مقالة الدرس ٢٣
أيها الوالدون، ساعدوا أولادكم أن يحبوا يهوه
«أَحِبَّ يَهْوَه إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ عَقلِك». — مت ٢٢:٣٧.
التَّرنيمَة ١٣٤ الأولادُ أمانَةٌ مِن عِندِ يَهْوَه
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ أوضِحْ كَيفَ تتَغَيَّرُ نَظرَتُنا إلى مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّسِ عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا.
يجلِسُ العَريسُ الوَسيمُ قُربَ عَروسَتِهِ الجَميلَة ويُصغِيانِ جَيِّدًا إلى خِطابِ زَواجِهِما. إنَّها لَيسَت أوَّلَ مَرَّةٍ يسمَعانِ فيها مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ عنِ الزَّواج. ولكنْ هذِهِ المَرَّة، الوَضعُ مُختَلِف. لِماذا؟ لِأنَّهُما سيَبدَآنِ بِتَطبيقِ هذِهِ المَبادِئِ كزَوجٍ وزَوجَة.
٢ هذا ما يشعُرُ بهِ أيضًا الزَّوجانِ المَسيحِيَّانِ اللَّذانِ ينتَظِرانِ طِفلَهُما الأوَّل. فرُبَّما سمِعا على مَرِّ السِّنينَ خِطاباتٍ كَثيرَة عن تَربِيَةِ الأولاد. ولكنْ هذِهِ المَرَّة، الوَضعُ مُختَلِف. فالآنَ سيَصيرُ لَدَيهِما طِفلٌ لِيُرَبِّياه، وهذِه مَسؤولِيَّةٌ كَبيرَة. إذًا كما رأيْنا، عِندَما تتَغَيَّرُ ظُروفُنا، ننظُرُ مِن زاوِيَةٍ جَديدَة إلى المَبادِئِ الَّتي نعرِفُها جَيِّدًا وتصيرُ أهَمَّ بِالنِّسبَةِ إلَينا. وهذا أحَدُ الأسبابِ لِنقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونتَأمَّلَ فيهِ «كُلَّ أيَّامِ» حَياتِنا، مِثلَما لزِمَ أن يقرَأَهُ مُلوكُ إسْرَائِيل قَديمًا. — تث ١٧:١٩.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ أيُّها الوالِدون، لَدَيكُم أحَدُ أعظَمِ الامتِيازاتِ الَّتي يُمكِنُ أن ينالَها المَسيحِيّ، وهو أن تُعَلِّموا أولادَكُم عن يَهْوَه. ولكنْ طَبعًا، أنتُم لا تُريدونَ فَقَط أن تنقُلوا إلَيهِمِ المَعلوماتِ عن إلهِنا. بل تُريدونَ أن تزرَعوا في قُلوبِهِم مَحَبَّةً كَبيرَة له. فكَيفَ تصِلونَ إلى هذا الهَدَف؟ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ أربَعَةَ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُكُم كَثيرًا. (٢ تي ٣:١٦) وسَنرى أيضًا كَيفَ استَفادَ بَعضُ الوالِدينَ لِأنَّهُم طبَّقوا هذِهِ المَبادِئ.
أربَعَةُ مَبادِئَ تُساعِدُ الوالِدين
٤ ما هو أحَدُ المَبادِئِ الَّتي تُساعِدُ الوالِدينَ أن يزرَعوا في قُلوبِ أولادِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه؟ (يعقوب ١:٥)
٤ المَبدَأ ١: أُطلُبوا مِن يَهْوَه أن يُوَجِّهَكُم. أُطلُبوا مِن يَهْوَه أن يُعطِيَكُمُ الحِكمَةَ الَّتي تحتاجونَها لِتُساعِدوا أولادَكُم أن يُحِبُّوهُ أكثَرَ فأكثَر. (إقرأ يعقوب ١:٥.) فنَصائِحُ يَهْوَه هي أفضَلُ نَصائِحَ على الإطلاق. وذلِك لِعِدَّةِ أسباب، إلَيكُمُ اثنَينِ مِنها. أوَّلًا، يَهْوَه هو أكثَرُ أبٍ لَدَيهِ خِبرَة. (مز ٣٦:٩) ثانِيًا، نَصائِحُهُ الحَكيمَة هي دائِمًا لِخَيرِنا. — إش ٤٨:١٧.
٥ (أ) ماذا تُعطي هَيئَةُ يَهْوَه لِلوالِدين؟ (ب) حَسَبَ الفيديو، ماذا تعَلَّمتَ مِن طَريقَةِ الأخِ والأُختِ أَمُورِيم في تَربِيَةِ أولادِهِما؟
٥ كَي يُساعِدَ يَهْوَه الوالِدينَ أن يُعَلِّموا أولادَهُم أن يُحِبُّوه، يُعطيهِمِ الكَثيرَ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ وهَيئَتِه. (مت ٢٤:٤٥) مَثَلًا، هُناك نَصائِحُ مُفيدَة كَثيرَة في سِلسِلَةِ مَقالات «حاجاتُ العائِلَة» الَّتي كانَت تصدُرُ لِسَنَواتٍ في مَجَلَّة إستَيقِظ!، وصارَتِ الآنَ مُتَوَفِّرَةً على jw.org. أيضًا، هُناك فيديواتٌ كَثيرَة على مَوقِعِنا تتَضَمَّنُ مُقابَلاتٍ وتَمثيلِيَّاتٍ تُساعِدُ الوالِدينَ أن يُطَبِّقوا نَصائِحَ يَهْوَه في تَربِيَةِ أولادِهِم. * — أم ٢:٤-٦.
٦ ماذا يقولُ أبٌ عنِ المُساعَدَةِ الَّتي ينالُها هو وزَوجَتُهُ مِن هَيئَةِ يَهْوَه؟
٦ يُعَبِّرُ والِدونَ كَثيرونَ عن تَقديرِهِم لِلمُساعَدَةِ الَّتي ينالونَها مِن خِلالِ هَيئَةِ يَهْوَه. يقولُ أبٌ اسْمُهُ جُو: «لَيسَ سَهلًا أبَدًا أن تُرَبِّيَ ثَلاثَةَ أولادٍ في الحَقّ. لِذلِكَ نطلُبُ أنا وزَوجَتي دائِمًا مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا. وفي أكثَرِيَّةِ الأوقات، تصدُرُ مَقالَةٌ أو فيديو حينَ نحتاجُها بِالضَّبط. فلَولا تَوجيهُ يَهْوَه، لَما نجَحنا في تَربِيَةِ أولادِنا». وقدْ لاحَظَ جُو وزَوجَتُهُ كم تُساعِدُ هذِهِ المَقالاتُ والفيديواتُ أولادَهُما أن يقتَرِبوا إلى يَهْوَه.
٧ لِماذا مُهِمٌّ أن ينتَبِهَ الوالِدونَ إلى المِثالِ الَّذي يرسُمونَه؟ (روما ٢:٢١)
٧ المَبدَأ ٢: أُرسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأولادِكُم. يُراقِبُ الأولادُ والِديهِم جَيِّدًا ويُقَلِّدونَهُم في أكثَرِيَّةِ الأوقات. طَبعًا، لا أحَدَ كامِل. (رو ٣:٢٣) لكنَّ الوالِدينَ الحُكَماءَ يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَرسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأولادِهِم. (إقرأ روما ٢:٢١.) يقولُ أحَدُ الآباء: «الأولادُ يتَشَرَّبونَ كُلَّ أقوالِنا وتَصَرُّفاتِنا مِثلَ الإسفَنجَة، ولا يتَرَدَّدونَ في لَفتِ نَظَرِنا حينَ لا ينسَجِمُ مِثالُنا مع ما نُعَلِّمُهُم إيَّاه». إذًا كَي تُساعِدوا أولادَكُم أن يُحِبُّوا يَهْوَه، يجِبُ أن تكونَ مَحَبَّتُكُم لهُ قَوِيَّةً وظاهِرَة.
٨-٩ ماذا تعَلَّمتَ مِمَّا قالَهُ أنْدْرُو وإِيمَّا؟
٨ هُناك طُرُقٌ كَثيرَة لِيُعَلِّمَ الوالِدونَ أولادَهُم أن يُحِبُّوا يَهْوَه. مَثَلًا، يقولُ أخٌ اسْمُهُ أنْدْرُو عُمرُهُ ١٧ سَنَة: «لقد علَّمَني والِدايَ كمِ الصَّلاةُ مُهِمَّة. فكُلَّ لَيلَة، كانَ أبي يُصَلِّي معي حتَّى لَو صلَّيتُ بِمُفرَدي قَبلَ ذلِك. وكانا دائِمًا يقولانِ لي أنا وأُختي: ‹تقدِرانِ أن تتَكَلَّما مع يَهْوَه قَدْرَ ما تُريدان›. وهذا التَّشديدُ على الصَّلاةِ أثَّرَ فِيَّ كَثيرًا. فقدْ تعَوَّدتُ الآنَ أن أُصَلِّيَ إلى يَهْوَه وأعتَبِرَهُ أبًا مُحِبًّا». فلا تستَخِفُّوا أبَدًا أيُّها الوالِدونَ بِالتَّأثيرِ الَّذي تترُكُهُ مَحَبَّتُكُم لِيَهْوَه على أولادِكُم.
٩ إلَيكُم أيضًا مِثالَ إِيمَّا. فوالِدُها ترَكَ البَيت، وكانَ على أُمِّها أن تُسَدِّدَ دُيونَهُ الكَثيرَة. تقولُ إِيمَّا: «مرَّت أُمِّي عِدَّةَ مَرَّاتٍ بِظُروفٍ اقتِصادِيَّة صَعبَة. مع ذلِك، كانَت دائِمًا تُخبِرُنا كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ويُؤَمِّنُ لهُم حاجاتِهِم. واستَطَعتُ أن أرى بِوُضوحٍ أنَّ ما تقولُهُ لَيسَ كَلامًا فَقَط. فهي كانَت تُطَبِّقُ كُلَّ ما تُعَلِّمُنا إيَّاه». الدَّرس؟ حتَّى في الظُّروفِ الصَّعبَة، يقدِرُ الوالِدونَ أن يرسُموا مِثالًا جَيِّدًا لِأولادِهِم. — غل ٦:٩.
١٠ أيُّ فُرَصٍ كانَت لَدى الوالِدينَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا لِيَتَكَلَّموا مع أولادِهِم؟ (تثنية ٦:٦، ٧)
١٠ المَبدَأ ٣: تكَلَّموا مع أولادِكُم دائِمًا. طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا أن يُخبِروا أولادَهُم عنهُ بِاستِمرار. (إقرإ التثنية ٦:٦، ٧.) وآنَذاك، كانَ لَدى الوالِدينَ فُرَصٌ كَثيرَة خِلالَ النَّهارِ لِيَتَكَلَّموا مع أولادِهِم ويَزرَعوا في قُلوبِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه. مَثَلًا، قد يُمضي الصَّبِيُّ الإسْرَائِيلِيُّ ساعاتٍ طَويلَة وهو يُساعِدُ والِدَهُ في الزِّراعَةِ والحَصاد. أمَّا أُختُه، فقد تُمضي مُعظَمَ وَقتِها تُساعِدُ أُمَّها في الخِياطَةِ والنَّسجِ وأعمالٍ مَنزِلِيَّة أُخرى. وفيما يعمَلُ الوالِدونَ مع أولادِهِم، كانوا يقدِرونَ أن يتَكَلَّموا معهُم عن مَواضيعَ مُهِمَّة كَثيرَة. فيُخبِرونَهُم مَثَلًا كم يَهْوَه صالِحٌ ويُساعِدُ عائِلَتَهُم.
١١ ما هي إحدى الفُرَصِ لِيَتَكَلَّمَ الوالِدونَ مع أولادِهِم؟
١١ لكنَّ الأيَّامَ تغَيَّرَت. ففي بُلدانٍ كَثيرَة اليَوم، لا يقدِرُ الوالِدونَ أن يُمضوا وَقتًا طَويلًا مع أولادِهِم. فالوالِدونَ عادةً يكونونَ في العَمَل، والأولادُ في المَدرَسَة. لِذلِك، يجِبُ أن يخلُقَ الوالِدونَ فُرَصًا لِيَتَكَلَّموا مع أولادِهِم. (أف ٥:١٥، ١٦؛ في ١:١٠) والعِبادَةُ العائِلِيَّة هي إحدى هذِهِ الفُرص. يقولُ أخٌ شابٌّ اسْمُهُ أَلِكْسَنْدَر: «كانَ والِدي يُرَتِّبُ دائِمًا لِنعقِدَ العِبادَةَ العائِلِيَّة، ولا يسمَحُ لِأيِّ شَيءٍ أن يُعَرقِلَ بَرنامَجَنا. وبَعدَ الدَّرس، كُنَّا نجلِسُ ونتَكَلَّمُ معًا».
١٢ ماذا يجِبُ أن يتَذَكَّرَ رَأسُ العائِلَةِ عنِ العِبادَةِ العائِلِيَّة؟
١٢ إذا كُنتَ رَأسَ العائِلَة، فماذا تفعَلُ لِيَستَمتِعَ أولادُكَ بِالعِبادَةِ العائِلِيَّة؟ ما رَأْيُكَ مَثَلًا أن تدرُسَ معهُمُ الكِتابَ الجَديدَ عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد؟ فهذا الكِتابُ المُمَيَّزُ يُعطيكَ فُرصَةً رائِعَة لِتفتَحَ أحاديثَ مُشَوِّقَة مع أولادِك. طَبعًا، أنتَ تُريدُ أن يُخبِرَكَ أولادُكَ عن مَشاعِرِهِم وهُمومِهِم. لِذلِك لا تستَخدِمْ وَقتَ العِبادَةِ العائِلِيَّة لِتعِظَهُم أو تنتَقِدَهُم. وحاوِلْ أن لا تنفَعِلَ إذا عبَّروا عن رَأْيٍ يتَعارَضُ مع مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. بلِ اشكُرْهُم لِأنَّهُم أخبَروكَ عن مَشاعِرِهِم بِصَراحَة، وشجِّعْهُم أن يُعَبِّروا عن نَفْسِهِم بِحُرِّيَّة. فكَي تُساعِدَ أولادَكَ بِأفضَلِ طَريقَة، علَيكَ أوَّلًا أن تعرِفَ كَيفَ يشعُرونَ فِعلًا.
١٣ أيُّ فُرَصٍ أُخرى يُمكِنُ أن يستَغِلَّها الوالِدونَ لِيُقَرِّبوا أولادَهُم إلى يَهْوَه؟
١٣ أيُّها الوالِدون، استَغِلُّوا الفُرَصَ خِلالَ اليَومِ لِتُساعِدوا أولادَكُم أن يقتَرِبوا إلى يَهْوَه. فلا داعِيَ أن تنتَظِروا وَقتَ الدَّرسِ لِتُعَلِّموهُم عن إلهِنا المُحِبّ. تقولُ أُمٌّ اسْمُها لِيزَا: «علَّمْنا أولادَنا عن يَهْوَه مِن خِلالِ الخَليقَة. مَثَلًا، عِندَما كانَ كَلبُنا يقومُ بِحَرَكاتٍ تُضحِكُهُم، كُنَّا نستَغِلُّ الفُرصَةَ لِنُخبِرَهُم أنَّ خالِقَنا لَدَيهِ حِسُّ الفُكاهَةِ ويُحِبُّ الحَياة، مِثلَنا تَمامًا».
١٤ لِماذا مُهِمٌّ أن يُساعِدَ الوالِدونَ أولادَهُم أن يختاروا أصدِقاءَ جَيِّدين؟ (أمثال ١٣:٢٠)
١٤ المَبدَأ ٤: ساعِدوا أولادَكُم أن يختاروا أصدِقاءَ جَيِّدين. تقولُ كَلِمَةُ اللّٰهِ بِوُضوحٍ إنَّ أصدِقاءَنا يُؤَثِّرونَ علَينا، إمَّا سَلبِيًّا أو إيجابِيًّا. (إقرإ الأمثال ١٣:٢٠.) فهل تعرِفونَ مَن هم أصدِقاءُ أولادِكُم؟ هل تعَرَّفتُم علَيهِم وأمضَيتُم بَعضَ الوَقتِ معهُم؟ وكَيفَ تُساعِدونَ أولادَكُم أن يختاروا أصدِقاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَه؟ (١ كو ١٥:٣٣) إحدى الطُّرُقِ هي أن تدعوا إخوَةً روحِيِّينَ إلى نَشاطاتِكُمُ العائِلِيَّة. — مز ١١٩:٦٣.
١٥ كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أولادَهُم أن يختاروا أصدِقاءَ جَيِّدين؟
١٥ لاحِظوا كَيفَ ساعَدَ طُونِي وزَوجَتُهُ أولادَهُما أن يختاروا أصدِقاءَ جَيِّدين. يُخبِر: «على مَرِّ السِّنين، كُنَّا ندعو أنا وزَوجَتي إلى بَيتِنا إخوَةً وأخَواتٍ مِن أعمارٍ وخَلفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَة. فكانوا يأكُلونَ معنا ويَحضُرونَ عِبادَتَنا العائِلِيَّة. هذِه طَريقَةٌ رائِعَة لنتَعَرَّفَ على الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه ويَخدُمونَهُ بِفَرَح. أيضًا، كانَ لَدَينا الامتِيازُ أن ينامَ عِندَنا نُظَّارُ دَوائِرَ ومُرسَلونَ وغَيرُهُم. واختِباراتُهُم وحَماسَتُهُم وتَضحِياتُهُم أثَّرَت كَثيرًا على أولادِنا وساعَدَتهُم أن يقتَرِبوا إلى يَهْوَه». إذًا، رتِّبوا أيُّها الوالِدونَ أن يُمضِيَ أولادُكُمُ الوَقتَ مع أشخاصٍ رِفقَتُهُم جَيِّدَة.
لا تفقِدِ الأمَل!
١٦ ماذا لَو قرَّرَ أحَدُ أولادِكَ أن لا يخدُمَ يَهْوَه؟
١٦ ماذا لَو قرَّرَ أحَدُ أولادِكَ أن لا يخدُمَ يَهْوَه، رَغمَ كُلِّ الجُهودِ الَّتي بذَلتَها؟ لا تستَنتِجْ أنَّكَ فشِلتَ في تَربِيَتِه. فيَهْوَه أعطانا جَميعًا، وأعطى وَلَدَكَ أيضًا، عَطِيَّةَ الإرادَةِ الحُرَّة، أيِ الحُرِّيَّةَ أن نختارَ إذا كُنَّا سنخدُمُه. وإذا قرَّرَ وَلَدُكَ أن يترُكَ يَهْوَه، فلا تفقِدِ الأمَلَ مِن عَودَتِه. تذَكَّرْ مَثَلَ الابْنِ الضَّالّ. (لو ١٥:١١-١٩، ٢٢-٢٤) فَهذا الشَّابُّ ابتَعَدَ كَثيرًا عنِ طَريقِ الحَق. مع ذلِك، عادَ في النِّهايَة. ولكنْ قد يقولُ البَعض: «هذِهِ قِصَّة. هل يُمكِنُ أن تحصُلَ فِعلًا؟». نَعَم بِالتَّأكيد. وهذا بِالضَّبطِ ما حصَلَ مع شابٍّ اسْمُهُ إيلِي.
١٧ كَيفَ شجَّعَكَ اختِبارُ إيلِي؟
١٧ يُخبِرُ إيلِي: «بذَلَ والِدايَ وِسعَهُما لِيَغرِسا في قَلبي مَحَبَّةَ يَهْوَه وكَلِمَتِه، الكَتابِ المُقَدَّس. رَغمَ ذلِك، بدَأتُ أُعرِبُ عن روحِ التَّمَرُّدِ في سِني مُراهَقَتي». فبدَأَ إِيلِي يعيشُ حَياتَهُ بِوَجهَين، ورفَضَ كُلَّ مُحاوَلاتِ والِدَيهِ لِيُساعِداهُ روحِيًّا. فترَكَ البَيت، وبدَأَ يقومُ بِأُمورٍ خاطِئَة كَثيرَة. ولكنْ مِن وَقتٍ إلى آخَر، كانَ يُناقِشُ مع أحَدِ أصدِقائِهِ مَواضيعَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. وكُلَّما تحَدَّثَ مع صَديقِهِ عنِ الحَقّ، كانَ يُفَكِّرُ أكثَرَ في يَهْوَه. فبُزورُ الحَقِّ الَّتي زرَعَها والِداهُ في قَلبِهِ كانَت لا تزالُ مَوجودَة، وبدَأت تنمو شَيئًا فشَيئًا. وهكَذا بَعدَ فَترَة، عادَ إِيلِي إلى الحَقّ. * تخَيَّلْ كم فرِحَ والِداهُ لِأنَّهُما بذَلا جُهدَهُما لِيُعَلِّماهُ أن يُحِبَّ يَهْوَه مِن صِغَرِه. — ٢ تي ٣:١٤، ١٥.
١٨ كَيفَ تشعُرُ تِجاهَ الوالِدينَ الَّذينَ يبذُلونَ جُهدَهُم لِيُعَلِّموا أولادَهُم أن يُحِبُّوا يَهْوَه؟
١٨ أيُّها الوالِدون، لَدَيكُمُ امتِيازٌ رائِعٌ أن تُرَبُّوا جيلًا جَديدًا مِن خُدَّامِ يَهْوَه. (مز ٧٨:٤-٦) وهذِه لَيسَت مُهِمَّةً سَهلَة. لِذلِك نمدَحُكُم مِن كُلِّ قَلبِنا على الجُهودِ الكَبيرَة الَّتي تبذُلونَها لِتُساعِدوا أولادَكُم. وفيما تستَمِرُّونَ في بَذلِ جُهدِكُم لِتُساعِدوهُم أن يُحِبُّوا يَهْوَه و ‹تُرَبُّوهُم في تَأديبِهِ وتَوجيهِهِ الفِكرِيّ›، تأكَّدوا أنَّ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ سيَكونُ راضِيًا عنكُم. — أف ٦:٤.
التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يرجوك: «يا ابْني، كُنْ حَكيمًا»
^ الفقرة 5 يُحِبُّ الوالِدونَ المَسيحِيُّونَ أولادَهُم كَثيرًا. لِذلِك يبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَهتَمُّوا بِحاجاتِهِمِ الجَسَدِيَّة والعاطِفِيَّة. وأهَمُّ ما يُريدُهُ الوالِدونَ هو أن يزرَعوا مَحَبَّةً كَبيرَة لِيَهْوَه في قُلوبِ أولادِهِم. وهذِهِ المَقالَةُ ستُناقِشُ أربَعَةَ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُ الوالِدينَ أن يصِلوا إلى هذا الهَدَف.
^ الفقرة 5 شاهِدِ الفيديو تعَلَّمنا مِن يَهْوَه كَيفَ نُرَبِّي أولادَنا على jw.org.
^ الفقرة 17 أُنظُرْ مَقالَة «الكِتابُ المُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَياةَ النَّاس» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١ نَيْسَان (أبْرِيل) ٢٠١٢.
^ الفقرة 57 وصف الصورة: كي يتعرَّف الأب على صديق ابنه، يلعب كرة السلة مع ابنه وصديقه.