مقالة الدرس ٢٤
إسعَ لأهدافك الروحية ولا تستسلم
«لا نَتَوَقَّفْ عن عَمَلِ أعمالٍ جَيِّدَة، لِأنَّنا سنَحصُدُ في الوَقتِ المُناسِبِ إذا لم نَستَسلِم». — غل ٦:٩.
التَّرنيمَة ٨٤ الخِدمَةُ حَيثُ الحاجَة
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها كَثيرونَ مِنَّا؟
هل وضَعتَ هَدَفًا روحِيًّا، لكنَّكَ تستَصعِبُ أن تصِلَ إلَيه؟ b في هذِهِ الحالَة، أنتَ لَستَ وَحدَك. فِيلِيب مَثَلًا أرادَ أن يزيدَ صَلَواتِهِ ويُحَسِّنَها، لكنَّهُ استَصعَبَ أن يجِدَ وَقتًا لِيُصَلِّي. وإيرِيكَا وضَعَت هَدَفًا لِتصِلَ إلى اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ على الوَقت، لكنَّها ظلَّت تتَأخَّرُ في أغلَبِ المَرَّات. أمَّا تُومَاس، فحاوَلَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ أن يقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه. لكنَّهُ يُخبِر: «لم أتَمَتَّعْ بِقِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس. حاوَلتُ ثَلاثَ مَرَّات. وكُلَّ مَرَّة، كُنتُ أتَوَقَّفُ عِندَ سِفرِ اللَّاوِيِّين».
٢ حينَ نستَصعِبُ الوُصولَ إلى هَدَفٍ روحِيّ، لِمَ لا يجِبُ أن نستَسلِم؟
٢ حينَ تستَصعِبُ الوُصولَ إلى هَدَفِك، لا تعتَبِرْ نَفْسَكَ فاشِلًا. فأنتَ تحتاجُ إلى وَقتٍ وجُهدٍ لِتصِلَ حتَّى إلى أهدافٍ بَسيطَة. وبِما أنَّكَ تسعى لِهَدَفِك، فهذا دَليلٌ أنَّكَ تُقَدِّرُ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه، وتُريدُ أن تُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَيك. ويَهْوَه يُقَدِّرُ جُهودَك، ولا يطلُبُ مِنكَ أن تفعَلَ شَيئًا فَوقَ طاقَتِك. (مز ١٠٣:١٤؛ مي ٦:٨) لِذلِك، راجِعْ هَدَفَكَ لِتتَأكَّدَ أنَّهُ يُناسِبُ ظُروفَكَ وإمكانِيَّاتِك. ثُمَّ اسعَ لِتصِلَ إلَيه. وماذا سيُساعِدُك؟ إلَيكَ بَعضَ الاقتِراحات.
نمِّ الرَّغبَة
٣ لِمَ مُهِمٌّ أن تكونَ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة؟
٣ حينَ تكونُ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة، تبذُلُ جُهدًا أكبَرَ لِتصِلَ إلى هَدَفِك. فالرَّغبَةُ تُشبِهُ الرِّيحَ الَّتي تدفَعُ شِراعَ القارِب، وتُمَكِّنُهُ بِالتَّالي أن يصِلَ إلى وِجهَتِه. وكُلَّما قوِيَتِ الرِّيح، وصَلَ القارِبُ بِشَكلٍ أسرَعَ إلى وِجهَتِه. بِشَكلٍ مُماثِل، كُلَّما قوِيَت رَغبَتُك، سهُلَ علَيكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك. يقولُ أخٌ في السَّلْفَادُور اسْمُهُ دَايْفِيد: «حينَ تكونُ لَدَيكَ رَغبَةٌ قَوِيَّة، تُحاوِلُ أكثَرَ ولا تسمَحُ لِأيِّ شَيءٍ بِأن يُعيقَك». إذًا، كَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَك؟
٤ ماذا جَيِّدٌ أن نطلُبَ في صَلَواتِنا؟ (فيلبي ٢:١٣) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ الرَّغبَة. بِواسِطَةِ الرُّوحِ القُدُس، سيُعطيكَ يَهْوَه الرَّغبَةَ لِتُحَقِّقَ هَدَفَك. (إقرأ فيلبي ٢:١٣.) فأحيانًا، نضَعُ هَدَفًا لِأنَّ هذا واجِبُنا، لا لِأنَّنا نرغَبُ فِعلًا في تَحقيقِه. هذا ما حصَلَ مع أُختٍ في أُوغَنْدَا اسْمُها نُورِينَا. فقدْ وضَعَت هَدَفًا لِتبدَأَ بِدَرسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس. لكنَّها لم ترغَبْ فِعلًا في ذلِك. فهي شعَرَت أنَّها لا تقدِرُ أن تُديرَ دَرسًا. فماذا ساعَدَها؟ تُخبِر: «صِرتُ أطلُبُ مِن يَهْوَه يَومِيًّا أن يُعطِيَني الرَّغبَةَ لِأبدَأَ بِدَرس. وانسِجامًا مع صَلَواتي، اجتَهَدتُ لِأُحَسِّنَ مَهاراتي في التَّعليم. وهكَذا بَعدَ بِضعَةِ أشهُر، لاحَظتُ أنَّ رَغبَتي قوِيَت. وفي نَفسِ السَّنَة، صارَ عِندي دَرسان».
٥ كَي نزيدَ رَغبَتَنا، في ماذا يجِبُ أن نتَأمَّل؟
٥ تأمَّلْ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك. (مز ١٤٣:٥) تأمَّلَ الرَّسولُ بُولُس في ما فعَلَهُ يَهْوَه له. فاندَفَعَ لِيَجتَهِدَ في خِدمَتِه. (١ كو ١٥:٩، ١٠؛ ١ تي ١:١٢-١٤) بِشَكلٍ مُماثِل، كُلَّما تأمَّلتَ في ما فعَلَهُ يَهْوَه لك، زادَت رَغبَتُكَ في الوُصولِ إلى هَدَفِك. (مز ١١٦:١٢) لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ ذلِك أُختًا في هُنْدُورَاس لِتصيرَ فاتِحَةً عادِيَّة. تقول: «تأمَّلتُ كم يُحِبُّني يَهْوَه. ففكَّرتُ كَيفَ جذَبَني إلى شَعبِه، وكَيفَ يهتَمُّ بي ويَحميني. وهكَذا، زادَت مَحَبَّتي لهُ ورَغبَتي في أن أصيرَ فاتِحَة».
٦ ماذا يُساعِدُكَ أيضًا أن تُقَوِّيَ رَغبَتَك؟
٦ فكِّرْ كَيفَ ستستَفيدُ حينَ تصِلُ إلى هَدَفِك. لاحِظْ ماذا ساعَدَ إيرِيكَا أن تصِلَ إلى اجتِماعاتِ خِدمَةِ الحَقلِ على الوَقت. تقول: «عرَفتُ أنِّي أخسَرُ كَثيرًا حينَ أتَأخَّر. أمَّا حينَ أصِلُ باكِرًا، فأُسَلِّمُ على الإخوَةِ وأتَحَدَّثُ معهُم. كما أسمَعُ في الاجتِماعِ اقتِراحاتٍ لِأُحَسِّنَ خِدمَتي وأفرَحَ بها». وهكَذا، حينَ فكَّرَت إيرِيكَا في الفَوائِد، استَطاعَت أن تُحَقِّقَ هَدَفَها. إذًا، فكِّرْ كَيفَ ستستَفيدُ حينَ تُحَقِّقُ هَدَفَك. مَثَلًا، إذا كانَ هَدَفُكَ أن تُحَسِّنَ صَلَواتِكَ أو قِراءَتَكَ لِلكِتابِ المُقَدَّس، فكِّرْ كَيفَ ستُقَوِّي بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه. (مز ١٤٥:١٨، ١٩) وإذا كانَ هَدَفُكَ أن تُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة، فكِّرْ كَيفَ ستُحَسِّنُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ عَلاقَتَكَ بِالآخَرين. (كو ٣:١٤) فلِمَ لا تكتُبُ لائِحَةً بِالأسبابِ الَّتي تدفَعُكَ أن تصِلَ إلى هَدَفِك، وتُراجِعُها دائِمًا؟ يقولُ تُومَاس: «كُلَّما كثُرَتِ الأسبابُ الَّتي تدفَعُكَ لِتُحَقِّقَ هَدَفَك، قلَّ الاحتِمالُ أن تستَسلِم».
٧ ماذا ساعَدَ جُولْيُو وزَوجَتَهُ أن يصِلا إلى هَدَفِهِما؟
٧ إقضِ وَقتًا مع أشخاصٍ يُشَجِّعونَك. (أم ١٣:٢٠) وضَعَ أخٌ اسْمُهُ جُولْيُو وزَوجَتُهُ هَدَفًا أن ينتَقِلا حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أكبَر. فماذا ساعَدَهُما أن يُحَقِّقا هذا الهَدَف؟ يُخبِرُ جُولْيُو: «إختَرنا أصدِقاءَ يُشَجِّعونَنا. فكُنَّا نتَحَدَّثُ معهُم عن هَدَفِنا. وبِما أنَّ كَثيرينَ مِنهُم حقَّقوا أهدافًا مُشابِهَة، كانوا يُعطونَنا اقتِراحاتٍ مُفيدَة، يُتابِعونَ كَيفَ تسيرُ خُطَطُنا، ويُقَدِّمونَ لنا التَّشجيعَ اللَّازِم».
ماذا لَو لم تكُنْ لَدَيكَ الرَّغبَة؟
٨ لِمَ لا يجِبُ أن نعتَمِدَ على رَغبَتِنا فَقَط؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ طَبعًا، لا تكونُ لَدَينا دائِمًا رَغبَةٌ قَوِيَّة. ولكنْ هل يعني ذلِك أنَّنا لا نستَطيعُ أن نصِلَ إلى هَدَفِنا؟ كلَّا. فمِثلَما رأيْنا، تدفَعُ الرِّيحُ شِراعَ القارِب، وتُمَكِّنُهُ بِالتَّالي أن يصِلَ إلى وِجهَتِه. لكنَّ الرِّيحَ تختَلِفُ قُوَّتُها مِن وَقتٍ إلى آخَر، وأحيانًا تتَوَقَّفُ تَمامًا. فهل يعني ذلِك أنَّ القارِبَ سيَتَوَقَّف؟ كلَّا. ففي بَعضِ القَوارِب، هُناك مُحَرِّكات. وفي قَوارِبَ أُخرى، هُناك مَجاديف. وبِفَضلِ وَسائِلَ كهذِه، يستَطيعُ البَحَّارُ أن يُتابِعَ رِحلَتَه. ورَغبَتُنا تُشبِهُ الرِّيح. فيُمكِنُ أن تقوى، تضعُف، أو حتَّى تختَفِيَ بِالمَرَّة. ولكنْ مِثلَما يستَعمِلُ البَحَّارُ وَسائِلَ أُخرى لِيُتابِعَ رِحلَتَه، نقدِرُ أن نُواصِلَ السَّعيَ لِهَدَفِنا، حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك. صَحيحٌ أنَّ هذا يتَطَلَّبُ مِنَّا أن نضغَطَ على نَفْسِنا، لكنَّ الجُهدَ الَّذي نبذُلُهُ لن يضيع. ولكنْ هل صَحٌّ أن نضغَطَ على نَفْسِنا كَي نصِلَ إلى هَدَفِنا؟ وماذا يُساعِدُنا في حالاتٍ كهذِه؟
٩ هل صَحٌّ أن نضغَطَ على نَفْسِنا كَي نصِلَ إلى هَدَفِنا؟ أوضِح.
٩ يُريدُ يَهْوَه أن نخدُمَهُ طَوعًا وبِفَرَح. (مز ١٠٠:٢؛ ٢ كو ٩:٧) فهل يجِبُ أن نُواصِلَ السَّعيَ لِهَدَفِنا، حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك؟ قالَ الرَّسولُ بُولُس: «أقمَعُ جَسَدي وأستَعبِدُه». (١ كو ٩:٢٥-٢٧) فهو ضغَطَ على نَفْسِهِ لِيَفعَلَ الصَّواب، حتَّى حينَ لم يرغَبْ في ذلِك. فهل رضِيَ يَهْوَه عن خِدمَتِه؟ نَعَم، وبارَكَهُ أيضًا على جُهودِه. — ٢ تي ٤:٧، ٨.
١٠ حتَّى حينَ لا تكونُ لَدَينا رَغبَة، كَيفَ نستَفيدُ حينَ نجتَهِدُ لِنُحَقِّقَ هَدَفَنا؟
١٠ بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ نجتَهِدُ لِنصِلَ إلى هَدَفِنا، حتَّى حينَ لا نرغَبُ في ذلِك، نُفَرِّحُ يَهْوَه كَثيرًا. فنَحنُ نُظهِرُ لهُ أنَّنا نُحِبُّهُ هو، حتَّى لَو لم نُحِبَّ العَمَلَ الَّذي نقومُ به. ويَهْوَه سيُبارِكُنا على جُهودِنا، تَمامًا مِثلَما بارَكَ بُولُس. (مز ١٢٦:٥) وهذا بِدَورِهِ سيُقَوِّي رَغبَتَنا لِنصِلَ إلى هَدَفِنا. تقولُ أُختٌ مِن بُولَنْدَا اسْمُها لُوسِنَّا: «أحيانًا، لا أرغَبُ أن أذهَبَ إلى الخِدمَة، خُصوصًا حينَ أكونُ تَعبانَة. ولكنْ حينَ أذهَبُ رَغمَ ذلِك، أشعُرُ بِفَرَحٍ كَبير. وهذا الفَرَحُ هو هَدِيَّةٌ رائِعَة مِن يَهْوَه». إذًا، لِنرَ ماذا يُساعِدُنا حينَ لا تكونُ عِندَنا رَغبَةٌ في الاستِمرار.
١١ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفْس؟
١١ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ لِتُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفْس. يُساعِدُكَ ضَبطُ النَّفْسِ أن تتَحَكَّمَ في مَشاعِرِكَ وتَصَرُّفاتِك، وتمتَنِعَ بِالتَّالي عن فِعلِ الخَطَإ. لكنَّهُ يُساعِدُكَ أيضًا أن تفعَلَ الصَّواب، خُصوصًا حينَ يكونُ ذلِك صَعبًا علَيك، أو حينَ لا ترغَبُ في فِعلِه. فكَيفَ تُنَمِّي هذِهِ الصِّفَةَ المُهِمَّة؟ تذَكَّرْ أنَّ ضَبطَ النَّفْسِ جُزءٌ مِن ثَمَرِ الرُّوحِ القُدُس. فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكَ روحَه. (لو ١١:١٣؛ غل ٥:٢٢، ٢٣) هذا ما فعَلَهُ دَايْفِيد لِيَكونَ مُنتَظِمًا في دَرسِهِ الشَّخصِيّ. يقول: «طلَبتُ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَني لِأُنَمِّيَ ضَبطَ النَّفس. وبِفَضلِ مُساعَدَتِه، استَطَعتُ أن أضَعَ بَرنامَجًا جَيِّدًا لِلدَّرس، وألتَزِمَ به».
١٢ كَيفَ ينطَبِقُ المَبدَأُ في الجَامِعَة ١١:٤ على الأهدافِ الرُّوحِيَّة؟
١٢ لا تنتَظِرِ الظُّروفَ المِثالِيَّة. في هذا العالَم، لن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّةً أبَدًا. وبِالتَّالي، إذا انتَظَرنا حتَّى تصيرَ ظُروفُنا مِثالِيَّة، فلن نصِلَ إلى هَدَفِنا. (إقرإ الجامعة ١١:٤.) يقولُ أخٌ اسْمُهُ دَانْيَال: «لن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّةً أبَدًا. فبَدَلَ أن ننتَظِر، يجِبُ أن نبدَأَ سَعيَنا. وهكَذا، نخلُقُ لِنَفْسِنا أفضَلَ الظُّروف». وهُناك سَبَبٌ آخَرُ كَي لا نُؤَجِّل. يقولُ أخٌ في أُوغَنْدَا اسْمُهُ بُول: «حينَ نبدَأُ سَعيَنا رَغمَ الظُّروفِ الصَّعبَة، نُعطي يَهْوَه شَيئًا لِيُبارِكَه». — مل ٣:١٠.
١٣ كَيفَ تُساعِدُنا الأهدافُ الصَّغيرَة؟
١٣ ضعْ أهدافًا صَغيرَة توصِلُكَ إلى هَدَفِكَ الأساسِيّ. هل تشعُرُ أنَّ هَدَفَكَ صَعبٌ جِدًّا علَيك؟ في هذِهِ الحالَة، حاوِلْ أن تضَعَ أهدافًا صَغيرَة تُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَه. مَثَلًا، إذا كُنتَ تسعى لِتُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة، فلِمَ لا تُحاوِلُ أوَّلًا أن تُظهِرَها بِطُرُقٍ بَسيطَة؟ وإذا كُنتَ تسعى لِتقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه، فلِمَ لا تبدَأُ بِقِراءَةِ مَقاطِعَ صَغيرَة؟ هذا ما فعَلَهُ تُومَاس لِيَقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِهِ في سَنَة. يُخبِر: «كُنتُ أسعى لِأقرَأَ بِسُرعَةٍ تفوقُ قُدرَتي. لِذا، قرَّرتُ أن أبدَأَ مِن جَديد. فبدَأتُ أقرَأُ مَقاطِعَ صَغيرَة، ثُمَّ أتَأمَّلُ فيها. وبِهذِهِ الطَّريقَة، صِرتُ أتَمَتَّعُ بِقِراءَتي». وشَيئًا فشَيئًا، صارَ تُومَاس يقرَأُ مَقاطِعَ أكبَر. وهكَذا، قرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِكامِلِه. c
لا تستَسلِم
١٤ ماذا قد يُصَعِّبُ علَينا أن نُحَقِّقَ هَدَفَنا؟
١٤ كما رأينا، مُهِمٌّ أن تكونَ لَدَينا رَغبَةٌ قَوِيَّة، وحتَّى أن نضغَطَ على نَفسِنا، كَي نُحَقِّقَ هَدَفَنا. لكنَّنا قد نُواجِهُ صُعوباتٍ إضافِيَّة. مَثَلًا، قد نتَعَرَّضُ ‹لِحَوادِثَ غَيرِ مُتَوَقَّعَة› تستَنزِفُ وَقتَنا. (جا ٩:١١) أو قد نُواجِهُ ظُروفًا صَعبَة تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا وتستَنزِفُ طاقَتَنا. (أم ٢٤:١٠) وبِسَبَبِ نَقصِنا، قد نرتَكِبُ أخطاءً تُصَعِّبُ علَينا أن نُحَقِّقَ هَدَفَنا. (رو ٧:٢٣) أو بِبَساطَة، قد نتعَب. (مت ٢٦:٤٣) فماذا يُساعِدُنا أن لا نستَسلِم؟
١٥ حينَ نُواجِهُ صُعوبات، لِمَ لا يجِبُ أن نعتَبِرَ أنَّنا فشِلنا؟ (مزمور ١٤٥:١٤)
١٥ لا تعتَبِرْ أنَّكَ فشِلت. يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّنا سنُواجِهُ مَشاكِلَ أو صُعوبات. لكنَّهُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ علَيها، بِمُساعَدَةِ يَهْوَه. (إقرإ المزمور ١٤٥:١٤.) يقولُ فِيلِيب: «لا أقيسُ نَجاحي بِحَسَبِ المَرَّاتِ الَّتي أسقُطُ فيها، بلِ المَرَّاتِ الَّتي أقومُ فيها مُجَدَّدًا وأُواصِلُ السَّعيَ لِهَدَفي». ويَقولُ دَايْفِيد: «حينَ أمُرُّ بِصُعوبات، أعتَبِرُها فُرصَةً لِأُظهِرَ لِيَهْوَه كم أُحِبُّه». إذًا، حينَ نُواصِلُ التَّقَدُّمَ رَغمَ الصُّعوبات، نُظهِرُ لِيَهْوَه أنَّنا نُريدُ أن نُرضِيَه. وبِلا شَكّ، هذا سيُفَرِّحُهُ كَثيرًا.
١٦ ماذا قد تكشِفُ لنا الصُّعوباتُ الَّتي نُواجِهُها؟
١٦ تعَلَّمْ مِنَ المُشكِلَةِ الَّتي تمُرُّ بها. فكِّرْ ماذا سبَّبَ المُشكِلَةَ الَّتي تُواجِهُها. ثُمَّ اسألْ نَفْسَك: ‹كَيفَ أتَجَنَّبُ تَكرارَ ذلِك في المُستَقبَل؟›. (أم ٢٧:١٢) وقدْ تكشِفُ لكَ المُشكِلَةُ أنَّ هَدَفَكَ لَيسَ واقِعِيًّا. ففكِّرْ فيهِ مُجَدَّدًا لِترى هل يُناسِبُ ظُروفَكَ أنت. d وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لن يعتَبِرَكَ فاشِلًا، إذا لم تستَطِعْ أن تُحَقِّقَ هَدَفًا يفوقُ طاقَتَك. — ٢ كو ٨:١٢.
١٧ لِمَ يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا ماذا حقَّقنا؟
١٧ أبقِ في بالِكَ ماذا حقَّقتَ حتَّى الآن. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «اللّٰهُ لَيسَ فيهِ إثمٌ حتَّى ينسى عَمَلَكُم». (عب ٦:١٠) وأنتَ أيضًا، لا تنسَ ما أنجَزتَه، بل فكِّرْ فيه. مَثَلًا: هل صِرتَ أقرَبَ إلى يَهْوَه؟ هل بدَأتَ تُخبِرُ الآخَرينَ عنه؟ أو هلِ انتَذَرتَ له واعتَمَدت؟ فحينَ تُفَكِّرُ في ما حقَّقتَهُ حتَّى الآن، ستَزيدُ ثِقَتَكَ أنَّكَ تقدِرُ أن تُواصِلَ تَقَدُّمَك. — في ٣:١٦.
١٨ فيما نسعى لِهَدَفِنا، ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّر؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٨ ثِقْ أنَّكَ تقدِرُ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه أن تصِلَ إلى هَدَفِك، تَمامًا مِثلَما يصِلُ البَحَّارُ إلى وِجهَتِه. ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ البَحَّارَ لا يهُمُّهُ فَقَط أن يصِلَ إلى وِجهَتِه، بل يتَمَتَّعُ أيضًا بِرِحلَتِهِ فيما يقومُ بها. بِشَكلٍ مُماثِل، فيما تسعى لِهَدَفِكَ الرُّوحِيّ، لاحِظْ كَيفَ بارَكَكَ يَهْوَه حتَّى الآن، وافرَحْ بِهذِهِ البَرَكات. (٢ كو ٤:٧) وواصِلْ تَقَدُّمَكَ ولا تستَسلِم. فبَرَكاتٌ أعظَمُ في انتِظارِك. — غل ٦:٩.
التَّرنيمَة ١٢٦ إسهَروا، تشَجَّعوا، واثبُتوا
a تُشَجِّعُنا هَيئَةُ يَهْوَه دائِمًا أن نضَعَ أهدافًا روحِيَّة. فهل وضَعتَ هَدَفًا، لكنَّكَ تستَصعِبُ أن تصِلَ إلَيه؟ ستُعطيكَ هذِهِ المَقالَةُ اقتِراحاتٍ تُساعِدُكَ أن تُحَقِّقَ أهدافَكَ الرُّوحِيَّة.
b شَرحُ المُفرَداتِ وَالتَّعابير: تشمُلُ الأهدافُ الرُّوحِيَّة أيَّ أمرٍ تجتَهِدُ لِتصِلَ إلَيه، كَي تخدُمَ يَهْوَه أكثَرَ وتُفَرِّحَه. ومِنَ الأهدافِ الرُّوحِيَّة أن تُنَمِّيَ صِفَةً مَسيحِيَّة، وأن تتَحَسَّنَ في قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، الدَّرسِ الشَّخصِيّ، خِدمَةِ الحَقل، أو غَيرِها مِن مَجالاتِ عِبادَتِك.
c أُنظُرْ كِتاب إستَفيدوا مِنَ التَّعليمِ المُزَوَّدِ في مَدرَسَةِ الخِدمَةِ الثِّيوقراطِيَّة، الصَّفحَة ١٠، الفَقرَة ٤.
d لِتعرِفَ المَزيد، انظُرْ مَقالَة «كُنْ مُتَعَقِّلًا في تَوَقُّعاتِكَ وافرَحْ بِخِدمَتِك» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠٠٨.