَة. وهو يتَبَنَّى المُختارينَ كأولادٍ له، ويُعطي ‹الجَمعَ الكَثيرَ› رَجاءً أن يصيروا هُم أيضًا أولادَهُ في العالَمِ الجَديد. (رؤ ٧:٩) فكَيفَ نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُريدُ أن نصيرَ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد؟
كَيفَ تُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّكَ تُريدُ أن تنضَمَّ إلى عائِلَتِه؟
١٣ ما هو أوَّلُ أمرٍ يجِبُ أن نفعَلَه؟ (مرقس ١٢:٣٠)
١٣ أُخدُمْ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِك لتُظهِرَ أنَّكَ تُحِبُّه. (إقرأ مرقس ١٢:٣٠.) أعطانا يَهْوَه هَدايا كَثيرَة. ومِن أهَمِّها، أعطانا الفُرصَةَ أن نعبُدَه. ونَحنُ نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُحِبُّهُ حينَ «نُطَبِّقُ وَصاياه». (١يو ٥:٣) وقدْ أوصانا يَهْوَه مِن خِلالِ ابْنِهِ أن نُعَلِّمَ النَّاسَ ونُعَمِّدَهُم. (مت ٢٨:١٩) وأوصانا يَسُوع أيضًا أن نُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا. (يو ١٣:٣٥) وإذا أطَعنا وَصايا يَهْوَه، فسيقبَلُنا في عائِلَتِهِ. — مز ١٥:١، ٢.
١٤ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِلآخَرين؟ (متى ٩:٣٦-٣٨؛ روما ١٢:١٠)
١٤ أحِبَّ الآخَرين. المَحَبَّةُ هي أهَمُّ صِفَةٍ عِندَ يَهْوَه. (١يو ٤:٨) وقدْ أظهَرَ لنا المَحَبَّةَ حتَّى قَبلَ أن نعرِفَه. (١يو ٤:٩، ١٠) ونَحنُ نتَمَثَّلُ بهِ حينَ نُحِبُّ غَيرَنا. (اف ٥:١) فكَيفَ نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِلنَّاس؟ أفضَلُ طَريقَةٍ هي أن نُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه ما دامَ البابُ مَفتوحًا. (إقرأ متى ٩:٣٦-٣٨.) فهكَذا نُعطيهِمِ الفُرصَةَ ليَنضَمُّوا في المُستَقبَلِ إلى عائِلَةِ اللّٰه. وبَعدَما يعتَمِدُ أحَدُ الأشخاص، مُهِمٌّ أيضًا أن نستَمِرَّ في مَحَبَّتِهِ واحتِرامِه. (١يو ٤:٢٠، ٢١) مَثَلًا، إذا تصَرَّفَ بِطَريقَةٍ استَغرَبناها، لا نُشَكِّكُ في نَواياه. فلا نستَنتِجُ بِسُرعَةٍ أنَّهُ أنانِيٌّ أو يقصِدُ أن يُؤذِيَنا، بل نُكرِمُهُ ونعتَبِرُهُ أفضَلَ مِنَّا. — إقرأ روما ١٢:١٠؛ في ٢:٣.
١٥ لِمَن يجِبُ أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ واللُّطف؟
١٥ أظهِرِ الرَّحمَةَ واللُّطفَ لِكُلِّ النَّاس. إذا أرَدنا أن نكونَ بَينَ الَّذينَ سيَدعونَ يَهْوَه أباهُم إلى الأبَد، يجِبُ أن نُطَبِّقَ كَلِمَتَهُ في حَياتِنا. مَثَلًا، أوصانا ابنُهُ يَسُوع أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ واللُّطفَ لِكُلِّ النَّاس، حتَّى لِأعدائِنا. (لو ٦:٣٢-٣٦) هل تشعُرُ أنَّ هذا صَعبٌ أحيانًا؟ حاوِلْ إذًا أن تُفَكِّرَ وتتَصَرَّفَ مِثلَ يَسُوع. فإذا عمِلتَ جُهدَكَ لِتُطيعَ أباكَ السَّماوِيَّ وتتَمَثَّلَ بِابْنِه، تُظهِرُ لهُ أنَّكَ تُريدُ أن تصيرَ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.
١٦ كَيفَ نُحافِظُ على سُمعَةِ عائِلَةِ يَهْوَه؟
١٦ حافِظْ على سُمعَةِ عائِلَةِ يَهْوَه. في العائِلَة، غالِبًا ما يُقَلِّدُ الوَلَدُ الصَّغيرُ أخاهُ الأكبَر. وبِالتَّالي إذا طبَّقَ الأخُ الأكبَرُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، يرسُمُ مِثالًا جَيِّدًا لِأخيهِ الأصغَر. أمَّا إذا كانَت تَصَرُّفاتُهُ سَيِّئَة، فيَرسُمُ مِثالًا سَيِّئًا لِأخيه. والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على عائِلَةِ يَهْوَه. فإذا صارَ أحَدُ المَسيحِيِّينَ الأُمَناءِ مُرتَدًّا، أو أصبَحَ سُلوكُهُ فاسِدًا أو سَيِّئًا، فقدْ يتَمَثَّلُ بهِ آخَرونَ في الجَماعَة. لكنَّ هذا يُشَوِّهُ سُمعَةَ عائِلَةِ يَهْوَه. (١تس ٤:٣-٨) لِذا علَينا أن نتَجَنَّبَ الأمثِلَةَ السَّيِّئَة، ولا نسمَحَ لِأيِّ شَيءٍ أن يُبعِدَنا عن أبينا السَّماوِيّ.
١٧ أيُّ تفكيرٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَه، ولِماذا؟
١٧ إتَّكِلْ على يَهْوَه، لا المُمتَلَكات. يعِدُ يَهْوَه أن يُؤَمِّنَ لنا الطَّعامَ والثِّيابَ والسَّكَن إذا وضَعنا مَملَكَتَهُ ووَصاياهُ أوَّلًا في حَياتِنا. (مز ٥٥:٢٢؛ مت ٦:٣٣) وحينَ نثِقُ بِهذا الوَعد، لا نظُنُّ أنَّ المُمتَلَكاتِ ستحمينا وتُفرِّحُنا. بل نعرِفُ أنَّنا لَن نُحِسَّ بِالسَّلامِ إلا إذا فعَلنا مَشيئَةَ يَهْوَه. (في ٤:٦، ٧) حتَّى لَو كُنَّا نقدِرُ أن نشتَرِيَ أشياءَ كَثيرَة، يلزَمُ أن نُفَكِّرَ هل لَدَينا وَقتٌ وَطاقَةٌ لِنستَعمِلَها ونعتَنِيَ بها. ولْنَنتَبِهْ لِئَلَّا نصيرَ مُتَعَلِّقينَ بِمُمتَلَكاتِنا. فيَهْوَه أعطانا عَمَلًا لِنَقومَ به، ولا يجِبُ أن نلتَهِيَ عنه. فلا نُريدُ أن نكونَ مِثلَ الشَّابِّ الغَنِيِّ الَّذي تعَلَّقَ كَثيرًا بِمُمتَلَكاتِه، فرفَضَ أن يتبَعَ يَسُوع. وبِالنَّتيجَة، ضيَّعَ فُرصَةَ أن يخدُمَ يَهْوَه وَيصيرَ واحِدًا مِنَ الَّذينَ يتَبَنَّاهُم. — مر ١٠:١٧-٢٢.
أيَّةُ بَرَكاتٍ سَيتَمَتَّعُ بها أولادُ يَهْوَه إلى الأبَد؟
١٨ أيُّ امتِيازٍ كَبيرٍ وبَرَكاتٍ سَيتَمَتَّعُ بها إلى الأبَدِ البَشَرُ الطَّائِعون؟
١٨ أعظَمُ امتِيازٍ سَينالُهُ البَشَرُ الطَّائِعونَ هو أن يُحِبُّوا يَهْوَه وَيعبُدوهُ إلى الأبَد. والَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيٌّ سَيفرَحونَ أيضًا بِالاهتِمامِ بِكَوكَبِنا الرَّائِع، المَنزِلِ المِثالِيِّ الَّذي خلَقَهُ اللّٰهُ لهُم. وقَريبًا تَحتَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰه، سَتستَعيدُ الأرضُ والمَخلوقاتُ الَّتي علَيها جَمالَها الأصليّ. وسَيُزيلُ يَسُوع كُلَّ المَشاكِلِ الَّتي سبَّبَها آدَم وحَوَّاء حينَ ترَكا عائِلَةَ اللّٰه. كما سَيُقيمُ يَهْوَه مَلايِينَ الأشخاص، ويُعطيهِم فُرصَةَ أن يعيشوا إلى الأبَدِ بِصِحَّةٍ كامِلَة في الفِردَوس. (لو ٢٣:٤٢، ٤٣) وحينَ يصيرُ خُدَّامُ اللّٰهِ على الأرضِ كامِلين، سَيكونُ لَدَيهِم فِعلًا ‹المَجدُ والكَرامَةُ› المَذكُورَان في العِبْرَانِيِّين ٢:٧.
١٩ ماذا يجِبُ أن نُبقيَ في بَالِنا؟
١٩ إذا كُنتَ مِنَ الجَمعِ الكَثير، فلَدَيكَ رَجاءٌ رائِع. فَيَهْوَه يُحِبُّكَ ويُريدُ أن تكونَ جُزءًا مِن عائِلَتِه. إذًا، اعمَلْ كُلَّ جُهدِكَ لِتُرضِيَه. أبقِ وُعودَهُ في قَلبِكَ وعَقلِك. وقدِّرِ امتِيازَ أن تعبُدَ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبّ، ورَجاءَ أن تُسَبِّحَهُ إلى الأبَد.
التَّرنيمَة ١٠٧ طَريقُ المَحَبَّةِ الإلهِيّ
^ الفقرة 5 كَي تعيشَ العائِلَةُ بِسَعادَة، على كُلِّ فَردٍ فيها أن يعرِفَ دَورَهُ ويقومَ به. فعلى الأبِ أن يأخُذَ القِيادَةَ بِمَحَبَّة، على الأُمِّ أن تدعَمَه، وعلى الأوْلادِ أن يُطيعوا والِديهِم. والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على عائِلَةِ يَهْوَه. فيَهْوَه أعطى لِكُلٍّ مِنَّا دَورًا. وحينَ نفعَلُ ما يُريدُهُ مِنَّا، سنُصبِحُ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.
^ الفقرة 55 وصف الصورة: خلق اللّٰه البشر على صورته. لذا يستطيع هذان الزوجان أن يُظهرا المحبة والحنان واحدهما للآخر ولابنيهما. والزوجان يحبَّان يهوه، ويقدِّران امتيازهما كوالدَين. لذا يريدان أن يعلِّما ابنيهما أن يحبَّا يهوه ويخدماه. ويوضحان لهما من خلال فيديو لماذا قدَّم يهوه ابنه يسوع فدية. كَما يعلِّمانهما أننا في الفردوس سنهتم بالأرض والحيوانات إلى الأبد.