مقالة الدرس ٣٨
التَّرنيمَة ٢٥ أبناءُ اللّٰهِ المَمسوحون
هل تنتبه للتحذيرات؟
«يُؤْخَذُ واحِدٌ ويُترَكُ الآخَر». — مت ٢٤:٤٠.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَتَأمَّلُ في ثَلاثَةِ أمثالٍ ذَكَرَها يَسُوع وسَنُناقِشُ ما عَلاقَتُها بِيَومِ الحِسابِ الَّذي سيَأتي في نِهايَةِ هذا العالَم.
١ ماذا سيَفعَلُ يَسُوع عن قَريب؟
نَعيشُ في زَمَنٍ تَتَسارَعُ فيهِ الأحداثُ نَحوَ ذُروَتِها. فعن قَريب، سيُحاسِبُ يَسُوع كُلَّ البَشَرِ على وَجهِ الأرض. وهو وَصَفَ الفَترَةَ الَّتي تَسبِقُ هذا الحِسابَ حينَ أعْطى تَلاميذَهُ «عَلامَةً» نَبَوِيَّة عن حُضورِهِ غَيرِ المَنظورِ و «آخِرِ أيَّامِ هذا العالَم». (مت ٢٤:٣) وهذِهِ النُّبُوَّةُ مُسَجَّلَةٌ في مَتَّى الفَصلَيْن ٢٤ و ٢٥ والرِّوايَتَيْنِ المُشابِهَتَيْنِ في مُرْقُس الفَصل ١٣ ولُوقَا الفَصل ٢١.
٢ علامَ سنُرَكِّزُ في هذا الدَّرس، وكَيفَ سيُفيدُنا ذلِك؟
٢ أعْطى يَسُوع تَحذيراتٍ مُهِمَّة مِن خِلالِ ثَلاثَةِ أمثال: مَثَلِ الخِرافِ والجِداء، مَثَلِ العَذارى الحَكيماتِ والغَبِيَّات، ومَثَلِ الوَزْنات. وكُلُّ واحِدٍ مِن هذِهِ الأمثالِ يُساعِدُنا أن نَفهَمَ كَيفَ يُؤَثِّرُ سُلوكُ الشَّخصِ على الحُكمِ الَّذي يَنالُهُ في يَومِ الحِساب. فيما نُراجِعُ هذِهِ الأمثال، لِنَنتَبِهْ إلى الدُّروسِ الَّتي نَتَعَلَّمُها وكَيفَ يُمكِنُ أن نُطَبِّقَها. سنُناقِشُ أوَّلًا مَثَلَ الخِرافِ والجِداء.
الخِرافُ والجِداء
٣ متى سيُحاسِبُ يَسُوع النَّاس؟
٣ في مَثَلِ الخِرافِ والجِداء، وَصَفَ يَسُوع كَيفَ سيُحاسِبُ الَّذينَ لَدَيهِمِ الفُرصَةُ أن يَتَجاوَبوا معَ البِشارَةِ ويَدعَموا إخوَتَهُ المُختارين. (مت ٢٥:٣١-٤٦) وسَيُصدِرُ هذا الحُكمَ خِلالَ ‹الضِّيقِ العَظيم›، مُباشَرَةً قَبلَ هَرْمَجَدُّون. (مت ٢٤:٢١) ومِثلَما يَفرِزُ الرَّاعي الخِرافَ عنِ الجِداء، سيَفرِزُ يَسُوع الَّذينَ يَدعَمونَ بِوَلاءٍ أتباعَهُ المُختارينَ عنِ الَّذينَ لا يَدعَمونَهُم.
٤ حَسَبَ إشَعْيَا ١١:٣، ٤، لِماذا نَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّ يَسُوع سيُحاسِبُ البَشَرَ بِعَدل؟ (أُنظُر أيضًا الصُّورَة.)
٤ تُظهِرُ نُبُوَّاتُ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ يَسُوع، القاضي المُعَيَّنَ مِن يَهْوَه، سيَكونُ عادِلًا في أحكامِه. (إقرأ إشعيا ١١:٣، ٤.) فهو يُراقِبُ سُلوكَ النَّاس، مَوقِفَهُم، وكَلامَهُم، بِما في ذلِك تَعامُلاتُهُم مع إخوَتِهِ المُختارين. (مت ١٢:٣٦، ٣٧؛ ٢٥:٤٠) وسَيَعرِفُ مَن دَعَمَ إخوَتَهُ المُختارينَ وعَمَلَهُم. a وإحْدى الطُّرُقِ الرَّئيسِيَّة الَّتي يَدعَمُ بها المُشَبَّهونَ بِالخِرافِ إخوَةَ المَسِيح هي مُساعَدَتُهُم في عَمَلِ التَّبشير. والَّذينَ يُقَدِّمونَ لهُم هذا الدَّعمَ سيَحكُمُ يَسُوع أنَّهُم «صالِحون»، وسَيَكونُ لَدَيهِمِ الفُرصَةُ أن يَعيشوا «حَياةً أبَدِيَّةً» على الأرض. (مت ٢٥:٤٦؛ رؤ ٧:١٦، ١٧) ما أروَعَ المُكافَأةَ الَّتي تَنتَظِرُ الَّذينَ يُحافِظونَ على استِقامَتِهِم! فإذا بَقوا أُمَناءَ خِلالَ الضِّيقِ العَظيمِ وما بَعدَه، تُكتَبُ أسماؤُهُم في «كِتابِ الحَياة». — رؤ ٢٠:١٥.
٥ ما الدَّرسُ مِن مَثَلِ الخِرافِ والجِداء، ومَن يَستَفيدُ مِنه؟
٥ بَرهِنْ أنَّكَ أمينٌ ووَلِيّ. المَثَلُ الَّذي أعْطاهُ يَسُوع عنِ الخِرافِ والجِداءِ يُرَكِّزُ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ على الَّذينَ أمَلُهُم أرضِيّ. فهُم يُعَبِّرونَ عن إيمانِهِم لَيسَ فَقَط حينَ يَدعَمونَ إخوَةَ المَسِيح في عَمَلِ التَّبشير، بل أيضًا حينَ يَقبَلونَ بِوَلاءٍ قِيادَةَ الفَريقِ الصَّغيرِ مِنَ الإخوَةِ المُختارينَ الَّذينَ عَيَّنَهُم يَسُوع. (مت ٢٤:٤٥) لكنَّ الَّذينَ أمَلُهُم سَماوِيٌّ أيضًا يَجِبُ أن يَنتَبِهوا لِلتَّحذيرِ في المَثَل. لِماذا؟ لِأنَّ يَسُوع يُلاحِظُ سُلوكَهُم، مَوقِفَهُم، وكَلامَهُم. وهُم أيضًا يَلزَمُ أن يُبَرهِنوا عن أمانَتِهِم. وقد ذَكَرَ يَسُوع مَثَلَيْنِ آخَرَيْنِ يَتَضَمَّنانِ تَحذيراتٍ مُحَدَّدَة لِلمُختارين. نَجِدُ هذَيْنِ المَثَلَيْنِ أيضًا في مَتَّى الفَصل ٢٥. لِنُناقِشِ الآنَ مَثَلَ العَذارى الحَكيماتِ والغَبِيَّات.
العَذارى الحَكيماتُ والغَبِيَّات
٦ كَيفَ بَرهَنَت خَمسُ بَناتٍ عَذارى أنَّهُنَّ حَكيمات؟ (متى ٢٥:٦-١٠)
٦ في مَثَلِ العَذارى، تَحَدَّثَ يَسُوع عن عَشْرِ بَناتٍ عَذارى ذَهَبْنَ لِيَستَقبِلْنَ عَريسًا، وكُنَّ مُتَحَمِّساتٍ لِيُرافِقْنَهُ إلى وَليمَةِ عُرسِه. (مت ٢٥:١-٤) فوَصَفَ خَمسًا مِنهُنَّ أنَّهُنَّ «حَكيماتٌ» والخَمسَ الأُخْرَياتِ أنَّهُنَّ «غَبِيَّات». العَذارى الحَكيماتُ كُنَّ مُستَعِدَّاتٍ ووَاعِيات، جاهِزاتٍ لِانتِظارِ العَريسِ مَهما تَطَلَّبَ الأمر، حتَّى لَو وَصَلَ في وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِنَ اللَّيل. لِذلِك جَلَبْنَ معهُنَّ سُرُجًا لِتُنيرَ العَتْمَة. حتَّى إنَّهُنَّ جَلَبْنَ زَيتًا إضافِيًّا لِلسُّرُجِ في حالِ تَأخَّرَ العَريس. فقد كُنَّ مُستَعِدَّاتٍ كَي تَبْقى سُرُجُهُنَّ مُضيئَة. (إقرأ متى ٢٥:٦-١٠.) وحينَ وَصَلَ العَريس، دَخَلَت هؤُلاءِ العَذارى الحَكيماتُ معهُ إلى وَليمَةِ العُرس. بِشَكلٍ مُشابِه، المَسِيحِيُّونَ المُختارونَ الَّذينَ بَرهَنوا عنِ استِعدادِهِم بِالبَقاءِ واعينَ وأُمَناءَ حتَّى مَجيءِ المَسِيح، سيَحكُمُ العَريسُ يَسُوع أنَّهُم يَستَحِقُّونَ أن يَكونوا معهُ في مَملَكَتِهِ السَّماوِيَّة. b (رؤ ٧:١-٣) وماذا عنِ العَذارى الخَمسِ الغَبِيَّات؟
٧ ماذا حَصَلَ معَ العَذارى الخَمسِ الغَبِيَّات، ولِماذا؟
٧ بِعَكسِ العَذارى الحَكيمات، لم تَكُنِ الخَمسُ الغَبِيَّاتُ مُستَعِدَّاتٍ حينَ وَصَلَ العَريس. فسُرُجُهُنَّ كانَت على وَشْكِ أن تَنطَفِئ، ولم يَجلُبْنَ معهُنَّ زَيتًا إضافِيًّا. وعِندَما عَرَفْنَ أنَّ العَريسَ يَكادُ يَصِل، كُنَّ مُضطَرَّاتٍ أن يَذهَبْنَ لِيَشتَرينَ زَيتًا. ولم يَكُنَّ قد عُدْنَ بَعد حينَ أتى العَريس. في هذِهِ الأثناء، «دَخَلَت معهُ العَذارى المُستَعِدَّاتُ إلى وليمَةِ العُرس، وأُغلِقَ الباب». (مت ٢٥:١٠) ولاحِقًا، حينَ عادَتِ العَذارى الغَبِيَّاتُ وأرَدْنَ أن يَدخُلْنَ، قالَ لهُنَّ العَريس: «أنا لا أعرِفُكُنَّ». (مت ٢٥:١١، ١٢) فلم تَكُنْ هؤُلاءِ العَذارى مُستَعِدَّاتٍ أن يَنتَظِرْنَ العَريسَ مَهما لَزِمَ الأمر. ما الدَّرسُ لِلمَسِيحِيِّينَ المُختارين؟
٨-٩ أيُّ دَرسٍ يَتَعَلَّمُهُ المُختارونَ مِن مَثَلِ العَذارى؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ بَرهِنْ أنَّكَ مُستَعِدٌّ ووَاعٍ. لم يَكُنْ يَسُوع يَتَنَبَّأُ أنَّهُ سيَكونُ هُناك صَفَّانِ مِنَ المُختارين: صَفٌّ مُستَعِدٌّ أن يَنتَظِرَ حتَّى نِهايَةِ هذا العالَمِ وصَفٌّ غَيرُ مُستَعِدّ. بل كانَ يوضِحُ ماذا يُمكِنُ أن يَحدُثَ لِلمُختارينَ إذا لم يَكونوا مُستَعِدِّينَ أن يَحتَمِلوا بِأمانَةٍ إلى النِّهايَة: لن يَنالوا مُكافَأَتَهُم. (يو ١٤:٣، ٤) يا لها مِن خَسارَة! لِذلِك سَواءٌ كانَ أمَلُنا سَماوِيًّا أو أرضِيًّا، علَينا جَميعًا أن نَنتَبِهَ جَيِّدًا لِلتَّحذيرِ في مَثَلِ العَذارى. فكُلُّ واحِدٍ مِنَّا يَلزَمُ أن يَبْقى ساهِرًا ومُستَعِدًّا، جاهِزًا تَمامًا لِيَحتَمِلَ إلى النِّهايَة. — مت ٢٤:١٣.
٩ بَعدَ مَثَلِ العَذارى الَّذي شَدَّدَ على أهَمِّيَّةِ البَقاءِ مُستَعِدِّينَ ووَاعين، ذَكَرَ يَسُوع مَثَلَ الوَزْنات. وهذا المَثَلُ يُبرِزُ كم ضَرورِيٌّ أن نَكونَ مُجتَهِدين.
الوَزْنات
١٠ كَيفَ بَرهَنَ اثنانِ مِنَ العَبيدِ عن أمانَتِهِما؟ (متى ٢٥:١٩-٢٣)
١٠ في مَثَلِ الوَزْنات، تَحَدَّثَ يَسُوع عن عَبدَيْنِ كانا أمينَيْنِ لِسَيِّدِهِما وعَبدٍ لم يَكُنْ كذلِك. (مت ٢٥:١٤-١٨) بَرهَنَ العَبدانِ عن أمانَتِهِما حينَ عَمِلا بِاجتِهادٍ لِمَصلَحَةِ سَيِّدِهِما. فقَبلَ أن يُسافِر، أمَّنَهُما على وَزْنات، أي على مَبلَغٍ كَبيرٍ مِنَ المال. وهذانِ العَبدانِ الأمينانِ كانا مُجتَهِدَيْنِ واستَعمَلا المالَ بِحِكمَة. والنَّتيجَة؟ عِندَما عادَ سَيِّدُهُما، كانا قد ضاعَفا المَبلَغَ الَّذي أعْطاهُ لهُما. فمَدَحَهُما السَّيِّدُ وقالَ لهُما: ‹تَعالَيا وافرَحا معي›. (إقرأ متى ٢٥:١٩-٢٣.) ولكنْ ماذا عنِ العَبدِ الثَّالِث؟ ماذا فَعَلَ بِمالِ سَيِّدِه؟
١١ ماذا حَصَلَ لِلعَبدِ «الكَسلان»، ولِماذا؟
١١ العَبدُ الثَّالِثُ أخَذَ وَزنَةً واحِدَة، لكنَّهُ كانَ ‹كَسلانًا›. فسَيِّدُهُ تَوَقَّعَ مِنهُ أن يَستَعمِلَ الوَزنَةَ بِحِكمَة. لكنَّهُ دَفَنَها في الأرض. وعِندَما عادَ السَّيِّد، لم يَكُنْ لَدى هذا العَبدِ شَيءٌ إضافِيٌّ يُعْطيهِ له. حتَّى مَوقِفُهُ لم يَكُنْ جَيِّدًا. فبَدَلَ أن يَعتَذِرَ لِأنَّهُ لم يَفعَلْ شَيئًا لِيَزيدَ أموالَ سَيِّدِه، اتَّهَمَهُ زورًا بِأنَّهُ «إنسانٌ مُتَطَلِّب». وطَبعًا، لم يَنَلْ هذا العَبدُ رِضى سَيِّدِه. وأكثَرُ مِن ذلِك، أُخِذَتِ الوَزنَةُ مِنهُ وطُرِدَ مِن بَيتِ سَيِّدِه. — مت ٢٥:٢٤، ٢٦-٣٠.
١٢ مَن يُمَثِّلُ اليَومَ العَبدانِ الأمينان؟
١٢ يُمَثِّلُ العَبدانِ الأمينانِ المَسِيحِيِّينَ المُختارينَ الأُمَناء. والسَّيِّد، أي يَسُوع، يَدْعوهُم: ‹تَعالَوْا وافرَحوا مع سَيِّدِكُم›. فهُم يَنالونَ مُكافَأَتَهُمُ السَّماوِيَّة، القِيامَةَ الأُولى. (مت ٢٥:٢١، ٢٣؛ رؤ ٢٠:٥ب) مِن جِهَةٍ أُخْرى، ما حَصَلَ معَ العَبدِ الكَسلانِ هو تَحذيرٌ لِلمُختارين. كَيفَ ذلِك؟
١٣-١٤ أيُّ دَرسٍ يَتَعَلَّمُهُ المُختارونَ مِن مَثَلِ الوَزْنات؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ بَرهِنْ أنَّكَ نَشيطٌ ومُجتَهِد. في مَثَلِ الوَزْناتِ وكَذلِك في مَثَلِ العَذارى، لم يَكُنْ يَسُوع يَتَنَبَّأُ أنَّ المُختارينَ سيَصيرونَ كَسلانين. بل كانَ يوضِحُ ماذا قد يَحصُلُ في حالِ فَتَرَت حَماسَتُهُم. فلن يَقدِروا أن ‹يَجعَلوا دَعوَتَهُم واختِيارَهُم أكيدَيْن›، ولن يُسمَحَ لهُم أن يَدخُلوا إلى مَملَكَةِ السَّموات. — ٢ بط ١:١٠.
١٤ ومَثَلَا يَسُوع عنِ العَذارى والوَزْناتِ يوضِحانِ أنَّ كُلَّ المَسِيحِيِّينَ المُختارينَ يَجِبُ أن يَكونوا مُستَعِدِّينَ ووَاعين، وكَذلِك نَشيطينَ ومُجتَهِدين. ولكنْ هل قالَ يَسُوع شَيئًا آخَرَ كتَحذيرٍ لِلمُختارين؟ نَعَم! فكَلِماتُهُ في مَتَّى ٢٤:٤٠، ٤١ لها عَلاقَةٌ أيضًا بِالحُكمِ النِّهائِيِّ على المُختارين.
مَنِ الَّذي «يُؤْخَذ»؟
١٥-١٦ كَيفَ تُبرِزُ مَتَّى ٢٤:٤٠، ٤١ أهَمِّيَّةَ أن يَبْقى المُختارونَ ساهِرين؟
١٥ قَبلَ أن يَذكُرَ يَسُوع هذِهِ الأمثالَ الثَّلاثَة، أخبَرَ عنِ الحُكمِ النِّهائِيِّ على المُختارينَ الَّذي سيُظهِرُ مَن لَدَيهِم رِضى اللّٰه. فهو تَحَدَّثَ عن رَجُلَيْنِ يَعمَلانِ في الحَقلِ وامرَأتَيْنِ تَطحَنانِ على المِطحَنَة. وفي الحالَتَيْن، يَبْدو أنَّهُما يَقومانِ بِالعَمَلِ نَفْسِه، لكنَّ يَسُوع قالَ إنَّ واحِدًا «يُؤْخَذُ» والآخَرَ «يُترَك». (إقرأ متى ٢٤:٤٠، ٤١.) ثُمَّ شَجَّعَ أتباعَه: «إبْقَوْا ساهِرينَ لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ في أيِّ يَومٍ يَأتي رَبُّكُم». (مت ٢٤:٤٢) وقالَ شَيئًا مُشابِهًا بَعدَما رَوى مَثَلَ العَذارى. (مت ٢٥:١٣) وهل هُناكَ ارتِباطٌ بَينَ كَلِماتِهِ هذِه؟ يَبْدو كذلِك. فوَحْدَهُمُ الَّذينَ هُم حَقًّا مُختارونَ وأُمَناءُ ‹سيُؤْخَذون›، أي سيَقبَلُهُم يَسُوع في مَملَكَتِهِ السَّماوِيَّة. — يو ١٤:٣.
١٦ بَرهِنْ أنَّكَ تَبْقى ساهِرًا. كُلُّ المُعَيَّنينَ بِالرُّوحِ الَّذينَ لا يَبْقَوْنَ ساهِرينَ روحِيًّا لن يُجمَعوا مع باقي ‹المُختارين›. (مت ٢٤:٣١) وفي التَّطبيقِ الأوسَع، كُلُّ شَعبِ اللّٰه، مَهما كانَ أمَلُهُم، يَجِبُ أن يَعتَبِروا كَلِماتِ يَسُوع تَحذيرًا لهُم. فعلَيهِم أن يَبْقَوْا ساهِرينَ ويُحافِظوا على أمانَتِهِم.
١٧ لِماذا لا داعي أن نَقلَقَ بِخُصوصِ الوَقتِ الَّذي يَختارُ فيهِ يَهْوَه أن يُعَيِّنَ البَعضَ بِروحِهِ القُدُس؟
١٧ نَحنُ صِرنا نَعرِفُ يَهْوَه جَيِّدًا، لِذلِك نَثِقُ بِأحكامِه. ولا نَقلَقُ إذا اختارَ في السَّنَواتِ الأخيرَة أن يُعَيِّنَ بِروحِهِ بَعضَ الأشخاصِ الأُمَناء. c فنَحنُ نَتَذَكَّرُ ما قالَهُ يَسُوع في مَثَلِ الكَرمِ عنِ العُمَّالِ الَّذينَ بَدَأوا العَمَلَ عِندَ السَّاعَةِ الخامِسَةِ بَعدَ الظُّهر. (مت ٢٠:١-١٦) فالَّذينَ دَعاهُم صاحِبُ الكَرمِ لِيَعمَلوا في وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِنَ النَّهارِ أعْطاهُمُ الأُجرَةَ نَفْسَها، مَثَلُهُم مَثَلُ الَّذينَ بَدَأوا العَمَلَ في وَقتٍ أبكَر. بِشَكلٍ مُشابِه، مَهما كانَ الوَقتُ الَّذي يُختارُ فيهِ البَعضُ بِالرُّوحِ القُدُس، فسَيَنالونَ المُكافَأَةَ السَّماوِيَّة إذا حَكَمَ يَسُوع أنَّهُم أُمَناء.
إنتَبِهْ لِلتَّحذيرات
١٨-١٩ أيُّ دُروسٍ وتَحذيراتٍ ناقَشناها؟
١٨ ماذا ناقَشْنا في هذِهِ المَقالَة؟ بِالنِّسبَةِ إلى الَّذينَ يَأمُلونَ أن يَعيشوا إلى الأبَدِ على الأرض، مَثَلُ يَسُوع عنِ الخِرافِ والجِداءِ يُبرِزُ أهَمِّيَّةَ البَقاءِ أُمَناءَ وأوْلِياءَ لِيَهْوَه، الآنَ وخِلالَ الضِّيقِ العَظيمِ الآتي. وفي ذاكَ الوَقت، سيَحكُمُ يَسُوع على الأُمَناءِ أنَّهُم يَستَحِقُّونَ أن يَعيشوا «حَياةً أبَدِيَّة». — مت ٢٥:٤٦.
١٩ راجَعْنا أيضًا مَثَلَيْنِ يُعْطِيانِ تَحذيرًا لِلمُختارين. ففي مَثَلِ يَسُوع عنِ البَناتِ العَذارى الحَكيماتِ والغَبِيَّات، خَمسٌ مِنهُنَّ بَرهَنَّ أنَّهُنَّ حَكيمات. فقد كُنَّ مُستَعِدَّاتٍ ووَاعِيات، جاهِزاتٍ لِانتِظارِ العَريسِ مَهما لَزِمَ الأمر. لكنَّ العَذارى الغَبِيَّاتِ لم يَكُنَّ مُستَعِدَّات. لِذلِك رَفَضَ العَريسُ أن يَسمَحَ لهُنَّ بِالدُّخولِ إلى وَليمَةِ عُرسِه. نَحنُ أيضًا يَلزَمُ أن نَكونَ مُستَعِدِّينَ أن نَنتَظِرَ مَهما طالَ الوَقت، إلى أن يُنْهِيَ يَسُوع هذا العالَم. أيضًا، في مَثَلِ يَسُوع عنِ الوَزْنات، رَأيْنا العَبدَيْنِ الأمينَيْنِ اللَّذَيْنِ كانا نَشيطَيْنِ ومُجتَهِدَيْن. فهُما عَمِلا بِاجتِهادٍ لِمَصلَحَةِ سَيِّدِهِما ونالا رِضاه. أمَّا العَبدُ الكَسلانُ فرَفَضَهُ سَيِّدُه. ما الدَّرس؟ يَجِبُ أن نَبْقى مَشغولينَ بِخِدمَةِ يَهْوَه حتَّى آخِرِ يَومٍ قَبلَ النِّهايَة. والفِكرَةُ الأخيرَة الَّتي ناقَشناها هي أنَّ المُختارينَ يَجِبُ أن يَبْقَوْا ساهِرينَ كَي ‹يَأخُذَهُم› يَسُوع إلى مُكافَأَتِهِمِ السَّماوِيَّة. وهؤُلاءِ المُختارونَ يَتَطَلَّعونَ بِشَوقٍ إلى الوَقتِ حينَ يَجتَمِعونَ مع يَسُوع في السَّماء. وبَعدَ حَربِ هَرْمَجَدُّون، سيَكونونَ هُم عَروسَ يَسُوع في عُرسِ الحَمَل. — ٢ تس ٢:١؛ رؤ ١٩:٩.
٢٠ ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه مِن أجْلِ الَّذينَ يَنتَبِهونَ لِتَحذيراتِه؟
٢٠ مع أنَّ يَومَ الحِسابِ يَقتَرِبُ بِسُرعَة، لا داعي أن نَخاف. فإذا بَقينا أُمَناء، يُعْطينا أبونا السَّماوِيُّ المُحِبُّ «القُدرَةَ الَّتي تَفوقُ ما هو عادِيٌّ» كَي نَستَطيعَ أن ‹نَقِفَ أمامَ ابْنِ الإنسان›. (٢ كو ٤:٧؛ لو ٢١:٣٦) وسَواءٌ كانَ أمَلُنا سَماوِيًّا أو أرضِيًّا، نُفَرِّحُ قَلبَ أبينا إذا انتَبَهنا لِلتَّحذيراتِ في أمثالِ يَسُوع. وبِلُطفِ يَهْوَه الفائِق، ستَكونُ أسماؤُنا ‹مَكتوبَةً في كِتابِ› الحَياة. — دا ١٢:١؛ رؤ ٣:٥.
التَّرنيمَة ٢٦ بي تَفعَلون
a أُنظُرِ المَقالَة «ماذا نَعرِفُ عن أحكامِ يَهْوَه في المُستَقبَل؟» في عَدَد أيَّار (مَايُو) ٢٠٢٤ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
b لِتَعرِفَ أكثَر، انظُرِ المَقالَة «هل ‹تُداوِمُ على السَّهَر›؟» في عَدَد ١٥ آذَار (مَارِس) ٢٠١٥ مِن بُرجِ المُراقَبَة.
d وصف الصور: أخت من المختارين تدير درسًا في الكتاب المقدس مع امرأة التقتها في الخدمة.