الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٠

تمثَّلْ ببطرس ولا تستسلم

تمثَّلْ ببطرس ولا تستسلم

‏«إبتَعِدْ عنِّي يا رَبُّ لِأنِّي رَجُلٌ خاطِئ»‏‏.‏ —‏ لو ٥:‏٨‏.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ كَيفَ شعَرَ بُطْرُس بَعدَما رأى عَجيبَةَ يَسُوع؟‏

 يُمضي بُطْرُس والَّذينَ معهُ اللَّيلَ كُلَّهُ في الصَّيد،‏ لكنَّهُم لا يُمسِكونَ ولا سَمَكَة.‏ لِذا،‏ لا شَكَّ أنَّهُ يستَغرِبُ حينَ يقولُ لهُ يَسُوع:‏ «أَبحِرْ إلى مَكانٍ أعمَق،‏ وارْموا شِباكَكُم لِتَتَصَيَّدوا».‏ (‏لو ٥:‏٤‏)‏ يشُكُّ بُطْرُس أنَّهُم سيَصطادونَ أيَّ سَمَكَة.‏ مع ذلِك،‏ يفعَلُ مِثلَما قالَ لهُ يَسُوع.‏ والنَّتيجَة؟‏ تمتَلِئُ الشِّباكُ بِالسَّمَك،‏ لِدَرَجَةِ أنَّها تبدَأُ تتَمَزَّق.‏ وحينَ يرى بُطْرُس والَّذينَ معهُ هذِهِ العَجيبَة،‏ ‹يندَهِشونَ كَثيرًا›.‏ فيَقولُ بُطْرُس لِيَسُوع:‏ «إبتَعِدْ عنِّي يا رَبُّ لِأنِّي رَجُلٌ خاطِئ».‏ (‏لو ٥:‏٦-‏٩‏)‏ فكما يبدو،‏ يشعُرُ بُطْرُس أنَّهُ لا يستاهِلُ أن يكونَ مع يَسُوع.‏

٢ لِمَ يُفيدُنا مِثالُ بُطْرُس؟‏

٢ حينَ قالَ بُطْرُس إنَّهُ «رَجُلٌ خاطِئ»،‏ كانَ معهُ حَقّ.‏ فمِثلَما يُخبِرُ الكِتابُ المُقَدَّس،‏ أخطَأَ بُطْرُس أحيانًا بِكَلامِهِ أو تَصَرُّفاتِه،‏ وندِمَ لاحِقًا على ذلِك.‏ فهل تشعُرُ مِثلَه؟‏ هل تُحارِبُ بِاستِمرارٍ ضَعَفاتٍ أو مُيولًا خاطِئَة؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ سيُشَجِّعُكَ مِثالُ بُطْرُس.‏ فكِّرْ في ذلِك:‏ كانَ يَهْوَه يقدِرُ بِبَساطَةٍ أن لا يذكُرَ أخطاءَ بُطْرُس في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ لكنَّهُ ذكَرَها لِنتَعَلَّمَ مِنها.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فبُطْرُس كانَت لَدَيهِ ضَعَفاتٌ ومَشاعِرُ مِثلَنا.‏ وحينَ نتَأمَّلُ في قِصَّتِه،‏ نتَعَلَّمُ أنَّ يَهْوَه لا يطلُبُ مِنَّا أن نكونَ كامِلين،‏ بل يعرِفُ أنَّ لَدَينا ضَعَفات.‏ وهو يُريدُ أن نستَمِرَّ في مُحارَبَتِها،‏ ولا نستَسلِم.‏

٣ لِمَ مُهِمٌّ أن لا نستَسلِم؟‏

٣ ولِمَ مُهِمٌّ أن لا نستَسلِم؟‏ لِأنَّنا نتَعَلَّمُ بِالمُمارَسَة.‏ مَثَلًا،‏ يتَدَرَّبُ الموسيقِيُّ سِنينَ كَثيرَة على العَزف.‏ وفيما يتَدَرَّب،‏ يُخطِئُ آلافَ المَرَّات.‏ لكنَّهُ يظَلُّ يتَدَرَّب،‏ ويَسعى لِيَتَحَسَّن.‏ وحتَّى بَعدَما يصيرُ ماهِرًا،‏ يُخطِئُ أحيانًا في العَزف.‏ لكنَّهُ لا يستَسلِم،‏ بل يجتَهِدُ لِيَتَقَدَّمَ أكثَر.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كُلُّنا نُخطِئُ أحيانًا بِكَلامِنا أو تَصَرُّفاتِنا،‏ ونندَمُ لاحِقًا على ذلِك.‏ وحتَّى بَعدَما نتَغَلَّبُ على ضُعفٍ مُعَيَّن،‏ قد نقَعُ فيهِ مُجَدَّدًا.‏ لكنَّنا لا نستَسلِم.‏ ويَهْوَه بِدَورِهِ يُساعِدُنا أن نتَقَدَّم.‏ (‏١ بط ٥:‏١٠‏)‏ وفي هذا المَجال،‏ رسَمَ لنا بُطْرُس مِثالًا رائِعًا.‏ فمع أنَّهُ ظلَّ يرتَكِبُ أخطاء،‏ لم يستَسلِم.‏ كما أنَّ يَسُوع لم يقطَعِ الأمَلَ مِنه،‏ بل ظلَّ يثِقُ به.‏ فلْنتَأمَّلْ إذًا في مِثالِ بُطْرُس،‏ لِأنَّهُ سيُشَجِّعُنا أن نستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِأمانَة.‏

حارَبَ ضَعَفاتٍ ونالَ بَرَكات

ماذا تفعل لو كنت محل بطرس؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏

٤ حَسَبَ لُوقَا ٥:‏٥-‏١٠‏،‏ ماذا قالَ بُطْرُس عن نَفْسِه،‏ وماذا أكَّدَ لهُ يَسُوع؟‏

٤ لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ لِمَ قالَ بُطْرُس إنَّهُ «رَجُلٌ خاطِئ»،‏ أو ماذا كانَ في بالِه.‏ ‏(‏إقرأ لوقا ٥:‏٥-‏١٠‏.‏)‏ ولكنْ يبدو أنَّ بُطْرُس ارتَكَبَ أخطاءً كَبيرَة.‏ لِذا،‏ خافَ وشعَرَ أنَّهُ لا يستاهِلُ أن يكونَ مع يَسُوع.‏ لكنَّ يَسُوع لاحَظَ ذلِك،‏ ووَثِقَ أنَّ بُطْرُس سيَبقى أمينًا.‏ لِذا،‏ قالَ لهُ بِلُطف:‏ «لا تَخَفْ بَعدَ اليَوم».‏ ولا شَكَّ أنَّ بُطْرُس تشَجَّعَ كَثيرًا بِثِقَةِ يَسُوع.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ أخَذَ قَرارًا غيَّرَ حَياتَه.‏ فهو وأخوهُ أَنْدَرَاوُس ترَكا مِهنَةَ صَيدِ السَّمَك،‏ وبدَآ يتبَعانِ يَسُوع دائِمًا.‏ وهكَذا،‏ نالا بَرَكاتٍ رائِعَة.‏ —‏ مر ١:‏١٦-‏١٨‏.‏

٥ أيُّ بَرَكاتٍ نالَها بُطْرُس؟‏

٥ نالَ بُطْرُس بَرَكاتٍ كَثيرَة لِأنَّهُ اتَّبَعَ يَسُوع.‏ فقدْ رآهُ يشفي المَرضى،‏ يطرُدُ الشَّياطين،‏ وحتَّى يُقيمُ المَوتى.‏ b (‏مت ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ مر ٥:‏٣٧،‏ ٤١،‏ ٤٢‏)‏ كما شاهَدَ رُؤيا عن مَجدِ يَسُوع في مَملَكَتِه،‏ رُؤيا بقِيَت في بالِهِ وظلَّت تُشَجِّعُه.‏ (‏مر ٩:‏١-‏٨؛‏ ٢ بط ١:‏١٦-‏١٨‏)‏ فِعلًا،‏ رأى بُطْرُس أشياءَ لا تخطُرُ على البال.‏ تخَيَّلْ إذًا كم فرِحَ لِأنَّهُ لم يستَسلِمْ لِمَشاعِرِهِ السَّلبِيَّة،‏ ولم يُفَوِّتْ كُلَّ هذِهِ البَرَكات.‏

٦ ماذا يُظهِرُ أنَّ بُطْرُس ظلَّ يُحارِبُ بَعضَ الضَّعَفات؟‏

٦ ولكنْ رَغمَ كُلِّ ما رآهُ بُطْرُس،‏ ظلَّ يُحارِبُ بَعضَ الضَّعَفات.‏ فتَكرارًا،‏ تجادَلَ معَ الرُّسُلِ الآخَرينَ بِخُصوصِ مَن هوَ الأعظَمُ بَينَهُم.‏ (‏مر ٩:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ حتَّى إنَّهُ وبَّخَ يَسُوع حينَ أخبَرَهُم أنَّهُ سيَتَألَّمُ ويَموتُ إتمامًا لِلنُّبُوَّات.‏ (‏مر ٨:‏٣١-‏٣٣‏)‏ وفي آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ مَوتِ يَسُوع،‏ تهَوَّرَ بُطْرُس وقطَعَ أُذُنَ أحَدِ الرِّجال.‏ (‏يو ١٨:‏١٠‏)‏ وفي نَفْسِ اللَّيلَة،‏ وقَعَ في فَخِّ الخَوف،‏ وأنكَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أنَّهُ يعرِفُ صَديقَهُ يَسُوع.‏ (‏مر ١٤:‏٦٦-‏٧٢‏)‏ ونَتيجَةَ ذلِك،‏ بكى بِحَرقَة.‏ —‏ مت ٢٦:‏٧٥‏.‏

٧ أيُّ فُرصَةٍ أعطاها يَسُوع لِبُطْرُس؟‏

٧ كانَت مَعنَوِيَّاتُ بُطْرُس مُنهارَة.‏ لكنَّ يَسُوع لم يقطَعِ الأمَلَ مِنه.‏ فبَعدَما قام،‏ أعطى بُطْرُس فُرصَةً لِيُؤَكِّدَ لهُ أنَّهُ يُحِبُّه.‏ كما طلَبَ مِنهُ أن يرعى خِرافَه.‏ (‏يو ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وهذا ما فعَلَهُ بُطْرُس.‏ وهكَذا،‏ كانَ بَينَ الأشخاصِ الأوائِلِ بِأُورُشَلِيم الَّذينَ نالوا الرُّوحَ القُدُسَ في يَومِ الخَمسين.‏

٨ أيُّ خَطَإٍ خَطيرٍ ارتَكَبَهُ بُطْرُس؟‏

٨ ولكنْ حتَّى بَعدَما أصبَحَ بُطْرُس مِنَ المَسيحِيِّينَ المُختارين،‏ ظلَّ يُحارِبُ بَعضَ الضَّعَفات.‏ مَثَلًا سَنَةَ ٣٦ ب‌م،‏ رأى بُطْرُس الرُّوحَ القُدُسَ ينزِلُ على كَرْنِيلِيُوس،‏ الَّذي كانَ مِنَ الأُمَمِ غَيرِ المَختونين.‏ وتأكَّدَ بِالتَّالي أنَّ اللّٰهَ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز،‏ وأنَّ الأُمَمَ يقدِرونَ أن يصيروا مَسيحِيِّين.‏ (‏أع ١٠:‏٣٤،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏)‏ وهكَذا،‏ بدَأَ بُطْرُس يفعَلُ شَيئًا لم يكُنْ مُعتادًا علَيه:‏ بدَأَ يأكُلُ مع أشخاصٍ مِنَ الأُمَم.‏ (‏غل ٢:‏١٢‏)‏ لكنَّ بَعضَ المَسيحِيِّينَ اليَهُود شعَروا أنَّهُم لا يجِبُ أن يأكُلوا معَ الأُمَم.‏ وحينَ أتى بَعضٌ مِنهُم إلى أنْطَاكْيَة،‏ يبدو أنَّ بُطْرُس خافَ مِنهُم.‏ فتَوَقَّفَ عنِ الأكلِ معَ الإخوَةِ الَّذينَ مِنَ الأُمَم.‏ وعِندَما رأى الرَّسولُ بُولُس هذا النِّفاق،‏ وبَّخَ بُطْرُس أمامَ الجَميع.‏ (‏غل ٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ صَحيحٌ أنَّ بُطْرُس ارتَكَبَ خَطَأً خَطيرًا،‏ لكنَّهُ لم يستَسلِم.‏ فماذا ساعَدَه؟‏

ماذا ساعَدَهُ أن لا يستَسلِم؟‏

٩ كَيفَ تُظهِرُ يُوحَنَّا ٦:‏٦٨،‏ ٦٩ أنَّ بُطْرُس كانَ وَلِيًّا؟‏

٩ كانَ بُطْرُس وَلِيًّا.‏ لِذا،‏ لم يتَوَقَّفْ عنِ اتِّباعِ يَسُوع مَهما حصَل.‏ فمَرَّةً،‏ قالَ يَسُوع كَلامًا لم يفهَمْهُ تَلاميذُه.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ٦:‏٦٨،‏ ٦٩‏.‏)‏ وبِالنَّتيجَة،‏ توَقَّفَ كَثيرونَ مِنهُم عنِ اتِّباعِه.‏ فهُم لم يسألوهُ ماذا قصَد،‏ أو ينتَظِروهُ حتَّى يشرَحَ لهُم.‏ أمَّا بُطْرُس،‏ فعرَفَ أنَّ يَسُوع فَقَط عِندَهُ «كَلامُ الحَياةِ الأبَدِيَّة».‏

لمَ تشجِّعنا ثقة يسوع ببطرس؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏

١٠ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يثِقُ بِبُطْرُس؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٠ في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ أن يموتَ يَسُوع،‏ عرَفَ أنَّ بُطْرُس وباقِيَ الرُّسُلِ سيَترُكونَه.‏ لكنَّ يَسُوع لم يترُكْ بُطْرُس،‏ بل وثِقَ أنَّ هذا الرَّسولَ سيَرجِعُ ويَبقى أمينًا.‏ (‏لو ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ كما تعاطَفَ مع بُطْرُس وباقي الرُّسُل،‏ وقال:‏ «إنَّ الرُّوحَ مُندَفِع،‏ أمَّا الجَسَدُ فضَعيف».‏ (‏مر ١٤:‏٣٨‏)‏ لِذا،‏ حتَّى بَعدَما أنكَرَهُ بُطْرُس،‏ لم يقطَعِ الأمَلَ مِنه.‏ بل ظهَرَ لهُ بَعدَ قِيامَتِه،‏ على انفِرادٍ كما يتَّضِح.‏ (‏مر ١٦:‏٧؛‏ لو ٢٤:‏٣٤؛‏ ١ كو ١٥:‏٥‏)‏ تخَيَّلْ إذًا كم تشَجَّعَ هذا الرَّسولُ الَّذي كانَت مَعنَوِيَّاتُهُ مُنهارَة.‏

١١ كَيفَ أكَّدَ يَسُوع لِبُطْرُس أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُه؟‏

١١ أيضًا،‏ أكَّدَ يَسُوع لِبُطْرُس أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُه.‏ فقدْ ظهَرَ لهُ ولِرُسُلٍ آخَرين،‏ وساعَدَهُم مُجَدَّدًا أن يصطادوا سَمَكًا كَثيرًا بِأُعجوبَة.‏ (‏يو ٢١:‏٤-‏٦‏)‏ بِالتَّأكيد،‏ فهِمَ بُطْرُس عِندَئِذٍ أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ حاجاتِه.‏ وعلى الأرجَح،‏ تذَكَّرَ ما قالَهُ يَسُوع سابِقًا:‏ إنَّ يَهْوَه يُؤَمِّنُ حاجاتِ الَّذينَ ‹يضَعونَ دائِمًا مَملَكَتَه أوَّلًا في حَياتِهِم›.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ لِذلِك،‏ بدَأَ بُطْرُس يُعطي الأولَوِيَّةَ لِلخِدمَة،‏ بَدَلَ صَيدِ السَّمَك.‏ ففي يَومِ الخَمسين،‏ بشَّرَ الآلافَ بِشَجاعَة،‏ وساعَدَهُم أن يقبَلوا الأخبارَ الحُلوَة.‏ (‏أع ٢:‏١٤،‏ ٣٧-‏٤١‏)‏ ولاحِقًا،‏ ساعَدَ السَّامِرِيِّينَ والأُمَمَ أن يصيروا مِن أتباعِ المَسِيح.‏ (‏أع ٨:‏١٤-‏١٧؛‏ ١٠:‏٤٤-‏٤٨‏)‏ فيَهْوَه استَخدَمَ بُطْرُس بِطَريقَةٍ رائِعَة لِيَجلُبَ مُختَلَفَ الأشخاصِ إلى الجَماعَةِ المَسيحِيَّة.‏

ماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟‏

١٢ ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ بُطْرُس،‏ فيما نُحارِبُ ضُعفًا مُعَيَّنًا؟‏

١٢ هل نُحارِبُ ضَعَفاتٍ مُعَيَّنَة مُنذُ وَقتٍ طَويل؟‏ طَبعًا،‏ قد نستَصعِبُ ذلِك.‏ وحتَّى قد نشعُرُ أنَّ ضَعَفاتِنا أصعَبُ مِنَ الضَّعَفاتِ الَّتي حارَبَها بُطْرُس.‏ لكنَّ يَهْوَه يُقَوِّينا كَي لا نستَسلِم.‏ (‏مز ٩٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ مَثَلًا،‏ قَبلَ أن يتَعَلَّمَ أحَدُ الإخوَةِ الحَقّ،‏ كانَ مِثلِيًّا لِسِنينَ طَويلَة.‏ لكنَّهُ استَطاعَ أن يُغَيِّرَ حَياتَه،‏ ويَعيشَ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ مع ذلِك،‏ ظلَّ يُحارِبُ الرَّغَباتِ الخاطِئَة.‏ فماذا ساعَدَهُ أن لا يستَسلِم؟‏ يُخبِر:‏ «يَهْوَه يُقَوِّيني.‏ .‏ .‏ .‏ فهو يُساعِدُني بِروحِه .‏ .‏ .‏،‏ وقدْ تعَلَّمتُ مِنِ اختِباري أنَّنا نقدِرُ أن نستَمِرَّ في طَريقِ الحَقّ .‏ .‏ .‏ لقدْ سمَحَ يَهْوَه لي أن أخدُمَه.‏ وهو لا يَزالُ يُقَوِّيني،‏ رَغمَ ضَعَفاتي».‏

بدأ هورست هنشل الخدمة كامل الوقت في ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٥٠.‏ فهل ندم على هذا القرار؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ١٣،‏ ١٥.‏)‏ d

١٣ كَيفَ نتبَعُ مِثالَ بُطْرُس المَذكورَ في الأعْمَال ٤:‏١٣،‏ ٢٩،‏ ٣١‏؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٣ كما رأينا،‏ وقَعَ بُطْرُس أكثَرَ مِن مَرَّةٍ في فَخِّ الخَوف.‏ لكنَّهُ صلَّى إلى يَهْوَه كَي يُعطِيَهُ الشَّجاعَة.‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ أن يُنَمِّيَ هذِهِ الصِّفَة.‏ ‏(‏إقرإ الأعمال ٤:‏١٣،‏ ٢٩،‏ ٣١‏.‏)‏ نَحنُ أيضًا،‏ نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ على الخَوف.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ معَ الأخ هُورْسْت.‏ ففي صِغَرِه،‏ عاشَ في ألْمَانِيَا النَّازِيَّة.‏ وأكثَرَ مِن مَرَّة،‏ استَسلَمَ لِلضَّغطِ في المَدرَسَة،‏ وقالَ تَحِيَّةَ «هَايْل هِتْلِر».‏ لكنَّ والِدَيهِ لم يُوَبِّخاه.‏ بل صلَّيا معه،‏ وطلَبا مِن يَهْوَه أن يُعطِيَهُ الشَّجاعَة.‏ فبَدَأَ هُورْسْت يتَّكِلُ على يَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ نمَّى الشَّجاعَةَ وبقِيَ ثابِتًا.‏ قالَ لاحِقًا:‏ «يَهْوَه لم يتَخَلَّ عنِّي».‏ c

١٤ كَيفَ يُشَجِّعُ الرُّعاةُ المُحِبُّونَ مَن تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُهُم؟‏

١٤ بَعدَما أنكَرَ بُطْرُس أنَّهُ يعرِفُ يَسُوع،‏ كانَ علَيهِ أن يُقَرِّرَ هل سيَستَسلِمُ أم سيَبقى أمينًا.‏ فماذا ساعَدَه؟‏ كانَ يَسُوع قد توَسَّلَ إلى يَهْوَه مِن أجْلِه،‏ كَي لا يضعُفَ إيمانُه.‏ وهو أخبَرَ بُطْرُس بِذلِك،‏ وعبَّرَ لهُ عن ثِقَتِهِ به.‏ فقدْ وثِقَ أنَّهُ سيَرجِعُ ويُقَوِّي إخوَتَه.‏ (‏لو ٢٢:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ بُطْرُس تشَجَّعَ بِهذِهِ الكَلِمات.‏ فقدْ أكَّدَت لهُ أنَّ يَهْوَه ويَسُوع لم يقطَعا الأمَلَ مِنه.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ لن يقطَعَ يَهْوَه ويَسُوع الأمَلَ مِنَّا.‏ فمِثلَ بُطْرُس،‏ يكونُ أمامَنا أحيانًا قَرارٌ مُهِمّ.‏ ومِن خِلالِ الرُّعاةِ المُحِبِّين،‏ يُشَجِّعُنا يَهْوَه لِنبقى أُمَناء.‏ (‏أف ٤:‏٨،‏ ١١‏)‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا يفعَلُ بُول،‏ الَّذي يخدُمُ شَيخًا مِن سِنينَ طَويلَة.‏ فهو يَسعى دائِمًا لِيُشَجِّعَ الإخوَةَ الَّذينَ تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُهُم.‏ فيُذَكِّرُهُم كَيفَ جذَبَهُم يَهْوَه إلى الحَقّ.‏ ثُمَّ يُؤَكِّدُ لهُم أنَّ يَهْوَه وَلِيّ،‏ ولن يتَخَلَّى عنهُم.‏ يُخبِر:‏ «على مَرِّ السِّنين،‏ رأيتُ إخوَةً كَثيرينَ كانَت مَعنَوِيَّاتُهُم ضَعيفَة،‏ لكنَّهُمُ استَمَرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَضلِ مُساعَدَتِه».‏

١٥ كَيفَ يزيدُ مِثالُ بُطْرُس وهُورْسْت ثِقَتَنا بِالوَعدِ في مَتَّى ٦:‏٣٣‏؟‏

١٥ مِثلَما اهتَمَّ يَهْوَه بِحاجاتِ بُطْرُس وباقي الرُّسُل،‏ سيَهتَمُّ بِحاجاتِنا فيما نضَعُ خِدمَتَهُ أوَّلًا في حَياتِنا.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ مَثَلًا،‏ بَعدَما انتَهَتِ الحَربُ العالَمِيَّة الثَّانِيَة،‏ أرادَ الأخ هُورْسْت أن يُصبِحَ فاتِحًا.‏ لكنَّهُ كانَ فَقيرًا جِدًّا،‏ وخافَ أن لا يقدِرَ أن يُؤَمِّنَ حاجاتِه.‏ فماذا فعَل؟‏ بِما أنَّ ناظِرَ الدَّائِرَةِ كانَ يزورُ جَماعَتَهُم،‏ قرَّرَ أن يقضِيَ الأُسبوعَ في الخِدمَة،‏ ويَرى ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه.‏ ولِدَهشَتِه،‏ أعطاهُ ناظِرُ الدَّائِرَةِ في آخِرِ الأُسبوعِ ظَرفًا.‏ وحينَ فتَحَه،‏ وجَدَ فيهِ مالًا مِن مُتَبَرِّعٍ مَجهول،‏ مالًا يكفيهِ عِدَّةَ أشهُر.‏ وهكَذا،‏ تأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِحاجاتِه.‏ فبَدَأَ خِدمَةَ الفَتح،‏ وظلَّ يضَعُ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا طولَ حَياتِه.‏ —‏ مل ٣:‏١٠‏.‏

١٦ لِمَ يُفيدُنا مِثالُ بُطْرُس ورِسالَتاه؟‏

١٦ تخَيَّلْ كم كانَ بُطْرُس سَعيدًا.‏ فمع أنَّهُ قالَ لِيَسُوع:‏ «إبتَعِدْ عنِّي يا رَبُّ»،‏ لم يفعَلْ يَسُوع ذلِك،‏ بلِ استَمَرَّ يُدَرِّبُه.‏ وبُطْرُس استَفادَ كَثيرًا مِن هذا التَّدريب.‏ فهو بقِيَ أمينًا،‏ ورسَمَ مِثالًا رائِعًا لِلمَسيحِيِّين.‏ نَحنُ أيضًا،‏ نتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة مِنَ التَّدريبِ الَّذي أعطاهُ لهُ يَسُوع.‏ وقدْ ذكَرَ بُطْرُس بَعضَها في الرِّسالَتَينِ اللَّتَينِ كتَبَهُما بِالوَحْي.‏ لِذا،‏ سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة دُروسًا مِن هاتَينِ الرِّسالَتَين،‏ ونرى كَيفَ نُطَبِّقُها اليَوم.‏

التَّرنيمَة ١٢٦ إسهَروا،‏ تشَجَّعوا،‏ واثبُتوا

a هل تُحارِبُ بَعضَ الضَّعَفات؟‏ ستُؤَكِّدُ لكَ هذِهِ المَقالَةُ أنَّكَ تقدِرُ أن تتَغَلَّبَ علَيها،‏ وتستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِأمانَة.‏

b في هذِهِ المَقالَة،‏ هُناك آياتٌ كَثيرَة مِن إنجيلِ مُرْقُس.‏ وفي هذا الإنجيل،‏ كتَبَ مُرْقُس كما يتَّضِحُ ما رواهُ لهُ بُطْرُس بِصِفَتِهِ شاهِدَ عِيان.‏

c أُنظُرْ قِصَّةَ حَياةِ هُورْسْت هِنْشِل «‏وَلاءُ عائِلَتي لِلّٰهِ كانَ حافِزًا لي‏» في إستَيقِظ!‏،‏ عَدَد ٢٢ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ١٩٩٨.‏

d وصف الصور:‏ إعادة تصوير الأحداث:‏ والدا الأخ هورست هنشل يصليان معه،‏ ويشجِّعانه أن يبقى ثابتًا.‏