مقالة الدرس ١٣
التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ ينبَغي أن أكون؟
سعيد هو الذي يرضى عنه يهوه
«أنا راضٍ عنك». — لو ٣:٢٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
ستُناقِشُ هذِهِ المَقالَةُ أفكارًا تُساعِدُكَ أن تتَغَلَّبَ على شُكوكِكَ بِأنَّ يَهْوَه راضٍ عنك.
١ أيُّ مَشاعِرَ قد يُحارِبُها بَعضُ خُدَّامِ يَهْوَه الأُمَناء؟
نرتاحُ كَثيرًا حينَ نعرِفُ أنَّ يَهْوَه راضٍ عن شَعبِهِ كمَجموعَة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول: «يَهْوَه يَفرَحُ بِشَعبِه». (مز ١٤٩:٤) ولكنْ أحيانًا، يشعُرُ بَعضُنا بِالإحباطِ لِدَرَجَةِ أنَّهُم يُفَكِّرون: ‹هل يَهْوَه راضٍ عنِّي أنا؟›. عَدَدٌ كَبيرٌ مِن خُدَّامِ يَهْوَه الأُمَناءِ في زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مرُّوا بِأوقاتٍ حارَبوا فيها أفكارًا كهذِه. — ١ صم ١:٦-١٠؛ أي ٢٩:٢، ٤؛ مز ٥١:١١.
٢ مَن ينالونَ رِضى يَهْوَه؟
٢ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِوُضوحٍ إنَّ البَشَرَ النَّاقِصينَ يُمكِنُ أن ينالوا رِضى يَهْوَه. كَيف؟ يلزَمُ أن نُظهِرَ الإيمانَ بِيَسُوع المَسِيح ونعتَمِد. (يو ٣:١٦) وهكَذا نُعلِنُ أمامَ الآخَرينَ أنَّنا تُبنا عن خَطايانا ووَعَدْنا اللّٰهَ أن نفعَلَ ما يُرضيه. (أع ٢:٣٨؛ ٣:١٩) ويَهْوَه يفرَحُ كَثيرًا حينَ نأخُذُ هذِهِ الخُطُواتِ لِيَكونَ لَدَينا عَلاقَةٌ معه. وما دُمنا نعمَلُ كُلَّ جُهدِنا لِنعيشَ بِانسِجامٍ مع وَعدِنا، يرضى يَهْوَه عنَّا ويَعتَبِرُنا أصدِقاءَهُ اللَّصيقين. — مز ٢٥:١٤.
٣ ماذا سنُناقِشُ الآن؟
٣ ولكنْ لِماذا يشعُرُ البَعضُ أحيانًا أنَّ اللّٰهَ لَيسَ راضِيًا عنهُم؟ كَيفَ يُعَبِّرُ يَهْوَه عن رِضاه؟ وكَيفَ يُقَوِّي المَسِيحِيُّ ثِقَتَهُ بِأنَّ اللّٰهَ راضٍ عنه؟
لِماذا يشعُرُ البَعضُ أنَّ يَهْوَه لَيسَ راضِيًا عنهُم؟
٤-٥ مِمَّ نقدِرُ أن نتَأكَّدَ حتَّى لَو شعَرنا بِعَدَمِ القيمَة؟
٤ كَثيرونَ مِنَّا يُحارِبونَ مُنذُ طُفولَتِهِم مَشاعِرَ عَدَمِ القيمَة. (مز ٨٨:١٥) يقولُ أخٌ اسْمُهُ أدْرِيَان: «لَطالَما شعَرتُ أنِّي بِلا قيمَة. فمِن أُولى ذِكرَياتي هي أنِّي كُنتُ أُصَلِّي كَي تعيشَ عائِلَتي في الفِردَوس، مع أنِّي كُنتُ أكيدًا أنِّي لا أستاهِلُ أن أكونَ هُناك». ويَقولُ طُونِي الَّذي لم يتَرَبَّ في الحَقّ: «ولا مَرَّةً قالَ لي والِدايَ إنَّهُما يُحِبَّانِني أو إنَّهُما فَخورانِ بي. كانا دائِمًا يُحَسِّسانِني أنِّي أقدِرُ أن أفعَلَ أحسَن».
٥ إذا كُنَّا نُحارِبُ أحيانًا مَشاعِرَ عَدَمِ القيمَة، فلْنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه جذَبَنا إلَيهِ بِطَريقَتِهِ الخاصَّة. (يو ٦:٤٤) ويَهْوَه يرى الأشياءَ الجَيِّدَة فينا الَّتي قد لا نراها في أنفُسِنا، وهو يعرِفُ قُلوبَنا. (١ صم ١٦:٧؛ ٢ أخ ٦:٣٠) لِذا نقدِرُ أن نثِقَ بهِ حينَ يقولُ إنَّنا عَزيزونَ على قَلبِه. — ١ يو ٣:١٩، ٢٠.
٦ كَيفَ شعَرَ الرَّسولُ بُولُس تِجاهَ خَطاياهُ السَّابِقَة؟
٦ قَبلَ أن يتَعَلَّمَ البَعضُ مِنَّا الحَقّ، رُبَّما فعَلوا أشياءَ ما زالَت تُحَسِّسُهُم بِالذَّنْب. (١ بط ٤:٣) وحتَّى المَسيحِيُّونَ الأُمَناءُ يُحارِبونَ مُيولًا أو رَغَباتٍ خاطِئَة. فهل يلومُكَ قَلبُك؟ في هذِهِ الحالَة، تشَجَّعْ لِأنَّ خُدَّامًا أُمَناءَ لِيَهْوَه عانَوا أيضًا مِن مَشاعِرَ مُشابِهَة. الرَّسولُ بُولُس مَثَلًا شعَرَ أنَّهُ تَعيسٌ حينَ فكَّرَ في نَقائِصِه. (رو ٧:٢٤) طَبعًا، كانَ بُولُس قد تابَ عن خَطاياهُ واعتَمَد. مع ذلِك، قالَ عن نَفْسِهِ إنَّهُ «أصغَرُ الرُّسُلِ» و «أبرَزُ» الخُطاة. — ١ كو ١٥:٩؛ ١ تي ١:١٥.
٧ ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّرَ بِخُصوصِ خَطايانا السَّابِقَة؟
٧ يعِدُنا أبونا السَّماوِيُّ بِأن يُسامِحَنا إذا تُبنا عن خَطايانا. (مز ٨٦:٥) فإذا ندِمنا مِن كُلِّ قَلبِنا على ما فعَلناه، يُمكِنُنا أن نُصَدِّقَ ما يقولُهُ لنا يَهْوَه، أنَّهُ فِعلًا سامَحَنا. — كو ٢:١٣.
٨-٩ كَيفَ نتَغَلَّبُ على الشُّعورِ بِأنَّنا لا نقدِرُ أبَدًا أن نُرضِيَ يَهْوَه؟
٨ كُلُّنا نُريدُ أن نخدُمَ يَهْوَه على أكمَلِ وَجه. لكنَّ البَعضَ قد يشعُرونَ أنَّهُم مَهما فعَلوا، فلن يكفِيَ أبَدًا لِيَنالوا رِضاه. تُخبِرُ أُختٌ اسْمُها أمَانْدَا: «بِالنِّسبَةِ إلَيَّ، كَي أُعطِيَ يَهْوَه أفضَلَ ما عِندي، يجِبُ أن أظَلَّ أُجاهِدُ كَي أفعَلَ أكثَر. وغالِبًا، أتَوَقَّعُ مِن نَفْسي أكثَرَ مِمَّا أقدِرُ أن أفعَل. وحينَ ‹أفشَل›، أُفَكِّرُ أنَّ يَهْوَه خابَ أمَلُهُ بي مِثلَما خابَ أمَلي بِنَفْسي».
٩ فكَيفَ نتَغَلَّبُ على الشُّعورِ بِأنَّنا مَهما فعَلنا فلا نقدِرُ أبَدًا أن نُرضِيَ يَهْوَه؟ لا ننسَ أنَّ يَهْوَه لَيسَ إلهًا صارِمًا أو قاسِيًا. فهو لا يطلُبُ مِنَّا أكثَرَ مِمَّا نستَطيعُ حَقًّا أن نفعَل. ويُقَدِّرُ أيَّ شَيءٍ نفعَلُهُ مِن أجْلِهِ ما دُمنا نبذُلُ كُلَّ جُهدِنا. أيضًا، تأمَّلْ في أمثِلَةِ أشخاصٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ خدَموا يَهْوَه مِن كُلِّ نَفْسِهِم. بُولُس مَثَلًا اجتَهَدَ بِحَماسَةٍ في الخِدمَةِ طَوالَ سَنَوات. فهو سافَرَ آلافَ الكيلومِتراتِ وأسَّسَ جَماعاتٍ كَثيرَة. ولكنْ حينَ منَعَتهُ ظُروفُهُ أن يُبَشِّرَ مِثلَما كانَ يفعَلُ مِن قَبل، هل خسِرَ رِضى اللّٰه؟ طَبعًا لا. فهو ظلَّ يفعَلُ ما يقدِرُ علَيه، ويَهْوَه بارَكَه. (أع ٢٨:٣٠، ٣١) بِشَكلٍ مُماثِل، ما نقدِرُ أن نفعَلَهُ في خِدمَةِ يَهْوَه قد يتَغَيَّرُ أحيانًا. لكنَّ المُهِمَّ في نَظَرِهِ هوَ الدَّافِعُ وَراءَ خِدمَتِنا. لِنرَ الآنَ بَعضَ الطُّرُقِ الَّتي يُعَبِّرُ بها يَهْوَه عن رِضاهُ علَينا.
كَيفَ يُعَبِّرُ يَهْوَه عن رِضاه؟
١٠ كَيفَ «نسمَعُ» يَهْوَه يُعَبِّرُ عن رِضاهُ علَينا؟ (يوحنا ١٦:٢٧)
١٠ مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس. يرغَبُ يَهْوَه أن يُعَبِّرَ بِحَنانٍ عن رِضاهُ على الَّذينَ يُحِبُّهُم. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُخبِرُنا عن مُناسَبَتَينِ قالَ فيهِما يَهْوَه لِيَسُوع إنَّهُ ابْنُهُ الحَبيبُ الَّذي هو راضٍ عنه. (مت ٣:١٧؛ ١٧:٥) فهل ترغَبُ أن تسمَعَ يَهْوَه يُطَمِّنُكَ أنَّهُ راضٍ عنك؟ صَحيحٌ أنَّ يَهْوَه لا يتَكَلَّمُ معنا مِنَ السَّماء، لكنَّهُ يتَكَلَّمُ معنا مِن خِلالِ صَفَحاتِ كَلِمَتِه. وسَنقدِرُ أن «نسمَعَ» صَوتَهُ وهو يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ راضٍ عنَّا حينَ نقرَأُ كَلِماتِ يَسُوع في الأناجيل. (إقرأ يوحنا ١٦:٢٧.) فيَسُوع عكَسَ كامِلًا شَخصِيَّةَ أبيه. لِذلِك، حينَ نقرَأُ أنَّهُ عبَّرَ عن رِضاهُ لِأتباعِهِ الأُمَناءِ ولكنْ النَّاقِصين، يُمكِنُنا أن نتَخَيَّلَ يَهْوَه يقولُ لنا هذِهِ الكَلِمات. — يو ١٥:٩، ١٥.
١١ لِماذا لا تعني الضِّيقاتُ الَّتي نمُرُّ بها أنَّنا خسِرنا رِضى يَهْوَه؟ (يعقوب ١:١٢)
١١ مِن خِلالِ أعمالِه. يُحِبُّ يَهْوَه أن يُساعِدَنا. فهو مَثَلًا يُؤَمِّنُ لنا حاجاتِنا المادِّيَّة. لكنَّهُ قد يسمَحُ بِأن نمُرَّ بِضيقات، مِثلَما حصَلَ معَ الرَّجُلِ المُستَقيمِ أيُّوب. (أي ١:٨-١١) والضِّيقاتُ لا تعني أنَّنا خسِرنا رِضى يَهْوَه اللّٰه. بل تُعطينا فُرصَةً لِنُظهِرَ إلى أيِّ دَرَجَةٍ نُحِبُّهُ ونثِقُ به. (إقرأ يعقوب ١:١٢.) وفيما يُساعِدُنا يَهْوَه كَي نحتَمِل، سنلمُسُ اهتِمامَهُ ومَحَبَّتَهُ لنا.
١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ دِيمِتْرِي؟
١٢ إلَيكَ مِثالَ أخٍ في آسْيَا اسْمُهُ دِيمِتْرِي. فهو خسِرَ عَمَلَهُ ولم يقدِرْ طَوالَ أشهُرٍ أن يجِدَ عَمَلًا آخَر. لِذلِك قرَّرَ أن يزيدَ خِدمَتَهُ ويُظهِرَ لِيَهْوَه أنَّهُ يثِقُ به. ولكنْ مرَّت عِدَّةُ أشهُرٍ وهو لا يزالُ بِلا عَمَل. ثُمَّ عانى مَشاكِلَ صِحِّيَّة أجبَرَتهُ أن يبقى في الفِراش. فبدَأَ يشعُرُ أنَّهُ بِلا نَفعٍ كزَوجٍ وأب، وصارَ يتَساءَلُ هل خسِرَ رِضى يَهْوَه. ولكنْ في إحدى الأُمسِيات، طبَعَتِ ابنَتُهُ على وَرَقَةٍ الكَلِماتِ في إشَعْيَا ٣٠:١٥، ع ج: «بِالهُدوءِ والثِّقَةِ بي تكونونَ أقوِياء». ثُمَّ جلَبَتها إلَيهِ وهو في سَريرِهِ وقالَت له: «بابا، حينَ تشعُرُ أنَّكَ حَزين، تذَكَّرْ هذِهِ الآيَة». وفيما كانَ دِيمِتْرِي يتَأمَّلُ في ما حصَل، فكَّرَ أنَّ عائِلَتَهُ ما زالَ لَدَيها طَعامٌ وثِيابٌ ومَسكَن، وهذا كُلُّهُ بِفَضلِ يَهْوَه. يُكمِل: «كُلُّ ما لزِمَ أن أفعَلَهُ هو أن أبقى هادِئًا وأظَلَّ أثِقُ بِإلهي». أنتَ أيضًا، إذا كُنتَ تُواجِهُ ظَرفًا مُشابِهًا، يُمكِنُكَ أن تثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بكَ وسَيُساعِدُكَ كَي تحتَمِل.
١٣ مَن قد يستَخدِمُهُم يَهْوَه لِيُعَبِّرَ لنا عن رِضاه، وكَيفَ يفعَلُ ذلِك؟
١٣ مِن خِلالِ إخوَتِنا في الجَماعَة. يستَخدِمُ يَهْوَه إخوَتَنا وأخَواتِنا كَي يُعَبِّرَ لنا عن رِضاه. مَثَلًا، قد يدفَعُ يَهْوَه الآخَرينَ أن يقولوا لنا كَلِماتٍ مُشَجِّعَة في الوَقتِ المُناسِب. وهذا ما حصَلَ مع أُختٍ في آسْيَا كانَت تمُرُّ بِفَترَةٍ صَعبَة جِدًّا. فهي خسِرَت عَمَلَها وأُصيبَت بِمَرَضٍ خَطير. ثُمَّ ارتَكَبَ زَوجُها خَطِيَّةً خَطيرَة ولم يعُدْ شَيخًا في الجَماعَة. تقول: «لم أفهَمْ لِماذا يحصُلُ كُلُّ ذلِك. فكَّرتُ أنِّي رُبَّما عمِلتُ خَطَأً وخسِرتُ رِضى يَهْوَه». فترَجَّت هذِهِ الأُختُ يَهْوَه كَي يُطَمِّنَها أنَّهُ راضٍ عنها. وكَيفَ فعَلَ يَهْوَه ذلِك؟ تذكُر: «تكَلَّمَ معي شُيوخُ الجَماعَةِ وأكَّدوا لي أنَّ يَهْوَه يُحِبُّني». لكنَّها في وَقتٍ لاحِق، طلَبَت مُساعَدَةَ يَهْوَه مَرَّةً أُخرى. تُخبِر: «في نَفْسِ اليَوم، وصَلَتني رِسالَةٌ مِن مَجموعَةٍ مِنَ الإخوَةِ والأخَواتِ في الجَماعَة. وفيما قرَأتُ كَلِماتِهِمِ المُشَجِّعَة، شعَرتُ أنَّ يَهْوَه سمِعَ لي». نَعَم، غالِبًا ما يُعَبِّرُ يَهْوَه عن رِضاهُ علَينا مِن خِلالِ كَلِماتِ الآخَرينَ اللَّطيفَة. — مز ١٠:١٧.
١٤ بِأيِّ طَريقَةٍ أُخرى يُعَبِّرُ يَهْوَه عن رِضاهُ علَينا؟
١٤ أيضًا، يُعَبِّرُ يَهْوَه عن رِضاهُ علَينا حينَ يستَخدِمُ إخوَتَنا كَي يُعطونا نَصائِحَ نَحنُ بِحاجَةٍ إلَيها. مَثَلًا في القَرنِ الأوَّل، استَخدَمَ يَهْوَه الرَّسولَ بُولُس كَي يكتُبَ ١٤ رِسالَةً موحًى بها إلى إخوَتِهِ المُؤمِنين. وفي هذِهِ الرَّسائِل، قدَّمَ بُولُس نَصائِحَ بِحَزمٍ ولكنْ بِمَحَبَّةٍ أيضًا. ولِماذا أوحى يَهْوَه إلى بُولُس أن يكتُبَ هذِهِ النَّصائِح؟ يَهْوَه أبٌ صالِح، وهو يُؤَدِّبُ أولادَهُ ‹لِأنَّهُ يُحِبُّهُم›. (أم ٣:١١، ١٢) لِذلِك إذا أعطانا أحَدٌ نَصيحَةً مُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس، فجَيِّدٌ أن نعتَبِرَها دَليلًا أنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا لا غاضِبٌ مِنَّا. (عب ١٢:٦) وأيُّ بَراهينَ أُخرى تُظهِرُ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا؟
أدِلَّةٌ أُخرى على رِضى يَهْوَه عنَّا
١٥ لِمَن يُعطي يَهْوَه روحَهُ القُدُس، ولِماذا تُطَمِّنُنا هذِهِ الفِكرَة؟
١٥ يُعطي يَهْوَه روحَهُ القُدُسَ لِلَّذينَ يرضى عنهُم. (مت ١٢:١٨) فاسألْ نَفْسَك: ‹هل أُظهِرُ بَعضَ أوجُهِ ثَمَرِ الرُّوحِ في حَياتي؟›. مَثَلًا، هل تُلاحِظُ أنَّكَ صِرتَ صَبورًا معَ الآخَرينَ أكثَرَ مِمَّا كُنتَ قَبلَ أن تتَعَرَّفَ على يَهْوَه؟ في الحَقيقَة، كُلَّما تعَلَّمتَ أن تُظهِرَ ثَمَرَ روحِ اللّٰه، صارَ واضِحًا أكثَرَ بِالنِّسبَةِ إلَيكَ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنك! — أُنظُرِ الإطار « أمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فهو . . .».
١٦ مَن يستَخدِمُهُم يَهْوَه لِيُبَشِّروا بِالأخبارِ الحُلوَة، وكَيفَ تشعُرُ تِجاهَ ذلِك؟ (١ تسالونيكي ٢:٤)
١٦ يفرَحُ يَهْوَه بِأن يأتَمِنَ الَّذينَ يرضى عنهُم على الأخبارِ الحُلوَة. (إقرأ ١ تسالونيكي ٢:٤.) لاحِظْ كَيفَ تشَجَّعَت أُختٌ اسْمُها جُوسْلِين بَعدَما بشَّرَتِ الآخَرينَ بِالأخبارِ الحُلوَة. ففي أحَدِ الأيَّام، استَيقَظَت مُكتَئِبَة. تقول: «أحسَستُ أنِّي بِلا نَفعٍ ولا طاقَةَ عِندي لِأفعَلَ شَيئًا. لكنِّي كُنتُ فاتِحَةً ولَدَيَّ خِدمَةٌ في ذلِكَ اليَوم. فصلَّيتُ وذهَبتُ إلى الخِدمَة». وفي ذلِكَ الصَّباح، الْتَقَت جُوسْلِين بِمَارِي، امرَأةٍ لَطيفَة قبِلَت دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس. وبَعدَ أشهُر، قالَت مَارِي إنَّها كانَت تُصَلِّي إلى اللّٰهِ وتطلُبُ مُساعَدَتَه، حينَ دقَّت جُوسْلِين بابَ بَيتِها. وتُخبِرُ جُوسْلِين وهي تُفَكِّرُ في ما حصَل: «شعَرتُ أنَّ يَهْوَه كانَ يقولُ لي: ‹أنا راضٍ عنكِ›». طَبعًا، لن يتَجاوَبَ الجَميعُ مع بِشارَتِنا. لكنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يكونُ مَسرورًا حينَ نعمَلُ كُلَّ جُهدِنا كَي نوصِلَ الأخبارَ الحُلوَة.
١٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِمَّا قالَتهُ فِيكِي عنِ الفِديَة؟ (مزمور ٥:١٢)
١٧ يُطَبِّقُ يَهْوَه قيمَةَ الفِديَةِ على الَّذينَ يرضى عنهُم. (١ تي ٢:٥، ٦) ولكنْ ماذا لَو كانَ قَلبُنا لا يتَقَبَّلُ الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا حتَّى بَعدَما آمَنَّا بِالفِديَةِ واعتَمَدنا؟ لا ننسَ أنَّنا لا نقدِرُ دائِمًا أن نثِقَ بِمَشاعِرِنا، لكنَّنا نقدِرُ أن نثِقَ بِيَهْوَه. وهو يعتَبِرُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِالفِديَةِ أشخاصًا مُستَقيمينَ ويَعِدُ بِأن يُبارِكَهُم. (إقرإ المزمور ٥:١٢؛ رو ٣:٢٦) وقدْ ساعَدَ التَّأمُّلُ في الفِديَةِ أُختًا اسْمُها فِيكِي. ففي أحَدِ الأيَّام، بَعدَ أن كانَت تتَأمَّلُ بِعُمقٍ في الفِديَة، قالَت: «يَهْوَه صبَرَ علَيَّ فَترَةً طَويلَة . . . بِالمُقابِل، كُنتُ أقولُ له: ‹مَحَبَّتُكَ لَيسَت كافِيَةً لِتشمُلَني، وفِديَةُ ابْنِكَ لا تكفي لِتمحُوَ خَطاياي›». ولكنْ حينَ تأمَّلَت فِيكِي في هَدِيَّةِ الفِديَة، بدَأَتْ تشعُرُ بِمَحَبَّةِ يَهْوَه. نَحنُ أيضًا سنشعُرُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا وأنَّهُ راضٍ عنَّا عِندَما نتَأمَّلُ في الفِديَة.
١٨ مِمَّ نقدِرُ أن نثِقَ إذا بقينا نُحِبُّ أبانا السَّماوِيّ؟
١٨ مع أنَّنا نجتَهِدُ لِنُطَبِّقَ الاقتِراحاتِ السَّابِقَة، قد نشعُرُ بِالإحباطِ أحيانًا ونتَساءَلُ هل يَهْوَه راضٍ عنَّا. إذا حصَلَ هذا معك، فأبقِ في بالِكَ أنَّ يَهْوَه يرضى عنِ «الَّذينَ يُحافِظونَ على مَحَبَّتِهِم له». (يع ١:١٢) لِذا استَمِرَّ في الاقتِرابِ إلَيهِ وحاوِلْ دائِمًا أن تُلاحِظَ كَيفَ يُعَبِّرُ لكَ عن رِضاه. ولا تنسَ أبَدًا أنَّ يَهْوَه «لَيسَ بَعيدًا عن أيِّ واحِدٍ مِنَّا». — أع ١٧:٢٧.
ما جَوابُك؟
-
لِماذا قد يشعُرُ البَعضُ أنَّ يَهْوَه لَيسَ راضِيًا عنهُم؟
-
ما هي بَعضُ الطُّرُقِ الَّتي يُعَبِّرُ يَهْوَه مِن خِلالِها عن رِضاهُ علَينا؟
-
لِماذا نقدِرُ أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه راضٍ عنَّا؟
التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ عَلِّمْني