مقالة الدرس ٣٨
كيف تكسب ثقة الإخوة؟
«المُفتَري يَنشُرُ الأسرار، أمَّا الَّذي يستاهِلُ الثِّقَةَ فيَحفَظُها». — أم ١١:١٣، الحاشية.
التَّرنيمَة ١٠١ العَمَلُ معًا بِاتِّحاد
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يُمَيِّزُ الشَّخصَ الَّذي يستاهِلُ الثِّقَة؟
الشَّخصُ الَّذي يستاهِلُ الثِّقَةَ يجتَهِدُ لِيُوفِيَ بِوُعودِهِ ويَقولُ الحَقيقَةَ دائِمًا. (مز ١٥:٤) لِذا، يقدِرُ النَّاسُ أن يتَّكِلوا علَيه. طَبعًا، نَحنُ نُريدُ أن يثِقَ إخوَتُنا بنا. فكَيفَ نكسِبُ ثِقَتَهُم؟
٢ كَيفَ نكسِبُ الثِّقَة؟
٢ لا نقدِرُ أن نفرِضَ على الآخَرينَ أن يثِقوا بنا، بل يلزَمُ أن نكسِبَ ثِقَتَهُم. والثِّقَةُ هي مِثلُ المال. فكَسبُها صَعب، وفِقدانُها سَهل. طَبعًا، يَهْوَه هو أفضَلُ مِثالٍ في كَسبِ الثِّقَة. فهو لا يفرِضُ علَينا أن نثِقَ به، بل يُثبِتُ لنا أنَّهُ يستاهِلُ الثِّقَة. كما أنَّهُ لا يُخَيِّبُ أمَلَنا أبَدًا لِأنَّ «كُلَّ أعمالِهِ يُتَّكَلُ علَيها». (مز ٣٣:٤) وهو يطلُبُ مِنَّا أن نتَمَثَّلَ به. (أف ٥:١) وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ تمَثَّلَ بهِ بَعضُ خُدَّامِهِ وكسَبوا ثِقَةَ الآخَرين. وسَنرى أيضًا خَمسَ صِفاتٍ تُساعِدُنا أن نكسِبَ الثِّقَة.
تعَلَّمْ مِن خُدَّامِ يَهْوَه الَّذينَ كسَبوا الثِّقَة
٣-٤ كَيفَ أثبَتَ دَانْيَال أنَّهُ يستاهِلُ الثِّقَة، وكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟
٣ رسَمَ لنا النَّبِيُّ دَانْيَال مِثالًا رائِعًا في كَسبِ الثِّقَة. فلم يمضِ وَقتٌ طَويلٌ بَعدَما أُخِذَ أسيرًا إلى بَابِل، حتَّى برهَنَ أنَّهُ يستاهِلُ الثِّقَة. وعِندَما فسَّرَ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه حُلمَينِ لِلمَلِكِ البَابِلِيِّ نَبُوخَذْنَصَّر، صارَ واضِحًا أكثَرَ أنَّهُ يستاهِلُ الثِّقَة. ولكنْ في إحدى المَرَّات، كانَ علَيهِ أن يُخبِرَ نَبُوخَذْنَصَّر رِسالَةً لن تُعجِبَه: إنَّ يَهْوَه غاضِبٌ مِنه. ولِأنَّ نَبُوخَذْنَصَّر كانَ عَصَبِيًّا، احتاجَ دَانْيَال إلى الشَّجاعَةِ لِيُوصِلَ تِلكَ الرِّسالَةَ بِأمانَة. (دا ٢:١٢؛ ٤:٢٠-٢٢، ٢٥) وبَعدَ سِنينَ كَثيرَة، فسَّرَ دَانْيَال بِدِقَّةٍ رِسالَةً غامِضَة ظهَرَت على حائِطِ القَصرِ في بَابِل، فأثبَتَ مُجَدَّدًا أنَّهُ يستاهِلُ الثِّقَة. (دا ٥:٥، ٢٥-٢٩) ولاحِقًا، لاحَظَ المَلِكُ المَادِيُّ دَارْيُوس والمَسؤولونَ في مَملَكَتِهِ أنَّ دَانْيَال لدَيهِ ‹قُدُراتٌ مُمَيَّزَة›. وحتَّى أعداءُ دَانْيَال اعتَرَفوا أنَّهُ «أمينٌ ولَيسَ عِندَهُ تَقصيرٌ أو فَساد». (دا ٦:٣، ٤) فكانَ واضِحًا، حتَّى لِلحُكَّامِ الَّذينَ لا يخدُمونَ يَهْوَه، أنَّ دَانْيَال يستاهِلُ الثِّقَة.
٤ فكَيفَ نتَمَثَّلُ بِدَانْيَال؟ لِيَسألْ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹كَيفَ هي سُمعَتي بَينَ النَّاس؟ هل أنا مَعروفٌ بِأنِّي شَخصٌ يُتَمِّمُ مَسؤولِيَّاتِهِ ويُتَّكَلُ علَيه؟›. مُهِمٌّ أن نُفَكِّرَ في أسئِلَةٍ كهذِه. فنَحنُ نُريدُ أن نُمَجِّدَ يَهْوَه ونكسِبَ ثِقَةَ الآخَرين.
٥ ماذا ساعَدَ حَنَنْيَا أن يكونَ شَخصًا يُتَّكَلُ علَيه؟
٥ بَعدَ بِناءِ أسوارِ أُورُشَلِيم سَنَةَ ٤٥٥ قم، بحَثَ الحاكِمُ نَحَمْيَا عن رِجالٍ يُتَّكَلُ علَيهِم لِيَهتَمُّوا جَيِّدًا بِالمَدينَة. وأحَدُ الرِّجالِ الَّذينَ اختارَهُم هو حَنَنْيَا، رَئيسُ القَلعَة. فحَنَنْيَا «كانَ أمينًا جِدًّا ويَخافُ اللّٰهَ أكثَرَ مِن أشخاصٍ كَثيرين». (نح ٧:٢) فحَنَنْيَا كانَ يُحِبُّ يَهْوَه ويَخافُ أن يُزَعِّلَه. لِذلِكَ اجتَهَدَ لِيُتَمِّمَ مَسؤولِيَّاتِه. وإذا نمَّينا نَحنُ أيضًا صِفاتٍ كهذِه، فسَنكونُ أشخاصًا يُتَّكَلُ علَيهِم في خِدمَةِ يَهْوَه.
٦ كَيفَ برهَنَ تِيخِيكُس أنَّهُ صَديقٌ يُتَّكَلُ علَيه؟
٦ لاحِظْ أيضًا مِثالَ تِيخِيكُس، أحَدِ رُفَقاءِ الرَّسولِ بُولُس. فبُولُس وثِقَ بهِ ووَصَفَهُ بِأنَّهُ ‹خادِمٌ أمين›. (أف ٦:٢١، ٢٢) فعِندَما كانَ بُولُس تَحتَ الإقامَةِ الجَبرِيَّة، اتَّكَلَ على تِيخِيكُس كَي يوصِلَ رِسالَتَيهِ إلى الإخوَةِ في أفَسُس وكُولُوسِي، وكَي يُشَجِّعَهُم ويُعَزِّيَهُم. وتِيخِيكُس يُذَكِّرُنا بِالإخوَةِ الأُمَناءِ والمَوثوقِ بهِمِ الَّذينَ يهتَمُّونَ بِحاجاتِنا الرُّوحِيَّة اليَوم. — كو ٤:٧-٩.
٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الشُّيوخِ والخُدَّامِ المُساعِدينَ في جَماعَتِك؟
٧ نَحنُ نفرَحُ كَثيرًا لِأنَّ شُيوخَنا وخُدَّامَنا المُساعِدينَ يستاهِلونَ الثِّقَة. فهُم يهتَمُّونَ جَيِّدًا بِمَسؤولِيَّاتِهِم، تَمامًا مِثلَما فعَلَ دَانْيَال وحَنَنْيَا وتِيخِيكُس. مَثَلًا، عِندَما نحضُرُ اجتِماعَ وَسَطِ الأُسبوع، نكونُ واثِقينَ أنَّ الشُّيوخَ عيَّنوا كُلَّ أجزاءِ البَرنامَج. والشُّيوخُ بِدَورِهِم يفرَحونَ حينَ يُحَضِّرُ الإخوَةُ أجزاءَهُم ويُقَدِّمونَها بِطَريقَةٍ جَيِّدَة. بِشَكلٍ مُماثِل، لا نتَرَدَّدُ أن ندعُوَ دُروسَنا إلى الخِطابِ العامِّ في اجتِماعِ نِهايَةِ الأُسبوع. فنَحنُ نثِقُ أنَّ الشُّيوخَ قاموا بِالتَّرتيباتِ اللَّازِمَة لِيُقَدَّمَ الخِطاب. كما نثِقُ أنَّ المَطبوعاتِ الَّتي نحتاجُ إلَيها في الخِدمَةِ ستكونُ مُتَوَفِّرَة. فِعلًا، يهتَمُّ الشُّيوخُ والخُدَّامُ المُساعِدونَ بِنا جَيِّدًا. ونَحنُ نُقَدِّرُهُم كَثيرًا، ونشكُرُ يَهْوَه علَيهِم. ولكنْ كَيفَ نُظهِرُ نَحنُ بِدَورِنا أنَّنا نستاهِلُ الثِّقَة؟
إحفَظِ الأسرارَ لِتكسِبَ الثِّقَة
٨ مِمَّ يلزَمُ أن ننتَبِه؟ (أمثال ١١:١٣)
٨ نَحنُ نُحِبُّ إخوَتَنا كَثيرًا، ونهتَمُّ بِمَصلَحَتِهِم. ولكنْ يلزَمُ أن ننتَبِهَ كَي لا نتَدَخَّلَ في خُصوصِيَّاتِهِم. فنَحنُ لا نُريدُ أن نكونَ مِثلَ بَعضِ المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل. فهُم كانوا ‹ثَرثارينَ وفُضولِيِّين، ويَتَحَدَّثونَ بِما لا يجِب›. (١ تي ٥:١٣) ولكنْ ماذا لَو وثِقَ بنا أحَدُ الإخوَةِ وأمَّنَنا هو على أسرارِه؟ مَثَلًا، قد تُخبِرُنا أُختٌ عن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة تُعاني مِنها، أو عن ظَرفٍ صَعبٍ تمُرُّ به، وتطلُبُ مِنَّا أن لا نُخبِرَ أحَدًا. فهل نحتَرِمُ رَغبَتَها؟ مُهِمٌّ جِدًّا أن نفعَلَ ذلِك. b (إقرإ الأمثال ١١:١٣.) ولكنْ هُناك مَجالاتٌ أُخرى يلزَمُ أن نُظهِرَ فيها أنَّنا نستاهِلُ الثِّقَة. فلْنرَ بَعضًا مِنها.
٩ كَيفَ يُبَرهِنُ أفرادُ العائِلَةِ أنَّهُم يستاهِلونَ الثِّقَة؟
٩ في العائِلَة. يجِبُ أن يسعى كُلُّ فَردٍ في العائِلَةِ لِيَحفَظَ أسرارَها. مَثَلًا، إذا كانَ لدى الزَّوجَةِ عادَةٌ يعتَبِرُها زَوجُها غَريبَة، فهل يُخبِرُ الآخَرينَ عنها لِيُضحِكَهُم؟ طَبعًا لا. فهو يُحِبُّ زَوجَتَه، ولا يُريدُ أبَدًا أن يفعَلَ شَيئًا يُحرِجُها أو يجرَحُها. (أف ٥:٣٣) والمُراهِقونَ يُحِبُّونَ أن يُعامِلَهُم والِدوهُم بِاحتِرام. فمُهِمٌّ أن يتَذَكَّرَ والِدوهُم ذلِك، ولا يُحرِجوهُم بِإخبارِ الآخَرينَ عن أخطائِهِم. (كو ٣:٢١) والأولادُ بِدَورِهِم علَيهِم أن يتَعَلَّموا أن يحفَظوا أسرارَ العائِلَة، ولا يُخبِروا الآخَرينَ شَيئًا يُحرِجُ والِديهِم أو إخوَتَهُم. (تث ٥:١٦) وعِندَما يقومُ كُلُّ أفرادِ العائِلَةِ بِدَورِهِم، يقتَرِبونَ أكثَرَ واحِدُهُم إلى الآخَر.
١٠ ماذا يُمَيِّزُ «الرَّفيقَ الحَقيقِيّ»؟ (أمثال ١٧:١٧)
١٠ معَ الأصدِقاء. كُلُّنا نحتاجُ مِن وَقتٍ لِآخَرَ أن نُخبِرَ صَديقًا بِمَشاعِرِنا. لكنَّنا قد نستَصعِبُ أن نثِقَ بِأحَدٍ ونفتَحَ لهُ قَلبَنا. ولا شَكَّ أنَّنا سننجَرِحُ كَثيرًا إذا أمَّنَّا أحَدًا على أسرارِنا، ثُمَّ اكتَشَفنا أنَّهُ أخبَرَ الآخَرينَ عنها. بِالمُقابِل، نُقَدِّرُ كَثيرًا الصَّديقَ الَّذي يحفَظُ أسرارَنا. فصَديقٌ كهذا هوَ «الرَّفيقُ الحَقيقِيّ». — إقرإ الأمثال ١٧:١٧.
١١ (أ) كَيفَ يُبَرهِنُ الشُّيوخُ وزَوجاتُهُم أنَّهُم يستاهِلونَ الثِّقَة؟ (ب) ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الشَّيخِ الَّذي لم يكشِفْ أسرارَ الجَماعَةِ لِعائِلَتِه؟ (أُنظُرِ الصُّورَة.)
١١ في الجَماعَة. الشُّيوخُ الَّذينَ يحفَظونَ الأسرارَ يكونونَ لنا «كمَخبَإٍ مِنَ الرِّيحِ وسِترٍ مِنَ العاصِفَة». (إش ٣٢:٢) فنَحنُ نقدِرُ أن نُخبِرَهُم أيَّ شَيء، ونثِقُ أنَّهُم سيَحفَظونَ أسرارَنا. ونَحنُ بِدَورِنا، لا نضغَطُ علَيهِم كَي يُخبِرونا مَعلوماتٍ سِرِّيَّة. كما نُقَدِّرُ زَوجاتِ الشُّيوخِ لِأنَّهُنَّ لا يُحاوِلنَ أن يعرِفنَ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة مِن أزواجِهِنّ. وفي الحَقيقَة، مِن مَصلَحَةِ زَوجَةِ الشَّيخِ أن لا يُخبِرَها زَوجُها أسرارَ الإخوَة. قالَت زَوجَةُ شَيخ: «أُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّ زَوجي لا يُخبِرُني أسرار، ولا حتَّى أسماء، الَّذينَ يزورُهُم زِياراتٍ رِعائِيَّة أو يُقَدِّمُ لهُم مُساعَدَةً روحِيَّة. فهكَذا أتَعامَلُ بِطَريقَةٍ عادِيَّة مع كُلِّ الإخوَة، ولا أشغَلُ بالي بِمَشاكِلَ لا أقدِرُ أن أحُلَّها. كما أثِقُ أنَّ زَوجي سيَحفَظُ أسراري حينَ أُخبِرُهُ عن مَشاعِري أو مَشاكِلي». طَبعًا، كُلُّنا نُريدُ أن نكسِبَ ثِقَةَ الإخوَة. فلْنرَ خَمسَ صِفاتٍ تُساعِدُنا على ذلِك.
نمِّ صِفاتٍ تُساعِدُكَ أن تكسِبَ الثِّقَة
١٢ كَيفَ تكونُ المَحَبَّةُ أساسَ الثِّقَة؟
١٢ المَحَبَّةُ هي أساسُ الثِّقَة. ويَسُوع قالَ إنَّ أهَمَّ وَصِيَّتَينِ هُما أن نُحِبَّ يَهْوَه ونُحِبَّ قَريبَنا. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) فمَحَبَّتُنا لِيَهْوَه تدفَعُنا أن نتبَعَ مِثالَهُ الكامِلَ ونُبَرهِنَ أنَّنا نستاهِلُ الثِّقَة. ومَحَبَّتُنا لِإخوَتِنا تدفَعُنا أن نحفَظَ أسرارَهُم. فنَحنُ لا نُريدُ أبَدًا أن نُخبِرَ مَعلوماتٍ تُؤذيهِم، تُحرِجُهُم، أو تجرَحُهُم. — يو ١٥:١٢.
١٣ كَيفَ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نكسِبَ الثِّقَة؟
١٣ التَّواضُعُ أيضًا يُساعِدُنا أن نكسِبَ الثِّقَة. فحينَ نكونُ مُتَواضِعين، لا نُحاوِلُ أن نُظهِرَ لِلآخَرينَ أنَّنا دائمًا أوَّلُ مَن يعلَم. (في ٢:٣) ولا نُحاوِلُ أن نوحِيَ لهُم أنَّنا نعرِفُ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة لا يعرِفونَها هُم. كما لا ننشُرُ رَأْيَنا الشَّخصِيَّ في مَسائِلَ غَيرِ مَذكورَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ أو في مَطبوعاتِنا.
١٤ كَيفَ يُساعِدُنا التَّمييزُ أن نكسِبَ الثِّقَة؟
١٤ التَّمييزُ يُساعِدُنا أن نعرِفَ متى يكونُ الوَقتُ «لِلصَّمتِ» ومتى يكونُ الوَقتُ «لِلتَّكَلُّم». (جا ٣:٧) ويَقولُ مَثَلٌ شائِع: «إذا كانَ الكَلامُ مِن فِضَّة، فالسُّكوتُ مِن ذَهَب». فالسُّكوتُ أحيانًا أفضَلُ مِنَ الكَلام. لِذا تقولُ الأمْثَال ١١:١٢: «الَّذي عِندَهُ تَمييزٌ . . . يَبْقى ساكِتًا». وهذا ما يفعَلُهُ أحَدُ الشُّيوخ. فكَثيرًا ما يُطلَبُ مِنهُ أن يُساعِدَ جَماعاتٍ أُخرى في مَشاكِلَ مُعَقَّدَة. لكنَّهُ «ينتَبِهُ دائِمًا كَي لا يُخبِرَ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة عنِ الجَماعاتِ الأُخرى»، مِثلَما ذكَرَ أحَدُ الشُّيوخِ في جَماعَتِه. وبِهذِهِ الطَّريقَة، ساعَدَ التَّمييزُ ذلِكَ الشَّيخَ أن يكسِبَ ثِقَةَ الشُّيوخِ الآخَرينَ في جَماعَتِه. فهُم يثِقونَ أنَّهُ لن يكشِفَ مَعلوماتِهِمِ السِّرِّيَّة.
١٥ كَيفَ يُساعِدُنا الصِّدقُ أن نكسِبَ الثِّقَة؟ أُذكُرْ مِثالًا.
١٥ الصِّدقُ هو صِفَةٌ أُخرى تُساعِدُنا أن نكسِبَ الثِّقَة. فالشَّخصُ الصَّادِقُ يثِقُ بهِ الآخَرونَ لِأنَّهُم يعرِفونَ أنَّهُ يقولُ الحَقيقَةَ دائِمًا. (أف ٤:٢٥؛ عب ١٣:١٨) فكِّرْ مَثَلًا: إذا أرَدتَ أن تُحَسِّنَ مَهارَتَكَ في التَّعليم، فمِن مَن تطلُبُ نَصيحَة؟ هل تطلُبُها مِن شَخصٍ يُخبِرُكَ ما تُحِبُّ أن تسمَعَه، أم مِن شَخصٍ يقولُ لكَ الحَقيقَةَ بِلُطفٍ وصَراحَة؟ الجَوابُ واضِح. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول: «التَّوبيخُ الصَّريحُ أفضَلُ مِنَ المَحَبَّةِ الَّتي تُخْفيها. الجُروحُ مِنَ الصَّديقِ تَدُلُّ على أمانَتِه». (أم ٢٧:٥، ٦) طَبعًا، لَيسَ سَهلًا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ الصَّادِقَة. ولكنْ حينَ نُطَبِّقُها، نرى معَ الوَقتِ كم هي مُفيدَة.
١٦ كَيفَ تُظهِرُ الأمْثَال ١٠:١٩ أهَمِّيَّةَ ضَبطِ النَّفْس؟
١٦ ضَبطُ النَّفْسِ هو صِفَةٌ ضَرورِيَّة لِنكسِبَ ثِقَةَ الإخوَة. فهو يُساعِدُنا أن نضبُطَ لِسانَنا ولا نكشِفَ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة. (إقرإ الأمثال ١٠:١٩.) هذا ضَرورِيٌّ جِدًّا حينَ نستَخدِمُ مَواقِعَ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ. فإذا لم ننتَبِه، يُمكِنُ أن ننشُرَ دونَ قَصدٍ مَعلوماتٍ سِرِّيَّة لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأشخاص. وحالَما ننشُرُ مَعلوماتٍ على الإنتِرنِت، لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ في طَريقَةِ استِخدامِها، أو نمنَعَ الضَّرَرَ الَّذي قد تُسَبِّبُه. أيضًا، يُساعِدُنا ضَبطُ النَّفْسِ أن نبقى ساكِتينَ في حالاتٍ أُخرى. فأحيانًا، يُحاوِلُ المُقاوِمونَ أن يأخُذوا مِنَّا مَعلوماتٍ تُؤْذي إخوَتَنا، مِثلَما تفعَلُ الشُّرطَةُ في البُلدانِ الَّتي تضَعُ قُيودًا على عَمَلِنا أو تحظُرُه. وفي حالاتٍ كهذِه، مُهِمٌّ جِدًّا أن نُطَبِّقَ المَبدَأ: «أضَعُ غِطاءً على فَمي». (مز ٣٩:١) إذًا، نَحنُ نُريدُ أن نكسِبَ ثِقَةَ أفرادِ عائِلَتِنا، أصدِقائِنا، إخوَتِنا في الجَماعَة، وغَيرِهِم. وكَي ننجَحَ في ذلِك، نحتاجُ إلى ضَبطِ النَّفْس.
١٧ كَيفَ ننشُرُ جَوًّا مِنَ الثِّقَةِ في الجَماعَة؟
١٧ نشكُرُ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِنا، لِأنَّهُ جذَبَنا إلى عائِلَةٍ مُؤَلَّفَة مِن إخوَةٍ مُحِبِّينَ يستاهِلونَ الثِّقَة. فلْنسعَ جَميعًا لِنكسِبَ ثِقَةَ إخوَتِنا. ولْنعمَلْ جُهدَنا لِنُظهِرَ المَحَبَّة، التَّواضُع، التَّمييز، الصِّدق، وضَبطَ النَّفْس؛ وننشُرَ بِالتَّالي جَوًّا مِنَ الثِّقَةِ في الجَماعَة. ولْنجتَهِدْ لِنظَلَّ أشخاصًا يستاهِلونَ الثِّقَة. فلْنتَمَثَّلْ إذًا بِإلهِنا يَهْوَه، ونُظهِرْ دائِمًا أنَّنا نستاهِلُ الثِّقَة.
التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ
a كَي نكسِبَ ثِقَةَ الإخوَة، يلزَمُ أن نُثبِتَ لهُم أنَّنا نستاهِلُ الثِّقَة. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى لِماذا الثِّقَةُ مُهِمَّة، وأيُّ صِفاتٍ تُساعِدُنا أن نكسِبَها.
b إذا عرَفنا أنَّ أخًا ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة، يجِبُ أن نُشَجِّعَهُ أن يطلُبَ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ. وإذا لم يُخبِرْهُم، يجِبُ أن نُخبِرَهُم نَحن. وهكَذا نُظهِرُ وَلاءَنا لِيَهْوَه ولِلجَماعَة.
c وصف الصورة: شيخ لا يخبر عائلته عن مسألة سرية شارك في معالجتها.