الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢١

لا تنخدع ‹بحكمة هذا العالم›‏

لا تنخدع ‹بحكمة هذا العالم›‏

‏«حِكْمَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللهِ».‏ —‏ ١ كو ٣:‏١٩‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٨ اَلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا تُعَلِّمُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ؟‏

نَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نَتَخَطَّى أَيَّ مُشْكِلَةٍ نُوَاجِهُهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ‹مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ›.‏ (‏اش ٣٠:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَكَلِمَتُهُ تُعَلِّمُنَا كُلَّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَكُونَ ‹ذَوِي كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ وَمُجَهَّزِينَ كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٧‏)‏ وَعِنْدَمَا نَتْبَعُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نُصْبِحُ أَحْكَمَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ «حِكْمَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ».‏ —‏ ١ كو ٣:‏١٩؛‏ مز ١١٩:‏٩٧-‏١٠٠‏.‏

٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ وَكَمَا سَنَرَى،‏ غَالِبًا مَا تُرْضِي حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ رَغَبَاتِ جَسَدِنَا.‏ لِذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَلَّا نُفَكِّرَ وَنَتَصَرَّفَ مِثْلَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِينَا:‏ «اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏كو ٢:‏٨‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ خَدَعَتْ كِذْبَتَانِ ٱلنَّاسَ وَٱنْتَشَرَتَا بَيْنَهُمْ.‏ وَسَنُحَلِّلُ لِمَ حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ،‏ وَلِمَ حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَفْضَلُ مِنْهَا بِكَثِيرٍ.‏

نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ تَتَغَيَّرُ

٣-‏٤ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟‏

٣ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ،‏ شَهِدَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَأُورُوبَّا ٱلْغَرْبِيَّةُ تَغَيُّرًا كَبِيرًا فِي ٱلنَّظْرَةِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ.‏ فَسَابِقًا،‏ كَانَ ٱلْجِنْسُ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ لِلْمُتَزَوِّجِينَ فَقَطْ،‏ وَلَمْ يَكُنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعُ يُنَاقَشُ عَلَنًا.‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ تَبَدَّلَتْ وَبَدَأَ ٱلتَّسَاهُلُ يَحِلُّ مَحَلَّهَا.‏

٤ وَقَدْ سُمِّيَتْ عِشْرِينِيَّاتُ ذٰلِكَ ٱلْقَرْنِ «ٱلْعِشْرِينِيَّاتِ ٱلصَّاخِبَةَ».‏ فَتَصَرُّفَاتُ ٱلنَّاسِ وَمَوَاقِفُهُمْ مِنَ ٱلْجِنْسِ تَغَيَّرَتْ كَثِيرًا بَعْدَ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏ تَقُولُ إِحْدَى ٱلْبَاحِثَاتِ:‏ «بَرَزَ مَوْضُوعُ ٱلْجِنْسِ فِي ٱلْأَفْلَامِ،‏ ٱلْمَسْرَحِيَّاتِ،‏ ٱلْأَغَانِي،‏ ٱلرِّوَايَاتِ،‏ وَٱلْإِعْلَانَاتِ».‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا،‏ زَادَتِ ٱلْإِيحَاءَاتُ ٱلْجِنْسِيَّةُ فِي ٱلرَّقْصِ،‏ وَأَصْبَحَتِ ٱلثِّيَابُ أَقَلَّ حِشْمَةً.‏ فَكَمَا أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ أَصْبَحَ ٱلنَّاسُ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏٤‏.‏

لَا يَتَأَثَّرُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِنَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَسَاهِلَةِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٥ وَ ٩.‏)‏ *

٥ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ مُنْذُ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ؟‏

٥ وَمُنْذُ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ،‏ تَنْتَشِرُ ٱلْمُسَاكَنَةُ وَٱلْمِثْلِيَّةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ وَٱلطَّلَاقُ.‏ وَتُصَوِّرُ ٱلتَّسْلِيَةُ ٱلْجِنْسَ بِطَرِيقَةٍ فَاضِحَةٍ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ ذَكَرَتْ كَاتِبَةٌ أَنَّ تَحَرُّرَ ٱلْمُجْتَمَعِ مِنَ ٱلْآدَابِ ٱلْجِنْسِيَّةِ هُوَ ٱلسَّبَبُ وَرَاءَ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْمُفَكَّكَةِ،‏ ٱلْعَائِلَاتِ ذَاتِ ٱلْوَالِدِ ٱلْوَاحِدِ،‏ ٱلْجُرُوحِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ،‏ ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ،‏ وَغَيْرِ ذٰلِكَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ هٰذَا وَإِنَّ كَثْرَةَ ٱلْأَمْرَاضِ ٱلْمُنْتَقِلَةِ جِنْسِيًّا،‏ كَٱلْإِيدْز،‏ تُؤَكِّدُ أَنَّ حِكْمَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ هِيَ حَمَاقَةٌ.‏ —‏ ٢ بط ٢:‏١٩‏.‏

٦ كَيْفَ تُحَقِّقُ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ أَهْدَافَ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

٦ وَنَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ تُحَقِّقُ أَهْدَافَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَهُوَ يَفْرَحُ حِينَ يَسْتَهِينُ ٱلنَّاسُ بِعَطِيَّةِ ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي وَهَبَنَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ.‏ (‏اف ٢:‏٢‏)‏ وَٱلْفَسَادُ ٱلْجِنْسِيُّ لَا يُقَلِّلُ فَقَطْ مِنْ قِيمَةِ عَطِيَّةِ ٱلْإِنْجَابِ،‏ بَلْ يَحْرِمُ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَهُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ ١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ

٧-‏٨ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ؟‏

٧ يَسْخَرُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ مِنْ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ،‏ وَيَدَّعُونَ أَنَّهَا غَيْرُ مَنْطِقِيَّةٍ.‏ فَهُمْ يَقُولُونَ:‏ ‹لِمَ يَخْلُقُ ٱللهُ فِينَا رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً ثُمَّ يَمْنَعُنَا أَنْ نُشْبِعَهَا؟‏!‏›.‏ فَفِي نَظَرِهِمْ،‏ يَجِبُ أَنْ يُشْبِعَ ٱلْبَشَرُ كُلَّ رَغْبَةٍ يَشْعُرُونَ بِهَا.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ ٱلْعَكْسَ.‏ فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱللهَ أَعْطَانَا كَرَامَةً،‏ لِأَنَّهُ مَنَحَنَا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نُسَيْطِرَ عَلَى رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.‏ (‏كو ٣:‏٥‏)‏ أَيْضًا،‏ هَيَّأَ يَهْوَهُ تَرْتِيبَ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّذِي يُتِيحُ لَنَا أَنْ نُشْبِعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْجِنْسِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَائِقَةٍ.‏ (‏١ كو ٧:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَهٰكَذَا لَا نُحِسُّ بِمَشَاعِرِ ٱلنَّدَمِ وَٱلْقَلَقِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تَنْتِجُ عَنِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏

٨ وَبِعَكْسِ حِكْمَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّحِيحَةَ إِلَى ٱلْجِنْسِ.‏ فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجِنْسَ يَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ.‏ (‏ام ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لٰكِنَّهُ يَنْصَحُنَا:‏ «هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَيْفَ يَقْتَنِي إِنَاءَهُ ٱلْخَاصَّ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ،‏ لَا بِشَهْوَةٍ جِنْسِيَّةٍ طَامِعَةٍ كَمَا عِنْدَ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ ٱللهَ».‏ —‏ ١ تس ٤:‏٤،‏ ٥‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا شَعْبُ يَهْوَهَ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ نَصِيحَةٍ حَكِيمَةٍ نَجِدُهَا فِي ١ يُوحَنَّا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏؟‏ (‏ج)‏ حَسَبَ رُومَا ١:‏٢٤-‏٢٧‏،‏ أَيُّ مُمَارَسَاتٍ فَاسِدَةٍ نَرْفُضُهَا؟‏

٩ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ،‏ لَمْ يَتَأَثَّرْ شَعْبُ يَهْوَهَ بِخِدَاعِ ٱلَّذِينَ «فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ».‏ (‏اف ٤:‏١٩‏)‏ بَلِ ٱلْتَصَقُوا بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ.‏ ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١٥ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ١٩٢٦ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏:‏ «يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ طَاهِرِينَ فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ،‏ وَخُصُوصًا فِي تَعَامُلَاتِهِمْ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ».‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَمَّا حَصَلَ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمُ،‏ ٱتَّبَعَ شَعْبُ يَهْوَهَ حِكْمَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْفَائِقَةَ.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏)‏ فَكَمْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ عَلَى كَلِمَتِهِ وَعَلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يَأْتِينَا فِي حِينِهِ!‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَرْفُضَ نَظْرَةَ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ.‏ * —‏ اقرأ روما ١:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ تَتَغَيَّرُ

١٠-‏١١ بِمَ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

١٠ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَيَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ لِذٰلِكَ لَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلْمَوْسُوعَاتِ أَنَّ «كُتُبَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلذَّاتِيَّةِ ٱزْدَادَتْ كَثِيرًا» خِلَالَ ٱلسَّبْعِينِيَّاتِ.‏ وَبَعْضُهَا «شَجَّعَ ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يَعْرِفُوا نَفْسَهُمْ وَيَتَقَبَّلُوهَا وَيَفْتَخِرُوا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ».‏ مَثَلًا،‏ قَالَ أَحَدُهَا:‏ «أَحِبَّ نَفْسَكَ،‏ فَأَنْتَ أَحْلَى وَأَهَمُّ شَخْصٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ».‏ وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلشَّخْصَ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ.‏ فَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا هُوَ صَحِيحٌ وَمُنَاسِبٌ فِي نَظَرِهِ.‏

١١ وَهَلْ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ جَدِيدَةٌ؟‏ لَا،‏ فَٱلشَّيْطَانُ شَجَّعَ حَوَّاءَ أَنْ تُفَكِّرَ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا.‏ قَالَ لَهَا إِنَّهَا ‹سَتَصِيرُ كَٱللهِ،‏ تَعْرِفُ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ›.‏ (‏تك ٣:‏٥‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُعَظِّمُ ٱلْبَعْضُ أَنْفُسَهُمْ لِدَرَجَةِ أَنْ لَا أَحَدَ فِي نَظَرِهِمْ،‏ وَلَا حَتَّى ٱللهَ،‏ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَدِّدَ لَهُمْ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ.‏ وَيَظْهَرُ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ بِوُضُوحٍ فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى ٱلزَّوَاجِ.‏

يَضَعُ ٱلْمَسِيحِيُّ حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ أَوَّلًا،‏ وَخُصُوصًا حَاجَاتِ رَفِيقِ زَوَاجِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏ *

١٢ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ؟‏

١٢ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلزَّوْجَ وَٱلزَّوْجَةَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَرِمَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ وَيَلْتَزِمَا بِنُذُورِهِمَا.‏ وَهُوَ يُشَجِّعُهُمَا أَنْ يُصَمِّمَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مَعًا،‏ قَائِلًا:‏ «يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا».‏ (‏تك ٢:‏٢٤‏)‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ فَنَظْرَتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ.‏ بِرَأْيِهِمْ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُرَكِّزَ كُلٌّ مِنَ ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ عَلَى حَاجَاتِهِ هُوَ.‏ يَذْكُرُ كِتَابٌ عَنِ ٱلطَّلَاقِ:‏ «فِي بَعْضِ مَرَاسِمِ ٱلزَّوَاجِ،‏ أُبْدِلَتْ عِبَارَةُ ‹إِلَى أَنْ يُفَرِّقَنَا ٱلْمَوْتُ› بِعِبَارَةِ ‹مَا دَامَ وَاحِدُنَا يُحِبُّ ٱلْآخَرَ›».‏ وَهٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُتَسَاهِلَةُ إِلَى ٱلزَّوَاجِ فَكَّكَتْ عَائِلَاتٍ كَثِيرَةً وَسَبَّبَتْ أَذًى عَاطِفِيًّا هَائِلًا.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلِٱحْتِرَامِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ هِيَ حَمَاقَةٌ.‏

١٣ لِمَاذَا يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ؟‏

١٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كُلُّ مُتَكَبِّرِ ٱلْقَلْبِ مَكْرَهَةٌ لِيَهْوَهَ».‏ (‏ام ١٦:‏٥‏)‏ وَلِمَاذَا يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُمْ يَعْكِسُونَ تَكَبُّرَ وَغُرُورَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ تَوَقَّعَ مِنْ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي ٱسْتَعْمَلَهُ ٱللهُ لِيَخْلُقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ،‏ أَنْ يَسْجُدَ لَهُ وَيَعْبُدَهُ.‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَغْرُورٍ!‏ (‏مت ٤:‏٨،‏ ٩؛‏ كو ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمَغْرُورِينَ يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ حُكَمَاءَ،‏ فَإِنَّ حِكْمَتَهُمْ حَمَاقَةٌ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏

نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ

١٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:‏٣ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى أَنْفُسِنَا؟‏

١٤ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى أَنْفُسِنَا.‏ فَحَسَبَ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ لَيْسَ خَطَأً أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا إِلَى حَدٍّ مَا.‏ ذَكَرَ يَسُوعُ:‏ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ».‏ (‏مت ١٩:‏١٩‏)‏ وَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا وَنَهْتَمَّ بِحَاجَاتِنَا.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُنَا أَلَّا نَعْتَبِرَ أَنْفُسَنَا أَهَمَّ مِنْ غَيْرِنَا.‏ فَهُوَ يُوصِينَا ‹أَلَّا نَعْمَلَ شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ،‏ بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ أَنْ نَعْتَبِرَ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا›.‏ —‏ في ٢:‏٣‏؛‏ اقرأ روما ١٢:‏٣‏.‏

١٥ لِمَاذَا بِرَأْيِكَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ هِيَ ٱلْأَفْضَلُ؟‏

١٥ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْحُكَمَاءِ فِي ٱلْعَالَمِ يَسْخَرُونَ مِنْ نَظْرَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ.‏ فَفِي نَظَرِهِمْ،‏ حِينَ يَعْتَبِرُ ٱلشَّخْصُ ٱلْآخَرِينَ أَهَمَّ مِنْهُ،‏ يَرَوْنَهُ ضَعِيفًا وَيَسْتَغِلُّونَهُ.‏ وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا.‏ مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ؟‏ هَلِ ٱلْأَنَانِيُّونَ سُعَدَاءُ؟‏ هَلْ عَائِلَاتُهُمْ سَعِيدَةٌ؟‏ هَلْ لَدَيْهِمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ؟‏ هَلْ عَلَاقَتُهُمْ بِٱللهِ قَوِيَّةٌ؟‏ إِذًا،‏ مَا ٱلْأَفْضَلُ:‏ حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ أَمْ حِكْمَةُ ٱللهِ؟‏

١٦-‏١٧ عَلَامَ نَشْكُرُ يَهْوَهَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٦ يُشْبِهُ مَنْ يَتْبَعُ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ سَائِحًا يَسْتَدِلُّ مِنْ سَائِحٍ آخَرَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ فِيمَا كِلَاهُمَا ضَائِعَانِ.‏ قَالَ يَسُوعُ عَنِ «ٱلْحُكَمَاءِ» فِي أَيَّامِهِ:‏ «إِنَّهُمْ قَادَةٌ عُمْيَانٌ.‏ وَإِذَا كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى،‏ فَكِلَاهُمَا يَسْقُطَانِ فِي حُفْرَةٍ».‏ (‏مت ١٥:‏١٤‏)‏ حَقًّا،‏ حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللهِ.‏

خُدَّامُ يَهْوَهَ يَفْرَحُونَ بِذِكْرَيَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةِ فِي خِدْمَتِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏ *

١٧ وَعَلَى مَرِّ ٱلزَّمَنِ،‏ أَثْبَتَتْ حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهَا «نَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ،‏ وَٱلتَّوْبِيخِ،‏ وَٱلتَّقْوِيمِ،‏ وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يَحْمِينَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ مِنْ حِكْمَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏ (‏اف ٤:‏١٤‏)‏ فَٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي نَنَالُهُ يُقَوِّينَا كَيْ لَا نَتَخَلَّى عَنِ ٱلْمَبَادِئِ فِي كَلِمَتِهِ.‏ فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ تُرْشِدَنَا حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي لَا تُخْطِئُ!‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٤ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ»‏

^ ‎الفقرة 5‏ تَزِيدُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ قَنَاعَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ وَحْدَهُ مَصْدَرُ ٱلْإِرْشَادِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَتُظْهِرُ أَنَّ ٱتِّبَاعَ حِكْمَةِ ٱلْعَالَمِ نَتَائِجُهُ مَأْسَاوِيَّةٌ،‏ أَمَّا ٱتِّبَاعُ حِكْمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فَفَوَائِدُهُ كَثِيرَةٌ.‏

^ ‎الفقرة 50‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ نَرَى بَعْضَ ٱللَّحَظَاتِ فِي حَيَاةِ زَوْجَيْنِ مِنَ ٱلشُّهُودِ.‏ اَلْأَخُ وَزَوْجَتُهُ يُبَشِّرَانِ فِي أَوَاخِرِ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ.‏

^ ‎الفقرة 52‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ فِي ٱلثَّمَانِينِيَّاتِ،‏ ٱلزَّوْجُ يَعْتَنِي بِزَوْجَتِهِ ٱلْمَرِيضَةِ،‏ فِيمَا ٱبْنَتُهُمَا ٱلصَّغِيرَةُ إِلَى جَانِبِهِمَا.‏

^ ‎الفقرة 54‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ اَلْيَوْمَ،‏ يَسْتَرْجِعُ ٱلزَّوْجَانِ ذِكْرَيَاتِهِمَا ٱلْجَمِيلَةَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَعَ ٱبْنَتِهِمَا وَعَائِلَتِهَا.‏