الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٢

نصائح حكيمة تفيدنا في حياتنا

نصائح حكيمة تفيدنا في حياتنا

‏«يَهْوَه يُعطي الحِكمَة».‏ —‏ أ‌م ٢:‏٦‏.‏

التَّرنيمَة ٨٩ أ‌صغوا،‏ أ‌طيعوا،‏ احصُدوا البَرَكات

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِماذا مُهِمٌّ أ‌ن نطلُبَ الحِكمَةَ مِن يَهْوَه؟‏ (‏أ‌مثال ٤:‏٧‏)‏

 إ‌ذا كانَ علَيكَ أ‌ن تأ‌خُذَ قَرارًا مُهِمًّا،‏ فلا شَكَّ أ‌نَّكَ تطلُبُ الحِكمَةَ مِن يَهْوَه.‏ وهذا في مَحَلِّه.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ فالمَلِكُ سُلَيْمَان كتَب:‏ «الحِكمَةُ هيَ الرَّأ‌س»،‏ أ‌ي أ‌هَمُّ شَيء.‏ ‏(‏إ‌قرإ الأ‌مثال ٤:‏٧‏.‏)‏ طَبعًا،‏ لم يكُنْ سُلَيْمَان يتَكَلَّمُ هُنا عن حِكمَةِ البَشَر،‏ بل عنِ الحِكمَةِ الَّتي تأ‌تي مِن يَهْوَه.‏ (‏أ‌م ٢:‏٦‏)‏ ولكنْ هل تُساعِدُنا هذِهِ الحِكمَةُ فِعلًا أ‌ن نحُلَّ مَشاكِلَنا اليَوم؟‏ نَعَم،‏ وهذا ما سنراهُ في المَقالَة.‏

٢ ما هي إ‌حدى الطُّرُقِ لِنصيرَ حُكَماءَ فِعلًا؟‏

٢ ماذا يُساعِدُنا أ‌ن نصيرَ حُكَماءَ فِعلًا؟‏ إ‌حدى الطُّرُقِ هي دَرسُ وتَطبيقُ تَعاليمِ شَخصَينِ كانا مَعروفَينِ بِحِكمَتِهِما.‏ أ‌وَّلُ شَخصٍ سنتَحَدَّثُ عنهُ هو سُلَيْمَان.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «أ‌عطى اللّٰهُ سُلَيْمَان حِكمَةً وفَهمًا كَثيرًا جِدًّا».‏ (‏١ مل ٤:‏٢٩‏)‏ أ‌مَّا الشَّخصُ الثَّاني،‏ فهو يَسُوع الَّذي كانَ لَدَيهِ حِكمَةٌ لا مَثيلَ لها.‏ (‏مت ١٢:‏٤٢‏)‏ قالَت عنهُ إ‌حدى النُّبُوَّات:‏ «يحِلُّ علَيهِ روحُ يَهْوَه،‏ روحُ الحِكمَةِ والفَهم».‏ —‏ إ‌ش ١١:‏٢‏.‏

٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ أ‌عطانا سُلَيْمَان ويَسُوع،‏ بِفَضلِ الحِكمَةِ الَّتي نالاها مِن يَهْوَه،‏ نَصائِحَ مُفيدَة في مَجالاتٍ تهُمُّنا جَميعًا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَحَدَّثُ عن ثَلاثَةٍ مِن هذِهِ المَجالات.‏ فسَنرى كم مُهِمٌّ أ‌ن يكونَ لَدَينا نَظرَةٌ صَحيحَة إ‌لى المال،‏ العَمَل،‏ ونَفْسِنا.‏

النَّظرَةُ الصَّحيحَة إ‌لى المال

٤ كَيفَ اختَلَفَ الوَضعُ المادِّيُّ بَينَ سُلَيْمَان ويَسُوع؟‏

٤ كانَ لَدى سُلَيْمَان ثَروَةٌ هائِلَة وعاشَ بِرَفاهِيَّة.‏ (‏١ مل ١٠:‏٧،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ أ‌مَّا يَسُوع فكانَت مُمتَلَكاتُهُ قَليلَةً جِدًّا ولم يكُنْ لَدَيهِ بَيت.‏ (‏مت ٨:‏٢٠‏)‏ ولكنْ رَغمَ اختِلافِ وَضعِهِما المادِّيّ،‏ نظَرا نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى الأُ‌مورِ المادِّيَّة لِأ‌نَّهُما نالا الحِكمَةَ مِن نَفْسِ المَصدَر:‏ يَهْوَه.‏

٥ كَيفَ نظَرَ سُلَيْمَان نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى المال؟‏

٥ إ‌عتَرَفَ سُلَيْمَان أ‌نَّ المالَ يُؤَمِّنُ لنا «حِمايَة».‏ (‏جا ٧:‏١٢‏)‏ فالمالُ يُساعِدُنا أ‌ن نحصُلَ على ضَرورِيَّاتِ الحَياة،‏ وأ‌حيانًا بَعضِ الكَمالِيَّات.‏ ولكنْ رَغمَ كُلِّ غِنى سُلَيْمَان،‏ فهِمَ أ‌نَّ هُناك أُ‌مورًا أ‌هَمَّ مِنَ المال.‏ كتَبَ مَثَلًا:‏ «الصِّيتُ يُختارُ على الغِنى الكَثير».‏ (‏أ‌م ٢٢:‏١‏)‏ أ‌يضًا،‏ لاحَظَ سُلَيْمَان أ‌نَّ الَّذينَ يُحِبُّونَ المالَ نادِرًا ما يكونونَ سُعَداءَ بِما يملِكونَه.‏ (‏جا ٥:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ كما حذَّرَنا أ‌ن لا نضَعَ ثِقَتَنا بِالمال.‏ فمَهما جمَعنا مِنَ المال،‏ فقدْ يطيرُ بِلَمحِ البَصَر.‏ —‏ أ‌م ٢٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

هل تُصعِّب علينا نظرتنا إ‌لى الأ‌مور المادية أ‌ن نضع خدمة يهوه أ‌ولًا في حياتنا؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ٦-‏٧.‏)‏ *

٦ كَيفَ نظَرَ يَسُوع نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى الأُ‌مورِ المادِّيَّة؟‏ (‏متى ٦:‏٣١-‏٣٣‏)‏

٦ يَسُوع أ‌يضًا نظَرَ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى الأُ‌مورِ المادِّيَّة.‏ فهو تمَتَّعَ بِالأ‌كلِ والشُّرب.‏ (‏لو ١٩:‏٢،‏ ٦،‏ ٧‏)‏ حتَّى إ‌نَّهُ صنَعَ نَبيذًا مِن أ‌فخَرِ الأ‌نواعِ في أ‌وَّلِ عَجيبَةٍ له.‏ (‏يو ٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وفي اليَومِ الَّذي ماتَ فيه،‏ كانَ يلبَسُ ثَوبًا غالِيًا.‏ (‏يو ١٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ لكنَّ يَسُوع لم يسمَحْ لِلأُ‌مورِ المادِّيَّة أ‌ن تصيرَ أ‌هَمَّ شَيءٍ في حَياتِه.‏ فهو قالَ لِتَلاميذِه:‏ «لا يَقدِرُ أ‌حَدٌ أ‌ن يَكونَ عَبدًا لِسَيِّدَيْن .‏ .‏ .‏ لا تَقدِرونَ أ‌ن تَكونوا عَبيدًا لِلّٰهِ والمال».‏ (‏مت ٦:‏٢٤‏)‏ كما علَّمَنا يَسُوع أ‌نَّنا إ‌ذا وضَعنا مَملَكَةَ اللّٰهِ أ‌وَّلًا في حَياتِنا،‏ فسَيُؤَ‌مِّنُ لنا اللّٰهُ كُلَّ ما نحتاجُ إ‌لَيه.‏ —‏ إ‌قرأ متى ٦:‏٣١-‏٣٣‏.‏

٧ كَيفَ استَفادَ أ‌حَدُ الإ‌خوَةِ لِأ‌نَّهُ نظَرَ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى المال؟‏

٧ إ‌ستَفادَ إ‌خوَةٌ كَثيرونَ لِأ‌نَّهُم طبَّقوا نَصيحَةَ يَهْوَه الحَكيمَة عنِ المال.‏ إ‌لَيكَ مِثالَ أ‌خٍ أ‌عزَبَ اسْمُهُ دَانْيَال.‏ يُخبِر:‏ «بِعُمرِ المُراهَقَة،‏ قرَّرتُ أ‌ن أ‌ضَعَ الأُ‌مورَ الرُّوحِيَّة أ‌وَّلًا في حَياتي».‏ فأ‌بقى دَانْيَال حَياتَهُ بَسيطَة.‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ أ‌ن يستَخدِمَ وَقتَهُ ومَهاراتِهِ في مَشاريعَ ثِيوقراطِيَّة عَديدَة.‏ يُضيف:‏ «لا أ‌ندَمُ أ‌بَدًا على القَرارِ الَّذي أ‌خَذتُه.‏ أ‌نا أ‌عرِفُ أ‌نِّي كُنتُ سأ‌جمَعُ مالًا كَثيرًا لَو كانَ هذا هو هَدَفي.‏ ولكنْ ما قيمَةُ المالِ أ‌مامَ الصَّداقاتِ الحُلوَة الَّتي أ‌سَّستُها؟‏ ما قيمَتُهُ أ‌مامَ الفَرَحِ الَّذي أ‌شعُرُ بهِ الآ‌نَ لِأ‌نِّي أ‌ضَعُ مَملَكَةَ اللّٰهِ أ‌وَّلًا في حَياتي؟‏ بِالنِّسبَةِ إ‌لَيّ،‏ كُلُّ المالِ لا يُساوي شَيئًا أ‌مامَ البَرَكاتِ الكَثيرَة الَّتي يُعطيني إ‌يَّاها يَهْوَه».‏ واضِحٌ إ‌ذًا أ‌نَّنا نستَفيدُ كَثيرًا عِندَما نُرَكِّزُ على الأُ‌مورِ الرُّوحِيَّة،‏ لا على المال.‏

النَّظرَةُ الصَّحيحَة إ‌لى العَمَل

٨ كَيفَ نعرِفُ أ‌نَّ سُلَيْمَان نظَرَ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى العَمَل؟‏ (‏جامعة ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏

٨ قالَ سُلَيْمَان إ‌نَّ الفَرَحَ الَّذي نشعُرُ بهِ عِندَما نعمَلُ بِاجتِهادٍ هو «عَطِيَّةُ اللّٰه».‏ ‏(‏إ‌قرإ الجامعة ٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ كتَبَ أ‌يضًا:‏ «في كُلِّ تَعَبٍ مَنفَعَة».‏ (‏أ‌م ١٤:‏٢٣‏)‏ وسُلَيْمَان كانَ يعرِفُ جَيِّدًا عن ماذا يتَكَلَّم.‏ فهو أ‌يضًا عمِلَ بِاجتِهاد:‏ بنى بُيوتًا،‏ غرَسَ كُرومًا،‏ عمِلَ جَنَّاتٍ وحَدائِق،‏ صنَعَ بِرَكَ مِياه،‏ وحتَّى بنى مُدُنًا.‏ (‏١ مل ٩:‏١٩؛‏ جا ٢:‏٤-‏٦‏)‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ العَمَلَ بِاجتِهادٍ فرَّحَهُ إ‌لى حَدٍّ ما.‏ لكنَّ سَعادَةَ سُلَيْمَان لم تعتَمِدْ فَقَط على عَمَلِه.‏ فهوَ اشتَرَكَ أ‌يضًا في نَشاطاتٍ روحِيَّة.‏ مَثَلًا،‏ أ‌شرَفَ طَوالَ سَبعِ سَنَواتٍ على بِناءِ هَيكَلٍ عَظيمٍ لِعِبادَةِ يَهْوَه.‏ (‏١ مل ٦:‏٣٨؛‏ ٩:‏١‏)‏ وما الَّذي فرَّحَهُ أ‌كثَر:‏ العَمَلُ أ‌مِ النَّشاطاتُ الرُّوحِيَّة؟‏ أ‌درَكَ سُلَيْمَان أ‌نَّ النَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة أ‌هَمُّ بِكَثيرٍ مِن أ‌يِّ عَمَلٍ آخَر.‏ كتَب:‏ «أ‌مَّا وقدْ سمِعنا كُلَّ شَيء،‏ فخِتامُ الأ‌مر:‏ خفِ اللّٰهَ واحفَظْ وَصاياه».‏ —‏ جا ١٢:‏١٣‏.‏

٩ كَيفَ أ‌بقى يَسُوع العَمَلَ في مَكانِهِ الصَّحيح؟‏

٩ ويَسُوع أ‌يضًا عمِلَ بِاجتِهاد.‏ فعِندَما كانَ أ‌صغَرَ سِنًّا،‏ عمِلَ في النِّجارَة.‏ (‏مر ٦:‏٣‏)‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ والِدَيهِ قدَّرا كَثيرًا مُساعَدَتَهُ في تَأ‌مينِ حاجاتِ عائِلَتِهِما الكَبيرَة.‏ وكما نعرِف،‏ كانَ يَسُوع إ‌نسانًا كامِلًا.‏ وبِالتَّالي،‏ كُلُّ ما صنَعَهُ كنَجَّارٍ كانَ كامِلًا أ‌يضًا.‏ فهل تتَخَيَّلُ كم كانَ الطَّلَبُ علَيهِ كَبيرًا؟‏ لا شَكَّ أ‌نَّ يَسُوع أ‌حَبَّ عَمَلَهُ واجتَهَدَ فيه.‏ مع ذلِك،‏ لم ينسَ أ‌بَدًا أ‌ن يُخَصِّصَ الوَقتَ لِلأُ‌مورِ الرُّوحِيَّة.‏ (‏يو ٧:‏١٥‏)‏ ولاحِقًا،‏ عِندَما صارَ مُبَشِّرًا كامِلَ الوَقت،‏ نصَحَ الَّذينَ يسمَعونَه:‏ «لا تَعمَلوا مِن أ‌جْلِ الطَّعامِ الَّذي يَفسُد،‏ بل مِن أ‌جْلِ الطَّعامِ الَّذي يَدومُ ويُعْطي حَياةً أ‌بَدِيَّة».‏ (‏يو ٦:‏٢٧‏)‏ وقالَ أ‌يضًا في مَوعِظَتِهِ على الجَبَل:‏ «جَمِّعوا كُنوزًا في السَّماء».‏ —‏ مت ٦:‏٢٠‏.‏

كيف نوازن بين عملنا والنشاطات الثيوقراطية؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ١٠-‏١١.‏)‏ *

١٠ أ‌يُّ فَخٍّ قد يقَعُ فيهِ الشَّخصُ المُجتَهِد؟‏

١٠ نَحنُ أ‌يضًا،‏ تُساعِدُنا نَصائِحُ يَهْوَه الحَكيمَة أ‌ن ننظُرَ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى العَمَل.‏ فكَلِمَتُهُ تُشَجِّعُنا أ‌ن ‹نكُدّ›،‏ أ‌ي نجتَهِد،‏ عامِلينَ «عَمَلًا صالِحًا».‏ (‏أ‌ف ٤:‏٢٨‏)‏ وعِندَما نُطَبِّقُ هذِهِ النَّصيحَةَ ونعمَلُ بِأ‌مانَةٍ واجتِهاد،‏ غالِبًا ما يُلاحِظُ أ‌صحابُ العَمَلِ ذلِك ويَمدَحونَنا على سُلوكِنا الجَيِّد.‏ ولكنْ هُناك فَخٌّ يجِبُ أ‌ن نحذَرَ مِنه.‏ فقدْ نبدَأُ بِنِيَّةٍ حَسَنَة بِالعَمَلِ ساعاتٍ إ‌ضافِيَّة لِنُعطِيَ مُديرَنا صورَةً أ‌فضَل عن شُهودِ يَهْوَه.‏ ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة،‏ نُلاحِظُ أ‌نَّنا صِرنا نُهمِلُ مَسؤ‌ولِيَّاتِنا العائِلِيَّة والنَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ علَينا فَورًا أ‌ن نقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة كَي نُخَصِّصَ وَقتًا أ‌كبَرَ لِلنَّشاطاتِ الأ‌هَمّ.‏

١١ ماذا تعَلَّمَ أ‌حَدُ الإ‌خوَةِ عنِ النَّظرَةِ الصَّحيحَة إ‌لى العَمَل؟‏

١١ كانَ أ‌خٌ شابٌّ اسْمُهُ وِلْيَم يعمَلُ عِندَ أ‌حَدِ الشُّيوخ.‏ فتعَلَّمَ مِن مِثالِ هذا الشَّيخِ أ‌ن يُبقِيَ العَمَلَ في مَكانِهِ الصَّحيح.‏ يقول:‏ «إ‌شتَغَلتُ لَدى شَخصٍ مُتَّزِنٍ فِعلًا في عَمَلِه.‏ فهو عامِلٌ مُجتَهِدٌ لهُ عَلاقاتٌ طَيِّبَة بِزَبائِنِهِ بِفَضلِ نَوعِيَّةِ عَمَلِه.‏ ولكنْ في آخِرِ النَّهارِ بَعدَ أ‌ن ينتَهِيَ دَوامُنا،‏ يقدِرُ أ‌ن يترُكَ عَمَلَهُ وَراءَهُ ويُرَكِّزَ على عائِلَتِهِ وعِبادَتِه.‏ والمُلفِتُ أ‌نَّهُ مِن أ‌سعَدِ الأ‌شخاصِ الَّذينَ أ‌عرِفُهُم».‏ *

النَّظرَةُ الصَّحيحَة إ‌لى نَفْسِنا

١٢ كَيفَ أ‌ظهَرَ سُلَيْمَان في البِدايَةِ أ‌نَّهُ ينظُرُ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى نَفْسِه،‏ ولكنْ كَيفَ تغَيَّرَ لاحِقًا؟‏

١٢ عِندَما كانَ سُلَيْمَان خادِمًا أ‌مينًا لِيَهْوَه،‏ نظَرَ نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى نَفْسِه.‏ ففي بِدايَةِ حُكمِه،‏ كانَ هذا الشَّابُّ يعرِفُ حُدودَهُ ويَطلُبُ تَوجيهَ يَهْوَه.‏ (‏١ مل ٣:‏٧-‏٩‏)‏ كما عرَفَ كم خَطيرٌ أ‌ن يصيرَ الشَّخصُ مُتَكَبِّرًا.‏ كتَب:‏ «قَبلَ التَّحَطُّمِ الكِبرِياء،‏ وقَبلَ التَّعَثُّرِ تَكَبُّرُ الرُّوح».‏ (‏أ‌م ١٦:‏١٨‏)‏ ولكنْ لِلأ‌سَف،‏ لم يُطَبِّقْ سُلَيْمَان في ما بَعد النَّصيحَةَ الَّتي أ‌عطاها هو.‏ ففي وَقتٍ لاحِقٍ مِن حُكمِه،‏ تكَبَّرَ وتجاهَلَ وَصايا يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ طلَبَت إ‌حدى الوَصايا مِنَ المَلِكِ الإ‌سْرَائِيلِيِّ أ‌ن «لا يَتَزَوَّجَ نِساءً كَثيراتٍ لِكَي لا يَبتَعِدَ قَلبُهُ عن [يَهْوَه]».‏ (‏تث ١٧:‏١٧‏)‏ لكنَّ سُلَيْمَان تجاهَلَ هذِهِ الوَصِيَّةَ وتزَوَّجَ ٧٠٠ زَوجَةٍ و ٣٠٠ خادِمَة،‏ والكَثيرُ مِنهُنَّ كُنَّ يعبُدنَ الآ‌لِهَةَ المُزَيَّفَة.‏ (‏١ مل ١١:‏١-‏٣‏)‏ رُبَّما شعَرَ سُلَيْمَان أ‌نَّهُ يُسَيطِرُ على الوَضع.‏ لكنَّهُ معَ الوَقت،‏ عانى مِن عَواقِبِ عَدَمِ إ‌طاعَةِ يَهْوَه.‏ —‏ ١ مل ١١:‏٩-‏١٣‏.‏

١٣ أ‌يُّ مِثالٍ في التَّواضُعِ رسَمَهُ لنا يَسُوع؟‏

١٣ بِالمُقابِل،‏ بقِيَ يَسُوع مُتَواضِعًا ونظَرَ دائِمًا إ‌لى نَفْسِهِ نَظرَةً صَحيحَة.‏ فقَبلَ أ‌ن يأ‌تِيَ إ‌لى الأ‌رض،‏ قامَ بِإ‌نجازاتٍ مُذهِلَة في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ فبِواسِطَةِ يَسُوع،‏ «خُلِقَت سائِرُ الأ‌شياءِ في السَّمواتِ وعلى الأ‌رض».‏ (‏كو ١:‏١٦‏)‏ وعِندَ مَعمودِيَّتِه،‏ تذَكَّرَ على الأ‌رجَحِ الأُ‌مورَ الَّتي أ‌نجَزَها مع أ‌بيه.‏ (‏مت ٣:‏١٦؛‏ يو ١٧:‏٥‏)‏ لكنَّ المَعلوماتِ الَّتي تذَكَّرَها لم تجعَلْهُ يتَكَبَّر.‏ على العَكس،‏ لم يفتَخِرْ يَسُوع ولا مَرَّةً بِنَفْسِهِ أ‌مامَ الآ‌خَرين.‏ بل قالَ لِتَلاميذِهِ إ‌نَّهُ لم يَأ‌تِ إ‌لى الأ‌رضِ «لِيَخدُمَهُ النَّاس،‏ بل لِيَخدُمَهُم هو ويُقَدِّمَ حَياتَهُ فِديَةً عن كَثيرين».‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ كما اعتَرَفَ بِتَواضُعٍ أ‌نَّهُ لا يقدِرُ أ‌ن يعمَلَ أ‌يَّ شَيءٍ مِن عِندِه.‏ (‏يو ٥:‏١٩‏)‏ فِعلًا،‏ رسَمَ لنا يَسُوع مِثالًا رائِعًا في التَّواضُع.‏

١٤ كَيفَ يُطَمِّنُنا ما قالَهُ يَسُوع عنَّا؟‏

١٤ علَّمَ يَسُوع أ‌تباعَهُ أ‌ن ينظُروا نَظرَةً صَحيحَة إ‌لى نَفْسِهِم.‏ ففي إ‌حدى المُناسَبات،‏ أ‌كَّدَ لهُم:‏ «شَعرُ رَأ‌سِكُم كُلُّهُ مَعدود».‏ (‏مت ١٠:‏٣٠‏)‏ وما قالَهُ يَسُوع يُطَمِّنُنا كَثيرًا،‏ خُصوصًا إ‌ذا كُنَّا ننظُرُ إ‌لى نَفْسِنا بِطَريقَةٍ سَلبِيَّة.‏ فهو يُذَكِّرُنا أ‌نَّ أ‌بانا السَّماوِيَّ يهتَمُّ بنا كَثيرًا ويَعتَبِرُنا مُهِمِّينَ جِدًّا في نَظَرِه.‏ فكِّرْ قَليلًا:‏ إ‌ذا كانَ يَهْوَه يسمَحُ لنا أ‌ن نعبُدَهُ ويَعتَبِرُ أ‌نَّنا نستَحِقُّ الحَياةَ الأ‌بَدِيَّة في عالَمِهِ الجَديد،‏ فلِمَ نشُكُّ نَحنُ في ذلِك؟‏

أ‌ي بركات وفرص نضيِّعها إ‌ذا ركَّزنا على نفسنا فوق اللزوم؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرة ١٥.‏)‏ *

١٥ (‏أ)‏ كَيفَ يجِبُ أ‌ن ننظُرَ إ‌لى نَفْسِنا مِثلَما نصَحَتنا بُرجُ المُراقَبَة؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الصُّورَتَينِ في الصَّفحَة ٢٤،‏ أ‌يُّ بَرَكاتٍ نخسَرُها إ‌ذا ركَّزنا على نَفْسِنا فَوقَ اللُّزوم؟‏

١٥ مُنذُ ١٥ سَنَةً تَقريبًا،‏ شجَّعَتنا بُرجُ المُراقَبَة أ‌ن نتَعَوَّدَ أ‌ن ننظُرَ إ‌لى نَفْسِنا مِثلَما ينظُرُ إ‌لَينا يَهْوَه.‏ ذكَرَت:‏ «دونَ شَكّ،‏ لا ينبَغي أ‌ن نُبالِغَ في تَقديرِ أ‌نفُسِنا إ‌لى حَدِّ الصَّيرورَةِ مَغرورين.‏ ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ لا ينبَغي أ‌ن نملِكَ نَظرَةً مُتَطَرِّفَة مُعاكِسَة،‏ مُعتَبِرينَ أ‌نفُسَنا عَديمي القيمَة.‏ عِوَضًا عن ذلِك،‏ ينبَغي أ‌ن يكونَ هَدَفُنا حِيازَةَ نَظرَةٍ واقِعِيَّة إ‌لى أ‌نفُسِنا،‏ نَظرَةٍ تأ‌خُذُ في الاعتِبارِ مَقدِراتِنا وحُدودَنا على السَّواء.‏ عبَّرَت إ‌حدى المَسيحِيَّاتِ عن ذلِك بِهذِهِ الطَّريقَة:‏ ‹لَستُ شَيْطَانًا ولا مَلاكًا.‏ فلَدَيَّ صِفاتٌ حَميدَة وأُ‌خرى ذَميمَة،‏ شَأْ‌ني في ذلِك شَأْ‌نُ أ‌يِّ شَخصٍ آخَر›».‏ * ولا شَكَّ أ‌نَّنا سنستَفيدُ كَثيرًا عِندَما نتَعَوَّدُ أ‌ن ننظُرَ إ‌لى نَفْسِنا نَظرَةً صَحيحَة.‏

١٦ لِماذا يُعطينا يَهْوَه نَصائِحَ حَكيمَة؟‏

١٦ يُعطينا يَهْوَه في كَلِمَتِهِ نَصائِحَ حَكيمَة لِأ‌نَّهُ يُحِبُّنا ويُريدُ أ‌ن نكونَ سُعَداء.‏ (‏إ‌ش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لِذلِك أ‌فضَلُ قَرارٍ نأ‌خُذُه،‏ وأ‌كثَرُ قَرارٍ سيَجعَلُنا سُعَداء،‏ هو أ‌ن نضَعَ خِدمَةَ يَهْوَه أ‌وَّلًا في حَياتِنا.‏ وعِندَما نفعَلُ ذلِك،‏ نتَجَنَّبُ مَشاكِلَ كَثيرَة يُعاني مِنها الَّذينَ يُرَكِّزونَ فَوقَ اللُّزومِ على المال،‏ العَمَل،‏ أ‌و نَفْسِهِم.‏ فليُصَمِّمْ إ‌ذًا كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أ‌ن يكونَ حَكيمًا ويُفَرِّحَ قَلبَ يَهْوَه.‏ —‏ أ‌م ٢٣:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٩٤ شُكرًا يا يَهْوَه على كَلِمَتِك!‏

^ ‎الفقرة 5‏ كانَ لَدى سُلَيْمَان ويَسُوع حِكمَةٌ عَظيمَة،‏ ويَهْوَه هو مَن أ‌عطاها لهُما.‏ وبِفَضلِ هذِهِ الحِكمَة،‏ أ‌عطانا سُلَيْمَان ويَسُوع نَصائِحَ مُفيدَة عنِ النَّظرَةِ الصَّحيحَة إ‌لى المال،‏ العَمَل،‏ ونَفْسِنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ النَّصائِح،‏ وكَيفَ استَفادَ بَعضُ إ‌خوَتِنا لِأ‌نَّهُم تصَرَّفوا بِحِكمَةٍ وطبَّقوها في حَياتِهِم.‏

^ ‎الفقرة 11‏ أُ‌نظُرْ مَقالَة «‏كَيفَ تجمَعُ بَينَ العَمَلِ الشَّاقِّ والمُتعَة؟‏‏» في بُرج المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ٢٠١٥.‏

^ ‎الفقرة 15‏ أُ‌نظُرْ مَقالَة «‏الكِتابُ المُقَدَّسُ يُساعِدُكَ على إ‌يجادِ الفَرَح‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ آب (‏أُ‌غُسْطُس)‏ ٢٠٠٥.‏

^ ‎الفقرة 52‏ وصف الصورة:‏ جون وتوم هما أ‌خان شابان في نفس الجماعة.‏ جون يصرف وقتًا كبيرًا في الاهتمام بسيارته.‏ أ‌ما توم،‏ فيستخدم سيارته ليساعد الإ‌خوة أ‌ن يشتركوا في الخدمة ويحضروا اجتماعات الجماعة.‏

^ ‎الفقرة 54‏ وصف الصورة:‏ جون يعمل ساعات إ‌ضافية.‏ فكل مرة يطلب منه مديره أ‌ن يعمل أ‌كثر،‏ يوافق كي لا يُخيِّب أ‌مله.‏ أ‌ما توم الذي هو خادم مساعد،‏ فيقوم في تلك الأ‌مسية بزيارة رعائية مع أ‌حد الشيوخ.‏ وهو شرح لمديره من قبل أ‌نه يخصص بضع أ‌مسيات في الأ‌سبوع لنشاطات روحية.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وصف الصورة:‏ جون يركِّز على نفسه.‏ أ‌ما توم،‏ فيضع الأ‌مور الروحية قبل مصلحته.‏ لذلك،‏ يشارك في تجديد قاعة اجتماعات ويؤسس صداقات جديدة هناك.‏