الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢١

هل تقدِّر عطايا الله؟‏

هل تقدِّر عطايا الله؟‏

‏«مَا أَكْثَرَ صَنَائِعَكَ يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي،‏ أَعْمَالَكَ ٱلْعَجِيبَةَ وَأَفْكَارَكَ نَحْوَنَا!‏».‏ —‏ مز ٤٠:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥ عَجِيبَةٌ أَعْمَالُكَ يَا إِلٰهِي

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٤٠:‏٥‏،‏ أَيَّةُ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا يَهْوَهُ،‏ وَلِمَ سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا؟‏

يَهْوَهُ إِلٰهٌ كَرِيمٌ جِدًّا.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي ثَلَاثِ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا:‏ كَوْكَبِنَا ٱلْمُمَيَّزِ،‏ دِمَاغِنَا ٱلْمُذْهِلِ،‏ وَكَلِمَتِهِ ٱلثَّمِينَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَبِفَضْلِ هٰذِهِ ٱلْعَطَايَا،‏ نَعِيشُ فِي مَكَانٍ جَمِيلٍ،‏ نُفَكِّرُ وَنَتَوَاصَلُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَنَعْرِفُ ٱلْأَجْوِبَةَ عَلَى أَهَمِّ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٤٠:‏٥‏.‏

٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَطَايَا ٱلثَّلَاثِ.‏ وَكُلَّمَا تَأَمَّلْنَا فِيهَا،‏ زَادَ تَقْدِيرُنَا لَهَا وَقَوِيَتْ رَغْبَتُنَا فِي إِرْضَاءِ خَالِقِنَا ٱلْمُحِبِّ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ أَيْضًا،‏ سَتُجَهِّزُنَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْ نُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ.‏

كَوْكَبُنَا ٱلْمُمَيَّزُ

٣ لِمَ كَوْكَبُ ٱلْأَرْضِ مُمَيَّزٌ؟‏

٣ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ،‏ نَرَى حِكْمَةَ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةَ.‏ (‏رو ١:‏٢٠؛‏ عب ٣:‏٤‏)‏ فَكَوْكَبُنَا لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يَدُورُ حَوْلَ ٱلشَّمْسِ،‏ لٰكِنَّهُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَتَوَفَّرُ فِيهِ كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِحَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ.‏

٤ كَيْفَ تَظْهَرُ حِكْمَةُ يَهْوَهَ فِي تَصْمِيمِ ٱلْأَرْضِ؟‏

٤ كَيْ نَفْهَمَ حِكْمَةَ يَهْوَهَ فِي تَصْمِيمِ كَوْكَبِنَا،‏ سَنُقَارِنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَفِينَةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلنَّاسِ تُبْحِرُ فِي ٱلْمُحِيطِ.‏ فَكَمْ يَبْقَى رُكَّابُ هٰذِهِ ٱلسَّفِينَةِ أَحْيَاءً إِذَا لَزِمَ أَنْ يُنْتِجُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمِ ٱلْأُكْسِجِينَ وَٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ دُونَ أَنْ يَرْمُوا ٱلنُّفَايَاتِ إِلَى ٱلْخَارِجِ؟‏ لَنْ يَصْمُدُوا طَوِيلًا.‏ أَمَّا ٱلْأَرْضُ فَتُؤَمِّنُ بِٱسْتِمْرَارٍ لِبَلَايِينِ ٱلْكَائِنَاتِ كَمِّيَّةً كَافِيَةً مِنَ ٱلْأُكْسِجِينِ وَٱلطَّعَامِ وَٱلْمَاءِ.‏ وَمَعْ أَنَّ نُفَايَاتِهَا لَا تُرْمَى فِي ٱلْفَضَاءِ،‏ تَبْقَى جَمِيلَةً وَصَالِحَةً لِلسَّكَنِ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ لَقَدْ صَمَّمَ يَهْوَهُ ٱلْأَرْضَ بِطَرِيقَةٍ تُمَكِّنُهَا مِنْ إِعَادَةِ تَدْوِيرِ مَا تُنْتِجُهُ.‏ لِنَتَحَدَّثْ قَلِيلًا عَنْ دَوْرَتَيْنِ مُذْهِلَتَيْنِ فِي ٱلطَّبِيعَةِ:‏ دَوْرَةِ ٱلْأُكْسِجِينِ وَدَوْرَةِ ٱلْمَاءِ.‏

٥ مَا هِيَ دَوْرَةُ ٱلْأُكْسِجِينِ،‏ وَمَاذَا تُؤَكِّدُ؟‏

٥ اَلْأُكْسِجِينُ هُوَ غَازٌ ضَرُورِيٌّ لِحَيَاةِ مُعْظَمِ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْإِنْسَانُ.‏ وَحَسَبَ ٱلتَّقْدِيرَاتِ،‏ تَتَنَفَّسُ هٰذِهِ ٱلْكَائِنَاتُ مِئَةَ بَلْيُونِ طُنٍّ مِنَ ٱلْأُكْسِجِينِ سَنَوِيًّا،‏ وَتَطْرَحُ ثَانِيَ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ لَا يَنْفَدُ ٱلْأُكْسِجِينُ وَلَا يَمْتَلِئُ ٱلْغِلَافُ ٱلْجَوِّيُّ بِثَانِي أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ.‏ وَهٰذَا بِفَضْلِ ٱلنَّبَاتَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا يَهْوَهُ،‏ مِنَ ٱلْأَشْجَارِ ٱلضَّخْمَةِ إِلَى ٱلطَّحَالِبِ ٱلصَّغِيرَةِ.‏ فَهِيَ تَأْخُذُ ثَانِيَ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ وَتُنْتِجُ ٱلْأُكْسِجِينَ.‏ فِعْلًا،‏ تُؤَكِّدُ دَوْرَةُ ٱلْأُكْسِجِينِ كَلِمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱللهَ «يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَسَمَةً».‏ —‏ اع ١٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

٦ مَا هِيَ ٱلدَّوْرَةُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ لِلْمَاءِ،‏ وَمَاذَا تُظْهِرُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ دَوْرَةُ ٱلْمَاءِ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ‏».‏)‏

٦ اَلْمَاءُ مَوْجُودٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِشَكْلِهِ ٱلسَّائِلِ لِأَنَّ مَوْقِعَهَا مِثَالِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلشَّمْسِ.‏ فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ أَقْرَبَ قَلِيلًا،‏ لَتَبَخَّرَ ٱلْمَاءُ وَتَحَوَّلَتِ ٱلْأَرْضُ إِلَى كَوْكَبٍ جَافٍّ لَا حَيَاةَ فِيهِ.‏ وَلَوْ كَانَتْ أَبْعَدَ قَلِيلًا،‏ لَتَجَمَّدَ كُلُّ ٱلْمَاءِ وَصَارَتِ ٱلْأَرْضُ كُرَةً جَلِيدِيَّةً ضَخْمَةً.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَوْقِعَ ٱلْمِثَالِيَّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ يَسْمَحُ لِلْمَاءِ أَنْ يَقُومَ بِدَوْرَتِهِ وَيَدْعَمَ ٱلْحَيَاةَ.‏ فَٱلشَّمْسُ تُسَخِّنُ ٱلْمَاءَ فِي ٱلْمُحِيطَاتِ وَعَلَى سَطْحِ ٱلْأَرْضِ،‏ فَيَتَبَخَّرُ وَيُشَكِّلُ ٱلْغُيُومَ.‏ وَكُلَّ سَنَةٍ،‏ يَتَبَخَّرُ نَحْوُ ٠٠٠‏,٥٠٠ كلم٣ مِنَ ٱلْمَاءِ.‏ وَيَبْقَى هٰذَا ٱلْمَاءُ فِي ٱلْغِلَافِ ٱلْجَوِّيِّ حَوَالَيْ ١٠ أَيَّامٍ،‏ ثُمَّ يَتَسَاقَطُ كَأَمْطَارٍ أَوْ ثُلُوجٍ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَعُودُ ٱلْمَاءُ إِلَى ٱلْمُحِيطَاتِ وَٱلْبِحَارِ وَٱلْبُحَيْرَاتِ.‏ وَتَتَكَرَّرُ ٱلدَّوْرَةُ نَفْسُهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.‏ وَعِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي هٰذِهِ ٱلدَّوْرَةِ ٱلرَّائِعَةِ،‏ نَرَى كَمْ يَهْوَهُ حَكِيمٌ وَقَوِيٌّ.‏ —‏ اي ٣٦:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ جا ١:‏٧‏.‏

٧ كَيْفَ نُقَدِّرُ عَطِيَّةَ يَهْوَهَ ٱلَّتِي يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ٱلْمَزْمُور ١١٥:‏١٦‏؟‏

٧ وَكَيْ نُظْهِرَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ قِيمَةَ كَوْكَبِنَا وَكُلِّ مَا عَلَيْهِ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١١٥:‏١٦‏.‏)‏ وَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَشْكُرَهُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى مَا يُقَدِّمُهُ لَنَا.‏ وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا أَيْضًا حِينَ نُبْقِي مَنْزِلَنَا وَمَا حَوْلَهُ نَظِيفًا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.‏

دِمَاغُنَا ٱلْمُذْهِلُ

٨ لِمَ نَقُولُ إِنَّ دِمَاغَنَا تُحْفَةٌ هَنْدَسِيَّةٌ؟‏

٨ دِمَاغُ ٱلْإِنْسَانِ تُحْفَةٌ هَنْدَسِيَّةٌ.‏ فَحِينَ كُنْتَ فِي رَحِمِ أُمِّكَ،‏ تَشَكَّلَ دِمَاغُكَ حَسَبَ تَصْمِيمٍ مُحَدَّدٍ مُسْبَقًا.‏ وَكُلَّ دَقِيقَةٍ،‏ تَكَوَّنَتْ فِيهِ آلَافُ ٱلْخَلَايَا.‏ وَيَعْتَقِدُ ٱلْبَاحِثُونَ أَنَّ دِمَاغَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلرَّاشِدِ يَحْتَوِي عَلَى نَحْوِ ١٠٠ بَلْيُونِ خَلِيَّةٍ مُمَيَّزَةٍ تُدْعَى ٱلْعَصْبُونَاتِ.‏ وَقَدْ جُمِعَتْ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْخَلَايَا بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ فِي كُتْلَةٍ لَا يَزِيدُ وَزْنُهَا عَنْ ٥‏,١ كلغ،‏ هِيَ دِمَاغُنَا.‏ وَلَدَى هٰذَا ٱلدِّمَاغِ قُدُرَاتٌ مُذْهِلَةٌ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضٍ مِنْهَا.‏

٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْكَلَامِ عَطِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ؟‏

٩ قُدْرَتُنَا عَلَى ٱلْكَلَامِ هِيَ عَجِيبَةٌ فِعْلًا.‏ فَكِّرْ قَلِيلًا فِي مَا يَحْدُثُ عِنْدَمَا تَتَكَلَّمُ.‏ فَكَيْ تَقُولَ كَلِمَةً وَاحِدَةً،‏ يُنَسِّقُ دِمَاغُكَ حَرَكَةَ ١٠٠ عَضَلَةٍ تَقْرِيبًا فِي لِسَانِكَ،‏ حُنْجُرَتِكَ،‏ شَفَتَيْكَ،‏ فَكِّكَ،‏ وَصَدْرِكَ.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ تَتَحَرَّكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلْعَضَلَاتِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِيَكُونَ مَا تَقُولُهُ وَاضِحًا.‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى قُدْرَتِنَا عَلَى تَعَلُّمِ ٱللُّغَاتِ،‏ فَقَدْ أَظْهَرَتْ دِرَاسَةٌ عَامَ ٢٠١٩ أَنَّ ٱلْأَطْفَالَ ٱلْمَوْلُودِينَ حَدِيثًا يَقْدِرُونَ أَنْ يُمَيِّزُوا كَلِمَاتٍ وَيَتَفَاعَلُوا مَعَهَا.‏ وَهٰذَا يَدْعَمُ مَا يَقُولُهُ بَاحِثُونَ كَثِيرُونَ أَنَّنَا مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ لَدَيْنَا ٱلْقُدْرَةُ عَلَى فَهْمِ ٱللُّغَاتِ وَتَعَلُّمِهَا.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْكَلَامِ هِيَ عَطِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ.‏ —‏ خر ٤:‏١١‏.‏

١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِعَطِيَّةِ ٱلْكَلَامِ؟‏

١٠ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ عَطِيَّةَ ٱلْكَلَامِ؟‏ جَيِّدٌ أَنْ نَشْرَحَ إِيمَانَنَا بِٱللهِ لِلَّذِينَ يَسْتَغْرِبُونَ لِمَ لَا نُؤْمِنُ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ.‏ (‏مز ٩:‏١؛‏ ١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُقْنِعُونَا أَنَّ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ أَتَتْ بِٱلصُّدْفَةِ.‏ وَلٰكِنْ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا ٱلْآنَ،‏ نُدَافِعُ عَنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَنُوضِحُ لِلْمُهْتَمِّينَ لِمَ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ.‏ —‏ مز ١٠٢:‏٢٥؛‏ اش ٤٠:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

١١ مَا ٱلَّذِي يُمَيِّزُ دِمَاغَنَا؟‏

١١ قُدْرَتُنَا عَلَى ٱلتَّذَكُّرِ مُذْهِلَةٌ أَيْضًا.‏ فَفِي ٱلسَّابِقِ،‏ قَالَ عَالِمٌ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٢٠ مِلْيُونِ كِتَابٍ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ،‏ فَيَعْتَقِدُ ٱلْعُلَمَاءُ أَنَّ ذَاكِرَتَنَا تَسْتَوْعِبُ أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ.‏ وَهُنَاكَ قُدْرَةٌ أُخْرَى يَتَمَيَّزُ بِهَا دِمَاغُنَا.‏ فَمَا هِيَ؟‏

١٢ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْإِنْسَانَ عَنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٢ بَيْنَ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَحْدَهُ ٱلْإِنْسَانُ يَقْدِرُ أَنْ يُحَلِّلَ مَا يَحْصُلُ مَعَهُ وَيَتَعَلَّمَ مِنْهُ دُرُوسًا.‏ فَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَحْدَاثًا مَرَرْنَا بِهَا وَنَتَعَلَّمَ مِنْهَا لِنُحَسِّنَ شَخْصِيَّتَنَا وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا.‏ (‏١ كو ٦:‏٩-‏١١؛‏ كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ حَتَّى إِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا كَيْ يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وَلَدَيْنَا أَيْضًا ٱلْقُدْرَةُ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ،‏ نَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ،‏ نُسَامِحُهُمْ،‏ وَنَكُونُ عَادِلِينَ.‏

١٣ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٧٧:‏١١،‏ ١٢‏،‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ذَاكِرَتَنَا؟‏

١٣ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلذَّاكِرَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لَنَا؟‏ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي لَمَسْنَا فِيهَا يَدَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَهٰذَا يُقَوِّي ثِقَتَنَا أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٧٧:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٧٨:‏٤،‏ ٧‏)‏ وَمُهِمٌّ أَيْضًا أَنْ نَتَذَكَّرَ كَيْفَ سَاعَدَنَا ٱلْآخَرُونَ وَنُقَدِّرَ مَا فَعَلُوهُ مِنْ أَجْلِنَا.‏ وَقَدْ وَجَدَ ٱلْبَاحِثُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ ٱلْأُمُورَ ٱلْجَيِّدَةَ فِي حَيَاتِهِمْ هُمْ عُمُومًا أَسْعَدُ مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَنَنْسَى بَعْضَ ٱلْأُمُورِ.‏ فَمَعْ أَنَّ ذَاكِرَتَهُ كَامِلَةٌ،‏ يَخْتَارُ أَنْ يُسَامِحَنَا عَلَى أَخْطَائِنَا وَيَنْسَاهَا إِذَا تُبْنَا.‏ (‏مز ٢٥:‏٧؛‏ ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ مِثْلَهُ حِينَ يَنْدَمُونَ لِأَنَّهُمْ جَرَحُونَا.‏ —‏ مت ٦:‏١٤؛‏ لو ١٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ دِمَاغَنَا ٱلْمُذْهِلَ حِينَ نَسْتَخْدِمُهُ لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏ *

١٤ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ دِمَاغَنَا ٱلْمُذْهِلَ؟‏

١٤ وَكَيْ نُظْهِرَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ دِمَاغَنَا ٱلْمُذْهِلَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَخْدِمَهُ لِنُكْرِمَ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا.‏ فَٱلْبَعْضُ يَسْتَعْمِلُونَهُ كَيْ يُقَرِّرُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَنَا،‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَبَادِئَهُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي نَضَعُهَا نَحْنُ.‏ (‏رو ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَحِينَ نُطِيعُهُ،‏ نَعِيشُ بِسَلَامٍ وَنُحَقِّقُ ٱلْهَدَفَ مِنْ حَيَاتِنَا،‏ وَهُوَ أَنْ نُكْرِمَ خَالِقَنَا ٱلْمُحِبَّ وَنُفَرِّحَ قَلْبَهُ.‏ —‏ ام ٢٧:‏١١؛‏ اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ

١٥ لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هَدِيَّةٌ تُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟‏

١٥ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ ثَمِينَةٌ تُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا.‏ فَهُوَ أَوْحَى بِكِتَابَتِهِ لِأَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا كَثِيرًا.‏ وَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ،‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ أَجْوِبَةً عَلَى أَهَمِّ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ مِثْلِ:‏ كَيْفَ أَتَيْنَا إِلَى ٱلْوُجُودِ؟‏ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ حَيَاتِنَا؟‏ وَمَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ ٱلنَّاسِ ٱلْأَجْوِبَةَ.‏ لِذَا عَلَى مَرِّ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ دَفَعَ رِجَالًا أَنْ يُتَرْجِمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ إِلَى لُغَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَتَوَفَّرُ هٰذَا ٱلْكِتَابُ كُلُّهُ أَوْ جُزْءٌ مِنْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,٣ لُغَةٍ.‏ وَهُوَ ٱلْكِتَابُ ٱلْأَكْثَرُ تَرْجَمَةً وَتَوْزِيعًا فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ وَأَكْثَرِيَّةُ ٱلنَّاسِ،‏ أَيْنَمَا كَانُوا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَمَهْمَا كَانَتْ لُغَتُهُمْ،‏ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْرَأُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ.‏ —‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِٱللُّغَاتِ ٱلْإِفْرِيقِيَّةِ‏».‏

١٦ حَسَبَ مَتَّى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏،‏ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟‏

١٦ وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حِينَ نَقْرَأُهُ يَوْمِيًّا،‏ نَتَأَمَّلُ فِيهِ،‏ وَنَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ.‏ وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا أَيْضًا حِينَ نَجْتَهِدُ كَيْ نَنْقُلَ رِسَالَتَهُ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ —‏ مز ١:‏١-‏٣؛‏ مت ٢٤:‏١٤‏؛‏ اقرأ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٧ أَيَّةُ عَطَايَا تَحَدَّثْنَا عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَمَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٧ تَحَدَّثْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ ثَلَاثِ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ:‏ كَوْكَبِنَا ٱلْمُمَيَّزِ،‏ دِمَاغِنَا ٱلْمُذْهِلِ،‏ وَكَلِمَةِ ٱللهِ ٱلثَّمِينَةِ.‏ لٰكِنْ هُنَاكَ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ لَا نَرَاهَا بِعُيُونِنَا،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢ يَا يَهْوَهُ،‏ إِلٰهَنَا ٱلْعَظِيمَ

^ ‎الفقرة 5‏ سَتَزِيدُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ وَلِثَلَاثِ عَطَايَا قَدَّمَهَا لَنَا.‏ وَسَتُفِيدُنَا أَيْضًا عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ مَعَ ٱلَّذِينَ يَشُكُّونَ بِوُجُودِ ٱللهِ.‏

^ ‎الفقرة 64‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أُخْتٌ تَتَعَلَّمُ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً لِتُعَلِّمَ ٱلْمُهَاجِرِينَ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏