مقالة الدرس ٩
التَّرنيمَة ٧٥ «هأنَذا أرسِلْني»
هل أنت جاهز لتنذر نفسك ليهوه؟
«ماذا أرُدُّ لِيَهْوَه مُقابِلَ كُلِّ ما فَعَلَهُ مِن أجْلي؟». — مز ١١٦:١٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
ستُساعِدُكَ هذِهِ المَقالَةُ كَي يصيرَ لَدَيكَ عَلاقَةٌ قَوِيَّة بِيَهْوَه وترغَبَ بِالتَّالي أن تنذُرَ نَفْسَكَ لهُ وتعتَمِد.
١-٢ ماذا يجِبُ أن يفعَلَ الشَّخصُ قَبلَ أن يعتَمِد؟
خِلالَ السَّنَواتِ الخَمسِ الماضِيَة، اعتَمَدَ أكثَرُ مِن مَليونِ شَخصٍ وصاروا مِن شُهودِ يَهْوَه. وكَثيرونَ مِنهُم، مِثلُ التِّلميذِ تِيمُوثَاوُس في القَرنِ الأوَّل، تعَلَّموا الحَقَّ «مُنذُ الطُّفولِيَّة». (٢ تي ٣:١٤، ١٥) وآخَرونَ تعَرَّفوا على يَهْوَه وهُم راشِدون، أو حتَّى بِعُمرٍ كَبير. فمُنذُ فَترَة، درَسَتِ امرَأةٌ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع شُهودِ يَهْوَه واعتَمَدَت بِعُمرِ ٩٧ سَنَة!
٢ إذا كُنتَ تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ أو ترَبَّيتَ في عائِلَةٍ مِن شُهودِ يَهْوَه، فهل تُفَكِّرُ في المَعمودِيَّة؟ إذا كان لَدَيكَ هذا الهَدَف، نمدَحُكَ مِن كُلِّ قَلبِنا. ولكنْ قَبلَ المَعمودِيَّة، يلزَمُ أن تنذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه. هذِهِ المَقالَةُ ستوضِحُ ما مَعنى الانتِذار. وسَتُساعِدُكَ أن ترى لِماذا لَيسَ هُناك سَبَبٌ يمنَعُكَ أن تأخُذَ هذِهِ الخُطوَةَ وتعتَمِدَ حينَ تكونُ جاهِزًا.
ما هوَ الانتِذار؟
٣ أعطِ أمثِلَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ عن أشخاصٍ كانوا مُنتَذِرينَ لِيَهْوَه.
٣ في الكِتابِ المُقَدَّس، يُشيرُ الانتِذارُ إلى فَرزِ شَخصٍ أو تَخصيصِهِ لِهَدَفٍ مُقَدَّس. مَثَلًا، كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أُمَّةً مُنتَذِرَةً لِيَهْوَه. لكنَّ بَعضَ الأفرادِ في الأُمَّةِ كانوا مُنتَذِرينَ لِيَهْوَه بِطَريقَةٍ خُصوصِيَّة. هَارُون مَثَلًا كانَ يضَعُ ‹عَلامَةً مُقَدَّسَة تدُلُّ على الانتِذار›، وهي قِطعَةٌ ذَهَبِيَّة لامِعَة توضَعُ على عِمامَتِهِ مِنَ الأمام. وهذِهِ العَلامَةُ أظهَرَت أنَّهُ مَفروزٌ أو مُخَصَّصٌ لِخِدمَةٍ خُصوصِيَّة، تَحديدًا كرَئيسٍ لِلكَهَنَةِ في إسْرَائِيل. (لا ٨:٩، الحاشية) وكانَ هُناك أيضًا في إسْرَائِيل أشخاصٌ مَنذورونَ لِخِدمَةِ يَهْوَه بِطَريقَةٍ خُصوصِيَّة. وكَلِمَةُ «مَنذور»، الَّتي تُشتَقُّ مِنَ الكَلِمَةِ العِبْرَانِيَّة نازير، مَعناها «مَفروزٌ لِلّٰهِ» أو «مُخَصَّصٌ لِلّٰه». ولزِمَ أن يلتَزِمَ المَنذورونَ بِالقُيودِ الَّتي فرَضَتها علَيهِم شَريعَةُ مُوسَى. — عد ٦:٢-٨.
٤ (أ) بِأيِّ مَعنًى يكونُ المُنتَذِرونَ لِيَهْوَه مُخَصَّصينَ لِهَدَفٍ مُقَدَّس؟ (ب) ما مَعنى أن ‹تُنكِرَ نَفْسَكَ كُلِّيًّا›؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ عِندَما تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه، تختارُ أن تكونَ تِلميذًا لِيَسُوع المَسِيح وأن يصيرَ فِعلُ مَشيئَةِ اللّٰهِ أهَمَّ شَيءٍ في حَياتِك. وماذا يتَطَلَّبُ مِنكَ هذا الانتِذار؟ قالَ يَسُوع: «إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني، يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا». (مت ١٦:٢٤) والعِبارَةُ اليُونَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «يُنكِرُ نَفْسَهُ كُلِّيًّا» يُمكِنُ أن تُتَرجَمَ أيضًا إلى «يقولُ ‹لا› لِنَفْسِه». وكَخادِمٍ مُنتَذِرٍ لِيَهْوَه، يلزَمُ أن تقولَ «لا» لِأيِّ شَيءٍ يتَعارَضُ مع مَشيئَتِه. (٢ كو ٥:١٤، ١٥) وهذا يشمُلُ أن تقولَ «لا» لِـ «أعمالِ الجَسَدِ» مِثلِ العَهارَة. (غل ٥:١٩-٢١؛ ١ كو ٦:١٨) ولكنْ هل تجعَلُ هذِهِ القُيودُ حَياتَكَ صَعبَة؟ لا إذا كُنتَ تُحِبُّ يَهْوَه وكُنتَ مُقتَنِعًا أنَّ وَصاياهُ هي لِخَيرِك. (مز ١١٩:٩٧؛ إش ٤٨:١٧، ١٨) يُعَبِّرُ أخٌ اسْمُهُ نِيكُولَاس عن هذِهِ الفِكرَة: «تقدِرُ أن تعتَبِرَ مَقاييسَ يَهْوَه مِثلَ قُضبانِ السِّجنِ الَّتي تمنَعُكَ أن تفعَلَ ما تُريد، أو مِثلَ قُضبانِ قَفَصِ أُسودٍ تحميكَ مِنَ الخَطَر».
٥ (أ) كَيفَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟ (ب) ما الفَرقُ بَينَ الانتِذارِ والمَعمودِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٥ وكَيفَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟ تعِدُهُ في الصَّلاةِ أن تعبُدَهُ وَحدَهُ وتضَعَ مَشيئَتَهُ أوَّلًا في حَياتِك. بِكَلِماتٍ أُخرى، تعِدُهُ أن تُحِبَّهُ طَوالَ حَياتِكَ «بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ عَقلِكَ وبِكُلِّ قُوَّتِك». (مر ١٢:٣٠) والانتِذارُ هو بَينَكَ وبَينَ يَهْوَه وَحدَكُما. أمَّا المَعمودِيَّةُ فهي أمامَ الآخَرين وتُظهِرُ لهُم أنَّكَ نذَرتَ نَفْسَكَ مِن قَبل. الانتِذارُ هو وَعدٌ مُقَدَّس، ويَهْوَه يتَوَقَّعُ مِنكَ أن تعيشَ بِموجَبِه. وطَبعًا، أنتَ سَتَبذُلُ جُهدَكَ كَي تَفعَلَ ذلِك. — جا ٥:٤، ٥.
لِماذا تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟
٦ ماذا يدفَعُ الشَّخصَ أن ينذُرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَه؟
٦ السَّبَبُ الرَّئيسِيُّ لِتنذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه هو أنَّكَ تُحِبُّه. ومَحَبَّتُكَ لَيسَت مَبنِيَّةً على المَشاعِرِ فَقَط، بل هي مُؤَسَّسَةٌ على ‹المَعرِفَةِ الدَّقيقَة› و ‹الفَهمِ الرُّوحِيّ›، أيِ الأشياءِ الَّتي تعَلَّمتَها عن يَهْوَه والَّتي جعَلَت مَحَبَّتَكَ لهُ تنمو. (كو ١:٩) فدَرسُكَ لِلكِتابِ المُقَدَّسِ أقنَعَكَ (١) أنَّ يَهْوَه حَقيقِيّ، (٢) أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ هو كَلِمَتُهُ الموحى بها، و (٣) أنَّهُ يستَخدِمُ هَيئَتَهُ لِيُتَمِّمَ مَشيئَتَه.
٧ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ قَبلَ أن ننذُرَ نَفْسَنا لِلّٰه؟
٧ الأشخاصُ الَّذينَ ينذُرونَ حَياتَهُم لِيَهْوَه يجِبُ أن يعرِفُوا التَّعاليمَ الأساسِيَّة في كَلِمَةِ اللّٰهِ وأن يَعيشوا حَسَبَ مَقاييسِه. وهُم يُخبِرونَ الآخَرينَ عن إيمانِهِم إلى الحَدِّ الَّذي تسمَحُ بهِ ظُروفُهُم. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) ومَحَبَّتُهُم لِيَهْوَه نمَت وصارَ لَدَيهِم رَغبَةٌ قَوِيَّة أن يعبُدوهُ هو وَحدَه. ألَيسَ هذا ما يحصُلُ معك؟ بَعدَ أن تنمُوَ فيكَ هذِهِ المَحَبَّة، لن ترى الانتِذارَ والمَعمودِيَّةَ شَيئًا تفعَلُهُ فَقَط لِتُرضِيَ الَّذي يدرُسُ معكَ أو والِدَيكَ ولا لِتكونَ مِثلَ أصدِقائِك.
٨ كَيفَ يُساعِدُكَ التَّقديرُ أن تأخُذَ قَرارَكَ وتنذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟ (مزمور ١١٦:١٢-١٤)
٨ حينَ تُفَكِّرُ في كُلِّ ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِك، تندَفِعُ تِلقائِيًّا أن تنذُرَ نَفْسَكَ له. (إقرإ المزمور ١١٦:١٢-١٤.) فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يُعطينا «كُلَّ عَطِيَّةٍ جَيِّدَة وكُلَّ هَدِيَّةٍ كامِلَة». (يع ١:١٧) وأعظَمُ هذِهِ العَطايا هيَ تَضحيَتُهُ بِابْنِهِ يَسُوع. فكِّر: بِفَضلِ هذِهِ الفِديَة، صارَ مُمكِنًا أن يكونَ لَدَيكَ عَلاقَةٌ قَوِيَّة مع يَهْوَه. وهو أعطاكَ أيضًا الفُرصَةَ أن تعيشَ إلى الأبَد. (١ يو ٤:٩، ١٠، ١٩) لِذا فإنَّ انتِذارَكَ لهُ هو طَريقَةٌ لِتُظهِرَ تَقديرَكَ لِأعظَمِ تَعبيرٍ على الإطلاقِ عنِ المَحَبَّة، فَضلًا عن كُلِّ البَرَكاتِ الأُخرى الَّتي مِن يَهْوَه. (تث ١٦:١٧؛ ٢ كو ٥:١٥) وهذا ما تُبرِزُهُ النُّقطَة ٤ في الدَّرس ٤٦ مِن كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد، الَّتي تتَضَمَّنُ فيديو مُدَّتُهُ ثَلاثُ دَقائِقَ بِعُنوان أيُّ هَدايا نُقَدِّمُها لِيَهْوَه؟.
هل أنتَ جاهِزٌ لِلانتِذارِ والمَعمودِيَّة؟
٩ لِماذا لا يجِبُ أن يشعُرَ الشَّخصُ بِضَغطٍ كَي ينتَذِر؟
٩ قد تشعُرُ أنَّكَ لَستَ جاهِزًا لِلانتِذارِ والمَعمودِيَّة. رُبَّما ما زِلتَ بِحاجَةٍ أن تُغَيِّرَ في حَياتِكَ لِتعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه، أو قد تحتاجُ إلى المَزيدِ مِنَ الوَقتِ لِتُقَوِّيَ إيمانَك. (كو ٢:٦، ٧) طَبعًا، لا يتَقَدَّمُ كُلُّ التَّلاميذِ بِالسُّرعَةِ نَفْسِها، ولا يصيرُ كُلُّ الشَّبابِ جاهِزينَ لِلانتِذارِ والمَعمودِيَّةِ بِالعُمرِ نَفْسِه. لِذا جرِّبْ أن تُقَيِّمَ تَقَدُّمَكَ الرُّوحِيَّ على أساسِ مَقدِراتِكَ ودونَ أن تُقارِنَ نَفْسَكَ بِغَيرِك. — غل ٦:٤، ٥.
١٠ ماذا يُمكِنُ أن تفعَلَ إذا استَنتَجتَ أنَّكَ لَستَ جاهِزًا لِلانتِذارِ والمَعمودِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « لِلَّذينَ ترَبَّوا في الحَقّ».)
١٠ حتَّى لَوِ استَنتَجتَ أنَّكَ لَستَ جاهِزًا لِتنذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه، أبقِ هذا الهَدَفَ أمامَك. صلِّ كَي يُبارِكَ يَهْوَه جُهودَكَ لِتصنَعَ كُلَّ التَّغييراتِ الضَّرورِيَّة. (في ٢:١٣؛ ٣:١٦) وكُنْ أكيدًا أنَّهُ سيَسمَعُ صَلَواتِكَ ويَستَجيبُ لك. — ١ يو ٥:١٤.
لِماذا يتَرَدَّدُ البَعضُ في نَذْرِ أنفُسِهِم لِيَهْوَه؟
١١ كَيفَ سيُساعِدُنا يَهْوَه كَي نبقى أُمَناءَ له؟
١١ بَعضُ الأشخاصِ الجاهِزينَ لِلانتِذارِ والمَعمودِيَّةِ ما زالوا يتَرَدَّدونَ في أخذِ هاتَينِ الخُطوَتَين. فقدْ يُفَكِّرون: ‹ماذا لَوِ ارتَكَبتُ بَعدَ ذلِك خَطِيَّةً خَطيرَة وانفَصَلْتُ؟›. إذا كانَ لَدَيكَ هذا الخَوف، فكُنْ أكيدًا أنَّ يَهْوَه سيُعطيكَ كُلَّ ما تحتاجُ إلَيهِ كَي ‹تسيرَ كما يحِقُّ لِيَهْوَه وتُرضِيَهُ كامِلًا›. (كو ١:١٠) وهو سيُعطيكَ أيضًا القُوَّةَ كَي تفعَلَ الصَّواب. وقدْ برهَنَ مِن قَبل أنَّهُ يقدِرُ أن يفعَلَ ذلِك مِن خِلالِ تَعامُلاتِهِ مع كَثيرينَ مِن خُدَّامِه. (١ كو ١٠:١٣) ولِهذا السَّبَب، قَليلونَ نِسبِيًّا يُفصَلونَ مِنَ الجَماعَةِ المَسيحِيَّة. فيَهْوَه يُجَهِّزُ شَعبَهُ لِيَبقَوا أُمَناء.
١٢ كَيفَ نتَجَنَّبُ أن نقَعَ في خَطِيَّةٍ خَطيرَة؟
١٢ كُلُّ إنسانٍ ناقِصٍ يُغرى كَي يفعَلَ الخَطَأ. (يع ١:١٤) ولكنْ هل سَتَستَسلِمُ لِلإغراءِ وتفعَلُ الخَطَأَ؟ القرار قرارك. ففي النِّهايَة، بِيَدِكَ أنتَ أن تُقَرِّرَ كَيفَ تعيشُ حَياتَك. صَحيحٌ أنَّ البَعضَ يقولونَ العَكس، ولكنْ تقدِرُ أن تتَعَلَّمَ كَيفَ تتَحَكَّمُ بِرَغَباتِك. وحتَّى لَو ظهَرَت لَدَيكَ رَغَباتٌ غَيرُ لائِقَة، تقدِرُ أن تمنَعَ نَفْسَكَ أن تعمَلَ حَسَبَ هذِهِ الرَّغَبات. وهُنا أنتَ بِحاجَةٍ أن تُصَلِّيَ كُلَّ يَوم. حافِظْ على روتينٍ جَيِّدٍ لِلدَّرسِ الشَّخصِيِّ في كَلِمَةِ اللّٰه. أُحضُرِ اجتِماعاتِ الجَماعَة. أخبِرِ الآخَرينَ عن إيمانِك. وحينَ تقومُ بِهذِهِ الخُطُواتِ بِاستِمرار، تنالُ القُوَّةَ لِتعيشَ حَسَبَ انتِذارِك. ولا تنسَ أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك. — غل ٥:١٦.
١٣ أيُّ مِثالٍ جَيِّدٍ رسَمَهُ يُوسُف لنا؟
١٣ سيَسهُلُ علَيكَ أن تعيشَ حَسَبَ انتِذارِكَ إذا قرَّرتَ مُسبَقًا ماذا تفعَلُ حينَ تُواجِهُ الإغراءات. والكِتابُ المُقَدَّسُ يُخبِرُنا عن أشخاصٍ نجَحوا في ذلِك مع أنَّهُم كانوا أيضًا بَشَرًا ناقِصين. مَثَلًا، حاوَلَت زَوجَةُ فُوطِيفَار مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ أن تُغرِيَ يُوسُف. ولكنْ كانَ واضِحًا بِالنِّسبَةِ لهُ ماذا سيَفعَلُ في مَوقِفٍ كهذا. يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّهُ «كانَ يَرفُضُ» ويَقولُ لها: «كَيفَ أفعَلُ هذا الشَّرَّ العَظيمَ وأُخطِئُ إلى اللّٰه؟». (تك ٣٩:٨-١٠) واضِحٌ أنَّ يُوسُف عرَفَ جَيِّدًا كَيفَ سيَتَصَرَّفُ حتَّى قَبلَ أن تُحاوِلَ زَوجَةُ فُوطِيفَار أن تُغرِيَه. وهذا جعَلَ الأمرَ أسهَلَ علَيهِ عِندَما تعَرَّضَ لِلإغراء.
١٤ كَيفَ نتَعَلَّمُ أن نقولَ «لا» لِلخَطَإ؟
١٤ كَيفَ يكونُ عِندَكَ التَّصميمُ نَفْسُهُ الَّذي كانَ عِندَ يُوسُف؟ تقدِرُ أن تُقَرِّرَ مِنَ الآنَ ماذا ستفعَلُ إذا تعَرَّضتَ لِإغراء. تعَلَّمْ أن تقولَ «لا» فَورًا لِلأشياءِ الَّتي يكرَهُها يَهْوَه، حتَّى أن ترفُضَ التَّفكيرَ فيها. (مز ٩٧:١٠؛ ١١٩:١٦٥) وهكَذا ستصمُدُ في وَجهِ الإغراءات. فأنتَ تعرِفُ مِن قَبل ماذا ستفعَل. الطَّريقُ أمامَكَ واضِحَةٌ تَمامًا.
١٥ كَيفَ يُظهِرُ الشَّخصُ أنَّهُ ‹يطلُبُ› يَهْوَه بِصِدق؟ (عبرانيين ١١:٦)
١٥ مِن جِهَةٍ أُخرى، رُبَّما أنتَ تعرِفُ أنَّكَ وجَدتَ الحَقَّ وتُريدُ أن تخدُمَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِك، لكنْ هُناك شَيءٌ يمنَعُكَ عنِ الانتِذارِ والمَعمودِيَّة. في هذِهِ الحالَة، صلِّ إلى يَهْوَه مِثلَما فعَلَ المَلِكُ دَاوُد. فهو طلَبَ مِنه: «إفحَصْ ما في داخِلي يا اللّٰه، واعرِفْ قَلبي. إفحَصْ ما في داخِلي واعرِفْ هُمومي. أُنظُرْ إذا كانَ لَدَيَّ مَيلٌ إلى طَريقٍ سَيِّئ، ووَجِّهْني في الطَّريقِ الَّذي يَبْقى إلى الأبَد». (مز ١٣٩:٢٣، ٢٤) ويَهْوَه يُبارِكُ الَّذينَ ‹يطلُبونَهُ› بِصِدق. واجتِهادُكَ لِتصِلَ إلى هَدَفِ الانتِذارِ والمَعمودِيَّةِ يُؤَكِّدُ لهُ أنَّكَ تفعَلُ ذلِك. — إقرإ العبرانيين ١١:٦.
إستَمِرَّ في الاقتِرابِ إلى يَهْوَه
١٦-١٧ كَيفَ يُمكِنُ أن يجذِبَ يَهْوَه الَّذينَ ترَبَّوا في الحَقّ؟ (يوحنا ٦:٤٤)
١٦ قالَ يَسُوع إنَّ يَهْوَه يجذِبُ تَلاميذَه. (إقرأ يوحنا ٦:٤٤.) تأمَّلْ في هذِهِ الفِكرَةِ العَميقَة وكَيفَ تنطَبِقُ علَيك. فيَهْوَه يرى شَيئًا جَيِّدًا في كُلِّ شَخصٍ يجذِبُهُ إلَيه، ويَعتَبِرُهُ «مِلْكَهُ الخاصَّ» أوِ «الثَّمين». (تث ٧:٦، الحاشية) ولا شَكَّ أنَّهُ يعتَبِرُكَ أنتَ أيضًا كذلِك.
١٧ ولكنْ قد تكونُ شابًّا ترَبَّى في الحَقّ. وقدْ تشعُرُ أنَّكَ تخدُمُ يَهْوَه لِمُجَرَّدِ أنَّ يَهْوَه جذَبَ والِدَيك. لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يقول: «إقتَرِبوا إلى اللّٰهِ فيَقتَرِبَ إلَيكُم». (يع ٤:٨؛ ١ أخ ٢٨:٩) فحينَ تأخُذُ أنتَ المُبادَرَةَ لِتقتَرِبَ إلى يَهْوَه، يقتَرِبُ هو بِدَورِهِ إلَيك. فيَهْوَه لا ينظُرُ إلَيكَ كجُزءٍ مِن مَجموعَةٍ فَقَط. بل يجذِبُ كُلَّ شَخص، بِمَن فيهِمِ الَّذين ترَبَّوا في الحَقّ. وحينَ يأخُذُ أحَدٌ المُبادَرَةَ لِيَقتَرِبَ إلى يَهْوَه، يقتَرِبُ هو إلَيهِ مِثلَما تقولُ يَعْقُوب ٤:٨. — قارن ٢ تسالونيكي ٢:١٣.
١٨ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟ (مزمور ٤٠:٨)
١٨ حينَ تنذُرُ نَفْسَكَ لِيَهْوَه وتعتَمِد، تُظهِرُ أنَّكَ تتبَعُ مِثالَ يَسُوع. فهو قدَّمَ نَفْسَهُ طَوعًا لِأبيهِ كَي يعمَلَ كُلَّ ما يطلُبُهُ مِنه. (إقرإ المزمور ٤٠:٨؛ عب ١٠:٧) وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سنُناقِشُ ماذا يُساعِدُكَ أن تظَلَّ تخدُمُ يَهْوَه بِأمانَةٍ بَعدَ مَعمودِيَّتِك.
ما جَوابُك؟
-
ماذا يعني أن تنذُرَ نَفْسَكَ لِيَهْوَه؟
-
ما عَلاقَةُ التَّقديرِ بِالانتِذارِ لِيَهْوَه؟
-
ماذا يُساعِدُكَ كَي لا ترتَكِبَ خَطِيَّةً خَطيرَة؟
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!