المعمودية مطلوبة من المسيحيين
«مَا يُنَاظِرُ هٰذَا يُخَلِّصُكُمُ ٱلْآنَ أَيْضًا، أَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ». — ١ بط ٣:٢١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧، ٥٦
١، ٢ (أ) مَاذَا يَتَسَاءَلُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ حِينَ يُقَرِّرُ وَلَدُهُمْ أَنْ يَعْتَمِدَ؟ (ب) لِمَ يَسْأَلُ ٱلْخَطِيبُ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ هَلِ ٱنْتَذَرُوا لِيَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
يَنْظُرُ ٱلْوَالِدَانِ إِلَى ٱبْنَتِهِمَا مَارِيَّا فِيمَا تَقِفُ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ. ثُمَّ يَطْرَحُ ٱلْخَطِيبُ سُؤَالَيْنِ، فَتُجِيبُ مَارِيَّا عَنْهُمَا بِصَوْتٍ عَالٍ وَوَاضِحٍ. وَتَعْتَمِدُ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ.
٢ وَالِدَا مَارِيَّا فَخُورَانِ لِأَنَّهَا نَذَرَتْ حَيَاتَهَا لِيَهْوَهَ وَٱعْتَمَدَتْ. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ شَغَلَتْ بَالَ أُمِّهَا فِي وَقْتٍ سَابِقٍ. فَقَدْ تَسَاءَلَتْ: ‹هَلْ مَا زَالَتْ مَارِيَّا صَغِيرَةً؟ هَلْ تَفْهَمُ أَهَمِّيَّةَ قَرَارِهَا؟ وَهَلْ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ تُؤَجِّلَ مَعْمُودِيَّتَهَا؟›. وَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُحِبِّينَ يُفَكِّرُونَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ حِينَ يَرْغَبُ وَلَدُهُمْ أَنْ يَعْتَمِدَ. (جا ٥:٥) فَٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ هُمَا أَهَمُّ خُطْوَتَيْنِ فِي حَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّ. — اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: « هَلْ نَذَرْتَ نَفْسَكَ لِيَهْوَهَ؟».
٣، ٤ (أ) كَيْفَ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ تُشْبِهُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِنَاءَ ٱلْفُلْكِ؟
١ بطرس ٣:٢٠، ٢١.) فَٱلْفُلْكُ كَانَ دَلِيلًا مَلْمُوسًا أَنَّ نُوحًا نَذَرَ حَيَاتَهُ لِيَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ، وَتَمَّمَ بِأَمَانَةٍ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِ. وَلِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ، خَلَّصَهُ يَهْوَهُ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ. فَكَيْفَ تُشْبِهُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ بِنَاءَ ٱلْفُلْكِ؟
٣ لَقَدْ شَبَّهَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ بِبِنَاءِ ٱلْفُلْكِ. قَالَ: «مَا يُنَاظِرُ هٰذَا يُخَلِّصُكُمُ ٱلْآنَ أَيْضًا، أَيِ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ». (اقرأ٤ كَانَ ٱلْفُلْكُ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى إِيمَانِ نُوحٍ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، تُقَدِّمُ ٱلْمَعْمُودِيَّةُ ٱلْعَلَنِيَّةُ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ ٱنْتَذَرَ عَلَى أَسَاسِ إِيمَانِهِ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ. وَمِثْلَ نُوحٍ، فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ يُطِيعُونَ ٱللهَ وَيُنْجِزُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ. وَكَمَا خَلَّصَ يَهْوَهُ نُوحًا مِنَ ٱلطُّوفَانِ، سَيُخَلِّصُهُمْ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ إِذَا بَقُوا أَوْلِيَاءَ. (مر ١٣:١٠؛ رؤ ٧:٩، ١٠) إِذًا، ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ هُمَا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يُؤَجِّلُ مَعْمُودِيَّتَهُ بِلَا لُزُومٍ يُخَاطِرُ بِمُسْتَقْبَلِهِ ٱلْأَبَدِيِّ.
٥ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٥ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ مُهِمَّةٌ جِدًّا، فَسَنَتَأَمَّلُ فِي ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ: مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ يَتَّخِذُهَا ٱلشَّخْصُ قَبْلَهَا؟ وَلِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَهَمِّيَّتِهَا عِنْدَمَا نَدْرُسُ مَعَ أَوْلَادِنَا وَغَيْرِهِمْ؟
مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
٦، ٧ (أ) عَلَامَ دَلَّتْ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا؟ (ب) مَا أَهَمُّ مَعْمُودِيَّةٍ عَلَى يَدِ يُوحَنَّا؟
٦ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلرِّوَايَةِ عَنْ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ. (مت ٣:١-٦) فَقَدْ عَمَّدَ يُوحَنَّا ٱلنَّاسَ كَدَلِيلٍ عَلَى تَوْبَتِهِمْ عَنْ خَطَايَاهُمْ ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. لٰكِنَّ أَهَمَّ مَعْمُودِيَّةٍ عَلَى يَدِهِ لَمْ تَكُنْ لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلتَّوْبَةِ. فَيُوحَنَّا تَمَتَّعَ بِٱلِٱمْتِيَازِ أَنْ يُعَمِّدَ يَسُوعَ، ٱبْنَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ. (مت ٣:١٣-١٧) وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْتَكِبْ خَطِيَّةً، فَمَا كَانَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَتُوبَ. (١ بط ٢:٢٢) بَلِ ٱعْتَمَدَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ يُقَدِّمُ حَيَاتَهُ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ. — عب ١٠:٧.
٧ وَخِلَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَتَى ٱلنَّاسُ إِلَى تَلَامِيذِهِ أَيْضًا لِيَعْتَمِدُوا. (يو ٣:٢٢؛ ٤:١، ٢) وَكَمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا، دَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَعْمُودِيَّاتُ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ، أَصْبَحَ لِلْمَعْمُودِيَّةِ مَعْنًى مُخْتَلِفٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَتْبَاعِهِ.
٨ (أ) بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ؟ (ب) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
٨ سَنَةَ ٣٣ بم، تَرَاءَى يَسُوعُ ٱلْمُقَامُ لِأَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠ مِنْ أَتْبَاعِهِ. وَقَدْ ضَمَّ هٰذَا ٱلْجَمْعُ رِجَالًا وَنِسَاءً وَرُبَّمَا أَوْلَادًا أَيْضًا. وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ أَوْصَاهُمْ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ». (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ١ كو ١٥:٦) فَيَسُوعُ أَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يُتَلْمِذُوا ٱلنَّاسَ. وَٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُصْبِحُوا مِنْ تَلَامِيذِهِ، أَيْ أَنْ ‹يَحْمِلُوا نِيرَهُ›، يَجِبُ أَنْ يَعْتَمِدُوا. (مت ١١:٢٩، ٣٠) فَلِكَيْ تَكُونَ عِبَادَتُهُمْ مَقْبُولَةً، عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَرِفُوا بِدَوْرِ يَسُوعَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ، ثُمَّ يَعْتَمِدُوا فِي ٱلْمَاءِ. وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ يَكُونُ يَهْوَهُ رَاضِيًا عَنْ مَعْمُودِيَّتِهِمْ. وَرِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُؤَكِّدُ أَنَّ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْأَوَائِلَ عَرَفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، وَلَمْ يَتَأَخَّرُوا فِي ٱتِّخَاذِ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ. — اع ٢:٤١؛ ٩:١٨؛ ١٦:١٤، ١٥، ٣٢، ٣٣.
لَا تُؤَجِّلْ
٩، ١٠ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ مِنَ ٱلْحَبَشِيِّ ٱلْمُتَهَوِّدِ وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟
٩ اقرإ الاعمال ٨:٣٥، ٣٦. لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ مَسْؤُولٍ حَبَشِيٍّ كَانَ قَدِ ٱعْتَنَقَ ٱلدِّيَانَةَ ٱلْيَهُودِيَّةَ. فَذَاتَ مَرَّةٍ ذَهَبَ لِيُقَدِّمَ ٱلْعِبَادَةَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلٰكِنْ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ، وَجَّهَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ فِيلِبُّسَ أَنْ «يُبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ». فَكَيْفَ تَجَاوَبَ؟ فَهِمَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَقْبَلَ يَسُوعَ رَبًّا، وَأَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَٱعْتَمَدَ دُونَ تَأْخِيرٍ.
١٠ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ شَاوُلَ ٱلَّذِي دُعِيَ لَاحِقًا ٱلرَّسُولَ بُولُسَ. فَبِصِفَتِهِ يَهُودِيًّا، وُلِدَ فِي أُمَّةٍ اع ٩:١٧، ١٨؛ غل ١:١٤) لَاحِظْ أَنَّهُ حَالَمَا فَهِمَ دَوْرَ يَسُوعَ فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ، ٱعْتَمَدَ دُونَ تَأْخِيرٍ. — اقرإ الاعمال ٢٢:١٢-١٦.
كَانَتْ مُنْتَذِرَةً لِلهِ، لٰكِنَّهَا خَسِرَتْ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْخُصُوصِيَّةَ بِسَبَبِ عَدَمِ أَمَانَتِهَا. فِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ شَاوُلُ مُتَعَصِّبًا لِلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱضْطَهَدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لٰكِنَّهُ تَعَلَّمَ طَرِيقًا أَفْضَلَ. فَقَدْ شَهِدَ لَهُ يَسُوعُ نَفْسُهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. فَمَاذَا فَعَلَ؟ قَبِلَ شَاوُلُ بِسُرُورٍ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ تِلْمِيذٍ مَسِيحِيٍّ ٱسْمُهُ حَنَانِيَّا. ثُمَّ «قَامَ وَٱعْتَمَدَ». (١١ (أ) مَاذَا يَدْفَعُ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ أَنْ يَعْتَمِدُوا؟ (ب) كَيْفَ نَشْعُرُ حِينَ نَرَى مَعْمُودِيَّةَ ٱلْجُدُدِ؟
١١ يَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ ٱلْيَوْمَ عَلَى مَنْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، صِغَارًا وَكِبَارًا. فَلِأَنَّهُمْ يُقَدِّرُونَ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُونَ. وَخِطَابُ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ جُزْءٌ مُمَيَّزٌ مِنْ كُلِّ مَحْفِلٍ. فَنَحْنُ نَفْرَحُ حِينَ يَقْبَلُ مَنْ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ ٱلْحَقَّ وَيَتَقَدَّمُونَ حَتَّى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. كَمَا أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَفْرَحُونَ حِينَ يَرَوْنَ أَوْلَادَهُمْ بَيْنَ ٱلَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ. وَخِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠١٧، ٱعْتَمَدَ أَكْثَرُ مِنْ ٢٨٤٬٠٠٠ لِيُظْهِرُوا أَنَّهُمْ نَذَرُوا حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ. (اع ١٣:٤٨) فَقَدْ فَهِمُوا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ مَطْلُوبَةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَلٰكِنْ أَيُّ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذُوهَا قَبْلَ مَعْمُودِيَّتِهِمْ؟
١٢ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ تَقُودُ إِلَى ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟
١٢ قَبْلَ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ عَنِ ٱللهِ وَقَصْدِهِ وَمَا فَعَلَهُ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ. (١ تي ٢:٣-٦) ثُمَّ يُنَمُّونَ ٱلْإِيمَانَ عَلَى أَسَاسِ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةِ. وَٱلْإِيمَانُ بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَتْرُكُوا ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي يَكْرَهُهَا ٱللهُ وَيَعِيشُوا بِحَسَبِ مَقَايِيسِهِ. (اع ٣:١٩) فَيَهْوَهُ لَا يَقْبَلُ ٱنْتِذَارَ شَخْصٍ يُمَارِسُ أُمُورًا يَكْرَهُهَا. (١ كو ٦:٩، ١٠) لٰكِنَّ ٱلِٱلْتِزَامَ بِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ لَا يَكْفِي وَحْدَهُ. فَيَجِبُ أَنْ يَحْضُرُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيَشْتَرِكُوا بِٱنْتِظَامٍ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ، ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي طَلَبَهُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ. (اع ١:٨) وَبَعْدَمَا يَتَّخِذُ ٱلتِّلْمِيذُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْخُطُوَاتِ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْذُرَ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ، ثُمَّ يَعْتَمِدَ.
هَدَفٌ أَمَامَ ٱلَّذِينَ يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ
هَلْ تُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ عِنْدَمَا تَدْرُسُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.)
١٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ؟
١٣ فِيمَا نَدْرُسُ مَعَ أَوْلَادِنَا وَغَيْرِهِمْ، عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْمَعْمُودِيَّةَ ضَرُورِيَّةٌ لِيَصِيرُوا أَتْبَاعًا لِيَسُوعَ. فَهٰذَا سَيَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْفُرَصَ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِنُنَاقِشَ مَعَهُمْ أَهَمِّيَّةَ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ. فَنَحْنُ نَرْغَبُ أَنْ يَتَقَدَّمُوا وَيَعْتَمِدُوا.
١٤ لِمَ لَا نَضْغَطُ عَلَى أَحَدٍ كَيْ يَعْتَمِدَ؟
١٤ طَبْعًا، لَا يَجِبُ أَنْ نَضْغَطَ عَلَى أَحَدٍ كَيْ يَعْتَمِدَ. فَيَهْوَهُ لَا يُجْبِرُ ٱلنَّاسَ عَلَى خِدْمَتِهِ. (١ يو ٤:٨) إِذًا، كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ أَنْ يَعْتَمِدُوا؟ يَجِبُ أَنْ نُبْرِزَ لَهُمْ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يُنَمُّوا عَلَاقَةً بِٱللهِ. وَعِنْدَمَا يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَّ وَيَرْغَبُونَ فِعْلًا أَنْ يَحْمِلُوا نِيرَ يَسُوعَ، سَيُقَرِّرُونَ أَنْ يَعْتَمِدُوا. — ٢ كو ٥:١٤، ١٥.
١٥، ١٦ (أ) هَلْ يُوجَدُ عُمْرٌ مُحَدَّدٌ لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟ أَوْضِحْ. (ب) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلتَّلَامِيذُ، حَتَّى لَوِ ٱعْتَمَدُوا قَبْلًا فِي دِينٍ آخَرَ؟
١٥ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عُمْرًا مُحَدَّدًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ. فَكُلُّ شَخْصٍ يَخْتَلِفُ عَنِ ٱلْآخَرِ، وَلَا يَتَقَدَّمُ ٱلْجَمِيعُ بِٱلسُّرْعَةِ نَفْسِهَا. فَهُنَاكَ أَوْلَادٌ كَثِيرُونَ يَعْتَمِدُونَ وَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ. وَهُنَاكَ أَيْضًا مُسِنُّونَ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ وَيَعْتَمِدُونَ، حَتَّى بَعْدَمَا تَجَاوَزُوا ٱلْمِئَةَ سَنَةٍ!
١٦ وَلٰكِنْ ذَاتَ مَرَّةٍ، سَأَلَتْ سَيِّدَةٌ مُسِنَّةٌ ٱلْأُخْتَ ٱلَّتِي تَدْرُسُ مَعَهَا هَلْ ضَرُورِيٌّ أَنْ تَعْتَمِدَ ثَانِيَةً. فَقَدِ ٱعْتَنَقَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَدْيَانًا مُخْتَلِفَةً، وَٱعْتَمَدَتْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا نَاقَشَتِ ٱلْأُخْتُ مَعَهَا آيَاتٍ مُنَاسِبَةً، فَهِمَتْ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ لَازِمَةٌ. وَٱعْتَمَدَتْ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مَعَ أَنَّ عُمْرَهَا كَانَ ٨٠ سَنَةً تَقْرِيبًا. فَٱلْمَعْمُودِيَّةُ لَا تَكُونُ مَقْبُولَةً إِلَّا إِذَا عَرَفَ ٱلشَّخْصُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً. لِذٰلِكَ فَهِيَ مَطْلُوبَةٌ مِنْ كُلِّ ٱلتَّلَامِيذِ، حَتَّى لَوِ ٱعْتَمَدُوا فِي دِينٍ آخَرَ. — اقرإ الاعمال ١٩:٣-٥.
١٧ لِمَ يَوْمُ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ هُوَ وَقْتٌ لِلتَّأَمُّلِ؟
١٧ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتِّلْمِيذَ يَفْرَحُ يَوْمَ مَعْمُودِيَّتِهِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي مَعْنَى ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ. فَٱلْعَيْشُ بِحَسَبِ ٱنْتِذَارِهِ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا كَبِيرًا. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِٱلنِّيرِ. فَتَلَامِيذُهُ ‹لَا يَحْيَوْنَ بَعْدُ لِأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ عَنْهُمْ وَأُقِيمَ›. — ٢ كو ٥:١٥؛ مت ١٦:٢٤.
١٨ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٨ كَمَا رَأَيْنَا، ٱلْمَعْمُودِيَّةُ هِيَ قَرَارٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. لِذٰلِكَ خَطَرَتْ عَلَى بَالِ وَالِدَةِ مَارِيَّا ٱلْأَسْئِلَةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ. وَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ يُفَكِّرُونَ فِي أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹هَلْ وَلَدِي جَاهِزٌ فِعْلًا لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟ هَلْ لَدَيْهِ مَعْرِفَةٌ كَافِيَةٌ لِيَنْذُرَ حَيَاتَهُ؟ هَلْ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ يُؤَجِّلَ مَعْمُودِيَّتَهُ حَتَّى يُنْهِيَ تَعْلِيمَهُ أَوْ يَجِدَ وَظِيفَةً؟ وَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟›. سَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، وَنَرَى كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْوَالِدُونَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى مَعْمُودِيَّةِ أَوْلَادِهِمْ.