مقالة الدرس ١١
التَّرنيمَة ١٢٩ سنحتَمِلُ إِلى النِّهايَة
تقدر أن تثابر على خدمتك رغم خيبات الأمل
«قَد تَحَمَّلتَ مِن أجلِ اسْمي ولم تتعَب». — رؤ ٢:٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
نقدِرُ أن نُثابِرَ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه رَغمَ خَيباتِ الأمَلِ الَّتي نمُرُّ بها.
١ أيُّ بَرَكاتٍ نتَمَتَّعُ بها لِأنَّنا جُزءٌ مِن هَيئَةِ يَهْوَه؟
بَرَكَةٌ كَبيرَة أن نكونَ جُزءًا مِن هَيئَةِ يَهْوَه في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة الصَّعبَة. ففيما تتَدَهوَرُ أحوالُ العالَم، يُعطينا يَهْوَه عائِلَةً روحِيَّة مُوَحَّدَة مِن إخوَةٍ وأخَواتٍ يدعَمونَنا. (مز ١٣٣:١) وهو يُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ عَلاقَتَنا مع أفرادِ عائِلَتِنا أيضًا. (أف ٥:٣٣–٦:١) كما أنَّهُ يُعطينا الحِكمَةَ وبُعدَ النَّظَرِ كَي نشعُرَ بِالسَّلامِ الحَقيقِيّ.
٢ ماذا علَينا أن نفعَل، ولِماذا؟
٢ مع ذلِك، علَينا أن نبذُلَ جُهدَنا لِنستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِأمانَة. لِماذا؟ لِأنَّنا قد نتَضايَقُ أحيانًا مِن ضَعَفاتِ الآخَرين. ورُبَّما نستَصعِبُ أن نتَحَمَّلَ عُيوبَنا نَحن، وخُصوصًا إذا كُنَّا نُكَرِّرُ نَفْسَ الخَطَإِ مَرَّةً بَعدَ مَرَّة. فيَلزَمُ أن نُثابِرَ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه حينَ (١) يُضايِقُنا أحَدُ الإخوَة، (٢) يُخَيِّبُ رَفيقُ زَواجِنا أمَلَنا، و (٣) يَخيبُ أمَلُنا بِأنفُسِنا. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ كُلَّ واحِدَةٍ مِن هذِهِ الحالاتِ ونرى ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالٍ في الكِتابِ المُقَدَّس.
تقدِرُ أن تُثابِرَ حينَ يُضايِقُكَ أحَدُ الإخوَة
٣ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها شَعبُ يَهْوَه؟
٣ التَّحَدِّي: بَعضُ الإخوَةِ في الجَماعَةِ صِفاتُهُم تُزعِجُنا. وآخَرونَ قد يُخَيِّبونَ أمَلَنا أو لا يُعامِلونَنا بِلُطف. والَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ قد يرتَكِبونَ أحيانًا بَعضَ الأخطاء. هذا الواقِعُ قد يدفَعُ البَعضَ أن يشُكُّوا بِأنَّ هذِه هي هَيئَةُ اللّٰه. وبَدَلَ أن يُكمِلوا خِدمَتَهُم «بِوَحدَةٍ» مع إخوَتِهِم، يتَوَقَّفونَ عنِ التَّكَلُّمِ معَ الَّذي ضايَقَهُم أو عن حُضورِ الاجتِماعات. (صف ٣:٩) ولكنْ هل هذا التَّصَرُّفُ حَكيم؟ لِنرَ ماذا نتَعَلَّمُ مِن شَخصِيَّةٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ واجَهَت تَحَدِّيًا مُشابِهًا.
٤ أيُّ تَحَدِّياتٍ واجَهَها الرَّسولُ بُولُس؟
٤ مِثالٌ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس: عرَفَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ إخوَتَهُ المَسيحِيِّينَ لَيسوا كامِلين. فهُم مَثَلًا أخطَأوا في الحُكمِ علَيهِ حينَ بدَأَ يُعاشِرُ الجَماعَة. (أع ٩:٢٦) ولاحِقًا، تكَلَّمَ البَعضُ مِن وَراءِ ظَهرِهِ لِيُشَوِّهوا سُمعَتَه. (٢ كو ١٠:١٠) وقدْ رأى بُولُس أحَدَ الإخوَةِ المَسؤولينَ يأخُذُ قَرارًا خاطِئًا كانَ يُمكِنُ أن يُبعِدَ الآخَرينَ عنِ الحَقّ. (غل ٢:١١، ١٢) أيضًا، خابَ أمَلُ بُولُس بِمُرْقُس الَّذي كانَ مِن رِفاقِهِ المُقَرَّبين. (أع ١٥:٣٧، ٣٨) طَبعًا، كانَ يُمكِنُ أن يتَأثَّرَ بُولُس بِأيٍّ مِن هذِهِ الظُّروفِ ويَتَوَقَّفَ عن مُعاشَرَةِ الَّذينَ أساءُوا إلَيه. لكنَّهُ لم يفعَلْ ذلِك، بل حافَظَ على نَظرَةٍ إيجابِيَّة إلى إخوَتِهِ وبقِيَ نَشيطًا في خِدمَةِ يَهْوَه. فماذا ساعَدَهُ أن يُثابِر؟
٥ ماذا ساعَدَ بُولُس أن لا يفقِدَ الأمَلَ مِن إخوَتِه؟ (كولوسي ٣:١٣، ١٤) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٥ أحَبَّ بُولُس إخوَتَهُ في الجَماعَة. ومَحَبَّتُهُ لهُم ساعَدَتهُ أن لا يُرَكِّزَ على نَقائِصِهِم بل على صِفاتِهِمِ الحُلوَة. أيضًا، ساعَدَتهُ المَحَبَّةُ أن يُطَبِّقَ النَّصيحَةَ في كُولُوسِي ٣:١٣، ١٤ الَّتي كتَبَها هو بِنَفْسِه. (إقرأها.) لاحِظْ كَيفَ طبَّقَها مع مُرْقُس. فمع أنَّ مُرْقُس تخَلَّى عنهُ خِلالَ رِحلَتِهِ الإرسالِيَّة الأُولى، لم يبقَ مُنزَعِجًا مِنه. وفي وَقتٍ لاحِق، كتَبَ بُولُس رِسالَةً إلى جَماعَةِ كُولُوسِي مدَحَ فيها مُرْقُس، وقالَ إنَّهُ رَفيقُهُ في العَمَلِ و ‹عَونٌ مُقَوٍّ› له. (كو ٤:١٠، ١١) وحينَ كانَ بُولُس مَسجونًا في رُومَا، طلَبَ بِالتَّحديدِ أن يأتِيَ مُرْقُس لِيُساعِدَه. (٢ تي ٤:١١) واضِحٌ إذًا أنَّ بُولُس لم يفقِدِ الأمَلَ مِن إخوَتِه. فماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟
٦-٧ كَيفَ نُثابِرُ على إظهارِ المَحَبَّةِ لِإخوَتِنا رَغمَ ضَعَفاتِهِم؟ (١ يوحنا ٤:٧)
٦ الدَّرس: يُريدُ يَهْوَه أن نُثابِرَ على إظهارِ المَحَبَّةِ لِإخوَتِنا. (إقرأ ١ يوحنا ٤:٧.) وإذا لم يستَطِعْ أحَدُهُم أن يُظهِرَ صِفَةً مَسيحِيَّة، فلا يجِبُ أن نستَنتِجَ أنَّهُ يقصِدُ أن يجرَحَنا. بل جَيِّدٌ أن نُفَكِّرَ أنَّهُ يُريدُ أن يُطَبِّقَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، لكنَّهُ بِكُلِّ بَساطَةٍ تصَرَّفَ دونَ تَفكير. (أم ١٢:١٨) ويَهْوَه يُحِبُّ خُدَّامَهُ الأُمَناءَ رَغمَ نَقائِصِهِم. وحينَ نُخطِئ، لا يتَخَلَّى عنَّا أو يبقى غاضِبًا مِنَّا. (مز ١٠٣:٩) فكم مُهِمٌّ أن نتَمَثَّلَ بِأبينا الَّذي يُسامِحُنا بِكَرَم! — أف ٤:٣٢–٥:١.
٧ تذَكَّرْ أيضًا أنَّهُ فيما تقتَرِبُ نِهايَةُ هذا العالَم، سنحتاجُ أن نبقى قَريبينَ مِن إخوَتِنا. فنَحنُ نتَوَقَّعُ أن يقوى الاضطِهاد. حتَّى إنَّنا قد نُسجَنُ بِسَبَبِ إيمانِنا. وإذا حصَلَ ذلِك، فسَنكونُ بِحاجَةٍ إلى إخوَتِنا أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ آخَر. (أم ١٧:١٧) إلَيكَ ما حصَلَ مع شَيخٍ مِن إسْبَانِيَا اسْمُهُ جُوزِيب. a فهو كانَ مَسجونًا مع إخوَةٍ آخَرينَ بِسَبَبِ حِيادِهِم. يُخبِر: «في السِّجن، لَيسَ هُناك أيُّ خُصوصِيَّة. لِذا سَهلٌ جِدًّا أن ننزَعِجَ مِن إخوَتِنا. كانَ علَينا أن نتَحَمَّلَ بَعضُنا بَعضًا ونُسامِحَ بَعضُنا بَعضًا بِلا حِساب. وهذا حمانا وساعَدَنا أن نبقى مُوَحَّدين. فقدْ كُنَّا مُحاطينَ بِسُجَناءَ لا يخدُمونَ يَهْوَه. وفي إحدى المَرَّات، تعَرَّضتُ لِحادِثٍ وآذَيتُ ذِراعي، فصارَ صَعبًا علَيَّ أن أهتَمَّ بِنَفْسي. لكنَّ أحَدَ إخوَتي غسَلَ ثِيابي واهتَمَّ بي بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة أُخرى. شعَرتُ بِالمَحَبَّةِ الصَّادِقَة حينَ كُنتُ بِأمَسِّ الحاجَةِ إلَيها». حَقًا، لَدَينا أسبابٌ مُهِمَّة لِنحُلَّ الآنَ خِلافاتِنا مع إخوَتِنا!
تقدِرُ أن تُثابِرَ حينَ يُخَيِّبُ رَفيقُ زَواجِكَ أمَلَك
٨ أيُّ تَحَدٍّ يُواجِهُهُ المُتَزَوِّجون؟
٨ التَّحَدِّي: لَيسَ هُناك زَواجٌ خالٍ مِنَ الصُّعوبات. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ بِصَراحَةٍ إنَّ المُتَزَوِّجينَ «سيَكونُ لهُم ضيقٌ في جَسَدِهِم». (١ كو ٧:٢٨) لِماذا؟ لِأنَّ الزَّواجَ يجمَعُ بَينَ رَجُلٍ وامرَأةٍ ناقِصَين، شَخصِيَّتُهُما مُختَلِفَة، ولا يُحِبَّانِ نَفْسَ الأشياء. ورُبَّما أتَيا مِن بيئَةٍ أو بَلَدٍ مُختَلِف. ومعَ الوَقت، قد يرى كُلٌّ مِنهُما لَدى الآخَرِ صِفاتٍ لم يُلاحِظْها مِن قَبل. وهذِهِ الأشياءُ قد تُسَبِّبُ خِلافًا بَينَهُما. وبَدَلَ أن يعتَرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما أنَّهُ ساهَمَ في المُشكِلَةِ ويَعمَلَ على حَلِّها، قد يلومُ الطَّرَفَ الآخَر. حتَّى إنَّهُما قد يُفَكِّرانِ أنَّ الهَجرَ أوِ الطَّلاقَ هوَ الحَلّ. ولكنْ هل هذا هوَ الحَلُّ فِعلًا؟ b سنتَعَلَّمُ الآنَ مِن مِثالِ امرَأةٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ ثابَرَت وتحَمَّلَت زَواجًا صَعبًا.
٩ أيُّ تَحَدٍّ واجَهَتهُ أبِيجَايِل؟
٩ مِثالٌ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس: كانَت أبِيجَايِل مُتَزَوِّجَةً مِن نَابَال الَّذي يصِفُهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِأنَّهُ قاسٍ وأعمالُهُ سَيِّئَة. (١ صم ٢٥:٣) طَبعًا، لم يكُنْ سَهلًا علَيها أن تعيشَ مع زَوجٍ كهذا. وهل كانَ بِإمكانِها أن تجِدَ طَريقَةً سَهلَة لِتتَحَرَّرَ مِن هذا الزَّواج؟ أتَتها الفُرصَةُ حينَ جاءَ دَاوُد، مَلِكُ إسْرَائِيل المُستَقبَلِيّ، لِيَقتُلَ زَوجَها لِأنَّهُ أهانَهُ هو ورِجالَه. (١ صم ٢٥:٩-١٣) فكانَت تقدِرُ أن تهرُبَ وتترُكَ دَاوُد يُنَفِّذُ خُطَّتَه. لكنَّها تدَخَّلَت وأقنَعَتهُ أن لا يقتُلَ نَابَال. (١ صم ٢٥:٢٣-٢٧) فماذا دفَعَها أن تفعَلَ ذلِك؟
١٠ ماذا على الأرجَحِ دفَعَ أبِيجَايِل أن تُثابِرَ وتتَحَمَّلَ زَواجًا صَعبًا؟
١٠ أحَبَّت أبِيجَايِل يَهْوَه واحتَرَمَت مَقاييسَهُ لِلزَّواج. ولا شَكَّ أنَّها كانَت تعرِفُ ما قالَهُ اللّٰهُ لِآدَم وحَوَّاء حينَ أسَّسَ أوَّلَ زَواج. (تك ٢:٢٤) فهي فهِمَت أنَّ يَهْوَه يعتَبِرُ الزَّواجَ تَرتيبًا مُقَدَّسًا، وأرادَت أن تُرضِيَ اللّٰه. وهذا رُبَّما أعطاها الدَّافِعَ لِتفعَلَ كُلَّ ما تقدِرُ علَيهِ كَي تُنقِذَ أهلَ بَيتِها، بِمَن فيهِم زَوجُها. فتصَرَّفَت بِسُرعَةٍ لِتمنَعَ دَاوُد أن يقتُلَ نَابَال. حتَّى إنَّها كانَت مُستَعِدَّةً أن تعتَذِرَ عن خَطَإٍ لم ترتَكِبْه. لِذا أحَبَّ يَهْوَه هذِهِ المَرأةَ الشُّجاعَة الَّتي تصَرَّفَت بِدونِ أنانِيَّة. فماذا يتَعَلَّمُ الأزواجُ والزَّوجاتُ مِن مِثالِ أبِيجَايِل؟
١١ (أ) ماذا يتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَ المُتَزَوِّجين؟ (أفسس ٥:٣٣) (ب) ماذا تعَلَّمتَ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي أنقَذَت بها كَارْمِن زَواجَها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ الدَّرس: يطلُبُ يَهْوَه مِنَ المُتَزَوِّجينَ أن يحتَرِموا تَرتيبَ الزَّواجِ حتَّى لَو كانَ العَيشُ مع رَفيقِ زَواجِهِم صَعبًا. وهو يفرَحُ كَثيرًا حينَ يراهُم يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم كَي يحُلُّوا المَشاكِلَ ويُظهِروا الاحتِرامَ والمَحَبَّةَ غَيرَ الأنانِيَّة واحِدُهُم لِلآخَر. (إقرأ أفسس ٥:٣٣.) إلَيكَ مِثالَ كَارْمِن. فبَعدَ سِتِّ سَنَواتٍ تَقريبًا مِن زَواجِها، بدَأتْ تدرُسُ مع شُهودِ يَهْوَه ثُمَّ اعتَمَدَت. تقول: «لم يتَقَبَّلْ زَوجي الأمر. حتَّى إنَّهُ بدَأَ يغارُ مِن يَهْوَه. وصارَ يُهينُني ويُهَدِّدُ بِأن يترُكَني». مع ذلِك، ثابَرَت كَارْمِن وتحَمَّلَتِ الوَضع. وطَوالَ ٥٠ سَنَة، عمِلَت كُلَّ ما في وِسعِها لِيَكونَ زَواجُها مَبنِيًّا على المَحَبَّةِ والاحتِرام. تُكمِل: «على مَرِّ السِّنين، نمَّيتُ أكثَرَ فأكثَرَ صِفَةَ التَّمييز، وتعَلَّمتُ كَيفَ أتَكَلَّمُ بِلَباقَةٍ مع زَوجي. ولِأنِّي أعرِفُ أنَّ الزَّواجَ مُقَدَّسٌ في نَظَرِ يَهْوَه، فعَلتُ كُلَّ ما أقدِرُ علَيهِ كَي أُحافِظَ على زَواجي. لم أستَسلِمْ أبَدًا لِأنِّي أُحِبُّ يَهْوَه». c إذا كُنتَ تُواجِهُ مَشاكِلَ في زَواجِك، فثِقْ بِأنَّ يَهْوَه سيَدعَمُكَ ويُساعِدُكَ كَي تُثابِرَ وتتَحَمَّل.
تقدِرُ أن تُثابِرَ حينَ يخيبُ أمَلُكَ بِنَفسِك
١٢ أيُّ تَحَدٍّ قد نُواجِهُهُ إذا ارتَكَبنا خَطِيَّةً خَطيرَة؟
١٢ التَّحَدِّي: قد نقطَعُ الأمَلَ مِن أنفُسِنا إذا ارتَكَبنا خَطِيَّةً خَطيرَة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُخبِرُنا أنَّ خَطايانا قد ‹تكسِرُ قَلبَنا وتسحَقُه›. (مز ٥١:١٧) مَثَلًا، بذَلَ أخٌ اسْمُهُ رُوبِرْت جُهدَهُ طَوالَ سَنَواتٍ كَي يصيرَ خادِمًا مُساعِدًا. لكنَّهُ ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة وشعَرَ أنَّهُ خانَ يَهْوَه. يُخبِر: «أحسَستُ بِوَجَعِ الضَّميرِ وكَأنَّ جَبَلًا وقَعَ على كِتفَيَّ. شعَرتُ بِتَوَتُّرٍ شَديدٍ وتَشَنُّجاتٍ في مِعدَتي. ثُمَّ انفَجَرتُ بِالبُكاءِ وصلَّيتُ إلى يَهْوَه. أتَذَكَّرُ أنِّي فكَّرتُ أنَّ يَهْوَه لن يُتعِبَ نَفْسَهُ بَعدَ الآنَ ويَسمَعَ صَلَواتي. فلِمَ يسمَعُها وأنا قد خذَلتُه؟». إذا استَسلَمنا لِلخَطِيَّة، فقدْ نفقِدُ الأمَلَ مِن أنفُسِنا لِأنَّ قَلبَنا المَكسورَ يُقنِعُنا أنَّ يَهْوَه فقَدَ الأمَلَ مِنَّا. (مز ٣٨:٤) إذا كانَ هذا شُعورَك، ففَكِّرْ في مِثالِ شَخصٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ ثابَرَ على خِدمَتِهِ لِيَهْوَه بِأمانَةٍ رَغمَ أنَّه ارتَكَبَ خَطِيَّةً كَبيرَة.
١٣ أيُّ خَطِيَّةٍ خَطيرَة ارتَكَبَها الرَّسولُ بُطْرُس، وماذا أوْصَلَهُ إلَيها؟
١٣ مِثالٌ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس: في اللَّيلَةِ الَّتي سبَقَت مَوتَ يَسُوع، ارتَكَبَ الرَّسولُ بُطْرُس سِلسِلَةَ أخطاءٍ أوْصَلَتهُ إلى أسوَإِ خَطَإٍ في حَياتِه. ففي البِدايَة، وثِقَ بُطْرُس بِنَفْسِهِ زِيادَةً عنِ اللُّزوم، وتفاخَرَ بِأنَّهُ سيَبقى أمينًا لِيَسُوع حتَّى لَو ترَكَهُ باقي الرُّسُل. (مر ١٤:٢٧-٢٩) بَعدَ ذلِك في بُستانِ جَتْسِيمَانِي، لم يقدِرْ بُطْرُس عِدَّةَ مَرَّاتٍ أن يبقى ساهِرًا. (مر ١٤:٣٢، ٣٧-٤١) ولاحِقًا، هرَبَ وترَكَ يَسُوع وَحدَهُ بَينَ يَدَي جَمعٍ مُسَلَّح. (مر ١٤:٥٠) وفي النِّهايَة، أنكَرَ بُطْرُس يَسُوع ثَلاثَ مَرَّات، حتَّى إنَّهُ حلَفَ كَذِبًا أنَّهُ لا يعرِفُه. (مر ١٤:٦٦-٧١) وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِهِ حينَ أدرَكَ خُطورَةَ خَطِيَّتِه؟ رُبَّما سحَقَهُ الشُّعورُ بِالذَّنْب، فانهارَ وصارَ يبكي بِحَرقَة. (مر ١٤:٧٢) تخَيَّلْ كم تألَّمَ حينَ ماتَ صَديقُهُ يَسُوع بَعدَ ساعاتٍ فَقَط! لا شَكَّ أنَّهُ فكَّر: ‹ما نَفعُ حَياتي؟›.
١٤ ماذا ساعَدَ بُطْرُس أن يُثابِرَ على خِدمَتِهِ لِيَهْوَه؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
١٤ إستَطاعَ بُطْرُس أن يُثابِرَ على خِدمَتِهِ لِيَهْوَه لِعِدَّةِ أسباب. فهو لم يعزِلْ نَفْسَه، بل لجَأَ إلى إخوَتِهِ الرُّوحِيِّينَ كَي ينالَ مِنهُمُ الدَّعم. (لو ٢٤:٣٣) وبَعدَ أن قامَ يَسُوع، ظهَرَ لِبُطْرُس، على الأرجَحِ كَي يُشَجِّعَه. (لو ٢٤:٣٤؛ ١ كو ١٥:٥) ولاحِقًا، بدَلَ أن يُوَبِّخَ يَسُوع صَديقَهُ على أخطائِه، أخبَرَهُ أنَّهُ سيَنالُ مَسؤولِيَّاتٍ أكبَر. (يو ٢١:١٥-١٧) ومع أنَّ بُطْرُس عرَفَ أنَّهُ ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة، لم يفقِدِ الأمَلَ مِن نَفْسِه. لِماذا؟ لِأنَّهُ كانَ مُقتَنِعًا أنَّ سَيِّدَهُ يَسُوع لم يفقِدِ الأمَلَ مِنه. أيضًا، استَمَرَّ إخوَةُ بُطْرُس الرُّوحِيُّونَ في دَعمِه. فماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِه؟
١٥ بِماذا يُريدُ يَهْوَه أن نكونَ مُقتَنِعين؟ (مزمور ٨٦:٥؛ روما ٨:٣٨، ٣٩) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٥ الدَّرس: يُريدُ يَهْوَه أن نكونَ مُقتَنِعينَ بِأنَّهُ يُحِبُّنا ويُسامِحُنا. (إقرإ المزمور ٨٦:٥؛ روما ٨:٣٨، ٣٩.) حينَ نُخطِئ، نشعُرُ بِالذَّنْب. وهذا طَبيعِيٌّ وجَيِّدٌ أيضًا. ولكنْ لا يجِبُ أن نُفَكِّرَ أنَّنا لا نستاهِلُ المَحَبَّةَ أوِ الغُفران. بل علَينا أن نطلُبَ المُساعَدَةَ فَورًا. يقولُ رُوبِرْت المَذكورُ سابِقًا: «وقَعتُ في الخَطِيَّةِ لِأنَّني اتَّكَلتُ على قُوَّتي كَي أُقاوِمَ الإغراء». وقدْ أدرَكَ رُوبِرْت أنَّهُ بِحاجَةٍ أن يتَكَلَّمَ معَ الشُّيوخ. يُكمِل: «حالَما أخَذتُ هذِهِ الخُطوَة، شعَرتُ فَورًا بِأنَّ يَهْوَه يُظهِرُ لي مَحَبَّتَهُ مِن خِلالِ الشُّيوخ. فهُم لم يفقِدوا الأمَلَ مِنِّي. بل ساعَدوني لِأقتَنِعَ أنَّ يَهْوَه لم يتَخَلَّ عنِّي». نَحنُ أيضًا يُمكِنُ أن نقتَنِعَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا ويُسامِحُنا إذا تُبنا عن خَطايانا، طلَبنا المُساعَدَة، وبذَلنا كُلَّ جُهدِنا كَي لا نُكَرِّرَ أخطاءَنا. (١ يو ١:٨، ٩) وهذِهِ الثِّقَةُ ستُساعِدُنا أن لا نفقِدَ الأمَلَ مِن أنفُسِنا حينَ نتَعَثَّرُ أو نقَع.
١٦ لِماذا أنتَ مُصَمِّمٌ أن تُثابِرَ على خِدمَتِكَ لِيَهْوَه؟
١٦ يُقَدِّرُ يَهْوَه كَثيرًا جُهودَنا لِنخدُمَهُ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة الصَّعبَة. وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، نقدِرُ أن نُثابِرَ رَغمَ خَيباتِ الأمَل. فبِإمكانِنا أن نزيدَ مَحَبَّتَنا لِإخوَتِنا ونُسامِحَهُم حتَّى لَو ضايَقونا. ونقدِرُ أن نُظهِرَ كم نُحِبُّ يَهْوَه ونحتَرِمُ تَرتيباتِهِ حينَ نعمَلُ كُلَّ جُهدِنا لِنحُلَّ المَشاكِلَ الَّتي قد تحدُثُ في زَواجِنا. وإذا ارتَكَبنا خَطِيَّة، فبِاستِطاعَتِنا أن نطلُبَ مُساعَدَةَ يَهْوَه، نقبَلَ مَحَبَّتَهُ وغُفرانَه، ونُكمِلَ خِدمَتَنا له. ونَحنُ نثِقُ أنَّنا سننالُ بَرَكاتٍ كَثيرَة إذا كُنَّا «لا نَتَوَقَّفُ عن عَمَلِ أعمالٍ جَيِّدَة». — غل ٦:٩.
كَيفَ نُثابِرُ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه حينَ . . .
-
يُضايِقُنا أحَدُ الإخوَة؟
-
يُخَيِّبُ رَفيقُ زَواجِنا أمَلَنا؟
-
يَخيبُ أمَلُنا بِأنفُسِنا؟
التَّرنيمَة ١٣٩ تخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد!
a تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
b لا يُشَجِّعُ الكِتابُ المُقَدَّسُ على الهَجر. وهو يقولُ بِوُضوحٍ إنَّ الهَجرَ لا يُعطي الحَقَّ لِأيِّ واحِدٍ مِنَ الطَّرَفَينِ أن يتَزَوَّجَ مِن جَديد. لكنْ هُناك حالاتٌ دفَعَت بَعضَ المَسيحِيِّينَ أن يُفَكِّروا في الهَجر. أُنظُرْ «مَعلوماتٌ إضافِيَّة» الرَّقم ٤ تَحتَ عُنوان «الهَجر» في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد.
c كَي ترى مِثالًا آخَر، احضُرْ على jw.org الفيديو لا تنخَدِعوا بِالسَّلامِ المُزَيَّف: دَارِيل ودِيبُورَا فْرِيسِينْغِر.