الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٤

إسعَ لأهدافك الروحية ولا تستسلم

إسعَ لأهدافك الروحية ولا تستسلم

‏«لا نَتَوَقَّفْ عن عَمَلِ أعمالٍ جَيِّدَة،‏ لِأنَّنا سنَحصُدُ في الوَقتِ المُناسِبِ إذا لم نَستَسلِم».‏ —‏ غل ٦:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ٨٤ الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها كَثيرونَ مِنَّا؟‏

 هل وضَعتَ هَدَفًا روحِيًّا،‏ لكنَّكَ تستَصعِبُ أن تصِلَ إلَيه؟‏ b في هذِهِ الحالَة،‏ أنتَ لَستَ وَحدَك.‏ فِيلِيب مَثَلًا أرادَ أن يزيدَ صَلَواتِهِ ويُحَسِّنَها،‏ لكنَّهُ استَصعَبَ أن يجِدَ وَقتًا لِيُصَلِّي.‏ وإيرِيكَا وضَعَت هَدَفًا لِتصِلَ إلى اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ على الوَقت،‏ لكنَّها ظلَّت تتَأخَّرُ في أغلَبِ المَرَّات.‏ أمَّا تُومَاس،‏ فحاوَلَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أن يقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه.‏ لكنَّهُ يُخبِر:‏ «لم أتَمَتَّعْ بِقِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ حاوَلتُ ثَلاثَ مَرَّات.‏ وكُلَّ مَرَّة،‏ كُنتُ أتَوَقَّفُ عِندَ سِفرِ اللَّاوِيِّين».‏

٢ حينَ نستَصعِبُ الوُصولَ إلى هَدَفٍ روحِيّ،‏ لِمَ لا يجِبُ أن نستَسلِم؟‏

٢ حينَ تستَصعِبُ الوُصولَ إلى هَدَفِك،‏ لا تعتَبِرْ نَفْسَكَ فاشِلًا.‏ فأنتَ تحتاجُ إلى وَقتٍ وجُهدٍ لِتصِلَ حتَّى إلى أهدافٍ بَسيطَة.‏ وبِما أنَّكَ تسعى لِهَدَفِك،‏ فهذا دَليلٌ أنَّكَ تُقَدِّرُ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه،‏ وتُريدُ أن تُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَيك.‏ ويَهْوَه يُقَدِّرُ جُهودَك،‏ ولا يطلُبُ مِنكَ أن تفعَلَ شَيئًا فَوقَ طاقَتِك.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٤؛‏ مي ٦:‏٨‏)‏ لِذلِك،‏ راجِعْ هَدَفَكَ لِتتَأكَّدَ أنَّهُ يُناسِبُ ظُروفَكَ وإمكانِيَّاتِك.‏ ثُمَّ اسعَ لِتصِلَ إلَيه.‏ وماذا سيُساعِدُك؟‏ إلَيكَ بَعضَ الاقتِراحات.‏

نمِّ الرَّغبَة

أُطلب من يهوه أن يعطيك الرغبة (‏أُنظر الفقرتين ٣-‏٤.‏)‏

٣ لِمَ مُهِمٌّ أن تكونَ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة؟‏

٣ حينَ تكونُ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة،‏ تبذُلُ جُهدًا أكبَرَ لِتصِلَ إلى هَدَفِك.‏ فالرَّغبَةُ تُشبِهُ الرِّيحَ الَّتي تدفَعُ شِراعَ القارِب،‏ وتُمَكِّنُهُ بِالتَّالي أن يصِلَ إلى وِجهَتِه.‏ وكُلَّما قوِيَتِ الرِّيح،‏ وصَلَ القارِبُ بِشَكلٍ أسرَعَ إلى وِجهَتِه.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كُلَّما قوِيَت رَغبَتُك،‏ سهُلَ علَيكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك.‏ يقولُ أخٌ في السَّلْفَادُور اسْمُهُ دَايْفِيد:‏ «حينَ تكونُ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة،‏ تُحاوِلُ أكثَرَ ولا تسمَحُ لِأيِّ شَيءٍ بِأن يُعيقَك».‏ إذًا،‏ كَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَك؟‏

٤ ماذا جَيِّدٌ أن نطلُبَ في صَلَواتِنا؟‏ (‏فيلبي ٢:‏١٣‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ الرَّغبَة.‏ بِواسِطَةِ الرُّوحِ القُدُس،‏ سيُعطيكَ يَهْوَه الرَّغبَةَ لِتُحَقِّقَ هَدَفَك.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٢:‏١٣‏.‏)‏ فأحيانًا،‏ نضَعُ هَدَفًا لِأنَّ هذا واجِبُنا،‏ لا لِأنَّنا نرغَبُ فِعلًا في تَحقيقِه.‏ هذا ما حصَلَ مع أُختٍ في أُوغَنْدَا اسْمُها نُورِينَا.‏ فقدْ وضَعَت هَدَفًا لِتبدَأَ بِدَرسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ لكنَّها لم ترغَبْ فِعلًا في ذلِك.‏ فهي شعَرَت أنَّها لا تقدِرُ أن تُديرَ دَرسًا.‏ فماذا ساعَدَها؟‏ تُخبِر:‏ «صِرتُ أطلُبُ مِن يَهْوَه يَومِيًّا أن يُعطِيَني الرَّغبَةَ لِأبدَأَ بِدَرس.‏ وانسِجامًا مع صَلَواتي،‏ اجتَهَدتُ لِأُحَسِّنَ مَهاراتي في التَّعليم.‏ وهكَذا بَعدَ بِضعَةِ أشهُر،‏ لاحَظتُ أنَّ رَغبَتي قوِيَت.‏ وفي نَفسِ السَّنَة،‏ صارَ عِندي دَرسان».‏

٥ كَي نزيدَ رَغبَتَنا،‏ في ماذا يجِبُ أن نتَأمَّل؟‏

٥ تأمَّلْ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك.‏ (‏مز ١٤٣:‏٥‏)‏ تأمَّلَ الرَّسولُ بُولُس في ما فعَلَهُ يَهْوَه له.‏ فاندَفَعَ لِيَجتَهِدَ في خِدمَتِه.‏ (‏١ كو ١٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١ تي ١:‏١٢-‏١٤‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كُلَّما تأمَّلتَ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك،‏ زادَت رَغبَتُكَ في الوُصولِ إلى هَدَفِك.‏ (‏مز ١١٦:‏١٢‏)‏ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ ذلِك أُختًا في هُنْدُورَاس لِتصيرَ فاتِحَةً عادِيَّة.‏ تقول:‏ «تأمَّلتُ كم يُحِبُّني يَهْوَه.‏ ففكَّرتُ كَيفَ جذَبَني إلى شَعبِه،‏ وكَيفَ يهتَمُّ بي ويَحميني.‏ وهكَذا،‏ زادَت مَحَبَّتي لهُ ورَغبَتي في أن أصيرَ فاتِحَة».‏

٦ ماذا يُساعِدُكَ أيضًا أن تُقَوِّيَ رَغبَتَك؟‏

٦ فكِّرْ كَيفَ ستستَفيدُ حينَ تصِلُ إلى هَدَفِك.‏ لاحِظْ ماذا ساعَدَ إيرِيكَا أن تصِلَ إلى اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ على الوَقت.‏ تقول:‏ «عرَفتُ أنِّي أخسَرُ كَثيرًا حينَ أتَأخَّر.‏ أمَّا حينَ أصِلُ باكِرًا،‏ فأُسَلِّمُ على الإخوَةِ وأتَحَدَّثُ معهُم.‏ كما أسمَعُ في الاجتِماعِ اقتِراحاتٍ لِأُحَسِّنَ خِدمَتي وأفرَحَ بها».‏ وهكَذا،‏ حينَ فكَّرَت إيرِيكَا في الفَوائِد،‏ استَطاعَت أن تُحَقِّقَ هَدَفَها.‏ إذًا،‏ فكِّرْ كَيفَ ستستَفيدُ حينَ تُحَقِّقُ هَدَفَك.‏ مَثَلًا،‏ إذا كانَ هَدَفُكَ أن تُحَسِّنَ صَلَواتِكَ أو قِراءَتَكَ لِلكِتابِ المُقَدَّس،‏ فكِّرْ كَيفَ ستُقَوِّي بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وإذا كانَ هَدَفُكَ أن تُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة،‏ فكِّرْ كَيفَ ستُحَسِّنُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِالآخَرين.‏ (‏كو ٣:‏١٤‏)‏ فلِمَ لا تكتُبُ لائِحَةً بِالأسبابِ الَّتي تدفَعُكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك،‏ وتُراجِعُها دائِمًا؟‏ يقولُ تُومَاس:‏ «كُلَّما كثُرَتِ الأسبابُ الَّتي تدفَعُكَ لِتُحَقِّقَ هَدَفَك،‏ قلَّ الاحتِمالُ أن تستَسلِم».‏

٧ ماذا ساعَدَ جُولْيُو وزَوجَتَهُ أن يصِلا إلى هَدَفِهِما؟‏

٧ إقضِ وَقتًا مع أشخاصٍ يُشَجِّعونَك.‏ (‏أم ١٣:‏٢٠‏)‏ وضَعَ أخٌ اسْمُهُ جُولْيُو وزَوجَتُهُ هَدَفًا أن ينتَقِلا حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أكبَر.‏ فماذا ساعَدَهُما أن يُحَقِّقا هذا الهَدَف؟‏ يُخبِرُ جُولْيُو:‏ «إختَرنا أصدِقاءَ يُشَجِّعونَنا.‏ فكُنَّا نتَحَدَّثُ معهُم عن هَدَفِنا.‏ وبِما أنَّ كَثيرينَ مِنهُم حقَّقوا أهدافًا مُشابِهَة،‏ كانوا يُعطونَنا اقتِراحاتٍ مُفيدَة،‏ يُتابِعونَ كَيفَ تسيرُ خُطَطُنا،‏ ويُقَدِّمونَ لنا التَّشجيعَ اللَّازِم».‏

ماذا لَو لم تكُنْ لَدَيكَ الرَّغبَة؟‏

إجتهِد لتحقِّق هدفك (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏

٨ لِمَ لا يجِبُ أن نعتَمِدَ على رَغبَتِنا فَقَط؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٨ طَبعًا،‏ لا تكونُ لَدَينا دائِمًا رَغبَةٌ قَوِيَّة.‏ ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّنا لا نستَطيعُ أن نصِلَ إلى هَدَفِنا؟‏ كلَّا.‏ فمِثلَما رأيْنا،‏ تدفَعُ الرِّيحُ شِراعَ القارِب،‏ وتُمَكِّنُهُ بِالتَّالي أن يصِلَ إلى وِجهَتِه.‏ لكنَّ الرِّيحَ تختَلِفُ قُوَّتُها مِن وَقتٍ إلى آخَر،‏ وأحيانًا تتَوَقَّفُ تَمامًا.‏ فهل يعني ذلِك أنَّ القارِبَ سيَتَوَقَّف؟‏ كلَّا.‏ ففي بَعضِ القَوارِب،‏ هُناك مُحَرِّكات.‏ وفي قَوارِبَ أُخرى،‏ هُناك مَجاديف.‏ وبِفَضلِ وَسائِلَ كهذِه،‏ يستَطيعُ البَحَّارُ أن يُتابِعَ رِحلَتَه.‏ ورَغبَتُنا تُشبِهُ الرِّيح.‏ فيُمكِنُ أن تقوى،‏ تضعُف،‏ أو حتَّى تختَفِيَ بِالمَرَّة.‏ ولكنْ مِثلَما يستَعمِلُ البَحَّارُ وَسائِلَ أُخرى لِيُتابِعَ رِحلَتَه،‏ نقدِرُ أن نُواصِلَ السَّعيَ لِهَدَفِنا،‏ حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك.‏ صَحيحٌ أنَّ هذا يتَطَلَّبُ مِنَّا أن نضغَطَ على نَفْسِنا،‏ لكنَّ الجُهدَ الَّذي نبذُلُهُ لن يضيع.‏ ولكنْ هل صَحٌّ أن نضغَطَ على نَفْسِنا كَي نصِلَ إلى هَدَفِنا؟‏ وماذا يُساعِدُنا في حالاتٍ كهذِه؟‏

٩ هل صَحٌّ أن نضغَطَ على نَفْسِنا كَي نصِلَ إلى هَدَفِنا؟‏ أوضِح.‏

٩ يُريدُ يَهْوَه أن نخدُمَهُ طَوعًا وبِفَرَح.‏ (‏مز ١٠٠:‏٢؛‏ ٢ كو ٩:‏٧‏)‏ فهل يجِبُ أن نُواصِلَ السَّعيَ لِهَدَفِنا،‏ حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك؟‏ قالَ الرَّسولُ بُولُس:‏ «أقمَعُ جَسَدي وأستَعبِدُه».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ فهو ضغَطَ على نَفْسِهِ لِيَفعَلَ الصَّواب،‏ حتَّى حينَ لم يرغَبْ في ذلِك.‏ فهل رضِيَ يَهْوَه عن خِدمَتِه؟‏ نَعَم،‏ وبارَكَهُ أيضًا على جُهودِه.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٠ حتَّى حينَ لا تكونُ لَدَينا رَغبَة،‏ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نجتَهِدُ لِنُحَقِّقَ هَدَفَنا؟‏

١٠ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نجتَهِدُ لِنصِلَ إلى هَدَفِنا،‏ حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك،‏ نُفَرِّحُ يَهْوَه كَثيرًا.‏ فنَحنُ نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُحِبُّهُ هو،‏ حتَّى لَو لم نُحِبَّ العَمَلَ الَّذي نقومُ به.‏ ويَهْوَه سيُبارِكُنا على جُهودِنا،‏ تَمامًا مِثلَما بارَكَ بُولُس.‏ (‏مز ١٢٦:‏٥‏)‏ وهذا بِدَورِهِ سيُقَوِّي رَغبَتَنا لِنصِلَ إلى هَدَفِنا.‏ تقولُ أُختٌ مِن بُولَنْدَا اسْمُها لُوسِنَّا:‏ «أحيانًا،‏ لا أرغَبُ أن أذهَبَ إلى الخِدمَة،‏ خُصوصًا حينَ أكونُ تَعبانَة.‏ ولكنْ حينَ أذهَبُ رَغمَ ذلِك،‏ أشعُرُ بِفَرَحٍ كَبير.‏ وهذا الفَرَحُ هو هَدِيَّةٌ رائِعَة مِن يَهْوَه».‏ إذًا،‏ لِنرَ ماذا يُساعِدُنا حينَ لا تكونُ عِندَنا رَغبَةٌ في الاستِمرار.‏

١١ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفْس؟‏

١١ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ لِتُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفْس.‏ يُساعِدُكَ ضَبطُ النَّفْسِ أن تتَحَكَّمَ في مَشاعِرِكَ وتَصَرُّفاتِك،‏ وتمتَنِعَ بِالتَّالي عن فِعلِ الخَطَإ.‏ لكنَّهُ يُساعِدُكَ أيضًا أن تفعَلَ الصَّواب،‏ خُصوصًا حينَ يكونُ ذلِك صَعبًا علَيك،‏ أو حينَ لا ترغَبُ في فِعلِه.‏ فكَيفَ تُنَمِّي هذِهِ الصِّفَةَ المُهِمَّة؟‏ تذَكَّرْ أنَّ ضَبطَ النَّفْسِ جُزءٌ مِن ثَمَرِ الرُّوحِ القُدُس.‏ فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ روحَه.‏ (‏لو ١١:‏١٣؛‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ هذا ما فعَلَهُ دَايْفِيد لِيَكونَ مُنتَظِمًا في دَرسِهِ الشَّخصِيّ.‏ يقول:‏ «طلَبتُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَني لِأُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفس.‏ وبِفَضلِ مُساعَدَتِه،‏ استَطَعتُ أن أضَعَ بَرنامَجًا جَيِّدًا لِلدَّرس،‏ وألتَزِمَ به».‏

١٢ كَيفَ ينطَبِقُ المَبدَأُ في الجَامِعَة ١١:‏٤ على الأهدافِ الرُّوحِيَّة؟‏

١٢ لا تنتَظِرِ الظُّروفَ المِثالِيَّة.‏ في هذا العالَم،‏ لن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّةً أبَدًا.‏ وبِالتَّالي،‏ إذا انتَظَرنا حتَّى تصيرَ ظُروفُنا مِثالِيَّة،‏ فلن نصِلَ إلى هَدَفِنا.‏ ‏(‏إقرإ الجامعة ١١:‏٤‏.‏)‏ يقولُ أخٌ اسْمُهُ دَانْيَال:‏ «لن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّةً أبَدًا.‏ فبَدَلَ أن ننتَظِر،‏ يجِبُ أن نبدَأَ سَعيَنا.‏ وهكَذا،‏ نخلُقُ لِنَفْسِنا أفضَلَ الظُّروف».‏ وهُناك سَبَبٌ آخَرُ كَي لا نُؤَجِّل.‏ يقولُ أخٌ في أُوغَنْدَا اسْمُهُ بُول:‏ «حينَ نبدَأُ سَعيَنا رَغمَ الظُّروفِ الصَّعبَة،‏ نُعطي يَهْوَه شَيئًا لِيُبارِكَه».‏ —‏ مل ٣:‏١٠‏.‏

١٣ كَيفَ تُساعِدُنا الأهدافُ الصَّغيرَة؟‏

١٣ ضعْ أهدافًا صَغيرَة توصِلُكَ إلى هَدَفِكَ الأساسِيّ.‏ هل تشعُرُ أنَّ هَدَفَكَ صَعبٌ جِدًّا علَيك؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ حاوِلْ أن تضَعَ أهدافًا صَغيرَة تُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَه.‏ مَثَلًا،‏ إذا كُنتَ تسعى لِتُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة،‏ فلِمَ لا تُحاوِلُ أوَّلًا أن تُظهِرَها بِطُرُقٍ بَسيطَة؟‏ وإذا كُنتَ تسعى لِتقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه،‏ فلِمَ لا تبدَأُ بِقِراءَةِ مَقاطِعَ صَغيرَة؟‏ هذا ما فعَلَهُ تُومَاس لِيَقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِهِ في سَنَة.‏ يُخبِر:‏ «كُنتُ أسعى لِأقرَأَ بِسُرعَةٍ تفوقُ قُدرَتي.‏ لِذا،‏ قرَّرتُ أن أبدَأَ مِن جَديد.‏ فبدَأتُ أقرَأُ مَقاطِعَ صَغيرَة،‏ ثُمَّ أتَأمَّلُ فيها.‏ وبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ صِرتُ أتَمَتَّعُ بِقِراءَتي».‏ وشَيئًا فشَيئًا،‏ صارَ تُومَاس يقرَأُ مَقاطِعَ أكبَر.‏ وهكَذا،‏ قرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه.‏ c

لا تستَسلِم

١٤ ماذا قد يُصَعِّبُ علَينا أن نُحَقِّقَ هَدَفَنا؟‏

١٤ كما رأينا،‏ مُهِمٌّ أن تكونَ لَدَينا رَغبَةٌ قَوِيَّة،‏ وحتَّى أن نضغَطَ على نَفسِنا،‏ كَي نُحَقِّقَ هَدَفَنا.‏ لكنَّنا قد نُواجِهُ صُعوباتٍ إضافِيَّة.‏ مَثَلًا،‏ قد نتَعَرَّضُ ‹لِحَوادِثَ غَيرِ مُتَوَقَّعَة› تستَنزِفُ وَقتَنا.‏ (‏جا ٩:‏١١‏)‏ أو قد نُواجِهُ ظُروفًا صَعبَة تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا وتستَنزِفُ طاقَتَنا.‏ (‏أم ٢٤:‏١٠‏)‏ وبِسَبَبِ نَقصِنا،‏ قد نرتَكِبُ أخطاءً تُصَعِّبُ علَينا أن نُحَقِّقَ هَدَفَنا.‏ (‏رو ٧:‏٢٣‏)‏ أو بِبَساطَة،‏ قد نتعَب.‏ (‏مت ٢٦:‏٤٣‏)‏ فماذا يُساعِدُنا أن لا نستَسلِم؟‏

١٥ حينَ نُواجِهُ صُعوبات،‏ لِمَ لا يجِبُ أن نعتَبِرَ أنَّنا فشِلنا؟‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٤‏)‏

١٥ لا تعتَبِرْ أنَّكَ فشِلت.‏ يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّنا سنُواجِهُ مَشاكِلَ أو صُعوبات.‏ لكنَّهُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ علَيها،‏ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ١٤٥:‏١٤‏.‏)‏ يقولُ فِيلِيب:‏ «لا أقيسُ نَجاحي بِحَسَبِ المَرَّاتِ الَّتي أسقُطُ فيها،‏ بلِ المَرَّاتِ الَّتي أقومُ فيها مُجَدَّدًا وأُواصِلُ السَّعيَ لِهَدَفي».‏ ويَقولُ دَايْفِيد:‏ «حينَ أمُرُّ بِصُعوبات،‏ أعتَبِرُها فُرصَةً لِأُظهِرَ لِيَهْوَه كم أُحِبُّه».‏ إذًا،‏ حينَ نُواصِلُ التَّقَدُّمَ رَغمَ الصُّعوبات،‏ نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُريدُ أن نُرضِيَه.‏ وبِلا شَكّ،‏ هذا سيُفَرِّحُهُ كَثيرًا.‏

١٦ ماذا قد تكشِفُ لنا الصُّعوباتُ الَّتي نُواجِهُها؟‏

١٦ تعَلَّمْ مِنَ المُشكِلَةِ الَّتي تمُرُّ بها.‏ فكِّرْ ماذا سبَّبَ المُشكِلَةَ الَّتي تُواجِهُها.‏ ثُمَّ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹كَيفَ أتَجَنَّبُ تَكرارَ ذلِك في المُستَقبَل؟‏›.‏ (‏أم ٢٧:‏١٢‏)‏ وقدْ تكشِفُ لكَ المُشكِلَةُ أنَّ هَدَفَكَ لَيسَ واقِعِيًّا.‏ ففكِّرْ فيهِ مُجَدَّدًا لِترى هل يُناسِبُ ظُروفَكَ أنت.‏ d وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يعتَبِرَكَ فاشِلًا،‏ إذا لم تستَطِعْ أن تُحَقِّقَ هَدَفًا يفوقُ طاقَتَك.‏ —‏ ٢ كو ٨:‏١٢‏.‏

١٧ لِمَ يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا ماذا حقَّقنا؟‏

١٧ أبقِ في بالِكَ ماذا حقَّقتَ حتَّى الآن.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «اللّٰهُ لَيسَ فيهِ إثمٌ حتَّى ينسى عَمَلَكُم».‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ وأنتَ أيضًا،‏ لا تنسَ ما أنجَزتَه،‏ بل فكِّرْ فيه.‏ مَثَلًا:‏ هل صِرتَ أقرَبَ إلى يَهْوَه؟‏ هل بدَأتَ تُخبِرُ الآخَرينَ عنه؟‏ أو هلِ انتَذَرتَ له واعتَمَدت؟‏ فحينَ تُفَكِّرُ في ما حقَّقتَهُ حتَّى الآن،‏ ستَزيدُ ثِقَتَكَ أنَّكَ تقدِرُ أن تُواصِلَ تَقَدُّمَك.‏ —‏ في ٣:‏١٦‏.‏

تمتَّعْ بالرحلة (‏أُنظر الفقرة ١٨.‏)‏

١٨ فيما نسعى لِهَدَفِنا،‏ ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّر؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٨ ثِقْ أنَّكَ تقدِرُ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه أن تصِلَ إلى هَدَفِك،‏ تَمامًا مِثلَما يصِلُ البَحَّارُ إلى وِجهَتِه.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ البَحَّارَ لا يهُمُّهُ فَقَط أن يصِلَ إلى وِجهَتِه،‏ بل يتَمَتَّعُ أيضًا بِرِحلَتِهِ فيما يقومُ بها.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ فيما تسعى لِهَدَفِكَ الرُّوحِيّ،‏ لاحِظْ كَيفَ بارَكَكَ يَهْوَه حتَّى الآن،‏ وافرَحْ بِهذِهِ البَرَكات.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ وواصِلْ تَقَدُّمَكَ ولا تستَسلِم.‏ فبَرَكاتٌ أعظَمُ في انتِظارِك.‏ —‏ غل ٦:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٦ إسهَروا،‏ تشَجَّعوا،‏ واثبُتوا

a تُشَجِّعُنا هَيئَةُ يَهْوَه دائِمًا أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة.‏ فهل وضَعتَ هَدَفًا،‏ لكنَّكَ تستَصعِبُ أن تصِلَ إلَيه؟‏ ستُعطيكَ هذِهِ المَقالَةُ اقتِراحاتٍ تُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَ أهدافَكَ الرُّوحِيَّة.‏

b شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير:‏ تشمُلُ الأهدافُ الرُّوحِيَّة أيَّ أمرٍ تجتَهِدُ لِتصِلَ إلَيه،‏ كَي تخدُمَ يَهْوَه أكثَرَ وتُفَرِّحَه.‏ ومِنَ الأهدافِ الرُّوحِيَّة أن تُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة،‏ وأن تتَحَسَّنَ في قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ الدَّرسِ الشَّخصِيّ،‏ خِدمَةِ الحَقل،‏ أو غَيرِها مِن مَجالاتِ عِبادَتِك.‏

c أُنظُرْ كِتاب إستَفيدوا مِنَ التَّعليمِ المُزَوَّدِ في مَدرَسَةِ الخِدمَةِ الثِّيوقراطِيَّة،‏ الصَّفحَة ١٠،‏ الفَقرَة ٤‏.‏

d لِتعرِفَ المَزيد،‏ انظُرْ مَقالَة «‏كُنْ مُتَعَقِّلًا في تَوَقُّعاتِكَ وافرَحْ بِخِدمَتِك‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ٢٠٠٨.‏