الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«كلام يهوه .‏ .‏ .‏ يبقى الى الابد»‏

‏«كلام يهوه .‏ .‏ .‏ يبقى الى الابد»‏

‏«اَلْعُشْبُ ٱلْأَخْضَرُ يَبِسَ،‏ وَٱلزَّهْرُ ذَبَلَ،‏ وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلٰهِنَا فَتَبْقَى إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ —‏ اش ٤٠:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١١٦،‏ ١١٥

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تَكُونُ حَيَاتُنَا دُونَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ مَتَى نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

تَخَيَّلْ حَيَاتَنَا دُونَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَأَيْنَ نَجِدُ ٱلتَّوْجِيهَ ٱللَّازِمَ لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً؟‏ كَيْفَ نَعْرِفُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنِ ٱللهِ وَٱلْحَيَاةِ وَٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ وَمَنْ يُخْبِرُنَا كَيْفَ تَعَامَلَ ٱللهُ مَعَ ٱلْبَشَرِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

٢ كَمْ نَشْكُرُ ٱللهَ إِذًا أَنَّهُ أَعْطَانَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ!‏ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَنَا فِي إِشَعْيَا ٤٠:‏٨ أَنْ تَبْقَى كَلِمَتُهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَقَدِ ٱقْتَبَسَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لَاحِقًا هٰذِهِ ٱلْآيَةَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَقْصُودَ بِهَا لَيْسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ تَحْدِيدًا،‏ لٰكِنَّهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ١:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏)‏ وَلِكَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ نَحْتَاجُ أَنْ نَقْرَأَهَا بِلُغَةٍ نَفْهَمُهَا جَيِّدًا.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ لَمْ تَخْفَ عَلَى ٱلَّذِينَ يُقَدِّرُونَ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ لِذٰلِكَ تَحَدَّى كَثِيرُونَ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ صُعُوبَاتٍ هَائِلَةً مِنْ أَجْلِ تَرْجَمَتِهَا وَتَوْزِيعِهَا.‏ وَجُهُودُهُمْ تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ «أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ —‏ ١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

٣ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ صَمَدَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ فِي وَجْهِ ثَلَاثِ صُعُوبَاتٍ:‏ (‏١)‏ اَلتَّغْيِيرَاتِ فِي ٱللُّغَةِ،‏ (‏٢)‏ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلَّتِي حَدَّدَتِ ٱللُّغَةَ ٱلْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ،‏ وَ (‏٣)‏ مُقَاوَمَةِ عَمَلِ ٱلتَّرْجَمَةِ.‏ وَهٰذَا سَيَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَحَبَّتَنَا لِمُؤَلِّفِهِ يَهْوَهَ ٱللهِ.‏ —‏ مي ٤:‏٢؛‏ رو ١٥:‏٤‏.‏

اَلتَّغْيِيرَاتُ فِي ٱللُّغَةِ

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تَتَغَيَّرُ ٱللُّغَاتُ مَعَ ٱلْوَقْتِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ لَا يُفَضِّلُ لُغَةً مُعَيَّنَةً،‏ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذٰلِكَ فِيكَ؟‏

٤ تَتَطَوَّرُ ٱللُّغَاتُ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَيَتَغَيَّرُ كُلِّيًّا مَعْنَى ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ وَٱلْعِبَارَاتِ.‏ فَهَلْ لَاحَظْتَ تَغْيِيرًا كَهٰذَا فِي لُغَتِكَ؟‏ هٰذَا مَا حَدَثَ أَيْضًا لِلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱلْيُونَانِيَّةِ ٱللَّتَيْنِ كُتِبَ بِهِمَا مُعْظَمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَٱلْعِبْرَانِيَّةُ وَٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْقَدِيمَتَانِ تَخْتَلِفَانِ كَثِيرًا عَنِ ٱللُّغَتَيْنِ ٱلْحَدِيثَتَيْنِ.‏ لِذَا يَحْتَاجُ أَغْلَبُ ٱلنَّاسِ،‏ حَتَّى ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ وَٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْحَدِيثَتَيْنِ،‏ إِلَى تَرْجَمَةٍ لِكَيْ يَفْهَمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ فَيَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ عَلَيْهِمْ تَعَلُّمَ ٱللُّغَتَيْنِ ٱلْقَدِيمَتَيْنِ لِيَقْرَأُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ،‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَنْ يُفِيدَهُمْ بِقَدْرِ مَا يَظُنُّونَ.‏ * وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مُتَوَفِّرَةٌ ٱلْيَوْمَ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا بِأَكْثَرَ مِنْ ٣٬٢٠٠ لُغَةٍ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ تَصِلَ كَلِمَتُهُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ «كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ».‏ ‏(‏اقرإ الرؤيا ١٤:‏٦‏.‏)‏ أَلَا يُقَرِّبُنَا هٰذَا مِنْ إِلٰهِنَا ٱلَّذِي يُحِبُّ ٱلْجَمِيعَ؟‏ —‏ اع ١٠:‏٣٤‏.‏

٥ مَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي تَرْجَمَةِ ٱلْمَلِكِ جَيْمْس؟‏

٥ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ تَتَطَوَّرُ أَيْضًا ٱللُّغَاتُ ٱلَّتِي يُتَرْجَمُ إِلَيْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ لَا تَظَلُّ ٱلتَّرْجَمَاتُ وَاضِحَةً وَسَهْلَةً مِثْلَمَا تَكُونُ عِنْدَ صُدُورِهَا.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا تَرْجَمَةَ ٱلْمَلِكِ جَيْمْس،‏ أَكْثَرَ ٱلتَّرْجَمَاتِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ٱنْتِشَارًا.‏ صَدَرَتْ هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ عَامَ ١٦١١،‏ وَتَرَكَتْ أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱللُّغَةِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلتَّعَابِيرِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ ٱلْمُسْتَعْمَلَةِ ٱلْيَوْمَ مَأْخُوذَةٌ مِنْهَا فِي ٱلْأَصْلِ.‏ كَمَا أَنَّهَا أَشَارَتْ إِلَى وُرُودِ ٱلِٱسْمِ ٱلْإِلٰهِيِّ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ مَعَ أَنَّهَا لَمْ تُعْطِهِ حَقَّهُ.‏ فَقَدِ ٱسْتَعْمَلَتْهُ فِي آيَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏ أَمَّا فِي ٱلْآيَاتِ ٱلْأُخْرَى،‏ فَذَكَرَتْ بَدَلًا مِنْهُ كَلِمَةَ «ٱلرَّبِّ» بِحُرُوفٍ كَبِيرَةٍ (‏LORD)‏.‏ وَمِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّ ٱلطَّبَعَاتِ ٱللَّاحِقَةَ ٱتَّبَعَتْ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ فِي آيَاتٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهٰكَذَا ٱعْتَرَفَتْ أَنَّ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ يَرِدُ فِيهَا أَيْضًا.‏

٦ لِمَاذَا نَحْنُ سُعَدَاءُ بِوُجُودِ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بَيْنَ أَيْدِينَا؟‏

٦ لٰكِنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ فِي تَرْجَمَةِ ٱلْمَلِكِ جَيْمْس صَارَ مَعَ ٱلْوَقْتِ قَدِيمًا وَغَيْرَ مَفْهُومٍ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ أَيْضًا لِلتَّرْجَمَاتِ ٱلْأُولَى بِٱللُّغَاتِ ٱلْأُخْرَى.‏ لِذَا نَحْنُ سُعَدَاءُ بِوُجُودِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ —‏ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بَيْنَ أَيْدِينَا.‏ فَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ مُتَوَفِّرَةٌ،‏ كَامِلًا أَوْ جُزْئِيًّا،‏ لِأَعْدَادٍ هَائِلَةٍ مِنَ ٱلنَّاسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ١٥٠ لُغَةً.‏ وَلُغَتُهَا ٱلْوَاضِحَةُ وَٱلْعَصْرِيَّةُ تُسَهِّلُ عَلَى ٱلْقَارِئِ أَنْ يَفْهَمَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيُحِبَّهَا.‏ (‏مز ١١٩:‏٩٧‏)‏ لٰكِنَّ أَكْثَرَ مَا يُمَيِّزُهَا أَنَّهَا تَرُدُّ ٱلِٱسْمَ ٱلْإِلٰهِيَّ إِلَى مَكَانِهِ ٱلْأَصْلِيِّ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

اَلتَّطَوُّرَاتُ ٱلسِّيَاسِيَّةُ

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا لَمْ يَعُدْ يَهُودٌ كَثِيرُونَ يَفْهَمُونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ مَا هِيَ ٱلتَّرْجَمَةُ ٱلسَّبْعِينِيَّةُ؟‏

٧ فِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ تَغَيَّرَتِ ٱللُّغَةُ ٱلْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِسَبَبِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ ٱللهُ لِتَظَلَّ كَلِمَتُهُ مَفْهُومَةً؟‏ لِنَأْخُذْ مِثَالًا مِنَ ٱلْمَاضِي.‏ كَتَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلـ‍ ٣٩ ٱلْأُولَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَيَهْوَهُ ٱخْتَارَهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ لِيُسَجِّلُوا وَيَحْفَظُوا ‹إِعْلَانَاتِهِ ٱلْمُقَدَّسَةَ›.‏ (‏رو ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ وَقَدْ كَتَبُوا تِلْكَ ٱلْأَسْفَارَ بِٱللُّغَتَيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَٱلْأَرَامِيَّةِ.‏ لٰكِنْ بِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ لَمْ يَعُدْ يَهُودٌ كَثِيرُونَ يَفْهَمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ.‏ فَٱلْإِسْكَنْدَرُ ٱلْكَبِيرُ ٱحْتَلَّ أَنْحَاءً كَثِيرَةً مِنَ ٱلْعَالَمِ وَوَسَّعَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ.‏ لِذَا أَصْبَحَتِ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱللُّغَةَ ٱلْمُشْتَرَكَةَ بَيْنَ مُعْظَمِ رَعَايَا إِمْبَرَاطُورِيَّتِهِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْيَهُودُ ٱلْمُتَفَرِّقُونَ فِي مَنَاطِقَ وَاسِعَةٍ.‏ (‏دا ٨:‏٥-‏٧،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَفِيمَا ٱزْدَادَ عَدَدُ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ،‏ ٱسْتَصْعَبَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ فَهْمَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏ فَمَا ٱلْحَلُّ؟‏

٨ فِي أَوَاسِطِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ تُرْجِمَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْخَمْسَةُ ٱلْأُولَى مِنَ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِلَى ٱلْيُونَانِيَّةِ.‏ ثُمَّ تُرْجِمَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْبَاقِيَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةُ،‏ ٱلْمَعْرُوفَةُ بِٱلسَّبْعِينِيَّةِ،‏ هِيَ أَوَّلُ تَرْجَمَةٍ مَكْتُوبَةٍ لِكَامِلِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَثَّرَتِ ٱلسَّبْعِينِيَّةُ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلتَّرْجَمَاتِ فِي قُرَّاءِ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَقْطَعٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ ٱلْمُفَضَّلُ لَدَيْكَ؟‏

٩ سَاعَدَتِ ٱلتَّرْجَمَةُ ٱلسَّبْعِينِيَّةُ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ وَغَيْرَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ.‏ تَخَيَّلْ فَرْحَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا أَوْ قَرَأُوا كَلِمَةَ ٱللهِ بِلُغَتِهِمْ.‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ تُرْجِمَتْ أَجْزَاءٌ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ إِلَى لُغَاتٍ مُشْتَرَكَةٍ أُخْرَى،‏ مِثْلِ ٱلسُّرْيَانِيَّةِ وَٱلْقُوطِيَّةِ وَٱللَّاتِينِيَّةِ.‏ فَفَهِمَ ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ أَحَبُّوهَا وَصَارَتْ مَقَاطِعُ مِنْهَا عَزِيزَةً عَلَى قُلُوبِهِمْ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١١٩:‏١٦٢-‏١٦٥‏.‏)‏ وَهٰكَذَا ثَبَتَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ فِي وَجْهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ.‏

مُقَاوَمَةُ عَمَلِ ٱلتَّرْجَمَةِ

١٠ لِمَاذَا لَمْ يَطَّلِعْ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَيَّامَ وِيكْلِف عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٠ فِي ٱلْمَاضِي،‏ حَاوَلَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلسُّلْطَةِ أَنْ يَمْنَعُوا عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلٰكِنْ سَعَى أَشْخَاصٌ أُمَنَاءُ لِإِيصَالِهِ إِلَيْهِمْ.‏ وَأَحَدُهُمْ هُوَ جُون وِيكْلِف،‏ كَاهِنٌ عَاشَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ.‏ كَانَ وِيكْلِف مُقْتَنِعًا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ لِلْجَمِيعِ.‏ وَلٰكِنْ فِي بَلَدِهِ إِنْكِلْتَرَا،‏ لَمْ يَقْدِرْ سِوَى قَلِيلِينَ أَنْ يَطَّلِعُوا عَلَيْهِ.‏ فَٱلنُّسَخُ كَانَتْ مَكْتُوبَةً بِٱلْيَدِ وَغَالِيَةَ ٱلثَّمَنِ.‏ كَمَا أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ لَمْ يَعْرِفُوا ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ.‏ وَمَعَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا بَعْضَ ٱلْمَقَاطِعِ تُقْرَأُ فِي ٱلْكَنِيسَةِ،‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَفْهَمُوا مِنْهَا شَيْئًا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلرَّسْمِيُّ فِي ٱلْكَنِيسَةِ كَانَ تَرْجَمَةَ ٱلْفُولْغَاتِ بِٱللَّاتِينِيَّةِ.‏ وَعَامَّةُ ٱلشَّعْبِ لَمْ تَكُنْ تَفْهَمْ هٰذِهِ ٱللُّغَةَ.‏ فَكَيْفَ صَارَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مُتَوَفِّرًا بِلُغَةِ ٱلْعَامَّةِ؟‏ —‏ ام ٢:‏١-‏٥‏.‏

أَرَادَ جُون وِيكْلِف وَأَتْبَاعُهُ أَنْ يَنْشُرُوا كَلِمَةَ ٱللهِ بَيْنَ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَتْهُ تَرْجَمَةُ وِيكْلِف فِي ٱلنَّاسِ؟‏

١١ عَامَ ١٣٨٢،‏ أَصْدَرَ جُون وِيكْلِف وَرُفَقَاؤُهُ تَرْجَمَةً إِنْكِلِيزِيَّةً لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَلَاقَتْ شَعْبِيَّةً كَبِيرَةً بَيْنَ أَتْبَاعِهِ ٱلَّذِينَ عُرِفُوا بِٱللُّولَارْدِيِّينَ.‏ وَلِأَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَنْشُرُوا كَلِمَةَ ٱللهِ بَيْنَ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ،‏ سَافَرُوا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ فِي إِنْكِلْتَرَا مَشْيًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ.‏ وَقَرَأُوا عَلَى ٱلنَّاسِ مَقَاطِعَ مِنْ تَرْجَمَةِ وِيكْلِف وَأَعْطَوْهُمْ أَجْزَاءً مِنْهَا مَنْسُوخَةً بِٱلْيَدِ.‏ فَأَحْيَا عَمَلُهُمْ هٰذَا ٱهْتِمَامَ ٱلنَّاسِ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

١٢ كَيْفَ شَعَرَ رِجَالُ ٱلدِّينِ حِيَالَ وِيكْلِف وَعَمَلِهِ؟‏

١٢ وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ رِجَالِ ٱلدِّينِ؟‏ كَرِهُوا وِيكْلِف وَأَتْبَاعَهُ وَتَرْجَمَتَهُ.‏ فَٱضْطَهَدُوا ٱللُّولَارْدِيِّينَ وَأَتْلَفُوا كُلَّ ٱلنُّسَخِ ٱلَّتِي وَجَدُوهَا.‏ وَلَمْ يَقِفُوا عِنْدَ هٰذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَمَعَ أَنَّ وِيكْلِف كَانَ مَيْتًا،‏ ٱعْتَبَرُوهُ عَدُوًّا لِلْكَنِيسَةِ وَأَدَانُوهُ بِٱلْهَرْطَقَةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ نَبَشُوا عِظَامَهُ وَأَحْرَقُوهَا وَأَلْقَوُا ٱلرَّمَادَ فِي نَهْرِ سْوِيفْت.‏ إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ أَرَادُوا أَنْ يَقْرَأُوا كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَفْهَمُوهَا،‏ وَلَمْ تَقْدِرِ ٱلْكَنِيسَةُ أَنْ تَقِفَ فِي وَجْهِهِمْ.‏ وَخِلَالَ ٱلْقُرُونِ ٱللَّاحِقَةِ،‏ عَمِلَ عَدِيدُونَ فِي أُورُوبَّا وَمَنَاطِقَ أُخْرَى عَلَى تَرْجَمَةِ وَتَوْزِيعِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِلُغَاتِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ.‏

‏«مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ»‏

١٣ مَاذَا يُظْهِرُ تَارِيخُ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَكَيْفَ يُقَوِّي ذٰلِكَ إِيمَانَنَا؟‏

١٣ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ.‏ أَمَّا ٱلسَّبْعِينِيَّةُ وَتَرْجَمَةُ وِيكْلِف وَ تَرْجَمَةُ ٱلْمَلِكِ جَيْمْس وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلتَّرْجَمَاتِ فَلَيْسَتْ كَذٰلِكَ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي تَارِيخِهَا،‏ نُلَاحِظُ أَنَّ ٱللهَ تَمَّمَ وَعْدَهُ بِأَنْ يَحْفَظَ كَلِمَتَهُ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَهٰذَا يُقَوِّي إِيمَانَنَا بِأَنَّهُ سَيُتَمِّمُ كُلَّ مَا وَعَدَنَا بِهِ.‏ —‏ يش ٢٣:‏١٤‏.‏

١٤ لِمَ تَزِيدُ كَلِمَةُ ٱللهِ مَحَبَّتَنَا لَهُ؟‏

١٤ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي تَارِيخِ تَرْجَمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَزِيدُ أَيْضًا مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ.‏ * فَكِّرْ قَلِيلًا:‏ لِمَاذَا أَعْطَانَا كَلِمَتَهُ وَحَفِظَهَا؟‏ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيُرِيدُ خَيْرَنَا.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏)‏ أَلَيْسَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ إِذًا أَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ وَنُطِيعَ وَصَايَاهُ؟‏ —‏ ١ يو ٤:‏١٩؛‏ ٥:‏٣‏.‏

١٥ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٥ نَحْنُ نُقَدِّرُ كَلِمَةَ ٱللهِ كَثِيرًا.‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْهَا كَامِلًا فِي حَيَاتِنَا؟‏ كَيْفَ نَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ إِلَيْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ وَكَيْفَ يَتَأَكَّدُ ٱلَّذِينَ يُعَلِّمُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّ تَعْلِيمَهُمْ مُؤَسَّسٌ عَلَيْهَا؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 4‏ اُنْظُرْ مَقَالَةَ «‏هَلْ يَلْزَمُ أَنْ تَتَعَلَّمَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ وَٱلْيُونَانِيَّةَ؟‏‏»،‏ فِي عَدَدِ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠٠٩ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏

^ ‎الفقرة 14‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏ «‏ مَعْرَضٌ جَدِيدٌ بِٱنْتِظَارِكَ‏».‏