مقالة الدرس ١٠
تقدر أن ‹تخلع الشخصية القديمة›
«إخلَعوا الشَّخصِيَّةَ القَديمَة مع مُمارَساتِها». — كو ٣:٩.
التَّرنيمَة ٢٩ شَرَفٌ لنا أن نُدعى بِاسْمِك
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ كَيفَ كانَت حَياتُكَ قَبلَ أن تبدَأَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
كَيفَ كانَت حَياتُكَ قَبلَ أن تبدَأَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مع شُهودِ يَهْوَه؟ كَثيرونَ مِنَّا لا يُحِبُّونَ أن يتَذَكَّروا تِلكَ المَرحَلَة. فعلى الأرجَح، كانَت أفكارُنا وشَخصِيَّتُنا مُتَأثِّرَةً بِمَقاييسِ العالَمِ لِلصَّحِّ والخَطَإ. وبِالتَّالي، كُنَّا بِلا «رَجاءٍ . . . ومِن دونِ اللّٰهِ في العالَم». (أف ٢:١٢) لكنَّ دَرسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ غيَّرَ حَياتَنا ١٨٠ دَرَجَة.
٢ ماذا عرَفتَ بَعدَما بدَأتَ تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس؟
٢ عِندَما بدَأتَ تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس، عرَفتَ أنَّ لَدَيكَ أبًا في السَّماءِ يُحِبُّكَ كَثيرًا. وعرَفتَ أيضًا أنَّكَ كَي تُرضِيَ يَهْوَه وتصيرَ جُزءًا مِن عائِلَةِ عُبَّادِه، علَيكَ أن تعيشَ حَسَبَ مَقاييسِهِ العالِيَة. لِذلِك، قُمتَ بِتَغييراتٍ كَبيرَة في طَريقَةِ حَياتِكَ وتَفكيرِك. — أف ٥:٣-٥.
٣ حَسَبَ كُولُوسِّي ٣:٩، ١٠، ماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه، وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ بِما أنَّ يَهْوَه هو خالِقُنا وأبونا السَّماوِيّ، يحِقُّ لهُ أن يُحَدِّدَ لنا كَيفَ يجِبُ أن نتَصَرَّفَ كأفرادٍ في عائِلَتِه. مَثَلًا، يطلُبُ مِنَّا أن نجتَهِدَ قَبلَ المَعمودِيَّةِ كَي ‹نخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة مع مُمارَساتِها›. * (إقرأ كولوسي ٣:٩، ١٠.) لِذلِك سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ ثَلاثَةَ أسئِلَة: (١) ما هيَ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟ (٢) لِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن ‹نخلَعَها›؟ و (٣) كَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ وهذِهِ المَقالَةُ ستُفيدُ خُصوصًا الَّذينَ يُفَكِّرونَ في المَعمودِيَّة. ولكنْ حتَّى لَو كُنَّا مُعتَمِدين، فسَتُساعِدُنا جَميعًا أن نمنَعَ طِباعَنا القَديمَة مِنَ الظُّهورِ مُجَدَّدًا.
ما هي «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟
٤ كَيفَ يكونُ الشَّخصُ الَّذي تُسَيطِرُ علَيهِ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة»؟
٤ الشَّخصُ الَّذي تُسَيطِرُ علَيهِ «الشَّخصِيَّةُ القَديمَة» يُفَكِّرُ ويَتَصَرَّفُ عادَةً حَسَبَ رَغَباتِ جَسَدِهِ الخاطِئ. فقدْ يكونُ أنانِيًّا، عَصَبِيًّا، مُتَكَبِّرًا، وغَيرَ شاكِر. ورُبَّما يتَسَلَّى بِمُشاهَدَةِ مَوادَّ إباحِيَّة أو أفلامٍ عَنيفَة وفاسِدَة. طَبعًا، قد يكونُ عِندَ شَخصٍ كهذا صِفاتٌ حُلوَة. ورُبَّما يشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ الأُمورِ السَّيِّئَة الَّتي يقولُها أو يفعَلُها. ولكنْ ما ينقُصُهُ هو الدَّافِعُ لِيُغَيِّرَ تَفكيرَهُ وتَصَرُّفاتِه. — غل ٥:١٩-٢١؛ ٢ تي ٣:٢-٥.
٥ هل نقدِرُ أن نُزيلَ كُلِّيًّا الأفكارَ والرَّغَباتِ الخاطِئَة؟ أوضِح. (أعمال ٣:١٩)
٥ ولكنْ بِما أنَّنا ناقِصون، فلا أحَدَ مِنَّا يقدِرُ أن يُزيلَ كُلِّيًّا الأفكارَ والرَّغَباتِ الخاطِئَة مِن قَلبِهِ وعَقلِه. فأحيانًا، نتَكَلَّمُ أو نتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ نندَمُ علَيها لاحِقًا. (إر ١٧:٩؛ يع ٣:٢) ولكنْ عِندَما نخلَعُ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة، نتَحَرَّرُ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة. فهي لا تعودُ جُزءًا مِن شَخصِيَّتِنا. — إش ٥٥:٧؛ إقرإ الأعمال ٣:١٩.
٦ لِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟
٦ ولِماذا يطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟ لِأنَّهُ يُحِبُّنا كَثيرًا ويُريدُ أن نكونَ سُعَداء. (إش ٤٨:١٧، ١٨) فهو يعرِفُ أنَّ الَّذينَ يستَسلِمونَ لِرَغَباتِهِمِ الخاطِئَة يُؤذونَ نَفْسَهُم والَّذينَ حَولَهُم. ويَهْوَه يحزَنُ كَثيرًا عِندَما يرانا نُؤْذي نَفْسَنا والآخَرين.
٧ حَسَبَ رُومَا ١٢:١، ٢، أيُّ خِيارَينِ لَدَينا؟
٧ ولكنْ عِندَما نُحاوِلُ أن نُغَيِّرَ طِباعَنا القَديمَة، قد يسخَرُ مِنَّا بَعضُ أصدِقائِنا وأفرادِ عائِلَتِنا. (١ بط ٤:٣، ٤) وقدْ يقولونَ لنا إنَّنا أحرارٌ ولا يحِقُّ لِأحَدٍ أن يُخبِرَنا ماذا يجِبُ أن نفعَل. ولكنْ فكِّرْ قَليلًا. هلِ الَّذينَ يرفُضونَ مَقاييسَ يَهْوَه هُم أحرارٌ فِعلًا؟ في الحَقيقَةِ لا. فهُم يسمَحونَ لِعالَمِ الشَّيطانِ أن يتَحَكَّمَ بهِم. (إقرأ روما ١٢:١، ٢.) لِذلِك، نقِفُ جَميعًا أمامَ خِيارَين: إمَّا أن نُحافِظَ على شَخصِيَّتِنا القَديمَة الَّتي تُؤَثِّرُ علَيها الخَطِيَّةُ وعالَمُ الشَّيطان، وإمَّا أن نسمَحَ لِيَهْوَه أن يُغَيِّرَنا ويُلبِسَنا أفضَلَ شَخصِيَّةٍ مُمكِنَة الآن. — إش ٦٤:٨.
كَيفَ ‹نخلَعُ› الشَّخصِيَّةَ القَديمَة؟
٨ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة؟
٨ يعرِفُ يَهْوَه أنَّنا بِحاجَةٍ إلى الوَقتِ والجُهدِ لِنتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والعاداتِ السَّيِّئَة. (مز ١٠٣:١٣، ١٤) وهو لا يترُكُنا نُجاهِدُ وَحدَنا. بل يُعطينا الحِكمَةَ والقُوَّةَ والمُساعَدَةَ اللَّازِمَة بِواسِطَةِ كَلِمَتِهِ وروحِهِ وهَيئَتِه. ولا شَكَّ أنَّكَ لمَستَ كَيفَ كانَ يَهْوَه معكَ وساعَدَك. فلنُناقِشِ الآنَ خُطُواتٍ تُساعِدُكَ أن تنجَحَ أكثَرَ في خَلعِ الشَّخصِيَّةِ القَديمَة لِتَصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة.
٩ ماذا تُساعِدُكَ كَلِمَةُ اللّٰهِ أن تفعَل؟
٩ إستَعمِلِ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِتفحَصَ نَفْسَكَ جَيِّدًا. تُشبِهُ كَلِمَةُ اللّٰهِ المِرآة. فهي تُساعِدُكَ أن تُحَلِّلَ طَريقَةَ تَفكيرِكَ وكَلامِكَ وتَصَرُّفاتِك. (يع ١:٢٢-٢٥) ويقدِرُ الشَّخصُ الَّذي يدرُسُ معكَ والمَسيحِيُّونَ النَّاضِجون في الجَماعَةِ أن يُظهِروا لكَ كَيفَ تفعَلُ ذلِك. فهُم سيَستَعمِلونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِيُساعِدوكَ أن تُحَدِّدَ نِقاطَ قُوَّتِكَ ونِقاطَ ضُعفِك. كما سيُظهِرونَ لكَ كَيفَ تقومُ بِبَحثٍ في مَطبوعاتِنا كَي تتَغَلَّبَ على عادَةٍ سَيِّئَة. ولا تنسَ أيضًا أنَّ يَهْوَه مُستَعِدٌّ دائِمًا أن يقِفَ إلى جانِبِك. وتَأكَّدْ أنَّهُ سيُساعِدُكَ بِأفضَلِ طَريقَةٍ لِأنَّهُ يعرِفُ ما في قَلبِك. (أم ١٤:١٠؛ ١٥:١١) لِذلِك تعَوَّدْ أن تُصَلِّيَ إلَيهِ وتدرُسَ كَلِمَتَهُ كُلَّ يَوم.
١٠ ماذا تتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ مع إيلِي؟
١٠ كُنْ مُقتَنِعًا أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه هيَ الأفضَل. كُلُّ ما يطلُبُهُ مِنَّا يَهْوَه هو لِمَصلَحَتِنا. والَّذينَ يعيشونَ حَسَبَ مَقاييسِهِ يُحافِظونَ على احتِرامِهِم لِنَفْسِهِم، يكونونَ سُعَداءَ فِعلًا، ويَكونُ لِحَياتِهِم مَعنًى. (مز ١٩:٧-١١) أمَّا الَّذينَ يتَجاهَلونَ مَقاييسَ يَهْوَه، فيُعانونَ مِن عَواقِبِ أعمالِ الجَسَد. هذا ما حصَلَ مع رَجُلٍ اسْمُهُ إيلِي رفَضَ مَقاييسَ يَهْوَه. فهو ترَبَّى في عائِلَةٍ تُحِبُّ يَهْوَه. ولكنْ في عُمرِ المُراهَقَة، اختارَ أصدِقاءَ سَيِّئين. فبدَأَ يتَعاطى المُخَدِّراتِ ويَسرِقُ ويَعيشُ حَياةً فاسِدَة. فأصبَحَ عَنيفًا وعَصَبِيًّا أكثَرَ فأكثَر. ويَعتَرِفُ أنَّهُ فعَلَ كُلَّ ما تعَلَّمَ أن لا يفعَلَهُ كمَسيحِيّ. لكنَّ إيلِي لم ينسَ ما تعَلَّمَهُ في صِغَرِه. فقَرَّرَ أن يدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ مِن جَديد. ثُمَّ بذَلَ جُهدَهُ لِيَتَخَلَّصَ مِن عاداتِهِ السَّيِّئَة، واعتَمَدَ سَنَةَ ٢٠٠٠. وكَيفَ استَفادَ إيلِي حينَ بدَأَ يعيشُ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه؟ يُخبِر: «أنعَمُ الآنَ بِراحَةِ البالِ وبِضَميرٍ طاهِر». * يُؤَكِّدُ ما حصَلَ مع إيلِي أنَّ الَّذينَ يرفُضونَ مَقاييسَ يَهْوَه يُؤْذونَ نَفْسَهُم. ولكنْ حتَّى عِندَما يفعَلونَ ذلِك، يَهْوَه مُستَعِدٌّ أن يُساعِدَهُم لِيَتَغَيَّروا.
١١ ماذا يكرَهُ يَهْوَه؟
١١ تعَلَّمْ أن تكرَهَ ما يكرَهُهُ يَهْوَه. (مز ٩٧:١٠) يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ يَهْوَه يكرَهُ ‹العُيونَ المُتَشامِخَة، لِسانَ الزُّور، والأيديَ السَّافِكَة دَمًا بَريئًا›. (أم ٦:١٦، ١٧) وهو يكرَهُ أيضًا الشَّخصَ العَنيف و «الخَدَّاع». (مز ٥:٦) وإلى أيِّ دَرَجَةٍ يكرَهُ يَهْوَه هذِهِ المَواقِفَ والتَّصَرُّفات؟ في أيَّامِ نُوح، قضى يَهْوَه على كُلِّ الأشرارِ لِأنَّهُم ملَأُوا الأرضَ بِالعُنف. (تك ٦:١٣) ومِن خِلالِ النَّبِيِّ مَلَاخِي، قالَ يَهْوَه إنَّهُ يكرَهُ الَّذينَ يُخَطِّطونَ لِيَغدُروا بِرَفيقِ زَواجِهِم ويُطَلِّقوهُ بِلا سَبَب. ويَهْوَه يرفُضُ عِبادَةَ أشخاصٍ كهؤُلاء، وسَيُحاسِبُهُم على أعمالِهِم. — مل ٢:١٣-١٦؛ عب ١٣:٤.
١٢ ما مَعنى «امقُتوا ما هو شَرّ»؟
١٢ يوصينا يَهْوَه: «أُمقُتوا ما هو شَرّ». (رو ١٢:٩) والكَلِمَةُ «امقُتوا» تصِفُ رَدَّةَ فِعلٍ قَوِيَّة. فهي تعني أن نكرَهَ شَيئًا بِشِدَّةٍ ونشمَئِزَّ مِنه. تخَيَّلْ مَثَلًا كم ستكونُ رَدَّةُ فِعلِكَ قَوِيَّةً إذا طُلِبَ مِنكَ أن تأكُلَ طَعامًا مُعَفَّنًا. فمُجَرَّدُ التَّفكيرِ في المَوضوعِ يُحَسِّسُكَ أنَّكَ ستتَقَيَّأ. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يجِبُ أن نشمَئِزَّ لِمُجَرَّدِ التَّفكيرِ في فِعلِ شَيءٍ يكرَهُهُ يَهْوَه.
١٣ لِماذا علَينا أن نطرُدَ الأفكارَ الخاطِئَة؟
١٣ أُطرُدِ الأفكارَ الخاطِئَة. تُؤَثِّرُ أفكارُنا على تَصَرُّفاتِنا. لِهذا السَّبَب، علَّمَنا يَسُوع أن نطرُدَ الأفكارَ الخاطِئَة الَّتي تُؤَدِّي إلى ارتِكابِ خَطايا خَطيرَة. (مت ٥:٢١، ٢٢، ٢٨، ٢٩) ونَحنُ نُريدُ أن نُرضِيَ أبانا السَّماوِيّ. لِذلِك مُهِمٌّ جِدًّا أن نطرُدَ فَورًا أيَّ فِكرَةٍ سَيِّئَة تخطُرُ على بالِنا.
١٤ ماذا يكشِفُ كَلامُنا، وأيُّ أسئِلَةٍ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ فيها؟
١٤ إنتَبِهْ إلى كَلامِك. قالَ يَسُوع: «ما يَخرُجُ مِنَ الفَمِ فهو يَخرُجُ مِنَ القَلب». (مت ١٥:١٨) فكَلامُنا يكشِفُ الكَثيرَ عمَّا في داخِلِنا. لِذلِك اسألْ نَفْسَك: ‹هل أرفُضُ أن أكذِب، حتَّى لَو كانَ الكَذِبُ سيُخَلِّصُني مِن وَرطَة؟ إذا كُنتُ مُتَزَوِّجًا، فهل أنتَبِهُ كَي لا أُغازِلَ شَخصًا مِنَ الجِنسِ الآخَر؟ هل أتَجَنَّبُ الكَلامَ الفاسِدَ مِثلَما أتَجَنَّبُ وَبَأً خَطيرًا؟ هل أرُدُّ بِهُدوءٍ عِندَما يُزعِجُني أحَد؟›. ستُساعِدُكَ هذِهِ الأسئِلَةُ أن تعرِفَ ما في داخِلِك. وتذَكَّرْ أنَّ كَلامَكَ يُشبِهُ أزرارَ القَميص. فإذا فكَكتَ الأزرار، يصيرُ أسهَلَ علَيكَ أن تخلَعَ القَميص. بِنَفْسِ الطَّريقَة، إذا بذَلتَ جُهدَكَ لِتُزيلَ الكَذِبَ والكَلامَ الفاسِدَ والمُهينَ مِن حَديثِك، يصيرُ أسهَلَ علَيكَ أن تخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة.
١٥ ما مَعنى أن نُعَلِّقَ شَخصِيَّتَنا القَديمَة على «خَشَبَة»؟
١٥ كُنْ مُستَعِدًّا أن تأخُذَ إجراءً حازِمًا. إستَعمَلَ الرَّسولُ بُولُس تَشبيهًا قَوِيًّا لِيُعَلِّمَنا كم مُهِمٌّ أن نكونَ حازِمينَ كَي نُغَيِّرَ طَريقَةَ حَياتِنا. فهو نصَحَنا أن نُعَلِّقَ «شَخصِيَّتَنا القَديمَة» على «خَشَبَة». (رو ٦:٦) بِكَلِماتٍ أُخرى، يجِبُ أن نتبَعَ مِثالَ المَسيح. فهو كانَ مُستَعِدًّا أن يُعَلَّقَ على خَشَبَةٍ لِيُرضِيَ يَهْوَه. وكَي نُرضِيَ يَهْوَه نَحنُ أيضًا، يجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ أن نتَخَلَّصَ مِن كُلِّ الأفكارِ والتَّصَرُّفاتِ الَّتي يكرَهُها. وهذا ضَرورِيٌّ جِدًّا لِيَصيرَ لَدَينا ضَميرٌ طاهِرٌ ورَجاءُ الحَياةِ الأبَدِيَّة. (يو ١٧:٣؛ ١ بط ٣:٢١) وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يُغَيِّرَ مَقاييسَهُ لِتُناسِبَنا، بل يجِبُ أن نتَغَيَّرَ نَحنُ لِنصِلَ إلى مَقاييسِه. — إش ١:١٦-١٨؛ ٥٥:٩.
١٦ لِماذا يجِبُ أن نستَمِرَّ في مُحارَبَةِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة؟
١٦ إستَمِرَّ في مُحارَبَةِ الرَّغَباتِ الخاطِئَة. حتَّى بَعدَ أن تعتَمِد، قد تظهَرُ مُجَدَّدًا هذِهِ الرَّغَبات. لِذلِك علَيكَ أن تستَمِرَّ في مُحارَبَتِها. هذا ما حصَلَ مع رَجُلٍ اسْمُهُ مَارِيسْيُو. ففي شَبابِه، بدَأَ يعيشُ حَياةَ المِثلِيِّين. لكنَّهُ التَقى بِشُهودِ يَهْوَه وبدَأَ يدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس معهُم. فقامَ بِتَغييراتٍ كَبيرَة في حَياتِهِ ثُمَّ اعتَمَدَ سَنَةَ ٢٠٠٢. ومع أنَّهُ يخدُمُ يَهْوَه مُنذُ سَنَواتٍ كَثيرَة، يُخبِر: «علَيَّ مُحارَبَةُ الرَّغَباتِ الفاسِدَة مِن حينٍ إلى آخَر». لكنَّهُ لا يَيأَس، بل يقول: «أتَشَجَّعُ حينَ أُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه سيَرضى عنِّي إذا لم أستَسلِمْ لها». *
١٧ ماذا شجَّعَكَ في اختِبارِ نَبِيهَة؟
١٧ أُطلُبْ مُساعَدَةَ يَهْوَه، واتَّكِلْ على روحِهِ لا على قُوَّتِك. (غل ٥:٢٢؛ في ٤:٦) يجِبُ أن نبذُلَ كُلَّ جُهدِنا لِنخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة ولا نلبَسَها مُجَدَّدًا. إلَيكَ ما حصَلَ معَ امرَأةٍ اسْمُها نَبِيهَة. فوالِدُها ترَكَها وهي في السَّادِسَة. تقول: «عانَيتُ ألَمًا عاطِفِيًّا رَهيبًا». وفيما كانَت تكبَر، صارَت نَبِيهَة عَصَبِيَّةً وعَنيفَة أكثَرَ فأكثَر. ثُمَّ توَرَّطَت في تَهريبِ المُخَدِّرات. فقُبِضَ علَيها وسُجِنَت بِضعَ سَنَوات. خِلالَ هذِهِ الفَترَة، كانَ شُهودُ يَهْوَه يزورونَ السِّجن. فبدَأَت تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ معهُم وقامَت بِتَغييراتٍ كَبيرَة في حَياتِها. تقول: «نجَحتُ بِسُهولَةٍ في التَّخَلُّصِ مِن بَعضِ عاداتي الرَّديئَة . . . لكنَّ التَّوَقُّفَ عنِ التَّدخينِ كانَ أصعَبَ بِكَثير». فاستَمَرَّت نَبِيهَة تُحارِبُ هذِهِ العادَةَ لِأكثَرَ مِن سَنَة، واستَطاعَت أخيرًا أن تتَحَرَّرَ مِنها. فكَيفَ نجَحَت؟ تُخبِرُ أنَّ الصَّلاةَ المُستَمِرَّة لِيَهْوَه هي أكثَرُ شَيءٍ ساعَدَها. وتقولُ الآن: «إذا استَطَعتُ أنا أن أتَغَيَّرَ لِكَي أُرضِيَ يَهْوَه فإنَّ كُلَّ شَخصٍ قادِرٌ أن يتَغَيَّر». *
تقدِرُ أن تصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة
١٨ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٦:٩-١١، ماذا استَطاعَ كَثيرونَ مِن خُدَّامِ يَهْوَه أن يفعَلوا؟
١٨ في القَرنِ الأوَّل، كانَ لَدى البَعضِ عاداتٌ سَيِّئَة قَبلَ أن يختارَهُم يَهْوَه لِيَحكُموا معَ المَسيح. فكانوا مَثَلًا زُناةً ومِثلِيِّينَ وسارِقين. ولكنْ بِمُساعَدَةِ الرُّوحِ القُدُس، استَطاعوا أن يتَحَرَّروا مِن هذِهِ العاداتِ البَشِعَة. (إقرأ ١ كورنثوس ٦:٩-١١.) واليَومَ أيضًا، يُساعِدُ الكِتابُ المُقَدَّسُ مَلايينَ النَّاسِ أن يُغَيِّروا حَياتَهُم. * فهُم يتَخَلَّصونَ مِن عاداتٍ سَيِّئَة كانَت جُزءًا مِن شَخصِيَّتِهِم. ومِثالُهُم يُؤكِّدُ أنَّكَ أنتَ أيضًا تقدِرُ أن تتَغَيَّرَ وتتَغَلَّبَ على العاداتِ السَّيِّئَة لِتَصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة.
١٩ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
١٩ ولكنْ كَي تصيرَ مُؤَهَّلًا لِلمَعمودِيَّة، لا يكفي أن تخلَعَ الشَّخصِيَّةَ القَديمَة. فعلَيكَ أيضًا أن تلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة. وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سنُناقِشُ كَيفَ نلبَسُ هذِهِ الشَّخصِيَّةَ وكَيفَ يُساعِدُنا الآخَرونَ على ذلِك.
التَّرنيمَة ٤١ إسمَعْ صَلاتي
^ الفقرة 5 كَي نصيرَ مُؤَهَّلينَ لِلمَعمودِيَّة، علَينا أن نكونَ مُستَعِدِّينَ أن نقومَ بِتَغييراتٍ في شَخصِيَّتِنا. لِذلِك سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ما هيَ الشَّخصِيَّةُ القَديمَة، لِماذا يجِبُ أن نتَخَلَّصَ مِنها، وكَيفَ نفعَلُ ذلِك. أمَّا في المَقالَةِ التَّالِيَة، فسَنرى ماذا يُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في لُبسِ الشَّخصِيَّةِ الجَديدَة حتَّى بَعدَما نعتَمِد.
^ الفقرة 3 شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير: يعني ‹خَلعُ الشَّخصِيَّةِ القَديمَة› أن نتَخَلَّصَ مِنَ الأفكارِ والتَّصَرُّفاتِ والرَّغَباتِ الَّتي لا تُرضي يَهْوَه. وهذا يبدَأُ قَبلَ المَعمودِيَّة. — أف ٤:٢٢.
^ الفقرة 10 لِتعرِفَ المَزيد، انظُرْ مَقالَة «الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس: ‹أدرَكتُ أنَّ علَيَّ الرُّجوعَ إلى يَهْوَه›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَدِ ١ نَيْسَان (أبْرِيل) ٢٠١٢.
^ الفقرة 16 لِتعرِفَ المَزيد، انظُرْ مَقالَة «الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس: ‹كانوا لُطَفاءَ جِدًّا معي›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَدِ ١ أيَّار (مَايُو) ٢٠١٢.
^ الفقرة 17 لِتعرِفَ المَزيد، انظُرْ مَقالَة «الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس: ‹أصبَحتُ غَضوبَةً وعِدائِيَّة›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَدِ ١ تِشْرِينَ الأوَّل (أُكْتُوبَر) ٢٠١٢.
^ الفقرة 18 أُنظُرِ الإطار: « الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس».
^ الفقرة 64 وصف الصورة: التخلص من الأفكار والتصرفات السيئة يشبه التخلص من الثياب القديمة.