الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٢

التَّرنيمَة ٧٧ النُّورُ يُشرِقُ في عالَمٍ مُظلِم

ابتعِد عن الظلمة،‏ ابقَ في النور

ابتعِد عن الظلمة،‏ ابقَ في النور

‏«كُنتُم في ما مضى ظُلمَة،‏ ولكنَّكُمُ الآنَ نور».‏ —‏ أف ٥:‏٨‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِنَ الصُّورَةِ الكَلامِيَّة عنِ الظُّلمَةِ والنُّورِ في أفَسُس الفَصل ٥‏.‏

١-‏٢ (‏أ)‏ في أيِّ ظُروفٍ كتَبَ بُولُس رِسالَتَهُ إلى جَماعَةِ أفَسُس؟‏ (‏ب)‏ أيُّ سُؤالَينِ سنُناقِشُهُما؟‏

 حينَ كانَ الرَّسولُ بُولُس تَحتَ الإقامَةِ الجَبرِيَّة في رُومَا،‏ أرادَ أن يُشَجِّعَ إخوَتَهُ المُؤمِنين.‏ لكنَّهُ لم يكُنْ قادِرًا أن يزورَهُم شَخصِيًّا،‏ لِذا كتَبَ إلَيهِم رَسائِل.‏ وإحدى هذِهِ الرَّسائِلِ كتَبَها نَحوَ سَنَةِ ٦٠ أو ٦١ ب م إلى أهلِ أفَسُس.‏ —‏ أف ١:‏١؛‏ ٤:‏١‏.‏

٢ قَبلَ حَوَالَي عَشرِ سَنَوات،‏ أمضى بُولُس وَقتًا طَويلًا في أفَسُس يُبَشِّرُ ويُعَلِّمُ عنِ الأخبارِ الحُلوَة.‏ (‏أع ١٩:‏١،‏ ٨-‏١٠؛‏ ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وقدْ أحَبَّ إخوَتَهُ كَثيرًا وأرادَ أن يُساعِدَهُم لِيَبقَوا أُمَناءَ لِيَهْوَه.‏ ولكنْ لِماذا كتَبَ إلى مَسيحِيِّينَ مُختارينَ عنِ الظُّلمَةِ والنُّور؟‏ وماذا يتَعَلَّمُ كُلُّ المَسيحِيِّينَ مِن نَصائِحِه؟‏ لِنرَ الجَوابَ عن هذَينِ السُّؤالَين.‏

مِنَ الظُّلمَةِ إلى النُّور

٣ ما هيَ الصُّورَةُ الكَلامِيَّة الَّتي استَعمَلَها بُولُس في رِسالَتِهِ إلى أهلِ أفَسُس؟‏

٣ كتَبَ بُولُس إلى المَسيحِيِّينَ في أفَسُس:‏ «كُنتُم في ما مضى ظُلمَة،‏ ولكنَّكُمُ الآنَ نور».‏ (‏أف ٥:‏٨‏)‏ إستَعمَلَ بُولُس هُنا صورَةً كَلامِيَّة عنِ الظُّلمَةِ والنُّورِ لِيُشيرَ إلى شَيئَينِ مُتَناقِضَينِ أو مُختَلِفَينِ كُلِّيًّا.‏ لِنُناقِشْ لِماذا قالَ إنَّ أهلَ أفَسُس كانوا «في ما مضى ظُلمَة».‏

٤ بِأيِّ مَعنًى كانَ أهلُ أفَسُس في ظُلمَةٍ دينِيَّة؟‏

٤ ظُلمَةٌ دينِيَّة.‏ قَبلَ أن يتَعَلَّمَ أهلُ أفَسُس الحَقَّ ويَصيروا مَسيحِيِّين،‏ كانوا عَبيدًا لِلخُرافاتِ والأفكارِ الدِّينِيَّة الخاطِئَة.‏ ففي مَدينَةِ أفَسُس،‏ كانَ هُناك مَعبَدٌ شَهيرٌ لِلإلاهَةِ أرْطَامِيس.‏ وهذا المَعبَدُ اعتَبَرَهُ القُدَماءُ مِن عَجائِبِ الدُّنيا السَّبع.‏ والنَّاسُ الَّذينَ قدَّموا العِبادَةَ هُناك كانوا غارِقينَ في عِبادَةِ الأصنام.‏ كما أنَّ صُنعَ المَعابِدِ الصَّغيرَة لِأرْطَامِيس وبَيعَها كانا مِهنَةً مُربِحَة.‏ (‏أع ١٩:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ بِالإضافَةِ إلى ذلِك،‏ اشتَهَرَتِ المَدينَةُ بِالفُنونِ السِّحرِيَّة.‏ —‏ أع ١٩:‏١٩‏.‏

٥ بِأيِّ مَعنًى كانَ أهلُ أفَسُس في ظُلمَةٍ أدَبِيَّة؟‏

٥ ظُلمَةٌ أدَبِيَّة.‏ إشتَهَرَت أفَسُس أيضًا بِالعَهارَةِ الفاضِحَة والفُجور.‏ وكانَ الكَلامُ البَذيءُ شائِعًا في مَسارِحِ المَدينَةِ وحتَّى في الاحتِفالاتِ الدِّينِيَّة.‏ (‏أف ٥:‏٣‏)‏ وكَثيرونَ مِنَ النَّاسِ هُناك «فقَدوا كُلَّ حِسٍّ أدَبِيّ».‏ وهذِهِ العِبارَةُ تعني حَرفِيًّا أنَّهُم «لم يعودوا يشعُرونَ بِالألَم».‏ (‏أف ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ فقَبلَ أن يتَعَلَّمَ أهلُ أفَسُس ما هو حَقًّا صَوابٌ وخَطَأ،‏ لم يشعُروا بِوَجَعِ الضَّميرِ ولا فكَّروا أنَّهُم مَسؤولونَ أمامَ يَهْوَه.‏ لِذا استَطاعَ بُولُس أن يقولَ إنَّهُم «في ظَلامٍ عَقلِيّ،‏ ومُبعَدونَ عن حَياةِ اللّٰه».‏

٦ لِماذا قالَ بُولُس إنَّ أهلَ أفَسُس هُمُ «الآنَ نور»؟‏

٦ لكنَّ البَعضَ مِن أهلِ أفَسُس لم يبقَوا في الظُّلمَة.‏ كتَبَ بُولُس أنَّهُمُ «الآنَ نورٌ في الرَّبّ».‏ (‏أف ٥:‏٨‏)‏ فهُم قبِلوا نورَ الحَقِّ المُؤَسَّسِ على الأسفارِ المُقَدَّسَة.‏ (‏مز ١١٩:‏١٠٥‏)‏ وتخَلَّوا عن مُمارَساتِهِمِ الدِّينِيَّة الخاطِئَة وسُلوكِهِمِ الفاسِد،‏ وصاروا «مُقتَدينَ بِاللّٰه».‏ وكانوا يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَعبُدوا يَهْوَه ويُرضوه.‏ —‏ أف ٥:‏١‏.‏

٧ كَيفَ يُشبِهُ وَضعُنا وَضعَ كَثيرينَ مِنَ المَسيحِيِّينَ في أفَسُس؟‏

٧ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ قَبلَ أن تعَلَّمنا الحَقّ،‏ كُنَّا في ظُلمَةٍ دينيَّة وأدَبِيَّة.‏ فالبَعضُ مِنَّا كانوا يحتَفِلونَ بِأعيادٍ دينِيَّة خاطِئَة،‏ وآخَرونَ عاشوا حَياةً فاسِدَة.‏ ولكنْ عِندَما تعَلَّمنا عن مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ،‏ قُمنا بِالكَثيرِ مِنَ التَّغييرات.‏ فبدَأنا نُغَيِّرُ حَياتَنا لِتنسَجِمَ مع مَطالِبِ اللّٰهِ الصَّائِبَة.‏ وهذا جلَبَ لنا فَوائِدَ كَثيرَة.‏ (‏إش ٤٨:‏١٧‏)‏ لكنَّنا الآنَ نُواجِهُ تَحَدِّياتٍ مُستَمِرَّة.‏ فيَلزَمُ أن نبقى بَعيدينَ عنِ الظُّلمَةِ الَّتي ترَكناها وَراءَنا ونستَمِرَّ في ‹السَّيرِ كَأولاِد نور›.‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏

Image digitally reproduced with the permission of the Papyrology Collection‎,‎ Graduate Library‎,‎ University of Michigan‎,‎ P‎.‎Mich‎.‎inv‎.‎ 6238‎.‎ Licensed under CC by 3‎.‎0‎

كتب بولس إلى أهل أفسس نصائح فيها محبة نقدر أن نطبِّقها نحن أيضًا (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏ b


إبتَعِدْ عنِ الظُّلمَة

٨ حَسَبَ أفَسُس ٥:‏٣-‏٥‏،‏ أيُّ أُمورٍ لزِمَ أن يتَجَنَّبَها أهلُ أفَسُس؟‏

٨ إقرأ أفسس ٥:‏٣-‏٥‏.‏ كَي يبقى المَسيحِيُّونَ في أفَسُس بَعيدينَ عنِ الظُّلمَةِ الأدَبِيَّة،‏ كانَ علَيهِم أن يستَمِرُّوا في رَفضِ المُمارَساتِ الَّتي تُغضِبُ يَهْوَه.‏ وهذا شمَلَ السُّلوكَ الفاسِدَ جِنسِيًّا وكَذلِكَ الكَلامَ البَذيء.‏ وقدْ ذكَّرَ بُولُس أهلَ أفَسُس بِأن علَيهِم أن يتَجَنَّبوا أُمورًا كهذِه كَي يكونَ لهُم «ميراثٌ في مَلَكوتِ المَسِيحِ واللّٰه».‏

٩ لِماذا يلزَمُ أن نرفُضَ أيَّ شَيءٍ لهُ عَلاقَةٌ بِالعَهارَة؟‏

٩ نَحنُ أيضًا يلزَمُ أن نُجاهِدَ دائِمًا لِئَلَّا ننجَرَّ وَراءَ «أعمالِ الظُّلمَةِ غَيرِ المُثمِرَة».‏ (‏أف ٥:‏١١‏)‏ فعلى مَرِّ الوَقت،‏ أثبَتَتِ الاختِباراتُ أنَّهُ كُلَّما نظَرَ الشَّخص،‏ سمِعَ،‏ أو تكَلَّمَ عن أشياءَ فاسِدَة ونَجِسَة،‏ صارَ أسهَلَ علَيهِ أن يقَعَ في الخَطَإ.‏ (‏تك ٣:‏٦؛‏ يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ في أحَدِ البُلدان،‏ صارَ العَشَراتُ مِنَ الإخوَةِ «أصدِقاءَ» في مَجموعَةٍ لِلدَّردَشَةِ على الإنتِرنِت.‏ وكَثيرونَ مِنهُم كانوا في البِدايَةِ يتَحَدَّثونَ عن أُمورٍ روحِيَّة.‏ ولكنْ معَ الوَقت،‏ صارَت أحاديثُهُم غَيرَ لائِقَة.‏ وبدَأَتْ تدورُ حَولَ مَوضوعِ الجِنس.‏ وعَديدونَ مِنهُمُ اعتَرَفوا لاحِقًا أنَّ هذِهِ الأحاديثَ النَّجِسَة أوصَلَتهُم إلى العَهارَة.‏

١٠ كَيفَ يُحاوِلُ الشَّيْطَانُ أن يخدَعَنا؟‏ (‏أفسس ٥:‏٦‏)‏

١٠ يُحاوِلُ عالَمُ الشَّيْطَانِ أن يخدَعَنا كَي نُصَدِّقَ أنَّ ما يعتَبِرُهُ يَهْوَه فاسِدًا ونَجِسًا لَيسَ خَطَأً على الإطلاق.‏ (‏٢ بط ٢:‏١٩‏)‏ وهذا لَيسَ مُجَرَّدَ صُدفَة!‏ فالشَّيْطَانُ يستَعمِلُ مُنذُ وَقتٍ طَويلٍ التَّكتيكَ نَفْسَه:‏ أن يُضَيِّعَ النَّاسَ كَي لا يعودوا يُمَيِّزونَ الصَّوابَ مِنَ الخَطَإ.‏ (‏إش ٥:‏٢٠؛‏ ٢ كو ٤:‏٤‏)‏ لِذا لا نستَغرِبُ أنَّ الكَثيرَ مِنَ الأفلام،‏ بَرامِجِ التِّلِفِزيون،‏ ومَواقِعِ الإنتِرنِت تنشُرُ أفكارًا بِعَكسِ مَقاييسِ يَهْوَه الصَّائِبَة.‏ فالشَّيْطَانُ يُحاوِلُ أن يخدَعَنا لِنُفَكِّرَ أنَّ المُمارَساتِ وأنماطَ الحَياةِ النَّجِسَة لَيسَت فَقَط مَقبولَة،‏ بل هي أيضًا مُمتِعَةٌ وغَيرُ مُؤذِيَة.‏ —‏ إقرأ أفسس ٥:‏٦‏.‏

١١ كَيفَ يوضِحُ اختِبارُ أنْجِيلَا أهَمِّيَّةَ تَطبيقِ النَّصيحَةِ الحَكيمَة في أفَسُس ٥:‏٧‏؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١١ يُريدُ الشَّيْطَانُ أن نُعاشِرَ أشخاصًا يُصَعِّبونَ علَينا أن نتَمَسَّكَ بِمَقاييسِ يَهْوَه.‏ ولِهذا السَّبَبِ شجَّعَ بُولُس أهلَ أفَسُس:‏ «لا يكُنْ لكُم نَصيبٌ معهُم»،‏ أي معَ الَّذينَ يُمارِسونَ ما هو خَطَأٌ في نَظَرِ اللّٰه.‏ (‏أف ٥:‏٧‏)‏ ولا ننسَ أنَّ العِشرَةَ لا تقتَصِرُ على قَضاءِ الوَقتِ معَ الأشخاصِ وَجهًا لِوَجه.‏ بل تشمُلُ أيضًا التَّفاعُلَ معَ الآخَرينَ على وَسائِلِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ،‏ وهذا الخَطَرُ لم يتَعَرَّضْ لهُ المَسيحِيُّونَ في أفَسُس قَديمًا.‏ أنْجِيلَا a الَّتي تعيشُ في آسْيَا اكتَشَفَت كم خَطِرَةٌ هي وَسائِلُ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ.‏ تعتَرِف:‏ «إنَّها فَخٌّ ماكِر،‏ تُخَدِّرُ حَواسَّكَ دونَ أن تشعُر.‏ وصَلتُ إلى مَرحَلَةٍ لم أعُدْ أنزَعِجُ لِأنَّ لَدَيَّ ‹أصدِقاءَ› لا يحتَرِمونَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وفي الآخِر،‏ بدَأتُ أُفَكِّرُ أنَّهُ لا مُشكِلَةَ إذا عاشَ الشَّخصُ حَياةً لا تُرضي يَهْوَه».‏ لكنَّ الشُّيوخَ ساعَدوا أنْجِيلَا بِمَحَبَّةٍ أن تقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ تقول:‏ «صِرتُ الآنَ أملَأُ عَقلي بِالأُمورِ الرُّوحِيَّة بَدَلَ وَسائِلِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ».‏

اختيارنا للأصدقاء يؤثِّر إلى حد كبير على قرارنا هل نلتصق بمقاييس يهوه أم لا (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏


١٢ ماذا يُساعِدُنا أن نلتَصِقَ بِمَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ؟‏

١٢ يجِبُ أن نُحارِبَ تَفكيرَ العالَمِ الَّذي يعتَبِرُ السُّلوكَ الفاسِدَ أمرًا مَقبولًا.‏ فنَحنُ أذكى مِن ذلِك.‏ (‏أف ٤:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لِذا جَيِّدٌ أن نسألَ أنفُسَنا:‏ ‹هل أحرِصُ أن أتَجَنَّبَ كُلَّ العِشرَةِ غَيرِ الضَّرورِيَّة لِرِفاقي في العَمَلِ والمَدرَسَةِ وغَيرِهِم مِنَ الَّذينَ لا يحتَرِمونَ مَقاييسَ يَهْوَه الصَّائِبَة؟‏ هل أُؤَيِّدُ بِشَجاعَةٍ مَقاييسَ يَهْوَه حتَّى لَو قالَ البَعضُ إنِّي غَيرُ مُنْفَتِحٍ ولا مُتَسامِح؟‏›.‏ وكما تذكُرُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:‏٢٠-‏٢٢‏،‏ قد يلزَمُ أيضًا أن ننتَبِهَ حينَ نختارُ أصدِقاءَنا المُقَرَّبينَ ضِمنَ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة.‏ ولْنُبقِ في بالِنا أنَّ البَعضَ مِنهُم قد لا يُساعِدونَنا أن نظَلَّ أُمَناءَ في خِدمَتِنا لِيَهْوَه.‏

‏«سيروا كَأولادِ نور»‏

١٣ ما مَعنى أن نستَمِرَّ في ‹السَّيرِ كَأولادِ نور›؟‏ (‏أفسس ٥:‏٧-‏٩‏)‏

١٣ شجَّعَ بُولُس المَسيحِيِّينَ في أفَسُس أن لا يرفُضوا الظُّلمَةَ فَقَط،‏ بل أيضًا أن يستَمِرُّوا في ‹السَّيرِ كَأولادِ نور›.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٥:‏٧-‏٩‏.‏)‏ وماذا يعني ذلِك؟‏ بِعِبارَةٍ بَسيطَة،‏ يعني أن نتَصَرَّفَ في كُلِّ الأوقاتِ كمَسيحِيِّينَ حَقيقِيِّين.‏ وإحدى الطُّرُقِ لِنُحَقِّقَ هذا الهَدَفَ هي أن نقرَأَ دائِمًا الكِتابَ المُقَدَّسَ ومَطبوعاتِنا المُؤَسَّسَة علَيهِ وندرُسَها بِاجتِهاد.‏ ومِنَ المُهِمِّ بِشَكلٍ خاصٍّ أن ننتَبِهَ جَيِّدًا إلى مِثالِ وتَعاليمِ يَسُوع المَسِيح،‏ «نورِ العالَم».‏ —‏ يو ٨:‏١٢؛‏ أم ٦:‏٢٣‏.‏

١٤ كَيفَ يُساعِدُنا الرُّوحُ القُدُس؟‏

١٤ نَحنُ بِحاجَةٍ أيضًا إلى مُساعَدَةِ روحِ اللّٰهِ القُدُسِ كَي نستَمِرَّ في السُّلوكِ «كَأولادِ نور».‏ لِماذا؟‏ لِأنَّهُ تَحَدٍّ حَقيقِيٌّ أن نبقى طاهِرينَ في هذا العالَمِ الفاسِد.‏ (‏١ تس ٤:‏٣-‏٥،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ والرُّوحُ القُدُسُ يُقَوِّينا كَي نُحارِبَ تَفكيرَ العالَم،‏ بِما فيهِ مِن فَلسَفاتٍ وآراءٍ تتَعارَضُ مع تَفكيرِ اللّٰه.‏ كما أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُساعِدُنا أن نعمَلَ «كُلَّ نَوعٍ مِنَ الصَّلاحِ والبِرّ».‏ —‏ أف ٥:‏٩‏.‏

١٥ بِأيِّ طَريقَتَينِ ننالُ الرُّوحَ القُدُس؟‏ (‏أفسس ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏

١٥ وإحدى الطُّرُقِ كَي ننالَ الرُّوحَ القُدُسَ هي أن نطلُبَهُ في الصَّلاة.‏ فيَسُوع قالَ إنَّ يَهْوَه «يُعْطي روحًا قُدُسًا لِلَّذينَ يَطلُبونَ مِنه».‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وحينَ نُسَبِّحُ يَهْوَه معًا في الاجتِماعاتِ المَسيحِيَّة،‏ ننالُ أيضًا الرُّوحَ القُدُس.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏)‏ والتَّأثيرُ الإيجابِيُّ لِروحِ اللّٰهِ القُدُسِ سيُساعِدُنا أن نعيشَ بِطَريقَةٍ تُرضي اللّٰه.‏

١٦ ماذا يُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة؟‏ (‏أفسس ٥:‏١٠،‏ ١٧‏)‏

١٦ حينَ نكونُ أمامَ قَراراتٍ مُهِمَّة،‏ يلزَمُ أن نُدرِكَ «ما هي مَشيئَةُ يَهْوَه» ثُمَّ نعمَلَ بِانسِجامٍ معها.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٥:‏١٠،‏ ١٧‏.‏)‏ وحينَ نُحَدِّدُ أيُّ مَبادِئَ في الكِتابِ المُقَدَّسِ تنطَبِقُ في حالَتِنا،‏ نكونُ في الحَقيقَةِ نطلُبُ تَفكيرَ اللّٰهِ في هذا المَجال.‏ وفيما نُطَبِّقُ مَبادِئَه،‏ سنأخُذُ على الأرجَحِ قَراراتٍ جَيِّدَة.‏

١٧ كَيفَ نستَعمِلُ وَقتَنا بِحِكمَة؟‏ (‏أفسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٧ نصَحَ بُولُس أيضًا المَسيحِيِّينَ في أفَسُس أن يستَعمِلوا وَقتَهُم بِحِكمَة.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏)‏ ‏‹فالشِّرِّير›،‏ عَدُوُّنا الشَّيْطَان،‏ يُريدُ أن يُبقِيَنا مَشغولينَ جِدًّا بِأُمورِ هذا العالَمِ بِحَيثُ لا يعودُ لَدَينا وَقتٌ لِنخدُمَ اللّٰه.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ فيَصيرُ مِنَ السَّهلِ جِدًّا أن نضَعَ المُمتَلَكات،‏ التَّعليمَ الدُّنيَوِيّ،‏ أوِ المِهنَةَ قَبلَ الفُرَصِ الَّتي تسمَحُ لنا أن نخدُمَ يَهْوَه.‏ وفي حالِ حصَلَ ذلِك،‏ فهذا يعني أنَّنا نتَأثَّرُ بِتَفكيرِ العالَم.‏ طَبعًا هذِهِ الأشياءُ لَيسَت خَطَأً بِحَدِّ ذاتِها،‏ لكنْ لا يجِبُ أبَدًا أن تكونَ أوَّلًا في حَياتِنا.‏ فكَي نسيرَ «كَأولادِ نور»،‏ يلزَمُ أن ‹نشتَرِيَ الوَقت›،‏ بِمَعنى أن نُرَكِّزَ على الأُمورِ المُهِمَّة فِعلًا.‏

شجَّع بولس المسيحيين في أفسس أن يستعملوا وقتهم بحكمة (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏


١٨ أيُّ خُطُواتٍ أخَذَها دُونَالْد كَي يستَعمِلَ وَقتَهُ بِطَريقَةٍ أفضَل؟‏

١٨ إنتَبِهْ لِكُلِّ فُرصَةٍ تُتاحُ لكَ كَي تخدُمَ يَهْوَه أكثَر.‏ هذا ما فعَلَهُ دُونَالْد الَّذي يعيشُ في جَنوبِ إفْرِيقْيَا.‏ يقول:‏ «فكَّرتُ في وَضعي وترَجَّيتُ يَهْوَه أن يُساعِدَني كَي أزيدَ خِدمَتي.‏ صلَّيتُ كَي أجِدَ عَمَلًا يسمَحُ لي أن أُخَصِّصَ وَقتًا أكثَرَ لِلخِدمَة.‏ وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ وجَدتُ عَمَلًا مُناسِبًا.‏ وبدَأنا أنا وزَوجَتي رِحلَتَنا معًا في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت».‏

١٩ كَيفَ نستَمِرُّ في السَّيرِ «كَأولادِ نور»؟‏

١٩ لا شَكَّ أنَّ رِسالَةَ بُولُس إلى أهلِ أفَسُس ساعَدَتهُم كَثيرًا أن يبقَوا أُمَناءَ لِيَهْوَه.‏ ونَصائِحُهُ الموحى بها تُفيدُنا نَحنُ أيضًا.‏ فكَما ذكَرْنا،‏ ستُساعِدُنا أن نختارَ تَسلِيَتَنا وأصدِقاءَنا بِحِكمَة.‏ وتدفَعُنا أن نأخُذَ نورَ الحَقِّ عِندَما ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِانتِظام.‏ كما أنَّها تُشَدِّدُ على أهَمِّيَّةِ دَورِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يُنتِجُ فينا صِفاتٍ جَيِّدَة.‏ وتَطبيقُ كَلِماتِ بُولُس يُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة تنسَجِمُ مع تَفكيرِ يَهْوَه.‏ وحينَ نفعَلُ هذِهِ الأُمور،‏ نقدِرُ أن نبتَعِدَ عن ظُلمَةِ هذا العالَمِ ونبقى في النُّور!‏

ما جَوابُك؟‏

  • ما مَعنى ‹الظُّلمَةِ› و ‹النُّورِ› المَذكورَينِ في أفَسُس ٥:‏٨‏؟‏

  • كَيفَ نبتَعِدُ عنِ ‹الظُّلمَة›؟‏

  • كَيفَ نستَمِرُّ في ‹السَّيرِ كَأولادِ نور›؟‏

التَّرنيمَة ٩٥ سَبيلُ الأبرارِ يزدادُ نورًا

a تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

b وصف الصور:‏ جذاذة من رسالة بولس إلى أهل أفسس.‏