الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤١

ماذا تعلِّمنا رسالتا بطرس؟‏

ماذا تعلِّمنا رسالتا بطرس؟‏

‏«أنْوي دائِمًا أن أُذَكِّرَكُم بِهذِهِ الأُمور».‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٢‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ ينبَغي أن أكون؟‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا فعَلَ بُطْرُس في أواخِرِ حَياتِه؟‏

 صارَ بُطْرُس الآنَ في أواخِرِ حَياتِه،‏ وقدْ خدَمَ يَهْوَه بِأمانَةٍ عَشَراتِ السِّنين.‏ فهو رافَقَ يَسُوع أثناءَ خِدمَتِه،‏ فتَحَ الطَّريقَ لِغَيرِ اليَهُود كَي يقبَلوا الأخبارَ الحُلوَة،‏ وكانَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة.‏ لكنَّ خِدمَتَهُ لم تنتَهِ بَعد.‏ فتَقريبًا بَينَ سَنَةِ ٦٢ و ٦٤ ب‌م،‏ يكتُبُ بِالوَحْيِ رِسالَتَينِ تصيرانِ جُزءًا مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس:‏ ١ بُطْرُس و ٢ بُطْرُس.‏ فهو يُريدُ أن يُساعِدَ إخوَتَهُ كَي يثبُتوا في الحَقِّ بَعدَ مَوتِه.‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٢-‏١٥‏.‏

٢ لِمَ كانَت رِسالَتا بُطْرُس في الوَقتِ المُناسِب؟‏

٢ حينَ كتَبَ بُطْرُس رِسالَتَيه،‏ كانَ الإخوَةُ ‹يحزَنونَ بِسَبَبِ ضيقاتٍ مُتَنَوِّعَة›.‏ (‏١ بط ١:‏٦‏)‏ فقدْ حاوَلَ أشرارٌ أن يُدخِلوا إلى الجَماعَةِ تَعاليمَ خاطِئَة وتَصَرُّفاتٍ نَجِسَة.‏ (‏٢ بط ٢:‏١،‏ ٢،‏ ١٤‏)‏ وبَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ كانَ الإخوَةُ في أُورُشَلِيم سيَرَونَ «نِهايَةَ كُلِّ شَيءٍ»،‏ أي دَمارَ هذِهِ المَدينَةِ وهَيكَلِها على يَدِ الرُّومَان.‏ (‏١ بط ٤:‏٧‏)‏ لِذا،‏ أتَت رِسالَتا بُطْرُس في الوَقتِ المُناسِب.‏ فقدْ أوضَحَتا لِلإخوَةِ كَيفَ يتَحَمَّلونَ تِلكَ الصُّعوبات،‏ وكَيفَ يستَعِدُّونَ لِأيِّ صُعوباتٍ قد يُواجِهونَها.‏ b

٣ لِمَ تهُمُّنا رِسالَتا بُطْرُس؟‏

٣ صَحيحٌ أنَّ بُطْرُس كتَبَ رِسالَتَيهِ لِلمَسيحِيِّينَ الأوائِل،‏ لكنَّ يَهْوَه حفِظَهُما في كَلِمَتِهِ لِفائِدَتِنا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فنَحنُ أيضًا،‏ نعيشُ في عالَمٍ تنتَشِرُ فيهِ التَّصَرُّفاتُ النَّجِسَة.‏ كما نمُرُّ بِمَشاكِلَ تُصَعِّبُ علَينا أن نستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ وقَريبًا جِدًّا،‏ سنُواجِهُ ضيقًا عَظيمًا،‏ ضيقًا أعظَمَ بِكَثيرٍ مِنَ الَّذي حصَلَ عِندَ دَمارِ أُورُشَلِيم وهَيكَلِها.‏ لِذا،‏ نحتاجُ إلى المُذَكِّراتِ المُهِمَّة في رِسالَتَي بُطْرُس.‏ فهي تُساعِدُنا أن نُبقِيَ يَومَ يَهْوَه في بالِنا،‏ نتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِنَ النَّاس،‏ ونُنَمِّيَ مَحَبَّةً قَوِيَّة لِإخوَتِنا.‏ كما تُساعِدُ الشُّيوخَ أن يهتَمُّوا جَيِّدًا بِحاجاتِ الرَّعِيَّة.‏

أبقوا يَومَ يَهْوَه في بالِكُم

٤ حَسَبَ ٢ بُطْرُس ٣:‏٣،‏ ٤‏،‏ ماذا قد يُضعِفُ إيمانَنا؟‏

٤ نَحنُ مُحاطونَ بِأشخاصٍ لا يُؤمِنونَ بِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ ولِأنَّنا ننتَظِرُ النِّهايَةَ مِن سِنين،‏ يستَهزِئُ بِنا المُقاوِمون،‏ وحتَّى يقولونَ لنا إنَّ النِّهايَةَ لن تأتِيَ أبَدًا.‏ ‏(‏إقرأ ٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ كما نسمَعُ أفكارًا كهذِهِ مِن أقرِبائِنا،‏ زُمَلائِنا،‏ والَّذينَ نُبَشِّرُهُم.‏ فماذا يُساعِدُنا كَي لا يضعُفَ إيمانُنا؟‏ لِنرَ ماذا قالَ لنا بُطْرُس في رِسالَتَيه.‏

٥ ماذا يُساعِدُنا أن ننتَظِرَ النِّهايَةَ بِصَبر؟‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏

٥ هل نشعُرُ أنَّ نِهايَةَ هذا العالَمِ الشِّرِّيرِ قد تأخَّرَت؟‏ ذكَرَ بُطْرُس شَيئًا يُساعِدُنا أن ننتَظِرَ بِصَبر:‏ إنَّ يَهْوَه ينظُرُ إلى الوَقتِ بِطَريقَةٍ تختَلِفُ كَثيرًا عنَّا.‏ ‏(‏إقرأ ٢ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ فعِندَ يَهْوَه،‏ ألفُ سَنَةٍ هي كيَومٍ واحِد.‏ وهو يصبِرُ لِأنَّهُ لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد.‏ ولكنْ في وَقتِهِ المُحَدَّد،‏ سيَجلُبُ النِّهايَةَ ويُزيلُ هذا العالَمَ الشِّرِّير.‏ فلْنستَغِلَّ إذًا الوَقتَ الباقِيَ لِنُبَشِّرَ النَّاسَ مِن جَميعِ الأُمَم.‏

٦ كَيفَ نُبقي يَومَ يَهْوَه في بالِنا؟‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏

٦ أيضًا،‏ شجَّعَنا بُطْرُس أن ‹نُبقِيَ دائِمًا في بالِنا› يَومَ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ ٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏)‏ فجَيِّدٌ أن نتَأمَّل،‏ كُلَّ يَومٍ إن أمكَن،‏ في البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا في العالَمِ الجَديد.‏ فتخَيَّلْ نَفْسَكَ تستَنشِقُ هَواءً نَظيفًا،‏ تأكُلُ طَعامًا صِحِّيًّا،‏ تستَقبِلُ أحِبَّاءَكَ المُقامين،‏ وتشرَحُ النُّبُوَّاتِ لِأشخاصٍ ماتوا قَبلَ مِئاتِ السِّنين.‏ فهكَذا،‏ تُبقي يَومَ يَهْوَه في بالِك،‏ وتكونُ مُتَأكِّدًا أنَّ النِّهايَةَ قَريبَة.‏ وبِما أنَّكَ ‹تعرِفُ هذِهِ الأُمورَ مُنذُ الآن›،‏ ‹فلن يَخدَعَكَ› المُعَلِّمونَ الكَذَّابون.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٧‏.‏

تغَلَّبوا على الخَوفِ مِنَ النَّاس

٧ لِمَ يجِبُ أن ننتَبِهَ مِنَ الخَوفِ مِنَ النَّاس؟‏

٧ فيما نُبقي يَومَ يَهْوَه في بالِنا،‏ نندَفِعُ أن نُخبِرَ الآخَرينَ عنِ الأخبارِ الحُلوَة.‏ لكنَّ هذا لَيسَ سَهلًا دائِمًا.‏ لِماذا؟‏ بِسَبَبِ الخَوفِ مِنَ النَّاس.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع بُطْرُس.‏ ففي لَيلَةِ مُحاكَمَةِ يَسُوع،‏ خافَ بُطْرُس أن يقولَ إنَّهُ مِن تَلاميذِه،‏ وحتَّى أنكَرَ تَكرارًا أنَّهُ يعرِفُه.‏ (‏مت ٢٦:‏٦٩-‏٧٥‏)‏ لكنَّ هذا الرَّسولَ تغَلَّبَ على خَوفِه.‏ فلاحِقًا،‏ قالَ لِإخوَتِهِ بِثِقَة:‏ «لا تَخافوا ما يَخافُهُ النَّاس،‏ ولا تَقلَقوا».‏ —‏ ١ بط ٣:‏١٤‏.‏

٨ كَيفَ نتَغَلَّبُ على الخَوفِ مِنَ النَّاس؟‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏

٨ حينَ تأتيكَ فُرصَةٌ لِتُبَشِّر،‏ هل تتَوَتَّرُ وتخاف؟‏ إذًا،‏ كَيفَ تتَغَلَّبُ على الخَوفِ مِنَ النَّاس؟‏ قالَ بُطْرُس:‏ «إعتَرِفوا في قُلوبِكُم أنَّ المَسِيح رَبٌّ قُدُّوس».‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ٣:‏١٥‏.‏)‏ فتذَكَّرْ أنَّ يَسُوع المَسِيح هوَ الآنَ مَلِكٌ في السَّماء،‏ لَدَيهِ قُوَّةٌ عَظيمَة،‏ وحَولَهُ عَدَدٌ لا يُحصى مِنَ المَلائِكَة.‏ تذَكَّرْ أيضًا أنَّهُ أُعطِيَ «كُلَّ سُلطَةٍ في السَّماءِ وعلى الأرض»،‏ وأنَّهُ سيَكونُ معنا «دائِمًا إلى أن تَأتِيَ نِهايَةُ العالَم».‏ (‏مت ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وماذا يُساعِدُكَ أيضًا أن تستَغِلَّ الفُرَصَ لِتُبَشِّرَ في العَمَل،‏ المَدرَسَة،‏ أوِ الأماكِنِ الأُخرى؟‏ يُشَجِّعُنا بُطْرُس أن نكونَ «دائِمًا مُستَعِدِّينَ» لِنُدافِعَ عن إيمانِنا.‏ لِذا،‏ فكِّرْ في الفُرَصِ الَّتي قد تأتيك،‏ واستَعِدَّ لِما ستقولُه.‏ أيضًا،‏ صلِّ إلى يَهْوَه كَي يُعطِيَكَ الشَّجاعَة،‏ وثِقْ أنَّهُ سيُساعِدُكَ أن تتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِنَ النَّاس.‏ —‏ أع ٤:‏٢٩‏.‏

‏«أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مَحَبَّةً قَوِيَّة»‏

قبِل بطرس التوبيخ من بولس،‏ وأوضح في رسالتيه كم مهم أن نُظهِر المحبة لإخوتنا (‏أُنظر الفقرة ٩.‏)‏

٩ كَيفَ فشِلَ بُطْرُس مَرَّةً في إظهارِ المَحَبَّة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٩ كانَ بُطْرُس مَوجودًا حينَ قالَ يَسُوع لِتَلاميذِه:‏ «أنا أُعْطيكُم وَصِيَّةً جَديدَة أن تُحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا؛‏ أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أنا أحبَبتُكُم».‏ (‏يو ١٣:‏٣٤‏)‏ مع ذلِك،‏ توَقَّفَ بُطْرُس لاحِقًا عنِ الأكلِ مع إخوَةٍ مِنَ الأُمَم،‏ لِأنَّهُ خافَ مِن بَعضِ الإخوَةِ اليَهُود.‏ فوَبَّخَهُ الرَّسولُ بُولُس على هذا «التَّظاهُر»،‏ أوِ النِّفاق.‏ (‏غل ٢:‏١١-‏١٤‏)‏ وقدْ قبِلَ بُطْرُس التَّوبيخ،‏ وتعَلَّمَ مِنه.‏ فهو نجَحَ في إظهارِ المَحَبَّة،‏ وشدَّدَ على أهَمِّيَّةِ ذلِك في رِسالَتَيه.‏ فقدْ أوضَحَ أنَّ مَحَبَّتَنا لِلإخوَةِ لَيسَت مُجَرَّدَ شُعور،‏ بل تظهَرُ بِالأعمال.‏

١٠ كَيفَ نُنَمِّي «مَحَبَّةً أخَوِيَّة صادِقَة»؟‏ (‏١ بطرس ١:‏٢٢‏)‏

١٠ أوصانا بُطْرُس أن نُظهِرَ «مَحَبَّةً أخَوِيَّة صادِقَة».‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏)‏ وهذِهِ المَحَبَّةُ تنتِجُ مِن ‹طاعَتِنا لِلحَقّ›،‏ الَّذي يشمُلُ أنَّ اللّٰهَ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز.‏ (‏أع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فلا يُمكِنُنا أن نُطيعَ وَصِيَّةَ يَسُوع إذا أحبَبنا بَعضَ الإخوَةِ فَقَط.‏ طَبعًا،‏ لَيسَ خَطَأً أن نرتاحَ لِلبَعضِ أكثَرَ مِن غَيرِهِم.‏ فحتَّى يَسُوع شعَرَ بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ (‏يو ١٣:‏٢٣؛‏ ٢٠:‏٢‏)‏ ولكنْ مِثلَما ذكَّرَنا بُطْرُس،‏ يجِبُ أن نسعى لِنُظهِرَ لِلكُلِّ في الجَماعَةِ «مَحَبَّةً أخَوِيَّة»،‏ مَحَبَّةً كالَّتي يُظهِرُها أفرادُ العائِلَةِ واحِدُهُم لِلآخَر.‏ —‏ ١ بط ٢:‏١٧‏.‏

١١ ماذا يعني أن نُحِبَّ إخوَتَنا «مَحَبَّةً قَوِيَّة مِنَ القَلب»؟‏

١١ أوصانا بُطْرُس:‏ «أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مَحَبَّةً قَوِيَّة مِنَ القَلب».‏ وهذا يعني أن نُحِبَّ حتَّى الإخوَةَ الَّذينَ لا نرتاحُ لهُم.‏ مَثَلًا،‏ هل جرَحَكَ أخٌ أو آذاكَ بِطَريقَةٍ ما؟‏ طَبيعِيٌّ أن ترغَبَ في الانتِقامِ مِنه،‏ لا في إظهارِ المَحَبَّةِ له.‏ لكنَّ بُطْرُس تعَلَّمَ مِن يَسُوع أنَّ الانتِقامَ يُزَعِّلُ اللّٰه.‏ (‏يو ١٨:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وكتَب:‏ «لا تَرُدُّوا على الأذى بِالأذى أو على الإهانَةِ بِالإهانَة.‏ بل بِالعَكسِ بارِكوا».‏ (‏١ بط ٣:‏٩‏)‏ فحينَ تكونُ مَحَبَّتُكَ قَوِيَّة،‏ ستُظهِرُ اللُّطفَ حتَّى لِلأخِ الَّذي جرَحَكَ أو آذاك.‏  

١٢ (‏أ)‏ ماذا تدفَعُنا المَحَبَّةُ القَوِيَّة أن نفعَل؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الفيديو،‏ ماذا تُصَمِّمُ أن تفعَل؟‏

١٢ لاحِظْ أيضًا ماذا ذكَرَ بُطْرُس عنِ ‹المَحَبَّةِ القَوِيَّة›.‏ فهو قالَ إنَّها «تَغفِرُ خَطايا كَثيرَة»،‏ لا بَعضَ الخَطايا فَقَط.‏ (‏١ بط ٤:‏٨‏)‏ ولا شَكَّ أنَّهُ كانَ يتَذَكَّرُ ما تعَلَّمَهُ عنِ المُسامَحَةِ قَبلَ سِنين.‏ فهو سألَ يَسُوع:‏ «كم مَرَّةً أُسامِحُ أخي عِندَما يُخطِئُ إلَيَّ؟‏ هل أُسامِحُهُ إلى سَبعِ مَرَّات؟‏».‏ وعلى الأرجَح،‏ اعتَقَدَ بُطْرُس أنَّهُ سيَكونُ كَريمًا إذا فعَلَ ذلِك.‏ لكنَّ يَسُوع علَّمَهُ أن يُسامِحَ «إلى ٧٧ مَرَّة»،‏ أي يُسامِحَ بِلا حِساب.‏ (‏مت ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وهذا دَرسٌ مُهِمٌّ لنا أيضًا.‏ فهل تستَصعِبُ أن تُطَبِّقَه؟‏ لا تقلَقْ في هذِهِ الحالَة.‏ فكُلُّنا ناقِصون،‏ ونستَصعِبُ أحيانًا أن نُسامِح.‏ المُهِمّ،‏ اعمَلْ كُلَّ ما تقدِرُ علَيهِ لِتُسامِحَ أخاكَ وتُصالِحَه.‏ c

يا شُيوخ،‏ ارعَوُا الرَّعِيَّة

١٣ أيُّ تَحَدٍّ يُواجِهُهُ الشُّيوخ؟‏

١٣ بَعدَما قامَ يَسُوع،‏ قالَ لِبُطْرُس:‏ «إرْعَ خِرافي الصَّغيرَة».‏ (‏يو ٢١:‏١٦‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ بُطْرُس سعى لِيُطَبِّقَ وَصِيَّةَ يَسُوع.‏ اليَومَ أيضًا،‏ يسعى الشُّيوخُ لِيُطَبِّقوا هذِهِ الوَصِيَّة.‏ لكنَّهُم يُواجِهونَ تَحَدِّيًا:‏ أن يجِدوا وَقتًا كافِيًا لِيَقوموا بِهذِهِ المَسؤولِيَّةِ المُهِمَّة.‏ فقَبلَ كُلِّ شَيء،‏ علَيهِم أن يهتَمُّوا بِحاجاتِ عائِلاتِهِمِ الجَسَدِيَّة،‏ العاطِفِيَّة،‏ والرُّوحِيَّة.‏ كما علَيهِم أن يأخُذوا القِيادَةَ في التَّبشير،‏ ويُحَضِّروا الأجزاءَ الَّتي يُقَدِّمونَها في الاجتِماعاتِ الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة.‏ أيضًا،‏ يخدُمُ بَعضُهُم في لِجانِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَيات،‏ وفي قِسمِ التَّصميمِ والبِناءِ المَحَلِّيّ.‏ فِعلًا،‏ لَدى الشُّيوخِ انشِغالاتٌ كَثيرَة.‏

رغم كل الانشغالات،‏ يهتم الشيوخ المحبون برعية اللّٰه (‏أُنظر الفقرتين ١٤-‏١٥.‏)‏

١٤ ماذا يدفَعُ الشُّيوخَ لِيَرعَوُا الرَّعِيَّة؟‏ (‏١ بطرس ٥:‏١-‏٤‏)‏

١٤ أوصى بُطْرُس رِفاقَهُ الشُّيوخ:‏ «إرعَوْا رَعِيَّةَ اللّٰه».‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ٥:‏١-‏٤‏.‏)‏ فهل أنتَ شَيخ؟‏ نَحنُ واثِقونَ أنَّكَ تُحِبُّ الإخوَة،‏ وتُريدُ أن تُقَدِّمَ لهُمُ الرِّعايَةَ اللَّازِمَة.‏ ولكنْ هل تشعُرُ أحيانًا أنَّكَ مَضغوط،‏ وتستَصعِبُ بِالتَّالي أن تُتَمِّمَ هذِهِ المَسؤولِيَّة؟‏ إفتَحْ إذًا قَلبَكَ لِيَهْوَه.‏ فبُطْرُس كتَب:‏ «إذا كانَ أحَدٌ يَخدُمُ الآخَرين،‏ فلْيَتَّكِلْ على القُوَّةِ الَّتي يُعْطيها اللّٰه».‏ (‏١ بط ٤:‏١١‏)‏ وماذا لَو واجَهَ الإخوَةُ مَشاكِلَ لَيسَ لها حَلٌّ الآن؟‏ تذَكَّرْ أنَّ «رَئيسَ الرُّعاةِ» يَسُوع المَسِيح لن يترُكَهُم.‏ فهو يقدِرُ أن يُساعِدَهُم أكثَرَ مِن أيِّ أحَد،‏ سَواءٌ الآنَ أو في العالَمِ الجَديد.‏ وفي هذِهِ الأثناء،‏ لا يطلُبُ يَهْوَه مِنكَ إلَّا أن تُحِبَّ إخوَتَك،‏ ترعاهُم،‏ وتكونَ ‹مِثالًا› لهُم.‏

١٥ ماذا يفعَلُ شَيخٌ لِيَرعى الرَّعِيَّة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٥ وِلْيَم هو شَيخٌ مِن سِنين،‏ ويَعرِفُ أهَمِّيَّةَ الرِّعايَة.‏ فعِندَما بدَأَ كُوفِيد-‏١٩،‏ اجتَهَدَ هو والشُّيوخُ الآخَرونَ لِيَتَّصِلوا أُسبوعِيًّا بِكُلِّ شَخصٍ في فَريقِهِم.‏ يُخبِر:‏ «يعيشُ إخوَةٌ كَثيرونَ وَحدَهُم،‏ وقدْ تأتيهِم بِسُهولَةٍ أفكارٌ سَلبِيَّة».‏ وعِندَما يُلاحِظُ وِلْيَم أنَّ أحَدَ الإخوَةِ لَدَيهِ مُشكِلَة،‏ يسمَعُهُ بِانتِباهٍ لِيَفهَمَ حاجاتِهِ ومَخاوِفَه.‏ ثُمَّ يبحَثُ عن مَراجِعَ تُشَجِّعُه،‏ مِثلِ الفيديُواتِ على مَوقِعِنا.‏ يقول:‏ «الآنَ خُصوصًا،‏ يحتاجُ الإخوَةُ إلى الرِّعايَة.‏ فمِثلَما نجتَهِدُ لِنُعَلِّمَ النَّاسَ عن يَهْوَه،‏ يلزَمُ أن نجتَهِدَ لِنرعى الرَّعِيَّة،‏ ونُساعِدَ الإخوَةَ بِالتَّالي أن يبقَوا في الحَقّ».‏

‏«سيُنْهي اللّٰهُ تَدريبَكُم»‏

١٦ كَيفَ نُطَبِّقُ ما تعَلَّمناهُ مِن رِسالَتَي بُطْرُس؟‏

١٦ في هذِهِ المَقالَة،‏ ناقَشنا بَعضَ الدُّروسِ مِن رِسالَتَي بُطْرُس.‏ فهل تحتاجُ أن تتَحَسَّنَ في بَعضِ المَجالات؟‏ مَثَلًا،‏ هل يلزَمُ أن تتَأمَّلَ أكثَرَ في البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا في العالَمِ الجَديد؟‏ هل تستَغِلُّ الفُرَصَ لِتُبَشِّرَ في العَمَل،‏ المَدرَسَة،‏ أوِ الأماكِنِ الأُخرى؟‏ أو هل تحتاجُ أن تُقَوِّيَ مَحَبَّتَكَ لِلإخوَة،‏ وتُظهِرَها بِطُرُقٍ أكثَر؟‏ وكَشَيخ،‏ هل زادَ تَصميمُكَ لِترعى خِرافَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِك؟‏ إذا لاحَظتَ أنَّكَ ضَعيفٌ في بَعضِ المَجالات،‏ فلا تَيأس.‏ فالرَّبُّ يَسُوع «لَطيف»،‏ وسَيُساعِدُكَ أن تتَحَسَّن.‏ (‏١ بط ٢:‏٣‏)‏ كما أنَّ اللّٰهَ ‹سيُنْهي تَدريبَك›.‏ فهو ‹سيَدعَمُكَ ويُقَوِّيكَ ويُثَبِّتُك›،‏ تَمامًا مِثلَما أكَّدَ بُطْرُس.‏ —‏ ١ بط ٥:‏١٠‏.‏

١٧ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نقبَلُ تَدريبَ يَهْوَه ولا نستَسلِم؟‏

١٧ في إحدى المَرَّات،‏ شعَرَ بُطْرُس أنَّهُ لا يستاهِلُ أن يكونَ مع يَسُوع.‏ (‏لو ٥:‏٨‏)‏ ولكنْ بِفَضلِ دَعمِ يَهْوَه ويَسُوع،‏ لم يستَسلِمْ بُطْرُس،‏ بلِ استَمَرَّ في الخِدمَةِ بِأمانَة.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ سمَحَ يَهْوَه لهُ بِالدُّخولِ «إلى المَملَكَةِ الأبَدِيَّة،‏ مَملَكَةِ رَبِّنا ومُخَلِّصِنا يَسُوع المَسِيح».‏ (‏٢ بط ١:‏١١‏)‏ فِعلًا،‏ نالَ بُطْرُس مُكافَأةً عَظيمَة.‏ فهل تُريدُ أن تتَمَثَّلَ به؟‏ إذًا،‏ لا تستَسلِم،‏ بلِ استَفِدْ مِن تَدريبِ يَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ ستنالُ أنتَ أيضًا جائِزَةَ الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ ‹فسَتُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن إيمانِك،‏ أي خَلاصَك›.‏ —‏ ١ بط ١:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ١٠٩ لِتكُنْ مَحَبَّتُكُم شَديدَةً مِنَ القَلب

a في هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَعَلَّمُ مِن رِسالَتَي بُطْرُس دُروسًا تُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ الصُّعوبات.‏ كما سيتَعَلَّمُ الشُّيوخُ كَيفَ يُتَمِّمُونَ مَسؤولِيَّتَهُم كرُعاة.‏

b على الأرجَح،‏ استَلَمَ المَسيحِيُّونَ في فِلَسْطِين رِسالَتَي بُطْرُس قَبلَ هُجومِ الرُّومَان على أُورُشَلِيم سَنَةَ ٦٦ ب‌م.‏

c أُحضُرْ فيديو إحموا وَحدَتَنا الغالِيَة على jw.‎org.‏