الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تمثَّل بحنان يهوه

تمثَّل بحنان يهوه

‏«يَهْوَهُ يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ».‏ —‏ خر ٣٤:‏٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٤٢،‏ ١٢

١ كَيْفَ كَشَفَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ لِمُوسَى،‏ وَمَاذَا تُظْهِرُ ٱلصِّفَاتُ ٱلَّتِي شَدَّدَ عَلَيْهَا؟‏

ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يُعَرِّفَ مُوسَى بِنَفْسِهِ.‏ فَأَعْلَنَ لَهُ ٱسْمَهُ وَبَعْضًا مِنْ صِفَاتِهِ.‏ وَمِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ تَحَدَّثَ أَوَّلًا عَنْ رَحْمَتِهِ وَحَنَانِهِ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٣٤:‏٥-‏٧‏.‏)‏ فَمُوسَى ٱحْتَاجَ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ دَعْمِ يَهْوَهَ لَهُ.‏ (‏خر ٣٣:‏١٣‏)‏ لِذٰلِكَ بَدَلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ ٱللهُ عَنْ قُوَّتِهِ أَوْ حِكْمَتِهِ،‏ شَدَّدَ عَلَى صِفَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّهُ يَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ خُدَّامِهِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ تُشَجِّعُنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ،‏ أَوِ ٱلرَّأْفَةِ،‏ ٱلَّتِي تَعْنِي أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ وَنَرْغَبَ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ.‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْحَنَانَ صِفَةٌ تُولَدُ مَعَ ٱلْبَشَرِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ نُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ اَلْحَنَانُ صِفَةٌ تُولَدُ مَعَ ٱلْبَشَرِ لِأَنَّ ٱللهَ خَلَقَهُمْ عَلَى صُورَتِهِ.‏ حَتَّى ٱلَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَهُ يُظْهِرُونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ مَثَلًا،‏ أَحْضَرَتِ ٱمْرَأَتَانِ طِفْلًا أَمَامَ سُلَيْمَانَ وَٱدَّعَتْ كُلٌّ مِنْهُمَا أَنَّهَا أُمُّهُ.‏ وَلِيَكْتَشِفَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقِيقَةَ،‏ أَمَرَ أَنْ يُقْطَعَ ٱلْوَلَدُ نِصْفَيْنِ.‏ فَحَنَّتِ ٱلْأُمُّ ٱلْحَقِيقِيَّةُ عَلَى طِفْلِهَا لِدَرَجَةِ أَنَّهَا كَانَتْ مُسْتَعِدَّةً أَنْ تَتَخَلَّى عَنْهُ لِتُنْقِذَ حَيَاتَهُ.‏ (‏١ مل ٣:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ وَهُنَاكَ أَيْضًا ٱلرِّوَايَةُ عَنِ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ.‏ فَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّ ٱلطِّفْلَ مُوسَى مِنْ أَوْلَادِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ.‏ لٰكِنَّهَا «حَنَّتْ عَلَيْهِ» وَقَرَّرَتْ أَنْ تَتَبَنَّاهُ.‏ —‏ خر ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

٣ وَلِمَاذَا نُنَاقِشُ صِفَةَ ٱلْحَنَانِ؟‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ وَمَعَ أَنَّنَا نَتَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ بِطَبِيعَتِنَا،‏ نَمِيلُ بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ إِلَى ٱلتَّصَرُّفِ بِأَنَانِيَّةٍ.‏ وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نَخْتَارَ بَيْنَ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِأَنْفُسِنَا.‏ فَلْنَفْحَصْ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ وَآخَرُونَ هٰذِه ٱلصِّفَةَ.‏ ثُمَّ نَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ،‏ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ذٰلِكَ.‏

يَهْوَهُ أَفْضَلُ مِثَالٍ فِي ٱلْحَنَانِ

٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ أَرْسَلَ يَهْوَهُ مَلَاكَيْنِ إِلَى سَدُومَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ عَنْ عَائِلَةِ لُوطٍ؟‏

٤ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ مُنَاسَبَاتٍ عَدِيدَةٍ أَظْهَرَ يَهْوَهُ فِيهَا ٱلْحَنَانَ.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِ لُوطٍ.‏ فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْبَارُّ «كَانَ يُضَايِقُهُ جِدًّا» فُجُورُ ٱلنَّاسِ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَقَرَّرَ ٱللهُ أَنْ يُهْلِكَ هٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسَ ٱلْفَاسِدِينَ،‏ وَأَرْسَلَ مَلَاكَيْنِ لِيُنْقِذَا لُوطًا.‏ فَأَمَرَاهُ أَنْ يَأْخُذَ عَائِلَتَهُ وَيَهْرُبَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَلَمَّا تَأَخَّرَ،‏ أَمْسَكَا «بِيَدِهِ وَبِيَدِ زَوْجَتِهِ وَبِيَدِ ٱبْنَتَيْهِ،‏ لِرَأْفَةِ يَهْوَهَ بِهِ،‏ وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ».‏ (‏تك ١٩:‏١٦‏)‏ وَكَمَا تَفَهَّمَ يَهْوَهُ مُعَانَاةَ لُوطٍ،‏ نَثِقُ أَنَّهُ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا وَيَتَفَهَّمُ ٱلظُّرُوفَ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا.‏ —‏ اش ٦٣:‏٧-‏٩؛‏ يع ٥:‏١١؛‏ ٢ بط ٢:‏٩‏.‏

٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ عَنْ إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ؟‏

٥ وَيَهْوَهُ يُعَلِّمُ خُدَّامَهُ أَنْ يُظْهِرُوا ٱلْحَنَانَ فِي حَيَاتِهِمْ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي وَصِيَّةٍ أَعْطَاهَا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ فَإِذَا أَخَذَ إِسْرَائِيلِيٌّ ثَوْبَ صَاحِبِهِ كَرَهْنٍ،‏ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُ لَهُ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٢٢:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏)‏ تَخَيَّلْ لَوْ أَنَّهُ ٱحْتَفَظَ بِٱلثَّوْبِ وَتَرَكَ صَاحِبَهُ بِلَا غِطَاءٍ يَسْتَدْفِئُ بِهِ.‏ أَلَا يَكُونُ ذٰلِكَ تَصَرُّفًا قَاسِيًا عَدِيمَ ٱلرَّحْمَةِ؟‏!‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَبْدَإِ وَرَاءَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَاهَلَ حَاجَاتِ إِخْوَتِنَا،‏ بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ قَدْرَ إِمْكَانَاتِنَا.‏ —‏ كو ٣:‏١٢؛‏ يع ٢:‏١٥،‏ ١٦‏؛‏ اقرأ ١ يوحنا ٣:‏١٧‏.‏

٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَنَانِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْخُطَاةِ؟‏

٦ فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَحَنَّنَ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حَتَّى عِنْدَمَا أَخْطَأُوا.‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى،‏ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَهْوَهُ إِلٰهُ آبَائِهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ لِأَنَّهُ تَرَأَّفَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكِنِهِ».‏ ‏(‏٢ اخ ٣٦:‏١٥‏)‏ أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَحِنَّ عَلَى ٱلنَّاسِ مَا دَامَ ٱلْبَابُ مَفْتُوحًا لِيَتُوبُوا وَيَكْسِبُوا رِضَى ٱللهِ؟‏ فَيَهْوَهُ لَا يُرِيدُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَرِيبَةِ.‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ لِنَسْتَغِلَّ ٱلْوَقْتَ ٱلْبَاقِيَ إِذًا وَنُعْلِنْ رِسَالَةَ ٱلتَّحْذِيرِ.‏ وَهٰكَذَا نُسَاعِدُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ لِيَسْتَفِيدُوا مِنْ حَنَانِ ٱللهِ.‏

٧،‏ ٨ لِمَ شَعَرَتْ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ أَنَّ يَهْوَهَ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا؟‏

٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا يُظْهِرُ يَهْوَهُ ٱلْحَنَانَ لِخُدَّامِهِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ مِيلَان وَعَائِلَتِهِ خِلَالَ نِزَاعٍ عِرْقِيٍّ فِي أَوَائِلِ ٱلتِّسْعِينِيَّاتِ.‏ * كَانَ مِيلَانُ،‏ ٱلْبَالِغُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٢ سَنَةً،‏ مُسَافِرًا مَعَ وَالِدَيْهِ وَأَخِيهِ ٱلْأَصْغَرِ وَإِخْوَةٍ آخَرِينَ بِٱلْبَاصِ.‏ وَكَانُوا ذَاهِبِينَ مِنَ ٱلْبُوسْنَة إِلَى صِرْبِيَا لِحُضُورِ مَحْفِلٍ سَيَعْتَمِدُ فِيهِ ٱلْوَالِدَانِ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱلْحُدُودِ،‏ سَمَحَ ٱلْجُنُودُ لِكُلِّ ٱلرُّكَّابِ بِٱلْعُبُورِ،‏ مَا عَدَا عَائِلةَ مِيلَان لِأَنَّهَا مِنْ عِرْقٍ مُخْتَلِفٍ.‏ وَبَعْدَمَا ٱحْتَجَزُوهُمْ يَوْمَيْنِ،‏ ٱتَّصَلَ ٱلضَّابِطُ بِقَائِدِهِ عَبْرَ ٱللاَّسِلْكِيِّ لِيَعْرِفَ مَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلضَّابِطَ كَانَ وَاقِفًا أَمَامَهُمْ،‏ سَمِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْقَائِدَ يُجِيبُ:‏ «خُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ».‏

٨ وَلٰكِنْ فِيمَا تَكَلَّمَ ٱلضَّابِطُ مَعَ جُنُودِهِ،‏ أَتَى رَجُلَانِ وَٱقْتَرَبَا إِلَى ٱلْعَائِلَةِ.‏ وَهَمَسَا إِلَيْهِمْ أَنَّهُمَا شَاهِدَانِ وَأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ فِي ٱلْبَاصِ أَخْبَرُوهُمَا بِمَا حَدَثَ.‏ ثُمَّ قَالَا لِمِيلَان وَأَخِيهِ أَنْ يَرْكَبَا فِي ٱلسَّيَّارَةِ لِيَعْبُرَا ٱلْحُدُودَ مَعَهُمَا،‏ لِأَنَّ ٱلْجُنُودَ لَا يُدَقِّقُونَ فِي هُوِيَّاتِ ٱلْأَطْفَالِ.‏ وَطَلَبَا مِنَ ٱلْوَالِدَيْنِ أَنْ يَقْطَعَا ٱلْحُدُودَ مِنْ خَلْفِ نُقْطَةِ ٱلتَّفْتِيشِ وَيُلَاقِيَانِهِمْ فِي ٱلْجِهَةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ فِي تِلْكَ ٱللَّحَظَاتِ،‏ خَافَ مِيلَان كَثِيرًا،‏ وَلَمْ يَعْرِفْ هَلْ يَضْحَكُ أَمْ يَبْكِي.‏ أَمَّا وَالِدَاهُ فَسَأَلَا:‏ «أَيُعْقَلُ أَنْ يَتْرُكُونَا نَذْهَبُ؟‏!‏».‏ لٰكِنَّهُمَا نَفَّذَا طَلَبَ ٱلْأَخَوَيْنِ.‏ وَفِيمَا مَشَيَا،‏ بَدَا وَكَأَنَّ ٱلْجُنُودَ لَا يَرَوْنَهُمَا.‏ فَٱجْتَمَعَتِ ٱلْعَائِلَةُ مُجَدَّدًا خَلْفَ ٱلْحُدُودِ،‏ وَتَابَعَ ٱلْجَمِيعُ طَرِيقَهُمْ إِلَى ٱلْمَحْفِلِ.‏ لَقَدْ شَعَرُوا أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَوَاتِهِمْ.‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَعْرِفُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَدَخَّلُ دَائِمًا لِحِمَايَةِ خُدَّامِهِ.‏ (‏اع ٧:‏٥٨-‏٦٠‏)‏ لٰكِنَّ مِيلَان يُخْبِرُ:‏ «شَعَرْتُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ أَعْمَوْا عُيُونَ ٱلْجُنُودِ وَأَنَّ يَهْوَهَ أَنْقَذَنَا».‏ —‏ مز ٩٧:‏١٠‏.‏

٩ كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ تِجَاهَ ٱلْجُمُوعِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٩ يَسُوعُ أَيْضًا رَسَمَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْحَنَانِ.‏ فَقَدْ أَشْفَقَ عَلَى ٱلْجُمُوعِ ٱلَّتِي تَبِعَتْهُ،‏ لِأَنَّهُمْ «كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا».‏ وَمَاذَا فَعَلَ؟‏ «اِبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ (‏مت ٩:‏٣٦‏؛‏ اقرأ مرقس ٦:‏٣٤‏.‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَمْ يَرْغَبِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِطْلَاقًا فِي مُسَاعَدَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ.‏ (‏مت ١٢:‏٩-‏١٤؛‏ ٢٣:‏٤؛‏ يو ٧:‏٤٩‏)‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَشْعُرُ بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ مِثْلَ يَسُوعَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَهَ؟‏

١٠،‏ ١١ هَلِ ٱلْحَنَانُ فِي مَحَلِّهِ دَائِمًا؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٠ لٰكِنَّ ٱلْحَنَانَ لَيْسَ دَائِمًا فِي مَحَلِّهِ.‏ مَثَلًا،‏ ظَنَّ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنَّهُ يُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ حِينَ عَفَا عَنِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَجَاجَ وَعَنْ أَفْضَلِ مَوَاشِي ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ.‏ لٰكِنَّ تَصَرُّفَهُ كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ تَمَرُّدًا عَلَى أَوَامِرِ يَهْوَهَ.‏ فَرَفَضَهُ ٱللهُ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ (‏١ صم ١٥:‏٣،‏ ٩،‏ ١٥‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَتَى يُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ وَمَتَى لَا يُظْهِرُهُ.‏ فَهُوَ قَاضٍ عَادِلٌ وَيَعْرِفُ مَا فِي ٱلْقُلُوبِ.‏ (‏مرا ٢:‏١٧؛‏ حز ٥:‏١١‏)‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُنَفِّذُ ٱلدَّيْنُونَةَ فِي كُلِّ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ أَنْ يُطِيعُوهُ.‏ (‏٢ تس ١:‏٦-‏١٠‏)‏ وَإِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ نَحْوَهُمْ لَنْ يَكُونَ فِي مَحَلِّهِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ سَيَكُونُ إِهْلَاكُهُمْ إِعْرَابًا عَنِ ٱلْحَنَانِ تِجَاهَ ٱلْأَبْرَارِ ٱلَّذِينَ سَيُنَجِّيهِمْ.‏

١١ طَبْعًا،‏ لَا يَحِقُّ لَنَا أَنْ نُقَرِّرَ مَنْ يَسْتَحِقُّ ٱلْخَلَاصَ أَوِ ٱلْهَلَاكَ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ لِنُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ.‏ فَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ؟‏ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ.‏

كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ؟‏

١٢ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْحَنَانُ؟‏

١٢ كُنْ خَدُومًا.‏ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَحِنُّوا عَلَى إِخْوَتِهِمْ وَٱلْقَرِيبِ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ بط ٣:‏٨‏)‏ وَٱلْحَنَانُ يَحْمِلُ مَعْنَى «ٱلشُّعُورِ بِأَلَمِ ٱلْآخَرِينَ»،‏ وَيَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ إِلَى ٱلتَّخْفِيفِ عَنْهُمْ.‏ فَٱبْحَثْ عَنْ طَرَائِقَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْغَيْرِ.‏ مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تُسَاعِدَهُمْ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ أَوْ شِرَاءِ حَاجِيَّاتِهِمْ؟‏ —‏ مت ٧:‏١٢‏.‏

حِينَ تَكُونُ خَدُومًا،‏ تُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ لِلْآخَرِينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٣ مَاذَا يَفْعَلُ شَعْبُ ٱللهِ حِينَ تَضْرِبُ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ؟‏

١٣ اِشْتَرِكْ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ عِنْدَمَا تَضْرِبُ ٱلْكَوَارِثُ ٱلطَّبِيعِيَّةُ،‏ يَدْفَعُنَا ٱلْحَنَانُ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلْمُتَضَرِّرِينَ.‏ وَشَعْبُ يَهْوَهَ مَعْرُوفُونَ بِأَنَّهُمْ يَتَطَوَّعُونَ فِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ.‏ (‏١ بط ٢:‏١٧‏)‏ مَثَلًا،‏ حِينَ ضَرَبَ زِلْزَالٌ وَتُسُونَامِي ٱلْيَابَان عَامَ ٢٠١١،‏ تَطَوَّعَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَابَان وَبُلْدَانٍ أُخْرَى لِيُصْلِحُوا ٱلْبُيُوتَ وَقَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَعَبَّرَتْ أُخْتٌ تَعِيشُ هُنَاكَ كَمْ شَجَّعَهَا ذٰلِكَ وَعَزَّاهَا.‏ وَأَضَافَتْ:‏ «رَأَيْتُ بِعَيْنِي أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِنَا وَأَنَّ ٱلشُّهُودَ يَعْتَنُونَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ.‏ وَتَشَجَّعْتُ لِأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُصَلُّونَ مِنْ أَجْلِنَا».‏

١٤ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ؟‏

١٤ سَاعِدِ ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ.‏ نَتَأَثَّرُ كَثِيرًا حِينَ نَرَى ٱلنَّاسَ يُعَانُونَ مِنَ ٱلْمَرَضِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ.‏ وَنَحْنُ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَنْتَهِي مَشَاكِلُ كَهٰذِهِ،‏ لِذَا نُصَلِّي أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ ٱللهِ.‏ أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ فَنَفْعَلُ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ لِنُسَانِدَهُمْ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ وَالِدَةِ أَحَدِ ٱلْكُتَّابِ.‏ فَقَدْ كَانَتْ مُصَابَةً بِدَاءِ أَلْزْهَايْمِر،‏ وَذَاتَ يَوْمٍ بَلَّلَتْ ثِيَابَهَا.‏ وَفِيمَا حَاوَلَتْ أَنْ تُغَيِّرَهَا،‏ دَقَّ جَرَسُ ٱلْبَابِ.‏ وَمَنِ ٱلزَّائِرُ؟‏ أُخْتَانِ كَانَتَا تَزُورَانِهَا بِٱنْتِظَامٍ.‏ فَعَرَضَتَا عَلَيْهَا ٱلْمُسَاعَدَةَ،‏ وَقَبِلَتِ ٱلْمَرْأَةُ مَعَ أَنَّهَا مُحْرَجَةٌ.‏ ثُمَّ أَعَدَّتَا لَهَا ٱلشَّايَ وَأَمْضَتَا بَعْضَ ٱلْوَقْتِ مَعَهَا.‏ فَقَدَّرَ ٱلِٱبْنُ كَثِيرًا مَا فَعَلَتْهُ ٱلْأُخْتَانِ.‏ كَتَبَ:‏ «يَسْتَحِقُّ ٱلشُّهُودُ كُلَّ ٱلِٱحْتِرَامِ.‏ فَهُمْ يُطَبِّقُونَ مَا يُعَلِّمُونَهُ».‏ فَهَلْ تَحِنُّ عَلَى ٱلْمَرْضَى وَٱلْمُسِنِّينَ وَتَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ لِتُخَفِّفَ عَنْهُمْ؟‏ —‏ في ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا؟‏

١٥ عَلِّمِ ٱلنَّاسَ عَنْ يَهْوَهَ.‏ حِينَ نَرَى ٱلنَّاسَ مُثْقَلِينَ بِٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْهُمُومِ،‏ نَنْدَفِعُ إِلَى مُسَاعَدَتِهِمْ رُوحِيًّا.‏ وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ هِيَ أَنْ نُعَلِّمَهُمْ عَنِ ٱللهِ وَعَمَّا سَيَفْعَلُهُ ٱلْمَلَكُوتُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ وَنَحْنُ نُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا أَنْ يَرَوْا فَوَائِدَ تَطْبِيقِ وَصَايَا ٱللهِ.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ اَلْكِرَازَةُ إِذًا وَسِيلَةٌ رَائِعَةٌ لِنُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ لِلنَّاسِ.‏ فَلِمَ لَا تَزِيدُ ٱشْتِرَاكَكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يُكْرِمُ ٱللهَ؟‏ —‏ ١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

كَيْفَ يُفِيدُكَ إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ؟‏

١٦ كَيْفَ يُفِيدُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ؟‏

١٦ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ لِلْآخَرِينَ،‏ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا.‏ فَبِحَسَبِ ٱلْخُبَرَاءِ فِي عِلْمِ ٱلنَّفْسِ،‏ تَتَحَسَّنُ صِحَّتُنَا وَعَلَاقَتُنَا بِٱلْآخَرِينَ.‏ وَنَصِيرُ أَكْثَرَ تَفَاؤُلًا وَسَعَادَةً،‏ وَنَتَجَنَّبُ ٱلْعُزْلَةَ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلسَّلْبِيَّةَ.‏ (‏اف ٤:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يَرْتَاحُ ضَمِيرُنَا لِأَنَّنَا نُطَبِّقُ وَصِيَّةَ ٱللهِ.‏ وَتَتَحَسَّنُ حَيَاتُنَا ٱلْعَائِلِيَّةُ وَصَدَاقَاتُنَا.‏ كَمَا يُرَجَّحُ أَنْ يَقِفَ ٱلْآخَرُونَ بِدَوْرِهِمْ إِلَى جَانِبِنَا وَقْتَ ٱلضِّيقِ.‏ —‏ اقرأ متى ٥:‏٧؛‏ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

١٧ لِمَ تَرْغَبُ فِي إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ؟‏

١٧ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَفِيدُ حِينَ نُظْهِرُ ٱلْحَنَانَ،‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ هَدَفَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ.‏ فَنَحْنُ نَرْغَبُ أَوَّلًا وَأَخِيرًا أَنْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ ٱللهَ وَنَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ (‏ام ١٤:‏٣١‏)‏ فَهُوَ يَنْبُوعُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْحَنَانِ،‏ وَيَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ.‏ لِنَبْذُلْ كُلَّ جُهْدِنَا إِذًا لِنُظْهِرَ ٱلْحَنَانَ.‏ وَهٰكَذَا نَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ مَعَ إِخْوَتِنَا وَٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِنَا.‏ —‏ غل ٦:‏١٠؛‏ ١ يو ٤:‏١٦‏.‏

^ ‎الفقرة 7‏ اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.‏