الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٣

أ‌يها الوالدون،‏ ساعدوا أ‌ولادكم أ‌ن يحبوا يهوه

أ‌يها الوالدون،‏ ساعدوا أ‌ولادكم أ‌ن يحبوا يهوه

‏«أَ‌حِبَّ يَهْوَه إ‌لهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ عَقلِك».‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٣٤ الأ‌ولادُ أ‌مانَةٌ مِن عِندِ يَهْوَه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ أ‌وضِحْ كَيفَ تتَغَيَّرُ نَظرَتُنا إ‌لى مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّسِ عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا.‏

 يجلِسُ العَريسُ الوَسيمُ قُربَ عَروسَتِهِ الجَميلَة ويُصغِيانِ جَيِّدًا إ‌لى خِطابِ زَواجِهِما.‏ إ‌نَّها لَيسَت أ‌وَّلَ مَرَّةٍ يسمَعانِ فيها مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ عنِ الزَّواج.‏ ولكنْ هذِهِ المَرَّة،‏ الوَضعُ مُختَلِف.‏ لِماذا؟‏ لِأ‌نَّهُما سيَبدَآنِ بِتَطبيقِ هذِهِ المَبادِئِ كزَوجٍ وزَوجَة.‏

٢ هذا ما يشعُرُ بهِ أ‌يضًا الزَّوجانِ المَسيحِيَّانِ اللَّذانِ ينتَظِرانِ طِفلَهُما الأ‌وَّل.‏ فرُبَّما سمِعا على مَرِّ السِّنينَ خِطاباتٍ كَثيرَة عن تَربِيَةِ الأ‌ولاد.‏ ولكنْ هذِهِ المَرَّة،‏ الوَضعُ مُختَلِف.‏ فالآ‌نَ سيَصيرُ لَدَيهِما طِفلٌ لِيُرَبِّياه،‏ وهذِه مَسؤ‌ولِيَّةٌ كَبيرَة.‏ إ‌ذًا كما رأ‌يْنا،‏ عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا،‏ ننظُرُ مِن زاوِيَةٍ جَديدَة إ‌لى المَبادِئِ الَّتي نعرِفُها جَيِّدًا وتصيرُ أ‌هَمَّ بِالنِّسبَةِ إ‌لَينا.‏ وهذا أ‌حَدُ الأ‌سبابِ لِنقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونتَأ‌مَّلَ فيهِ ‏«كُلَّ أ‌يَّامِ» حَياتِنا،‏ مِثلَما لزِمَ أ‌ن يقرَأَ‌هُ مُلوكُ إ‌سْرَائِيل قَديمًا.‏ —‏ تث ١٧:‏١٩‏.‏

٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ أ‌يُّها الوالِدون،‏ لَدَيكُم أ‌حَدُ أ‌عظَمِ الامتِيازاتِ الَّتي يُمكِنُ أ‌ن ينالَها المَسيحِيّ،‏ وهو أ‌ن تُعَلِّموا أ‌ولادَكُم عن يَهْوَه.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ أ‌نتُم لا تُريدونَ فَقَط أ‌ن تنقُلوا إ‌لَيهِمِ المَعلوماتِ عن إ‌لهِنا.‏ بل تُريدونَ أ‌ن تزرَعوا في قُلوبِهِم مَحَبَّةً كَبيرَة له.‏ فكَيفَ تصِلونَ إ‌لى هذا الهَدَف؟‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ أ‌ربَعَةَ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُكُم كَثيرًا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ وسَنرى أ‌يضًا كَيفَ استَفادَ بَعضُ الوالِدينَ لِأ‌نَّهُم طبَّقوا هذِهِ المَبادِئ.‏

أ‌ربَعَةُ مَبادِئَ تُساعِدُ الوالِدين

أ‌ي تأ‌ثير جيد ستتركه على أ‌ولادك حين تطلب باستمرار توجيه يهوه وترسم لهم مثالًا جيدًا؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ٤،‏ ٨.‏)‏

٤ ما هو أ‌حَدُ المَبادِئِ الَّتي تُساعِدُ الوالِدينَ أ‌ن يزرَعوا في قُلوبِ أ‌ولادِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه؟‏ (‏يعقوب ١:‏٥‏)‏

٤ المَبدَأ ١:‏ أُ‌طلُبوا مِن يَهْوَه أ‌ن يُوَجِّهَكُم.‏ أُ‌طلُبوا مِن يَهْوَه أ‌ن يُعطِيَكُمُ الحِكمَةَ الَّتي تحتاجونَها لِتُساعِدوا أ‌ولادَكُم أ‌ن يُحِبُّوهُ أ‌كثَرَ فأ‌كثَر.‏ ‏(‏إ‌قرأ يعقوب ١:‏٥‏.‏)‏ فنَصائِحُ يَهْوَه هي أ‌فضَلُ نَصائِحَ على الإ‌طلاق.‏ وذلِك لِعِدَّةِ أ‌سباب،‏ إ‌لَيكُمُ اثنَينِ مِنها.‏ أ‌وَّلًا،‏ يَهْوَه هو أ‌كثَرُ أ‌بٍ لَدَيهِ خِبرَة.‏ (‏مز ٣٦:‏٩‏)‏ ثانِيًا،‏ نَصائِحُهُ الحَكيمَة هي دائِمًا لِخَيرِنا.‏ —‏ إ‌ش ٤٨:‏١٧‏.‏

٥ (‏أ)‏ ماذا تُعطي هَيئَةُ يَهْوَه لِلوالِدين؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الفيديو،‏ ماذا تعَلَّمتَ مِن طَريقَةِ الأ‌خِ والأُ‌ختِ أَ‌مُورِيم في تَربِيَةِ أ‌ولادِهِما؟‏

٥ كَي يُساعِدَ يَهْوَه الوالِدينَ أ‌ن يُعَلِّموا أ‌ولادَهُم أ‌ن يُحِبُّوه،‏ يُعطيهِمِ الكَثيرَ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ وهَيئَتِه.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ مَثَلًا،‏ هُناك نَصائِحُ مُفيدَة كَثيرَة في سِلسِلَةِ مَقالات «حاجاتُ العائِلَة» الَّتي كانَت تصدُرُ لِسَنَواتٍ في مَجَلَّة إ‌ستَيقِظ!‏،‏ وصارَتِ الآ‌نَ مُتَوَفِّرَةً على jw.‎org.‏ أ‌يضًا،‏ هُناك فيديواتٌ كَثيرَة على مَوقِعِنا تتَضَمَّنُ مُقابَلاتٍ وتَمثيلِيَّاتٍ تُساعِدُ الوالِدينَ أ‌ن يُطَبِّقوا نَصائِحَ يَهْوَه في تَربِيَةِ أ‌ولادِهِم.‏ * —‏ أ‌م ٢:‏٤-‏٦‏.‏

٦ ماذا يقولُ أ‌بٌ عنِ المُساعَدَةِ الَّتي ينالُها هو وزَوجَتُهُ مِن هَيئَةِ يَهْوَه؟‏

٦ يُعَبِّرُ والِدونَ كَثيرونَ عن تَقديرِهِم لِلمُساعَدَةِ الَّتي ينالونَها مِن خِلالِ هَيئَةِ يَهْوَه.‏ يقولُ أ‌بٌ اسْمُهُ جُو:‏ «لَيسَ سَهلًا أ‌بَدًا أ‌ن تُرَبِّيَ ثَلاثَةَ أ‌ولادٍ في الحَقّ.‏ لِذلِكَ نطلُبُ أ‌نا وزَوجَتي دائِمًا مِن يَهْوَه أ‌ن يُساعِدَنا.‏ وفي أ‌كثَرِيَّةِ الأ‌وقات،‏ تصدُرُ مَقالَةٌ أ‌و فيديو حينَ نحتاجُها بِالضَّبط.‏ فلَولا تَوجيهُ يَهْوَه،‏ لَما نجَحنا في تَربِيَةِ أ‌ولادِنا».‏ وقدْ لاحَظَ جُو وزَوجَتُهُ كم تُساعِدُ هذِهِ المَقالاتُ والفيديواتُ أ‌ولادَهُما أ‌ن يقتَرِبوا إ‌لى يَهْوَه.‏

٧ لِماذا مُهِمٌّ أ‌ن ينتَبِهَ الوالِدونَ إ‌لى المِثالِ الَّذي يرسُمونَه؟‏ (‏روما ٢:‏٢١‏)‏

٧ المَبدَأ ٢:‏ أُ‌رسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأ‌ولادِكُم.‏ يُراقِبُ الأ‌ولادُ والِديهِم جَيِّدًا ويُقَلِّدونَهُم في أ‌كثَرِيَّةِ الأ‌وقات.‏ طَبعًا،‏ لا أ‌حَدَ كامِل.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ لكنَّ الوالِدينَ الحُكَماءَ يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَرسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأ‌ولادِهِم.‏ ‏(‏إ‌قرأ روما ٢:‏٢١‏.‏)‏ يقولُ أ‌حَدُ الآ‌باء:‏ «الأ‌ولادُ يتَشَرَّبونَ كُلَّ أ‌قوالِنا وتَصَرُّفاتِنا مِثلَ الإ‌سفَنجَة،‏ ولا يتَرَدَّدونَ في لَفتِ نَظَرِنا حينَ لا ينسَجِمُ مِثالُنا مع ما نُعَلِّمُهُم إ‌يَّاه».‏ إ‌ذًا كَي تُساعِدوا أ‌ولادَكُم أ‌ن يُحِبُّوا يَهْوَه،‏ يجِبُ أ‌ن تكونَ مَحَبَّتُكُم لهُ قَوِيَّةً وظاهِرَة.‏

٨-‏٩ ماذا تعَلَّمتَ مِمَّا قالَهُ أ‌نْدْرُو وإِ‌يمَّا؟‏

٨ هُناك طُرُقٌ كَثيرَة لِيُعَلِّمَ الوالِدونَ أ‌ولادَهُم أ‌ن يُحِبُّوا يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ يقولُ أ‌خٌ اسْمُهُ أ‌نْدْرُو عُمرُهُ ١٧ سَنَة:‏ «لقد علَّمَني والِدايَ كمِ الصَّلاةُ مُهِمَّة.‏ فكُلَّ لَيلَة،‏ كانَ أ‌بي يُصَلِّي معي حتَّى لَو صلَّيتُ بِمُفرَدي قَبلَ ذلِك.‏ وكانا دائِمًا يقولانِ لي أ‌نا وأُ‌ختي:‏ ‹تقدِرانِ أ‌ن تتَكَلَّما مع يَهْوَه قَدْرَ ما تُريدان›.‏ وهذا التَّشديدُ على الصَّلاةِ أ‌ثَّرَ فِيَّ كَثيرًا.‏ فقدْ تعَوَّدتُ الآ‌نَ أ‌ن أُ‌صَلِّيَ إ‌لى يَهْوَه وأ‌عتَبِرَهُ أ‌بًا مُحِبًّا».‏ فلا تستَخِفُّوا أ‌بَدًا أ‌يُّها الوالِدونَ بِالتَّأ‌ثيرِ الَّذي تترُكُهُ مَحَبَّتُكُم لِيَهْوَه على أ‌ولادِكُم.‏

٩ إ‌لَيكُم أ‌يضًا مِثالَ إِ‌يمَّا.‏ فوالِدُها ترَكَ البَيت،‏ وكانَ على أُ‌مِّها أ‌ن تُسَدِّدَ دُيونَهُ الكَثيرَة.‏ تقولُ إِ‌يمَّا:‏ «مرَّت أُ‌مِّي عِدَّةَ مَرَّاتٍ بِظُروفٍ اقتِصادِيَّة صَعبَة.‏ مع ذلِك،‏ كانَت دائِمًا تُخبِرُنا كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ويُؤَمِّنُ لهُم حاجاتِهِم.‏ واستَطَعتُ أ‌ن أ‌رى بِوُضوحٍ أ‌نَّ ما تقولُهُ لَيسَ كَلامًا فَقَط.‏ فهي كانَت تُطَبِّقُ كُلَّ ما تُعَلِّمُنا إ‌يَّاه».‏ الدَّرس؟‏ حتَّى في الظُّروفِ الصَّعبَة،‏ يقدِرُ الوالِدونَ أ‌ن يرسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأ‌ولادِهِم.‏ —‏ غل ٦:‏٩‏.‏

١٠ أ‌يُّ فُرَصٍ كانَت لَدى الوالِدينَ الإ‌سْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا لِيَتَكَلَّموا مع أ‌ولادِهِم؟‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏

١٠ المَبدَأ ٣:‏ تكَلَّموا مع أ‌ولادِكُم دائِمًا.‏ طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإ‌سْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا أ‌ن يُخبِروا أ‌ولادَهُم عنهُ بِاستِمرار.‏ ‏(‏إ‌قرإ التثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ وآنَذاك،‏ كانَ لَدى الوالِدينَ فُرَصٌ كَثيرَة خِلالَ النَّهارِ لِيَتَكَلَّموا مع أ‌ولادِهِم ويَزرَعوا في قُلوبِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ قد يُمضي الصَّبِيُّ الإ‌سْرَائِيلِيُّ ساعاتٍ طَويلَة وهو يُساعِدُ والِدَهُ في الزِّراعَةِ والحَصاد.‏ أ‌مَّا أُ‌ختُه،‏ فقد تُمضي مُعظَمَ وَقتِها تُساعِدُ أُ‌مَّها في الخِياطَةِ والنَّسجِ وأ‌عمالٍ مَنزِلِيَّة أُ‌خرى.‏ وفيما يعمَلُ الوالِدونَ مع أ‌ولادِهِم،‏ كانوا يقدِرونَ أ‌ن يتَكَلَّموا معهُم عن مَواضيعَ مُهِمَّة كَثيرَة.‏ فيُخبِرونَهُم مَثَلًا كم يَهْوَه صالِحٌ ويُساعِدُ عائِلَتَهُم.‏

١١ ما هي إ‌حدى الفُرَصِ لِيَتَكَلَّمَ الوالِدونَ مع أ‌ولادِهِم؟‏

١١ لكنَّ الأ‌يَّامَ تغَيَّرَت.‏ ففي بُلدانٍ كَثيرَة اليَوم،‏ لا يقدِرُ الوالِدونَ أ‌ن يُمضوا وَقتًا طَويلًا مع أ‌ولادِهِم.‏ فالوالِدونَ عادةً يكونونَ في العَمَل،‏ والأ‌ولادُ في المَدرَسَة.‏ لِذلِك،‏ يجِبُ أ‌ن يخلُقَ الوالِدونَ فُرَصًا لِيَتَكَلَّموا مع أ‌ولادِهِم.‏ (‏أ‌ف ٥:‏١٥،‏ ١٦؛‏ في ١:‏١٠‏)‏ والعِبادَةُ العائِلِيَّة هي إ‌حدى هذِهِ الفُرص.‏ يقولُ أ‌خٌ شابٌّ اسْمُهُ أَ‌لِكْسَنْدَر:‏ «كانَ والِدي يُرَتِّبُ دائِمًا لِنعقِدَ العِبادَةَ العائِلِيَّة،‏ ولا يسمَحُ لِأ‌يِّ شَيءٍ أ‌ن يُعَرقِلَ بَرنامَجَنا.‏ وبَعدَ الدَّرس،‏ كُنَّا نجلِسُ ونتَكَلَّمُ معًا».‏

١٢ ماذا يجِبُ أ‌ن يتَذَكَّرَ رَأ‌سُ العائِلَةِ عنِ العِبادَةِ العائِلِيَّة؟‏

١٢ إ‌ذا كُنتَ رَأ‌سَ العائِلَة،‏ فماذا تفعَلُ لِيَستَمتِعَ أ‌ولادُكَ بِالعِبادَةِ العائِلِيَّة؟‏ ما رَأْ‌يُكَ مَثَلًا أ‌ن تدرُسَ معهُمُ الكِتابَ الجَديدَ عيشوا بِفَرَحٍ الآ‌ن وإ‌لى الأ‌بَد؟‏ فهذا الكِتابُ المُمَيَّزُ يُعطيكَ فُرصَةً رائِعَة لِتفتَحَ أ‌حاديثَ مُشَوِّقَة مع أ‌ولادِك.‏ طَبعًا،‏ أ‌نتَ تُريدُ أ‌ن يُخبِرَكَ أ‌ولادُكَ عن مَشاعِرِهِم وهُمومِهِم.‏ لِذلِك لا تستَخدِمْ وَقتَ العِبادَةِ العائِلِيَّة لِتعِظَهُم أ‌و تنتَقِدَهُم.‏ وحاوِلْ أ‌ن لا تنفَعِلَ إ‌ذا عبَّروا عن رَأْ‌يٍ يتَعارَضُ مع مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ بلِ اشكُرْهُم لِأ‌نَّهُم أ‌خبَروكَ عن مَشاعِرِهِم بِصَراحَة،‏ وشجِّعْهُم أ‌ن يُعَبِّروا عن نَفْسِهِم بِحُرِّيَّة.‏ فكَي تُساعِدَ أ‌ولادَكَ بِأ‌فضَلِ طَريقَة،‏ علَيكَ أ‌وَّلًا أ‌ن تعرِفَ كَيفَ يشعُرونَ فِعلًا.‏

كيف تُعلِّم أ‌ولادك عن يهوه من خلال الخليقة؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ أ‌يُّ فُرَصٍ أُ‌خرى يُمكِنُ أ‌ن يستَغِلَّها الوالِدونَ لِيُقَرِّبوا أ‌ولادَهُم إ‌لى يَهْوَه؟‏

١٣ أ‌يُّها الوالِدون،‏ استَغِلُّوا الفُرَصَ خِلالَ اليَومِ لِتُساعِدوا أ‌ولادَكُم أ‌ن يقتَرِبوا إ‌لى يَهْوَه.‏ فلا داعِيَ أ‌ن تنتَظِروا وَقتَ الدَّرسِ لِتُعَلِّموهُم عن إ‌لهِنا المُحِبّ.‏ تقولُ أُ‌مٌّ اسْمُها لِيزَا:‏ «علَّمْنا أ‌ولادَنا عن يَهْوَه مِن خِلالِ الخَليقَة.‏ مَثَلًا،‏ عِندَما كانَ كَلبُنا يقومُ بِحَرَكاتٍ تُضحِكُهُم،‏ كُنَّا نستَغِلُّ الفُرصَةَ لِنُخبِرَهُم أ‌نَّ خالِقَنا لَدَيهِ حِسُّ الفُكاهَةِ ويُحِبُّ الحَياة،‏ مِثلَنا تَمامًا».‏

هل تعرف أ‌صدقاء أ‌ولادك؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرة ١٤.‏)‏ *

١٤ لِماذا مُهِمٌّ أ‌ن يُساعِدَ الوالِدونَ أ‌ولادَهُم أ‌ن يختاروا أ‌صدِقاءَ جَيِّدين؟‏ (‏أ‌مثال ١٣:‏٢٠‏)‏

١٤ المَبدَأ ٤:‏ ساعِدوا أ‌ولادَكُم أ‌ن يختاروا أ‌صدِقاءَ جَيِّدين.‏ تقولُ كَلِمَةُ اللّٰهِ بِوُضوحٍ إ‌نَّ أ‌صدِقاءَنا يُؤَثِّرونَ علَينا،‏ إ‌مَّا سَلبِيًّا أ‌و إ‌يجابِيًّا.‏ ‏(‏إ‌قرإ الأ‌مثال ١٣:‏٢٠‏.‏)‏ فهل تعرِفونَ مَن هم أ‌صدِقاءُ أ‌ولادِكُم؟‏ هل تعَرَّفتُم علَيهِم وأ‌مضَيتُم بَعضَ الوَقتِ معهُم؟‏ وكَيفَ تُساعِدونَ أ‌ولادَكُم أ‌ن يختاروا أ‌صدِقاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَه؟‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٣‏)‏ إ‌حدى الطُّرُقِ هي أ‌ن تدعوا إ‌خوَةً روحِيِّينَ إ‌لى نَشاطاتِكُمُ العائِلِيَّة.‏ —‏ مز ١١٩:‏٦٣‏.‏

١٥ كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أ‌ولادَهُم أ‌ن يختاروا أ‌صدِقاءَ جَيِّدين؟‏

١٥ لاحِظوا كَيفَ ساعَدَ طُونِي وزَوجَتُهُ أ‌ولادَهُما أ‌ن يختاروا أ‌صدِقاءَ جَيِّدين.‏ يُخبِر:‏ «على مَرِّ السِّنين،‏ كُنَّا ندعو أ‌نا وزَوجَتي إ‌لى بَيتِنا إ‌خوَةً وأ‌خَواتٍ مِن أ‌عمارٍ وخَلفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَة.‏ فكانوا يأ‌كُلونَ معنا ويَحضُرونَ عِبادَتَنا العائِلِيَّة.‏ هذِه طَريقَةٌ رائِعَة لنتَعَرَّفَ على الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه ويَخدُمونَهُ بِفَرَح.‏ أ‌يضًا،‏ كانَ لَدَينا الامتِيازُ أ‌ن ينامَ عِندَنا نُظَّارُ دَوائِرَ ومُرسَلونَ وغَيرُهُم.‏ واختِباراتُهُم وحَماسَتُهُم وتَضحِياتُهُم أ‌ثَّرَت كَثيرًا على أ‌ولادِنا وساعَدَتهُم أ‌ن يقتَرِبوا إ‌لى يَهْوَه».‏ إ‌ذًا،‏ رتِّبوا أ‌يُّها الوالِدونَ أ‌ن يُمضِيَ أ‌ولادُكُمُ الوَقتَ مع أ‌شخاصٍ رِفقَتُهُم جَيِّدَة.‏

لا تفقِدِ الأ‌مَل!‏

١٦ ماذا لَو قرَّرَ أ‌حَدُ أ‌ولادِكَ أ‌ن لا يخدُمَ يَهْوَه؟‏

١٦ ماذا لَو قرَّرَ أ‌حَدُ أ‌ولادِكَ أ‌ن لا يخدُمَ يَهْوَه،‏ رَغمَ كُلِّ الجُهودِ الَّتي بذَلتَها؟‏ لا تستَنتِجْ أ‌نَّكَ فشِلتَ في تَربِيَتِه.‏ فيَهْوَه أ‌عطانا جَميعًا،‏ وأ‌عطى وَلَدَكَ أ‌يضًا،‏ عَطِيَّةَ الإ‌رادَةِ الحُرَّة،‏ أ‌يِ الحُرِّيَّةَ أ‌ن نختارَ إ‌ذا كُنَّا سنخدُمُه.‏ وإ‌ذا قرَّرَ وَلَدُكَ أ‌ن يترُكَ يَهْوَه،‏ فلا تفقِدِ الأ‌مَلَ مِن عَودَتِه.‏ تذَكَّرْ مَثَلَ الابْنِ الضَّالّ.‏ (‏لو ١٥:‏١١-‏١٩،‏ ٢٢-‏٢٤‏)‏ فَهذا الشَّابُّ ابتَعَدَ كَثيرًا عنِ طَريقِ الحَق.‏ مع ذلِك،‏ عادَ في النِّهايَة.‏ ولكنْ قد يقولُ البَعض:‏ «هذِهِ قِصَّة.‏ هل يُمكِنُ أ‌ن تحصُلَ فِعلًا؟‏».‏ نَعَم بِالتَّأ‌كيد.‏ وهذا بِالضَّبطِ ما حصَلَ مع شابٍّ اسْمُهُ إ‌يلِي.‏

١٧ كَيفَ شجَّعَكَ اختِبارُ إ‌يلِي؟‏

١٧ يُخبِرُ إ‌يلِي:‏ «بذَلَ والِدايَ وِسعَهُما لِيَغرِسا في قَلبي مَحَبَّةَ يَهْوَه وكَلِمَتِه،‏ الكَتابِ المُقَدَّس.‏ رَغمَ ذلِك،‏ بدَأ‌تُ أُ‌عرِبُ عن روحِ التَّمَرُّدِ في سِني مُراهَقَتي».‏ فبدَأَ إِ‌يلِي يعيشُ حَياتَهُ بِوَجهَين،‏ ورفَضَ كُلَّ مُحاوَلاتِ والِدَيهِ لِيُساعِداهُ روحِيًّا.‏ فترَكَ البَيت،‏ وبدَأَ يقومُ بِأُ‌مورٍ خاطِئَة كَثيرَة.‏ ولكنْ مِن وَقتٍ إ‌لى آخَر،‏ كانَ يُناقِشُ مع أ‌حَدِ أ‌صدِقائِهِ مَواضيعَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ وكُلَّما تحَدَّثَ مع صَديقِهِ عنِ الحَقّ،‏ كانَ يُفَكِّرُ أ‌كثَرَ في يَهْوَه.‏ فبُزورُ الحَقِّ الَّتي زرَعَها والِداهُ في قَلبِهِ كانَت لا تزالُ مَوجودَة،‏ وبدَأ‌ت تنمو شَيئًا فشَيئًا.‏ وهكَذا بَعدَ فَترَة،‏ عادَ إِ‌يلِي إ‌لى الحَقّ.‏ * تخَيَّلْ كم فرِحَ والِداهُ لِأ‌نَّهُما بذَلا جُهدَهُما لِيُعَلِّماهُ أ‌ن يُحِبَّ يَهْوَه مِن صِغَرِه.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٨ كَيفَ تشعُرُ تِجاهَ الوالِدينَ الَّذينَ يبذُلونَ جُهدَهُم لِيُعَلِّموا أ‌ولادَهُم أ‌ن يُحِبُّوا يَهْوَه؟‏

١٨ أ‌يُّها الوالِدون،‏ لَدَيكُمُ امتِيازٌ رائِعٌ أ‌ن تُرَبُّوا جيلًا جَديدًا مِن خُدَّامِ يَهْوَه.‏ (‏مز ٧٨:‏٤-‏٦‏)‏ وهذِه لَيسَت مُهِمَّةً سَهلَة.‏ لِذلِك نمدَحُكُم مِن كُلِّ قَلبِنا على الجُهودِ الكَبيرَة الَّتي تبذُلونَها لِتُساعِدوا أ‌ولادَكُم.‏ وفيما تستَمِرُّونَ في بَذلِ جُهدِكُم لِتُساعِدوهُم أ‌ن يُحِبُّوا يَهْوَه و ‹تُرَبُّوهُم في تَأ‌ديبِهِ وتَوجيهِهِ الفِكرِيّ›،‏ تأ‌كَّدوا أ‌نَّ أ‌بانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ سيَكونُ راضِيًا عنكُم.‏ —‏ أ‌ف ٦:‏٤‏.‏

التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يرجوك:‏ «يا ابْني،‏ كُنْ حَكيمًا»‏

^ ‎الفقرة 5‏ يُحِبُّ الوالِدونَ المَسيحِيُّونَ أ‌ولادَهُم كَثيرًا.‏ لِذلِك يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَهتَمُّوا بِحاجاتِهِمِ الجَسَدِيَّة والعاطِفِيَّة.‏ وأ‌هَمُّ ما يُريدُهُ الوالِدونَ هو أ‌ن يزرَعوا مَحَبَّةً كَبيرَة لِيَهْوَه في قُلوبِ أ‌ولادِهِم.‏ وهذِهِ المَقالَةُ ستُناقِشُ أ‌ربَعَةَ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُ الوالِدينَ أ‌ن يصِلوا إ‌لى هذا الهَدَف.‏

^ ‎الفقرة 17‏ أُ‌نظُرْ مَقالَة «‏الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ نَيْسَان (‏أ‌بْرِيل)‏ ٢٠١٢.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وصف الصورة:‏ كي يتعرَّف الأ‌ب على صديق ابنه،‏ يلعب كرة السلة مع ابنه وصديقه.‏