جاهِد لتحصل على بركة يهوه
«جَاهَدْتَ مَعَ ٱللهِ وَٱلنَّاسِ فَأَفْلَحْتَ». — تك ٣٢:٢٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٣٨
١، ٢ مَاذَا يُصَارِعُ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
مِنْ زَمَنِ هَابِيلَ ٱلْأَمِينِ وَحَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا، يُنَاضِلُ عُبَّادُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ لِيُحَافِظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَالَ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ إِنَّهُمُ ٱحْتَمَلُوا «تَحْتَ ٱلْآلَامِ نِضَالًا عَظِيمًا»، كَيْ يَنَالُوا رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتَهُ. (عب ١٠:٣٢-٣٤) كَمَا شَبَّهَ نِضَالَهُمْ، أَوْ جُهُودَهُمْ، بِجُهُودِ ٱلرِّيَاضِيِّينَ فِي ٱلْأَلْعَابِ ٱلْيُونَانِيَّةِ، مِثْلِ ٱلْمُصَارَعَةِ وَٱلْمُلَاكَمَةِ وَسِبَاقِ ٱلْجَرْيِ. (عب ١٢:١، ٤) وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ لَا نَزَالُ نَرْكُضُ فِي سِبَاقِ ٱلْحَيَاةِ، وَنُصَارِعُ أَعْدَاءً يُرِيدُونَ أَنْ يُلْهُونَا وَيُخَسِّرُونَا فَرَحَنَا وَٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ.
٢ بِدَايَةً، نَحْنُ فِي صِرَاعٍ شَدِيدٍ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ ٱلشِّرِّيرِ. (اف ٦:١٢) فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِتَعَالِيمِ ٱلْعَالَمِ وَفَلْسَفَاتِهِ وَعَادَاتِهِ ٱلْمُؤْذِيَةِ، كَٱلْعَهَارَةِ وَٱلتَّدْخِينِ وَتَعَاطِي ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ. كَمَا أَنَّنَا نُحَارِبُ بِٱسْتِمْرَارٍ ٱلتَّثَبُّطَ وَضَعَفَاتِ جَسَدِنَا. — ٢ كو ١٠:٣-٦؛ كو ٣:٥-٩.
٣ كَيْفَ يُدَرِّبُنَا ٱللهُ لِنُحَارِبَ أَعْدَاءَنَا؟
١ كو ٩:٢٦) فَيَجِبُ أَنْ نُصَارِعَ أَعْدَاءَنَا، مِثْلَمَا يُصَارِعُ ٱلْمُلَاكِمُ خَصْمَهُ. وَيَهْوَهُ يُدَرِّبُنَا وَيَدْعَمُنَا فِي هٰذَا ٱلصِّرَاعِ. فَهُوَ يُرْشِدُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ. وَيُسَاعِدُنَا أَيْضًا مِنْ خِلَالِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَٱلْمَحَافِلِ. وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ كَامِلًا مَا نَتَعَلَّمُهُ، وَإِلَّا نَكُونُ مِثْلَ مُلَاكِمٍ يَضْرِبُ ٱلْهَوَاءَ.
٣ وَهَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَهْزِمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءَ ٱلْأَقْوِيَاءَ؟ بِٱلتَّأْكِيدِ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَيْسَ سَهْلًا أَبَدًا. فَبَعْدَمَا شَبَّهَ بُولُسُ نَفْسَهُ بِمُلَاكِمٍ، قَالَ: «أُسَدِّدُ ضَرَبَاتِي بِحَيْثُ لَا أَضْرِبُ ٱلْهَوَاءَ». (٤ كَيْفَ نَغْلِبُ ٱلسُّوءَ؟
٤ وَبِمَا أَنَّ أَعْدَاءَنَا يُمْكِنُ أَنْ يُهَاجِمُونَا فَجْأَةً أَوْ حِينَ نَكُونُ فِي قِمَّةِ ٱلتَّثَبُّطِ، يَجِبُ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ. لِذَا يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ قَائِلًا: «لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ». (رو ١٢:٢١) وَتُؤَكِّدُ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَى ٱلسُّوءِ. وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي مُحَارَبَتِهِ. أَمَّا إِذَا أَلْقَيْنَا ٱلسِّلَاحَ وَٱسْتَسْلَمْنَا، فَيُمْكِنُ أَنْ يَغْلِبَنَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ وَجَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ. فَلَا نَسْمَحْ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يُثَبِّطَنَا أَوْ يُرْخِيَ أَيْدِيَنَا. — ١ بط ٥:٩.
٥ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَنْتَصِرَ فِي حَرْبِنَا؟ (ب) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
٥ وَلِكَيْ نَنْتَصِرَ فِي حَرْبِنَا هٰذِهِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ مَا هُوَ دَافِعُنَا. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَرْضَى ٱللهُ عَنَّا وَيُبَارِكَنَا. وَكَيْفَ نُحَقِّقُ ذٰلِكَ؟ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:٦: «يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». فَعَلَيْنَا أَنْ ‹نَجِدَّ فِي طَلَبِهِ›، أَيْ نَجْتَهِدَ، لِكَيْ يَرْضَى عَنَّا. (اع ١٥:١٧) وَهُنَالِكَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَمْثِلَةٌ رَائِعَةٌ لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ ٱجْتَهَدُوا فِي طَلَبِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ. مَثَلًا، وَاجَهَ يَعْقُوبُ وَرَاحِيلُ وَيُوسُفُ وَبُولُسُ ظُرُوفًا أَتْعَبَتْهُمْ نَفْسِيًّا وَجَسَدِيًّا. لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَيْهَا. وَيُؤَكِّدُ مِثَالُهُمْ أَنَّ ٱلِٱجْتِهَادَ وَٱلِٱحْتِمَالَ يُؤَدِّيَانِ إِلَى بَرَكَةِ يَهْوَهَ. فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟
اَلِٱحْتِمَالُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ
٦ لِمَ ٱجْتَهَدَ يَعْقُوبُ وَٱحْتَمَلَ، وَكَيْفَ بَارَكَهُ يَهْوَهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ جَاهَدَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ يَعْقُوبُ وَٱحْتَمَلَ لِأَنَّهُ أَحَبَّ يَهْوَهَ وَأَعَزَّ عَلَاقَتَهُ بِهِ. كَمَا وَثِقَ ثِقَةً تَامَّةً بِوَعْدِهِ أَنْ يُبَارِكَ نَسْلَهُ. (تك ٢٨:٣، ٤) حَتَّى إِنَّهُ صَارَعَ مَلَاكًا لِيَنَالَ بَرَكَةَ ٱللهِ وَهُوَ بِعُمْرِ ١٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. (اقرإ التكوين ٣٢:٢٤-٢٨.) وَهَلْ صَارَعَ ٱلْمَلَاكَ بِقُوَّتِهِ ٱلْخَاصَّةِ؟ طَبْعًا لَا. لٰكِنَّهُ كَانَ قَوِيَّ ٱلْإِرَادَةِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ عَلَى قَدِّ ٱلتَّحَدِّي. وَقَدْ بَارَكَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱجْتِهَادِهِ وَٱحْتِمَالِهِ. فَسَمَّاهُ إِسْرَائِيلَ (أَيْ «مُجَاهِدٌ [مُثَابِرٌ] مَعَ ٱللهِ» أَوِ «ٱللهُ يُجَاهِدُ»). وَهٰكَذَا نَالَ يَعْقُوبُ ٱلْمُكَافَأَةَ ٱلَّتِي نَسْعَى إِلَيْهَا جَمِيعًا: رِضَى ٱللهِ وَبَرَكَتَهُ.
٧ (أ) أَيُّ ظَرْفٍ صَعْبٍ وَاجَهَتْهُ رَاحِيلُ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَمَرَّتْ رَاحِيلُ فِي ٱلنِّضَالِ وَتَبَارَكَتْ؟
تك ٣٠:٨، ٢٠-٢٤.
٧ رَاحِيلُ مِنْ جِهَتِهَا تَاقَتْ، بِصِفَتِهَا زَوْجَةَ يَعْقُوبَ ٱلْمَحْبُوبَةَ، أَنْ تَرَى إِتْمَامَ وَعْدِ يَهْوَهَ لِزَوْجِهَا. لٰكِنَّهَا وَاجَهَتْ مُشْكِلَةً كَبِيرَةً، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا أَوْلَادٌ. وَفِي أَيَّامِهَا، سَبَّبَ هٰذَا ٱلْوَضْعُ لِلْمَرْأَةِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْحُزْنِ وَٱلتَّثَبُّطِ. فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَتْ أَنْ تُوَاجِهَ ظَرْفَهَا ٱلصَّعْبَ؟ لَمْ تَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ قَطُّ. بَلِ ٱسْتَمَرَّتْ فِي ٱلنِّضَالِ، مُوَاظِبَةً عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِحَرَارَةٍ إِلَى يَهْوَهَ. فَسَمِعَ تَوَسُّلَاتِهَا وَبَارَكَهَا بِٱبْنَيْنِ. فَلَا عَجَبَ أَنَّهَا قَالَتْ ذَاتَ مَرَّةٍ: «مُصَارَعَاتٍ شَاقَّةً قَدْ صَارَعْتُ . . . وَأَفْلَحْتُ!». —٨ أَيَّةُ ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ مَرَّ بِهَا يُوسُفُ، وَكَيْفَ يَرْسُمُ لَنَا مِثَالًا حَسَنًا؟
٨ لَا شَكَّ أَنَّ مِثَالَ يَعْقُوبَ وَرَاحِيلَ ٱلْأَمِينَيْنِ أَثَّرَ كَثِيرًا فِي ٱبْنِهِمَا يُوسُفَ، وَسَاعَدَهُ حِينَ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُهُ. فَعِنْدَمَا كَانَ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً، تَغَيَّرَتْ حَيَاتُهُ كُلِّيًّا. فَبِسَبَبِ ٱلْغَيْرَةِ، بَاعَهُ إِخْوَتُهُ عَبْدًا. ثُمَّ سُجِنَ ظُلْمًا سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي مِصْرَ. (تك ٣٧:٢٣-٢٨؛ ٣٩:٧-٩، ٢٠، ٢١) لٰكِنَّهُ لَمْ يَيْأَسْ، وَلَمْ يَحْقِدْ وَيَسْعَ لِلِٱنْتِقَامِ. بَلْ قَدَّرَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ وَبَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَيْهَا كَامِلًا. (لا ١٩:١٨؛ رو ١٢:١٧-٢١) وَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ رَائِعٍ لَنَا! لِذٰلِكَ حَتَّى لَوْ عِشْنَا طُفُولَةً صَعْبَةً أَوْ وَاجَهْنَا مَشَاكِلَ بِلَا حَلٍّ، يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلنِّضَالِ وَٱلِٱحْتِمَالِ. عِنْدَئِذٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُنَا. — اقرإ التكوين ٣٩:٢١-٢٣.
٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَعْقُوبَ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ؟
٩ رُبَّمَا تَمُرُّ أَنْتَ أَيْضًا بِظَرْفٍ يَمْتَحِنُ إِيمَانَكَ. فَقَدْ تُوَاجِهُ ٱلظُّلْمَ، ٱلِٱسْتِهْزَاءَ، أَوْ تُهَمًا كَاذِبَةً دَافِعُهَا ٱلْغَيْرَةُ. فَبَدَلَ أَنْ تَسْتَسْلِمَ وَتُرْخِيَ يَدَيْكَ، تَذَكَّرْ مِثَالَ يَعْقُوبَ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ ٱلَّذِينَ وَاصَلُوا خِدْمَةَ إِلٰهِهِمْ بِفَرَحٍ. فَيَهْوَهُ قَوَّاهُمْ وَبَارَكَهُمْ لِأَنَّهُمْ قَدَّرُوا عَلَاقَتَهُمْ بِهِ. كَمَا ٱسْتَمَرُّوا فِي ٱلنِّضَالِ وَعَمِلُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِهِمْ. وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُبْقِيَ رَجَاءَنَا حَيًّا. فَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ تُصَارِعَ، أَوْ تَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِكَ، لِتَنَالَ بَرَكَةَ يَهْوَهَ؟
هَلْ تُصَارِعُ لِتَنَالَ ٱلْبَرَكَةَ؟
١٠، ١١ (أ) أَيُّ ظُرُوفٍ نُصَارِعُهَا لِنَنَالَ بَرَكَةَ ٱللهِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ؟
١٠ أَيُّ ظُرُوفٍ نُصَارِعُهَا لِنَنَالَ بَرَكَةَ ٱللهِ؟ كَثِيرُونَ مِنَّا يُجَاهِدُونَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ضَعْفٍ مَا، فِيمَا يَبْذُلُ آخَرُونَ جُهْدًا كَبِيرًا لِيَنْظُرُوا إِلَى ٱلْخِدْمَةِ بِإِيجَابِيَّةٍ. كَمَا يُصَارِعُ ٱلْبَعْضُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ أَوْ يُعَانُونَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَيُجَاهِدُونَ لِيُسَامِحُوا شَخْصًا أَسَاءَ إِلَيْهِمْ. فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ سَنَوَاتِ خِدْمَتِنَا، كُلُّنَا نُحَارِبُ أُمُورًا تُصَعِّبُ عَلَيْنَا عِبَادَةَ يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي يُكَافِئُ ٱلْأُمَنَاءَ.
١١ طَبْعًا، لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَعِيشَ كَمَسِيحِيِّينَ وَنَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةَ، خَاصَّةً عِنْدَ مُحَارَبَةِ ار ١٧:٩) لِذٰلِكَ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّ قَلْبَكَ ٱلْغَدَّارَ بَدَأَ يُؤَثِّرُ فِيكَ، فَصَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَٱلصَّلَاةُ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ سَيُقَوِّيَانِكَ كَيْ تَفْعَلَ ٱلصَّوَابَ وَتَنَالَ بَرَكَةَ يَهْوَهَ. اِعْمَلْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِكَ، ٱقْرَأْ مَقْطَعًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا، وَخَصِّصْ وَقْتًا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. — اقرإ المزمور ١١٩:٣٢.
رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. (١٢، ١٣ مَاذَا سَاعَدَ أَخًا وَأُخْتًا أَنْ يَتَغَلَّبَا عَلَى ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ؟
١٢ لَقَدْ سَاعَدَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَٱلْمَطْبُوعَاتُ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى رَغَبَاتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ. مَثَلًا، قَرَأَ مُرَاهِقٌ مَقَالَةً بِعُنْوَانِ «كَيْفَ تُقَاوِمُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ؟» فِي عَدَدِ ٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠٠٣ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!. يُخْبِرُ: «أَنَا أُجَاهِدُ لِطَرْدِ ٱلْأَفْكَارِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ. وَعِنْدَمَا قَرَأْتُ أَنَّ إِخْوَةً كَثِيرِينَ يَبْذُلُونَ جُهُودًا كَبِيرَةً لِلتَّغَلُّبِ عَلَى رَغَبَاتِهِمِ ٱلْخَاطِئَةِ، شَعَرْتُ أَنِّي لَسْتُ وَحِيدًا». وَٱسْتَفَادَ هٰذَا ٱلشَّابُّ أَيْضًا مِنْ مَقَالَةٍ أُخْرَى عُنْوَانُهَا «هَلْ يُوَافِقُ ٱللهُ عَلَى أَنْمَاطِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْبَدِيلَةِ؟» فِي عَدَدِ ٨ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠٣. فَقَدْ قَرَأَ فِيهَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ يُصَارِعُونَ بِٱسْتِمْرَارٍ ضَعْفًا يُشْبِهُ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ». (٢ كو ١٢:٧) مَعَ ذٰلِكَ، يُجَاهِدُونَ لِيُحَافِظُوا عَلَى سُلُوكٍ جَيِّدٍ، وَلَدَيْهِمْ رَجَاءٌ بِمُسْتَقْبَلٍ رَائِعٍ. ثُمَّ يُضِيفُ هٰذَا ٱلشَّابُّ: «إِنَّ هٰذَا ٱلرَّجَاءَ يُمَكِّنُنِي مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِي، يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. وَأَنَا أَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يُسَاعِدُنَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ أَنْ نَحْتَمِلَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامَ ٱلشِّرِّيرَةَ».
١٣ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ أُخْتٍ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. تَكْتُبُ: «أَشْكُرُكُمْ عَلَى تَزْوِيدِنَا بِٱلطَّعَامِ ٱلْمُنَاسِبِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. كَثِيرًا مَا أَشْعُرُ أَنَّ ٱلْمَقَالَاتِ تُكْتَبُ مِنْ أَجْلِي. فَأَنَا أُحَارِبُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ رَغْبَةً يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ. وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ ٱلِٱسْتِسْلَامَ! أَنَا أَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ رَحِيمٌ وَغَفُورٌ. لٰكِنِّي أَشْعُرُ أَنِّي لَا أَسْتَحِقُّ مُسَاعَدَتَهُ، لِأَنِّي فِي أَعْمَاقِي لَا أَزَالُ أَمِيلُ إِلَى تِلْكَ ٱلرَّغْبَةِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَهٰذَا ٱلصِّرَاعُ ٱلْمُسْتَمِرُّ يُصَعِّبُ عَلَيَّ حَيَاتِي كَثِيرًا. . . . وَلٰكِنْ عِنْدَمَا قَرَأْتُ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ ‹هَلْ لَدَيْكَ «قَلْبٌ لِتَعْرِفَ» يَهْوَهَ؟› فِي عَدَدِ ١٥ آذَارَ (مَارِس) ٢٠١٣ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، شَعَرْتُ فِعْلًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَنِي».
١٤ (أ) كَيْفَ شَعَرَ بُولُسُ حِيَالَ صِرَاعِهِ مَعَ ضَعَفَاتِهِ؟ (ب) كَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى ضَعَفَاتِ جَسَدِنَا؟
١٤ اقرأ روما ٧:٢١-٢٥. عَرَفَ بُولُسُ مِنْ تَجْرِبَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ كَمْ هِيَ صَعْبَةٌ مُحَارَبَةُ ٱلضَّعَفَاتِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. لٰكِنَّهُ وَثِقَ أَنَّهُ سَيَنْتَصِرُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَرْبِ، شَرْطَ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَيُصَلِّيَ إِلَيْهِ وَيُؤْمِنَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَمَاذَا عَنَّا؟ إِذَا تَمَثَّلْنَا بِبُولُسَ، نَسْتَطِيعُ نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ضَعَفَاتِنَا. فَعَلَيْنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِٱلْفِدْيَةِ وَنَتَّكِلَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ، وَلَيْسَ عَلَى قُوَّتِنَا ٱلْخَاصَّةِ.
١٥ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ أَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ وَنَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ؟
١٥ يُعْطِينَا يَهْوَهُ أَحْيَانًا ٱلْفُرْصَةَ لِنُعَبِّرَ عَنْ مَدَى ٱهْتِمَامِنَا بِمَسْأَلَةٍ مَا. فَمَاذَا نَفْعَلُ مَثَلًا لَوْ وَاجَهْنَا ٱلظُّلْمَ أَوْ أُصِبْنَا نَحْنُ (أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِنَا) بِمَرَضٍ خَطِيرٍ؟ يَجِبُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ كَامِلًا بِٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ. وَهُوَ سَيَمْنَحُنَا ٱلْقُوَّةَ لِنَبْقَى أُمَنَاءَ وَنُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا وَعَلَاقَتِنَا بِهِ. (في ٤:١٣) وَتُظْهِرُ أَمْثِلَةُ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ، فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ، أَنَّ ٱلصَّلَاةَ بِحَرَارَةٍ تُقَوِّينَا وَتُشَجِّعُنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ.
جَاهِدْ دَائِمًا لِتَحْصُلَ عَلَى بَرَكَةِ يَهْوَهَ
١٦، ١٧ عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ؟
١٦ كَمْ يُسَرُّ ٱلشَّيْطَانُ حِينَ يَرَاكَ تُرْخِي يَدَيْكَ وَتَسْتَسْلِمُ! لِذَا صَمِّمْ أَنْ ‹تَتَمَسَّكَ بِٱلْحَسَنِ›. (١ تس ٥:٢١) تَأَكَّدْ أَنَّكَ إِذَا وَثِقْتَ كَامِلًا بِٱللهِ، فَسَيُقَوِّيكَ وَيَدْعَمُكَ. وَهٰكَذَا تَرْبَحُ مَعْرَكَتَكَ ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ ٱلشِّرِّيرِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. — ٢ كو ٤:٧-٩؛ غل ٦:٩.
١٧ إِذًا ٱسْتَمِرَّ فِي ٱلنِّضَالِ. اِسْتَمِرَّ فِي ٱلْجِهَادِ. اِسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ. وَثِقْ كَامِلًا أَنَّ يَهْوَهَ ‹سَيَسْكُبُ عَلَيْكَ بَرَكَةً حَتَّى لَا يَكُونَ بَعْدُ عَوَزٌ›. — مل ٣:١٠.