الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

نمِّ ضبط النفس

نمِّ ضبط النفس

‏«أَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ .‏ .‏ .‏ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ».‏ —‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨٣،‏ ٥٢

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ هُوَ حَالُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟‏

ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَيَهْوَهُ يُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ كَامِلًا.‏ أَمَّا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ فَيَصْعُبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ مَشَاكِلُ كَثِيرَةٌ نَرَاهَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَعَدَمُ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمُمَاطَلَةِ وَٱلتَّقْصِيرِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ وَٱلْعَمَلِ،‏ وَٱلْغَرَقِ فِي دُيُونٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلسُّكْرِ،‏ ٱلْإِدْمَانِ،‏ ٱلشَّتْمِ،‏ ٱلْعُنْفِ،‏ ٱلسَّجْنِ،‏ وَٱلصَّدَمَاتِ ٱلنَّفْسِيَّةِ.‏ وَمِنْ نَتَائِجِهِ أَيْضًا ٱلْأَمْرَاضُ ٱلْمُنْتَقِلَةُ جِنْسِيًّا،‏ ٱلْحَبَلُ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ،‏ وَٱلطَّلَاقُ.‏ —‏ مز ٣٤:‏١١-‏١٤‏.‏

٢ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَنْقُصُهُمْ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ يُسَبِّبُونَ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ.‏ وَلِلْأَسَفِ،‏ تُفْقَدُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ لٰكِنَّنَا لَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ أَنْبَأَتْ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» يَكُونُونَ «بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١-‏٣‏.‏

٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟‏

٣ أَمَّا نَحْنُ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ وَهٰذَا لِسَبَبَيْنِ رَئِيسِيَّيْنِ.‏ (‏١)‏ حِينَ نَضْبُطُ مَشَاعِرَنَا وَٱنْفِعَالَاتِنَا،‏ تَقِلُّ مَشَاكِلُنَا،‏ تَتَحَسَّنُ عَلَاقَاتُنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَيَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْغَضَبَ وَٱلْقَلَقَ وَٱلِٱكْتِئَابَ.‏ (‏٢)‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَحَكَّمَ فِي ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ وَنُقَاوِمَ ٱلتَّجَارِبَ لِكَيْ نُرْضِيَ ٱللهَ.‏ وَهٰذَا مَا فَشِلَ فِيهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ.‏ (‏تك ٣:‏٦‏)‏ وَمِثْلَهُمَا،‏ لَا يَضْبُطُ كَثِيرُونَ أَنْفُسَهُمْ وَيَحْصُدُونَ نَتَائِجَ سَيِّئَةً.‏

٤ مَاذَا يُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ يُصَارِعُونَ ٱلْمُيُولَ ٱلْخَاطِئَةَ؟‏

٤ يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا.‏ وَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يُسَاعِدَنَا كَيْ نُسَيْطِرَ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.‏ (‏١ مل ٨:‏٤٦-‏٥٠‏)‏ وَمِثْلَ صَدِيقٍ مُحِبٍّ وَلَطِيفٍ،‏ يَدْعَمُ خُدَّامَهُ ٱلَّذِينَ يُجَاهِدُونَ لِيَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ.‏ ثُمَّ نُنَاقِشُ رِوَايَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُبْرِزُ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ وَنَرَى أَخِيرًا نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً تُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَتِهَا.‏

يَهْوَهُ أَفْضَلُ مِثَالٍ

٥،‏ ٦ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَهُ ٱلْمِثَالَ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏

٥ يُظْهِرُ يَهْوَهُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ كَامِلًا،‏ لِأَنَّهُ كَامِلٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ.‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَاقِصُونَ بِطَبِيعَتِنَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ حِينَ نَفْحَصُ مِثَالَ يَهْوَهَ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ،‏ يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ وَهٰكَذَا نَتَحَكَّمُ فِي رَدَّةِ فِعْلِنَا حِينَ يُضَايِقُنَا أَمْرٌ مَا.‏ فَهَلْ تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَاتٍ أَظْهَرَ يَهْوَهُ فِيهَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِشَكْلٍ لَافِتٍ؟‏

٦ فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ تَصَرَّفَ يَهْوَهُ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ.‏ لَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدَ صَدَمَ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأُمَنَاءَ وَأَثَارَ غَضَبَهُمْ وَٱشْمِئْزَازَهُمْ.‏ أَوَلَا تَشْعُرُ أَنْتَ هٰكَذَا حِينَ تُفَكِّرُ فِي ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ؟‏ مَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَتَسَرَّعْ يَهْوَهُ،‏ بَلِ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً مُتَّزِنًا وَمُنَاسِبًا تَمَامًا.‏ وَبَيَّنَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ أَنَّهُ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَعَادِلٌ.‏ (‏خر ٣٤:‏٦؛‏ اي ٢:‏٢-‏٦‏)‏ وَقَدْ سَمَحَ بِأَنْ يَمُرَّ ٱلْوَقْتُ لِأَنَّهُ «لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ،‏ بَلْ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏٩‏.‏

٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَهَ؟‏

٧ نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَهْوَهَ أَنْ نُفَكِّرَ جَيِّدًا قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ أَوْ نَتَصَرَّفَ.‏ فَخُذْ وَقْتَكَ قَبْلَ أَنْ تُقَرِّرَ فِي مَوْضُوعٍ مُهِمٍّ.‏ صَلِّ أَيْضًا كَيْ يُسَاعِدَكَ ٱللهُ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ.‏ (‏مز ١٤١:‏٣‏)‏ أَمَّا عِنْدَمَا تَكُونُ مُسْتَاءً أَوْ غَاضِبًا،‏ فَٱحْتَرِسْ لِئَلَّا تَتَهَوَّرَ وَتَقُولَ أَوْ تَفْعَلَ أَشْيَاءَ تَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا.‏ —‏ ام ١٤:‏٢٩؛‏ ١٥:‏٢٨؛‏ ١٩:‏٢‏.‏

اِسْتَفِدْ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

٨ ‏(‏أ)‏ أَيْنَ نَجِدُ أَمْثِلَةً عَلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ يُوسُفُ أَنْ يَصُدَّ إِغْرَاءَاتِ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٨ أَيَّةُ شَخْصِيَّاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي أَهَمِّيَّةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ يُوسُفَ وَٱلتَّجْرِبَةَ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا حِينَ كَانَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِ فُوطِيفَارَ،‏ رَئِيسِ حَرَسِ فِرْعَوْنَ.‏ فَلِأَنَّهُ «جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ»،‏ أُعْجِبَتْ بِهِ زَوْجَةُ سَيِّدِهِ وَحَاوَلَتْ إِغْرَاءَهُ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَصُدَّ مُحَاوَلَاتِهَا ٱلْمُتَكَرِّرَةَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ يَتَأَمَّلُ فِي عَوَاقِبِ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لَهَا.‏ قَالَ:‏ «كَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللهِ؟‏».‏ (‏تك ٣٩:‏٦،‏ ٩‏؛‏ اقرإ الامثال ١:‏١٠‏.‏)‏ لِذَا عِنْدَمَا أَمْسَكَتْهُ مِنْ ثَوْبِهِ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ لَحْظَةً بَلْ هَرَبَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.‏

٩ كَيْفَ تَسْتَعِدُّ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟‏

٩ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاوِمَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ لِئَلَّا نَكْسِرَ شَرَائِعَ ٱللهِ.‏ فَعِنْدَمَا عَرَفْنَا ٱلْحَقَّ،‏ رُبَّمَا جَاهَدْنَا لِنَتْرُكَ مُمَارَسَاتٍ مِثْلَ ٱلشَّرَاهَةِ،‏ ٱلسُّكْرِ،‏ تَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ،‏ ٱلتَّدْخِينِ،‏ وَٱلْعَهَارَةِ.‏ وَلٰكِنْ حَتَّى بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نُغْرَى بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا.‏ فَهَلْ تُوَاجِهُ إِغْرَاءَاتٍ كَهٰذِهِ؟‏ تَأَمَّلْ إِذًا كَيْفَ تَتَضَرَّرُ عَلَاقَتُكَ بِيَهْوَهَ إِذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلتَّجْرِبَةِ.‏ حَدِّدِ ٱلْأَوْضَاعَ ٱلَّتِي تُعَرِّضُكَ لِلْإِغْرَاءِ وَفَكِّرْ كَيْفَ تَتَجَنَّبُهَا.‏ (‏مز ٢٦:‏٤،‏ ٥؛‏ ام ٢٢:‏٣‏)‏ وَعِنْدَمَا تُوَاجِهُ ٱمْتِحَانًا مَا،‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ فَوْرًا وَٱطْلُبْ مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ لِتَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ.‏

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ أَيُّ ضُغُوطٍ يُوَاجِهُهَا شَبَابٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَاوِمُوا ضَغْطَ رِفَاقِهِمْ؟‏

١٠ يُوَاجِهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلشَّبَابِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِغْرَاءَاتٍ كَٱلَّتِي وَاجَهَهَا يُوسُفُ.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا كِيم.‏ فَمُعْظَمُ رُفَقَائِهَا فِي ٱلصَّفِّ ٱعْتَادُوا أَنْ يَتَبَاهَوْا بِعَلَاقَاتِهِمِ ٱلْجِنْسِيَّةِ.‏ وَبِمَا أَنَّ كِيم كَانَتْ مُخْتَلِفَةً عَنْهُمْ،‏ شَعَرَتْ أَحْيَانًا بِأَنَّهَا «مَنْبُوذَةٌ وَوَحِيدَةٌ».‏ كَمَا ٱعْتَبَرَهَا ٱلتَّلَامِيذُ غَبِيَّةً لِأَنَّهَا لَمْ تُصَاحِبْ أَيَّ شَابٍّ.‏ لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ تَصَرَّفَتْ بِحِكْمَةٍ.‏ فَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّ ٱلْإِغْرَاءَ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ قَوِيٌّ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ.‏ (‏٢ تي ٢:‏٢٢‏)‏ وَكُلَّمَا سَأَلَهَا ٱلتَّلَامِيذُ هَلْ مَارَسَتِ ٱلْجِنْسَ مِنْ قَبْلُ،‏ ٱسْتَغَلَّتِ ٱلْفُرْصَةَ لِتُوضِحَ لَهُمْ مُعْتَقَدَاتِهَا.‏ نَحْنُ فَخُورُونَ جِدًّا بِٱلشَّبَابِ ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ ضُغُوطًا كَهٰذِهِ مِنْ رُفَقَائِهِمْ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ فَخُورٌ بِهِمْ أَيْضًا.‏

١١ وَيَجِدُ ٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ رِوَايَاتٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُقَاوِمُوا ٱلْإِغْرَاءَاتِ.‏ فَهُوَ يُخْبِرُ عَنْ أَشْخَاصٍ ٱسْتَسْلَمُوا لِلْإِغْرَاءِ بِمُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ وَعَنِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي حَصَدُوهَا.‏ مَثَلًا،‏ هُنَاكَ قِصَّةُ ٱلشَّابِّ ٱلْأَحْمَقِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي ٱلْأَمْثَالِ،‏ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ‏.‏ وَهُنَاكَ أَيْضًا ٱلرِّوَايَةُ عَنْ أَمْنُونَ وَعَوَاقِبِ مَا فَعَلَهُ.‏ (‏٢ صم ١٣:‏١،‏ ٢،‏ ١٠-‏١٥،‏ ٢٨-‏٣٢‏)‏ وَعِنْدَمَا يُنَاقِشُ ٱلْوَالِدُونَ رِوَايَاتٍ كَهٰذِهِ مَعَ أَوْلَادِهِمْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ يُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يَكْتَسِبُوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ وَٱلْحِكْمَةَ.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ضَبَطَ يُوسُفُ مَشَاعِرَهُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ مَعَ إِخْوَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حَالَاتٍ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَضْبُطَ مَشَاعِرَنَا؟‏

١٢ وَقَدْ تَحَلَّى يُوسُفُ بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ فِي حَادِثَةٍ أُخْرَى.‏ فَحِينَ أَتَى إِخْوَتُهُ إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرُوا ٱلطَّعَامَ،‏ لَمْ يَكْشِفْ لَهُمْ هُوِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ نَوَايَاهُمْ.‏ وَعِنْدَمَا تَأَثَّرَ كَثِيرًا وَشَعَرَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْبُكَاءِ،‏ ٱنْسَحَبَ لِيُخْفِيَ دُمُوعَهُ عَنْهُمْ.‏ (‏تك ٤٣:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِهِ؟‏ فِي حَالِ أَزْعَجَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ،‏ ٱضْبُطْ مَشَاعِرَكَ لِئَلَّا تَتَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ تَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا.‏ (‏ام ١٦:‏٣٢؛‏ ١٧:‏٢٧‏)‏ وَإِذَا كَانَ أَحَدُ أَقْرِبَائِكَ مَفْصُولًا،‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَحَكَّمَ بِمَشَاعِرِكَ لِتَتَجَنَّبَ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَهُ بِلَا لُزُومٍ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا صَعْبٌ،‏ وَلٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّكَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَتُطِيعُ مَشُورَتَهُ.‏

١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ؟‏

١٣ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ تَمَتَّعَ بِسُلْطَةٍ كَبِيرَةٍ،‏ سَيْطَرَ عَلَى غَضَبِهِ وَلَمْ يَسْتَغِلَّ سُلْطَتَهُ حِينَ ٱسْتَفَزَّهُ كُلٌّ مِنْ شَاوُلَ وَشِمْعِي.‏ (‏١ صم ٢٦:‏٩-‏١١؛‏ ٢ صم ١٦:‏٥-‏١٠‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَضْبُطْ نَفْسَهُ دَائِمًا.‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ خَطِيَّتِهِ مَعَ بَثْشَبَعَ وَرَدَّةِ فِعْلِهِ عِنْدَمَا أَهَانَهُ نَابَالُ.‏ (‏١ صم ٢٥:‏١٠-‏١٣؛‏ ٢ صم ١١:‏٢-‏٤‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟‏ أَوَّلًا،‏ يَحْتَاجُ ٱلنُّظَّارُ إِلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ كَيْ لَا يَسْتَغِلُّوا سُلْطَتَهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ثَانِيًا،‏ يَجِبُ أَلَّا نَثِقَ بِأَنْفُسِنَا زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ،‏ فَلَا أَحَدَ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١٢‏.‏

نَصَائِحُ عَمَلِيَّةٌ

١٤ مَاذَا حَصَلَ مَعَ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ؟‏

١٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا؟‏ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ ٱلْأَخِ لُوِيجِي.‏ فَفِيمَا كَانَ يَقُودُ سَيَّارَتَهُ،‏ صَدَمَتْهُ سَيَّارَةٌ أُخْرَى مِنَ ٱلْخَلْفِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْحَقَّ كَانَ عَلَى ذٰلِكَ ٱلسَّائِقِ،‏ وَجَّهَ ٱلْإِهَانَاتِ إِلَى لُوِيجِي وَأَرَادَ أَنْ يَتَعَارَكَ مَعَهُ.‏ فَصَلَّى ٱلْأَخُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَضْبُطَ نَفْسَهُ وَحَاوَلَ أَنْ يُهَدِّئَ ٱلرَّجُلَ.‏ وَحِينَ لَمْ يَنْجَحْ فِي تَهْدِئَتِهِ،‏ سَجَّلَ رَقْمَ لَوْحَةِ ٱلسَّيَّارَةِ ٱلْأُخْرَى لِيُقَدِّمَهُ إِلَى شَرِكَةِ ٱلتَّأْمِينِ وَرَحَلَ.‏ أَمَّا ٱلرَّجُلُ فَظَلَّ يَصْرُخُ غَاضِبًا.‏ بَعْدَ أُسْبُوعٍ،‏ ذَهَبَ لُوِيجِي لِيَزُورَ سَيِّدَةً كَانَ قَدْ بَشَّرَهَا.‏ وَإِذَا بِهِ يَكْتَشِفُ أَنَّ زَوْجَهَا هُوَ سَائِقُ ٱلسَّيَّارَةِ!‏ فَخَجِلَ ٱلرَّجُلُ وَٱعْتَذَرَ عَنْ تَصَرُّفِهِ ٱلْوَقِحِ.‏ وَعَرَضَ أَنْ يَتَّصِلَ بِشَرِكَةِ ٱلتَّأْمِينِ لِيُسَرِّعَ دَفْعَ ٱلتَّعْوِيضِ.‏ كَمَا أَنَّهُ أَصْغَى إِلَى ٱلْبِشَارَةِ وَفَرِحَ بِمَا سَمِعَهُ.‏ وَهٰكَذَا رَأَى لُوِيجِي كَمِ ٱسْتَفَادَ لِأَنَّهُ حَافَظَ عَلَى هُدُوئِهِ وَكَمْ كَانَ سَيَخْسَرُ لَوْ فَقَدَ أَعْصَابَهُ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٦:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَكَّمَ بِرُدُودِ فِعْلِنَا؟‏

رُدُودُ فِعْلِنَا تُؤَثِّرُ عَلَى خِدْمَتِنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ عَلَى تَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟‏

١٥ يُسَاعِدُنَا دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱنْتِظَامٍ أَنْ نُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ قَالَ ٱللهُ لِيَشُوعَ:‏ «لَا يَبْرَحْ سِفْرُ ٱلشَّرِيعَةِ هٰذَا مِنْ فَمِكَ،‏ وَٱقْرَأْ فِيهِ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ لِتَحْرَصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِحَسَبِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ؛‏ لِأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ».‏ —‏ يش ١:‏٨‏.‏

١٦ فَكَمَا رَأَيْنَا،‏ تَتَضَمَّنُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ رِوَايَاتٍ تُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ وَٱلسَّلْبِيَّةَ لِتَصَرُّفَاتِنَا.‏ وَقَدْ حَفِظَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ لِفَائِدَتِنَا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَٱقْرَأْهَا،‏ ٱدْرُسْهَا،‏ وَتَأَمَّلْ فِيهَا.‏ اِسْتَخْلِصْ مِنْهَا دُرُوسًا لَكَ وَلِعَائِلَتِكَ،‏ وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى تَطْبِيقِهَا.‏ وَفِي حَالِ لَاحَظْتَ أَنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ يَنْقُصُكَ فِي مَجَالٍ مُعَيَّنٍ،‏ فَلَا تَتَجَاهَلِ ٱلْمُشْكِلَةَ‏.‏ بَلْ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ،‏ وَٱبْذُلِ ٱلْجُهْدَ لِتَتَحَسَّنَ.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ وَٱبْحَثْ أَيْضًا فِي إِصْدَارَاتِنَا لِتَجِدَ نَصَائِحَ تُفِيدُ فِي حَالَتِكَ.‏

١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟‏

١٧ وَبِمَا أَنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ لَيْسَ صِفَةً تُولَدُ مَعَ ٱلْإِنْسَانِ،‏ فَعَلَى ٱلْأَوْلَادِ أَيْضًا أَنْ يَتَعَلَّمُوا كَيْفَ يُظْهِرُونَهَا.‏ فَكَيْفَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ؟‏ يَكْتَسِبُ ٱلْأَوْلَادُ عَادَةً ٱلصِّفَاتِ ٱلْحَسَنَةَ مِنْ مِثَالِ وَالِدِيهِمْ.‏ (‏اف ٦:‏٤‏)‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَرْسُمُ مِثَالًا جَيِّدًا لِأَوْلَادِي؟‏ هَلْ أَشْتَرِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَأَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَعْقِدُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ بِٱنْتِظَامٍ؟‏›.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَا تَتَرَدَّدْ أَنْ تَرْفُضَ طَلَبَاتِهِمْ حِينَ يَلْزَمُ ٱلْأَمْرُ.‏ فَيَهْوَهُ وَضَعَ حُدُودًا لآِدَمَ وَحَوَّاءَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحُدُودُ كَانَتْ سَتُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَحْتَرِمُوا سُلْطَتَهُ.‏ إِذًا،‏ تَذَكَّرْ أَنَّكَ تُعَلِّمُ أَوْلَادَكَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِٱلْمِثَالِ وَٱلتَّرْبِيَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ أَفْضَلَ مَا تَفْعَلُهُ لَهُمْ هُوَ أَنْ تُعَلِّمَهُمُ ٱحْتِرَامَ سُلْطَةِ يَهْوَهَ وَمَحَبَّةَ وَصَايَاهُ.‏ —‏ اقرإ الامثال ١:‏٥،‏ ٧،‏ ٨‏.‏

١٨ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ حِينَ تَخْتَارُ أَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ؟‏

١٨ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْجَمِيعُ،‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ أَصْدِقَاءَهُمْ بِحِكْمَةٍ.‏ فَٱبْحَثْ عَنْ أَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ.‏ فَهُمْ سَيُسَاعِدُونَكَ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا مُفِيدَةً وَتَتَجَنَّبَ ٱلْمَشَاكِلَ.‏ (‏ام ١٣:‏٢٠‏)‏ وَسَيَدْفَعُكَ مِثَالُهُمُ ٱلْجَيِّدُ أَنْ تُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ وَأَنْتَ بِدَوْرِكَ سَتُشَجِّعُهُمْ بِسُلُوكِكَ.‏ وَهٰكَذَا تَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّكَ تَنْعَمُ بِرِضَى يَهْوَهَ ٱللهِ.‏