نمِّ ضبط النفس
«أَمَّا ثَمَرُ ٱلرُّوحِ فَهُوَ . . . ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ». — غل ٥:٢٢، ٢٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٣، ٥٢
١، ٢ (أ) مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟ (ب) كَيْفَ هُوَ حَالُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟
ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَيَهْوَهُ يُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ كَامِلًا. أَمَّا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ فَيَصْعُبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ. وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ مَشَاكِلُ كَثِيرَةٌ نَرَاهَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. فَعَدَمُ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمُمَاطَلَةِ وَٱلتَّقْصِيرِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ وَٱلْعَمَلِ، وَٱلْغَرَقِ فِي دُيُونٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ. كَمَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ٱلسُّكْرِ، ٱلْإِدْمَانِ، ٱلشَّتْمِ، ٱلْعُنْفِ، ٱلسَّجْنِ، وَٱلصَّدَمَاتِ ٱلنَّفْسِيَّةِ. وَمِنْ نَتَائِجِهِ أَيْضًا ٱلْأَمْرَاضُ ٱلْمُنْتَقِلَةُ جِنْسِيًّا، ٱلْحَبَلُ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ، وَٱلطَّلَاقُ. — مز ٣٤:١١-١٤.
٢ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَنْقُصُهُمْ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ يُسَبِّبُونَ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ. وَلِلْأَسَفِ، تُفْقَدُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. لٰكِنَّنَا لَا نَسْتَغْرِبُ ذٰلِكَ. فَكَلِمَةُ ٱللهِ أَنْبَأَتْ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» يَكُونُونَ «بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ». — ٢ تي ٣:١-٣.
٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يُنَمِّيَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟
تك ٣:٦) وَمِثْلَهُمَا، لَا يَضْبُطُ كَثِيرُونَ أَنْفُسَهُمْ وَيَحْصُدُونَ نَتَائِجَ سَيِّئَةً.
٣ أَمَّا نَحْنُ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ. وَهٰذَا لِسَبَبَيْنِ رَئِيسِيَّيْنِ. (١) حِينَ نَضْبُطُ مَشَاعِرَنَا وَٱنْفِعَالَاتِنَا، تَقِلُّ مَشَاكِلُنَا، تَتَحَسَّنُ عَلَاقَاتُنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ، وَيَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْغَضَبَ وَٱلْقَلَقَ وَٱلِٱكْتِئَابَ. (٢) مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَحَكَّمَ فِي ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ وَنُقَاوِمَ ٱلتَّجَارِبَ لِكَيْ نُرْضِيَ ٱللهَ. وَهٰذَا مَا فَشِلَ فِيهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ. (٤ مَاذَا يُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ يُصَارِعُونَ ٱلْمُيُولَ ٱلْخَاطِئَةَ؟
٤ يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا. وَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يُسَاعِدَنَا كَيْ نُسَيْطِرَ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. (١ مل ٨:٤٦-٥٠) وَمِثْلَ صَدِيقٍ مُحِبٍّ وَلَطِيفٍ، يَدْعَمُ خُدَّامَهُ ٱلَّذِينَ يُجَاهِدُونَ لِيَضْبُطُوا أَنْفُسَهُمْ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ كَيْفَ يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. ثُمَّ نُنَاقِشُ رِوَايَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُبْرِزُ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. وَنَرَى أَخِيرًا نَصَائِحَ عَمَلِيَّةً تُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَتِهَا.
يَهْوَهُ أَفْضَلُ مِثَالٍ
٥، ٦ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَهُ ٱلْمِثَالَ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟
٥ يُظْهِرُ يَهْوَهُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ كَامِلًا، لِأَنَّهُ كَامِلٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. (تث ٣٢:٤) أَمَّا نَحْنُ فَنَاقِصُونَ بِطَبِيعَتِنَا. مَعَ ذٰلِكَ، حِينَ نَفْحَصُ مِثَالَ يَهْوَهَ فِي ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ، يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ. وَهٰكَذَا نَتَحَكَّمُ فِي رَدَّةِ فِعْلِنَا حِينَ يُضَايِقُنَا أَمْرٌ مَا. فَهَلْ تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَاتٍ أَظْهَرَ يَهْوَهُ فِيهَا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِشَكْلٍ لَافِتٍ؟
٦ فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ تَصَرَّفَ يَهْوَهُ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ. لَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدَ صَدَمَ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأُمَنَاءَ وَأَثَارَ غَضَبَهُمْ وَٱشْمِئْزَازَهُمْ. أَوَلَا تَشْعُرُ أَنْتَ هٰكَذَا حِينَ تُفَكِّرُ فِي ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلشَّيْطَانُ؟ مَعَ ذٰلِكَ لَمْ يَتَسَرَّعْ يَهْوَهُ، بَلِ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً مُتَّزِنًا وَمُنَاسِبًا تَمَامًا. وَبَيَّنَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ أَنَّهُ بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَعَادِلٌ. (خر ٣٤:٦؛ اي ٢:٢-٦) وَقَدْ سَمَحَ بِأَنْ يَمُرَّ ٱلْوَقْتُ لِأَنَّهُ «لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ، بَلْ أَنْ يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ». — ٢ بط ٣:٩.
٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَهَ؟
٧ نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَهْوَهَ أَنْ نُفَكِّرَ جَيِّدًا قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ أَوْ نَتَصَرَّفَ. فَخُذْ وَقْتَكَ قَبْلَ أَنْ تُقَرِّرَ فِي مَوْضُوعٍ مُهِمٍّ. صَلِّ أَيْضًا كَيْ يُسَاعِدَكَ ٱللهُ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ. (مز ١٤١:٣) أَمَّا عِنْدَمَا تَكُونُ مُسْتَاءً أَوْ غَاضِبًا، فَٱحْتَرِسْ لِئَلَّا تَتَهَوَّرَ وَتَقُولَ أَوْ تَفْعَلَ أَشْيَاءَ تَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا. — ام ١٤:٢٩؛ ١٥:٢٨؛ ١٩:٢.
اِسْتَفِدْ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٨ (أ) أَيْنَ نَجِدُ أَمْثِلَةً عَلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ يُوسُفُ أَنْ يَصُدَّ إِغْرَاءَاتِ زَوْجَةِ فُوطِيفَارَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ أَيَّةُ شَخْصِيَّاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ حِينَ تُفَكِّرُ فِي أَهَمِّيَّةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟ رُبَّمَا تَتَذَكَّرُ يُوسُفَ وَٱلتَّجْرِبَةَ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا حِينَ تك ٣٩:٦، ٩؛ اقرإ الامثال ١:١٠.) لِذَا عِنْدَمَا أَمْسَكَتْهُ مِنْ ثَوْبِهِ، لَمْ يَتَرَدَّدْ لَحْظَةً بَلْ هَرَبَ عَلَى ٱلْفَوْرِ.
كَانَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِ فُوطِيفَارَ، رَئِيسِ حَرَسِ فِرْعَوْنَ. فَلِأَنَّهُ «جَمِيلُ ٱلصُّورَةِ»، أُعْجِبَتْ بِهِ زَوْجَةُ سَيِّدِهِ وَحَاوَلَتْ إِغْرَاءَهُ. فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَصُدَّ مُحَاوَلَاتِهَا ٱلْمُتَكَرِّرَةَ؟ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ يَتَأَمَّلُ فِي عَوَاقِبِ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لَهَا. قَالَ: «كَيْفَ أَرْتَكِبُ هٰذَا ٱلشَّرَّ ٱلْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى ٱللهِ؟». (٩ كَيْفَ تَسْتَعِدُّ لِمُقَاوَمَةِ ٱلتَّجْرِبَةِ؟
٩ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يُوسُفَ؟ عَلَيْنَا أَنْ نُقَاوِمَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ لِئَلَّا نَكْسِرَ شَرَائِعَ ٱللهِ. فَعِنْدَمَا عَرَفْنَا ٱلْحَقَّ، رُبَّمَا جَاهَدْنَا لِنَتْرُكَ مُمَارَسَاتٍ مِثْلَ ٱلشَّرَاهَةِ، ٱلسُّكْرِ، تَعَاطِي ٱلْمُخَدِّرَاتِ، ٱلتَّدْخِينِ، وَٱلْعَهَارَةِ. وَلٰكِنْ حَتَّى بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، يُمْكِنُ أَنْ نُغْرَى بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا. فَهَلْ تُوَاجِهُ إِغْرَاءَاتٍ كَهٰذِهِ؟ تَأَمَّلْ إِذًا كَيْفَ تَتَضَرَّرُ عَلَاقَتُكَ بِيَهْوَهَ إِذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلتَّجْرِبَةِ. حَدِّدِ ٱلْأَوْضَاعَ ٱلَّتِي تُعَرِّضُكَ لِلْإِغْرَاءِ وَفَكِّرْ كَيْفَ تَتَجَنَّبُهَا. (مز ٢٦:٤، ٥؛ ام ٢٢:٣) وَعِنْدَمَا تُوَاجِهُ ٱمْتِحَانًا مَا، صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ فَوْرًا وَٱطْلُبْ مِنْهُ ٱلْحِكْمَةَ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ لِتَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ.
١٠، ١١ (أ) أَيُّ ضُغُوطٍ يُوَاجِهُهَا شَبَابٌ كَثِيرُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَاوِمُوا ضَغْطَ رِفَاقِهِمْ؟
١٠ يُوَاجِهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلشَّبَابِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِغْرَاءَاتٍ كَٱلَّتِي وَاجَهَهَا يُوسُفُ. إِلَيْكَ مَثَلًا كِيم. فَمُعْظَمُ رُفَقَائِهَا فِي ٱلصَّفِّ ٱعْتَادُوا أَنْ يَتَبَاهَوْا بِعَلَاقَاتِهِمِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. وَبِمَا أَنَّ كِيم كَانَتْ مُخْتَلِفَةً عَنْهُمْ، شَعَرَتْ أَحْيَانًا بِأَنَّهَا «مَنْبُوذَةٌ وَوَحِيدَةٌ». كَمَا ٱعْتَبَرَهَا ٱلتَّلَامِيذُ غَبِيَّةً لِأَنَّهَا لَمْ تُصَاحِبْ أَيَّ شَابٍّ. لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ تَصَرَّفَتْ بِحِكْمَةٍ. فَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّ ٱلْإِغْرَاءَ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ قَوِيٌّ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ. (٢ تي ٢:٢٢) وَكُلَّمَا سَأَلَهَا ٱلتَّلَامِيذُ هَلْ مَارَسَتِ ٱلْجِنْسَ مِنْ قَبْلُ، ٱسْتَغَلَّتِ ٱلْفُرْصَةَ لِتُوضِحَ لَهُمْ مُعْتَقَدَاتِهَا. نَحْنُ فَخُورُونَ جِدًّا بِٱلشَّبَابِ ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ ضُغُوطًا كَهٰذِهِ مِنْ رُفَقَائِهِمْ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ فَخُورٌ بِهِمْ أَيْضًا.
١١ وَيَجِدُ ٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ رِوَايَاتٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُقَاوِمُوا ٱلْإِغْرَاءَاتِ. فَهُوَ يُخْبِرُ عَنْ أَشْخَاصٍ ٱسْتَسْلَمُوا لِلْإِغْرَاءِ بِمُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ، وَعَنِ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي حَصَدُوهَا. مَثَلًا، هُنَاكَ قِصَّةُ ٱلشَّابِّ ٱلْأَحْمَقِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي ٱلْأَمْثَالِ، ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِعِ. وَهُنَاكَ أَيْضًا ٱلرِّوَايَةُ عَنْ أَمْنُونَ وَعَوَاقِبِ مَا فَعَلَهُ. (٢ صم ١٣:١، ٢، ١٠-١٥، ٢٨-٣٢) وَعِنْدَمَا يُنَاقِشُ ٱلْوَالِدُونَ رِوَايَاتٍ كَهٰذِهِ مَعَ أَوْلَادِهِمْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، يُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يَكْتَسِبُوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ وَٱلْحِكْمَةَ.
١٢ (أ) كَيْفَ ضَبَطَ يُوسُفُ مَشَاعِرَهُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ مَعَ إِخْوَتِهِ؟ (ب) أَيَّةُ حَالَاتٍ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أَنْ نَضْبُطَ مَشَاعِرَنَا؟
١٢ وَقَدْ تَحَلَّى يُوسُفُ بِضَبْطِ ٱلنَّفْسِ فِي حَادِثَةٍ أُخْرَى. فَحِينَ أَتَى إِخْوَتُهُ إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرُوا ٱلطَّعَامَ، لَمْ يَكْشِفْ لَهُمْ هُوِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ نَوَايَاهُمْ. وَعِنْدَمَا تَأَثَّرَ كَثِيرًا وَشَعَرَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْبُكَاءِ، ٱنْسَحَبَ لِيُخْفِيَ دُمُوعَهُ عَنْهُمْ. (تك ٤٣:٣٠، ٣١) فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ مِثَالِهِ؟ فِي حَالِ أَزْعَجَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، ٱضْبُطْ مَشَاعِرَكَ لِئَلَّا تَتَصَرَّفَ بِطَرِيقَةٍ تَنْدَمُ عَلَيْهَا لَاحِقًا. (ام ١٦:٣٢؛ ١٧:٢٧) وَإِذَا كَانَ أَحَدُ أَقْرِبَائِكَ مَفْصُولًا، فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَحَكَّمَ بِمَشَاعِرِكَ لِتَتَجَنَّبَ ٱلتَّوَاصُلَ مَعَهُ بِلَا لُزُومٍ. صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا صَعْبٌ، وَلٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّكَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَتُطِيعُ مَشُورَتَهُ.
١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ؟
١٣ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. فَمَعَ أَنَّهُ تَمَتَّعَ بِسُلْطَةٍ كَبِيرَةٍ، سَيْطَرَ عَلَى غَضَبِهِ وَلَمْ يَسْتَغِلَّ سُلْطَتَهُ حِينَ ٱسْتَفَزَّهُ كُلٌّ مِنْ شَاوُلَ وَشِمْعِي. (١ صم ٢٦:٩-١١؛ ٢ صم ١٦:٥-١٠) لٰكِنَّهُ لَمْ يَضْبُطْ نَفْسَهُ دَائِمًا. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ خَطِيَّتِهِ مَعَ بَثْشَبَعَ وَرَدَّةِ فِعْلِهِ عِنْدَمَا أَهَانَهُ نَابَالُ. (١ صم ٢٥:١٠-١٣؛ ٢ صم ١١:٢-٤) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ أَوَّلًا، يَحْتَاجُ ٱلنُّظَّارُ إِلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ كَيْ لَا يَسْتَغِلُّوا سُلْطَتَهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. ثَانِيًا، يَجِبُ أَلَّا نَثِقَ بِأَنْفُسِنَا زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ، فَلَا أَحَدَ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ. — ١ كو ١٠:١٢.
نَصَائِحُ عَمَلِيَّةٌ
١٤ مَاذَا حَصَلَ مَعَ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ، وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا فِي حَالَةٍ كَهٰذِهِ؟
١٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا؟ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ ٱلْأَخِ لُوِيجِي. فَفِيمَا كَانَ يَقُودُ سَيَّارَتَهُ، صَدَمَتْهُ سَيَّارَةٌ أُخْرَى مِنَ ٱلْخَلْفِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْحَقَّ كَانَ عَلَى ذٰلِكَ ٱلسَّائِقِ، وَجَّهَ ٱلْإِهَانَاتِ إِلَى لُوِيجِي وَأَرَادَ أَنْ يَتَعَارَكَ مَعَهُ. فَصَلَّى ٱلْأَخُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَضْبُطَ نَفْسَهُ وَحَاوَلَ أَنْ يُهَدِّئَ ٱلرَّجُلَ. وَحِينَ لَمْ يَنْجَحْ فِي تَهْدِئَتِهِ، سَجَّلَ رَقْمَ لَوْحَةِ ٱلسَّيَّارَةِ ٱلْأُخْرَى لِيُقَدِّمَهُ إِلَى شَرِكَةِ ٱلتَّأْمِينِ وَرَحَلَ. أَمَّا ٱلرَّجُلُ فَظَلَّ يَصْرُخُ غَاضِبًا. بَعْدَ أُسْبُوعٍ، ذَهَبَ لُوِيجِي لِيَزُورَ سَيِّدَةً كَانَ قَدْ بَشَّرَهَا. وَإِذَا بِهِ يَكْتَشِفُ أَنَّ زَوْجَهَا هُوَ سَائِقُ ٱلسَّيَّارَةِ! فَخَجِلَ ٱلرَّجُلُ وَٱعْتَذَرَ عَنْ تَصَرُّفِهِ ٱلْوَقِحِ. وَعَرَضَ أَنْ يَتَّصِلَ بِشَرِكَةِ ٱلتَّأْمِينِ لِيُسَرِّعَ دَفْعَ ٱلتَّعْوِيضِ. كَمَا أَنَّهُ أَصْغَى إِلَى ٱلْبِشَارَةِ وَفَرِحَ بِمَا سَمِعَهُ. وَهٰكَذَا رَأَى لُوِيجِي كَمِ ٱسْتَفَادَ لِأَنَّهُ حَافَظَ عَلَى هُدُوئِهِ وَكَمْ كَانَ سَيَخْسَرُ لَوْ فَقَدَ أَعْصَابَهُ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٦:٣، ٤.) وَلٰكِنْ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَكَّمَ بِرُدُودِ فِعْلِنَا؟
١٥، ١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْتَ وَعَائِلَتَكَ عَلَى تَنْمِيَةِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟
١٥ يُسَاعِدُنَا دَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱجْتِهَادٍ وَٱنْتِظَامٍ أَنْ نُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ. قَالَ ٱللهُ لِيَشُوعَ: «لَا يَبْرَحْ سِفْرُ ٱلشَّرِيعَةِ هٰذَا مِنْ فَمِكَ، وَٱقْرَأْ فِيهِ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا، لِتَحْرَصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِحَسَبِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ؛ لِأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ». — يش ١:٨.
١٦ فَكَمَا رَأَيْنَا، تَتَضَمَّنُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ رِوَايَاتٍ تُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلْإِيجَابِيَّةَ وَٱلسَّلْبِيَّةَ لِتَصَرُّفَاتِنَا. وَقَدْ حَفِظَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ لِفَائِدَتِنَا. (رو ١٥:٤) فَٱقْرَأْهَا، ٱدْرُسْهَا، وَتَأَمَّلْ فِيهَا. اِسْتَخْلِصْ مِنْهَا دُرُوسًا لَكَ وَلِعَائِلَتِكَ، وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى تَطْبِيقِهَا. وَفِي حَالِ لَاحَظْتَ أَنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ يَنْقُصُكَ فِي مَجَالٍ مُعَيَّنٍ، فَلَا تَتَجَاهَلِ ٱلْمُشْكِلَةَ. بَلْ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ، وَٱبْذُلِ ٱلْجُهْدَ لِتَتَحَسَّنَ. (يع ١:٥) وَٱبْحَثْ أَيْضًا فِي إِصْدَارَاتِنَا لِتَجِدَ نَصَائِحَ تُفِيدُ فِي حَالَتِكَ.
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يُنَمُّوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟
١٧ وَبِمَا أَنَّ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ لَيْسَ صِفَةً تُولَدُ مَعَ ٱلْإِنْسَانِ، فَعَلَى ٱلْأَوْلَادِ أَيْضًا أَنْ يَتَعَلَّمُوا كَيْفَ يُظْهِرُونَهَا. فَكَيْفَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ؟ يَكْتَسِبُ ٱلْأَوْلَادُ عَادَةً ٱلصِّفَاتِ ٱلْحَسَنَةَ مِنْ مِثَالِ وَالِدِيهِمْ. (اف ٦:٤) فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَرْسُمُ مِثَالًا جَيِّدًا لِأَوْلَادِي؟ هَلْ أَشْتَرِكُ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَأَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَعْقِدُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ بِٱنْتِظَامٍ؟›. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَا تَتَرَدَّدْ أَنْ تَرْفُضَ طَلَبَاتِهِمْ حِينَ يَلْزَمُ ٱلْأَمْرُ. فَيَهْوَهُ وَضَعَ حُدُودًا لآِدَمَ وَحَوَّاءَ. وَهٰذِهِ ٱلْحُدُودُ كَانَتْ سَتُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَحْتَرِمُوا سُلْطَتَهُ. إِذًا، تَذَكَّرْ أَنَّكَ تُعَلِّمُ أَوْلَادَكَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ بِٱلْمِثَالِ وَٱلتَّرْبِيَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَفْضَلَ مَا تَفْعَلُهُ لَهُمْ هُوَ أَنْ تُعَلِّمَهُمُ ٱحْتِرَامَ سُلْطَةِ يَهْوَهَ وَمَحَبَّةَ وَصَايَاهُ. — اقرإ الامثال ١:٥، ٧، ٨.
١٨ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ حِينَ تَخْتَارُ أَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ؟
١٨ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْجَمِيعُ، صِغَارًا وَكِبَارًا، أَصْدِقَاءَهُمْ بِحِكْمَةٍ. فَٱبْحَثْ عَنْ أَصْدِقَاءَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ. فَهُمْ سَيُسَاعِدُونَكَ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا مُفِيدَةً وَتَتَجَنَّبَ ٱلْمَشَاكِلَ. (ام ١٣:٢٠) وَسَيَدْفَعُكَ مِثَالُهُمُ ٱلْجَيِّدُ أَنْ تُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ. وَأَنْتَ بِدَوْرِكَ سَتُشَجِّعُهُمْ بِسُلُوكِكَ. وَهٰكَذَا تَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ، وَٱلْأَهَمُّ أَنَّكَ تَنْعَمُ بِرِضَى يَهْوَهَ ٱللهِ.