مقالة الدرس ١١
كيف تستعد للمعمودية؟
«ماذا يمنَعُ أن أعتَمِد؟». — أع ٨:٣٦.
التَّرنيمَة ٥٠ صَلاةُ الانتِذار
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١-٢ لِمَ لا يجِبُ أن تَيأسَ إذا لم تكُنْ جاهِزًا لِلمَعمودِيَّةِ بَعد؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
هل ترغَبُ أن تعتَمِد؟ هذا هَدَفٌ رائِع. ولكنْ هل أنتَ جاهِزٌ لِلمَعمودِيَّة؟ إذا شعَرتَ أنَّكَ جاهِز، ووافَقَ الشُّيوخُ على ذلِك، فلا تتَرَدَّدْ أن تعتَمِدَ في أقرَبِ فُرصَة. فحَياةٌ رائِعَة تنتَظِرُكَ في خِدمَةِ يَهْوَه.
٢ مِن ناحِيَةٍ أُخرى، هل تشعُرُ أنَّكَ لَستَ جاهِزًا بَعد لِلمَعمودِيَّة، وعلَيكَ أن تتَحَسَّنَ في بَعضِ المَجالات؟ أو هل لفَتَ أحَدُ الإخوَةِ نَظَرَكَ إلى ذلِك؟ في هذِهِ الحال، لا تَيأس. فأنتَ تقدِرُ أن تتَقَدَّمَ وتأخُذَ هذِهِ الخُطوَةَ المُهِمَّة، مَهما كانَ عُمرُك.
«ماذا يمنَعُ أن أعتَمِد؟»
٣ ماذا قالَ المَسؤولُ الحَبَشِيُّ لِفِيلِبُّس، وأيُّ سُؤالٍ ينشَأ؟ (أعمال ٨:٣٦، ٣٨)
٣ إقرإ الأعمال ٨:٣٦، ٣٨. أرادَ المَسؤولُ الحَبَشِيُّ أن يعتَمِد. فقالَ لِفِيلِبُّس المُبَشِّر: «ماذا يمنَعُ أن أعتَمِد؟». ولكنْ هل كانَ جاهِزًا لِهذِهِ الخُطوَةِ المُهِمَّة؟
٤ ماذا يُظهِرُ أنَّ المَسؤولَ الحَبَشِيَّ أرادَ أن يتَعَلَّمَ أكثَر؟
٤ تذَكَّرْ أنَّ المَسؤولَ الحَبَشِيَّ ذهَبَ «إلى أُورُشَلِيم لِلعِبادَة». وهذا يدُلُّ أنَّهُ كانَ قد صارَ يَهُودِيًّا. (أع ٨:٢٧) فلا شَكَّ إذًا أنَّهُ تعَلَّمَ عن يَهْوَه مِنَ الأسفارِ العِبْرَانِيَّة. لكنَّهُ أرادَ أن يتَعَلَّمَ المَزيد. وكَيفَ نعرِفُ ذلِك؟ عِندَما التَقاهُ فِيلِبُّس في الطَّريق، كانَ يقرَأُ في سِفرِ إشَعْيَا. (أع ٨:٢٨) فهو لم يكتَفِ بِالحَقائِقِ الأساسِيَّة، بل أرادَ أن يتَعَلَّمَ أكثَرَ ويَعرِفَ حَقائِقَ أعمَق.
٥ ماذا فعَلَ المَسؤولُ الحَبَشِيُّ بِما تعَلَّمَه؟
٥ كانَ هذا الرَّجُلُ مَسؤولًا كَبيرًا عِندَ كَنْدَاكَة مَلِكَةِ الحَبَشِيِّين، مَسؤولًا «على كُلِّ خَزينَتِها». (أع ٨:٢٧) لا شَكَّ إذًا أنَّهُ كانَ مَشغولًا جِدًّا، ولَدَيهِ مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة. مع ذلِك، خصَّصَ وَقتًا لِعِبادَةِ يَهْوَه. فقدْ قامَ بِرِحلَةٍ طَويلَة إلى الهَيكَلِ في أُورُشَلِيم، رِحلَةٍ تتَطَلَّبُ الكَثيرَ مِنَ الوَقتِ والجُهد. فهو كانَ مُستَعِدًّا أن يقومَ بِتَضحِياتٍ كَبيرَة مِن أجْلِ عِبادَةِ يَهْوَه. واضِحٌ إذًا أنَّهُ لم يتَعَلَّمِ الحَقَّ فَقَط، بل طبَّقَهُ أيضًا في حَياتِه.
٦-٧ كَيفَ ظلَّت مَحَبَّةُ المَسؤولِ الحَبَشِيِّ لِيَهْوَه تنمو؟
٦ تعَلَّمَ المَسؤولُ الحَبَشِيُّ حَقائِقَ جَديدَة مِن فِيلِبُّس، وإحداها أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيَّا. (أع ٨:٣٤، ٣٥) ولا شَكَّ أنَّهُ تأثَّرَ كَثيرًا حينَ عرَفَ ماذا فعَلَ يَسُوع مِن أجْلِه. وبِالتَّالي، زادَت مَحَبَّتُهُ لِيَهْوَه وابْنِه. فماذا فعَلَ المَسؤولُ الحَبَشِيّ؟ كانَ يقدِرُ أن يبقى كما هو، شَخصًا مُحتَرَمًا يتبَعُ الدِّيانَةَ اليَهُودِيَّة. لكنَّ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَه دفَعَتهُ أن يأخُذَ خُطوَةً مُهِمَّة: أن يعتَمِدَ كتِلميذٍ لِيَسُوع المَسِيح. وفِيلِبُّس رأى أنَّ المَسؤولَ الحَبَشِيَّ جاهِزٌ لِهذِهِ الخُطوَة، فَوافَقَ أن يُعَمِّدَه.
٧ إذًا، كَيفَ صارَ المَسؤولُ الحَبَشِيُّ جاهِزًا لِلمَعمودِيَّة؟ قامَ بِثَلاثِ خُطُوات: (١) إستَمَرَّ في نَيلِ المَعرِفَة، (٢) طبَّقَ ما تعَلَّمَه، و (٣) قوَّى مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَه. وحينَ تتبَعُ مِثالَه، ستصيرُ أنتَ أيضًا جاهِزًا لِلمَعمودِيَّة، وتقولُ بِثِقَة: «ماذا يمنَعُ أن أعتَمِد؟». فلْنُناقِشْ كُلَّ واحِدَةٍ مِن هذِهِ الخُطُوات.
إستَمِرَّ في نَيلِ المَعرِفَة
٨ علامَ تُشَجِّعُكَ يُوحَنَّا ١٧:٣؟
٨ إقرأ يوحنا ١٧:٣ والحاشية. هل شجَّعَتكَ هذِهِ الكَلِماتُ أن تبدَأَ بِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس؟ هذا حصَلَ مع كَثيرينَ مِنَّا. لكنَّ الكَلِماتِ نَفْسَها تُشَجِّعُنا أن نستَمِرَّ في التَّعَلُّم. فنَحنُ سنستَمِرُّ إلى الأبَدِ في «نَيلِ المَعرِفَةِ عنِ . . . الإلهِ الحَقيقِيِّ الوَحيد». (جا ٣:١١) وكُلَّما تعَلَّمنا عن يَهْوَه، اقتَرَبنا أكثَرَ إلَيه. — مز ٧٣:٢٨.
٩ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ بَعدَما نتَعَلَّمُ الحَقائِقَ الأساسِيَّة؟
٩ في البِدايَة، نتَعَلَّمُ الحَقائِقَ الأساسِيَّة عن يَهْوَه. وفي الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها الرَّسولُ بُولُس إلى العِبْرَانِيِّين، سمَّى هذِهِ الحَقائِقَ «المَبادِئَ الأوَّلِيَّة» و «التَّعليمَ الأوَّلِيّ». لكنَّهُ لم يكُنْ يستَخِفُّ بها. فهو شبَّهَها بِالحَليبِ الَّذي يُغَذِّي الطِّفل. (عب ٥:١٢؛ ٦:١) لكنَّهُ شجَّعَ جَميعَ المَسيحِيِّينَ أن لا يكتَفوا بها، بل يسعَوا لِيَتَعَلَّموا الحَقائِقَ الأعمَقَ في كَلِمَةِ اللّٰه. فهل صِرتَ تشتَهي أن تتَعَلَّمَ هذِهِ الحَقائِق؟ هل تُحِبُّ أن تستَمِرَّ في التَّعَلُّمِ عن يَهْوَه ومَشيئَتِه، وتستَمِرَّ في النُّمُوِّ روحِيًّا؟
١٠ ما رَأيُ البَعضِ في الدَّرس؟
١٠ يستَصعِبُ كَثيرونَ مِنَّا أن يدرُسوا. فماذا عنك؟ هل تعَلَّمتَ في المَدرَسَةِ أن تقرَأَ وتدرُسَ جَيِّدًا؟ هل صِرتَ تتَمَتَّعُ بِالدَّرس، أم هل تشعُرُ أنَّكَ لَستَ شاطِرًا فيه؟ إذا كُنتَ تستَصعِبُ الدَّرس، فأنتَ لَستَ وَحدَك. لكنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك. فهو أفضَلُ مُعَلِّمٍ في الكَون.
١١ لِمَ يَهْوَه هوَ ‹المُعَلِّمُ العَظيم›؟
١١ يَهْوَه هو «مُعَلِّمُكَ العَظيم». (إش ٣٠:٢٠، ٢١) فهو مُعَلِّمٌ صَبورٌ ولَطيفٌ ومُتَفَهِّم؛ مُعَلِّمٌ لا يُرَكِّزُ على أخطاءِ تَلاميذِه، بل على نِقاطِ قُوَّتِهِم. (مز ١٣٠:٣) وهو لا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا. كما أنَّهُ أعطانا هَدِيَّةً رائِعَة: دِماغَنا الفَريد. (مز ١٣٩:١٤) لِذا، نرغَبُ بِطَبعِنا أن نتَعَلَّم. وخالِقُنا يُريدُ أن نتَمَتَّعَ بِالتَّعَلُّم، ونستَمِرَّ فيهِ إلى الأبَد. جَيِّدٌ إذًا أن تُعَوِّدَ نَفْسَكَ أن ‹تشتَهِيَ› الحَقائِقَ المَوجودَة في الكِتابِ المُقَدَّس. (١ بط ٢:٢) فضعْ أهدافًا واقِعِيَّة كي تقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ وتدرُسَهُ بِانتِظام. (يش ١:٨) ولا تنسَ أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك. وهكَذا، ستصيرُ تتَمَتَّعُ بِقِراءَةِ كَلِمَتِهِ والتَّعَلُّمِ أكثَرَ عنه.
١٢ لِمَ يجِبُ أن نُرَكِّزَ على يَسُوع في دَرسِنا الشَّخصِيّ؟
١٢ خصِّصْ وَقتًا لِتتَأمَّلَ بِانتِظامٍ في حَياةِ يَسُوع وخِدمَتِه. فكَي تستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه، ضَرورِيٌّ أن تتبَعَ خُطُواتِ يَسُوع بِدِقَّة. (١ بط ٢:٢١) وهذا سيُساعِدُكَ خُصوصًا حينَ تمُرُّ بِأوقاتٍ صَعبَة. فيَسُوع أخبَرَ بِصَراحَةٍ أنَّ تَلاميذَهُ سيُواجِهونَ تَحَدِّيات. (لو ١٤:٢٧، ٢٨) لكنَّهُ كانَ واثِقًا أنَّهُم سيَتَغَلَّبونَ علَيها، مِثلَما فعَلَ هو. (يو ١٦:٣٣) إذًا، ركِّزْ في دَرسِكَ الشَّخصِيِّ على حَياةِ يَسُوع، واسعَ لِتتَمَثَّلَ به.
١٣ ماذا يجِبُ أن تطلُبَ مِن يَهْوَه، ولِماذا؟
١٣ ولكنْ لا يكفي أن تأخُذَ المَعلومات. فيَجِبُ أن تسعى لِتتَعَلَّمَ أكثَرَ عن يَهْوَه، وتُنَمِّيَ صِفاتٍ مِثلَ مَحَبَّتِكَ لهُ وإيمانِكَ به. (١ كو ٨:١-٣) ففيما تستَمِرُّ في التَّعَلُّم، اطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُقَوِّيَ إيمانَك. (لو ١٧:٥) وثِقْ أنَّهُ سيَستَجيبُ صَلَواتِكَ هذِه. وحينَ تُنَمِّي إيمانَكَ على أساسِ مَعرِفَتِكَ الدَّقيقَة لِإلهِنا، ستتَقَدَّمُ إلى المَعمودِيَّة. — يع ٢:٢٦.
طبِّقْ دائِمًا ما تتَعَلَّمُه
١٤ كَيفَ أوضَحَ بُطْرُس كم مُهِمٌّ أن نُطَبِّقَ ما نتَعَلَّمُه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ أوضَحَ الرَّسولُ بُطْرُس كم مُهِمٌّ أن يُطَبِّقَ أتباعُ المَسِيح ما يتَعَلَّمونَه. كَيف؟ ذكَرَ قِصَّةَ نُوح. فيَهْوَه أخبَرَ نُوح أنَّهُ سيَجلُبُ طوفانًا لِيُزيلَ الأشرار. ولكنْ كَي ينجُوَ نُوح وعائِلَتُه، لم يكفِ أن يعرِفوا أنَّ الطُّوفانَ سيَأتي. فكانَ علَيهِم أن يعمَلوا بِانسِجامٍ مع ما عرَفوه: أن يبنوا الفُلك. (عب ١١:٧) ذكَرَ بُطْرُس: «في تِلكَ الفَترَة، كانَ الفُلكُ يُبْنى». (١ بط ٣:٢٠) ثُمَّ شبَّهَ عَمَلَ بِناءِ الفُلكِ بِالمَعمودِيَّة. قال: «ما حَدَثَ يَرمُزُ إلى المَعمودِيَّةِ الَّتي تُخَلِّصُكُمُ الآنَ أيضًا». (١ بط ٣:٢١) فعَمَلُ بِناءِ الفُلكِ الَّذي قامَ بهِ نُوح وعائِلَتُهُ يُشبِهُ الخُطُواتِ الَّتي تأخُذُها استِعدادًا لِلمَعمودِيَّة. وماذا تشمُلُ هذِهِ الخُطُوات؟
١٥ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا تُبنا بِصِدق؟
١٥ يجِبُ أن تتوبَ بِصِدقٍ عن خَطاياك، وهذا مِن أوَّلِ الخُطُواتِ الَّتي تأخُذُها. (أع ٢:٣٧، ٣٨) ولكنْ كَيفَ تُظهِرُ أنَّكَ تُبتَ بِصِدق؟ حينَ تقومُ بِتَغييراتٍ حَقيقِيَّة في حَياتِك. فيَجِبُ أن تتَوَقَّفَ عنِ المُمارَساتِ الَّتي لا تُرضي يَهْوَه مِثلِ العَهارَة، التَّدخين، والكَلامِ الفاسِد. (١ كو ٦:٩، ١٠؛ ٢ كو ٧:١؛ أف ٤:٢٩) فهل قُمتَ بِهذِهِ الخُطوَة؟ إسعَ لِتقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة. أُطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الشَّخصِ الَّذي يدرُسُ معك، ومِنَ الشُّيوخِ في الجَماعَة. وإذا كُنتَ تعيشُ في البَيتِ مع والِدَيك، فاطلُبْ مِنهُما أن يُساعِداكَ كَي تتَغَلَّبَ على العاداتِ السَّيِّئَة وتتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة.
١٦ ماذا يشمُلُ الرُّوتينُ الرُّوحِيُّ الجَيِّد؟
١٦ مُهِمٌّ أيضًا أن تتبَعَ روتينًا روحِيًّا جَيِّدًا. وهذا يشمُلُ أن تحضُرَ الاجتِماعاتِ المَسيحِيَّة بِانتِظامٍ وتُشارِكَ فيها. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وحينَ تصيرُ مُؤَهَّلًا لِتُبَشِّر، اشتَرِكْ بِانتِظامٍ في هذا العَمَلِ الَّذي يُنقِذُ الحَياة. فكُلَّما اشتَرَكتَ فيه، أحبَبتَهُ أكثَر. (٢ تي ٤:٥) وإذا كُنتَ تعيشُ في البَيتِ مع والِدَيك، فاسألْ نَفْسَك: ‹هل يظَلُّ والِدايَ يُخبِرانِني أن أذهَبَ إلى الاجتِماعاتِ والخِدمَة، أم أذهَبُ إلَيها طَوعًا؟›. مُهِمٌّ أن تُشارِكَ طَوعًا في النَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة. فهكَذا، ‹تُبَرهِنُ بِأعمالِكَ أنَّك مُتَعَبِّدٌ لِلّٰه›. (٢ بط ٣:١١؛ عب ١٣:١٥) ويَهْوَه يفرَحُ بِكُلِّ الهَدايا الَّتي تُقَدِّمُها لهُ طَوعًا. (قارن ٢ كورنثوس ٩:٧.) فهي تُظهِرُ أنَّكَ تُحِبُّ أن تُعطِيَهُ أفضَلَ ما عِندَك.
قوِّ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه
١٧-١٨ أيُّ صِفَةٍ تُساعِدُكَ أن تتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة، ولِماذا؟ (أمثال ٣:٣-٦)
١٧ فيما تتَقَدَّمُ إلى المَعمودِيَّة، ستُواجِهُ تَحَدِّياتٍ عَديدَة. فالنَّاسُ قد يضحَكونَ علَيكَ بِسَبَبِ مُعتَقَداتِك، أو حتَّى يُقاوِمونَكَ أو يضطَهِدونَك. (٢ تي ٣:١٢) وفيما تُحارِبُ عادَةً سَيِّئَة، قد تُعاني انتِكاساتٍ مِن وَقتٍ إلى آخَر. وفيما تسعى إلى هَدَفٍ مُعَيَّن، قد ينفَدُ صَبرُكَ وتَيأس. ولكنْ هُناك صِفَةٌ مُهِمَّة تُساعِدُكَ لِتُواجِهَ تَحَدِّياتٍ كهذِه: مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه.
١٨ الوَلاءُ لِيَهْوَه، أوِ المَحَبَّةُ الثَّابِتَة له، صِفَةٌ جَميلَة جِدًّا. (أم ٣:٣، الحاشية) إنَّها أفضَلُ صِفَةٍ تقدِرُ أن تُنَمِّيَها. (إقرإ الأمثال ٣:٣-٦.) فحينَ تكونُ مَحَبَّتُكَ لِلّٰهِ قَوِيَّة، تُساعِدُكَ أن تتَغَلَّبَ على مُختَلِفِ التَّحَدِّيات. ولِمَ تقدِرُ أن تُنَمِّيَ هذِهِ الصِّفَة؟ لِأنَّ اللّٰهَ عمِلَكَ على صورَتِه. (تك ١:٢٦) فيَهْوَه يُحِبُّ خُدَّامَه، ويَبقى وَلِيًّا لهُم. فهو لا يتَوَقَّفُ عن مَحَبَّتِهِم، ولا يتَخَلَّى عنهُم أبَدًا. (مز ١٠٠:٥) ولكنْ كَيفَ تُنَمِّي مَحَبَّةً كهذِه؟
١٩ كَيفَ تُنَمِّي تَقديرَكَ لِيَهْوَه؟ (غلاطية ٢:٢٠)
١٩ نمِّ أوَّلًا تَقديرَكَ لِيَهْوَه. (١ تس ٥:١٨) فكُلَّ يَوم، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لي؟›. ثُمَّ اشكُرْهُ في صَلاتِكَ على أشياءَ مُحَدَّدَة فعَلَها مِن أجْلِك. فمِثلَ الرَّسولِ بُولُس، لاحِظْ ماذا يفعَلُ يَهْوَه لكَ أنتَ لِأنَّهُ يُحِبُّك. (إقرأ غلاطية ٢:٢٠.) بَعدَ ذلِك، اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أُظهِرُ بِدَوري أنِّي أُحِبُّ يَهْوَه؟›. وهكَذا، ستُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لِلّٰه. وعِندَئِذٍ، ستقدِرُ أن تُقاوِمَ الإغراءاتِ وتتَغَلَّبَ على الصُّعوبات. كما ستُحافِظُ على روتينِكَ الرُّوحِيّ، وتُظهِرُ بِالتَّالي مَحَبَّتَكَ لِأبيكَ السَّماوِيِّ كُلَّ يَوم.
٢٠ كَيفَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه، وكم مُهِمٌّ هو هذا القَرار؟
٢٠ معَ الوَقت، ستدفَعُكَ مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه أن تُصَلِّيَ صَلاةً خُصوصِيَّة لِتنتَذِرَ له. وحينَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه، تنفَتِحُ أمامَكَ فُرصَةٌ رائِعَة: أن تستَمِرَّ في خِدمَتِهِ إلى الأبَد. وانتِذارُكَ لِيَهْوَه يدومُ طولَ العُمر. فلا داعِيَ أن تُكَرِّرَهُ لاحِقًا، ولا يبطُلُ مَفعولُهُ مَهما واجَهتَ مِن صُعوبات. صَحيحٌ أنَّهُ قَرارٌ كَبير، لكنَّهُ أفضَلُ قَرارٍ تأخُذُهُ في حَياتِك. (مز ٥٠:١٤) طَبعًا، سيُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يُضعِفَ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه كَي لا تبقى أمينًا. ولكنْ لا تدَعْهُ ينجَح. (أي ٢٧:٥) بل قوِّ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَه. وهكَذا، تعيشُ حَسَبَ انتِذارِك، وتقتَرِبُ أكثَرَ إلى أبيكَ السَّماوِيّ.
٢١ لِماذا المَعمودِيَّةُ لَيسَتِ النِّهايَةَ بلِ البِدايَة؟
٢١ إذًا، قوِّ مَحَبَّتَكَ لِأبيكَ السَّماوِيّ. ضعْ أهدافًا تُساعِدُكَ على ذلِك. وهكَذا، تتَقَدَّمُ إلى المَعمودِيَّة. وبَعدَما تنذُرُ نَفْسَك لِيَهْوَه، أخبِرِ الشُّيوخَ في جَماعَتِكَ أنَّكَ تُريدُ أن تعتَمِد. طَبعًا، سيَكونُ يَومُ مَعمودِيَّتِكَ يَومًا مُمَيَّزًا لن تنساهُ أبَدًا. فالمَعمودِيَّةُ هي خُطوَةٌ مُهِمَّة جِدًّا. ولكنْ تذَكَّرْ أنَّها لَيسَتِ النِّهايَة، بل بِدايَةُ حَياةٍ لا تنتَهي في خِدمَةِ يَهْوَه. فستظَلُّ تزيدُ مَحَبَّتَكَ لهُ ولِابْنِهِ إلى الأبَد.
التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يرجوك: «يا ابْني، كُنْ حَكيمًا»
a في المَقالَةِ السَّابِقَة، رأيْنا ماذا يدفَعُ التِّلميذَ أن يعتَمِد. ولكنْ أيُّ خُطُواتٍ تُساعِدُهُ أن يتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة؟ لِنرَ ماذا ساعَدَ المَسؤولَ الحَبَشِيّ، وكَيفَ يتَمَثَّلُ التِّلميذُ به.
b وصف الصورة: أخت شابة تشكر يهوه في الصلاة على بركاته.