الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٤

‏«هكذا سيعرف الجميع أنكم تلاميذي»‏

‏«هكذا سيعرف الجميع أنكم تلاميذي»‏

‏«هكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّكُم تَلاميذي:‏ إذا كُنتُم تُحِبُّونَ بَعضُكُم بَعضًا».‏ —‏ يو ١٣:‏٣٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٠٦ تَنمِيَةُ المَحَبَّة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

كيف يتأثر كثيرون حين يرون المحبة بين شعب يهوه؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١.‏)‏

١ كَيفَ يشعُرُ كَثيرونَ بَعدَما يحضُرونَ أحَدَ اجتِماعاتِنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

 تخَيَّلْ كَيفَ يشعُرُ زَوجانِ مُهتَمَّان،‏ بَعدَما يحضُرانِ أوَّلَ اجتِماعٍ في قاعَةِ المَلَكوت.‏ فهُما يتَأثَّرانِ كَثيرًا بِتَرحابِ الإخوَةِ والمَحَبَّةِ الظَّاهِرَة بَينَهُم.‏ لِذا،‏ تقولُ الزَّوجَةُ لِزَوجِها في طَريقِ العَودَة:‏ ‹هُناك شَيءٌ مُمَيَّزٌ في شُهودِ يَهْوَه›.‏

٢ لِمَ يتَوَقَّفُ البَعضُ عن خِدمَةِ يَهْوَه؟‏

٢ المَحَبَّةُ المَوجودَة بَينَنا كشُهودٍ لِيَهْوَه هي فِعلًا مُمَيَّزَة.‏ لكنَّنا لَسنا كامِلين.‏ (‏١ يو ١:‏٨‏)‏ وكُلَّما تعَرَّفنا على الإخوَة،‏ لاحَظنا أكثَرَ ضَعَفاتِهِم.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ يسمَحُ البَعضُ لِضَعَفاتٍ كهذِه أن توقِفَهُم عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏

٣ ماذا يُمَيِّزُ أتباعَ يَسُوع الحَقيقِيِّين؟‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏

٣ لاحِظْ ماذا قالَ يَسُوع في آيَتِنا الرَّئيسِيَّة.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏)‏ فماذا يُمَيِّزُ أتباعَهُ الحَقيقِيِّين؟‏ المَحَبَّة،‏ لا الكَمال.‏ لاحِظْ أيضًا أنَّ يَسُوع لم يقُل:‏ «هكَذا ستَعرِفونَ أنتُم أنَّكُم تَلاميذي»،‏ بل قال:‏ ‏«هكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّكُم تَلاميذي».‏ فالمَحَبَّةُ الَّتي بَينَنا ستكونُ ظاهِرَةً حتَّى لِلنَّاسِ خارِجَ الجَماعَة.‏

٤ ماذا قد يسألُ البَعض؟‏

٤ قد يسألُ بَعضُ النَّاس:‏ ‹أيُّ نَوعٍ مِنَ المَحَبَّةِ يُمَيِّزُ أتباعَ يَسُوع الحَقيقِيِّين؟‏ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع هذِهِ المَحَبَّةَ لِرُسُلِه؟‏ وكَيفَ نتَمَثَّلُ بهِ اليَوم؟‏›.‏ نَحنُ أيضًا يجِبُ أن نُفَكِّرَ في هذِهِ الأسئِلَة.‏ فهي ستُساعِدُنا أن نُظهِرَ المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا رَغمَ ضَعَفاتِهِم.‏ —‏ أف ٥:‏٢‏.‏

أيُّ نَوعٍ مِنَ المَحَبَّةِ يُمَيِّزُنا؟‏

٥ ماذا تعني كَلِماتُ يَسُوع في يُوحَنَّا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏؟‏

٥ أوضَحَ يَسُوع أنَّ نَوعًا خُصوصِيًّا مِنَ المَحَبَّةِ سيُمَيِّزُ أتباعَه.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏)‏ فهو أوصاهُم:‏ «أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم».‏ إذًا،‏ يجِبُ أن يُظهِرَ أتباعُهُ نَوعَ المَحَبَّةِ الَّتي أظهَرَها هو.‏ فيَجِبُ أن يُضَحُّوا مِن أجْلِ إخوَتِهِم،‏ وحتَّى أن يكونوا مُستَعِدِّينَ لِيَموتوا مِن أجْلِهِم.‏ b

٦ كَيفَ تُشَدِّدُ كَلِمَةُ اللّٰهِ على أهَمِّيَّةِ المَحَبَّة؟‏

٦ تُشَدِّدُ كَلِمَةُ اللّٰهِ على أهَمِّيَّةِ المَحَبَّة.‏ لاحِظِ الآياتِ التَّالِيَة:‏ «اللّٰهُ مَحَبَّة».‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ «أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك».‏ (‏مت ٢٢:‏٣٩‏)‏ «المَحَبَّةُ تَغفِرُ خَطايا كَثيرَة».‏ (‏١ بط ٤:‏٨‏)‏ «المَحَبَّةُ لا تفنى أبَدًا».‏ (‏١ كو ١٣:‏٨‏)‏ هذِهِ الآياتُ هي مِنَ الآياتِ المُفَضَّلَة لَدى كَثيرينَ مِنَّا.‏ وهي توضِحُ لنا كم مُهِمٌّ أن نُنَمِّيَ المَحَبَّة،‏ وأن نُظهِرَ هذِهِ الصِّفَةَ الرَّائِعَة.‏

٧ لِمَ لا يقدِرُ الشَّيْطَان أن يُعَلِّمَ النَّاسَ المَحَبَّة؟‏

٧ يحتارُ أشخاصٌ كَثيرونَ ويَتَساءلون:‏ ‹كَيفَ نعرِفُ أيُّ دينٍ هوَ الصَّحيح؟‏ فكُلُّ الأديانِ تقولُ إنَّها تُعَلِّمُ الحَقّ،‏ وكُلُّ واحِدٍ مِنها يُعَلِّمُ شَيئًا مُختَلِفًا عنِ اللّٰه›.‏ فقدْ نجَحَ الشَّيْطَان أن يُؤَسِّسَ العَديدَ مِنَ الأديانِ المُزَيَّفَة.‏ لكنَّهُ لا يقدِرُ أبَدًا أن يُؤَسِّسَ جَماعَةً مَسيحِيَّة يُحِبُّ أفرادُها حَولَ العالَمِ بَعضُهُم بَعضًا.‏ فيَهْوَه وَحدَهُ يقدِرُ أن يفعَلَ ذلِك.‏ لِذا،‏ لا توجَدُ مَحَبَّةٌ حَقيقِيَّة إلَّا بَينَ خُدَّامِه،‏ لِأنَّهُ يُبارِكُهُم ويُعطيهِم مِن روحِه.‏ (‏١ يو ٤:‏٧‏)‏ لا عَجَبَ إذًا أنَّ يَسُوع قالَ إنَّ هذِهِ المَحَبَّةَ ستُمَيِّزُ أتباعَهُ الحَقيقِيِّين.‏

٨-‏٩ كَيفَ يتَأثَّرُ كَثيرونَ بِالمَحَبَّةِ المَوجودَة بَينَنا؟‏

٨ مِثلَما أنبَأَ يَسُوع،‏ يُمَيِّزُ كَثيرونَ أنَّنا أتباعُهُ الحَقيقِيُّونَ مِنَ المَحَبَّةِ المَوجودَة بَينَنا.‏ مَثَلًا،‏ يتَذَكَّرُ أخٌ اسْمُهُ إيَان أوَّلَ اجتِماعٍ سَنَوِيٍّ حضَرَهُ في مَلعَبٍ قُربَ بَيتِه.‏ فقدْ قارَنَهُ بِمُباراةٍ رِياضِيَّة حضَرَها في نَفْسِ المَلعَبِ قَبلَ شُهور،‏ وقال:‏ «الشُّهودُ كانوا لُطَفاءَ ولِباسُهُم مُرَتَّبًا وأولادُهُم مُهَذَّبين .‏ .‏ .‏ لكنَّ الأهَمَّ في نَظَري هو أنَّ الشُّعورَ بِالفَرَحِ والسَّلامِ كانَ بادِيًا على وُجوهِهِم،‏ وهذا ما كُنتُ أتوقُ إلَيهِ دائِمًا.‏ ومع أنَّني لا أذكُرُ أيًّا مِنَ الخِطاباتِ الَّتي أُلقِيَت في ذلِكَ اليَوم،‏ ترَكَ سُلوكُ الشُّهودِ أثَرًا لا يُمحى في نَفْسي».‏ c فنَحنُ نُعامِلُ إخوَتَنا بِلُطفٍ واحتِرام،‏ لِأنَّنا نُحِبُّهُم مَحَبَّةً حَقيقِيَّة.‏

٩ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ بدَأَ أخٌ اسْمُهُ جُون يحضُرُ الاجتِماعات،‏ قالَ عنِ الإخوَة:‏ «لمَستُ لَمسَ اليَدِ مَوَدَّتَهُم .‏ .‏ .‏ حتَّى [شعَرتُ] أنَّني أقِفُ بَينَ قِدِّيسين!‏ كما أنَّ مَحَبَّتَهُمُ الصَّادِقَة لم تترُكْ عِندي أدنى شَكٍّ أنِّي وجَدتُ الدِّينَ الحَقّ».‏ d إختِباراتٌ كهذِه تحصُلُ تَكرارًا،‏ وهي تُؤَكِّدُ أنَّ شَعبَ يَهْوَه همُ المَسيحِيُّونَ الحَقيقِيُّون.‏

١٠ في أيِّ أوقاتٍ مُهِمٌّ أن نُظهِرَ المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

١٠ كما رأيْنا في بِدايَةِ المَقالَة،‏ لا أحَدَ مِنَّا كامِل.‏ لِذا،‏ قد يُزعِجُنا إخوَتُنا بِكَلامِهِم أو تَصَرُّفاتِهِم.‏ e (‏يع ٣:‏٢‏)‏ ولكنْ في أوقاتٍ كهذِه،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نُظهِرَ المَحَبَّةَ لهُم.‏ كَيف؟‏ بِالتَّحَكُّمِ في رَدَّةِ فِعلِنا.‏ فلْنرَ كَيفَ ترَكَ لنا يَسُوع مِثالًا رائِعًا في هذا المَجال.‏ —‏ يو ١٣:‏١٥‏.‏

كَيفَ أظهَرَ يَسُوع هذِهِ المَحَبَّةَ لِرُسُلِه؟‏

عامَل يسوع رسله بمحبة رغم ضعفاتهم (‏أُنظر الفقرات ١١-‏١٣.‏)‏

١١ أيُّ ضُعفٍ كانَ عِندَ يَعْقُوب ويُوحَنَّا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١١ لم يتَوَقَّعْ يَسُوع أن يكونَ رُسُلُهُ كامِلين.‏ بل عرَفَ أنَّ لَدَيهِم ضَعَفات،‏ وساعَدَهُم بِمَحَبَّةٍ كَي يتَغَلَّبوا علَيها ويُرضوا يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ أرادَ يَعْقُوب ويُوحَنَّا أن يُعطِيَهُما يَسُوع مَركَزَينِ مُهِمَّينِ في مَملَكَتِه،‏ وطلَبا مِنهُ ذلِك مِن خِلالِ أُمِّهِما.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فقدْ أرادا أن يكونا أعظَمَ مِنَ الباقين،‏ وهذا دَليلٌ على التَّكَبُّر.‏ —‏ أم ١٦:‏١٨‏.‏

١٢ أيُّ ضُعفٍ كانَ عِندَ الرُّسُلِ الباقين؟‏

١٢ لكِنَّ الرُّسُلَ الباقينَ أيضًا كانَ عِندَهُم ضُعف.‏ لاحِظْ كَيفَ كانَت رَدَّةُ فِعلِهِم.‏ تقولُ مَتَّى ٢٠:‏٢٤‏:‏ «لمَّا سَمِعَ العَشَرَة الآخَرونَ بِذلِك،‏ غَضِبوا جِدًّا مِنَ الأخَوَيْن».‏ تخَيَّلْ كَيفَ عصَّبوا على يَعْقُوب ويُوحَنَّا.‏ فرُبَّما قالوا لهُما:‏ ‹مَن تظُنَّانِ نَفْسَكُما؟‏!‏ لِمَ تطلُبانِ مَركَزًا أعلى مِنَّا؟‏ نَحنُ أيضًا خدَمنا بِاجتِهادٍ مع يَسُوع.‏ لَستُما أبَدًا أحسَنَ أو أشطَرَ مِنَّا!‏›.‏ المُهِمّ،‏ لم يتَعامَلِ الرُّسُلُ في هذِهِ المُناسَبَةِ بِمَحَبَّةٍ ولُطف.‏

١٣ كَيفَ عامَلَ يَسُوع رُسُلَهُ رَغمَ ضَعَفاتِهِم؟‏ (‏متى ٢٠:‏٢٥-‏٢٨‏)‏

١٣ ماذا فعَلَ يَسُوع عِندَما حصَلَ ذلِك؟‏ لم ينفَعِلْ ويُقَرِّرْ أن يبحَثَ عن رُسُلٍ أفضَل،‏ رُسُلٍ مُتَواضِعينَ يتَعامَلونَ دائِمًا بِمَحَبَّة.‏ بل صبَرَ على رُسُلِه،‏ وصحَّحَ تَفكيرَهُم بِلُطف.‏ فقدْ عرَفَ أنَّهُم يُريدونَ أن يفعَلوا الصَّواب.‏ ‏(‏إقرأ متى ٢٠:‏٢٥-‏٢٨‏.‏)‏ لِذا،‏ استَمَرَّ يُعامِلُهُم بِمَحَبَّة،‏ مع أنَّها لَيسَت أوَّلَ أو آخِرَ مَرَّةٍ يتَجادَلونَ فيها بِخُصوصِ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم.‏ —‏ مر ٩:‏٣٤؛‏ لو ٢٢:‏٢٤‏.‏

١٤ كَيفَ كانَ المُجتَمَعُ الَّذي ترَبَّى فيهِ الرُّسُل؟‏

١٤ ولا شَكَّ أنَّ يَسُوع أخَذَ في الاعتِبارِ خَلفِيَّةَ الرُّسُل.‏ (‏يو ٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ففي مُجتَمَعِهِم،‏ كانَ القادَةُ الدِّينِيُّونَ يُشَدِّدونَ على أهَمِّيَّةِ المَراكِز.‏ (‏مت ٢٣:‏٦‏؛‏ قارن فيديو المَقاعِد الأمامِيَّة في المَجمَع على jw.‎org تَحت:‏ المَكتَبَة >‏ الفيديوات >‏ الكِتابِ المُقَدَّس >‏ الأشخاص،‏ الأماكِن،‏ والأشياء.‏)‏ وهؤُلاءِ القادَةُ الدِّينِيُّونَ اعتَبَروا أنَّهُم أفضَلُ مِن غَيرِهِم.‏ f (‏لو ١٨:‏٩-‏١٢‏)‏ لِذا،‏ تفَهَّمَ يَسُوع رُسُلَه.‏ فقدْ عرَفَ كَيفَ أثَّرَ المُجتَمَعُ على نَظرَتِهِم إلى أنفُسِهِم وإلى الآخَرين.‏ (‏أم ١٩:‏١١‏)‏ وبِالتَّالي،‏ لم يتَوَقَّعْ مِنهُم أن يكونوا كامِلين،‏ ولم ينفَعِلْ حينَ رأى ضَعَفاتِهِم.‏ كما عرَفَ أنَّ قَلبَهُم طَيِّب.‏ لِذا،‏ علَّمَهُم بِصَبرٍ أن يكونوا مُتَواضِعينَ ويُظهِروا المَحَبَّةَ لِإخوَتِهِم،‏ بَدَلَ أن يسعَوا لِيَكونوا أعظَمَ مِنهُم.‏

كَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟‏

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن تِلكَ القِصَّة؟‏

١٥ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِن تِلكَ القِصَّة.‏ فيَعْقُوب ويُوحَنَّا أخطَآ حينَ طلَبا مَركَزَينِ مُهِمَّينِ في المَملَكَة.‏ لكنَّ الرُّسُلَ الباقينَ أيضًا أخطَأوا لِأنَّهُم لم يتَحَكَّموا في رَدَّةِ فِعلِهِم،‏ بل سمَحوا لِما حصَلَ بِأن يُضعِفَ وَحدَتَهُم.‏ بِالمُقابِل،‏ عامَلَ يَسُوع رُسُلَهُ الـ‍ ١٢ كُلَّهُم بِلُطفٍ ومَحَبَّة.‏ فماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟‏ حتَّى حينَ يكونُ معنا حَقّ،‏ يجِبُ أن نتَحَكَّمَ في رَدَّةِ فِعلِنا.‏  وماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟‏ حينَ ننزَعِجُ مِن أحَدِ الإخوَة،‏ لِنسألْ نَفْسَنا:‏ ‹لِمَ انزَعَجتُ مِنهُ إلى هذا الحَدّ؟‏ هل يدُلُّ ذلِك أنَّ لَدَيَّ ضُعفًا يجِبُ أن أتَغَلَّبَ علَيه؟‏ هل يمُرُّ هذا الأخُ بِظَرفٍ صَعب؟‏ وحتَّى لَو معي حَقّ،‏ فهل أقدِرُ أن أُظهِرَ لهُ المَحَبَّةَ وأنسى ما حصَل؟‏›.‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا حينَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا،‏ نُبَرهِنُ أنَّنا أتباعُ يَسُوع الحَقيقِيُّون.‏

١٦ ماذا نتَعَلَّمُ أيضًا مِن يَسُوع؟‏

١٦ نتَعَلَّمُ دَرسًا آخَرَ مِن يَسُوع:‏ أن نتَفَهَّمَ إخوَتَنا.‏ (‏أم ٢٠:‏٥‏)‏ طَبعًا،‏ نحنُ لا نقدِرُ أن نقرَأَ القُلوبَ مِثلَه.‏ لكنَّنا نقدِرُ أن نجِدَ أعذارًا لِإخوَتِنا ونتَحَمَّلَ ضَعَفاتِهِم.‏ (‏أف ٤:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بط ٣:‏٨‏)‏ وحينَ نُفَكِّرُ في ظُروفِهِم،‏ يسهُلُ علَينا أن نُظهِرَ لهُمُ المَحَبَّة.‏ لاحِظْ كَيفَ استَفادَ ناظِرُ دائِرَةٍ حينَ فعَلَ ذلِك.‏

١٧ كَيفَ استَفادَ ناظِرُ دائِرَةٍ حينَ تعَرَّفَ على أخٍ أكثَر؟‏

١٧ يخدُمُ ناظِرُ الدَّائِرَةِ هذا في شَرقِ إفْرِيقْيَا،‏ وهو يتَذَكَّرُ كَيفَ غيَّرَ رَأيَهُ في أخٍ كانَ يعتَبِرُهُ فَظًّا.‏ يُخبِر:‏ «بَدَلَ أن أتَجَنَّبَ هذا الأخ،‏ حاوَلتُ أن أتَعَرَّفَ علَيهِ أكثَر».‏ وهكَذا،‏ عرَفَ ناظِرُ الدَّائِرَةِ كَيفَ كانَت خَلفِيَّةُ هذا الأخ،‏ وكَيفَ أثَّرَت على شَخصِيَّتِه.‏ يُتابِع:‏ «حينَ عرَفتُ كم يجتَهِدُ لِيَتَغَيَّر،‏ وإلى أيِّ حَدٍّ نجَحَ في ذلِك،‏ قدَّرتُهُ كَثيرًا.‏ فأصبَحنا سَمنًا على عَسَل».‏ فِعلًا،‏ حينَ نتَفَهَّمُ إخوَتَنا،‏ يسهُلُ علَينا أن نُظهِرَ لهُمُ المَحَبَّة.‏

١٨ أيُّ أسئِلَةٍ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ فيها؟‏ (‏أمثال ٢٦:‏٢٠‏)‏

١٨ حينَ يُخطِئُ إلَينا أحَدُ الإخوَة،‏ قد نرغَبُ أن نتَحَدَّثَ معهُ بِخُصوصِ ما حصَل.‏ ولكنْ جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ أوَّلًا في أسئِلَةٍ كالتَّالِيَة:‏ ‹هل أعرِفُ كُلَّ الوَقائِع؟‏›.‏ (‏أم ١٨:‏١٣‏)‏ ‹هل قصَدَ هذا الأخُ أن يُؤذِيَني؟‏›.‏ (‏جا ٧:‏٢٠‏)‏ ‹هل قُمتُ أنا بِخَطَإٍ مُشابِهٍ مِن قَبل؟‏›.‏ (‏جا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ ‹إذا تحَدَّثتُ معه،‏ فهل سأحُلُّ المُشكِلَة،‏ أم سأصُبُّ الزَّيتَ على النَّار؟‏›.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٢٦:‏٢٠‏.‏)‏ حينَ نتَأمَّلُ في أسئِلَةٍ كهذِه،‏ رُبَّما نُقَرِّرُ بِبَساطَةٍ أن ننسى ما حصَل.‏ وهكَذا،‏ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِذلِكَ الأخ.‏

١٩ علامَ أنتَ مُصَمِّم؟‏

١٩ كفَريق،‏ يُظهِرُ شُهودُ يَهْوَه المَحَبَّةَ الحَقيقِيَّة بَعضُهُم لِبَعض.‏ وهكَذا،‏ يُبَرهِنونَ أنَّهُم فِعلًا تَلاميذُ يَسُوع.‏ ولكنْ ماذا عنَّا إفرادِيًّا؟‏ هل يجتَهِدُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لِيُظهِرَ المَحَبَّةَ لِإخوَتِهِ رَغمَ ضَعَفاتِهِم؟‏ حينَ نفعَلُ ذلِك،‏ نُبَرهِنُ أنَّنا نتبَعُ الدِّينَ الحَقيقِيّ.‏ وهكَذا،‏ نجذِبُ النَّاسَ إلى عِبادَةِ يَهْوَه،‏ إلهِ المَحَبَّة.‏ فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُظهِرَ دائِمًا المَحَبَّةَ الَّتي تُمَيِّزُ المَسيحِيِّينَ الحَقيقِيِّين.‏

التَّرنيمَة ١٧ «أُريد»‏

a نَحنُ نُظهِرُ مَحَبَّةً حَقيقِيَّة بَعضُنا لِبَعض،‏ وهذا يجذِبُ كَثيرينَ إلى الحَقّ.‏ ولكنْ بِسَبَبِ نَقصِنا،‏ نستَصعِبُ أحيانًا أن نُعامِلَ إخوَتَنا بِمَحَبَّة.‏ فلْنرَ إذًا لِمَ مُهِمٌّ أن نُنَمِّيَ المَحَبَّة،‏ وكَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَسُوع ونُعامِلُ إخوَتَنا بِمَحَبَّةٍ رَغمَ ضَعَفاتِهِم.‏

c أُنظُرْ مَقالَة «‏أخيرًا باتَ لِحَياتي قَصد‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ تِشْرِين الثَّاني (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٢،‏ الصَّفحَتَين ١٣-‏١٤.‏

d أُنظُرْ مَقالَة «‏بدَت حَياتي مُمتِعَة‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠١٢،‏ الصَّفحَتَين ١٨-‏١٩.‏

e لا تتَحَدَّثُ هذِهِ المَقالَةُ عنِ الخَطايا الخَطيرَة الَّتي يجِبُ أن يُعالِجَها الشُّيوخ،‏ مِثلِ الخَطايا المَذكورَة في ١ كُورِنْثُوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

f يُذكَرُ أنَّ أحَدَ الحاخاماتِ قالَ بَعدَ سِنين:‏ «في العالَم،‏ يوجَدُ على الأقَلِّ ثَلاثونَ رَجُلًا صالِحًا مِثلَ إبْرَاهِيم.‏ فإذا كانَ هُناك ثَلاثون،‏ فأنا وابْني اثنانِ مِنهُم.‏ وإذا كانَ هُناك عَشَرَة،‏ فأنا وابْني اثنانِ مِنهُم.‏ وإذا كانَ هُناك خَمسَة،‏ فأنا وابْني اثنانِ مِنهُم.‏ وإذا كانَ هُناكَ اثنان،‏ فهُما أنا وابْني.‏ وإذا كانَ هُناك واحِدٌ فَقَط،‏ فهو أنا».‏