الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المعمودية مطلوبة من المسيحيين

المعمودية مطلوبة من المسيحيين

‏«مَا يُنَاظِرُ هٰذَا يُخَلِّصُكُمُ ٱلْآنَ أَيْضًا،‏ أَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ».‏ —‏ ١ بط ٣:‏٢١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٧،‏ ٥٦

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَتَسَاءَلُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ حِينَ يُقَرِّرُ وَلَدُهُمْ أَنْ يَعْتَمِدَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَسْأَلُ ٱلْخَطِيبُ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ هَلِ ٱنْتَذَرُوا لِيَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

يَنْظُرُ ٱلْوَالِدَانِ إِلَى ٱبْنَتِهِمَا مَارِيَّا فِيمَا تَقِفُ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ.‏ ثُمَّ يَطْرَحُ ٱلْخَطِيبُ سُؤَالَيْنِ،‏ فَتُجِيبُ مَارِيَّا عَنْهُمَا بِصَوْتٍ عَالٍ وَوَاضِحٍ.‏ وَتَعْتَمِدُ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ.‏

٢ وَالِدَا مَارِيَّا فَخُورَانِ لِأَنَّهَا نَذَرَتْ حَيَاتَهَا لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدَتْ.‏ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ شَغَلَتْ بَالَ أُمِّهَا فِي وَقْتٍ سَابِقٍ.‏ فَقَدْ تَسَاءَلَتْ:‏ ‹هَلْ مَا زَالَتْ مَارِيَّا صَغِيرَةً؟‏ هَلْ تَفْهَمُ أَهَمِّيَّةَ قَرَارِهَا؟‏ وَهَلْ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ تُؤَجِّلَ مَعْمُودِيَّتَهَا؟‏›.‏ وَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُحِبِّينَ يُفَكِّرُونَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ حِينَ يَرْغَبُ وَلَدُهُمْ أَنْ يَعْتَمِدَ.‏ (‏جا ٥:‏٥‏)‏ فَٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ هُمَا أَهَمُّ خُطْوَتَيْنِ فِي حَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ —‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏ «‏ هَلْ نَذَرْتَ نَفْسَكَ لِيَهْوَهَ؟‏‏».‏

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُشْبِهُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِنَاءَ ٱلْفُلْكِ؟‏

٣ لَقَدْ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ بِبِنَاءِ ٱلْفُلْكِ.‏ قَالَ:‏ «مَا يُنَاظِرُ هٰذَا يُخَلِّصُكُمُ ٱلْآنَ أَيْضًا،‏ أَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ».‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ فَٱلْفُلْكُ كَانَ دَلِيلًا مَلْمُوسًا أَنَّ نُوحًا نَذَرَ حَيَاتَهُ لِيَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ،‏ وَتَمَّمَ بِأَمَانَةٍ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ.‏ وَلِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ،‏ خَلَّصَهُ يَهْوَهُ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ.‏ فَكَيْفَ تُشْبِهُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِنَاءَ ٱلْفُلْكِ؟‏

٤ كَانَ ٱلْفُلْكُ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى إِيمَانِ نُوحٍ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ تُقَدِّمُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ ٱلْعَلَنِيَّةُ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ ٱنْتَذَرَ عَلَى أَسَاسِ إِيمَانِهِ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ.‏ وَمِثْلَ نُوحٍ،‏ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ يُطِيعُونَ ٱللهَ وَيُنْجِزُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ.‏ وَكَمَا خَلَّصَ يَهْوَهُ نُوحًا مِنَ ٱلطُّوفَانِ،‏ سَيُخَلِّصُهُمْ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ إِذَا بَقُوا أَوْلِيَاءَ.‏ (‏مر ١٣:‏١٠؛‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ إِذًا،‏ ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ هُمَا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يُؤَجِّلُ مَعْمُودِيَّتَهُ بِلَا لُزُومٍ يُخَاطِرُ بِمُسْتَقْبَلِهِ ٱلْأَبَدِيِّ.‏

٥ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٥ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ مُهِمَّةٌ جِدًّا،‏ فَسَنَتَأَمَّلُ فِي ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ:‏ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ يَتَّخِذُهَا ٱلشَّخْصُ قَبْلَهَا؟‏ وَلِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَهَمِّيَّتِهَا عِنْدَمَا نَدْرُسُ مَعَ أَوْلَادِنَا وَغَيْرِهِمْ؟‏

مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ عَلَامَ دَلَّتْ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا؟‏ (‏ب)‏ مَا أَهَمُّ مَعْمُودِيَّةٍ عَلَى يَدِ يُوحَنَّا؟‏

٦ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.‏ (‏مت ٣:‏١-‏٦‏)‏ فَقَدْ عَمَّدَ يُوحَنَّا ٱلنَّاسَ كَدَلِيلٍ عَلَى تَوْبَتِهِمْ عَنْ خَطَايَاهُمْ ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ.‏ لٰكِنَّ أَهَمَّ مَعْمُودِيَّةٍ عَلَى يَدِهِ لَمْ تَكُنْ لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلتَّوْبَةِ.‏ فَيُوحَنَّا تَمَتَّعَ بِٱلِٱمْتِيَازِ أَنْ يُعَمِّدَ يَسُوعَ،‏ ٱبْنَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ.‏ (‏مت ٣:‏١٣-‏١٧‏)‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْتَكِبْ خَطِيَّةً،‏ فَمَا كَانَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَتُوبَ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢٢‏)‏ بَلِ ٱعْتَمَدَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ يُقَدِّمُ حَيَاتَهُ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ —‏ عب ١٠:‏٧‏.‏

٧ وَخِلَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَتَى ٱلنَّاسُ إِلَى تَلَامِيذِهِ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا.‏ (‏يو ٣:‏٢٢؛‏ ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وَكَمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا،‏ دَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَعْمُودِيَّاتُ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ،‏ أَصْبَحَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ مَعْنًى مُخْتَلِفٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَتْبَاعِهِ.‏

٨ ‏(‏أ)‏ بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟‏

٨ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ تَرَاءَى يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ لِأَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠ مِنْ أَتْبَاعِهِ.‏ وَقَدْ ضَمَّ هٰذَا ٱلْجَمْعُ رِجَالًا وَنِسَاءً وَرُبَّمَا أَوْلَادًا أَيْضًا.‏ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ أَوْصَاهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ،‏ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ كو ١٥:‏٦‏)‏ فَيَسُوعُ أَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يُتَلْمِذُوا ٱلنَّاسَ.‏ وَٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُصْبِحُوا مِنْ تَلَامِيذِهِ،‏ أَيْ أَنْ ‹يَحْمِلُوا نِيرَهُ›،‏ يَجِبُ أَنْ يَعْتَمِدُوا.‏ (‏مت ١١:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ فَلِكَيْ تَكُونَ عِبَادَتُهُمْ مَقْبُولَةً،‏ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِدَوْرِ يَسُوعَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ،‏ ثُمَّ يَعْتَمِدُوا فِي ٱلْمَاءِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ يَكُونُ يَهْوَهُ رَاضِيًا عَنْ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.‏ وَرِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَكِّدُ أَنَّ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْأَوَائِلَ عَرَفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ وَلَمْ يَتَأَخَّرُوا فِي ٱتِّخَاذِ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ.‏ —‏ اع ٢:‏٤١؛‏ ٩:‏١٨؛‏ ١٦:‏١٤،‏ ١٥،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏.‏

لَا تُؤَجِّلْ

٩،‏ ١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِنَ ٱلْحَبَشِيِّ ٱلْمُتَهَوِّدِ وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏

٩ اقرإ الاعمال ٨:‏٣٥،‏ ٣٦‏.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ مَسْؤُولٍ حَبَشِيٍّ كَانَ قَدِ ٱعْتَنَقَ ٱلدِّيَانَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ ذَهَبَ لِيُقَدِّمَ ٱلْعِبَادَةَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَلٰكِنْ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ،‏ وَجَّهَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ فِيلِبُّسَ أَنْ «يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ».‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ؟‏ فَهِمَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَقْبَلَ يَسُوعَ رَبًّا،‏ وَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَٱعْتَمَدَ دُونَ تَأْخِيرٍ.‏

١٠ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ شَاوُلَ ٱلَّذِي دُعِيَ لَاحِقًا ٱلرَّسُولَ بُولُسَ.‏ فَبِصِفَتِهِ يَهُودِيًّا،‏ وُلِدَ فِي أُمَّةٍ كَانَتْ مُنْتَذِرَةً لِلهِ،‏ لٰكِنَّهَا خَسِرَتْ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْخُصُوصِيَّةَ بِسَبَبِ عَدَمِ أَمَانَتِهَا.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ شَاوُلُ مُتَعَصِّبًا لِلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱضْطَهَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ لٰكِنَّهُ تَعَلَّمَ طَرِيقًا أَفْضَلَ.‏ فَقَدْ شَهِدَ لَهُ يَسُوعُ نَفْسُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ؟‏ قَبِلَ شَاوُلُ بِسُرُورٍ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ تِلْمِيذٍ مَسِيحِيٍّ ٱسْمُهُ حَنَانِيَّا.‏ ثُمَّ «قَامَ وَٱعْتَمَدَ».‏ (‏اع ٩:‏١٧،‏ ١٨؛‏ غل ١:‏١٤‏)‏ لَاحِظْ أَنَّهُ حَالَمَا فَهِمَ دَوْرَ يَسُوعَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ،‏ ٱعْتَمَدَ دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ —‏ اقرإ الاعمال ٢٢:‏١٢-‏١٦‏.‏

١١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَدْفَعُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ أَنْ يَعْتَمِدُوا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَشْعُرُ حِينَ نَرَى مَعْمُودِيَّةَ ٱلْجُدُدِ؟‏

١١ يَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ عَلَى مَنْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ صِغَارًا وَكِبَارًا.‏ فَلِأَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ،‏ يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُونَ.‏ وَخِطَابُ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ جُزْءٌ مُمَيَّزٌ مِنْ كُلِّ مَحْفِلٍ.‏ فَنَحْنُ نَفْرَحُ حِينَ يَقْبَلُ مَنْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ ٱلْحَقَّ وَيَتَقَدَّمُونَ حَتَّى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَفْرَحُونَ حِينَ يَرَوْنَ أَوْلَادَهُمْ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ.‏ وَخِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠١٧،‏ ٱعْتَمَدَ أَكْثَرُ مِنْ ٢٨٤٬٠٠٠ لِيُظْهِرُوا أَنَّهُمْ نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ.‏ (‏اع ١٣:‏٤٨‏)‏ فَقَدْ فَهِمُوا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ مَطْلُوبَةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَلٰكِنْ أَيُّ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذُوهَا قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ؟‏

١٢ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ تَقُودُ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

١٢ قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللهِ وَقَصْدِهِ وَمَا فَعَلَهُ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ.‏ (‏١ تي ٢:‏٣-‏٦‏)‏ ثُمَّ يُنَمُّونَ ٱلْإِيمَانَ عَلَى أَسَاسِ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ وَٱلْإِيمَانُ بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي يَكْرَهُهَا ٱللهُ وَيَعِيشُوا بِحَسَبِ مَقَايِيسِهِ.‏ (‏اع ٣:‏١٩‏)‏ فَيَهْوَهُ لَا يَقْبَلُ ٱنْتِذَارَ شَخْصٍ يُمَارِسُ أُمُورًا يَكْرَهُهَا.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لٰكِنَّ ٱلِٱلْتِزَامَ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ لَا يَكْفِي وَحْدَهُ.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَحْضُرُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيَشْتَرِكُوا بِٱنْتِظَامٍ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي طَلَبَهُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ.‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ وَبَعْدَمَا يَتَّخِذُ ٱلتِّلْمِيذُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْخُطُوَاتِ،‏ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْذُرَ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ،‏ ثُمَّ يَعْتَمِدَ.‏

هَدَفٌ أَمَامَ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ

هَلْ تُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ عِنْدَمَا تَدْرُسُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏

١٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ؟‏

١٣ فِيمَا نَدْرُسُ مَعَ أَوْلَادِنَا وَغَيْرِهِمْ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِيَصِيرُوا أَتْبَاعًا لِيَسُوعَ.‏ فَهٰذَا سَيَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْفُرَصَ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِنُنَاقِشَ مَعَهُمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ فَنَحْنُ نَرْغَبُ أَنْ يَتَقَدَّمُوا وَيَعْتَمِدُوا.‏

١٤ لِمَ لَا نَضْغَطُ عَلَى أَحَدٍ كَيْ يَعْتَمِدَ؟‏

١٤ طَبْعًا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَضْغَطَ عَلَى أَحَدٍ كَيْ يَعْتَمِدَ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يُجْبِرُ ٱلنَّاسَ عَلَى خِدْمَتِهِ.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ إِذًا،‏ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ أَنْ يَعْتَمِدُوا؟‏ يَجِبُ أَنْ نُبْرِزَ لَهُمْ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يُنَمُّوا عَلَاقَةً بِٱللهِ.‏ وَعِنْدَمَا يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَّ وَيَرْغَبُونَ فِعْلًا أَنْ يَحْمِلُوا نِيرَ يَسُوعَ،‏ سَيُقَرِّرُونَ أَنْ يَعْتَمِدُوا.‏ —‏ ٢ كو ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ هَلْ يُوجَدُ عُمْرٌ مُحَدَّدٌ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ أَوْضِحْ.‏ (‏ب)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلتَّلَامِيذُ،‏ حَتَّى لَوِ ٱعْتَمَدُوا قَبْلًا فِي دِينٍ آخَرَ؟‏

١٥ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عُمْرًا مُحَدَّدًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ فَكُلُّ شَخْصٍ يَخْتَلِفُ عَنِ ٱلْآخَرِ،‏ وَلَا يَتَقَدَّمُ ٱلْجَمِيعُ بِٱلسُّرْعَةِ نَفْسِهَا.‏ فَهُنَاكَ أَوْلَادٌ كَثِيرُونَ يَعْتَمِدُونَ وَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ.‏ وَهُنَاكَ أَيْضًا مُسِنُّونَ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ وَيَعْتَمِدُونَ،‏ حَتَّى بَعْدَمَا تَجَاوَزُوا ٱلْمِئَةَ سَنَةٍ!‏

١٦ وَلٰكِنْ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ سَأَلَتْ سَيِّدَةٌ مُسِنَّةٌ ٱلْأُخْتَ ٱلَّتِي تَدْرُسُ مَعَهَا هَلْ ضَرُورِيٌّ أَنْ تَعْتَمِدَ ثَانِيَةً.‏ فَقَدِ ٱعْتَنَقَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَدْيَانًا مُخْتَلِفَةً،‏ وَٱعْتَمَدَتْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا نَاقَشَتِ ٱلْأُخْتُ مَعَهَا آيَاتٍ مُنَاسِبَةً،‏ فَهِمَتْ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ لَازِمَةٌ.‏ وَٱعْتَمَدَتْ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مَعَ أَنَّ عُمْرَهَا كَانَ ٨٠ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ لَا تَكُونُ مَقْبُولَةً إِلَّا إِذَا عَرَفَ ٱلشَّخْصُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً.‏ لِذٰلِكَ فَهِيَ مَطْلُوبَةٌ مِنْ كُلِّ ٱلتَّلَامِيذِ،‏ حَتَّى لَوِ ٱعْتَمَدُوا فِي دِينٍ آخَرَ.‏ —‏ اقرإ الاعمال ١٩:‏٣-‏٥‏.‏

١٧ لِمَ يَوْمُ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ هُوَ وَقْتٌ لِلتَّأَمُّلِ؟‏

١٧ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَفْرَحُ يَوْمَ مَعْمُودِيَّتِهِ.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ فَٱلْعَيْشُ بِحَسَبِ ٱنْتِذَارِهِ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا كَبِيرًا.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِٱلنِّيرِ.‏ فَتَلَامِيذُهُ ‹لَا يَحْيَوْنَ بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ بَلْ لِلَّذِي مَاتَ عَنْهُمْ وَأُقِيمَ›.‏ —‏ ٢ كو ٥:‏١٥؛‏ مت ١٦:‏٢٤‏.‏

١٨ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٨ كَمَا رَأَيْنَا،‏ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ قَرَارٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ لِذٰلِكَ خَطَرَتْ عَلَى بَالِ وَالِدَةِ مَارِيَّا ٱلْأَسْئِلَةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏ وَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ يُفَكِّرُونَ فِي أَسْئِلَةٍ مِثْلِ:‏ ‹هَلْ وَلَدِي جَاهِزٌ فِعْلًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ هَلْ لَدَيْهِ مَعْرِفَةٌ كَافِيَةٌ لِيَنْذُرَ حَيَاتَهُ؟‏ هَلْ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُؤَجِّلَ مَعْمُودِيَّتَهُ حَتَّى يُنْهِيَ تَعْلِيمَهُ أَوْ يَجِدَ وَظِيفَةً؟‏ وَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟‏›.‏ سَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ وَنَرَى كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْوَالِدُونَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى مَعْمُودِيَّةِ أَوْلَادِهِمْ.‏