مقالة الدرس ٣٨
يا شباب، كيف ستكون حياتكم؟
«ستَحرُسُكَ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة». — أم ٢:١١.
التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يرجوك: «يا ابْني، كُنْ حَكيمًا»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ أيُّ تَحَدٍّ واجَهَهُ يَهُوآش، عُزِّيَّا، ويُوشِيَّا؟
تخَيَّلْ أنَّكَ صِرتَ مَلِكًا على شَعبِ اللّٰه، وأنتَ لا تزالُ صَغيرًا. فماذا ستفعَل؟ يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن صِبيانٍ صاروا مُلوكًا على مَملَكَةِ يَهُوذَا. مَثَلًا، ملَكَ يَهُوآش بِعُمرِ ٧ سِنين، عُزِّيَّا بِعُمرِ ١٦ سَنَة، ويُوشِيَّا بِعُمرِ ٨ سِنين. تخَيَّلْ كم كانَ هذا تَحَدِّيًا صَعبًا بِالنِّسبَةِ إلَيهِم. لكنَّهُم جَميعًا نالوا المُساعَدَةَ اللَّازِمَة كَي يتَغَلَّبوا على هذا التَّحَدِّي، ويَنجَحوا في حَياتِهِم.
٢ لِمَ تهُمُّنا قِصَصُ يَهُوآش، عُزِّيَّا، ويُوشِيَّا؟
٢ طَبعًا، نَحنُ لَسنا مُلوكًا. لكنَّنا نتَعَلَّمُ دُروسًا مُهِمَّة مِن هؤُلاءِ الصِّبيانِ الثَّلاثَة. وفي هذِهِ المَقالَة، سنَرى كَيفَ أخَذوا قَراراتٍ جَيِّدَة، وأُخرى سَيِّئَة. وهكَذا، سنتَعَلَّمُ كم مُهِمٌّ أن نختارَ أصدِقاءَ جَيِّدين، نبقى مُتَواضِعين، ونتبَعَ دائِمًا إرشاداتِ يَهْوَه.
إختَرْ أصدِقاءَ جَيِّدين
٣ كَيفَ استَفادَ يَهُوآش حينَ سمِعَ كَلامَ يَهُويَادَاع؟
٣ خُذْ قَراراتٍ حَكيمَة مِثلَ يَهُوآش. كانَ يَهُوآش يَتيمًا، لكنَّ رَئيسَ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع ربَّاهُ وعلَّمَهُ عن يَهْوَه. ويَهُوآش تصَرَّفَ بِحِكمَةٍ في صِغَرِه. فهو سمِعَ كَلامَ يَهُويَادَاع. لِذا، قرَّرَ أن يخدُمَ يَهْوَه، وشجَّعَ الشَّعبَ على ذلِك. حتَّى إنَّهُ رمَّمَ الهَيكَل. — ٢ أخ ٢٤:١، ٢، ٤، ١٣، ١٤.
٤ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نُطيعُ يَهْوَه؟ (أمثال ٢:١، ١٠-١٢)
٤ فهل يُعَلِّمُكَ والِداكَ أو أحَدُ الإخوَةِ أن تُحِبَّ يَهْوَه وتُطيعَه؟ هذا كَنز: هَدِيَّةٌ غالِيَة تُفيدُكَ كَثيرًا. (إقرإ الأمثال ٢:١، ١٠-١٢.) طَبعًا، يُعَلِّمُ الوالِدونَ أولادَهُم بِطُرُقٍ مُختَلِفَة. لاحِظْ مَثَلًا ماذا كانَ يفعَلُ والِدُ أُختٍ اسْمُها كَاتْيَا. فكُلَّ صَباح، كانَ يُناقِشُ معها الآيَةَ اليَومِيَّة في الطَّريقِ إلى المَدرَسَة. تُخبِرُ كَاتْيَا: «هذا ساعَدَني أن أُواجِهَ التَّحَدِّياتِ خِلالَ اليَوم». ولكنْ ماذا لَو شعَرتَ أنَّ إرشاداتِ والِدَيكَ تُقَيِّدُك؟ لاحِظْ ماذا ساعَدَ أُختًا اسْمُها أنَاسْتَازْيَا. فهي تتَذَكَّرُ أنَّ والِدَيها كانا يشرَحانِ لها لِمَ يضَعانِ بَعضَ القَواعِد. وتقول: «بِهذِهِ الطَّريقَة، فهِمتُ أنَّ هذِهِ القَواعِدَ لا تُقَيِّدُني، بل تحميني وتُظهِرُ أنَّهُما يُحِبَّانِني».
٥ كَيفَ تُؤَثِّرُ تَصَرُّفاتُكَ على والِدَيكَ وعلى يَهْوَه؟ (أمثال ٢٢:٦؛ ٢٣:١٥، ٢٤، ٢٥)
٥ حينَ تُطَبِّقُ إرشاداتِ الكِتابِ المُقَدَّس، ستُفَرِّحُ والِدَيك. والأهَمّ، ستُفَرِّحُ يَهْوَه وتقتَرِبُ أكثَرَ إلَيه. (إقرإ الأمثال ٢٢:٦؛ ٢٣:١٥، ٢٤، ٢٥.) أفَلا يُشَجِّعُكَ ذلِك أن تتَمَثَّلَ بِالصَّبِيِّ يَهُوآش؟
٦ بَعدَ مَوتِ يَهُويَادَاع، لِمَن سمِعَ يَهُوآش، وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ (٢ أخبار الأيام ٢٤:١٧، ١٨)
٦ تعَلَّمْ مِن قَراراتِ يَهُوآش الخاطِئَة. بَعدَما ماتَ يَهُويَادَاع، صادَقَ يَهُوآش أشخاصًا سَيِّئين: رُؤَساءَ يَهُوذَا الَّذينَ لا يُحِبُّونَ يَهْوَه. (إقرأ ٢ أخبار الأيام ٢٤:١٧، ١٨.) ألا تُوافِقُ أنَّهُ كانَ يجِبُ أن يتَجَنَّبَهُم؟ (أم ١:١٠) ولكنْ لِلأسَف، سمِعَ يَهُوآش لهُم. وحينَ حاوَلَ أن يُساعِدَهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَهُويَادَاع، الَّذي كانَ أيضًا ابْنَ عَمَّتِه، لم يسمَعْ له. بل أمَرَ بِقَتلِه. (٢ أخ ٢٤:٢٠، ٢١؛ مت ٢٣:٣٥) تصَرَّفَ يَهُوآش بِغَباء، وعمِلَ شَيئًا فَظيعًا. فمع أنَّهُ قرَّرَ في البِدايَةِ أن يخدُمَ يَهْوَه، صارَ مُرتَدًّا وقاتِلًا. وفي النِّهايَة، قتَلَهُ خُدَّامُه. (٢ أخ ٢٤:٢٢-٢٥) يا لَيتَهُ استَمَرَّ يسمَعُ لِيَهْوَه، ولِلَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه! فحَياتُهُ كانَت ستختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة. فماذا تتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ له؟
٧ أيَّ أصدِقاءَ يجِبُ أن تختار؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ أحَدُ الدُّروسِ هو أن تختارَ أصدِقاءَ يُساعِدونَك، أصدِقاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَه ويُريدونَ أن يُرضوه. ولا يلزَمُ أن تُصادِقَ فَقَط أشخاصًا مِن عُمرِك. فيَهُوآش مَثَلًا كانَ أصغَرَ بِكَثيرٍ مِن صَديقِهِ يَهُويَادَاع. لِذا، اسألْ نَفْسَك: ‹هل يُساعِدُني أصدِقائي أن أُقَوِّيَ إيماني بِيَهْوَه؟ هل يُطيعونَه، ويُشَجِّعونَني أن أُطيعَهُ أنا أيضًا؟ هل يُخبِرونَني عن يَهْوَه، وعمَّا يتَعَلَّمونَهُ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس؟ وهل يُنَبِّهونَني كَي لا أغلَط؟›. (أم ٢٧:٥، ٦، ١٧) بِصَراحَة، إذا لم يكُنْ أصدِقاؤُكَ يُحِبُّونَ يَهْوَه، فهُم بِلا لُزوم. أمَّا إذا كانوا يُحِبُّونَ يَهْوَه، فسَيُساعِدونَكَ كَثيرًا. — أم ١٣:٢٠.
٨ لِمَ يجِبُ أن ننتَبِهَ حينَ نستَعمِلُ وَسائِلَ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ؟
٨ تُساعِدُنا وَسائِلُ التَّواصُلِ الاجتِماعِيِّ أن نتَواصَلَ مع عائِلَتِنا وأصدِقائِنا. لكنَّ كَثيرينَ ينشُرونَ علَيها صُوَرَ وفيديُواتِ لِنَشاطاتِهِم ومُشتَرَياتِهِم، كَي يَتَفاخَروا ويَنالوا إعجابَ الآخَرين. فهل تستَعمِلُ وَسائِلَ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ؟ إذًا، اسألْ نَفْسَك: ‹هل أُريدُ أن أُشارِكَ لَحَظاتي الحُلوَة معَ الآخَرين، أم أن أتَفاخَرَ وأنالَ إعجابَهُم؟ وهل أسمَحُ لِغَيري بِأن يُؤَثِّروا سَلبًا على تَفكيري، كَلامي، وتَصَرُّفاتي؟›. قالَ الأخ نَاثَان نُور، الَّذي كانَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة: «لا تُحاوِلوا إرضاءَ النَّاس، فسَيَنتَهي بِكُمُ الأمرُ إلى عَدَمِ إرضاءِ أحَد. أرضوا يَهْوَه، فتُرضوا كُلَّ الَّذينَ يُحِبُّونَه».
إبقَ مُتَواضِعًا
٩ ماذا فعَلَ عُزِّيَّا بِمُساعَدَةِ يَهْوَه؟ (٢ أخبار الأيام ٢٦:١-٥)
٩ خُذْ قَراراتٍ جَيِّدَة مِثلَ عُزِّيَّا. في البِدايَة، كانَ المَلِكُ عُزِّيَّا مُتَواضِعًا. فهو تعَلَّمَ أن ‹يخافَ اللّٰه›. وخِلالَ مُعظَمِ السِّنينَ ال ٦٨ الَّتي عاشَها، كانَ يَهْوَه يُبارِكُه. (إقرأ ٢ أخبار الأيام ٢٦:١-٥.) فقدْ ساعَدَهُ أن يهزِمَ أعداءً كَثيرين، وأن يُقَوِّيَ دِفاعاتِ أُورُشَلِيم. (٢ أخ ٢٦:٦-١٥) ولا شَكَّ أنَّ عُزِّيَّا فرِحَ بِهذِهِ الإنجازات. — جا ٣:١٢، ١٣.
١٠ ماذا حصَلَ لِعُزِّيَّا؟
١٠ تعَلَّمْ مِن قَراراتِ عُزِّيَّا الخاطِئَة. إعتادَ المَلِكُ عُزِّيَّا أن يُعطِيَ الأوامِرَ لِلآخَرين. فهل صارَ يشعُرُ أنَّهُ يقدِرُ أن يفعَلَ كُلَّ ما يحلو له؟ على أيِّ حال، دخَلَ عُزِّيَّا إلى هَيكَلِ يَهْوَه، وحاوَلَ أن يُقَدِّمَ البَخورَ على المَذبَح. وهكَذا، تخَطَّى حُدودَه. فالكَهَنَةُ فَقَط كانَ يحِقُّ لهُم أن يفعَلوا ذلِك. (٢ أخ ٢٦:١٦-١٨) وحينَ حاوَلَ رَئيسُ الكَهَنَةِ عَزَرْيَا أن يوقِفَه، غضِبَ عُزِّيَّا جِدًّا. لِلأسَف، تكَبَّرَ عُزِّيَّا ولم يبقَ وَلِيًّا لِيَهْوَه. فعاقَبَهُ يَهْوَه بِالبَرَص. (٢ أخ ٢٦:١٩-٢١) يا لَيتَ عُزِّيَّا بقِيَ مُتَواضِعًا! فحَياتُهُ كانَت ستختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة.
١١ كَيفَ نبقى مُتَواضِعين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١١ تكَبَّرَ عُزِّيَّا، ونسِيَ أنَّ كُلَّ قُوَّتِهِ وإنجازاتِهِ هي بِفَضلِ يَهْوَه. فما الدَّرسُ لنا؟ يجِبُ أن نبقى مُتَواضِعين، ولا ننسى أنَّ كُلَّ بَرَكاتِنا وتَعييناتِنا هي مِن يَهْوَه. فبَدَلَ أن نفتَخِرَ بِإنجازاتِنا، لِنُرجِعْ كُلَّ الفَضلِ إلَيه. b (١ كو ٤:٧) أيضًا، لِنتَذَكَّرْ أنَّنا ناقِصونَ ونرتَكِبُ أخطاء، ونحتاجُ بِالتَّالي إلى التَّأديب. كتَبَ أخٌ عُمرُهُ ٦٠ سَنَةً تَقريبًا: «أحيانًا، يلفِتُ الآخَرونَ نَظَري إلى أخطائي. لكنِّي تعَلَّمتُ أن لا آخُذَ على خاطِري. فحينَ أرتَكِبُ أخطاءً غَبِيَّة وأنالُ تَأديبًا، أسعى لِأتَحَسَّنَ وأُعطِيَ يَهْوَه أفضَلَ ما عِندي». إذًا، مُهِمٌّ جِدًّا أن تُطيعَ يَهْوَه وتبقى مُتَواضِعًا. فهكَذا، ستنجَحُ في حَياتِك. — أم ٢٢:٤.
إتبَعْ إرشاداتِ يَهْوَه
١٢ كَيفَ فتَّشَ يُوشِيَّا عن إرشاداتِ يَهْوَه؟ (٢ أخبار الأيام ٣٤:١-٣)
١٢ خُذْ قَراراتٍ جَيِّدَة مِثلَ يُوشِيَّا. حينَ كانَ عُمرُ يُوشِيَّا ١٦ سَنَة، بدَأَ يُفَتِّشُ عن إرشاداتِ يَهْوَه. فبَدَأَ يتَعَلَّمُ أكثَرَ عنه، وسعى لِيَفعَلَ مَشيئَتَه. لكنَّهُ واجَهَ تَحَدِّيات، وخُصوصًا كمَلِكٍ صَغير. فأغلَبُ الشَّعبِ كانوا يعبُدونَ آلِهَةً مُزَيَّفَة، ولزِمَ أن يتَصَرَّفَ بِشَجاعَةٍ لِيُوقِفَهُم. وبِالفِعل، كانَ يُوشِيَّا شُجاعًا. فقَبلَ أن يصيرَ عُمرُهُ ٢٠ سَنَة، ابتَدَأَ يُزيلُ عِبادَةَ الأصنامِ مِن مَملَكَتِه. — إقرأ ٢ أخبار الأيام ٣٤:١-٣.
١٣ كَيفَ تصيرُ حَياتُكَ حينَ تنتَذِرُ لِيَهْوَه؟
١٣ حتَّى لَو كُنتَ صَغيرًا جِدًّا، تقدِرُ أن تتَمَثَّلَ بِيُوشِيَّا. فتعَلَّمْ أكثَرَ عن يَهْوَه وعن صِفاتِهِ الحُلوَة. وهذا سيَدفَعُكَ أن تنذُرَ نَفْسَكَ له. وكَيفَ ستصيرُ حَياتُكَ عِندَئِذٍ؟ اعتَمَدَ لُوك بِعُمرِ ١٤ سَنَة، وقالَ حينَ انتَذَر: «إبتِداءً مِنَ الآن، سأضَعُ خِدمَةَ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتي، وسَأسعى لِأُفَرِّحَه». (مر ١٢:٣٠) فهل هذا ما تُريدُهُ أنتَ أيضًا؟ تأكَّدْ أنَّهُ أفضَلُ شَيءٍ تفعَلُهُ في حَياتِك.
١٤ كَيفَ يتَمَثَّلُ بَعضُ الشَّبابِ بِيُوشِيَّا؟
١٤ لا شَكَّ أنَّكَ تُواجِهُ تَحَدِّياتٍ فيما تخدُمُ يَهْوَه. لاحِظْ ماذا حصَلَ مع جُوهَان الَّذي اعتَمَدَ بِعُمرِ ١٢ سَنَة. فقدْ ضغَطَ علَيهِ زُمَلاؤُهُ في المَدرَسَةِ كَي يُدَخِّنَ السَّجائِرَ الإلِكتُرونِيَّة. فكَيفَ تغَلَّبَ على هذا التَّحَدِّي؟ كانَ يُذَكِّرُ نَفْسَهُ أنَّ التَّدخينَ سيُؤذي صِحَّتَهُ وعَلاقَتَهُ بِيَهْوَه. ورَايْتْشِل، الَّتي اعتَمَدَت بِعُمرِ ١٤ سَنَة، تُواجِهُ أيضًا تَحَدِّياتٍ في المَدرَسَة. ولكنْ لاحِظْ ماذا تفعَلُ لِتتَغَلَّبَ علَيها. تقول: «أُحاوِلُ أن أربُطَ كُلَّ ما يحصُلُ بِالكِتابِ المُقَدَّس. مَثَلًا، في حِصَّةِ التَّاريخ، أتَعَلَّمُ أشياءَ تُذَكِّرُني بِقِصَصٍ أو نُبُوَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. وحينَ أتَكَلَّمُ مع أحَد، أُفَكِّرُ في آيَةٍ مُناسِبَة لِأقولَها له». طَبعًا، أنتَ ستُواجِهُ تَحَدِّياتٍ تختَلِفُ عن تَحَدِّياتٍ يُوشِيَّا. لكنَّكَ تقدِرُ أن تتَصَرَّفَ بِحِكمَةٍ مِثلَه، وتبقى وَلِيًّا لِيَهْوَه. والتَّحَدِّياتُ الَّتي تُواجِهُها الآنَ تُدَرِّبُكَ لِتُواجِهَ تَحَدِّياتٍ أكبَرَ في المُستَقبَل.
١٥ ماذا ساعَدَ يُوشِيَّا أن يخدُمَ يَهْوَه؟ (٢ أخبار الأيام ٣٤:١٤، ١٨-٢١)
١٥ حينَ صارَ عُمرُ يُوشِيَّا ٢٦ سَنَة، ابتَدَأَ يُرَمِّمُ الهَيكَل. وخِلالَ هذا المَشروع، «وجَدَ حِلْقِيَّا الكاهِنُ سِفرَ شَريعَةِ يَهْوَه بِيَدِ مُوسَى». وحينَ سمِعَ يُوشِيَّا المَكتوبَ في السِّفر، بدَأَ يُطَبِّقُهُ فَورًا. (إقرأ ٢ أخبار الأيام ٣٤:١٤، ١٨-٢١.) فماذا عنك؟ هل تُحاوِلُ أن تقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ يَومِيًّا؟ هل تنجَحُ في ذلِك؟ وهل تنتَبِهُ لِنِقاطٍ كَي تُطَبِّقَها في حَياتِك؟ لاحِظْ ماذا يفعَلُ لُوك. فهو يكتُبُ النِّقاطَ الَّتي يُلاحِظُها في دَفتَر. فلِمَ لا تفعَلُ مِثلَه؟ هذا سيُساعِدُكَ أن تتَذَكَّرَ الآياتِ والنِّقاطَ الَّتي تُريدُ أن تُطَبِّقَها. إسعَ إذًا لِتتَعَلَّمَ أكثَرَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. فهكَذا، ستُحِبُّ أكثَرَ كَلِمَةَ اللّٰه، وتزيدُ رَغبَتَكَ في خِدمَتِه. ومِثلَ يُوشِيَّا، ستندَفِعُ لِتُطَبِّقَها في حَياتِك.
١٦ لِمَ عمِلَ يُوشِيَّا غَلطَةً كَبيرَة، وماذا نتَعَلَّمُ مِن ذلِك؟
١٦ تعَلَّمْ مِن قَراراتِ يُوشِيَّا السَّيِّئَة. حينَ كانَ عُمرُ يُوشِيَّا ٣٩ سَنَةً تَقريبًا، عمِلَ غَلطَةً كلَّفَتهُ حَياتَه. فقدِ اتَّكَلَ على نَفْسِه، بَدَلَ أن يطلُبَ الإرشادَ مِن يَهْوَه. (٢ أخ ٣٥:٢٠-٢٥) فما الدَّرسُ لنا؟ مَهما كبِرنا أو درَسنا الكِتابَ المُقَدَّس، يلزَمُ أن نطلُبَ دائِمًا الإرشادَ مِن يَهْوَه. فلْنُصَلِّ إلَيهِ دائِمًا، ندرُسْ كَلِمَتَه، ونطلُبِ النَّصائِحَ مِنَ الإخوَةِ النَّاضِجين. وهكَذا، نظَلُّ فَرحانين، ونتَجَنَّبُ الأغلاطَ الكَبيرَة. — يع ١:٢٥.
إختَرِ الحَياةَ الحُلوَة
١٧ ماذا نتَعَلَّمُ مِن قِصَصِ المُلوكِ الثَّلاثَة؟
١٧ أنتَ تقدِرُ الآنَ في صِغَرِكَ أن تعمَلَ أشياءَ رائِعَة. فكما رأينا، حينَ كانَ يَهُوآش وعُزِّيَّا ويُوشِيَّا صِغارًا، أخَذوا قَراراتٍ حَكيمَة فرَّحَت يَهْوَه. لكنَّهُم عمِلوا أيضًا أغلاطًا سبَّبَت لهُمُ المَشاكِل. فتمَثَّلْ بِالأشياءِ الحُلوَة الَّتي عمِلوها، وتجَنَّبِ الأغلاطَ الَّتي وقَعوا فيها. وهكَذا، ستنجَحُ في حَياتِك.
١٨ أيُّ قِصَصٍ جَيِّدٌ أن تدرُسَها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٨ في الكِتابِ المُقَدَّس، تجِدُ قِصَصًا أُخرى عن أشخاصٍ صِغارٍ اقتَرَبوا إلى يَهْوَه، فرَّحوه، ونجَحوا في حَياتِهِم. دَاوُد مَثَلًا، قرَّرَ مِن صِغَرِهِ أن يعبُدَ يَهْوَه. ولاحِقًا، أصبَحَ مَلِكًا، وظلَّ وَلِيًّا لِيَهْوَه. طَبعًا، عمِلَ دَاوُد أغلاطًا. لكنَّ يَهْوَه لم يُرَكِّزْ علَيها، بلِ اعتَبَرَهُ شَخصًا أمينًا. (١ مل ٣:٦؛ ٩:٤، ٥؛ ١٤:٨) فلِمَ لا تدرُسُ عن دَاوُد؟ سيُشَجِّعُكَ مِثالُهُ أن تظَلَّ تخدُمُ يَهْوَه. ولِمَ لا تدرُسُ أيضًا عن مُرْقُس وتِيمُوثَاوُس؟ فقدْ بدَآ يخدُمانِ يَهْوَه في صِغَرِهِما، واستَمَرَّا يخدُمانِهِ طولَ حَياتِهِما. وهكَذا، فرَّحاهُ وعاشا حَياةً حُلوَة.
١٩ كَيفَ ستكونُ حَياتُك؟
١٩ إذًا، كَيفَ ستكونُ حَياتُك؟ يعتَمِدُ ذلِك على القَراراتِ الَّتي تأخُذُها الآن. فلا تتَّكِلْ على نَفْسِك، بلِ اطلُبْ دائِمًا الإرشادَ مِن يَهْوَه. وهو سيُوَجِّهُ خُطُواتِك. (أم ٢٠:٢٤) وهكَذا، ستعيشُ حَياةً حُلوَة. فلا شَيءَ أفضَلُ مِن أن تخدُمَ يَهْوَه. وتأكَّدْ أنَّ أباكَ السَّماوِيَّ يُحِبُّكَ كَثيرًا، ويُقَدِّرُ كُلَّ ما تفعَلُهُ في خِدمَتِه.
التَّرنيمَة ١٤٤ الجائِزَةَ انتَظِروا!
a يا شَباب، يعرِفُ يَهْوَه كم تجتَهِدونَ لِتعمَلوا الصَّحَّ وتبقَوا أصدِقاءَه. ولكنْ كَيفَ تأخُذونَ قَراراتٍ تُرضيه؟ سنُراجِعُ قِصَصَ ثَلاثَةِ صِبيانٍ صاروا مُلوكًا في يَهُوذَا، ونرى ماذا نتَعَلَّمُ مِن قَراراتِهِم.
b أُنظُرِ الإطار «هل تُمَثِّلُ دَورَ المُتَواضِع؟» في مَقالَة «لِأيِّ دَرَجَةٍ مُهِمٌّ أن يكونَ عِندَكَ شَعبِيَّةٌ على الإنتِرنِت؟» على jw.org.