الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٠

قدِّر مكانك في عائلة يهوه

قدِّر مكانك في عائلة يهوه

‏«وضَعتَهُ قَليلًا عنِ المَلائِكَة،‏ وبِمَجدٍ وكَرامَةٍ توَّجتَه».‏ —‏ عب ٢:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٣ الإِذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطيّ

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ كَيفَ نشعُرُ حينَ نتَأمَّلُ في الكَون؟‏

عِندَما تأمَّلَ دَاوُد في الكَونِ الواسِعِ الَّذي خلَقَهُ يَهْوَه،‏ رنَّمَ لهُ قائِلًا:‏ «حينَ أرى سَمَواتِك،‏ عَمَلَ أصابِعِك،‏ القَمَرَ والنُّجومَ الَّتي هيَّأتَها،‏ ما الإنسانُ الفاني حتَّى تذكُرَه،‏ وَابْنُ آدَم حتَّى تعتَنِيَ به؟‏».‏ (‏مز ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ ولا شَكَّ أنَّنا نشعُرُ مِثلَ دَاوُد.‏ فحينَ نتَأمَّلُ في الكَون،‏ نرى كم نَحنُ صِغار،‏ ونتَعَجَّبُ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُنا ويهتَمُّ بنا.‏ ولكنْ كما سنرى في هذِهِ المَقالَة،‏ لَيسَ هذا فقط ما فَعَلَهُ يَهْوَه لِلإنسانَينِ الأوَّلَينِ آدَم وحَوَّاء.‏ فهو جعَلَهُما جُزءًا مِن عائِلَتِه.‏

٢ أيُّ دَورٍ أعطاهُ يَهْوَه لِآدَم وحَوَّاء؟‏

٢ كانَ آدَم وحَوَّاء أوَّلَ وَلَدَينِ لِيَهْوَه على الأرض،‏ وكانَ هو أباهُما المُحِبَّ في السَّماء.‏ وكَجُزءٍ مِن عائِلَتِه،‏ أعطاهُما دَورًا وأرادَ أن يقوما به.‏ أوصاهُما:‏ «أَنجِبا أوْلادًا وتَزايَدا وامْلَآ الأرضَ وتَسَلَّطا علَيها».‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ فلزِمَ أن يهتَمَّا بِالأرضِ ويمْلآها بِأولادِهِما.‏ ولَو أطاعا يَهْوَه وفعَلا ما طلَبَه،‏ كانا سيبقَيانِ هُما وأوْلادُهُما جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.‏

٣ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه أعطى آدَم وحَوَّاء مَكانًا مُمَيَّزًا في عائِلَتِه؟‏

٣ أعطى يَهْوَه لِآدَم وحَوَّاء مَكانًا مُمَيَّزًا في عائِلَتِه.‏ تقولُ العِبْرانِيِّين ٢:‏٧‏:‏ «وضَعتَ [الإنسانَ] قَليلًا عنِ المَلائِكَة،‏ وبِمَجدٍ وكَرامَةٍ توَّجتَه».‏ صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه لم يُعطِ البَشَرَ نَفْسَ قُوَّةِ وذَكاءِ ومَهاراتِ المَلائِكَة،‏ لكنَّهُ خلَقَهُم أدنى «قَليلًا» فَقَط مِن هذِهِ المَخلوقاتِ السَّماوِيَّة.‏ (‏مز ١٠٣:‏٢٠‏)‏ ألَيسَ هذا رائِعًا؟‏ فيَهْوَه أكرَمَ فِعلًا أبَوَينا الأوَّلَين.‏

٤ ماذا حصَلَ لِآدَم وحَوَّاء،‏ وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

 ٤ لِلأسَف،‏ خسِرَ آدَم وحَوَّاء مَكانَهُما في عائِلَةِ يَهْوَه.‏ وكَما سنرى،‏ سبَّبَ ذلِك مَشاكِلَ فَظيعَة لِكُلِّ أولادِهِما.‏ لكِنَّ ما أرادَهُ يَهْوَه لم يتَغَيَّر:‏ أن يكونَ البَشَرُ الطَّائِعونَ أولادَهُ إلى الأبَد.‏ فماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ البَشَرَ ويُعطيهِم كَرامَة؟‏ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُريدُ أن ننضَمَّ إلى عائِلَتِه؟‏ وأيَّةُ بَرَكاتٍ سيتَمَتَّعُ بها إلى الأبَدِ أولادُ يَهْوَه الَّذينَ على الأرض؟‏ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.‏

كَيفَ يُعطي يَهْوَه كَرامَةً لِلبَشَر؟‏

كيف يعطينا يهوه كرامة؟‏ (‏أُنظر الفقرات ٥-‏١١.‏)‏ *

٥ كَيفَ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ خلَقَنا على صورَتِه؟‏

٥ عمِلَنا على صورَتِه.‏ ‏(‏تك ١:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ بِما أنَّ يَهْوَه خلَقَنا على صورَتِه،‏ نقدِرُ أن نُظهِرَ الكَثيرَ مِن صِفاتِهِ الرَّائِعَة مِثلِ المَحَبَّة،‏ الحَنان،‏ الوَلاء،‏ والعَدل.‏ (‏مز ٨٦:‏١٥؛‏ ١٤٥:‏١٧‏)‏ وحينَ نُنَمِّي هذِهِ الصِّفات،‏ نُمَجِّدُ يَهْوَه ونُعَبِّرُ لهُ عن شُكرِنا.‏ (‏١بط ١:‏١٤-‏١٦‏)‏ كما أنَّنا نفرَحُ كَثيرًا حينَ نتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ تُرضي أبانا السَّماوِيّ.‏ ولِأنَّ يَهْوَه عمِلَنا على صورَتِه،‏ نقدِرُ أن نصيرَ أشخاصًا يقبَلُهُم في عائِلَتِه.‏

٦ كَيفَ أكرَمَ يَهْوَه البَشَرَ حينَ جهَّزَ الأرض؟‏

٦ جهَّزَ مَكانًا مُمَيَّزًا لِنسكُنَ فيه.‏ جهَّزَ يَهْوَه الأرضَ لِلبَشَرِ قَبلَ أن يخلُقَهُم بِوَقتٍ طَويل.‏ (‏اي ٣٨:‏٤-‏٦؛‏ ار ١٠:‏١٢‏)‏ ولِأنَّهُ مُحِبٌّ وكَريم،‏ أعطاهُم خَيراتٍ كَثيرَة لِيَفرَحوا بها.‏ (‏مز ١٠٤:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٢٤‏)‏ وحينَ تأمَّلَ اللّٰهُ في ما عمِلَه،‏ ‹رَأى أنَّهُ جَيِّد›.‏ (‏تك ١:‏١٠،‏ ١٢،‏ ٣١‏)‏ كما أعطى يَهْوَه البَشَرَ كَرامَةً حينَ ‹سلَّطَهُم› على كُلِّ المَخلوقاتِ في الأرض.‏ (‏مز ٨:‏٦‏)‏ وهو يُريدُ أن يفرَحَ البَشَرُ الكامِلونَ بِالاهتِمامِ بِخَليقَتِهِ إلى الأبَد.‏ فهل تشكُرُ يَهْوَه دائِمًا على هذا الرَّجاءِ البَديع؟‏

٧ كَيفَ تُظهِرُ يَشُوع ٢٤:‏١٥ أنَّ لَدَينا حُرِّيَّةَ الاختِيار؟‏

٧ أعطانا حُرِّيَّةَ الاختِيار.‏ بِفَضلِ هذِهِ الهَدِيَّة،‏ نقدِرُ أن نختارَ ماذا نفعَلُ في حَياتِنا.‏ ‏(‏إقرأ يشوع ٢٤:‏١٥‏.‏)‏ وعِندَما نختارُ أن نخدُمَ يَهْوَه،‏ نُفَرِّحُ قَلبَه.‏ (‏مز ٨٤:‏١١؛‏ ام ٢٧:‏١١‏)‏ ولكنْ يُمكِنُنا أن نستَفيدَ مِن حُرِّيَّةِ الاختِيارِ في مَجالاتٍ أُخرى أيضًا.‏ إلَيكَ مِثالَ يَسُوع.‏

٨ أعطِ مِثالًا يُظهِرُ كَيفَ استَعمَلَ يَسُوع حُرِّيَّةَ الاختِيار.‏

٨ إختارَ يَسُوع أن يضَعَ مَصلَحَةَ الآخَرينَ قَبلَ مَصلَحَتِه،‏ ويُمكِنُنا أن نتَمَثَّلَ به.‏ فذاتَ مَرَّة،‏ كانَ هو ورُسُلُهُ تَعبانينَ جِدًّا،‏ فذهَبوا إلى مَكانٍ هادِئٍ لِيَرتاحوا.‏ ولكنْ ماذا حدَث؟‏ عرَفَ النَّاسُ مَكانَهُم وأتَوا إلَيهِم،‏ وكانوا مُتَحَمِّسينَ أن يتَعَلَّموا مِن يَسُوع.‏ فماذا فعَل؟‏ لم يتَضايَقْ مِنهُم،‏ بل أشفَقَ علَيهِم.‏ لذا،‏ «ابتَدَأَ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة».‏ ‏(‏مر ٦:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ ومِثلَ يَسُوع،‏ حينَ نُضَحِّي بِوَقتِنا وطاقَتِنا مِن أجلِ الآخَرين،‏ نُمَجِّدُ أبانا السَّماوِيّ.‏ (‏مت ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ ونُظهِرُ لهُ أنَّنا نُريدُ أن ننضَمَّ إلى عائِلَتِه.‏

٩ أيَّةُ هَدِيَّةٍ مُمَيَّزَة أعطاها يَهْوَه لِلبَشَر؟‏

٩ أعطانا القُدرَةَ على إنجابِ الأولادِ ومَسؤُولِيَّةَ تَعليمِهِم أن يُحِبُّوهُ ويَخدُموه.‏ إذا كُنتَ والِدًا،‏ فهل تُقَدِّرُ هذِهِ الهَدِيَّةَ المُمَيَّزَة؟‏ لاحِظْ أنَّ يَهْوَه أعطى الكَثيرَ لِلمَلائِكَة،‏ لكِنَّهُ لَم يُعطِهِم هذا الامتياز.‏ بالمُقابِل،‏ أوكَلَ إلَيكَ مَسؤولِيَّةَ أن تُرَبِّي أوْلادَكَ ‹في تَأديبِهِ وتَوجيهِهِ الفِكرِيّ›.‏ (‏اف ٦:‏٤؛‏ تث ٦:‏٥-‏٧؛‏ مز ١٢٧:‏٣‏)‏ وقدْ أعَدَّت هَيئَةُ يَهْوَه أدَوَاتٍ كَثيرَة مُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتُساعِدَك،‏ مِثلَ المَطبوعاتِ والفيديواتِ والموسيقى والمَقالاتِ على الإنتِرنِت.‏ فمِنَ الواضِحِ أنَّ صِغارَنا أعِزَّاءُ جِدًّا على أبينا السَّماوِيِّ وابْنِه.‏ (‏لو ١٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ لِذا حينَ تتَّكِلُ على يَهْوَه وتجتَهِدُ في تَربِيَةِ أولادِك،‏ تُفَرِّحُ قَلبَه.‏ كما تُعطي أولادَكَ فُرصَةً ليصيروا جُزءًا مِن عائِلَةِ يَهْوَه إلى الأبَد.‏

١٠-‏١١ أيَّةُ فُرصَةٍ أعطاها يَهْوَه لِلبَشَرِ بِواسِطَةِ الفِديَة؟‏

١٠ ضحَّى بِابْنِهِ الغالي كَي نصيرَ مُجَدَّدًا جُزءًا مِن عائِلَتِه.‏ كما رَأيْنا في  الفَقرَة ٤‏،‏ بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آدَم وحَوَّاء،‏ خسِرَ البَشَرُ مَكانَهُم في عائِلَةِ يَهْوَه.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ طَبعًا،‏ أخطَأَ آدَم وحَوَّاء عن قَصد،‏ واستَحَقَّا أن يتَبَرَّأَ مِنهُما.‏ ولكنْ ماذا عن أولادِهِما؟‏ بِدافِعِ المَحَبَّة،‏ عمِلَ يَهْوَه تَرتيبًا ليَتَبَنَّى مُجَدَّدًا البَشَرَ الطَّائِعين.‏ فقدْ ضحَّى بِابْنِهِ الوَحيدِ يَسُوع المَسيح.‏ (‏يو ٣:‏١٦؛‏ رو ٥:‏١٩‏)‏ وعلى أساسِ ذَبيحَةِ يَسُوع،‏ يتَبَنَّى يَهْوَه ٠٠٠‏,١٤٤ مِنَ البَشَرِ الأُمَناءِ كَأولادٍ له.‏ —‏ رو ٨:‏١٥-‏١٧؛‏ رؤ ١٤:‏١‏.‏

١١ إضافَةً إلى ذلِك،‏ يُطيعُ مَلايينُ آخَرونَ اللّٰهَ ويَفعَلونَ مَشيئَتَه.‏ وهُم يرجونَ أن يصيروا أعضاءً في عائِلَتِهِ بَعدَ الامتِحانِ الأخيرِ عِندَ نِهايَةِ الألفِ سَنَة.‏ (‏مز ٢٥:‏١٤؛‏ رو ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وعلى أساسِ هذا الرَّجاء،‏ يُنادونَ يَهْوَه مِنَ الآن:‏ «أبانا».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ كَما سيَنالُ المُقامونَ فُرصَةً لِيَتَعَلَّموا ما يُريدُهُ يَهْوَه.‏ والَّذينَ يُطيعونَهُ سيَصيرونَ في النِّهايَةِ هُم أيضًا أعضاءً في عائِلَتِه.‏

١٢ أيُّ سُؤالٍ سنُجيبُ عنهُ الآن؟‏

١٢ كما رَأيْنا،‏ أخَذَ يَهْوَه المُبادَرَةَ وأكرَمَ البَشَرَ بِطُرُقٍ عَديدَة.‏ وهو يتَبَنَّى المُختارينَ كأولادٍ له،‏ ويُعطي ‹الجَمعَ الكَثيرَ› رَجاءً أن يصيروا هُم أيضًا أولادَهُ في العالَمِ الجَديد.‏ (‏رؤ ٧:‏٩‏)‏ فكَيفَ نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُريدُ أن نصيرَ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد؟‏

كَيفَ تُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّكَ تُريدُ أن تنضَمَّ إلى عائِلَتِه؟‏

١٣ ما هو أوَّلُ أمرٍ يجِبُ أن نفعَلَه؟‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠‏)‏

١٣ أُخدُمْ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِك لتُظهِرَ أنَّكَ تُحِبُّه.‏ ‏(‏إقرأ مرقس ١٢:‏٣٠‏.‏)‏ أعطانا يَهْوَه هَدايا كَثيرَة.‏ ومِن أهَمِّها،‏ أعطانا الفُرصَةَ أن نعبُدَه.‏ ونَحنُ نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُحِبُّهُ حينَ «نُطَبِّقُ وَصاياه».‏ (‏١يو ٥:‏٣‏)‏ وقدْ أوصانا يَهْوَه مِن خِلالِ ابْنِهِ أن نُعَلِّمَ النَّاسَ ونُعَمِّدَهُم.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩‏)‏ وأوصانا يَسُوع أيضًا أن نُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وإذا أطَعنا وَصايا يَهْوَه،‏ فسيقبَلُنا في عائِلَتِهِ.‏ —‏ مز ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

١٤ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِلآخَرين؟‏ (‏متى ٩:‏٣٦-‏٣٨؛‏ روما ١٢:‏١٠‏)‏

١٤ أحِبَّ الآخَرين.‏ المَحَبَّةُ هي أهَمُّ صِفَةٍ عِندَ يَهْوَه.‏ (‏١يو ٤:‏٨‏)‏ وقدْ أظهَرَ لنا المَحَبَّةَ حتَّى قَبلَ أن نعرِفَه.‏ (‏١يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ونَحنُ نتَمَثَّلُ بهِ حينَ نُحِبُّ غَيرَنا.‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ فكَيفَ نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِلنَّاس؟‏ أفضَلُ طَريقَةٍ هي أن نُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه ما دامَ البابُ مَفتوحًا.‏ ‏(‏إقرأ متى ٩:‏٣٦-‏٣٨‏.‏)‏ فهكَذا نُعطيهِمِ الفُرصَةَ ليَنضَمُّوا في المُستَقبَلِ إلى عائِلَةِ اللّٰه.‏ وبَعدَما يعتَمِدُ أحَدُ الأشخاص،‏ مُهِمٌّ أيضًا أن نستَمِرَّ في مَحَبَّتِهِ واحتِرامِه.‏ (‏١يو ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ مَثَلًا،‏ إذا تصَرَّفَ بِطَريقَةٍ استَغرَبناها،‏ لا نُشَكِّكُ في نَواياه.‏ فلا نستَنتِجُ بِسُرعَةٍ أنَّهُ أنانِيٌّ أو يقصِدُ أن يُؤذِيَنا،‏ بل نُكرِمُهُ ونعتَبِرُهُ أفضَلَ مِنَّا.‏ —‏ إقرأ روما ١٢:‏١٠؛‏ في ٢:‏٣‏.‏

١٥ لِمَن يجِبُ أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ واللُّطف؟‏

١٥ أظهِرِ الرَّحمَةَ واللُّطفَ لِكُلِّ النَّاس.‏ إذا أرَدنا أن نكونَ بَينَ الَّذينَ سيَدعونَ يَهْوَه أباهُم إلى الأبَد،‏ يجِبُ أن نُطَبِّقَ كَلِمَتَهُ في حَياتِنا.‏ مَثَلًا،‏ أوصانا ابنُهُ يَسُوع أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ واللُّطفَ لِكُلِّ النَّاس،‏ حتَّى لِأعدائِنا.‏ (‏لو ٦:‏٣٢-‏٣٦‏)‏ هل تشعُرُ أنَّ هذا صَعبٌ أحيانًا؟‏ حاوِلْ إذًا أن تُفَكِّرَ وتتَصَرَّفَ مِثلَ يَسُوع.‏ فإذا عمِلتَ جُهدَكَ لِتُطيعَ أباكَ السَّماوِيَّ وتتَمَثَّلَ بِابْنِه،‏ تُظهِرُ لهُ أنَّكَ تُريدُ أن تصيرَ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.‏

١٦ كَيفَ نُحافِظُ على سُمعَةِ عائِلَةِ يَهْوَه؟‏

١٦ حافِظْ على سُمعَةِ عائِلَةِ يَهْوَه.‏ في العائِلَة،‏ غالِبًا ما يُقَلِّدُ الوَلَدُ الصَّغيرُ أخاهُ الأكبَر.‏ وبِالتَّالي إذا طبَّقَ الأخُ الأكبَرُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يرسُمُ مِثالًا جَيِّدًا لِأخيهِ الأصغَر.‏ أمَّا إذا كانَت تَصَرُّفاتُهُ سَيِّئَة،‏ فيَرسُمُ مِثالًا سَيِّئًا لِأخيه.‏ والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على عائِلَةِ يَهْوَه.‏ فإذا صارَ أحَدُ المَسيحِيِّينَ الأُمَناءِ مُرتَدًّا،‏ أو أصبَحَ سُلوكُهُ فاسِدًا أو سَيِّئًا،‏ فقدْ يتَمَثَّلُ بهِ آخَرونَ في الجَماعَة.‏ لكنَّ هذا يُشَوِّهُ سُمعَةَ عائِلَةِ يَهْوَه.‏ (‏١تس ٤:‏٣-‏٨‏)‏ لِذا علَينا أن نتَجَنَّبَ الأمثِلَةَ السَّيِّئَة،‏ ولا نسمَحَ لِأيِّ شَيءٍ أن يُبعِدَنا عن أبينا السَّماوِيّ.‏

١٧ أيُّ تفكيرٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَه،‏ ولِماذا؟‏

١٧ إتَّكِلْ على يَهْوَه،‏ لا المُمتَلَكات.‏ يعِدُ يَهْوَه أن يُؤَمِّنَ لنا الطَّعامَ والثِّيابَ والسَّكَن إذا وضَعنا مَملَكَتَهُ ووَصاياهُ أوَّلًا في حَياتِنا.‏ (‏مز ٥٥:‏٢٢؛‏ مت ٦:‏٣٣‏)‏ وحينَ نثِقُ بِهذا الوَعد،‏ لا نظُنُّ أنَّ المُمتَلَكاتِ ستحمينا وتُفرِّحُنا.‏ بل نعرِفُ أنَّنا لَن نُحِسَّ بِالسَّلامِ إلا إذا فعَلنا مَشيئَةَ يَهْوَه.‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ حتَّى لَو كُنَّا نقدِرُ أن نشتَرِيَ أشياءَ كَثيرَة،‏ يلزَمُ أن نُفَكِّرَ هل لَدَينا وَقتٌ وَطاقَةٌ لِنستَعمِلَها ونعتَنِيَ بها.‏ ولْنَنتَبِهْ لِئَلَّا نصيرَ مُتَعَلِّقينَ بِمُمتَلَكاتِنا.‏ فيَهْوَه أعطانا عَمَلًا لِنَقومَ به،‏ ولا يجِبُ أن نلتَهِيَ عنه.‏ فلا نُريدُ أن نكونَ مِثلَ الشَّابِّ الغَنِيِّ الَّذي تعَلَّقَ كَثيرًا بِمُمتَلَكاتِه،‏ فرفَضَ أن يتبَعَ يَسُوع.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ ضيَّعَ فُرصَةَ أن يخدُمَ يَهْوَه وَيصيرَ واحِدًا مِنَ الَّذينَ يتَبَنَّاهُم.‏ —‏ مر ١٠:‏١٧-‏٢٢‏.‏

أيَّةُ بَرَكاتٍ سَيتَمَتَّعُ بها أولادُ يَهْوَه إلى الأبَد؟‏

١٨ أيُّ امتِيازٍ كَبيرٍ وبَرَكاتٍ سَيتَمَتَّعُ بها إلى الأبَدِ البَشَرُ الطَّائِعون؟‏

١٨ أعظَمُ امتِيازٍ سَينالُهُ البَشَرُ الطَّائِعونَ هو أن يُحِبُّوا يَهْوَه وَيعبُدوهُ إلى الأبَد.‏ والَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيٌّ سَيفرَحونَ أيضًا بِالاهتِمامِ بِكَوكَبِنا الرَّائِع،‏ المَنزِلِ المِثالِيِّ الَّذي خلَقَهُ اللّٰهُ لهُم.‏ وقَريبًا تَحتَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰه،‏ سَتستَعيدُ الأرضُ والمَخلوقاتُ الَّتي علَيها جَمالَها الأصليّ.‏ وسَيُزيلُ يَسُوع كُلَّ المَشاكِلِ الَّتي سبَّبَها آدَم وحَوَّاء حينَ ترَكا عائِلَةَ اللّٰه.‏ كما سَيُقيمُ يَهْوَه مَلايِينَ الأشخاص،‏ ويُعطيهِم فُرصَةَ أن يعيشوا إلى الأبَدِ بِصِحَّةٍ كامِلَة في الفِردَوس.‏ (‏لو ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ وحينَ يصيرُ خُدَّامُ اللّٰهِ على الأرضِ كامِلين،‏ سَيكونُ لَدَيهِم فِعلًا ‹المَجدُ والكَرامَةُ› المَذكُورَان في العِبْرَانِيِّين ٢:‏٧‏.‏

١٩ ماذا يجِبُ أن نُبقيَ في بَالِنا؟‏

١٩ إذا كُنتَ مِنَ الجَمعِ الكَثير،‏ فلَدَيكَ رَجاءٌ رائِع.‏ فَيَهْوَه يُحِبُّكَ ويُريدُ أن تكونَ جُزءًا مِن عائِلَتِه.‏ إذًا،‏ اعمَلْ كُلَّ جُهدِكَ لِتُرضِيَه.‏ أبقِ وُعودَهُ في قَلبِكَ وعَقلِك.‏ وقدِّرِ امتِيازَ أن تعبُدَ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبّ،‏ ورَجاءَ أن تُسَبِّحَهُ إلى الأبَد.‏

التَّرنيمَة ١٠٧ طَريقُ المَحَبَّةِ الإلهِيّ

^ ‎الفقرة 5‏ كَي تعيشَ العائِلَةُ بِسَعادَة،‏ على كُلِّ فَردٍ فيها أن يعرِفَ دَورَهُ ويقومَ به.‏ فعلى الأبِ أن يأخُذَ القِيادَةَ بِمَحَبَّة،‏ على الأُمِّ أن تدعَمَه،‏ وعلى الأوْلادِ أن يُطيعوا والِديهِم.‏ والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على عائِلَةِ يَهْوَه.‏ فيَهْوَه أعطى لِكُلٍّ مِنَّا دَورًا.‏ وحينَ نفعَلُ ما يُريدُهُ مِنَّا،‏ سنُصبِحُ جُزءًا مِن عائِلَتِهِ إلى الأبَد.‏

^ ‎الفقرة 55‏ وصف الصورة:‏ خلق اللّٰه البشر على صورته.‏ لذا يستطيع هذان الزوجان أن يُظهرا المحبة والحنان واحدهما للآخر ولابنيهما.‏ والزوجان يحبَّان يهوه،‏ ويقدِّران امتيازهما كوالدَين.‏ لذا يريدان أن يعلِّما ابنيهما أن يحبَّا يهوه ويخدماه.‏ ويوضحان لهما من خلال فيديو لماذا قدَّم يهوه ابنه يسوع فدية.‏ كَما يعلِّمانهما أننا في الفردوس سنهتم بالأرض والحيوانات إلى الأبد.‏