مقالة الدرس ٣٧
ثق بإخوتك
«المَحَبَّةُ . . . تُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وترجو كُلَّ شَيء». — ١ كو ١٣:٤، ٧.
التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ لِماذا لا نتَفاجَأُ بِاختِفاءِ الثِّقَةِ في العالَم؟
تختَفي الثِّقَةُ اليَومَ في عالَمِ الشَّيْطَان. فالتُّجَّار، السِّياسِيُّون، والقادَةُ الدِّينِيُّونَ يُخَيِّبونَ أمَلَ النَّاس. والثِّقَةُ تنعَدِمُ أيضًا بَينَ الأصدِقاء، الجيران، وحتَّى أفرادِ العائِلَةِ الواحِدَة. لكنَّ هذا لا يُفاجِئُنا. فالكِتابُ المُقَدَّسُ أنبَأ: «في الأيَّامِ الأخيرَة . . . النَّاسُ يكونونَ . . . غَيرَ أولِياء، . . . مُفتَرين، . . . خائِنين». فالنَّاسُ يتَمَثَّلونَ بِصِفاتِ إلهِ هذا العالَمِ الَّذي لا يوثَقُ بهِ أبَدًا. — ٢ تي ٣:١-٤؛ ٢ كو ٤:٤.
٢ (أ) بِمَن نثِقُ مِئَةً في المِئَة؟ (ب) ماذا يستَصعِبُ البَعض؟
٢ ولكنْ ماذا عنَّا نَحنُ المَسيحِيِّين؟ نَحنُ نثِقُ كامِلًا بِإلهِنا يَهْوَه. (إر ١٧:٧، ٨) فنَحنُ أكيدونَ أنَّهُ يُحِبُّنا و ‹لا يتَخَلَّى أبَدًا عن› أصدِقائِه. (مز ٩:١٠) كما نثِقُ بِيَسُوع المَسِيح، لِأنَّهُ قدَّمَ حَياتَهُ مِن أجْلِنا. (١ بط ٣:١٨) وقدْ لمَسنا في حَياتِنا كم تُفيدُنا إرشاداتُ الكِتابِ المُقَدَّس. (٢ تي ٣:١٦، ١٧) لِذلِك، نثِقُ مِئَةً في المِئَةِ بِيَهْوَه ويَسُوع والكِتابِ المُقَدَّس. ولكنْ هل نثِقُ بِالإخوَةِ في الجَماعَة؟ يستَصعِبُ البَعضُ ذلِك. فلْنرَ إذًا لِماذا مُهِمٌّ أن نثِقَ بِإخوَتِنا.
لِماذا مُهِمٌّ أن تثِقَ بِإخوَتِك؟
٣ أيُّ امتِيازٍ كَبيرٍ نتَمَتَّعُ به؟ (مرقس ١٠:٢٩، ٣٠)
٣ إختارَنا يَهْوَه لِنكونَ بَينَ عائِلَةِ خُدَّامِهِ حَولَ العالَم. هذا امتِيازٌ كَبير، ويَجلُبُ لنا بَرَكاتٍ كَثيرَة. (إقرأ مرقس ١٠:٢٩، ٣٠.) فحَولَ العالَم، لَدَينا إخوَةٌ يُحِبُّونَ يَهْوَه مِثلَنا، ويَجتَهِدونَ لِيَعيشوا حَسَبَ مَقاييسِه. ومع أنَّهُم قد يختَلِفونَ عنَّا في اللُّغَةِ والحَضارَةِ والثِّياب، نشعُرُ أنَّنا قَريبونَ جِدًّا مِنهُم، حتَّى عِندَما نلتَقيهِم أوَّلَ مَرَّة. وأكثَرُ شَيءٍ نُحِبُّهُ هو أن نشتَرِكَ معهُم في عِبادَةِ وتَسبيحِ أبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ. — مز ١٣٣:١.
٤ لِماذا نحتاجُ إلى إخوَتِنا؟
٤ نحتاجُ الآنَ خُصوصًا أن نبقى قَريبينَ مِن إخوَتِنا. فهُم يُساعِدونَنا أن نحمِلَ أعباءَنا. (رو ١٥:١؛ غل ٦:٢) كما يُشَجِّعونَنا أن نبقى أقوِياءَ روحِيًّا ونَشيطينَ في خِدمَةِ يَهْوَه. (١ تس ٥:١١؛ عب ١٠:٢٣-٢٥) فكِّرْ قَليلًا: لَولا دَعمُ إخوَتِنا لنا، كَيفَ كُنَّا سنثبُتُ في وَجهِ الشَّيْطَان وعالَمِهِ الشِّرِّير؟ كما أنَّنا سنتَعَرَّضُ قَريبًا لِهُجومٍ مِنَ الشَّيْطَان ومِنَ الَّذينَ هُم تَحتَ سَيطَرَتِه. وخِلالَ ذلِكَ الوَقت، سنُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّ لَدَينا إخوَةً يقِفونَ دائِمًا إلى جانِبِنا.
٥ لِماذا يستَصعِبُ البَعضُ أن يثِقوا بِالإخوَة؟
٥ لكنَّ البَعضَ يستَصعِبونَ أن يثِقوا بِالإخوَة. فرُبَّما لم يوفِ أحَدُ الإخوَةِ بِوَعدٍ قطَعَهُ لهُم، أو لم يحفَظْ سِرًّا أمَّنوهُ علَيه، أو جرَحَهُم كَثيرًا بِكَلامِهِ أو تَصَرُّفاتِه. فهل حصَلَ معكَ شَيءٌ كهذا؟ إذًا، كَيفَ تبني ثِقَتَكَ بِالإخوَةِ مُجَدَّدًا؟
المَحَبَّةُ تُقَوِّي ثِقَتَكَ بِالإخوَة
٦ كَيفَ تُساعِدُنا المَحَبَّةُ أن نبنِيَ ثِقَتَنا بِالإخوَة؟ (١ كورنثوس ١٣:٤-٨)
٦ المَحَبَّةُ هي أساسُ الثِّقَة. وفي ١ كُورِنْثُوس ١٣، نجِدُ عِدَّةَ مُمَيِّزاتٍ لِلمَحَبَّةِ تُساعِدُنا أن نبنِيَ ثِقَتَنا بِالإخوَةِ أو نستَعيدَها مِن جَديد. (إقرأ ١ كورنثوس ١٣:٤-٨.) فالآيَة ٤ تقولُ لنا إنَّ المَحَبَّةَ صَبورَةٌ ولَطيفَة. فمِثلَما يصبِرُ يَهْوَه علَينا حينَ نُخطِئُ إلَيه، يجِبُ أن نصبِرَ على إخوَتِنا إذا جرَحونا بِكَلامِهِم أو تَصَرُّفاتِهِم. وتُضيفُ الآية ٥ أنَّ المَحَبَّةَ «لا تحتَدّ. ولا تحفَظُ حِسابًا بِالأذِيَّة». فنَحنُ لا نُريدُ أن ‹نحفَظَ حِسابًا بِالأذِيَّة›، أي نظَلَّ نتَذَكَّرُ أخطاءَ إخوَتِنا. بل نُريدُ أن نُطَبِّقَ النَّصيحَةَ في الجَامِعَة ٧:٩: «لا تُسرِعْ بِروحِكَ إلى الغَيظ»، وفي أفَسُس ٤:٢٦: «لا تغرُبِ الشَّمسُ على غَيظِكُم».
٧ كَيفَ تُساعِدُنا المَبادِئُ في مَتَّى ٧:١-٥ أن نثِقَ بِالإخوَة؟
٧ هُناك أمرٌ آخَرُ يُساعِدُنا أن نبنِيَ ثِقَتَنا بِالإخوَة: أن نراهُم مِثلَما يراهُم يَهْوَه. فهو يُحِبُّهُم ولا يظَلُّ يتَذَكَّرُ أخطاءَهُم. (مز ١٣٠:٣) وبَدَلَ أن نُرَكِّزَ على عُيوبِ إخوَتِنا، لِنُرَكِّزْ على صِفاتِهِمِ الحُلوَة ونثِقْ أنَّهُم سيَتَحَسَّنونَ في المُستَقبَل. (إقرأ متى ٧:١-٥.) ولْنُصَدِّقْ أيضًا أنَّ نِيَّتَهُم جَيِّدَة، وأنَّهُم لا يقصِدونَ أن يُؤْذونا. فالمَحَبَّةُ «تُصَدِّقُ كُلَّ شَيء». (١ كو ١٣:٧) لكنَّ يَهْوَه لا يُريدُ أن نثِقَ بِالإخوَةِ ثِقَةً عَمياء، بل يُريدُ أن نثِقَ بهِم لِأنَّهُم يستَحِقُّونَ ذلِك. b
٨ كَيفَ تبني ثِقَتَكَ بِالإخوَة؟
٨ لا شَكَّ أنَّكَ تحتاجُ إلى الوَقتِ لِتبنِيَ ثِقَتَكَ بِالإخوَة. فماذا يُساعِدُك؟ تعَرَّفْ علَيهِم أكثَر. فتحَدَّثْ معهُم في الاجتِماعات، ورتِّبْ لِتخدُمَ معهُم. إصبِرْ علَيهِم، وأعطِهِم فُرصَةً لِيُظهِروا أنَّهُم يستاهِلونَ ثِقَتَك. طَبعًا، قد لا ترتاحُ مِنَ البِدايَةِ أن تُخبِرَهُم عن مَشاعِرِكَ وأفكارِك. ولكنْ فيما تصيرُ أقرَبَ إلَيهِم، سترتاحُ أكثَرَ أن تفتَحَ لهُم قَلبَك. (لو ١٦:١٠) ولكنْ ماذا لَو خانَ أحَدُ الإخوَةِ ثِقَتَكَ به؟ لا تأخُذْ فَورًا مَوقِفًا مِنه، بل دعْ بَعضَ الوَقتِ يمُرّ. ولا تفقِدْ ثِقَتَكَ بِباقي الإخوَة. لاحِظْ كَيفَ حافَظَ بَعضُ خُدَّامِ يَهْوَه على ثِقَتِهِم بِالآخَرين، حتَّى بَعدَما خيَّبَ البَعضُ أمَلَهُم.
تعَلَّمْ مِنَ الَّذينَ حافَظوا على ثِقَتِهِم بِالآخَرين
٩ (أ) ماذا فعَلَت حَنَّة رَغمَ تَقصيراتِ بَعضِ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة؟ (ب) ماذا تتَعَلَّمُ مِن حَنَّة عنِ الثِّقَةِ بِالإخوَةِ المَسؤولين؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
٩ هل خيَّبَ أخٌ مَسؤولٌ أمَلَكَ مِن قَبل؟ لاحِظْ إذًا ماذا حصَلَ مع حَنَّة. ففي أيَّامِها، كانَ رَئيسُ الكَهَنَةِ عَالِي يأخُذُ القِيادَةَ في عِبادَةِ يَهْوَه. لكنَّ عائِلَتَهُ لم تكُنْ مِثالِيَّة. فابْناه، اللَّذانِ كانا كاهِنَين، فعَلا أشياءَ مُخجِلَة ومارَسا العَهارَة. وعَالِي لم يفعَلِ اللَّازِمَ لِيُصَحِّحَ سُلوكَهُما. ويَهْوَه سمَحَ أن يظَلَّ عَالِي رَئيسَ الكَهَنَةِ فَترَةً مِنَ الوَقت. مع ذلِك، لم تتَوَقَّفْ حَنَّة عن عِبادَةِ يَهْوَه في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة. ولكنْ لاحِظْ ماذا حصَلَ معها في أحَدِ الأيَّام. ففيما كانَت مُتَضايِقَةً جِدًّا وتُصَلِّي في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة، ظنَّ عَالِي أنَّها سَكرانَة. ودونَ أن يتَأكَّدَ مِنَ الحَقيقَة، وبَّخَ هذِهِ المَرأةَ الحَزينَة جِدًّا. (١ صم ١:١٢-١٦) مع ذلِك كُلِّه، ظلَّت حَنَّة تثِقُ بِيَهْوَه وبِالَّذينَ عيَّنَهُم لِيَهتَمُّوا بِشَعبِه. فقدْ وَعَدَت يَهْوَه أنَّهُ إذا أعطاها ابْنًا، فسَتُحضِرُهُ لِيَخدُمَهُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة. وكانَت مُستَعِدَّةً لِتوفِيَ بِوَعدِها، مع أنَّهُ عنى أنَّ ابْنَها سيَكونُ تَحتَ رِعايَةِ عَالِي. (١ صم ١:١١) ولكنْ طَبعًا، لزِمَ اتِّخاذُ إجراءٍ بِخُصوصِ ابْنَي عَالِي. ويَهْوَه فعَلَ ذلِك في الوَقتِ المُناسِب. (١ صم ٤:١٧) لكنَّهُ بارَكَ حَنَّة على ثِقَتِها به، وأعطاها ابْنًا: صَمُوئِيل. — ١ صم ١:١٧-٢٠.
١٠ ماذا فعَلَ دَاوُد بَعدَما خانَهُ أحَدُ أصدِقائِه؟
١٠ هل خانَ أحَدُ أصدِقائِكَ ثِقَتَكَ به؟ لاحِظْ إذًا ماذا حصَلَ معَ المَلِكِ دَاوُد. فقدْ كانَ لَدَيهِ صَديقٌ اسْمُهُ أخِيتُوفَل. لكنَّ صَديقَهُ هذا خانَه، وانضَمَّ إلى ابْنِهِ أبْشَالُوم حينَ حاوَلَ أن يأخُذَ المُلكَ مِنه. تخَيَّلْ كم كانَت صَدمَةُ دَاوُد كَبيرَةً حينَ خانَهُ ابْنُهُ وصَديقُهُ كِلاهُما. مع ذلِك، ظلَّ دَاوُد يثِقُ بِأصدِقائِهِ الآخَرين، مِثلِ حُوشَاي الَّذي رفَضَ أن ينضَمَّ إلى أبْشَالُوم في تَمَرُّدِه. وثِقَةُ دَاوُد بِحُوشَاي كانَت في مَحَلِّها. فحُوشَاي أثبَتَ أنَّهُ صَديقٌ مُخلِص، حتَّى إنَّهُ خاطَرَ بِحَياتِهِ مِن أجْلِ دَاوُد. — ٢ صم ١٧:١-١٦.
١١ ماذا فعَلَ أحَدُ خُدَّامِ نَابَال؟
١١ لِنتَأمَّلْ أيضًا في مِثالٍ آخَر. فدَاوُد ورِجالُهُ كانوا لُطَفاءَ وحمَوا خُدَّامَ رَجُلٍ إسْرَائِيلِيٍّ غَنِيٍّ اسْمُهُ نَابَال. لِذلِك، طلَبَ دَاوُد لاحِقًا مِن نَابَال أن يُعطِيَهُ بَعضَ الطَّعامِ لِرِجالِه. ومع أنَّ طَلَبَهُ كانَ مَعقولًا، رفَضَهُ نَابَال. فغضِبَ دَاوُد جِدًّا، وأرادَ أن يقتُلَ كُلَّ الذُّكورِ في بَيتِ نَابَال. لكنَّ أحَدَ خُدَّامِ نَابَال أخبَرَ أبِيجَايِل، زَوجَةَ سَيِّدِه، بِما حصَل. فبِما أنَّهُ مِن خَدَمِ البَيت، أمَّنَ سَيِّدَتَهُ على حَياتِه. فبَدَلَ أن يهرُب، وثِقَ أنَّ أبِيجَايِل ستعرِفُ كَيفَ تتَصَرَّفُ لِأنَّها امرَأةٌ حَكيمَة. وثِقَتُهُ بها كانَت في مَحَلِّها. فأبِيجَايِل تصَرَّفَت بِشَجاعَةٍ وأقنَعَت دَاوُد أن يتَراجَعَ عن خُطَّتِه. (١ صم ٢٥:٢-٣٥) وهي بِدَورِها وثِقَت أنَّ دَاوُد سيَتَصَرَّفُ بِحِكمَة.
١٢ كَيفَ وثِقَ يَسُوع بِتَلاميذِهِ رَغمَ أخطائِهِم؟
١٢ لاحِظْ أيضًا كَيفَ وثِقَ يَسُوع بِتَلاميذِهِ رَغمَ أخطائِهِم. (يو ١٥:١٥، ١٦) فعِندَما طلَبَ مِنهُ يَعْقُوب ويُوحَنَّا أن يُعطِيَهُما مَكانًا مُمَيَّزًا في المَملَكَة، لم يشُكَّ في دافِعِهِما لِخِدمَةِ يَهْوَه أو يرفُضْهُما كرَسولَين. (مر ١٠:٣٥-٤٠) وحينَ قُبِضَ على يَسُوع، ترَكَهُ كُلُّ تَلاميذِه. لكنَّهُ لم يفقِدْ ثِقَتَهُ بهِم. (مت ٢٦:٥٦) فمع أنَّ يَسُوع عرَفَ ضَعَفاتِهِم، «ظَلَّ يُحِبُّهُم حتَّى النِّهايَة». (يو ١٣:١) وبَعدَما قامَ مِنَ المَوت، أعطى لِرُسُلِهِ الـ ١١ الأُمَناءِ مَسؤولِيَّةً كَبيرَة: أن يأخُذوا القِيادَةَ في عَمَلِ التَّبشيرِ ويَهتَمُّوا بِخِرافِهِ الغالين. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ يو ٢١:١٥-١٧) وثِقَتُهُ بِهؤُلاءِ الرِّجالِ النَّاقِصينَ كانَت في مَحَلِّها. فكُلُّهُم ظلُّوا يخدُمونَ بِأمانَةٍ حتَّى نِهايَةِ حَياتِهِم على الأرض. لِنتَمَثَّلْ إذًا بِحَنَّة، دَاوُد، خادِمِ نَابَال، أبِيجَايِل، ويَسُوع ونثِقْ بِإخوَتِنا رَغمَ نَقائِصِهِم.
إسعَ لِتبنِيَ ثِقَتَكَ بِالإخوَةِ مُجَدَّدًا
١٣ ماذا قد يُصَعِّبُ علَينا أن نثِقَ بِالإخوَة؟
١٣ هل وثِقتَ بِأخٍ وأمَّنتَهُ على مَعلوماتٍ شَخصِيَّة، ثُمَّ اكتَشَفتَ أنَّهُ خانَ ثِقَتَك؟ لا شَكَّ أنَّ هذا مُؤْلِمٌ جِدًّا. لاحِظْ ماذا حصَلَ مع إحدى الأخَوات. فمَرَّةً، أخبَرَت شَيخًا عن مَسألَةٍ شَخصِيَّة. ولكنْ في اليَومِ التَّالي، اتَّصَلَت بها زَوجَةُ ذلِكَ الشَّيخِ لِتُشَجِّعَها، وكانَ واضِحًا أنَّ زَوجَها أخبَرَها عنِ المَسألَة. طَبعًا، اهتَزَّت ثِقَةُ الأُختِ بِذلِكَ الشَّيخ. ولكنْ مِنَ الجَيِّدِ أنَّها طلَبَتِ المُساعَدَةَ مِن شَيخٍ آخَر، وهو ساعَدَها أن تستَعيدَ ثِقَتَها بِالشُّيوخ.
١٤ كَيفَ استَعادَ أخٌ ثِقَتَهُ بِالشُّيوخ؟
١٤ طَوالَ سِنين، كانَ أحَدُ الإخوَةِ مُتَضايِقًا مِن شَيخَين، ولم يستَطِعْ أن يثِقَ بهِما. لكنَّهُ بدَأَ يُفَكِّرُ في عِبارَةٍ قالَها أخٌ يحتَرِمُهُ كَثيرًا، عِبارَةٍ بَسيطَة ولكنْ قَوِيَّة: «الشَّيْطَان هو عَدُوُّنا، لا إخوَتُنا». فكَّرَ الأخُ جَيِّدًا في هذِهِ العِبارَة، وصلَّى إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَه. وهكَذا، استَطاعَ أن يتَصالَحَ معَ الشَّيخَين.
١٥ كَيفَ يوضِحُ اختِبارُ غْرِيت أنَّ بِناءَ الثِّقَةِ مِن جَديدٍ يأخُذُ وَقتًا؟
١٥ هل خسِرتَ تَعيينًا أو مَسؤولِيَّةً في الجَماعَة؟ لا شَكَّ أنَّ هذا كانَ صَعبًا علَيك. لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها غْرِيت وأُمِّها. فهُما خدَمَتا يَهْوَه بِأمانَةٍ حينَ كانَ عَمَلُنا تَحتَ الحَظرِ في ألْمَانِيَا النَّازِيَّة. وفي البِدايَة، كانَتِ الأُختُ غْرِيت تطبَعُ نُسَخًا مِن بُرجِ المُراقَبَة. وقدْ تمَتَّعَت كَثيرًا بِهذِهِ المَسؤولِيَّة. لكنَّ الإخوَةَ أخَذوها مِنها حينَ عرَفوا أنَّ أباها مُقاوِم، لِأنَّهُم خافوا أن يُخبِرَ السُّلُطاتِ عنِ الجَماعَة. والمَسألَةُ لم تتَوَقَّفْ عِندَ هذا الحَدّ. فخِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة، رفَضَ الإخوَةُ أن يُعطوا غْرِيت وأُمَّها نُسَخًا مِنَ المَجَلَّات. وحتَّى عِندَما يلتَقونَ بِهِما في الطَّريق، ما كانوا يتَحَدَّثونَ معهُما. فانجَرَحَت غْرِيت كَثيرًا، واحتاجَت إلى وَقتٍ طَويلٍ كَي تُسامِحَ هؤُلاءِ الإخوَةَ وتثِقَ بهِم مِن جَديد. لكنَّها نجَحَت في ذلِك. فقدْ فكَّرَت أنَّ يَهْوَه سامَحَ هؤُلاءِ الإخوَة، وبِالتَّالي يلزَمُ أن تُسامِحَهُم هي أيضًا. c
«الشيطان هو عدونا، لا إخوتنا»
١٦ لِمَ مُهِمٌّ أن نسعى لِنستَعيدَ ثِقَتَنا بِالإخوَة؟
١٦ إذا مرَرتَ بِحالَةٍ صَعبَة كهذِه، فاسْعَ لِتَبنِيَ ثِقَتَكَ بِالإخوَةِ مُجَدَّدًا. صَحيحٌ أنَّ بِناءَ الثِّقَةِ يتَطَلَّبُ وَقتًا وجُهدًا، لكنَّهُ يستاهِلُ ذلِك. إلَيكَ هذا المَثَل. إذا تسَمَّمتَ بِسَبَبِ طَعامٍ أكَلتَه، فلا شَكَّ أنَّكَ ستنتَبِهُ أكثَرَ لِما تأكُلُه. ولكنْ طَبعًا، لن تتَوَقَّفَ عنِ الأكل. بِشَكلٍ مُشابِه، إذا خيَّبَ أحَدُ الإخوَةِ أمَلَك، فلا تفقِدْ ثِقَتَكَ بِباقي الإخوَة. وتذَكَّرْ أنَّنا جَميعًا ناقِصون. وحينَ تستَعيدُ ثِقَتَكَ بِالإخوَة، ستكونُ أسعَدَ وتنشُرُ جَوًّا مِنَ الثِّقَةِ في الجَماعَة.
١٧ لِمَ مُهِمٌّ أن نثِقَ بِإخوَتِنا، وماذا سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
١٧ تنعَدِمُ الثِّقَةُ في عالَمِ الشَّيْطَان، لكنَّها تزيدُ بَينَ الإخوَةِ حَولَ العالَم. فثِقَتُنا بِالإخوَةِ مُؤَسَّسَةٌ على المَحَبَّة. وهي مُهِمَّةٌ جِدًّا. فهي تزيدُ فَرَحَنا ووَحدَتَنا الآن، وسَتُشَكِّلُ حِمايَةً لنا خِلالَ الأوقاتِ الصَّعبَة الَّتي تنتَظِرُنا. إذًا، ماذا تفعَلُ لَو خانَ أحَدُ الإخوَةِ ثِقَتَكَ به؟ حاوِلْ أن ترى المَسألَةَ مِن وِجهَةِ نَظَرِ يَهْوَه، طبِّقْ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، قوِّ مَحَبَّتَكَ لِلإخوَة، وتعَلَّمْ مِنَ الشَّخصِيَّاتِ المَذكورَة في الكِتابِ المُقَدَّس. فهكَذا، تقدِرُ أن تتَغَلَّبَ على مَشاعِرِكَ المَجروحَة، وتستَعيدَ ثِقَتَكَ بِالإخوَة. كما ستتَمَتَّعُ بِبَرَكَةٍ كَبيرَة: أن يكونَ لَدَيكَ عَدَدٌ هائِلٌ مِنَ الأصدِقاءِ الَّذينَ ‹يلتَصِقُونَ بِكَ أكثَرَ مِن أخيك›. (أم ١٨:٢٤) لكنَّ الثِّقَةَ تكونُ مُتَبادَلَةً بَينَ الطَّرَفَين. لِذلِك سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة كَيفَ نُظهِرُ نَحنُ لِلإخوَةِ أنَّنا نستاهِلُ ثِقَتَهُم.
التَّرنيمَة ٩٩ رِبواتٌ مِنَ الإخوان
a مُهِمٌّ أن نثِقَ بِإخوَتِنا. لكنَّنا قد نستَصعِبُ ذلِك حينَ يُخَيِّبونَ أمَلَنا. فكَيفَ نُقَوِّي ثِقَتَنا بِإخوَتِنا؟ وكَيفَ نستَعيدُ ثِقَتَنا بهِم إذا خسِرناها؟ سنتَحَدَّثُ في هذِهِ المَقالَةِ عن مَبادِئَ وشَخصِيَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُنا في هذا المَجال.
b يُنَبِّهُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ البَعضَ في الجَماعَةِ لا يستاهِلونَ ثِقَتَنا. (يه ٤) ففي حالاتٍ نادِرَة، يوجَدُ إخوَةٌ كَذَّابونَ «يتَكَلَّمونَ بِأُمورٍ مُعَوَّجَة» كَي يخدَعونا. (أع ٢٠:٣٠) وطَبعًا، لا يجِبُ أن نثِقَ بِأشخاصٍ كهؤُلاءِ أو نسمَعَ لهُم.
c لِتعرِفَ المَزيدَ عنِ اختِبارِ غْرِيت، انظُرِ الكِتابَ السَّنَوِيَّ لِشُهودِ يَهْوَه ١٩٧٤، الصَّفَحات ١٢٩-١٣١ (بِالإنْكِلِيزِيَّة).