ايها الاولاد، كيف تستعدُّون للمعمودية؟
«أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ». — مز ٤٠:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥١، ٥٨
١، ٢ (أ) لِمَ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ خُطْوَةٌ جِدِّيَّةٌ؟ (ب) كَيْفَ يَعْرِفُ ٱلشَّخْصُ أَنَّهُ جَاهِزٌ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟
هَلْ أَنْتَ وَلَدٌ أَوْ مُرَاهِقٌ يُفَكِّرُ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ هٰذَا أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ. وَلٰكِنْ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، ٱلْمَعْمُودِيَّةُ خُطْوَةٌ جِدِّيَّةٌ تُظْهِرُ لِلْآخَرِينَ أَنَّكَ ٱنْتَذَرْتَ لِيَهْوَهَ، أَيْ وَعَدْتَهُ أَنْ تَخْدُمَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَاضِعًا مَشِيئَتَهُ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِكَ. لِذٰلِكَ قَبْلَ أَنْ تَعْتَمِدَ، يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نَاضِجًا كِفَايَةً، تَتَأَكَّدَ أَنَّ قَرَارَكَ نَابِعٌ مِنْ قَلْبِكَ، وَتَفْهَمَ مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ.
٢ وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ إِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَأَكِّدًا أَنَّكَ جَاهِزٌ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَرْغَبُ أَنْ تَعْتَمِدَ، لٰكِنَّ وَالِدَيْكَ يُفَضِّلَانِ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى تَكْتَسِبَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ فِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ، لَا تَتَثَبَّطْ. بَلِ ٱسْتَغِلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِتُحْرِزَ ٱلتَّقَدُّمَ، بِحَيْثُ تُحَقِّقُ هَدَفَكَ قَرِيبًا. وَفِيمَا تُبْقِي هٰذَا ٱلْهَدَفَ أَمَامَكَ، فَكِّرْ كَيْفَ تَتَقَدَّمُ فِي ثَلَاثَةِ
مَجَالَاتٍ: (١) إِيمَانِكَ وَقَنَاعَاتِكَ، (٢) تَصَرُّفَاتِكَ وَأَعْمَالِكَ، وَ (٣) تَقْدِيرِكَ لِيَهْوَهَ.إِيمَانُكَ وَقَنَاعَاتُكَ
٣، ٤ مَاذَا يَتَعَلَّمُ صِغَارُ ٱلسِّنِّ مِنْ مِثَالِ تِيمُوثَاوُسَ؟
٣ فَكِّرْ مَا جَوَابُكَ عَلَى ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: لِمَاذَا أُومِنُ أَنَّ ٱللهَ مَوْجُودٌ؟ مَاذَا يُؤَكِّدُ لِي أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ كَلِمَتُهُ ٱلْمُوحَى بِهَا؟ لِمَ أَنَا مُقْتَنِعٌ أَنَّ ٱلْعَيْشَ بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱللهِ أَفْضَلُ مِنَ ٱلتَّشَبُّهِ بِٱلْعَالَمِ؟ لَيْسَ ٱلْهَدَفُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ زَرْعَ ٱلشَّكِّ فِي عَقْلِكَ، بَلْ بِٱلْأَحْرَى مُسَاعَدَتُكَ عَلَى تَطْبِيقِ نَصِيحَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «تَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». (رو ١٢:٢) وَلٰكِنْ لِمَ يَجِبُ أَنْ تَتَبَيَّنَ بِٱلِٱخْتِبَارِ مَشِيئَةَ ٱللهِ، أَيْ تَتَأَكَّدَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ مَا تُؤْمِنُ بِهِ هُوَ ٱلْحَقُّ؟
٤ إِلَيْكَ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُوضِحُ ذٰلِكَ. لَقَدْ عَرَفَ تِيمُوثَاوُسُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ جَيِّدًا، لِأَنَّهُ تَعَلَّمَ «مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ» مِنْ أُمِّهِ وَجَدَّتِهِ. مَعَ ذٰلِكَ، حَثَّهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَائِلًا: «اُثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأُقْنِعْتَ حَتَّى آمَنْتَ بِهِ». (٢ تي ٣:١٤، ١٥) فَتِيمُوثَاوُسُ لَمْ يَعْتَنِقِ ٱلْحَقَّ لِيُرْضِيَ أُمَّهُ وَجَدَّتَهُ، بَلْ لِأَنَّهُ حَلَّلَ بِقُوَّتِهِ ٱلْعَقْلِيَّةِ مَا تَعَلَّمَهُ وَٱقْتَنَعَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ. — اقرأ روما ١٢:١.
٥، ٦ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَتَعَلَّمَ ٱسْتِخْدَامَ ‹قُوَّتِكَ ٱلْعَقْلِيَّةِ› فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ؟
٥ وَمَاذَا عَنْكَ؟ رُبَّمَا تَعْرِفُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ زَمَانٍ. فَلِمَ لَا تَضَعُ هَدَفًا أَنْ تَتَفَحَّصَ بِدِقَّةٍ أَسَاسَ مُعْتَقَدَاتِكَ؟ فَهٰذَا سَيُقَوِّي إِيمَانَكَ وَيَحْمِيكَ مِنْ مُسَايَرَةِ رِفَاقِكَ أَوِ ٱلتَّأَثُّرِ بِمَشَاعِرِكَ أَوْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ.
٦ وَعِنْدَمَا تَتَعَلَّمُ فِي سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ أَنْ تَسْتَخْدِمَ ‹قُوَّتَكَ ٱلْعَقْلِيَّةَ› لِتُحَلِّلَ قَنَاعَاتِكَ، تَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِتُقَدِّمَ أَجْوِبَةً مُقْنِعَةً حِينَ يَطْرَحُ عَلَيْكَ رِفَاقُكَ أَسْئِلَةً مِثْلَ: ‹مَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّ ٱللهَ مَوْجُودٌ؟ لِمَ يَسْمَحُ إِلٰهٌ مُحِبٌّ بِٱلشَّرِّ؟ وَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنَّ ٱللهَ لَا بِدَايَةَ لَهُ وَلَا نِهَايَةَ؟›. وَعِنْدَئِذٍ لَنْ تُضْعِفَ أَسْئِلَةٌ كَهٰذِهِ إِيمَانَكَ، بَلْ سَتُحَمِّسُكَ لِتَزِيدَ دَرْسَكَ ٱلشَّخْصِيَّ.
٧-٩ أَوْضِحْ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ سِلْسِلَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ «مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟» أَنْ تَقَوِّيَ إِيمَانَكَ.
٧ يُسَاعِدُكَ ٱلدَّرْسُ ٱلشَّخْصِيُّ بِٱجْتِهَادٍ أَنْ تُجِيبَ عَلَى ٱلْأَسْئِلَةِ، تَتَخَلَّصَ مِنْ شُكُوكِكَ، وَتُقَوِّيَ إِيمَانَكَ. (اع ١٧:١١) وَفِي مُتَنَاوَلِكَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلْمُسَاعِدَةِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. مَثَلًا، ٱسْتَفَادَ كَثِيرُونَ مِنْ دَرْسِ ٱلْكُرَّاسَةِ خَمْسَةُ أَسْئِلَةٍ وَجِيهَةٍ عَنْ أَصْلِ ٱلْحَيَاةِ وَكِتَابِ هَلْ يُوجَدُ خَالِقٌ يَهْتَمُّ بِأَمْرِكُمْ؟. كَمَا ٱسْتَفَادَ مُرَاهِقُونَ كَثِيرُونَ مِنْ سِلْسِلَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ «مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟». وَهِيَ مَوْجُودَةٌ عَلَى مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ jw.org تَحْتَ عَلَامَةِ ٱلتَّبْوِيبِ «تَعَالِيمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ»، وَٱلْهَدَفُ مِنْهَا مُسَاعَدَتُكَ أَنْ تُقَوِّيَ إِيمَانَكَ بِتَعَالِيمِ كَلِمَةِ ٱللهِ.
٨ طَبْعًا أَنْتَ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، وَلَنْ يَصْعُبَ عَلَيْكَ أَنْ تُجِيبَ عَنْ بَعْضِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمَطْرُوحَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَوَادِّ. وَلٰكِنْ لِمَ أَنْتَ مُتَأَكِّدٌ مِنْ إِجَابَاتِكَ؟ تُشَجِّعُكَ هٰذِهِ ٱلْمَوَادُّ ٱلتَّعْلِيمِيَّةُ أَنْ تُحَلِّلَ
عَدَدًا مِنَ ٱلْآيَاتِ، ثُمَّ تُدَوِّنَ مَا تَفْهَمُهُ مِنْهَا. وَهٰكَذَا تَكُونُ جَاهِزًا لِتَشْرَحَ مُعْتَقَدَاتِكَ لِلْآخَرِينَ. فَلِمَ لَا تَسْتَفِيدُ مِنْ هٰذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ خِلَالَ دَرْسِكَ ٱلشَّخْصِيِّ لِتُقَوِّيَ إِيمَانَكَ؟٩ فَحِينَ تَتَأَكَّدُ مِنْ مُعْتَقَدَاتِكَ، تَخْطُو خُطْوَةً هَامَّةً عَلَى طَرِيقِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. قَالَتْ أُخْتٌ مُرَاهِقَةٌ: «قَبْلَ أَنْ أَتَّخِذَ قَرَارَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، دَرَسْتُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱقْتَنَعْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ. وَكُلَّ يَوْمٍ، يَصِيرُ هٰذَا ٱلِٱقْتِنَاعُ أَقْوَى فَأَقْوَى».
تَصَرُّفَاتُكَ وَأَعْمَالُكَ
١٠ لِمَ يَجِبُ أَنْ تَنْسَجِمَ تَصَرُّفَاتُ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُعْتَمِدِ مَعَ إِيمَانِهِ؟
١٠ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْإِيمَانُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، فَهُوَ مَيِّتٌ». (يع ٢:١٧) فَإِذَا كَانَ إِيمَانُكَ قَوِيًّا، فَسَتُعْرِبُ عَنْهُ بِتَصَرُّفَاتِكَ وَأَعْمَالِكَ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ «تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةً وَأَعْمَالَ تَعَبُّدٍ لِلهِ». — اقرأ ٢ بطرس ٣:١١.
١١ أَوْضِحْ مَعْنَى ‹ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›.
١١ إِنَّ ٱلتَّصَرُّفَ بِقَدَاسَةٍ يَشْمُلُ ٱلطَّهَارَةَ وَحُسْنَ ٱلسُّلُوكِ. لِذَا رَاجِعْ قَرَارَاتِكَ خِلَالَ ٱلشُّهُورِ ٱلسِّتَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ. هَلْ أَظْهَرْتَ أَنَّ ‹قُوَى إِدْرَاكِكَ مُدَرَّبَةٌ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ›؟ (عب ٥:١٤) هَلْ تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَاتٍ مُحَدَّدَةً قَاوَمْتَ فِيهَا ٱلْإِغْرَاءَ أَوْ صَمَدْتَ فِي وَجْهِ ضَغْطِ رِفَاقِكَ؟ هَلْ سُلُوكُكَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ مِثَالِيٌّ؟ هَلْ تُحَافِظُ عَلَى وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ، أَمْ تُسَايِرُ رُفَقَاءَ صَفِّكَ لِتَتَجَنَّبَ ٱسْتِهْزَاءَهُمْ؟ (١ بط ٤:٣، ٤) طَبْعًا، لَا أَحَدَ كَامِلٌ. لِذٰلِكَ حَتَّى ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ يَسْتَصْعِبُونَ أَحْيَانًا بِسَبَبِ ٱلْخَجَلِ أَنْ يُعْلِنُوا إِيمَانَهُمْ. لٰكِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُنْتَذِرَ يَفْتَخِرُ بِحَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ، وَيُظْهِرُ ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ تَصَرُّفَاتِهِ.
١٢ مَا هِيَ بَعْضُ ‹أَعْمَالِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ›، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهَا؟
١٢ أَمَّا ‹أَعْمَالُ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ› فَتَشْمُلُ نَشَاطَاتِكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، كَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَتَشْمُلُ أَيْضًا ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي لَا يَرَاهَا ٱلْآخَرُونَ، كَصَلَوَاتِكَ وَدَرْسِكَ ٱلشَّخْصِيِّ. وَٱلشَّخْصُ ٱلْمُنْتَذِرُ لِيَهْوَهَ لَا يَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالَ عِبْئًا، بَلْ يُشَاطِرُ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ شُعُورَهُ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». — مز ٤٠:٨.
١٣، ١٤ أَيَّةُ أَدَاةٍ تُسَاعِدُكَ عَلَى ٱلْقِيَامِ ‹بِأَعْمَالِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ›، وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ مِنْهَا ٱلْبَعْضُ؟
١٣ وَلِمُسَاعَدَتِكَ عَلَى وَضْعِ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ، يَحْتَوِي كِتَابُ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ — أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ، ٱلْجُزْءُ ٢، عَلَى وَرَقَةِ عَمَلٍ مُفِيدَةٍ. فَٱلْإِطَارُ فِي ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٣٠٨ وَ ٣٠٩ يُشَجِّعُكَ أَنْ تَكْتُبَ أَجْوِبَتَكَ عَنْ أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: «إِلَى أَيَّةِ دَرَجَةٍ تُصَلِّي بِشَأْنِ أُمُورٍ مُحَدَّدَةٍ، وَمَاذَا يَكْشِفُ ذٰلِكَ عَنْ مَحَبَّتِكَ لِيَهْوَهَ؟»، «مَاذَا يَتَضَمَّنُ دَرْسُكَ ٱلشَّخْصِيُّ؟»، وَ «هَلْ تَذْهَبُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ حَتَّى لَوْ لَمْ يَذْهَبْ وَالِدَاكَ؟». كَمَا يُتِيحُ لَكَ أَنْ تُدَوِّنَ أَهْدَافَكَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلثَّلَاثَةِ.
١٤ لَقَدِ ٱسْتَفَادَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ وَٱلْمُرَاهِقِينَ ٱلَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَدَاةِ ٱلنَّافِعَةِ. تَقُولُ أُخْتٌ صَغِيرَةٌ ٱسْمُهَا تِيلْدَا: «اِسْتَخْدَمْتُ وَرَقَةَ
ٱلْعَمَلِ هٰذِهِ لِأَضَعَ أَهْدَافًا، وَعَمِلْتُ عَلَى تَحْقِيقِهَا وَاحِدًا فَوَاحِدًا. فَأَصْبَحْتُ جَاهِزَةً لِلْمَعْمُودِيَّةِ فِي غُضُونِ سَنَةٍ». وَٱسْتَفَادَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَدَاةِ أَيْضًا أَخٌ ٱسْمُهُ بَاتْرِيك. يَقُولُ: «كُنْتُ أَعْرِفُ مَا هِيَ أَهْدَافِي، لٰكِنَّ تَدْوِينَهَا دَفَعَنِي أَنْ أَجْتَهِدَ أَكْثَرَ لِأُحَقِّقَهَا».هَلْ تَخْدُمُ يَهْوَهَ حَتَّى لَوْ تَوَقَّفَ وَالِدَاكَ عَنْ خِدْمَتِهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٥ أَوْضِحْ لِمَ ٱلِٱنْتِذَارُ هُوَ قَرَارٌ شَخْصِيٌّ.
١٥ تَطْرَحُ وَرَقَةُ ٱلْعَمَلِ أَيْضًا سُؤَالًا يَحُثُّكَ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ: «هَلْ تَخْدُمُ يَهْوَهَ حَتَّى لَوْ تَوَقَّفَ وَالِدَاكَ وَأَصْدِقَاؤُكَ عَنْ خِدْمَتِهِ؟». فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْمُنْتَذِرُ وَٱلْمُعْتَمِدُ هُوَ وَحْدَهُ ٱلْمَسْؤُولُ عَنْ عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. لِذٰلِكَ لَا يَجِبُ أَنْ تَتَوَقَّفَ خِدْمَتُكَ لِلهِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ، وَلَا حَتَّى وَالِدَيْكَ. وَتَصَرُّفَاتُكَ ٱلْمُقَدَّسَةُ وَأَعْمَالُ تَعَبُّدِكَ لِلهِ تُظْهِرُ أَنَّكَ تَبَنَّيْتَ ٱلْحَقَّ عَنِ ٱقْتِنَاعٍ وَتَتَقَدَّمُ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.
تَقْدِيرُكَ لِيَهْوَهَ
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَ ٱلشَّخْصَ أَنْ يَعْتَمِدَ؟ (ب) أَعْطِ مَثَلًا يُوضِحُ لِمَ تَسْتَحِقُّ ٱلْفِدْيَةُ تَقْدِيرَكَ.
١٦ سَأَلَ رَجُلٌ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ يَسُوعَ: «أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى؟». فَأَجَابَهُ: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ». (مت ٢٢:٣٥-٣٧) وَهٰكَذَا أَشَارَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ ٱلدَّافِعَ وَرَاءَ أَعْمَالِ ٱلْمَسِيحِيِّ، بِمَا فِيهَا ٱلْمَعْمُودِيَّةُ. وَإِحْدَى أَفْضَلِ ٱلطُّرُقِ لِتُنَمِّيَ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَهَ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَعْظَمِ عَطِيَّةٍ وَهَبَهَا لَنَا: ذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥؛ ١ يوحنا ٤:٩، ١٩.) فَتَفْكِيرُكَ فِي ٱلْفِدْيَةِ وَمَا تَعْنِيهِ لَكَ سَيَدْفَعُكَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلتَّقْدِيرَ لِهٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ.
١٧ وَٱلْمَثَلُ ٱلتَّالِي يُوضِحُ لِمَ تَسْتَحِقُّ ٱلْفِدْيَةُ تَقْدِيرَكَ. تَخَيَّلْ أَنَّ شَخْصًا أَنْقَذَكَ مِنَ ٱلْغَرَقِ. فَهَلْ تَذْهَبُ إِلَى بَيْتِكَ وَتَسْتَحِمُّ وَتَنْسَى جَمِيلَهُ؟ بِٱلطَّبْعِ لَا. فَأَنْتَ سَتَظَلُّ مَدِينًا لَهُ بِحَيَاتِكَ طُولَ ٱلْعُمْرِ لِأَنَّهُ أَنْقَذَكَ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، نَحْنُ مَدِينُونَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِحَيَاتِنَا. فَبِدُونِ ٱلْفِدْيَةِ، كَانَ كُلٌّ مِنَّا غَارِقًا فِي ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ، إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. وَلٰكِنْ بِفَضْلِ هٰذَا ٱلْإِعْرَابِ ٱلْعَظِيمِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ، أَصْبَحَ لَدَيْنَا رَجَاءٌ رَائِعٌ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.
١٨، ١٩ (أ) لِمَ مَا مِنْ دَاعٍ أَنْ تَخَافَ مِنْ نَذْرِ حَيَاتِكَ لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ تُحَسِّنُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ حَيَاتَكَ؟
عب ١١:٦) وَٱنْتِذَارُكَ وَمَعْمُودِيَّتُكَ لَا يُصَعِّبَانِ حَيَاتَكَ بَلْ يُحَسِّنَانِهَا. يَقُولُ أَخٌ عُمْرُهُ ٢٤ سَنَةً ٱعْتَمَدَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ سِنَّ ٱلْمُرَاهَقَةِ: «صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا يَكُونُ أَكْثَرَ نُضْجًا، لٰكِنَّ قَرَارَ ٱلِٱنْتِذَارِ لِيَهْوَهَ حَمَانِي مِنَ ٱلْمَسَاعِي ٱلْعَالَمِيَّةِ».
١٨ فَهَلْ تُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِكَ؟ إِنَّ ٱنْتِذَارَكَ وَمَعْمُودِيَّتَكَ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى ذٰلِكَ. فَحِينَ تَنْذُرُ حَيَاتَكَ لَهُ، تَعِدُهُ أَنْ تَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ مَهْمَا حَصَلَ. وَهَلْ مِنْ دَاعٍ أَنْ يُخِيفَكَ هٰذَا ٱلِٱلْتِزَامُ؟ كَلَّا، عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَيَهْوَهُ تَهُمُّهُ مَصْلَحَتُكَ وَ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». (١٩ يَا لَلْفَرْقِ ٱلشَّاسِعِ بَيْنَ يَهْوَهَ وَٱلشَّيْطَانِ! فَٱلشَّيْطَانُ أَنَانِيٌّ وَلَا تَهُمُّهُ مَصْلَحَتُكَ. وَلَيْسَ فِي وِسْعِهِ أَنْ يُقَدِّمَ أَيَّ خَيْرٍ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ. وَمِنْ أَيْنَ لَهُ أَنْ يَعِدَهُمْ بِٱلْخَيْرِ؟! فَهُوَ نَفْسُهُ لَا مُسْتَقْبَلَ مُشْرِقًا لَهُ وَلَا رَجَاءَ. وَفَاقِدُ ٱلشَّيْءِ لَا يُعْطِيهِ. فَهُوَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَدِّمَ لَكَ سِوَى مُسْتَقْبَلٍ قَاتِمٍ كَٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُهُ. — رؤ ٢٠:١٠.
٢٠ مَاذَا يَسْتَطِيعُ ٱلْوَلَدُ أَوِ ٱلْمُرَاهِقُ أَنْ يَفْعَلَ لِكَيْ يَتَقَدَّمَ إِلَى ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « مُسَاعِدَاتٌ عَلَى إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ».)
٢٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱنْتِذَارَ لِيَهْوَهَ هُوَ ٱلْقَرَارُ ٱلصَّحِيحُ. فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي ٱتِّخَاذِ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ إِذَا كُنْتَ جَاهِزًا. أَمَّا إِذَا ٱحْتَجْتَ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَطَبِّقِ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ لِتُحْرِزَ ٱلتَّقَدُّمَ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي: «أَيًّا كَانَ ٱلْحَدُّ ٱلَّذِي تَقَدَّمْنَا إِلَيْهِ، فَلْنُوَاصِلِ ٱلسُّلُوكَ بِتَرْتِيبٍ عَلَى هٰذِهِ ٱلْوَتِيرَةِ عَيْنِهَا». (في ٣:١٦) وَإِذَا طَبَّقْتَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةَ، فَلَنْ يَمُرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى تَنْذُرَ حَيَاتَكَ لِيَهْوَهَ وَتَعْتَمِدَ.