الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٢

المحبة اقوى من الكره

المحبة اقوى من الكره

‏«بِهذا أُوصيكُم:‏ أن تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا.‏ إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُم،‏ فأنتُم تعرِفونَ أنَّهُ قد أبغَضَني قَبلَ أن يُبغِضَكُم».‏ —‏ يو ١٥:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٩ سنحتَمِلُ إلى النِّهايَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ حَسَبَ مَتَّى ٢٤:‏٩‏،‏ لِمَ لا نتَفاجَأُ أنَّ العالَمَ يكرَهُنا؟‏

خلَقَنا يَهْوَه لِنُحِبَّ ونُحَبّ.‏ لِذا حينَ يكرَهُنا أحَد،‏ نتَضايَقُ ورُبَّما نخاف.‏ تقولُ أُختٌ في أُورُوبَّا اسْمُها جُورْجِينَا:‏ * «حينَ كانَ عُمري ١٤ سَنَة،‏ كرِهَتني أُمِّي لِأنِّي أُريدُ أن أخدُمَ يَهْوَه.‏ فشعَرتُ أنِّي وَحيدَةٌ وفاشِلَة».‏ ويقولُ أخٌ اسْمُهُ دَانِيلُو:‏ «ضرَبَني الجُنودُ وأهانوني وهدَّدوني لِأنِّي مِن شُهودِ يَهْوَه.‏ فخِفتُ كَثيرًا وشعَرتُ أنِّي بِلا كَرامَة».‏ صَحيحٌ أنَّ كُرْهَ العالَمِ يُضايِقُنا،‏ لكنَّهُ لا يُفاجِئُنا.‏ فيَسُوع أنبَأ أنَّنا سنكونُ مَكروهين.‏ —‏ إقرأ متى ٢٤:‏٩‏.‏

٢-‏٣ لِمَ يكرَهُنا العالَم؟‏

٢ ولِماذا يكرَهُنا العالَم؟‏ لِأنَّنا ‹لَسنا جُزءًا مِنه›.‏ (‏يو ١٥:‏١٧-‏١٩‏)‏ فمع أنَّنا نحتَرِمُ الحُكومات،‏ لا نتَدَخَّلُ في السِّياسَةِ ولا نُحَيِّي العَلَمَ ولا نُغَنِّي النَّشيدَ الوَطَنِيّ.‏ بل نعبُدُ يَهْوَه وَحْدَه.‏ وبِعَكسِ الشَّيطانِ و ‹نَسلِه›،‏ نُؤَيِّدُ حَقَّ يَهْوَه أن يحكُمَ البَشَر.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٥،‏ ١٥‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ نَحنُ نُخبِرُ النَّاسَ أنَّ مَملَكَةَ اللهِ هيَ الَّتي ستَحُلُّ كُلَّ المَشاكِل،‏ وسَتقضي قَريبًا على كُلِّ أعدائِها.‏ (‏دا ٢:‏٤٤؛‏ رؤ ١٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ وهذِهِ الرِّسالَةُ تُفَرِّحُ المُتَواضِعين،‏ لكنَّها تُغضِبُ الأشرار.‏ —‏ مز ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٣ يكرَهُنا العالَمُ أيضًا لِأنَّنا نعيشُ بِحَسَبِ مَبادِئِ الله.‏ فمَبادِئُهُ تختَلِفُ تَمامًا عن مَبادِئِ العالَم.‏ مَثَلًا،‏ يُوافِقُ كَثيرونَ اليَومَ على مُمارَساتٍ مُقرِفَة دمَّرَ اللهُ بِسَبَبِها سَدُوم وعَمُورَة.‏ (‏يه ٧‏)‏ ولِأنَّنا نُطيعُ مَبادِئَ يَهْوَه ونرفُضُ هذِهِ المُمارَسات،‏ يسخَرُ النَّاسُ مِنَّا ويعتَبِرونَنا مُتَعَصِّبين.‏ —‏ ١ بط ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

٤ أيَّةُ صِفَتَينِ نحتاجُ إلَيهِما لِنتَحَمَّلَ الكُرْه؟‏

٤ كَيفَ نتَحَمَّلُ كُرْهَ النَّاسِ وإهاناتِهِم؟‏ نحتاجُ إلى إيمانٍ قَوِيٍّ بِأنَّ يَهْوَه سيدعَمُنا.‏ فإيمانُنا يُشبِهُ تُرسًا ‹يُطفِئُ جَميعَ سِهامِ الشِّرِّيرِ المُشتَعِلَة›.‏ (‏اف ٦:‏١٦‏)‏ لكنَّ الإيمانَ وَحْدَهُ لا يكفي.‏ نحتَاجُ أيضًا إلى المَحَبَّة.‏ فالمَحَبَّةُ «لا تحتَدّ»،‏ بل ‹تصبِرُ على كُلِّ شَيءٍ وتحتَمِلُ كُلَّ شَيء›.‏ (‏١ كو ١٣:‏٤-‏٧،‏ ١٣‏)‏ لِنرَ الآنَ كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه،‏ لِإخوَتِنا،‏ وحتَّى لِأعدائِنا أن نتَحَمَّلَ كُرْهَ العالَم.‏

مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه تُقَوِّينا

٥ كَيفَ تقَوَّى يَسُوع لِأنَّهُ أحَبَّ أباه؟‏

٥ في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ أن يقتُلَ الأعداءُ يَسُوع،‏ قالَ لِأتباعِه:‏ «أُحِبُّ الآب،‏ [لِذا] كما أوصاني الآب،‏ هكَذا أفعَل».‏ (‏يو ١٤:‏٣١‏)‏ فمَحَبَّةُ يَسُوع لِيَهْوَه قَوَّتهُ لِيُواجِهَ الصُّعوباتِ الَّتي كانَت تنتَظِرُه.‏ ومَحَبَّتُنا لِيَهْوَه تُقَوِّينا نَحنُ أيضًا.‏

٦ حَسَبَ رُومَا ٥:‏٣-‏٥‏،‏ كَيفَ يشعُرُ خُدَّامُ يَهْوَه حينَ يكرَهُهُمُ العالَم؟‏

٦ على مَرِّ التَّاريخ،‏ تحَمَّلَ خُدَّامُ يَهْوَه الاضطِهادَ بِفَضلِ مَحَبَّتِهِم له.‏ ففي القَرنِ الأوَّل،‏ أمَرَتِ المَحكَمَةُ اليَهودِيَّة العُلْيا الرُّسُلَ أن لا يُبَشِّروا.‏ لكنَّ مَحَبَّتَهُم لِيَهْوَه دفَعَتهُم أن ‹يُطيعوهُ حاكِمًا لا النَّاس›.‏ (‏اع ٥:‏٢٩؛‏ ١ يو ٥:‏٣‏)‏ واليَومَ أيضًا،‏ تُقَوِّي هذِهِ المَحَبَّةُ إخوَتَنا.‏ فكَثيرونَ مِنهُم يقِفونَ بِثَباتٍ في وَجهِ حُكوماتٍ قَوِيَّة وقاسِيَة.‏ فبَدَلَ أن تَضعُفَ مَعنَوِيَّاتُهُم،‏ يفرَحونَ ويعتَبِرونَ كُرْهَ العالَمِ شَرَفًا لَهُم.‏ —‏ اع ٥:‏٤١‏؛‏ إقرأ روما ٥:‏٣-‏٥‏.‏

٧ ماذا نفعَلُ حينَ تُقاوِمُنا عائِلَتُنا؟‏

٧ والمُقاوَمَةُ مِنَ العائِلَةِ هي مِن أصعَبِ التَّحَدِّيات.‏ فحينَ نبدَأُ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ قد يظُنُّ أفرادُ عائِلَتِنا أنَّنا مَخدوعونَ أو حتَّى فقَدنا عَقلَنا.‏ (‏قارن مرقس ٣:‏٢١‏.‏)‏ لِذا،‏ قد يُقاوِمونَنا بِشِدَّة.‏ لكنَّنا لا نستَغرِبُ ذلِك.‏ فيَسُوع قال:‏ «يكونُ أعداءُ الإنسانِ مِن أهلِ بَيتِه».‏ (‏مت ١٠:‏٣٦‏)‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نعتَبِرُ أفرادَ عائِلَتِنا أعداءً،‏ مَهْما قَسَوا علَينا.‏ على العَكس،‏ كُلَّما زادَت مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه،‏ زادَت مَحَبَّتُنا لِقَريبِنا.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ لكنَّنا لن نُرضِيَ أيَّ إنسانٍ على حِسابِ مَبَادِئِ يَهْوَه.‏

حتى لو واجهنا المقاومة،‏ نثق ان يهوه لن يتركنا.‏ فهو سيقوينا ويشجعنا (‏أُنظر الفقرات ٨-‏١٠.‏)‏

٨-‏٩ ماذا ساعَدَ جُورْجِينَا أن تتَحَمَّلَ مُقاوَمَةَ أُمِّها؟‏

٨ تحَمَّلَت جُورْجِينَا مُقاوَمَةً شَديدَة مِن أُمِّها.‏ تُخبِر:‏ «بدَأْنا أنا وأُمِّي ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع شُهودِ يَهْوَه.‏ وبَعدَ سِتَّةِ شُهور،‏ أرَدتُ أن أحضُرَ الاجتِماعات.‏ لكنَّ مَوقِفَ أُمِّي تغَيَّرَ كُلِّيًّا.‏ فقدْ كانَت تتَواصَلُ معَ المُرتَدِّين،‏ وحاوَلَت أن تستَخدِمَ حُجَجَهُم لِتُغَيِّرَ رَأْيِي.‏ كما كانَت تُهينُني،‏ تشُدُّ شَعري،‏ تخنُقُني،‏ وترمي مَطبوعاتي.‏ مع ذلِك،‏ اعتَمَدتُ بِعُمرِ ١٥ سَنَة.‏ فوضَعَتني أُمِّي في بَيتٍ لِلمُراهِقاتِ المُتَمَرِّدات.‏ وكانَ بَعضُهُنَّ يرتَكِبنَ الجَرائِمَ ويتَعاطَينَ المُخَدِّرات.‏ صَعبٌ جِدًّا أن تُواجِهَ المُقاوَمَةَ مِن شَخصٍ يُفتَرَضُ أن يُحِبَّكَ ويهتَمَّ بِك».‏

٩ فماذا ساعَدَ جُورْجِينَا؟‏ تقول:‏ «إنقَلَبَت علَيَّ أُمِّي في اليَومِ الَّذي أنهَيتُ فيهِ قِراءَةَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فكُنتُ مُقتَنِعَةً أنِّي وجَدتُ الحَقّ،‏ وشعَرتُ أنِّي قَريبَةٌ جِدًّا مِن يَهْوَه.‏ صلَّيتُ إلَيهِ كَثيرًا وهوَ استَجابَ لي.‏ وخِلالَ إقامَتي في ذلِكَ البَيت،‏ كانَت أُختٌ تدعوني إلى بَيتِها لِنقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ وندرُسَهُ معًا.‏ وباقي الإخوَةِ شجَّعوني كَثيرًا.‏ فقدْ حسَّسُوني أنِّي فَردٌ مِن عائِلَتِهِم.‏ رأيتُ بِعَيني أنَّ يَهْوَه أقوى مِنَ الَّذينَ يُقاوِمونَنا،‏ أيًّا كانوا».‏

١٠ بِمَ نَحنُ واثِقون؟‏

١٠ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس أن لا شَيءَ ‹يقدِرُ أن يفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللهِ لنا في المَسيحِ يَسُوع رَبِّنا›.‏ (‏رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فحتَّى لَو واجَهنا المُقاوَمَة،‏ نثِقُ أنَّ يَهْوَه لن يترُكَنا.‏ فهو سيُقَوِّينا ويُشَجِّعُنا.‏ وسَيُساعِدُنا مِن خِلالِ عائِلَتِنا الرُّوحِيَّة،‏ مِثلَما ساعَدَ جُورْجِينَا.‏

مَحَبَّتُنا لِإخوَتِنا تُوَحِّدُنا

١١ كَيفَ يستَفيدُ تَلاميذُ يَسُوع مِن وَصِيَّتِهِ في يُوحَنَّا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏؟‏ أعطِ مِثالًا.‏

١١ في لَيلَةِ يَسُوع الأخيرَة قَبلَ مَوتِه،‏ ذكَّرَ تَلاميذَهُ أن يُحِبُّوا بَعضُهُم بَعضًا مِثلَما أحَبَّهُم.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏)‏ فهكَذا،‏ يبقَونَ مُوَحَّدينَ ويتحَمَّلونَ كُرْهَ العالَم.‏ وهذا ما حصَلَ معَ الإخوَةِ في تَسَالُونِيكِي.‏ فقدْ واجَهوا الاضطِهادَ مُنذُ أن تأسَّسَت جَماعَتُهُم.‏ لكنَّهُم صاروا مِثالًا في الإيمانِ والمَحَبَّةِ والاحتِمال.‏ (‏١ تس ١:‏٣،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ مع ذلِك،‏ أوصاهُم بُولُس أن يُظهِروا المَحَبَّةَ «أكثَرَ فأكثَر».‏ (‏١ تس ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فالمَحَبَّةُ كانَت ستُساعِدُهُم أن يُعَزُّوا المُكتَئِبينَ ويدعَموا الضُّعَفاء.‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ وهُم طبَّقوا نَصيحَةَ بُولُس.‏ فبَعدَ سَنَةٍ تَقريبًا،‏ قال لهُم في رِسالَتِهِ الثَّانِيَة:‏ «مَحَبَّةُ كُلِّ واحِدٍ مِنكُم جَميعًا بَعضِكُمْ لِبَعضٍ تزداد».‏ (‏٢ تس ١:‏٣-‏٥‏)‏ والمَحَبَّةُ ساعَدَتهُم أن يتَحَمَّلوا الصُّعوباتِ والاضطِهاد.‏

محبة اخوتنا تساعدنا ان نتحمل الكره (‏أُنظر الفقرة ١٢.‏)‏ *

١٢ كَيفَ أظهَرَ الإخوَةُ في أحَدِ البُلدانِ المَحَبَّةَ بَعضُهُم لِبَعض؟‏

١٢ لاحِظْ ما حصَلَ معَ الأخ دَانِيلُو وزَوجَتِه.‏ فحينَ وصَلَتِ الحَربُ إلى مَدينَتِهِما،‏ استَمَرَّا يحضُرانِ الاجتِماعات،‏ يُبَشِّرانِ على قَدْرِ ما يستَطيعان،‏ ويتَشارَكانِ طَعامَهُما معَ الإخوَة.‏ ولكنْ في أحَدِ الأيَّام،‏ أتى جُنودٌ مُسَلَّحونَ إلى بَيتِهِما.‏ يُخبِرُ دَانِيلُو:‏ «طلَبوا مِنِّي أن أتَخَلَّى عن إيماني.‏ وحينَ رفَضْت،‏ ضرَبوني وتظاهَروا أنَّهُم سيقتُلونَني،‏ لكنَّهُم أطلَقوا النَّارَ فَوقَ رَأسي.‏ وقَبلَ أن يُغادِروا،‏ هدَّدوني بِأن يعودوا ويغتَصِبوا زَوجَتي.‏ لكنَّ الإخوَةَ تصَرَّفوا بِسُرعَة،‏ وأرسَلونا بِالقِطارِ إلى مَدينَةٍ أُخرى.‏ لن أنسى أبَدًا مَحَبَّتَهُم.‏ وحينَ وصَلْنا،‏ أعطانا الإخوَةُ هُناكَ طَعامًا،‏ وساعَدوني أن أجِدَ عَمَلًا وبَيتًا.‏ ولاحِقًا،‏ استَضَفنا نَحنُ بِدَورِنا إخوَةً هَرَبوا مِن مِنطَقَةِ الحَرب».‏ تُظهِرُ اختِباراتٌ كهذِهِ كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّةُ الإخوَةِ أن نتَحَمَّلَ الكُرْه.‏

مَحَبَّتُنا لِأعدائِنا تُلَيِّنُ قُلوبَهُم

١٣ كَيفَ يُساعِدُنا الرُّوحُ القُدُس؟‏

١٣ أوصانا يَسُوع أن نُحِبَّ أعداءَنا.‏ (‏مت ٥:‏٤٤،‏ ٤٥‏)‏ وهذا لَيسَ سَهلًا أبَدًا،‏ لكنَّهُ مُمكِنٌ بِمُساعَدَةِ الرُّوحِ القُدُس.‏ فثَمَرُ الرُّوحِ يشمُلُ صِفاتٍ كالمَحَبَّةِ والصَّبرِ واللُّطفِ والوَداعَةِ وضَبطِ النَّفْس.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وهذِهِ الصِّفاتُ تُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ كُرْهَ العالَم.‏ وقدْ تُلَيِّنُ أيضًا قُلوبَ المُقاوِمين.‏ فكَثيرونَ مِنهُم تأثَّروا حينَ أظهَرَ لهُم واحِدٌ مِن عائِلَتِهِم أو جيرانِهِم هذِهِ الصِّفات،‏ حتَّى إنَّهُم قَبِلوا الحَقّ.‏ فإذا استَصعَبتَ أن تُحِبَّ شَخصًا يكرَهُكَ أو يُقاوِمُك،‏ فصلِّ إلى يَهْوَه واطلُبْ مِنهُ الرُّوحَ القُدُس.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وثِقْ أنَّ ما يطلُبُهُ يَهْوَه هو دائِمًا لِمَصلَحَتِك.‏ —‏ ام ٣:‏٥-‏٧‏.‏

١٤-‏١٥ كَيفَ ساعَدَت رُومَا ١٢:‏١٧-‏٢١ يَاسْمِين أن تُظهِرَ المَحَبَّةَ لِزَوجِها؟‏

١٤ إلَيكَ أيضًا اختِبارَ أُختٍ في الشَّرقِ الأوسَطِ اسْمُها يَاسْمِين.‏ فحينَ قبِلَتِ الحَقّ،‏ ظنَّ زَوجُها أنَّ شُهودَ يَهْوَه ضحِكوا علَيها وقاوَمَها بِشِدَّة.‏ فكانَ يُهينُها دائِمًا.‏ كما طلَبَ مِن مُشَعوِذٍ ورَجُلِ دِينٍ وبَعضِ أقرِبائِها أن يُهَدِّدوها ويتَّهِموها بِأنَّها تُفَرِّقُ العائِلَة.‏ حتَّى إنَّهُ أتى مَرَّةً إلى الاجتِماع،‏ وصرَّخَ على الإخوَة.‏ وكَثيرًا ما كانَت يَاسْمِين تبكي بِسَبَبِ مُعامَلَتِهِ السَّيِّئَة.‏

١٥ لكنَّ الإخوَةَ شجَّعوا يَاسْمِين في قاعَةِ المَلَكوت.‏ ونصَحَها الشُّيوخُ أن تُطَبِّقَ رُومَا ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ تَقولُ يَاسْمِين:‏ «لم يكُنْ ذلِك سَهلًا.‏ لكنِّي طلَبتُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَني،‏ وحاوَلتُ أن أُطَبِّقَ نَصيحَةَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فإذا وسَّخَ زَوجي المَطبَخَ لِيُغيظَني،‏ كُنتُ أُنَظِّفُه.‏ وإذا أهانَني،‏ كُنتُ أُجيبُهُ بِلُطف.‏ وإذا مرِضَ،‏ كُنتُ أهتَمُّ به».‏

محبتنا لمقاومينا قد تليِّن قلوبهم (‏أُنظر الفقرتين ١٦-‏١٧.‏)‏ *

١٦-‏١٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ يَاسْمِين؟‏

١٦ وماذا كانَتِ النَّتيجَةُ حينَ أظهَرَت يَاسْمِين المَحَبَّةَ لِزَوجِها؟‏ تُخبِر:‏ «زادَت ثِقَتُه بي لِأنَّهُ يعرِفُ أنِّي لا أكذِب.‏ وبَدَأ يسمَعُني بِاحتِرامٍ حينَ أتَكَلَّمُ عنِ الدِّين.‏ واتَّفَقَ معي أن لا نتَخانَق.‏ حتَّى إنَّهُ صارَ يُشَجِّعُني أن أحضُرَ الاجتِماعات.‏ عَلاقَتُنا اليَومَ أفضَلُ بِكَثيرٍ ونعيشُ بِسَلام.‏ وأتَمَنَّى أن يقبَلَ زَوجي الحَقَّ ويخدُمَ يَهْوَه معي».‏

١٧ يُظهِرُ اختِبارُ يَاسْمِين أنَّ المَحَبَّةَ «تصبِرُ على كُلِّ شَيءٍ .‏ .‏ .‏ وترجو كُلَّ شَيء،‏ وتحتَمِلُ كُلَّ شَيء».‏ (‏١ كو ١٣:‏٤،‏ ٧‏)‏ صَحيحٌ أنَّ الكُرْهَ قَوِيٌّ ومُؤذٍ،‏ لكنَّ المَحَبَّةَ أقوى وتُلَيِّنُ القُلوب.‏ كما أنَّها تُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه.‏ وحتَّى لَو ظلَّ أعداؤُنا يكرَهونَنا،‏ نبقى سُعَداء.‏ لِماذا؟‏

سُعَداءُ رَغمَ الكُرْه

١٨ لِمَ نفرَحُ رَغمَ الكُرْه؟‏

١٨ قالَ يَسُوع:‏ «سُعَداءُ أنتُم متى أبغَضَكُمُ النَّاس».‏ (‏لو ٦:‏٢٢‏)‏ طَبعًا،‏ الكُرْهُ بِحَدِّ ذاتِهِ لا يُفَرِّحُنا.‏ ونَحنُ لا نُحِبُّ أن يضطَهِدَنا النَّاس.‏ فلِماذا نكونُ سُعَداء؟‏ هُناكَ ثَلاثَةُ أسباب.‏ أوَّلًا،‏ حينَ نتَحَمَّلُ الكُرْه،‏ نُرضي الله.‏ (‏١ بط ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ثانِيًا،‏ يصيرُ إيمانُنا أقوى وأثمَن.‏ (‏١ بط ١:‏٧‏)‏ وثالِثًا،‏ ننالُ مُكافَأَةً غالِيَة جِدًّا،‏ الحَياةَ الأبَدِيَّة.‏ —‏ رو ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٩ لِمَ فرِحَ الرُّسُلُ بَعدَما جُلِدوا؟‏

١٩ بَعدَ قِيامَةِ يَسُوع بِوَقتٍ قَصير،‏ أحَسَّ تَلاميذُهُ بِالسَّعادَةِ الَّتي تحَدَّثَ عنها.‏ فقدْ فرِحوا كَثيرًا رَغمَ أنَّ المُقاوِمينَ جلَدوهُم وأمَروهُم أن لا يُبَشِّروا.‏ وهذا «لِأنَّهُم حُسِبوا مُستَحِقِّينَ أن يُهانوا مِن أجْلِ اسْمِ» يَسُوع.‏ (‏اع ٥:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ فمَحَبَّتُهُم لهُ كانَت أقوى مِن خَوفِهِم مِن كُرْهِ الأعداء.‏ وقدْ أظهَروا هذِهِ المَحَبَّةَ حينَ استَمَرُّوا يُبَشِّرونَ بِحَماسَة.‏ اليَومَ أيضًا،‏ يستَمِرُّ إخوَةٌ كَثيرونَ في خِدمَةِ يَهْوَه رَغمَ الصُّعوبات.‏ فهُم مُتَأكِّدونَ أنَّهُ لن ينسى عَمَلَهُم والمَحَبَّةَ الَّتي يُظهِرونَها لِاسْمِه.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

٢٠ ماذا سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

٢٠ سنظَلُّ نُواجِهُ الكُرْهَ ما دُمنا في هذا العالَم.‏ (‏يو ١٥:‏١٩‏)‏ ولكنْ لا داعِيَ أن نخاف.‏ فكَما سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ يَهْوَه ‹سيُثَبِّتُنا ويحفَظُنا›.‏ (‏٢ تس ٣:‏٣‏)‏ لِنُصَمِّمْ إذًا أن نُحِبَّ يَهْوَه وإخوَتَنا وحتَّى أعداءَنا.‏ وهكَذا نبقى مُوَحَّدينَ وأقوِياء،‏ نُمَجِّدُ يَهْوَه،‏ ونُبَرهِنُ أنَّ المَحَبَّةَ أقوى مِنَ الكُرْه.‏

التَّرنيمَة ١٠٦ تَنمِيَةُ المَحَبَّة

^ ‎الفقرة 5‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه ولِإخوَتِنا ولِأعدائِنا أن نتَحَمَّلَ كُرْهَ العالَم.‏ وسَنرى أيضًا لِمَ قالَ يَسُوع إنَّ أتباعَهُ سيكونونَ سُعَداءَ رَغمَ أنَّهُم مَكروهون.‏

^ ‎الفقرة 1‏ تَمَّ تَغييرُ الأسماء.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وصف الصورة:‏ بعدما هدد الجنود دانيلو،‏ ساعده الاخوة ان ينتقل هو وزوجته الى مدينة أخرى.‏ وعندما وصلا،‏ اهتم بهما الاخوة هناك.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وصف الصورة:‏ حين بدأ زوج ياسمين يقاومها،‏ اعطاها الشيوخ نصيحة من الكتاب المقدس.‏ فحاولت ان تكون زوجة جيدة،‏ واهتمت بزوجها وهو مريض.‏