مقالة الدرس ٢٠
تعزية ضحايا الاساءة الجنسية
«إِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ . . . يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا». — ٢ كو ١:٣، ٤.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٤ اَلْأَوْلَادُ أَمَانَةٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّنَا بِطَبِيعَتِنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ وَنَقْدِرُ أَنْ نُعَزِّيَ غَيْرَنَا؟ (ب) كَيْفَ يَتَأَذَّى بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ؟
نَحْنُ بِطَبِيعَتِنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ وَنَقْدِرُ أَنْ نُعَزِّيَ غَيْرَنَا. مَثَلًا، عِنْدَمَا يَجْرَحُ وَلَدٌ رُكْبَتَهُ وَهُوَ يَلْعَبُ، يَبْدَأُ بِٱلْبُكَاءِ وَيَرْكُضُ إِلَى ٱلْمَامَا وَٱلْبَابَا. طَبْعًا، لَا يَقْدِرُ ٱلْوَالِدَانِ أَنْ يَشْفِيَا ٱلْجُرْحَ. لٰكِنَّهُمَا يَقْدِرَانِ أَنْ يُعَزِّيَا ٱلْوَلَدَ. فَقَدْ يَسْأَلَانِهِ عَمَّا حَصَلَ، يَمْسَحَانِ دُمُوعَهُ، يَقُولَانِ لَهُ كَلَامًا لَطِيفًا، يَحْضُنَانِهِ، وَيُعَالِجَانِ ٱلْجُرْحَ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ. فَيَتَوَقَّفُ ٱلْوَلَدُ عَنِ ٱلْبُكَاءِ، وَرُبَّمَا يَعُودُ إِلَى ٱللَّعِبِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، يُشْفَى ٱلْجُرْحُ.
٢ لٰكِنْ أَحْيَانًا يَتَأَذَّى ٱلْأَوْلَادُ بِطُرُقٍ أَسْوَأَ بِكَثِيرٍ. فَٱلْبَعْضُ يَتَعَرَّضُونَ لِلْإِسَاءَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. وَقَدْ يَحْدُثُ ذٰلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً أَوْ يَتَكَرَّرُ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ. وَفِي ٱلْحَالَتَيْنِ، يُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَ ٱلْإِسَاءَةُ جُرُوحًا عَاطِفِيَّةً عَمِيقَةً. فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَنَالُ ٱلْمُسِيءُ عِقَابَهُ. وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى، يَبْدُو أَنَّهُ أَفْلَتَ مِنَ ٱلْعِقَابِ. لٰكِنْ حَتَّى لَوْ نَالَ عِقَابَهُ فَوْرًا، قَدْ يَظَلُّ ٱلْوَلَدُ يَشْعُرُ بِٱلْأَذَى وَلَوْ أَصْبَحَ رَاشِدًا.
٣ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ١:٣، ٤، مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ، وَأَيَّةَ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٣ مَاذَا يُسَاعِدُ مَسِيحِيًّا تَعَرَّضَ لِلْإِسَاءَةِ فِي صِغَرِهِ وَلَا يَزَالُ يُحِسُّ بِأَلَمٍ عَاطِفِيٍّ؟ (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤.) لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يَشْعُرَ خِرَافُهُ بِٱلْمَحَبَّةِ وَيَنَالُوا ٱلتَّعْزِيَةَ. لِذَا سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: (١) لِمَاذَا يَحْتَاجُ ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ؟ (٢) مَنْ يُعَزِّيهِمْ؟ وَ (٣) كَيْفَ يُمْكِنُ تَعْزِيَتُهُمْ؟
لِمَاذَا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ؟
٤-٥ (أ) أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَغِيبَ عَنْ بَالِنَا؟ (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْإِسَاءَةُ فِي ثِقَةِ ٱلْوَلَدِ بِٱلْآخَرِينَ؟
٤ رَغْمَ مُرُورِ سَنَوَاتٍ عَلَى ٱلْإِسَاءَةِ، يَبْقَى بَعْضُ ٱلضَّحَايَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ. لِمَاذَا؟ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلرَّاشِدِينَ. فَٱلْوَلَدُ عَادَةً يَتَأَثَّرُ بِٱلْإِسَاءَةِ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلرَّاشِدِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْبَابِ.
٥ اَلْوَلَدُ بِحَاجَةٍ أَنْ يَثِقَ بِٱلَّذِينَ يُرَبُّونَهُ وَيَشْعُرَ بِمَحَبَّتِهِمْ. فَهٰذَا يُحَسِّسُهُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ، وَيُعَلِّمُهُ أَنْ يَثِقَ بِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. (مز ٢٢:٩) لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، غَالِبًا مَا تَحْصُلُ ٱلْإِسَاءَةُ دَاخِلَ ٱلْبَيْتِ. وَأَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ أَصْدِقَاؤُهُمْ يَكُونُونَ عُمُومًا ٱلْمُسِيئِينَ. وَعِنْدَمَا يَخُونُونَ ثِقَةَ ٱلْوَلَدِ، يَصْعُبُ عَلَيْهِ أَنْ يَثِقَ بِٱلْآخَرِينَ، حَتَّى بَعْدَ سَنَوَاتٍ.
٦ لِمَاذَا ٱلْإِسَاءَةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا؟
٦ اَلْوَلَدُ ضَعِيفٌ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ، وَٱلْإِسَاءَةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ مُؤْذِيَةٌ وَقَاسِيَةٌ جِدًّا. فَهِيَ تُجْبِرُهُ أَنْ يَقُومَ بِمُمَارَسَاتٍ جِنْسِيَّةٍ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَفِكْرِيًّا لِلْجِنْسِ ضِمْنَ ٱلزَّوَاجِ. وَيُمْكِنُ أَنْ تُشَوِّهَ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلْجِنْسِ، إِلَى نَفْسِهِ، وَإِلَى كُلِّ مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يَتَقَرَّبَ مِنْهُ.
٧ (أ) لِمَاذَا سَهْلٌ أَنْ يَخْدَعَ ٱلْمُسِيءُ ٱلْوَلَدَ، وَكَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ (ب) مَا نَتِيجَةُ أَكَاذِيبِ ٱلْمُسِيءِ؟
٧ اَلْوَلَدُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُفَكِّرَ وَيُحَلِّلَ وَيَتَجَنَّبَ ٱلْخَطَرَ مِثْلَ ٱلرَّاشِدِينَ. (١ كو ١٣:١١) لِذَا سَهْلٌ جِدًّا عَلَى ٱلْمُسِيءِ أَنْ يَخْدَعَهُ بِأَكَاذِيبِهِ ٱلْخَطِرَةِ. فَهُوَ يُوهِمُهُ مَثَلًا أَنَّ ٱلْحَقَّ عَلَيْهِ، أَنَّ ٱلْأَمْرَ يَجِبُ أَنْ يَبْقَى سِرًّا، أَنْ لَا أَحَدَ سَيُصَدِّقُهُ أَوْ يُسَاعِدُهُ إِذَا تَكَلَّمَ، أَوْ أَنَّ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ بَيْنَ ٱلرَّاشِدِ وَٱلْوَلَدِ لِلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَكَاذِيبُ قَدْ تَبْقَى فِي ذِهْنِ ٱلْوَلَدِ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةً وَتُشَوِّهُ تَفْكِيرَهُ. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكْبُرَ وَهُوَ يَشْعُرُ أَنَّهُ مُذْنِبٌ، مُحَطَّمٌ، وَلَا يَسْتَاهِلُ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلتَّعْزِيَةَ.
٨ لِمَاذَا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ يُعَزِّي ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ؟
٨ لَا نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنْ تُسَبِّبَ ٱلْإِسَاءَةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ آثَارًا لَا تُمْحَى بِسُهُولَةٍ. فَهِيَ جَرِيمَةٌ بَشِعَةٌ. وَٱنْتِشَارُهَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَٱلنَّاسُ صَارُوا «بِلَا حُنُوٍّ»، وَٱلْأَشْرَارُ «يَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ». (٢ تي ٣:١-٥، ١٣) حَقًّا، أَسَالِيبُ ٱلشَّيْطَانِ شِرِّيرَةٌ جِدًّا، وَٱلْمُحْزِنُ أَنَّ كَثِيرِينَ يَتْبَعُونَهُ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ وَأَتْبَاعِهِ. وَهُوَ يَرَى كُلَّ مَا يَفْعَلُونَهُ. لِذَا نَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّهُ يَعْرِفُ تَمَامًا وَجَعَنَا وَيُعَزِّينَا. فَهُوَ «إِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ ٱلَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، لِكَيْ نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ضِيقَةٍ أَيًّا كَانَ نَوْعُهَا». (٢ كو ١:٣، ٤) وَلٰكِنْ مَنِ ٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُهُمْ يَهْوَهُ لِيُعَزِّيَ ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ؟
مَنْ يُعَزِّيهِمْ؟
٩ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٢٧:١٠، كَيْفَ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِٱلَّذِينَ آذَاهُمْ أَحِبَّاؤُهُمْ؟
٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ أَهْمَلَهُمْ وَالِدُوهُمْ أَوْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ أَقْرَبُ ٱلْمُقَرَّبِينَ مِنْهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلتَّعْزِيَةِ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْمُرَنِّمُ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَفْضَلُ مَنْ يُعَزِّي ٱلْمُتَضَايِقِينَ. (اقرإ المزمور ٢٧:١٠.) فَهُوَ وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْضُنُ ٱلَّذِينَ آذَاهُمْ أَحِبَّاؤُهُمْ. كَيْفَ؟ بِوَاسِطَةِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. فَإِخْوَتُنَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ هُمْ عَائِلَتُنَا ٱلرُّوحِيَّةُ. فَيَسُوعُ قَالَ عَنِ ٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ إِنَّهُمْ إِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ وَأُمُّهُ. — مت ١٢:٤٨-٥٠.
١٠ كَيْفَ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَمَلَهُ كَشَيْخٍ؟
١٠ لِنَأْخُذْ مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ تُشْبِهُ ٱلْعَائِلَةَ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَانَ شَيْخًا مُجْتَهِدًا وَأَمِينًا وَرَسَمَ مِثَالًا جَيِّدًا لِلْآخَرِينَ. حَتَّى إِنَّهُ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللهِ، طَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهِ كَمَا يَتَمَثَّلُ هُوَ بِٱلْمَسِيحِ. (١ كو ١١:١) وَقَدْ وَصَفَ مَرَّةً عَمَلَهُ كَشَيْخٍ قَائِلًا: «كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا تَحْنُو ٱلْمُرْضِعَةُ عَلَى أَوْلَادِهَا». (١ تس ٢:٧) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُعَزِّي ٱلشُّيُوخُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ بِكَلِمَاتٍ رَقِيقَةٍ وَحَنُونَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١١ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَيْسُوا وَحْدَهُمُ ٱلْقَادِرِينَ أَنْ يُعَزُّوا ٱلْآخَرِينَ؟
١١ وَهَلِ ٱلشُّيُوخُ هُمْ وَحْدَهُمُ ٱلْقَادِرُونَ أَنْ يُعَزُّوا ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ؟ كَلَّا. فَكُلُّنَا مَسْؤُولُونَ عَنْ ‹تَعْزِيَةِ بَعْضِنَا بَعْضًا›. (١ تس ٤:١٨) وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلنَّاضِجَاتُ يَقْدِرْنَ خَاصَّةً أَنْ يُعَزِّينَ ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمُسَاءَ إِلَيْهِنَّ. فَيَهْوَهُ شَبَّهَ نَفْسَهُ بِأُمٍّ تُعَزِّي ٱبْنَهَا. (اش ٦٦:١٣) وَيَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَمْثِلَةً عَنْ نِسَاءٍ قَدَّمْنَ ٱلتَّعْزِيَةَ لِلْمُتَضَايِقِينَ. (اي ٤٢:١١) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَرَى أُخْتًا نَاضِجَةً تُعَزِّي أُخْتًا حَزِينَةً. وَفِي بَعْضِ ٱلْحَالَاتِ، قَدْ يَتَكَلَّمُ شَيْخٌ أَوِ ٱثْنَانِ مَعَ أُخْتٍ نَاضِجَةٍ دُونَ أَنْ يَلْفِتَا ٱلنَّظَرَ وَيَطْلُبَانِ مِنْهَا أَنْ تُعَزِّيَ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ. *
كَيْفَ نُعَزِّيهِمْ؟
١٢ مِمَّ نَنْتَبِهُ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ؟
١٢ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ أَخًا أَوْ أُخْتًا، نَنْتَبِهُ لِئَلَّا نَسْأَلَهُ عَنْ أُمُورٍ يُفَضِّلُ أَلَّا يَتَكَلَّمَ عَنْهَا. (١ تس ٤:١١) فَكَيْفَ نُعَزِّي مَنْ يَحْتَاجُ مُسَاعَدَتَنَا وَيَقْبَلُهَا؟ لِنُنَاقِشْ خَمْسَ طُرُقٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٣ حَسَبَ ١ مُلُوك ١٩:٥-٨، مَاذَا فَعَلَ مَلَاكُ يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِ إِيلِيَّا، وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟
١٣ قَدِّمْ مُسَاعَدَةً عَمَلِيَّةً. عِنْدَمَا كَانَ ٱلنَّبِيُّ إِيلِيَّا هَارِبًا مِنْ أَعْدَائِهِ، أَحَسَّ بِيَأْسٍ شَدِيدٍ وَتَمَنَّى ٱلْمَوْتَ. فَأَرْسَلَ يَهْوَهُ مَلَاكًا قَوِيًّا لِيُعَزِّيَهُ. وَهٰذَا ٱلْمَلَاكُ سَاعَدَهُ عَمَلِيًّا. فَهُوَ قَدَّمَ لَهُ طَعَامًا سَاخِنًا وَطَلَبَ مِنْهُ بِلُطْفٍ أَنْ يَأْكُلَهُ. (اقرأ ١ ملوك ١٩:٥-٨.) تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْقِصَّةُ دَرْسًا مُهِمًّا: لَفْتَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْ تَتْرُكُ أَثَرًا كَبِيرًا. فَوَجْبَةُ طَعَامٍ أَوْ هَدِيَّةٌ صَغِيرَةٌ أَوْ بِطَاقَةٌ مُشَجِّعَةٌ تُؤَكِّدُ لِلشَّخْصِ ٱلْحَزِينِ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَهْتَمُّ بِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَعْمَالُ ٱللَّطِيفَةُ تُعْطِينَا فُرْصَةً لِنُعَزِّيَهُ، وَخُصُوصًا إِذَا كُنَّا نَرْتَبِكُ مِنَ ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلْحَسَّاسَةِ.
١٤ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ قِصَّةِ إِيلِيَّا؟
١٤ سَاعِدِ ٱلْمُتَضَايِقَ أَنْ يَشْعُرَ بِٱلرَّاحَةِ وَٱلْأَمَانِ. نَتَعَلَّمُ دَرْسًا آخَرَ مِنْ قِصَّةِ إِيلِيَّا. فَيَهْوَهُ قَوَّاهُ لِيَقْطَعَ ٱلْمَسَافَةَ ٱلطَّوِيلَةَ إِلَى جَبَلِ حُورِيبَ. وَهُنَاكَ، حَيْثُ صَنَعَ يَهْوَهُ عَهْدًا مَعَ شَعْبِهِ مُنْذُ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، رُبَّمَا أَحَسَّ إِيلِيَّا أَنَّ أَعْدَاءَهُ لَنْ يَجِدُوهُ وَشَعَرَ بِٱلْأَمَانِ. فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟ كَيْ نُعَزِّيَ ٱلْمُتَضَايِقَ، عَلَيْنَا أَوَّلًا أَنْ نُسَاعِدَهُ كَيْ يَشْعُرَ بِٱلرَّاحَةِ وَٱلْأَمَانِ. وَٱلشُّيُوخُ يَأْخُذُونَ ذٰلِكَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ حِينَ يَتَحَدَّثُونَ مَعَ أُخْتٍ تَعَرَّضَتْ لِلْإِسَاءَةِ. فَقَدْ تُفَضِّلُ أَنْ تَجْلِسَ مَعَهُمْ فِي مَنْزِلِهَا فِيمَا يَشْرَبُونَ ٱلشَّايَ، بَدَلَ أَنْ تَجْتَمِعَ بِهِمْ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. لٰكِنَّ أُخْتًا أُخْرَى قَدْ تُفَضِّلُ ٱلْعَكْسَ.
١٥-١٦ كَيْفَ نُصْغِي جَيِّدًا؟
١٥ أَصْغِ جَيِّدًا. يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، بَطِيئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ». (يع ١:١٩) فَكَيْفَ نُصْغِي جَيِّدًا؟ رُبَّمَا نَظُنُّ أَنَّ ٱلْإِصْغَاءَ ٱلْجَيِّدَ يَعْنِي أَنْ نَجْلِسَ وَنَنْظُرَ إِلَى ٱلشَّخْصِ ٱلْآخَرِ دُونَ أَنْ نَقُولَ شَيْئًا. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْحَقِيقَةِ أَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ. مَثَلًا، حِينَ عَبَّرَ إِيلِيَّا عَنْ مَخَاوِفِهِ، أَصْغَى يَهْوَهُ جَيِّدًا. فَأَدْرَكَ أَنَّهُ يَشْعُرُ بِٱلْخَوْفِ وَٱلْوَحْدَةِ وَيَظُنُّ أَنَّ كُلَّ جُهُودِهِ بِلَا نَفْعٍ. ثُمَّ عَالَجَ بِمَحَبَّةٍ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ مَشَاكِلِهِ. وَهٰكَذَا أَظْهَرَ أَنَّهُ أَصْغَى إِلَيْهِ جَيِّدًا. — ١ مل ١٩:٩-١١، ١٥-١٨.
١٦ وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ وَٱلْحَنَانَ عِنْدَمَا نُصْغِي ١ كو ١٣:٤، ٧.
إِلَى شَخْصٍ حَزِينٍ؟ يَكْفِي أَحْيَانًا أَنْ نَقُولَ كَلِمَاتٍ لَطِيفَةً وَرَقِيقَةً مِثْلَ: «لَا شَكَّ أَنَّ مَا مَرَرْتَ بِهِ صَعْبٌ جِدًّا». أَوْ رُبَّمَا نَسْأَلُهُ سُؤَالًا أَوِ ٱثْنَيْنِ لِنَتَأَكَّدَ أَنَّنَا نَفْهَمُ مَا يَقُولُهُ. وَإِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يُؤَكِّدُ لَهُ أَنَّنَا نُصْغِي إِلَيْهِ جَيِّدًا وَنُحَاوِلُ أَنْ نَفْهَمَهُ. —١٧ لِمَاذَا ضَرُورِيٌّ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ وَ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›؟
١٧ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَكُونَ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ›. فَلَا نُقَاطِعُ ٱلشَّخْصَ ٱلْحَزِينَ لِنُعْطِيَهُ نَصِيحَةً أَوْ نُصَحِّحَ تَفْكِيرَهُ. وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ. فَحِينَ فَتَحَ إِيلِيَّا قَلْبَهُ لِيَهْوَهَ، عَبَّرَ بِكَلِمَاتٍ قَوِيَّةٍ عَنْ حُزْنِهِ ٱلشَّدِيدِ. وَبَعْدَمَا قَوَّى يَهْوَهُ إِيمَانَهُ، عَادَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَعَبَّرَ عَمَّا فِي قَلْبِهِ بِٱلْكَلِمَاتِ نَفْسِهَا. (١ مل ١٩:٩، ١٠، ١٣، ١٤) فَمَا ٱلدَّرْسُ؟ قَدْ يَحْتَاجُ ٱلشَّخْصُ ٱلْحَزِينُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. وَمِثْلَ يَهْوَهَ، نَحْنُ نُصْغِي إِلَيْهِ بِصَبْرٍ. وَبَدَلَ أَنْ نَقْتَرِحَ حُلُولًا، نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ وَٱلْحَنَانَ. — ١ بط ٣:٨.
١٨ كَيْفَ نُصَلِّي مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْحَزِينِ، وَلِمَاذَا؟
١٨ صَلِّ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْحَزِينِ. فَرُبَّمَا يَشْعُرُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُصَلِّيَ أَوْ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ. لِذَا جَيِّدٌ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَهُ وَتَذْكُرَ ٱسْمَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ. وَٱذْكُرْ أَيْضًا كَمْ هُوَ عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِكَ وَقُلُوبِ ٱلْإِخْوَةِ. وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعَزِّيَهُ وَيَشْفِيَ جِرَاحَهُ. فَصَلَوَاتٌ كَهٰذِهِ هِيَ تَعْزِيَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِلشَّخْصِ ٱلْحَزِينِ. — يع ٥:١٦.
١٩ كَيْفَ نَخْتَارُ كَلِمَاتٍ تَشْفِي وَتُعَزِّي؟
١٩ اِخْتَرْ كَلِمَاتٍ تَشْفِي وَتُعَزِّي. فَكِّرْ قَبْلَ أَنْ ام ١٢:١٨) لِذَا صَلِّ لِتَجِدَ كَلِمَاتٍ رَقِيقَةً وَمُهَدِّئَةً. وَلَا تَنْسَ أَنْ لَا كَلِمَاتٍ أَفْضَلُ مِنَ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — عب ٤:١٢.
تَتَكَلَّمَ. فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلطَّائِشَةُ تُؤْذِي، أَمَّا ٱللَّطِيفَةُ فَتَشْفِي. (٢٠ بِمَ بَعْضُ ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ مُقْتَنِعُونَ، وَبِمَ نُذَكِّرُهُمْ؟
٢٠ بَعْضُ ضَحَايَا ٱلْإِسَاءَةِ مُقْتَنِعُونَ أَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ سَيِّئُونَ وَبِلَا قِيمَةٍ وَلَا يَسْتَحِقُّونَ مَحَبَّةَ أَحَدٍ. لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ صَحِيحًا أَبَدًا. لِذَا ٱسْتَعْمِلِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِتُذَكِّرَهُمْ كَمْ هُمْ أَعِزَّاءُ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ. (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « تَعْزِيَةٌ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».) فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ قَوَّى مَلَاكٌ ٱلنَّبِيَّ دَانِيَالَ بِلُطْفٍ حِينَ كَانَ ضَعِيفًا وَحَزِينًا. فَيَهْوَهُ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ نَبِيُّهُ أَنَّهُ مَحْبُوبٌ جِدًّا. (دا ١٠:٢، ١١، ١٩) وَإِخْوَتُنَا ٱلْحَزَانَى أَيْضًا مَحْبُوبُونَ جِدًّا عِنْدَ يَهْوَهَ.
٢١ مَاذَا يَنْتَظِرُ ٱلْمُسِيءَ غَيْرَ ٱلتَّائِبِ، وَعَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟
٢١ عِنْدَمَا نُعَزِّي ٱلْآخَرِينَ، نُذَكِّرُهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُمْ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ إِلٰهُ ٱلْعَدْلِ. فَلَا إِسَاءَةَ مَخْفِيَّةٌ عَنْ عَيْنَيْهِ. فَهُوَ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ وَسَيُعَاقِبُ ٱلْمُسِيءَ غَيْرَ ٱلتَّائِبِ. (عد ١٤:١٨) وَقَرِيبًا، سَيَشْفِي كَامِلًا جِرَاحَ مَنْ تَعَرَّضُوا لِلْإِسَاءَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحْزَانَهُمْ سَتُمْحَى مِنْ ذَاكِرَتِهِمْ. (اش ٦٥:١٧) وَإِلَى أَنْ يَحْدُثَ ذٰلِكَ، لِنُصَمِّمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نُعَزِّيَهُمْ وَنُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٩ لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ
^ الفقرة 5 قَدْ يُوَاجِهُ ٱلَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِلْإِسَاءَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ فِي صِغَرِهِمْ مَشَاكِلَ تُؤَثِّرُ فِي حَيَاتِهِمْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ. فَمَا ٱلسَّبَبُ؟ مَنْ يُعَزِّيهِمْ؟ وَبِأَيَّةِ طُرُقٍ؟ سَنَعْرِفُ ٱلْأَجْوِبَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.
^ الفقرة 11 اَلشَّخْصُ ٱلَّذِي تَعَرَّضَ لِلْإِسَاءَةِ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ هَلْ يَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ طَبِيبٍ مُخْتَصٍّ.
^ الفقرة 76 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ نَاضِجَةٌ تُعَزِّي أُخْتًا مُتَضَايِقَةً.
^ الفقرة 78 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: شَيْخَانِ يَزُورَانِ ٱلْأُخْتَ ٱلْمُتَضَايِقَةَ، وَقَدْ دَعَتِ ٱلْأُخْتَ ٱلنَّاضِجَةَ لِتَكُونَ مَعَهُمْ.