الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٨

التَّرنيمَة ١ صِفاتُ يَهْوَه

ثِقْ ‹بقاضي كل الأرض› الرحيم!‏

ثِقْ ‹بقاضي كل الأرض› الرحيم!‏

‏«هل قاضي كُلِّ الأرضِ لا يَتَصَرَّفُ بِعَدل؟‏!‏».‏‏—‏ تك ١٨:‏٢٥‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

سيَصيرُ فَهمُنا أعمَقَ لِرَحمَةِ يَهْوَه وعَدلِهِ في مَسألَةِ قِيامَةِ الأشرار.‏

١ أيُّ دَرسٍ مُطَمِّنٍ عَلَّمَهُ يَهْوَه لِإبْرَاهِيم؟‏

 لم يَنْسَ إبْرَاهِيم أبَدًا تِلكَ المُحادَثَة.‏ فاللّٰهُ أخبَرَهُ بِواسِطَةِ مَلاكٍ أنَّهُ سيَمْحي مَدينَتَيْ سَدُوم وعَمُورَة.‏ فاضطَرَبَ هذا الرَّجُلُ الأمينُ وسَألَ اللّٰه:‏ «هل تُميتُ الصَّالِحَ معَ الشِّرِّير؟‏ .‏ .‏ .‏ هل قاضي كُلِّ الأرضِ لا يَتَصَرَّفُ بِعَدل؟‏!‏».‏ وفي هذِهِ الحادِثَة،‏ عَلَّمَ يَهْوَه بِصَبرٍ صَديقَهُ البَشَرِيَّ المَحبوبَ دَرسًا يُفيدُنا ويُطَمِّنُنا جَميعًا:‏ لن يُهلِكَ اللّٰهُ الصَّالِحينَ أبَدًا.‏ —‏ تك ١٨:‏٢٣-‏٣٣‏.‏

٢ ما الَّذي يُطَمِّنُنا أنَّ أحكامَ يَهْوَه عادِلَةٌ ورَحيمَة؟‏

٢ ماذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّ أحكامَ يَهْوَه عادِلَةٌ ورَحيمَة؟‏ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ ‹يَهْوَه يَرى قَلبَ› البَشَر.‏ (‏١ صم ١٦:‏٧‏)‏ وفي الواقِع،‏ هو يَعرِفُ «قَلبَ كُلِّ بَني البَشَر».‏ (‏١ مل ٨:‏٣٩؛‏ ١ أخ ٢٨:‏٩‏)‏ وهذِهِ الحَقيقَةُ مُدهِشَة.‏ فأحكامُ يَهْوَه تَفوقُ بِأشواطٍ قُدرَتَنا على الاستيعاب.‏ لا نَستَغرِبُ إذًا أنَّ الرَّسولَ بُولُس قالَ بِالوَحْيِ عن يَهْوَه اللّٰه:‏ «أحكامُهُ تَفوقُ فَهمَنا!‏».‏ —‏ رو ١١:‏٣٣‏.‏

٣-‏٤ بماذا قد نُفَكِّرُ أحيانًا،‏ وماذا سنَرى في هذِهِ المَقالَة؟‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏

٣ مع ذلِك،‏ قد تَخطُرُ على بالِنا أحيانًا أسئِلَةٌ مِثلُ أسئِلَةِ إبْرَاهِيم.‏ حتَّى إنَّنا قد نُفَكِّر:‏ ‹هل هُناك أيُّ أمَلٍ في المُستَقبَلِ لِأشخاصٍ مِثلِ الَّذينَ حُكِمَ علَيهِم في سَدُوم وعَمُورَة؟‏ هل يُمكِنُ أن يَقومَ أيٌّ مِنهُم في «قِيامَةِ الأشرار»؟‏›.‏ —‏ أع ٢٤:‏١٥‏.‏

٤ لِنُراجِعْ ما نَفهَمُهُ عنِ القِيامَة.‏ مُؤَخَّرًا،‏ فَهِمْنا بِشَكلٍ أوضَح ‹القِيامَةَ إلى الحَياةِ› و ‹القِيامَةَ إلى الحِساب›.‏ a ‏(‏إقرأ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏)‏ وهذا التَّوضيحُ أدَّى إلى تَعديلاتٍ إضافِيَّة سنُناقِشُها في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة.‏ أيضًا،‏ سَنَرى ما الَّذي لا نَعرِفُه،‏ وبَعدَ ذلِك ما الَّذي نَعرِفُهُ عن أحكامِ يَهْوَه العادِلَة.‏

ما الَّذي لا نَعرِفُه

٥ ماذا قالَت مَطبوعاتُنا في الماضي عنِ الَّذينَ ماتوا في سَدُوم وعَمُورَة؟‏

٥ في الماضي،‏ ناقَشَت مَطبوعاتُنا ماذا يَحدُثُ لِلَّذينَ حَكَمَ علَيهِم يَهْوَه أنَّهُم أشرار.‏ وقُلنا إنَّ أشخاصًا مِثلَ أهلِ سَدُوم وعَمُورَة لَيسَ لَدَيهِم أمَلٌ بِالقِيامَةِ في المُستَقبَل.‏ لكنْ بَعدَ المَزيدِ مِنَ الدَّرسِ والصَّلاة،‏ نَشَأَ السُّؤال:‏ ‹هل نَقدِرُ فِعلًا أن نُؤَكِّدَ ذلِك؟‏›.‏

٦ ما هي بَعضُ الأمثِلَةِ عن أحكامِ يَهْوَه على الأشرار،‏ وما الَّذي لا نَعرِفُه؟‏

٦ لاحِظْ بَعضَ الأمثِلَةِ المُرتَبِطَة بِالمَوْضوع.‏ تُخبِرُنا قِصَصٌ عَديدَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ عن أحكامِ يَهْوَه على الأشرار،‏ مِثلِ أحكامِهِ على الأعدادِ الَّتي لا تُحْصى مِنَ النَّاسِ الَّذينَ ماتوا في الطُّوفان،‏ أوِ الأُمَمِ السَّبعِ في أرضِ المَوْعِدِ الَّذينَ أمَرَ يَهْوَه شَعبَهُ أن يُهلِكوهُم،‏ أوِ الـ‍ ٠٠٠‏,١٨٥ جُندِيٍّ أشُورِيٍّ الَّذينَ قَتَلَهُم مَلاكُ يَهْوَه في لَيلَةٍ واحِدَة.‏ (‏تك ٧:‏٢٣؛‏ تث ٧:‏١-‏٣؛‏ إش ٣٧:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ في هذِهِ الحالات،‏ هل يُعْطينا الكِتابُ المُقَدَّسُ مَعلوماتٍ كافِيَة لِنُحَدِّدَ أنَّ يَهْوَه حَكَمَ على كُلِّ هؤُلاءِ الأفرادِ بِالهَلاكِ الأبَدِيّ،‏ دونَ أيِّ أمَلٍ بِالقِيامَة؟‏ لا،‏ لا يُعْطينا.‏ لِماذا نَقولُ ذلِك؟‏

٧ ما الَّذي لا نَعرِفُهُ عنِ النَّاسِ الَّذينَ هَلَكوا في الطُّوفانِ أو في الحَربِ على أرضِ كَنْعَان؟‏ (‏أُنظُرْ الصُّورَة .‏)‏

٧ لا نَعرِفُ ماذا كانَ حُكمُ يَهْوَه على كُلِّ فَرد؛‏ ولا نَعرِفُ هلِ الَّذينَ قُتِلوا كانَت لَدَيهِمِ فُرصَةٌ لِيَتَعَلَّموا عن يَهْوَه ويَتوبوا.‏ ففي أيَّامِ الطُّوفان،‏ يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ نُوح كانَ يُنادي «بِالطَّريقِ الصَّحيح».‏ (‏٢ بط ٢:‏٥‏)‏ لكنَّهُ لا يَقولُ إنَّهُ فيما كانَ يَبْني الفُلكَ الضَّخم،‏ حاوَلَ أيضًا أن يَصِلَ إلى كُلِّ فَردٍ على الأرضِ سيَهلَكُ في الطُّوفان.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ في حالَةِ الأُمَمِ الكَنْعَانِيَّة،‏ لا نَعرِفُ هل كُلُّ النَّاسِ الأشرارِ كانَ لَدَيهِمِ فُرصَةٌ لِيَتَعَلَّموا عن يَهْوَه ويُغَيِّروا طُرُقَهُم.‏

نوح وعائلته يعملون في الفلك الضخم.‏ ولا نعرف هل قاد نوح حملة تبشير منظمة أثناء عمل البناء،‏ للوصول إلى كل الشعوب على الأرض قبل الطوفان (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏


٨ ما الَّذي لا نَعرِفُهُ عن أهلِ سَدُوم وعَمُورَة؟‏

٨ وماذا عن أهلِ سَدُوم وعَمُورَة؟‏ كانَ رَجُلٌ صالِحٌ اسمُهُ لُوط يَعيشُ بَينَهُم.‏ ولكنْ هل نَعرِفُ إنْ كانَ لُوط قد بَشَّرَهُم جَميعًا؟‏ لا،‏ لا نَعرِف.‏ طَبعًا،‏ كانَ أهلُ سَدُوم وعَمُورَة أشرارًا،‏ ولكنْ هل كانوا يَعرِفونَ طَريقًا أفضَل؟‏ تَذَكَّرْ أنَّ جَمعًا مِنَ الرِّجالِ في تِلكَ المَدينَةِ أرادوا أن يَغتَصِبوا ضَيفَيْ لُوط.‏ والكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ إنَّ هذا الجَمعَ كانَ بَينَهُمُ ‹الصَّبِيُّ والعَجوز›.‏ (‏تك ١٩:‏٤؛‏ ٢ بط ٢:‏٧‏)‏ فهل نَعرِفُ إنْ كانَ الإلهُ الرَّحيمُ يَهْوَه قد حَكَمَ على كُلِّ واحِدٍ بِالمَوتِ دونَ أمَلٍ بِالقِيامَة؟‏ لقد أكَّدَ يَهْوَه لِإبْرَاهِيم أنَّهُ لم يَكُنْ هُناك حتَّى عَشَرَةُ أشخاصٍ صالِحينَ في تِلكَ المَدينَة.‏ (‏تك ١٨:‏٣٢‏)‏ فهُم كانوا أشرارًا،‏ ويَهْوَه حاسَبَهُم بِعَدلٍ على أعمالِهِم.‏ ولكنْ هل نَقدِرُ أن نُؤَكِّدَ أنْ لا أحَدَ مِنهُم سيَقومُ في ‹قِيامَةِ الأشرار›؟‏ لا،‏ لا نَستَطيعُ أن نُؤَكِّدَ ذلِك.‏

٩ ما الَّذي لا نَعرِفُهُ عن سُلَيْمَان؟‏

٩ مِن ناحِيَةٍ أُخْرى،‏ نَقرَأُ أيضًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ عن أشخاصٍ صالِحينَ صاروا أشرارًا.‏ والمَلِكُ سُلَيْمَان هو أحَدُهُم.‏ فهو تَعَلَّمَ عن طُرُقِ يَهْوَه على أكمَلِ وَجه،‏ ويَهْوَه بارَكَهُ كَثيرًا؛‏ لكنَّهُ لاحِقًا تَرَكَ يَهْوَه وبَدَأ يَعبُدُ آلِهَةً مُزَيَّفَة.‏ وخَطاياهُ أغضَبَت يَهْوَه وجَلَبَت عَواقِبَ سَيِّئَة استَمَرَّت مِئاتِ السِّنين.‏ لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يَقول:‏ «إضطَجَعَ سُلَيْمَان مع آبائِه»،‏ بِمَن فيهِمِ الرِّجالُ الأُمَناءُ مِثلُ المَلِكِ دَاوُد.‏ (‏١ مل ١١:‏٥-‏٩،‏ ٤٣؛‏ ٢ مل ٢٣:‏١٣‏)‏ ولكنْ هل كانَت طَريقَةُ دَفنِ سُلَيْمَان ضَمانَةً أنَّهُ سيَقوم؟‏ لا يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ ذلِك.‏ إلَّا أنَّ البَعضَ قد يَقولُونَ إنَّ «الَّذي يَموتُ يُعْفى مِنَ الخَطِيَّة».‏ (‏رو ٦:‏٧‏)‏ صَحيح،‏ لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّ كُلَّ الَّذينَ ماتوا سيَقومون،‏ وكَأنَّ الحَياةَ الجَديدَة حَقٌّ مُكتَسَب.‏ القِيامَةُ هَدِيَّةٌ مِن إلهِنا المُحِبّ.‏ وهو يُقَدِّمُها لِلَّذينَ يُريدُ أن يُعْطِيَهُم فُرصَةً لِيَخدُموهُ إلى الأبَد.‏ (‏أي ١٤:‏١٣،‏ ١٤؛‏ يو ٦:‏٤٤‏)‏ فهل سيَنالُ سُلَيْمَان هذِهِ الهَدِيَّة؟‏ يَهْوَه يَعرِفُ الجَواب،‏ أمَّا نَحنُ فلا نَعرِفُه.‏ لكنَّنا نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَتَصَرَّفُ بِعَدل.‏

ما الَّذي نَعرِفُه

١٠ كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه بِخُصوصِ إهلاكِ البَشَر؟‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١١‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٠ إقرأ حزقيال ٣٣:‏١١‏.‏ يَكشِفُ لنا يَهْوَه بِلُطفٍ كَيفَ يَشعُرُ بِخُصوصِ مُحاسَبَةِ البَشَر.‏ وقد أُوحِيَ إلى الرَّسولِ بُطْرُس أن يُكَرِّرَ الفِكرَةَ نَفْسَها الَّتي كَتَبَها النَّبِيُّ حَزْقِيَال،‏ قائِلًا إنَّ «يَهْوَه .‏ .‏ .‏ لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ وعلى ضَوءِ هذِهِ الحَقيقَةِ المُطَمِّنَة،‏ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه لا يُسارِعُ إلى إهلاكِ النَّاسِ مَرَّةً وإلى الأبَد.‏ فهو رَحيمٌ بِكُلِّ مَعْنى الكَلِمَة،‏ ويُظهِرُ رَحمَتَهُ كُلَّما أمكَن.‏

في قيامة الأشرار،‏ سيحصل مختلف الناس على الفرصة أن يتعلموا عن يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏


١١ مَنِ الَّذينَ لن يَقوموا،‏ وكَيفَ نَعرِفُ ذلِك؟‏

١١ وماذا نَعرِفُ عنِ النَّاسِ الَّذينَ لن يُقيمَهُمُ اللّٰه؟‏ لا يُعْطينا الكِتابُ المُقَدَّسُ إلَّا أمثِلَةً قَليلَة.‏ b يَسُوع مَثَلًا أشارَ أنَّ يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيَّ لن يَقوم.‏ (‏مر ١٤:‏٢١‏؛‏ أُنظر أيضًا يوحنا ١٧:‏١٢ و برج المراقبة،‏ ١٥ تموز [يوليو] ٢٠٠٧،‏ ص ١٨ ف ١٠‏.‏)‏ فيَهُوذَا قاوَمَ يَهْوَه اللّٰهَ وابْنَهُ عَمدًا وبِكامِلِ إرادَتِه.‏ (‏أُنظر مرقس ٣:‏٢٩ و مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية،‏ نيسان [أبريل] ٢٠١٨،‏ ص ٨‏.‏)‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ قالَ يَسُوع إنَّ بَعضَ رِجالِ الدِّينِ الَّذينَ قاوَموهُ سيَموتونَ دونَ أمَلٍ بِالقِيامَة.‏ (‏مت ٢٣:‏٣٣‏؛‏ أُنظر يوحنا ١٩:‏١١ و برج المراقبة،‏ ١٥ نيسان [أبريل] ٢٠٠٨،‏ ص ٣٢‏.‏)‏ والرَّسولُ بُولُس حَذَّرَ أنَّ المُرتَدِّينَ غَيرَ التَّائِبينَ لن يَقوموا.‏ —‏ عب ٦:‏٤-‏٨؛‏ ١٠:‏٢٩‏.‏

١٢ ماذا نَعرِفُ عن رَحمَةِ يَهْوَه؟‏ أعْطِ مِثالًا.‏

١٢ ولكنْ ماذا نَعرِفُ عن رَحمَةِ يَهْوَه؟‏ كَيفَ أظهَرَ أنَّهُ «لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد»؟‏ لاحِظْ كَيفَ رَحِمَ بَعضَ الَّذينَ ارتَكَبوا خَطايا خَطيرَة.‏ المَلِكُ دَاوُد عَمِلَ عِدَّةَ خَطايا كَبيرَة،‏ بِما فيها الزِّنى والقَتل.‏ لكنَّهُ تاب،‏ فسامَحَهُ يَهْوَه بِرَحمَة.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏١٣‏)‏ المَلِكُ مَنَسَّى كانَ شِرِّيرًا إلى أبعَدِ الحُدودِ خِلالَ مُعظَمِ سَنَواتِ حَياتِه.‏ ولكنْ حتَّى في هذِهِ الحالَةِ المُتَطَرِّفَة،‏ قَبِلَ يَهْوَه تَوبَتَهُ ووَجَدَ أساسًا لِيَرحَمَهُ ويُسامِحَه.‏ (‏٢ أخ ٣٣:‏٩-‏١٦‏)‏ يُذَكِّرُنا هذانِ المَثَلانِ أنَّ يَهْوَه يُظهِرُ الرَّحمَةَ كُلَّما رَأى أساسًا لِيَفعَلَ ذلِك.‏ وهو سيُقيمُ أشخاصًا كدَاوُد ومَنَسَّى لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُمُ ارتَكَبوا خَطايا بَشِعَة وتابوا عنها.‏

١٣ (‏أ)‏ لِماذا أظهَرَ يَهْوَه الرَّحمَةَ لِأهلِ نِينَوَى؟‏ (‏ب)‏ ماذا قالَ يَسُوع لاحِقًا عن أهلِ نِينَوَى؟‏

١٣ نَحنُ نَعرِفُ أيضًا كَيفَ رَحِمَ يَهْوَه أهلَ مَدينَةِ نِينَوَى.‏ فاللّٰهُ قالَ لِيُونَان:‏ «إنِّي رَأيْتُ شَرَّ سُكَّانِها».‏ ولكنْ عِندَما تابوا عن خَطاياهُم،‏ سامَحَهُم يَهْوَه بِلُطف.‏ لقد كانَ أرحَمَ بِكَثيرٍ مِن يُونَان.‏ ولَزِمَ أن يُذَكِّرَ نَبِيَّهُ الغاضِبَ أنَّ أهلَ نِينَوَى هؤُلاءِ «لا يَعرِفونَ يَمينَهُم مِن شِمالِهِم».‏ (‏يون ١:‏١،‏ ٢؛‏ ٣:‏١٠؛‏ ٤:‏٩-‏١١‏)‏ ولاحِقًا،‏ استَعمَلَ يَسُوع هذا المَثَلَ لِيُعَلِّمَ عن عَدلِ يَهْوَه ورَحمَتِه.‏ فهو قالَ إنَّ أهلَ نِينَوَى التَّائِبينَ «سيَقومونَ .‏ .‏ .‏ في يَومِ الحِساب».‏ —‏ مت ١٢:‏٤١‏.‏

١٤ ماذا ستَعْني ‹القِيامَةُ إلى الحِسابِ› بِالنِّسبَةِ إلى أهلِ نِينَوَى؟‏

١٤ في أيِّ ‹يَومِ حِسابٍ› سيَقومُ أهلُ نِينَوَى؟‏ عَلَّمَ يَسُوع عن ‹قِيامَةٍ إلى الحِسابِ› في المُستَقبَل.‏ (‏يو ٥:‏٢٩‏)‏ وكانَ يَقصِدُ حُكمَهُ الألفِيّ،‏ الَّذي سيَقومُ خِلالَهُ ‹الصَّالِحونَ والأشرارُ› على السَّواء.‏ (‏أع ٢٤:‏١٥‏)‏ بِالنِّسبَةِ إلى الأشرار،‏ هذِهِ القِيامَةُ ستَكونُ ‹قِيامَةً إلى الحِساب›.‏ وهذا يَعْني أنَّ يَهْوَه ويَسُوع سيُراقِبانِ تَصَرُّفاتِهِم ويُقَيِّمانِها ويَرَيانِ كَيفَ يَتَجاوَبونَ معَ التَّعليمِ الإلهِيّ.‏ وإذا رَفَضَ شَخصٌ مُقامٌ مِن أهلِ نِينَوَى أن يَتَبَنَّى العِبادَةَ النَّقِيَّة،‏ فسَيَكونُ الحُكمُ ضِدَّه.‏ (‏إش ٦٥:‏٢٠‏)‏ لكنَّ كُلَّ الَّذينَ يَختارونَ أن يَعبُدوا يَهْوَه بِأمانَةٍ سيَكونُ الحُكمُ لِصالِحِهِم،‏ وسَيَكونُ لَدَيهِم أمَلٌ بِالحَياةِ إلى الأبَد.‏ —‏ دا ١٢:‏٢‏.‏

١٥ (‏أ)‏ لِماذا لا يَجِبُ أن نَقولَ أنْ لا أحَدَ مِنَ الَّذينَ ماتوا في سَدُوم وعَمُورَة سيَقوم؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نَفهَمُ كَلِماتِ يَهُوذَا ٧‏؟‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ ماذا قَصَدَ يَهُوذَا؟‏‏».‏)‏

١٥ وفي الحَديثِ عن أهلِ سَدُوم وعَمُورَة،‏ قالَ يَسُوع إنَّ وَضعَهُم «في يَومِ الحِسابِ» سيَكونُ أفضَلَ مِن وَضعِ الَّذينَ رَفَضوهُ ورَفَضوا تَعاليمَه.‏ (‏مت ١٠:‏١٤،‏ ١٥؛‏ ١١:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ لو ١٠:‏١٢‏)‏ فماذا قَصَد؟‏ قد نَظُنُّ أنَّ يَسُوع كانَ يَستَعمِلُ أُسلوبَ المُبالَغَةِ في هذِهِ المُناسَبَة.‏ ولكنْ لا يَبْدو أنَّهُ كانَ يَستَعمِلُ هذا الأُسلوب،‏ مِثلَما أنَّهُ لم يَستَعمِلْهُ في الحَديثِ عن أهلِ نِينَوَى.‏ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ يَبْدو أنَّ يَسُوع قَصَدَ حَرفِيًّا ما قالَه.‏ و «يَومُ الحِسابِ» الَّذي أشارَ إلَيهِ في المُناسَبَتَيْنِ هو نَفْسُهُ بِالتَّأكيد.‏ فمِثلَ أهلِ نِينَوَى،‏ أهلُ سَدُوم وعَمُورَة عَمِلوا الشَّرّ.‏ لكنَّ أهلَ نِينَوَى كانَ لَدَيهِم فُرصَةٌ لِيَتوبوا.‏ أيضًا،‏ لا نَنْسَ ما قالَهُ يَسُوع عنِ ‹القِيامَةِ إلى الحِساب›.‏ فهي ستَشمُلُ «الَّذينَ عَمِلوا ما هو سَيِّئ».‏ (‏يو ٥:‏٢٩‏)‏ إذًا يَبْدو أنَّهُ قد يَكونُ هُناك بَعضُ الأمَلِ لِأهلِ سَدُوم وعَمُورَة.‏ فَيُمكِنُ أن يَقومَ بَعضُ هؤُلاءِ الأشخاصِ على الأقَلّ،‏ ورُبَّما سيَكونُ لَدَينا الفُرصَةُ لِنُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه ويَسُوع المَسِيح.‏

١٦ ماذا نَعرِفُ عنِ الطَّريقَةِ الَّتي على أساسِها سيُقَرِّرُ يَهْوَه مَن سيَقوم؟‏ (‏إرميا ١٧:‏١٠‏)‏

١٦ إقرأ إرميا ١٧:‏١٠‏.‏ هذِهِ الآيَةُ تُساعِدُنا أن نُلَخِّصَ ما نَعرِفُه:‏ لَطالَما كانَ يَهْوَه «فاحِصَ القَلبِ ومُمتَحِنَ الكُلى».‏ وبِخُصوصِ القِيامَةِ في المُستَقبَل،‏ سيُعْطي،‏ كما يَفعَلُ دائِمًا،‏ «كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ طُرُقِه».‏ فيَهْوَه سيَكونُ حازِمًا عِندَ الضَّرورَةِ ولكنْ رَحيمًا كُلَّما أمكَن.‏ لِذلِك لا يَجِبُ أن نَفتَرِضَ أنَّ أحَدًا ما لَيسَ لَدَيهِ أمَلٌ بِالقِيامَةِ إذا لم نَكُنْ نَعرِفُ ذلِك!‏

‏«قاضي كُلِّ الأرضِ» سَوفَ «يَتَصَرَّفُ بِعَدل»‏

١٧ ما مُستَقبَلُ البَشَرِ الَّذينَ ماتوا؟‏

١٧ مُنذُ أنِ انضَمَّ آدَم وحَوَّاء إلى الشَّيْطَان وتَمَرَّدا على يَهْوَه اللّٰه،‏ بَلايينُ البَشَرِ ماتوا.‏ حَقًّا،‏ حَصَدَ ‹عَدُوُّنا المَوتُ› حَياةَ كَثيرين!‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٦‏)‏ فما مَصيرُ كُلِّ هؤُلاءِ النَّاس؟‏ عَدَدٌ مَحدودٌ مِن أتباعِ المَسِيح الأُمَناء،‏ ما مَجموعُهُ ٠٠٠‏,١٤٤،‏ سيَقومونَ إلى حَياةٍ خالِدَة في السَّماء.‏ (‏رؤ ١٤:‏١‏)‏ وعَدَدٌ هائِلٌ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ الأُمَناءِ الَّذينَ أحَبُّوا يَهْوَه سيَقومونَ في «قِيامَةِ .‏ .‏ .‏ الصَّالِحين»،‏ وسَيَعيشونَ إلى الأبَدِ على الأرضِ إذا ظَلُّوا صالِحينَ خِلالَ حُكمِ المَسِيح الألفِيّ والامتِحانِ الأخير.‏ (‏دا ١٢:‏١٣؛‏ عب ١٢:‏١‏)‏ أيضًا خِلالَ الحُكمِ الألفِيّ،‏ «الأشرار»،‏ بِمَن فيهِمِ الَّذينَ لم يَخدُموا يَهْوَه أبَدًا أو حتَّى «عَمِلوا ما هو سَيِّئ»،‏ سيَنالونَ الفُرصَةَ أن يُغَيِّروا طُرُقَهُم ويَصيروا أُمَناء.‏ (‏لو ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ لكنَّ بَعضَ البَشَرِ كانوا أشرارًا جِدًّا،‏ مُصَمِّمينَ أن يَتَمَرَّدوا على يَهْوَه ومَقاصِدِه،‏ لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَرَّرَ أنَّهُ لن تَكونَ هُناك أبَدًا قِيامَةٌ لهُم.‏ —‏ لو ١٢:‏٤،‏ ٥‏.‏

١٨-‏١٩ (‏أ)‏ لِماذا نَقدِرُ أن نَثِقَ بِأحكامِ يَهْوَه على الَّذينَ ماتوا؟‏ (‏إشعيا ٥٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٨ هل لَدَينا أسبابٌ وَجيهَة لِنَثِقَ بِكُلِّ أحكامِ يَهْوَه،‏ سَواءٌ كانَت لِصالِحِ الأشخاصِ أو ضِدَّهُم؟‏ نَعَم بِالتَّأكيد!‏ فكما فَهِمَ إبْرَاهِيم جَيِّدًا،‏ يَهْوَه هو «قاضي كُلِّ الأرضِ» الكامِل،‏ الكُلِّيُّ الحِكمَة،‏ والرَّحيم.‏ وقد دَرَّبَ ابْنَهُ وفَوَّضَ إلَيهِ أن يُحاكِمَ الجَميع.‏ (‏يو ٥:‏٢٢‏)‏ والآبُ والابْنُ كِلاهُما يَقدِرانِ أن يَقرَآ ما في قَلبِ كُلِّ إنسان.‏ (‏مت ٩:‏٤‏)‏ وفي كُلِّ حالَة،‏ ‹سيَتَصَرَّفانِ بِعَدل›!‏

١٩ لِنُصَمِّمْ إذًا أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يَعرِفُ ما هوَ الأفضَل.‏ فنَحنُ نُدرِكُ أنَّنا لَسنا مُؤَهَّلينَ لِنُحاكِمَ أحَدًا،‏ أمَّا هو فمُؤَهَّلٌ تَمامًا!‏ ‏(‏إقرأ إشعيا ٥٥:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ لِذلِك نَعتَرِفُ أنَّ مُحاسَبَةَ البَشَرِ لَيسَت مِنِ اختِصاصِنا،‏ ونَترُكُ المَسألَةَ بَينَ يَدَيِ الخالِقِ وابْنِه،‏ المَلِكِ الَّذي يَعكِسُ كامِلًا عَدلَ أبيهِ ورَحمَتَه.‏ (‏إش ١١:‏٣،‏ ٤‏)‏ ولكنْ ماذا عنِ الأحكامِ الإلهِيَّة المُتَعَلِّقَة بِالضِّيقِ العَظيم؟‏ ما الَّذي لا نَعرِفُه؟‏ وما الَّذي نَعرِفُه؟‏ ستُناقِشُ المَقالَةُ التَّالِيَة هذَيْنِ السُّؤالَيْن.‏

التَّرنيمَة ٥٧ الكِرازَةُ لِشَتَّى النَّاس