مقالة الدرس ١١
إستمِر في لبس «الشخصية الجديدة» بعد المعمودية
«إلبَسوا الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة». — كو ٣:١٠.
التَّرنيمَة ٤٩ تَفريحُ قَلبِ يَهْوَه
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ ما أكثَرُ شَيءٍ يُؤَثِّرُ على شَخصِيَّتِنا؟
سَواءٌ اعتَمَدنا مِن أيَّامٍ قَليلَة أو مِن سَنَواتٍ طَويلَة، كُلُّنا نُريدُ أن يكونَ لَدَينا شَخصِيَّةٌ يُحِبُّها يَهْوَه. وكَي ننجَحَ في ذلِك، يجِبُ أن ننتَبِهَ إلى أفكارِنا. لِماذا نقولُ ذلِك؟ لِأنَّ أفكارَنا هي أكثَرُ ما يُؤَثِّرُ على شَخصِيَّتِنا. فإذا كُنَّا نُفَكِّرُ دائِمًا في أُمورٍ تُرضي جَسَدَنا الخاطِئ، فسَنتَكَلَّمُ ونتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة. (اف ٤:١٧-١٩) أمَّا إذا ملَأنا عَقلَنا بِأفكارٍ جَيِّدَة، فعلى الأرجَحِ سنتَكَلَّمُ ونتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ تُرضي أبانا يَهْوَه. — غل ٥:١٦.
٢ أيُّ أسئِلَةٍ سنُجيبُ عنها في المَقالَة؟
٢ مِثلَما ذكَرنا في المَقالَةِ السَّابِقَة، لا نقدِرُ أن نتَخَلَّصَ كُلِّيًّا مِن كُلِّ الأفكارِ السَّيِّئَة. لكنَّنا نقدِرُ أن نُقَرِّرَ إذا كُنَّا سنتَأثَّرُ بها أم لا. أيضًا، رأينا أنَّنا قَبلَ أن نعتَمِد، علَينا أن نتَوَقَّفَ عنِ التَّكَلُّمِ والتَّصَرُّفِ بِطَريقَةٍ يكرَهُها يَهْوَه. وهذِه هي أوَّلُ وأهَمُّ خُطوَةٍ لِنخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة. ولكنْ كَي نُرضِيَ يَهْوَه كامِلًا، علَينا أيضًا أن نُطيعَ الوَصِيَّة: «إلبَسوا الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة». (كو ٣:١٠) لِذلِك سنُجيبُ في هذِهِ المَقالَةِ عن ثَلاثَةِ أسئِلَة: ما هيَ «الشَّخصِيَّةُ الجَديدَة»؟ كَيفَ نلبَسُها؟ وكَيفَ نُحافِظُ علَيها؟
ما هيَ «الشَّخصِيَّةُ الجَديدَة»؟
٣ ماذا تعني «الشَّخصِيَّةُ الجَديدَة»، وكَيفَ يكونُ الشَّخصُ الَّذي يلبَسُها؟ (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣)
٣ تعني «الشَّخصِيَّةُ الجَديدَة» أن يُفَكِّرَ الشَّخصُ ويَتَصَرَّفَ مِثلَ يَهْوَه. والشَّخصُ الَّذي يلبَسُها يُظهِرُ ثَمَرَ روحِ اللّٰهِ في حَياتِه. فهو يسمَحُ لِلرُّوحِ القُدُسِ أن يُؤَثِّرَ على أفكارِهِ ومَشاعِرِهِ وتَصَرُّفاتِه. (إقرأ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.) فهذا الشَّخصُ مَثَلًا يُحِبُّ يَهْوَه وشَعبَه. (مت ٢٢:٣٦-٣٩) يظَلُّ فَرِحًا حتَّى في الضِّيقات. (يع ١:٢-٤) يسعى وَراءَ السَّلام. (مت ٥:٩) يكونُ صَبورًا ولَطيفًا في تَعامُلاتِهِ معَ النَّاس. (كو ٣:١٢، ١٣) يُحِبُّ الصَّلاحَ ويَقومُ به. (لو ٦:٣٥) يُبَرهِنُ بِأعمالِهِ أنَّ لَدَيهِ إيمانًا قَوِيًّا بِأبيهِ السَّماوِيّ. (يع ٢:١٨) يبقى وَديعًا عِندَما يُستَفَزّ، ويَضبُطُ نَفْسَهُ أمامَ الإغراءات. — ١ كو ٩:٢٥، ٢٧؛ تي ٣:٢.
٤ هل يقدِرُ الَّذي يلبَسُ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة أن يُنَمِّيَ كُلَّ صِفَةٍ في غَلَاطْيَة ٥:٢٢، ٢٣ لِوَحدِها؟
٤ إذًا، الشَّخصُ الَّذي يلبَسُ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة يُنمِّي كُلَّ الصِّفاتِ المَذكورَة في غَلَاطْيَة ٥:٢٢، ٢٣ وفي مَقاطِعَ أُخرى مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. * فهو لا يقدِرُ أن يلبَسَ كُلَّ صِفَةٍ مِن هذِهِ الصِّفاتِ وَحدَها، كأنَّها قِطعَةُ ثِيابٍ مُنفَصِلَة. فهذِهِ الصِّفاتُ مُرتَبِطَةٌ بَعضُها بِبَعض. مَثَلًا، إذا كُنتَ تُحِبُّ فِعلًا قَريبَك، فسَتصبِرُ علَيهِ وتُعامِلُهُ بِلُطف. وإذا كُنتَ فِعلًا إنسانًا صالِحًا، فسَتكونُ وَديعًا وتضبُطُ نَفْسَك.
كَيفَ نلبَسُ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة؟
٥ ما مَعنى أن يكونَ «لنا فِكرُ المَسيح»، وكَيفَ نستَفيدُ حينَ ندرُسُ حَياتَه؟ (١ كورنثوس ٢:١٦)
٥ إقرأ ١ كورنثوس ٢:١٦. كَي نلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة، يجِبُ أن يكونَ «لنا فِكرُ المَسيح». بِكَلِماتٍ أخرى، يجِبُ أن نتَعَلَّمَ كَيفَ يُفَكِّرُ يَسُوع، ثُمَّ نتَمَثَّلَ به. وهذا مُهِمٌّ لأنَّ يَسُوع يُظهِرُ ثَمَرَ روحِ اللّٰهِ كامِلًا. فمِثلَما تعكِسُ مِرآةٌ لا عَيبَ فيها الصُّورَةَ بِشَكلٍ كامِل، يعكِسُ يَسُوع صِفاتِ يَهْوَه كما هي بِالضَّبط. (عب ١:٣) فلْندرُسْ إذًا حَياةَ يَسُوع كَي نتَعَلَّمَ كَيفَ يُفَكِّر. وكُلَّما فكَّرنا مِثلَه، صارَ أسهَلَ علَينا أن نتَصَرَّفَ مِثلَهُ وأن ننجَحَ أكثَرَ في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة. — في ٢:٥.
٦ أيُّ أفكارٍ تُظهِرُ أنَّنا نقدِرُ أن نلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة؟
٦ ولكنْ هل نقدِرُ فِعلًا أن نتَمَثَّلَ بِيَسُوع؟ قد تقول: ‹يَسُوع كامِل. مُستَحيلٌ أن أكونَ مِثلَه›. في هذِهِ الحالَة، تذَكَّرِ الأفكارَ التَّالِيَة. أوَّلًا، خلَقَكَ اللّٰهُ على صورَتِهِ وصورَةِ يَسُوع. لِذلِك أنتَ تقدِرُ أن تتَمَثَّلَ بهِما إذا أرَدت، وستنجَحُ في ذلِك إلى دَرَجَةٍ مُعَيَّنَة على الأقَلّ. (تك ١:٢٦) ثانِيًا، الرُّوحُ القُدُسُ هو أقوى قُوَّةٍ في الكَون. وبِمُساعَدَتِه، تقدِرُ أن تُنجِزَ أُمورًا يستَحيلُ أن تُنجِزَها وَحدَك. ثالِثًا، يَهْوَه لا يتَوَقَّعُ مِنكَ أن تُظهِرَ ثَمَرَ الرُّوحِ بِشَكلٍ كامِلٍ الآن. تذَكَّرْ أنَّ أبانا المُحِبَّ سيَنتَظِرُ ٠٠٠,١ سَنَةٍ حتَّى يصيرَ الَّذينَ رَجاؤُهُم أرضِيٌّ كامِلين. (رؤ ٢٠:١-٣) ولكنْ كُلُّ ما يطلُبُهُ مِنَّا الآنَ هو أن نبذُلَ جُهدَنا ونترُكَ الباقِيَ علَيه.
٧ ماذا سنُناقِشُ الآن؟
٧ وكَيفَ نتَمَثَّلُ بِصِفاتٍ مُعَيَّنَة عِندَ يَسُوع؟ سنتَكَلَّمُ الآنَ بِاختِصارٍ عن أربَعِ صِفاتٍ مِن ثَمَرِ الرُّوح أظهَرَها يَسُوع. فسَنرى كَيفَ أظهَرَ كُلَّ صِفَة، وكَيفَ نتَمَثَّلُ به. وسَتُساعِدُنا بَعضُ الأسئِلَةِ أن نفحَصَ نَفْسَنا ونرى كم تقَدَّمنا في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة.
٨ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع المَحَبَّة؟
٨ أحَبَّ يَسُوع أباهُ مَحَبَّةً قَوِيَّة. وهذا دفَعَهُ أن يُضَحِّيَ مِن أجْلِهِ ومِن أجْلِنا. (يو ١٤:٣١؛ ١٥:١٣) مَثَلًا، أظهَرَ يَسُوع كم يُحِبُّ النَّاسَ مِن خِلالِ طَريقَةِ حَياتِهِ على الأرض. فهو برهَنَ كُلَّ يَومٍ أنَّهُ مُحِبٌّ ومُتَعاطِف، حتَّى عِندَما قاوَمَهُ البَعض. ومِن أهَمِّ الطُّرُقِ الَّتي أظهَرَ بها مَحَبَّتَهُ لِلنَّاسِ هي حينَ علَّمَهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه. (لو ٤:٤٣، ٤٤) وأعظَمُ مَحَبَّةٍ أظهَرَها يَسُوع للّٰهِ والبَشَرِ هي عِندَما قبِلَ أن يتَعَذَّبَ ويَموتَ على أيدي أشخاصٍ خُطاة. وهكَذا، فتَحَ لنا المَجالَ أن نعيشَ حَياةً أبَدِيَّة.
٩ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ مِثلَ يَسُوع؟
٩ نَحنُ نذَرنا نَفْسَنا لِيَهْوَه واعتَمَدنا لِأنَّنا نُحِبُّ أبانا السَّماوِيّ. ومِثلَ يَسُوع، نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه بِالطَّريقَةِ الَّتي نُعامِلُ بها النَّاس. كتَبَ الرَّسولُ يُوحَنَّا: «مَن لا يُحِبُّ أخاهُ الَّذي يَراه، لا يَقدِرُ أن يُحِبَّ اللّٰهَ الَّذي لا يَراه». (١ يو ٤:٢٠) إذًا، جَيِّدٌ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹هل لَدَيَّ مَحَبَّةٌ قَوِيَّة لِلنَّاس؟ هل أتَعاطَفُ معهُم، حتَّى لَو كلَّموني بِقَسوَة؟ هل تدفَعُني المَحَبَّةُ أن أستَعمِلَ وَقتي ومُمتَلَكاتي لِأُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه؟ هل أنا مُستَعِدٌّ أن أفعَلَ ذلِك حتَّى عِندَما لا يُقَدِّرُ أكثَرُهُم جُهودي أو يقاوَمونَني؟ هل أقدِرُ أن أصرِفَ وَقتًا أكبَرَ في تَعليمِ النَّاس؟›. — اف ٥:١٥، ١٦.
١٠ كَيفَ سعى يَسُوع وَراءَ السَّلام؟
١٠ كانَ يَسُوع رَجُلًا مُسالِمًا. فعِندَما عامَلَهُ النَّاسُ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة، لم يرُدَّ الشَّرَّ بِالشَّرّ. لكنَّهُ لم يكتَفِ بِذلِك فَقَط، بل سعى أيضًا وَراءَ السَّلام. كَيف؟ أخَذَ المُبادَرَةَ لِيُهَدِّئَ الأجواءَ المُتَوَتِّرَة، وشجَّعَ الآخَرينَ أن يحُلُّوا خِلافاتِهِم. مَثَلًا، علَّمَهُم أنَّهُم يجِبُ أن يُصالِحوا أخاهُم كَي يقبَلَ يَهْوَه عِبادَتَهُم. (مت ٥:٩، ٢٣، ٢٤) وأكثَرَ مِن مَرَّة، ساعَدَ رُسُلَهُ أن يحُلُّوا خِلافَهُم حَولَ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم. — لو ٩:٤٦-٤٨؛ ٢٢:٢٤-٢٧.
١١ كَيفَ نسعى وَراءَ السَّلام؟
١١ كَي نسعى وَراءَ السَّلام، لا يكفي أن لا نُسَبِّبَ الخِلافات. بل علَينا أيضًا أن نأخُذَ المُبادَرَةَ لِنتَصالَحَ مع الآخَرين، ونُشَجِّعَ إخوَتَنا أن يحُلُّوا خِلافاتِهِم. (في ٤:٢، ٣؛ يع ٣:١٧، ١٨) لِذلِك مُهِمٌّ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹إلى أيِّ دَرَجَةٍ أنا مُستَعِدٌّ أن أُضَحِّيَ لِأُحافِظَ على السَّلامِ مع غَيري؟ إذا جرَحَني أحَدُ الإخوَة، فهل أحقِدُ علَيه؟ هل أنتَظِرُ كَي يُصالِحَني هو، أم أقومُ أنا بِأوَّلِ خُطوَةٍ حتَّى لَو شعَرتُ أنَّ الحَقَّ علَيه؟ وعِندَما يكونُ مُناسِبًا، هل أُشَجِّعُ غَيري أن يتَصالَحوا؟›.
١٢ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ لَطيف؟
١٢ عامَلَ يَسُوع النَّاسَ بِلُطف. (مت ١١:٢٨-٣٠) فهو كانَ رَقيقًا ومَرِنًا، حتَّى في المَواقِفِ العاطِفِيَّة. مَثَلًا، عِندَما ترَجَّتهُ امرَأةٌ فِينِيقِيَّة أن يشفِيَ بِنتَها، رفَضَ طَلَبَها في البِدايَة. ولكنْ عِندَما رأى إيمانَها العَظيم، تصَرَّفَ بِلُطفٍ وشفى بِنتَها. (مت ١٥:٢٢-٢٨) لكنَّ هذا لا يعني أنَّ يَسُوع كانَ عاطِفِيًّا فَوقَ اللُّزوم. فاللُّطفُ دفَعَهُ أحيانًا أن يكونَ حازِمًا معَ الَّذينَ أحَبَّهُم. مَثَلًا، عِندَما حاوَلَ بُطْرُس أن يمنَعَ يَسُوع مِن فِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه، وبَّخَهُ يَسُوع أمامَ باقي التَّلاميذ. (مر ٨:٣٢، ٣٣) لكنَّهُ لم يفعَلْ ذلِك لِيُذِلَّ بُطْرُس، بل لِيُدَرِّبَهُ ولِيُحَذِّرَ باقِيَ التَّلاميذِ أن لا يُحاوِلوا أن يمنَعوهُ من فِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه. على الأرجَح، شعَرَ بُطْرُس بِبَعضِ الإحراج، لكنَّهُ استَفادَ مِن هذا التَّأديب.
١٣ كَيفَ نُظهِرُ اللُّطفَ الحَقيقِيّ؟
١٣ يدفَعُكَ اللُّطفُ الحَقيقِيُّ أن تنصَحَ الَّذينَ تُحِبُّهُم عِندَ الضَّرورَة. ولكنْ عِندَما تنصَحُهُم، تمَثَّلْ بِيَسُوع وأسِّسْ نَصيحَتَكَ على مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. تكَلَّمْ معهُم بِرِقَّة. فكِّرْ فيهِم بِإيجابِيَّة؛ ثِقْ أنَّهُم سيُقَدِّرونَ اهتِمامَكَ ويَتَجاوَبونَ مع نَصيحَتِكَ لِأنَّهُم يُحِبُّونَ يَهْوَه ويُحِبُّونَك. لِذلِك اسألْ نَفْسَك: ‹هل لَدَيَّ الشَّجاعَةُ لِأتَكَلَّمَ مع شَخصٍ أُحِبُّهُ إذا أخطَأ؟ وحينَ تكونُ النَّصيحَةُ ضَرورِيَّة، هل أتَكَلَّمُ معهُ بِلُطفٍ أم بِقَسوَة؟ ماذا يدفَعُني أن أُقَدِّمَ لهُ النَّصيحَة؟ هل أُقَدِّمُها لأنِّي مَزعوجٌ مِنه، أم لِأنِّي أُريدُ خَيرَه؟›.
١٤ لِماذا نقولُ إنَّ يَسُوع صالِح؟
١٤ لا يعرِفُ يَسُوع الصَّلاحَ فَقَط، بل يعمَلُهُ أيضًا. ولِأنَّهُ يُحِبُّ أباه، يفعَلُ الصَّلاحَ دائِمًا بِدافِعٍ صَحيح. والصَّلاحُ يَظهَرُ مِن خِلالِ أعمالٍ تُفيدُ الآخَرين. فالشَّخصُ الصَّالِحُ يبذُلُ جُهدَهُ لِيَفعَلَ الخَيرَ ويُساعِدَ غَيرَه. لِذلِك لا يكفي أن نعرِفَ الصَّلاح، بل يجِبُ أيضًا أن نفعَلَهُ وبِدافِعٍ صَحيح. ولكنْ قد نتَساءَل: ‹هل يُعقَلُ أن نفعَلَ الصَّلاحَ بِدافِعٍ خاطِئ؟›. نَعَم. مَثَلًا، تكَلَّمَ يَسُوع عن أشخاصٍ أعطَوا صَدَقَةً لِلفُقَراء، لكنَّهُم فعَلوا ذلِك كَي يراهُمُ النَّاس. صَحيحٌ أنَّ أعمالَهُم بدَت صالِحَة، لكنَّها كانَت بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ يَهْوَه. — مت ٦:١-٤.
١٥ كَيفَ نكونُ صالِحينَ فِعلًا؟
١٥ لن نكونَ صالِحينَ فِعلًا إلَّا إذا عمِلنا الصَّلاحَ بِدافِعٍ صَحيح. لِذلِك اسألْ نَفْسَك: ‹هل أعرِفُ فَقَط ما هيَ الأعمالُ الصَّالِحَة، أم أقومُ بها أيضًا؟ وماذا يدفَعُني أن أفعَلَ الصَّلاح؟›.
كَيفَ نُحافِظُ على الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة؟
١٦ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كُلَّ يَوم، ولِماذا؟
١٦ عِندَما نعتَمِد، لا يجِبُ أن نُفَكِّرَ أنَّنا أنهَينا لُبسَ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة. فعلَينا دائِمًا أن نُبقِيَ هذِهِ «الثِّيابَ الجَديدَة» في حالَةٍ جَيِّدَة. كَيف؟ إحدى الطُّرُقِ هي أن نبذُلَ جُهدَنا لِنُظهِرَ ثَمَرَ الرُّوحِ كُلَّ يَوم. لِماذا نقولُ ذلِك؟ فكِّرْ قَليلًا: يَهْوَه هو إلهٌ يُحِبُّ العَمَل، وروحُهُ القُدُسُ هو قُوَّةٌ عامِلَة. (تك ١:٢، الحاشية) إذًا، الصِّفاتُ الَّتي يُنتِجُها الرُّوحُ القُدُسُ يجِبُ أن تدفَعَنا إلى العَمَل. بِالمُقابِل، ماذا تكونُ النَّتيجَةُ إذا لم نُظهِرْ هذِهِ الصِّفاتِ بِأعمالِنا؟ سنخسَرُ شَخصِيَّتَنا الجَديدَة. كتَبَ التِّلميذُ يَعْقُوب: «الإيمانُ بِلا أعمالٍ مَيِّت». (يع ٢:٢٦) وهذا ينطَبِقُ أيضًا على باقي الصِّفاتِ الَّتي يُنتِجُها الرُّوحُ القُدُس. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُظهِرَ ثَمَرَ الرُّوحِ كُلَّ يَوم. وهكَذا نُبَرهِنُ أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يعمَلُ فينا.
١٧ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ عِندَما نفشَلُ في إظهارِ ثَمَرِ الرُّوح؟
١٧ ولكنْ حتَّى لَو كُنَّا مُعتَمِدينَ مُنذُ سَنَوات، قد نفشَلُ أحيانًا في إظهارِ ثَمَرِ الرُّوح. مع ذلِك، لا يجِبُ أن نستَسلِم. فكِّرْ في هذا المَثَل: إذا انمَزَقَت قِطعَةُ ثِيابٍ تُحِبُّها، فهل ترميها فَورًا؟ لا. على الأرجَح، ستُحاوِلُ أن تُصلِحَها إن أمكَن. وبَعدَ ذلِك، ستنتَبِهُ علَيها أكثَر. بِنَفْسِ الطَّريقَة، إذا فشِلتَ في إحدى المَرَّاتِ أن تكونَ لَطيفًا أو صَبورًا أو مُحِبًّا، فلا تفقِدِ الأمَلَ مِن نَفْسِك. بَدَلَ ذلِك، اعتَذِرْ بِصِدقٍ مِنَ الشَّخصِ الَّذي أخطَأتَ إلَيه. فهذا سيُساعِدُكَ أن تُصلِحَ الوَضعَ بَينَكُما. وبَعدَ ذلِك، صمِّمْ أن تتَحَسَّنَ في المُستَقبَل.
١٨ مِمَّ نَحنُ أكيدون؟
١٨ نَحنُ نشكُرُ يَهْوَه كَثيرًا لِأنَّهُ أعطانا مِثالَ يَسُوع. فكُلَّما فكَّرنا مِثلَ يَسُوع، صارَ أسهَلَ علَينا أن نتَصَرَّفَ مِثلَه. وكُلَّما تصَرَّفنا مِثلَه، نجَحنا أكثَرَ في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة. في هذِهِ المَقالَة، ناقَشنا أربَعَ صِفاتٍ فَقَط مِن ثَمَرِ الرُّوح. فما رَأيُكَ أن تدرُسَ الصِّفاتِ الباقِيَة وترى كم تقَدَّمتَ في إظهارِها؟ ستجِدُ مَقالاتٍ عَديدَة تُساعِدُكَ في هذا المَجالِ في دَليلِ المَواضيعِ في مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه تَحتَ عُنوان «الحَياةُ المَسيحِيَّة» ثُمَّ «ثَمَرُ الرُّوح». وكُنْ أكيدًا أنَّكَ إذا قُمتَ بِدَورِك، فسَيُساعِدُكَ يَهْوَه أن تلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة وتُحافِظَ علَيها.
التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ ينبَغي أن أكون؟
^ الفقرة 5 كُلُّنا نقدِرُ أن نلبَسَ «الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة» بِغَضِّ النَّظَرِ عن ماضينا. ولكنْ كَي ننجَح، علَينا أن نستَمِرَّ في تَعديلِ طَريقَةِ تَفكيرِنا ونَجتَهِدَ كَي نتَمَثَّلَ بِيَسُوع. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ أمثِلَةً عن طَريقَةِ تَفكيرِ يَسُوع وتَصَرُّفاتِه. وسَنرى أيضًا ماذا يُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في التَّمَثُّلِ بهِ بَعدَ المَعمودِيَّة.
^ الفقرة 4 الصِّفاتُ في غَلَاطْيَة ٥:٢٢، ٢٣ لَيسَتِ الصِّفاتِ الوَحيدَة الَّتي يُساعِدُنا روحُ اللّٰهِ أن نُنَمِّيَها. أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في عَدَدِ حَزِيرَان (يُونْيُو) ٢٠٢٠ مِن بُرجِ المُراقَبَة.