يهوه يرشد شعبه في طريق الحياة
«هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ. اُسْلُكُوا فِيهَا». — اش ٣٠:٢١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٥، ٤٨
١، ٢ (أ) أَيُّ تَحْذِيرٍ حَفِظَ حَيَاةَ كَثِيرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيُّ إِرْشَادٍ مُنْقِذٍ لِلْحَيَاةِ يَحْصُلُ عَلَيْهِ شَعْبُ ٱللهِ؟
«تَوَقَّفْ، تَطَلَّعْ، تَسَمَّعْ». كَمْ أَنْقَذَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ مِنْ أَرْوَاحٍ! فَمُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ سَنَةٍ، كَانَتْ تُكْتَبُ عَلَى لَافِتَاتٍ عِنْدَ مَعَابِرِ ٱلسِّكَّةِ ٱلْحَدِيدِيَّةِ فِي أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ لِتَحْذِيرِ ٱلسَّائِقِينَ لِئَلَّا يَصْدِمَهُمْ قِطَارٌ مَسْرِعٌ. وَٱلِٱنْتِبَاهُ لِإِشَارَاتِ ٱلسَّلَامَةِ هٰذِهِ حَفِظَ حَيَاةَ كَثِيرِينَ.
٢ يَحْمِي يَهْوَهُ شَعْبَهُ بِطَرِيقَةٍ أَفْضَلَ مِنْ إِشَارَاتِ ٱلسَّلَامَةِ. فَهُوَ يَقِفُ أَمَامَهُمْ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، وَيَدُلُّهُمْ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْآمِنِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَهُوَ يَقُودُ شَعْبَهُ مِثْلَ رَاعٍ مُحِبٍّ يُوَجِّهُ خِرَافَهُ وَيُحَذِّرُهَا مِنَ ٱلْمَسَالِكِ ٱلْخَطِرَةِ. — اقرأ اشعيا ٣٠:٢٠، ٢١.
إِرْشَادُ يَهْوَهَ لِشَعْبِهِ لَيْسَ أَمْرًا جَدِيدًا
٣ كَيْفَ أَصْبَحَتِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ تَسِيرُ فِي طَرِيقٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ؟
٣ عَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، زَوَّدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ بِإِرْشَادَاتٍ وَتَوْجِيهَاتٍ مُحَدَّدَةٍ. فَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ مَثَلًا، أَعْطَى إِرْشَادَاتٍ وَاضِحَةً تَقُودُ ٱلْعَائِلَةَ ٱلْبَشَرِيَّةَ إِلَى تك ٢:١٥-١٧) لٰكِنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَدَارَا ظَهْرَهُمَا لِتَوْجِيهِ أَبِيهِمَا ٱلْمُحِبِّ. فَحَوَّاءُ أَصْغَتْ إِلَى نُصْحٍ سَمِعَتْهُ مِنْ حَيَّةٍ، وَآدَمُ بِدَوْرِهِ سَمِعَ لِزَوْجَتِهِ. فَعَاشَا حَيَاةً مَلِيئَةً بِٱلْمُعَانَاةِ، وَمَاتَا بِلَا رَجَاءٍ. وَبِسَبَبِ عِصْيَانِهِمَا، أَصْبَحَتِ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ عُمُومًا تَسِيرُ فِي طَرِيقٍ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَوْتِ.
ٱلسَّعَادَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (٤ (أ) لِمَ نَشَأَتْ حَاجَةٌ إِلَى إِرْشَادٍ جَدِيدٍ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ؟ (ب) مَاذَا كَشَفَتْ وَصِيَّةُ ٱللهِ؟
٤ وَفِي زَمَنِ نُوحٍ، أَعْطَى ٱللهُ تَوْجِيهَاتٍ لِلنَّجَاةِ مِنَ ٱلطُّوفَانِ. ثُمَّ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ، أَعْطَى شَرِيعَةً مُحَدَّدَةً تُحَرِّمُ أَكْلَ ٱلدَّمِ. وَمَا ٱلدَّاعِي إِلَى هٰذَا ٱلْإِرْشَادِ ٱلْجَدِيدِ؟ لَقَدْ نَشَأَ وَضْعٌ جَدِيدٌ. فَيَهْوَهُ كَانَ سَيَسْمَحُ لِلْبَشَرِ بِأَكْلِ لَحْمِ ٱلْحَيَوَانَاتِ. لِذَا أَوْصَاهُمْ: «لَحْمًا بِنَفْسِهِ — بِدَمِهِ — لَا تَأْكُلُوهُ». (تك ٩:١-٤) وَهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ كَشَفَتْ بِوُضُوحٍ نَظْرَةَ ٱللهِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. فَهِيَ مِلْكٌ لَهُ. وَبِصِفَتِهِ ٱلْخَالِقَ وَمُعْطِيَ ٱلْحَيَاةِ، لَدَيْهِ ٱلْحَقُّ فِي وَضْعِ ٱلشَّرَائِعِ بِشَأْنِهَا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، نَهَى ٱللهُ ٱلْبَشَرَ عَنْ قَتْلِ رَفِيقِهِمِ ٱلْإِنْسَانِ. فَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُ ٱلْحَيَاةَ وَٱلدَّمَ مُقَدَّسَيْنِ، وَهُوَ يُعَاقِبُ كُلَّ مَنْ يَكْسِرُ ٱلشَّرَائِعَ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِهِمَا. — تك ٩:٥، ٦.
٥ فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَلِمَاذَا؟
٥ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَيْفَ ٱسْتَمَرَّ ٱللهُ فِي إِرْشَادِ شَعْبِهِ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ. فَهٰذَا سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱتِّبَاعِ تَوْجِيهِهِ فِيمَا يَقُودُنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
أُمَّةٌ جَدِيدَةٌ وَإِرْشَادٌ جَدِيدٌ
٦ لِمَ ٱحْتَاجَ شَعْبُ ٱللهِ إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، وَمَاذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْعَلُوا؟
٦ فِي زَمَنِ مُوسَى، ٱحْتَاجَ شَعْبُ يَهْوَهَ إِلَى إِرْشَادَاتٍ وَاضِحَةٍ فِي ٱلسُّلُوكِ وَطَرِيقَةِ ٱلْعِبَادَةِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ تَغَيَّرَتْ مَرَّةً أُخْرَى. فَلِأَكْثَرَ مِنْ قَرْنَيْنِ، عَاشَ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْ يَعْقُوبَ فِي مِصْرَ، أَرْضٍ مُنْغَمِسَةٍ فِي عِبَادَةِ ٱلْمَوْتَى وَٱلصَّنَمِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْمُهِينَةِ لِلهِ. لِذٰلِكَ حِينَ تَحَرَّرَ شَعْبُ ٱللهِ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ، ٱحْتَاجُوا إِلَى تَوْجِيهَاتٍ جَدِيدَةٍ. فَكَانُوا سَيُصْبِحُونَ أُمَّةً خَاضِعَةً لِشَرِيعَةِ يَهْوَهَ لَا غَيْرُ. وَبِحَسَبِ بَعْضِ ٱلْمَرَاجِعِ، تُشْتَقُّ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «شَرِيعَةٍ» مِنْ جَذْرٍ يَعْنِي «يُوَجِّهُ، يَقُودُ، يُرْشِدُ». وَهٰكَذَا كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ بِمَثَابَةِ جِدَارٍ وَاقٍ حَمَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلِٱنْحِطَاطِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ لَدَى ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي حَوْلَهُمْ. فَنَعِمَتِ ٱلْأُمَّةُ بِٱلْبَرَكَاتِ حِينَ سَمِعَتْ لِلهِ، فِيمَا حَصَدَتْ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً حِينَ تَجَاهَلَتْ وَصَايَاهُ. — اقرإ التثنية ٢٨:١، ٢، ١٥.
٧ (أ) لِأَيِّ سَبَبٍ آخَرَ أَعْطَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ؟ (ب) كَيْفَ كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ «مُرَبِّيًا» قَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى ٱلْمَسِيحِ؟
٧ وَكَانَ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ لِهٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْجَدِيدَةِ. فَٱلشَّرِيعَةُ أَشَارَتْ إِلَى تَطَوُّرٍ هَامٍّ فِي قَصْدِ ٱللهِ، أَلَا وَهُوَ مَجِيءُ ٱلْمَسِيَّا، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. وَقَدْ ذَكَّرَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِأَنَّهُمْ خُطَاةٌ، وَسَاعَدَتْهُمْ أَنْ يُدْرِكُوا حَاجَتَهُمْ إِلَى فِدْيَةٍ، أَيْ إِلَى ذَبِيحَةٍ كَامِلَةٍ تُكَفِّرُ عَنِ ٱلْخَطَايَا نِهَائِيًّا. (غل ٣:١٩؛ عب ١٠:١-١٠) كَمَا أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ سَاهَمَتْ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى سِلْسِلَةِ نَسَبِ ٱلْمَسِيَّا، وَمَكَّنَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ تَحْدِيدِ هُوِيَّتِهِ. فَقَدْ كَانَتِ ٱلشَّرِيعَةُ «مُرَبِّيًا» قَادَهُمْ إِلَى ٱلْمَسِيحِ. — غل ٣:٢٣، ٢٤.
٨ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ مَبَادِئِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟
٨ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَيْضًا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهَلْ نَتَوَقَّفُ عِنْدَهَا وَ نَتَطَلَّعُ فِي ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي تَرْتَكِزُ عَلَيْهَا؟ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ فَرَائِضِهَا، لٰكِنَّهَا تَحْتَوِي عَلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْمَوْثُوقِ بِهَا ٱلَّتِي تُفِيدُنَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ وَفِي عِبَادَةِ إِلٰهِنَا. فَيَهْوَهُ حَفِظَ هٰذِهِ ٱلشَّرَائِعَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنَتَعَلَّمَ مِنْهَا مَبَادِئَ تُرْشِدُنَا فِي حَيَاتِنَا، وَنُقَدِّرَ تَعَالِيمَ يَسُوعَ ٱلَّتِي هِيَ أَسْمَى مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَالَ يَسُوعُ: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹لَا تَزْنِ›. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ». فَإِذَا سَمِعْنَا لِيَسُوعَ، لَا نَمْتَنِعُ عَنِ ٱلزِّنَى فَحَسْبُ، بَلْ نَطْرُدُ مِنْ عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا أَيَّةَ أَفْكَارٍ أَوْ رَغَبَاتٍ فَاسِدَةٍ. —٩ أَيُّ وَضْعٍ جَدِيدٍ ٱسْتَلْزَمَ إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةً لِشَعْبِ ٱللهِ؟
٩ بَعْدَمَا أَتَى يَسُوعُ بِصِفَتِهِ ٱلْمَسِيَّا، أَعْطَى ٱللهُ إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةً وَكَشَفَ ٱلْمَزِيدَ عَنْ قَصْدِهِ. فَسَنَةَ ٣٣ بم، رَفَضَ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ وَٱخْتَارَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بَدَلًا مِنْهَا. وَمَرَّةً أُخْرَى، ٱسْتَلْزَمَ ٱلْوَضْعُ ٱلْجَدِيدُ إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةً لِشَعْبِ ٱللهِ.
إِرْشَادَاتٌ لِأُمَّةٍ رُوحِيَّةٍ جَدِيدَةٍ
١٠ لِمَ أُعْطِيَتْ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ شَرِيعَةٌ جَدِيدَةٌ، وَكَيْفَ ٱخْتَلَفَتْ عَنِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ؟
١٠ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، أَعْطَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ ضِمْنَ تَرْتِيبِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةً أَوْ أَكْثَرَ شُمُولًا حَوْلَ ٱلسُّلُوكِ وَٱلْعِبَادَةِ. فَقَدْ دَخَلَ خُدَّامُ ٱللهِ هٰؤُلَاءِ فِي عَهْدٍ جَدِيدٍ. وَفِي حِينِ أَنَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ، أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ ٱلْجَسَدِيِّ، دَخَلَتْ فِي عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، كَانَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ سَيَضُمُّ أَشْخَاصًا مِنْ أُمَمٍ وَحَضَارَاتٍ عَدِيدَةٍ. وَهٰذَا يُظْهِرُ أَنَّ «ٱللهَ لَيْسَ مُحَابِيًا، بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ». (اع ١٠:٣٤، ٣٥) وَبِٱلتَّبَايُنِ مَعَ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي ٱتَّبَعَتْ شَرِيعَةً وَصَايَاهَا مَنْحُوتَةٌ عَلَى حَجَرٍ، ٱتَّبَعَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ «شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ» ٱلْمُؤَلَّفَةَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ مِنْ مَبَادِئَ مَكْتُوبَةٍ فِي ٱلْقُلُوبِ. وَ «شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ» تُرْشِدُ وَتُفِيدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَيْنَمَا كَانُوا. — غل ٦:٢.
١١ فِي أَيِّ مَجَالَيْنِ مِنْ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تُؤَثِّرُ «شَرِيعَةُ ٱلْمَسِيحِ»؟
١١ كَانَ إِسْرَائِيلُ ٱلرُّوحِيُّ سَيَحْصُدُ فَوَائِدَ كَبِيرَةً مِنَ ٱلْإِرْشَادِ ٱلَّذِي زَوَّدَهُ ٱللهُ مِنْ خِلَالِ ٱبْنِهِ. وَقُبَيْلَ أَنْ يَسْرِيَ مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، أَعْطَى يَسُوعُ وَصِيَّتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ: اَلْأُولَى تَتَعَلَّقُ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، أَمَّا ٱلْأُخْرَى فَتُرَكِّزُ عَلَى سُلُوكِ أَتْبَاعِهِ وَطَرِيقَةِ مُعَامَلَتِهِمْ بَعْضِهِمْ بَعْضًا. وَبِمَا أَنَّ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ أُعْطِيَتَا لِجَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، فَهُمَا تَنْطَبِقَانِ عَلَى جَمِيعِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْيَوْمَ، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمْ سَمَاوِيًّا أَمْ أَرْضِيًّا.
١٢ مَا ٱلْجَدِيدُ ٱلَّذِي ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ ٱلْوَصِيَّةُ بِٱلْكِرَازَةِ؟
١٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْأُولَى. فِي ٱلْمَاضِي، وَجَبَ عَلَى ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَأْتُوا إِلَى إِسْرَائِيلَ لِيَخْدُمُوا يَهْوَهَ. (١ مل ٨:٤١-٤٣) وَبَعْدَ قُرُونٍ، أَعْطَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ وَصِيَّةً مُخْتَلِفَةً فِي مَتَّى ٢٨:١٩، ٢٠. (اقرأها.) فَقَدْ أَمَرَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ. وَيَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، أَظْهَرَ يَهْوَهُ بِوُضُوحٍ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُكْرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَفِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، مَكَّنَ رُوحُهُ ٱلْقُدُسُ نَحْوَ ١٢٠ عُضْوًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْجَدِيدَةِ مِنَ ٱلشَّهَادَةِ بِلُغَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ. (اع ٢:٤-١١) ثُمَّ تَوَسَّعَتْ مُقَاطَعَةُ ٱلْكِرَازَةِ لِتَشْمُلَ ٱلسَّامِرِيِّينَ أَيْضًا. وَأَخِيرًا، فِي سَنَةِ ٣٦ بم، تَوَسَّعَ نِطَاقُ ٱلْمُقَاطَعَةِ تَوَسُّعًا إِضَافِيًّا لِيَشْمُلَ ٱلْأُمَمِيِّينَ غَيْرَ ٱلْمَخْتُونِينَ. وَهٰذَا عَنَى أَنَّهُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَذْهَبُوا وَيَكْرِزُوا لِكُلِّ ٱلنَّاسِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٣، ١٤ (أ) مَاذَا تَشْمُلُ ‹ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْجَدِيدَةُ› ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَسُوعُ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٣ أَعْطَى يَسُوعُ أَيْضًا أَتْبَاعَهُ «وَصِيَّةً جَدِيدَةً» بِشَأْنِ ٱلتَّعَامُلِ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ. (اقرأ يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥.) فَهٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ لَا تَتَطَلَّبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا فِي شُؤُونِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَنْ نَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَيْضًا لِلتَّضْحِيَةِ بِحَيَاتِنَا مِنْ أَجْلِهِمْ. وَهٰذَا مَطْلَبٌ جَدِيدٌ لَمْ تَنُصَّ عَلَيْهِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ. — مت ٢٢:٣٩؛ ١ يو ٣:١٦.
١٤ وَقَدْ رَسَمَ يَسُوعُ أَعْظَمَ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَأَحَبَّ تَلَامِيذَهُ كَثِيرًا، حَتَّى إِنَّهُ ضَحَّى طَوْعًا بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَهُوَ يَطْلُبُ مِنْ جَمِيعِ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَقَّاتِ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا، حَتَّى لَوِ ٱقْتَضَى ٱلْأَمْرُ أَنْ نُضَحِّيَ بِحَيَاتِنَا فِي سَبِيلِهِمْ. — ١ تس ٢:٨.
إِرْشَادَاتٌ لِلْحَاضِرِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ
١٥، ١٦ أَيَّةُ ظُرُوفٍ جَدِيدَةٍ نُوَاجِهُهَا ٱلْيَوْمَ، وَكَيْفَ يُرْشِدُنَا ٱللهُ؟
١٥ عَيَّنَ يَسُوعُ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» لِيُعْطِيَ أَتْبَاعَهُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧) وَيَتَضَمَّنُ هٰذَا ٱلطَّعَامُ إِرْشَادَاتٍ مُهِمَّةً تَتَمَاشَى مَعَ تَغَيُّرِ ٱلظُّرُوفِ.
١٦ فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي فَتْرَةٍ يَدْعُوهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْأَيَّامَ ٱلْأَخِيرَةَ»، وَأَمَامَنَا ضِيقٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ قَطُّ. (٢ تي ٣:١؛ مر ١٣:١٩) كَمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ طُرِحُوا مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ، مَا يَجْلُبُ ٱلْوَيْلَ عَلَى جَمِيعِ ٱلْبَشَرِ. (رؤ ١٢:٩، ١٢) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ نُتَمِّمُ تَفْوِيضَ يَسُوعَ وَنَكْرِزُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عَلَى نِطَاقٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ، لِنَبْلُغَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ مَهْمَا كَانَتْ لُغَتُهُمْ.
١٧، ١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا مِنْ إِرْشَادَاتِ هَيْئَةِ ٱللهِ؟
١٧ تُزَوِّدُنَا هَيْئَةُ ٱللهِ بِأَدَوَاتٍ كَثِيرَةٍ تُسَاعِدُنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَهَلْ تَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟ وَفِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، نَتَلَقَّى ٱلْإِرْشَادَاتِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ ٱسْتِخْدَامِ هٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتِ بِفَعَّالِيَّةٍ. فَهَلْ تَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْإِرْشَادَاتِ تَوْجِيهًا مِنْ يَهْوَهَ؟
١٨ إِنَّ نَيْلَنَا بَرَكَةَ ٱللهِ يَعْتَمِدُ عَلَى ٱنْتِبَاهِنَا إِلَى ٱلتَّوْجِيهَاتِ ٱلَّتِي يُزَوِّدُنَا بِهَا مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَٱسْتِعْدَادُنَا لِلطَّاعَةِ ٱلْآنَ سَيُسَهِّلُ عَلَيْنَا ٱتِّبَاعَ ٱلتَّوْجِيهَاتِ خِلَالَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› ٱلَّذِي سَيَمْحُو كَامِلَ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. (مت ٢٤:٢١) وَبَعْدَئِذٍ سَنَحْتَاجُ أَيْضًا إِلَى إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةٍ لِلْحَيَاةِ فِي عَالَمٍ جَدِيدٍ بَارٍّ خَالٍ تَمَامًا مِنْ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ.
١٩، ٢٠ أَيَّةُ أَدْرَاجٍ سَتُفْتَحُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَكَيْفَ سَتُفِيدُنَا؟
الرؤيا ٢٠:١٢.) وَسَتُوضِحُ هٰذِهِ ٱلْأَدْرَاجُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَطَالِبَ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْبَشَرِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. وَبِدَرْسِ هٰذِهِ ٱلْأَدْرَاجِ، سَيَعْرِفُ كُلُّ ٱلنَّاسِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمُقَامُونَ، مَشِيئَةَ ٱللهِ لَهُمْ. كَمَا أَنَّهَا سَتُعْطِينَا فَهْمًا أَوْضَحَ لِفِكْرِ يَهْوَهَ. وَبِمَا أَنَّنَا أَيْضًا سَنَفْهَمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِصُورَةٍ أَوْضَحَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ، فَسَيَتَعَامَلُ ٱلْجَمِيعُ مَعًا بِمَحَبَّةٍ وَٱحْتِرَامٍ. (اش ٢٦:٩) فَيَا لَلْبَرْنَامَجِ ٱلتَّعْلِيمِيِّ ٱلْهَائِلِ ٱلَّذِي سَيُنَظَّمُ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلْمَلِكِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ!
١٩ فِي زَمَنِ مُوسَى، ٱحْتَاجَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ إِلَى إِرْشَادَاتٍ جَدِيدَةٍ، فَأَعْطَاهُمُ ٱللهُ ٱلشَّرِيعَةَ. وَلَاحِقًا، ٱتَّبَعَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ «شَرِيعَةَ ٱلْمَسِيحِ». بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّهُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ سَتُفْتَحُ أَدْرَاجٌ فِيهَا إِرْشَادَاتٌ جَدِيدَةٌ لَنَا. (اقرإ٢٠ إِنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ هِيَ بِٱنْتِظَارِ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلْأَدْرَاجِ». فَٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى أَمَانَتِهِمْ لِيَهْوَهَ وَيَجْتَازُونَ ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ سَتُكْتَبُ أَسْمَاؤُهُمْ فِي «دَرْجِ ٱلْحَيَاةِ». وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ مِنْ نَصِيبِنَا. فَإِذَا تَوَقَّفْنَا لِنَتَأَمَّلَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَتَطَلَّعْنَا مَلِيًّا لِنَفْهَمَ كَيْفَ تَنْطَبِقُ مَبَادِئُهُ فِي حَيَاتِنَا، ثُمَّ تَسَمَّعْنَا جَيِّدًا لِإِرْشَادِ ٱللهِ بِإِطَاعَتِهِ ٱلْآنَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَرْجُوَ ٱلنَّجَاةَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، وَنَسْتَمِرَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ يَهْوَهَ، إِلٰهِنَا ٱلْمُحِبِّ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْحِكْمَةِ. — جا ٣:١١؛ رو ١١:٣٣.