الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٢

تابِع المشي في «طريق القداسة»‏

تابِع المشي في «طريق القداسة»‏

‏«تكونُ هُناك طَريقٌ رَئيسِيَّة،‏ .‏ .‏ .‏ طَريقُ القَداسَة».‏ —‏ إش ٣٥:‏٨‏.‏

التَّرنيمَة ٣١ مع يَهْوَه نمشي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١-‏٢ أيُّ قَرارٍ مُهِمٍّ واجَهَهُ اليَهُود؟‏ (‏عزرا ١:‏٢-‏٤‏)‏

 أخيرًا،‏ أصدَرَ الحاكِمُ قَرارًا انتَظَرَهُ اليَهُودُ طَويلًا.‏ فبَعدَما كانوا أسرى في بَابِل حَوالَي ٧٠ سَنَة،‏ صارَ بِإمكانِهِم أن يرجِعوا إلى إسْرَائِيل.‏ ‏(‏إقرأ عزرا ١:‏٢-‏٤‏.‏)‏ لكنَّ هذا ما كانَ لِيَتَحَقَّقَ دونَ تَدَخُّلِ يَهْوَه.‏ فالبَابِلِيُّونَ لم يُطلِقوا أسراهُم.‏ (‏إش ١٤:‏٤،‏ ١٧‏)‏ ولكنْ بَعدَما سقَطَت بَابِل،‏ سمَحَ الحاكِمُ الجَديدُ لِليَهُودِ بِأن يُغادِروا.‏ وهكَذا صارَ أمامَ كُلِّ اليَهُود،‏ وخُصوصًا رُؤوسِ العائِلات،‏ قَرارٌ مُهِمّ.‏ فإمَّا أن يُغادِروا بَابِل،‏ أو يبقَوا فيها.‏ لم يكُنْ هذا القَرارُ سَهلًا.‏ لِماذا؟‏

٢ كانَ العَديدُ مِنَ اليَهُودِ كَبيرينَ في العُمر،‏ ولا يقدِرونَ أن يقوموا بِهذِهِ الرِّحلَةِ الصَّعبَة.‏ كما أنَّ أغلَبَ اليَهُودِ وُلِدوا في بَابِل،‏ وعاشوا فيها طولَ حَياتِهِم.‏ فبِالنِّسبَةِ إلَيهِم،‏ لم تكُنْ إسْرَائِيل سِوى أرضِ أجدادِهِم.‏ حتَّى إنَّ بَعضَهُم أصبَحوا أغنِياءَ في بَابِل.‏ وبِالتَّالي،‏ لم يكُنْ سَهلًا علَيهِم أن يترُكوا بُيوتَهُمُ المُريحَة وعَمَلَهُمُ المُربِح،‏ ويَذهَبوا إلى أرضٍ غَريبَة.‏

٣ أيُّ بَرَكَةٍ انتَظَرَتِ اليَهُودَ العائِدين؟‏

٣ ولكنْ بِالنِّسبَةِ إلى اليَهُودِ الأُمَناء،‏ كانَتِ البَرَكاتُ أكثَرَ بِكَثيرٍ مِن أيِّ تَضحِياتٍ سيَقومونَ بها.‏ وأهَمُّ بَرَكَةٍ هي أن يرُدُّوا العِبادَةَ النَّقِيَّة.‏ ففي بَابِل،‏ كانَ يوجَدُ أكثَرُ مِن ٥٠ مَعبَدًا لِلآلِهَةِ المُزَيَّفَة،‏ ولكنْ لم يوجَدْ هَيكَلٌ لِعِبادَةِ يَهْوَه.‏ ولم يوجَدْ مَذبَحٌ لِتَقديمِ الذَّبائِحِ الَّتي أوصَت بها الشَّريعَةُ المُوسَوِيَّة.‏ ولم يكُنْ هُناك كَهَنَةٌ مُعَيَّنونَ لِيُقَدِّموا هذِهِ الذَّبائِح.‏ كما أنَّ شَعبَ يَهْوَه كانوا أقَلَّ بِكَثيرٍ مِنَ الأشخاصِ الَّذينَ عبَدوا الآلِهَةَ المُزَيَّفَة،‏ أشخاصٍ لم يحتَرِموا أبَدًا يَهْوَه ومَبادِئَه.‏ لِذا،‏ كانَ اليَهُودُ الأُمَناءُ مُتَشَوِّقينَ جِدًّا لِيَرجِعوا إلى إسْرَائِيل،‏ ويَرُدُّوا العِبادَةَ النَّقِيَّة.‏

٤ ماذا وعَدَ يَهْوَه اليَهُودَ العائِدين؟‏

٤ كانَت أمامَ اليَهُودِ رِحلَةٌ صَعبَة مِن بَابِل إلى إسْرَائِيل،‏ رِحلَةٌ تستَغرِقُ أربَعَةَ أشهُرٍ تَقريبًا.‏ لكنَّ يَهْوَه وعَدَهُم أنَّهُ سيُزيلُ أيَّ عَقَباتٍ تعتَرِضُ طَريقَهُم.‏ فبِواسِطَةِ إشَعْيَا،‏ ذكَرَ نُبُوَّةً تقول:‏ «أعِدُّوا طَريقَ يَهْوَه!‏ قوِّموا في البادِيَةِ سَبيلًا لِإلهِنا.‏ .‏ .‏ .‏ والأرضُ الجَبَلِيَّة فلْتصِرْ مُستَوِيَة،‏ والأرضُ الوَعِرَة سَهلًا».‏ (‏إش ٤٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ تخَيَّلْ هذا المَشهَد:‏ طَريقًا رَئيسِيَّة مُستَوِيَة تمتَدُّ عَبرَ الصَّحراء.‏ إنَّها بَرَكَةٌ كَبيرَة لِلمُسافِرينَ علَيها.‏ فهي ستُسَهِّلُ علَيهِمِ الرِّحلَة.‏ كما ستوصِلُهُم بِشَكلٍ أسرَع.‏ فلن يظَلُّوا يصعَدونَ ويَنزِلونَ في طَريقٍ كُلُّها جِبالٌ وتِلالٌ ووِديان.‏

٥ ما اسْمُ الطَّريقِ المَجازِيَّة بَينَ بَابِل وإسْرَائِيل؟‏

٥ تُعطى لِلطُّرُقِ اليَومَ أسماءٌ أو أرقام.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يُعطى اسْمٌ لِلطَّريقِ المَجازِيَّة الَّتي تنَبَّأَ عنها إشَعْيَا.‏ قالَ هذا النَّبِيّ:‏ «تكونُ هُناك طَريقٌ رَئيسِيَّة،‏ طَريقٌ تُدعى طَريقَ القَداسَة.‏ لا يعبُرُ فيها نَجِس».‏ (‏إش ٣٥:‏٨‏)‏ فماذا عنى هذا الوَعدُ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا؟‏ وماذا يعني لنا اليَوم؟‏

‏«طَريقُ القَداسَةِ» في الماضي والحاضِر

٦ لِمَ سُمِّيَتِ الطَّريقُ «طَريقَ القَداسَة»؟‏

٦ «طَريقُ القَداسَةِ» هي فِعلًا اسْمٌ على مُسَمًّى.‏ فلن يعبُرَ فيها «نَجِس».‏ ففي الأرضِ المُستَرَدَّة،‏ لا يوجَدُ مَكانٌ لِأيِّ يَهُودِيٍّ يُمارِسُ خَطايا خَطيرَة،‏ مِثلَ العَهارَةِ أو عِبادَةِ الأصنام.‏ بل سيَكونُ اليَهُودُ العائِدونَ ‹شَعبًا مُقَدَّسًا› لِيَهْوَه.‏ (‏تث ٧:‏٦‏)‏ مع ذلِك،‏ لزِمَ أن يقومَ هؤُلاءِ اليَهُودُ بِتَغييراتٍ كَبيرَة لِيُرضوا يَهْوَه.‏

٧ أيُّ تَغييراتٍ لزِمَ أن يقومَ بها بَعضُ اليَهُود؟‏

٧ كما رأيْنا،‏ وُلِدَ مُعظَمُ أُولئِكَ اليَهُودِ في بَابِل.‏ ويَبدو أنَّ كَثيرينَ مِنهُمُ اعتادوا على طَريقَةِ تَفكيرِ البَابِلِيِّينَ ومَقاييسِهِم.‏ فبَعدَ عَشَراتِ السِّنينَ مِن رُجوعِهِم إلى إسْرَائِيل،‏ لاحَظَ عَزْرَا أنَّ بَعضَهُم تزَوَّجوا نِساءً لا يعبُدنَ يَهْوَه.‏ (‏خر ٣٤:‏١٥،‏ ١٦؛‏ عز ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ ولاحِقًا،‏ تفاجَأَ الحاكِمُ نَحَمْيَا بِأولادٍ إسْرَائِيلِيِّينَ لا يتَكَلَّمونَ العِبْرَانِيَّة،‏ اللُّغَةَ الرَّئيسِيَّة الَّتي كُتِبَت بها كَلِمَةُ اللّٰه.‏ (‏تث ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ نح ١٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فكَيفَ يُمكِنُ لِهؤُلاءِ الأولادِ أن يُحِبُّوا يَهْوَه ويَعبُدوه؟‏!‏ (‏عز ١٠:‏٣،‏ ٤٤‏)‏ واضِحٌ إذًا أنَّ اليَهُودَ العائِدينَ لزِمَ أن يقوموا بِتَغييراتٍ كَبيرَة.‏ لكنَّ وُجودَهُم في إسْرَائِيل كانَ سيُسَهِّلُ علَيهِم أن يقوموا بها.‏ وهذا ما فعَلوه،‏ فيما ردُّوا العِبادَةَ النَّقِيَّة تَدريجِيًّا.‏ —‏ نح ٨:‏٨،‏ ٩‏.‏

منذ سنة ١٩١٩،‏ خرج ملايين الرجال والنساء والأولاد من بابل العظيمة،‏ وبدأوا يمشون في «طريق القداسة» (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏

٨ لِم يهُمُّنا ما حصَلَ لِليَهُودِ قَديمًا؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٨ قد نقول:‏ ‹ما حصَلَ لِليَهُودِ رائِعٌ جِدًّا.‏ ولكنْ هل يهُمُّنا اليَوم؟‏›.‏ نَعَم.‏ فمِثلَ أُولَئكَ اليَهُود،‏ نمشي اليَومَ في «طَريقِ القَداسَة».‏ وفيما نمشي فيها،‏ نعيشُ الآنَ في فِردَوسٍ روحِيّ،‏ وسَنصِلُ في المُستَقبَلِ إلى البَرَكاتِ الَّتي ستجلُبُها مَملَكَةُ اللّٰه.‏ ولكنْ سَواءٌ كُنَّا مِنَ المُختارينَ أوِ ‹الخِرافِ الآخَرين›،‏ علَينا جَميعًا أن نُتابِعَ المَشيَ في «طَريقِ القَداسَةِ» هذِه.‏ b (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ إِفتُتِحَت هذِهِ الطَّريقُ سَنَةَ ١٩١٩.‏ ومُنذُ ذلِكَ الوَقت،‏ خرَجَ مَلايينُ الرِّجالِ والنِّساءِ والأولادِ مِن بَابِل العَظيمَة،‏ أي كُلِّ الأديانِ المُزَيَّفَة،‏ وبدَأوا يمشونَ في «طَريقِ القَداسَة».‏ وعلى الأرجَح،‏ أنتَ واحِدٌ مِنهُم.‏ صَحيحٌ أنَّ هذِهِ الطَّريقَ افتُتِحَت قَبلَ ١٠٠ سَنَةٍ تَقريبًا،‏ لكنَّ تَجهيزَها بدَأَ قَبلَ ذلِك بِمِئاتِ السِّنين.‏

تَجهيزُ الطَّريق

٩ كَيفَ جهَّزَ يَهْوَه «طَريقَ القَداسَة»؟‏ (‏إشعيا ٥٧:‏١٤‏)‏

٩ فيما كانَ اليَهُودُ عائِدينَ مِن بَابِل،‏ تأكَّدَ يَهْوَه أن يُزيلَ كُلَّ العَقَباتِ مِن طَريقِهِم.‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٥٧:‏١٤‏.‏)‏ وماذا عن أيَّامِنا؟‏ طَوالَ مِئاتِ السِّنينَ قَبلَ سَنَةِ ١٩١٩،‏ استَخدَمَ يَهْوَه رِجالًا أُمَناءَ لِيُمَهِّدَ طَريقَ الخُروجِ مِن بَابِل العَظيمَة.‏ (‏قارن إشعيا ٤٠:‏٣‏.‏)‏ فهؤُلاءِ الرِّجالُ قاموا بِالعَمَلِ اللَّازِمِ لِتَجهيزِ «طَريقِ القَداسَة».‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ لاحِقًا الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة أن يخرُجوا مِن بَابِل العَظيمَة،‏ ويَدخُلوا إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ويَشتَرِكوا في العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ ولكنْ ماذا شمَلَ عَمَلُ «التَّجهيز»؟‏

طوال مئات السنين،‏ ساهم رجال أمناء في تجهيز طريق الخروج من بابل العظيمة (‏أُنظر الفقرتين ١٠-‏١١.‏)‏

١٠-‏١١ كَيفَ ساهَمَتِ الطِّباعَةُ والتَّرجَمَةُ في نَشرِ تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٠ الطِّباعَة.‏ حتَّى سَنَةِ ١٤٥٠ تَقريبًا،‏ كانَتِ الكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تُنسَخُ بِاليَد.‏ وهذا العَمَلُ يأخُذُ وَقتًا طَويلًا.‏ لِذا،‏ كانَت نُسَخُ الكِتابِ المُقَدَّسِ قَليلَةً وغالِيَةً جِدًّا.‏ ولكنْ بَعدَ اختِراعِ الطِّباعَةِ بِالأحرُفِ المُتَحَرِّكَة،‏ أصبَحَ إنتاجُ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ وتَوزيعُها أسهَلَ بِكَثير.‏

١١ التَّرجَمَة.‏ طَوالَ مِئاتِ السِّنين،‏ كانَ الكِتابُ المُقَدَّسُ مُتَوَفِّرًا عُمومًا بِاللَّاتِينِيَّة،‏ لُغَةٍ عرَفَها المُثَقَّفونَ فَقَط.‏ ولكنْ بَعدَما انتَشَرَتِ الطِّباعَة،‏ سعى أشخاصٌ أُمَناءُ لِيُتَرجِموا الكِتابَ المُقَدَّسَ إلى لُغاتِ عامَّةِ النَّاس.‏ وهكَذا،‏ صارَ النَّاسُ يُقارِنونَ بَينَ تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الحَقَّة وتَعاليمِ رِجالِ الدِّين.‏

ساهم رجال أمناء في تجهيز طريق الخروج من بابل العظيمة (‏أُنظر الفقرات ١٢-‏١٤.‏)‏ c

١٢-‏١٣ كَيفَ فضَحَ رِجالٌ أُمَناء أكاذيبَ الكَنائِس؟‏ أُذكُرْ مِثالًا.‏

١٢ مَطبوعاتٌ لِدَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ درَسَ البَعضُ الكِتابَ المُقَدَّسَ دَرسًا عَميقًا،‏ وتعَلَّموا مِنهُ حَقائِقَ كَثيرَة.‏ وهُم لم يحتَفِظوا بها لِأنفُسِهِم،‏ بل نشَروها.‏ مَثَلًا،‏ حَوالَي سَنَةِ ١٨٣٥،‏ ابتَدَأَ عَدَدٌ مِنَ الرِّجالِ الأُمَناءِ ينشُرونَ كَراريسَ تفضَحُ أكاذيبَ الكَنائِس.‏ وطَبعًا،‏ هذا أغضَبَ الكَثيرَ مِن رِجالِ الدِّين.‏

١٣ حَوالَي سَنَةِ ١٨٣٥،‏ نشَرَ رَجُلٌ أمينٌ اسْمُهُ هَنْرِي غْرُو كُرَّاسًا يُناقِشُ حالَةَ المَوتى.‏ وأثبَتَ فيه مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ البَشَرَ لا يولَدونَ خالِدين،‏ مِثلَما تُعَلِّمُ أغلَبُ الكَنائِس،‏ بل أنَّ الخُلودَ هِبَةٌ مِنَ اللّٰه.‏ وسَنَةَ ١٨٣٧،‏ وجَدَ قَسٌّ اسْمُهُ جُورْج سْتُورْز نُسخَةً مِن هذا الكُرَّاسِ في القِطار.‏ وبَعدَما قرَأه،‏ اقتَنَعَ أنَّهُ تعَلَّمَ حَقيقَةً مُهِمَّة،‏ وصمَّمَ أن يُعَلِّمَها لِغَيرِه.‏ وهكَذا سَنَةَ ١٨٤٢،‏ بدَأَ يُقَدِّمُ سِلسِلَةَ مُحاضَراتٍ عُنوانُها «بَحث:‏ هلِ الأشرارُ خالِدون؟‏».‏ ثُمَّ نشَرَ هذِهِ المَوادّ.‏ وقدِ استَفادَ شابٌّ اسْمُهُ تْشَارْلْز تَاز رَصِل مِنَ المَوادِّ الَّتي نشَرَها جُورْج سْتُورْز.‏

١٤ كَيفَ استَفادَ الأخ رَصِل ورِفاقُهُ مِن عَمَلِ «التَّجهيزِ» الَّذي بدَأَ قَبلَهُم؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٤ إستَفادَ الأخ رَصِل ورِفاقُهُ كَثيرًا مِن عَمَلِ «التَّجهيزِ» الَّذي بدَأَ قَبلَهُم.‏ ففي دَرسِهِم،‏ استَعمَلوا مَعاجِمَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ فَهارِسَ كَلِماتِه،‏ وتَرجَماتِهِ العَديدَة المُتَوَفِّرَة آنَذاك.‏ كما استَفادوا مِنَ الأبحاثِ الَّتي قامَ بها أشخاصٌ مِثلُ هَنْرِي غْرُو وجُورْج سْتُورْز.‏ والأخ رَصِل ورِفاقُهُ ساهَموا بِدَورِهِم في تَجهيزِ «طَريقِ القَداسَة».‏ فقدْ نشَروا كُتُبًا وكَراريسَ كَثيرَة تُناقِشُ مَواضيعَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏

١٥ أيُّ أحداثٍ مُهِمَّة حصَلَت سَنَةَ ١٩١٩؟‏

١٥ سَنَةَ ١٩١٩،‏ تحَرَّرَ شَعبُ اللّٰهِ مِن بَابِل العَظيمَة.‏ وفي تِلكَ السَّنَة،‏ تعَيَّنَ «العَبدُ الأمينُ الحَكيم».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ كما بدَأَ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة يمشونَ في «طَريقِ القَداسَةِ» الَّتي افتُتِحَت آنَذاك.‏ وقدِ استَفادوا مِن عَمَلِ «التَّجهيزِ» الَّذي حصَلَ مِن قَبل.‏ فبِفَضلِه،‏ تعَلَّموا أكثَرَ عن مَشيئَةِ يَهْوَه.‏ (‏أم ٤:‏١٨‏)‏ كما استَطاعوا أن يُعَدِّلوا حَياتَهُم لِتَنسَجِمَ مع مَقاييسِه.‏ لكنَّ يَهْوَه لم يتَوَقَّعْ مِن شَعبِهِ أن يقوموا بِكُلِّ التَّعديلاتِ اللَّازِمَة دَفعَةً واحِدَة.‏ بل نقَّاهُم تَدريجِيًّا.‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ يَهْوَه يُنَقِّي شَعبَهُ تَدريجِيًّا‏».‏)‏ ونَحنُ ننتَظِرُ بِشَوقٍ الوَقتَ الَّذي سنقدِرُ فيهِ كُلُّنا أن نُرضِيَ يَهْوَه كامِلًا.‏ —‏ كو ١:‏١٠‏.‏

‏«طَريقُ القَداسَةِ» لا تزالُ مَفتوحَة

١٦ مُنذُ سَنَةِ ١٩١٩،‏ كَيفَ تستَمِرُّ صِيانَةُ «طَريقِ القَداسَة»؟‏ (‏إشعيا ٤٨:‏١٧؛‏ ٦٠:‏١٧‏)‏

١٦ تحتاجُ كُلُّ طَريقٍ إلى صِيانَةٍ مُستَمِرَّة.‏ ومُنذُ سَنَةِ ١٩١٩،‏ يستَمِرُّ العَبدُ الأمينُ الحَكيمُ في العَمَلِ على «طَريقِ القَداسَة»،‏ كَي يُساعِدوا أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ لِيَخرُجوا مِن بَابِل العَظيمَة.‏ فسَنَةَ ١٩٢١،‏ أصدَروا كِتابًا يُساعِدُ المُهتَمِّينَ أن يتَعَلَّموا حَقائِقَ الكِتابِ المُقَدَّس:‏ قيثارَةُ اللّٰه.‏ وقدْ طُبِعَت مِنهُ حَوالَي سِتَّةِ مَلايينِ نُسخَةٍ بِـ‍ ٣٦ لُغَة،‏ وساعَدَ كَثيرينَ أن يتَعَلَّموا الحَقّ.‏ ومُؤَخَّرًا،‏ أصدَرَ العَبدُ الأمينُ مَطبوعَةً جَديدَة رائِعَة لِعَقدِ دُروسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس:‏ عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد‏.‏ وطَوالَ الأيَّامِ الأخيرَة،‏ ظلَّ يَهْوَه بِواسِطَةِ هَيئَتِهِ يُعطي لِكُلِّ شَعبِهِ طَعامًا روحِيًّا وافِرًا.‏ وهكذا،‏ يُساعِدُهُم أن يُتابِعوا المَشيَ في «طَريقِ القَداسَة».‏ —‏ إقرأ إشعيا ٤٨:‏١٧؛‏ ٦٠:‏١٧‏.‏

١٧-‏١٨ إلى أيِّ وِجهَةٍ تُوَصِّلُ «طَريقُ القَداسَة»؟‏

١٧ حينَ يقبَلُ أحَدٌ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يبدَأُ بِالمَشيِ في «طَريقِ القَداسَة».‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ يمشي البَعضُ في هذِهِ الطَّريقِ فَترَةً قَصيرَة،‏ ثُمَّ يترُكونَها.‏ أمَّا آخَرون،‏ فيُصَمِّمونَ أن يُتابِعوا المَشيَ فيها حتَّى يصِلوا إلى وِجهَتِهِم.‏ وما هي هذِهِ الوِجهَة؟‏

١٨ تُوَصِّلُ «طَريقُ القَداسَةِ» المُختارينَ إلى «فِردَوسِ اللّٰهِ» في السَّماء.‏ (‏رؤ ٢:‏٧‏)‏ وسَتُوَصِّلُ ‹الخِرافَ الآخَرينَ› إلى الكَمالِ عِندَ نِهايَةِ حُكمِ ال‍ ٠٠٠‏,١ سَنَة.‏ فهل تمشي الآنَ في «طَريقِ القَداسَة»؟‏ لا تنظُرْ إذًا إلى الوَراء،‏ ولا تترُكْ هذِهِ الطَّريقَ حتَّى تصِلَ إلى وِجهَتِك.‏ ونَحنُ نتَمَنَّى لكَ أن تصِلَ بِالسَّلامَة.‏

التَّرنيمَة ٢٤ هَيَّا نصعَدُ جَبَلَ بَيتِ يَهْوَه!‏

a أزالَ يَهْوَه لِليَهُودِ كُلَّ العَقَباتِ خِلالَ رِحلَتِهِم مِن بَابِل إلى إسْرَائِيل،‏ وشبَّهَ رِحلَتَهُم هذِه بِالمَشيِ في طَريقٍ مَجازِيَّة اسْمُها «طَريقُ القَداسَة».‏ وهل فعَلَ يَهْوَه الأمرَ نَفْسَهُ في أيَّامِنا؟‏ نَعَم.‏ فمُنذُ سَنَةِ ١٩١٩،‏ ترَكَ المَلايينُ بَابِل العَظيمَة،‏ وبدَأوا يمشونَ في «طَريقِ القَداسَة».‏ ولكنْ يلزَمُ أن نُتابِعَ المَشيَ في هذِهِ الطَّريقِ كَي نصِلَ إلى وِجهَتِنا.‏

c وصف الصورة:‏ الأخ رصل ورفاقه استفادوا من مطبوعات لدرس الكتاب المقدس أُعدَّت قبل زمنهم.‏