الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اله قدير يراعي خدامه

اله قدير يراعي خدامه

‏«يَعْرِفُ [يَهْوَهُ] جِبْلَتَنَا،‏ يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ».‏ —‏ مز ١٠٣:‏١٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٩١،‏ ٩

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ بِعَكْسِ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ،‏ كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

غَالِبًا مَا يَتَسَلَّطُ ٱلْأَقْوِيَاءُ عَلَى ٱلضُّعَفَاءِ وَيَظْلِمُونَهُمْ.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٥؛‏ جا ٨:‏٩‏)‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَمُخْتَلِفٌ تَمَامًا.‏ فَمَعَ أَنَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ يُرَاعِينَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ فَهُوَ لَطِيفٌ وَيَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِنَا وَحَاجَاتِنَا.‏ وَإِذْ «يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ»،‏ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنِ ٱسْتِطَاعَتِنَا.‏ —‏ مز ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٢ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ تُظْهِرُ كَمْ يُرَاعِي يَهْوَهُ خُدَّامَهُ.‏ فَلْنَرَ مَثَلًا:‏ (‏١)‏ كَيْفَ سَاعَدَ بِلُطْفٍ ٱلصَّبِيَّ صَمُوئِيلَ كَيْ يُوصِلَ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ إِلَى عَالِي؛‏ (‏٢)‏ كَيْفَ صَبَرَ عَلَى مُوسَى حِينَ ٱعْتَرَضَ عَلَى تَعْيِينِهِ قَائِدًا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؛‏ وَ (‏٣)‏ كَيْفَ رَاعَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ.‏ وَفِيمَا نَسْتَعْرِضُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ،‏ سَنُنَاقِشُ مَاذَا تُعَلِّمُنَا عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ.‏

يَهْوَهُ يُرَاعِي صَبِيًّا صَغِيرًا

٣ أَيُّ أَمْرٍ غَرِيبٍ حَدَثَ مَعَ صَمُوئِيلَ،‏ وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ بَدَأَ صَمُوئِيلُ «يَخْدُمُ يَهْوَهَ» فِي ٱلْمَسْكَنِ بِعُمْرٍ صَغِيرٍ.‏ (‏١ صم ٣:‏١‏)‏ وَذَاتَ لَيْلَةٍ،‏ بَعْدَمَا ذَهَبَ إِلَى ٱلْفِرَاشِ،‏ حَدَثَ مَعَهُ أَمْرٌ غَرِيبٌ.‏ * ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ٣:‏٢-‏١٠‏.‏)‏ فَقَدْ سَمِعَ صَوْتًا يُنَادِيهِ بِٱسْمِهِ.‏ فَظَنَّ أَنَّهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمُسِنُّ عَالِي.‏ لِذَا قَامَ وَرَكَضَ إِلَيْهِ،‏ وَقَالَ:‏ «هٰأَنَذَا،‏ فَقَدْ نَادَيْتَنِي».‏ لٰكِنَّهُ أَجَابَهُ:‏ «لَمْ أُنَادِكَ».‏ وَبَعْدَمَا تَكَرَّرَ هٰذَا ٱلسِّينَارِيُو مَرَّتَيْنِ،‏ أَدْرَكَ عَالِي أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنَادِي.‏ فَأَوْضَحَ لِصَمُوئِيلَ كَيْفَ يُجِيبُ،‏ وَهُوَ بِدَوْرِهِ أَجَابَ كَمَا أَوْصَاهُ.‏ وَلٰكِنْ لِمَ لَمْ يُخْبِرْ يَهْوَهُ صَمُوئِيلَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ هُوَ مَنْ يُكَلِّمُهُ؟‏ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ.‏ وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهُ أَخَذَ مَشَاعِرَ صَمُوئِيلَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

٤،‏ ٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ شَعَرَ صَمُوئِيلُ بَعْدَمَا كَلَّمَهُ يَهْوَهُ،‏ وَلٰكِنْ مَاذَا حَدَثَ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟‏

٤ اقرأ ١ صموئيل ٣:‏١١-‏١٨‏.‏ أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللهِ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يَحْتَرِمُوا ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا،‏ وَخُصُوصًا أَصْحَابَ ٱلسُّلْطَةِ.‏ (‏خر ٢٢:‏٢٨؛‏ لا ١٩:‏٣٢‏)‏ فَهَلْ يَكُونُ سَهْلًا عَلَى صَمُوئِيلَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى عَالِي فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ وَيُخْبِرَهُ بِشَجَاعَةٍ عَنْ رِسَالَةِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَاسِيَةِ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «خَافَ صَمُوئِيلُ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِمَا تَرَاءَى لَهُ».‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَظْهَرَ لِعَالِي لَيْلًا أَنَّهُ يُنَادِي صَمُوئِيلَ.‏ لِذَا بَادَرَ عَالِي فِي ٱلصَّبَاحِ وَقَالَ لِلصَّبِيِّ:‏ «لَا تُخْفِ عَنِّي .‏ .‏ .‏ كَلِمَةً مِنْ كُلِّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ».‏ وَهٰكَذَا «أَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِكُلِّ ٱلْكَلَامِ».‏

٥ كَمَا أَنَّ رِسَالَةَ صَمُوئِيلَ مَا كَانَتْ لِتُفَاجِئَ عَالِيَ.‏ فَهِيَ تَنْسَجِمُ مَعَ رِسَالَةٍ نَقَلَهَا إِلَيْهِ سَابِقًا «رَجُلُ ٱللهِ».‏ (‏١ صم ٢:‏٢٧-‏٣٦‏)‏ فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟‏ إِنَّهَا تُظْهِرُ أَنَّهُ إِلٰهٌ حَكِيمٌ يُرَاعِي عُبَّادَهُ.‏

٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ لِصَمُوئِيلَ؟‏

٦ وَتُظْهِرُ رِوَايَةُ صَمُوئِيلَ لَكَ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَكَ وَمَشَاكِلَكَ.‏ فَهَلْ تَخْجَلُ مَثَلًا أَنْ تُبَشِّرَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا،‏ أَوْ أَنْ تَكُونَ مُخْتَلِفًا عَنْ زُمَلَائِكَ؟‏ كُنْ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَكَ.‏ فَصَلِّ إِلَيْهِ وَعَبِّرْ لَهُ عَنْ مَشَاعِرِكَ.‏ (‏مز ٦٢:‏٨‏)‏ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ شَبَابٍ مِثْلِ صَمُوئِيلَ.‏ وَتَحَدَّثْ مَعَ إِخْوَةٍ،‏ كِبَارًا وَصِغَارًا،‏ تَغَلَّبُوا عَلَى مَشَاكِلَ مُمَاثِلَةٍ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ كَيْفَ سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ،‏ وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَمْ يَتَوَقَّعُوهَا.‏

يَهْوَهُ يُرَاعِي مَشَاعِرَ مُوسَى

٧،‏ ٨ إِلَى أَيِّ حَدٍّ رَاعَى يَهْوَهُ مَشَاعِرَ مُوسَى؟‏

٧ عِنْدَمَا بَلَغَ عُمْرُ مُوسَى ٨٠ سَنَةً،‏ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ تَعْيِينًا صَعْبًا:‏ تَحْرِيرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ.‏ (‏خر ٣:‏١٠‏)‏ لٰكِنَّ مُوسَى كَانَ مُجَرَّدَ رَاعٍ فِي مِدْيَانَ طِيلَةَ ٤٠ سَنَةً.‏ لِذَا تَفَاجَأَ كَمَا يَبْدُو بِهٰذَا ٱلتَّعْيِينِ.‏ قَالَ:‏ «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ،‏ وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟‏».‏ فَطَمْأَنَهُ ٱللهُ قَائِلًا:‏ «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ».‏ (‏خر ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَوَعَدَهُ بِأَنْ ‹يَسْمَعَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لِقَوْلِهِ›.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱعْتَرَضَ مُوسَى ثَانِيَةً قَائِلًا:‏ «وَإِنْ لَمْ يُصَدِّقُونِي وَلَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِي؟‏».‏ (‏خر ٣:‏١٨؛‏ ٤:‏١‏)‏ تَخَيَّلْ أَنَّ مُوسَى شَكَّكَ فِي كَلَامِ ٱللهِ!‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ صَبَرَ عَلَيْهِ،‏ وَأَعْطَاهُ أَيْضًا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ يَصْنَعَ ٱلْعَجَائِبَ.‏ وَهٰكَذَا صَارَ أَوَّلَ شَخْصٍ تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُ نَالَ قُدْرَةً كَهٰذِهِ.‏ —‏ خر ٤:‏٢-‏٩،‏ ٢١‏.‏

٨ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ حَاوَلَ مُوسَى مُجَدَّدًا أَنْ يَتَمَلَّصَ مِنَ ٱلتَّعْيِينِ.‏ فَقَالَ إِنَّهُ ثَقِيلُ ٱللِّسَانِ.‏ فَأَجَابَهُ يَهْوَهُ:‏ «أَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَقُولُ».‏ فَهَلِ ٱقْتَنَعَ مُوسَى أَخِيرًا؟‏ كَلَّا.‏ بَلْ طَلَبَ مِنَ ٱللهِ أَنْ يُرْسِلَ غَيْرَهُ.‏ فَغَضِبَ يَهْوَهُ،‏ لٰكِنَّهُ ظَلَّ مَرِنًا وَأَخَذَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَشَاعِرَ مُوسَى،‏ حَتَّى إِنَّهُ عَيَّنَ هَارُونَ مُتَحَدِّثًا عَنْهُ.‏ —‏ خر ٤:‏١٠-‏١٦‏.‏

٩ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ مُوسَى فِي إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ؟‏

٩ فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟‏ رَغْمَ أَنَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ لَمْ يُخِفْ مُوسَى كَيْ يُجْبِرَهُ عَلَى إِطَاعَتِهِ.‏ بَلْ عَامَلَ خَادِمَهُ ٱلْمُتَوَاضِعَ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ،‏ وَأَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِهِ.‏ وَبِٱلْفِعْلِ نَجَحَ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبُ،‏ وَأَصْبَحَ مُوسَى قَائِدًا لَامِعًا.‏ فَقَدْ تَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَسَعَى لِيُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِوَدَاعَةٍ وَمُرَاعَاةٍ.‏ —‏ عد ١٢:‏٣‏.‏

كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ فِي مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.‏)‏

١٠ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِمُرَاعَاةِ يَهْوَهَ،‏ وَبِأَيِّ فَائِدَةٍ؟‏

١٠ فَهَلْ أَنْتَ وَالِدٌ،‏ زَوْجٌ،‏ أَوْ شَيْخٌ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ أَنْتَ تَتَمَتَّعُ بِسُلْطَةٍ عَلَى غَيْرِكَ.‏ فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ!‏ لِذَا أَظْهِرِ ٱلْمُرَاعَاةَ وَٱللُّطْفَ وَٱلصَّبْرَ لِلَّذِينَ تَعْتَنِي بِهِمْ.‏ (‏كو ٣:‏١٩-‏٢١؛‏ ١ بط ٥:‏١-‏٣‏)‏ وَحِينَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَمُوسَى ٱلْأَعْظَمِ،‏ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ تُنْعِشُهُمْ وَتُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَحَدَّثُوا إِلَيْكَ.‏ (‏مت ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ كَمَا أَنَّكَ تَرْسُمُ لَهُمْ بِذٰلِكَ مِثَالًا جَيِّدًا.‏ —‏ عب ١٣:‏٧‏.‏

مُخَلِّصٌ قَوِيٌّ وَمُتَفَهِّمٌ

١١،‏ ١٢ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيَشْعُرَ شَعْبُهُ بِٱلْأَمَانِ؟‏

١١ عِنْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ عَامَ ١٥١٣  ق‌م،‏ تَخَطَّى عَدَدُهُمُ ٱلثَّلَاثَةَ مَلَايِينَ بِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ.‏ وَقَدْ ضَمَّ هٰذَا ٱلْعَدَدُ ٱلضَّخْمُ أَطْفَالًا وَمُسِنِّينَ،‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَيْضًا مَرْضَى وَمُعَاقِينَ.‏ لِذَا ٱحْتَاجُوا إِلَى قَائِدٍ يَهْتَمُّ بِهِمْ وَيَتَفَهَّمُهُمْ.‏ وَقَدْ أَثْبَتَ يَهْوَهُ،‏ مِنْ خِلَالِ مُوسَى،‏ أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْمِثَالِيُّ.‏ فَشَعَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلْأَمَانِ وَهُمْ يُغَادِرُونَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي عَاشُوا فِيهَا طَوَالَ حَيَاتِهِمْ.‏ —‏ مز ٧٨:‏٥٢،‏ ٥٣‏.‏

١٢ وَلٰكِنْ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيَشْعُرَ شَعْبُهُ بِٱلْأَمَانِ؟‏ أَوَّلًا،‏ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ «مُنَظَّمِينَ كَٱلْجَيْشِ».‏ (‏خر ١٣:‏١٨‏)‏ وَهٰذَا ٱلتَّنْظِيمُ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يُسَيْطِرُ كَامِلًا عَلَى ٱلْوَضْعِ.‏ ثَانِيًا،‏ «هَدَاهُمْ بِسَحَابَةٍ نَهَارًا،‏ وَٱللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ».‏ (‏مز ٧٨:‏١٤‏)‏ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ:‏ «لَا تَخَافُوا.‏ أَنَا أُرْشِدُكُمْ وَأَحْمِيكُمْ».‏ وَهٰذَا ٱلتَّأْكِيدُ كَانَ فِي وَقْتِهِ،‏ نَظَرًا إِلَى مَا حَدَثَ تَالِيًا.‏

كَيْفَ رَاعَى يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ رَاعَى يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ قُوَّتَهُ ضِدَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ؟‏

١٣ اقرإ الخروج ١٤:‏١٩-‏٢٢‏.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ هُنَاكَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ عَالِقٌ بَيْنَ جَيْشِ فِرْعَوْنَ وَٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ وَهَا هُوَ يَهْوَهُ يَتَدَخَّلُ.‏ فَيَنْتَقِلُ عَمُودُ ٱلسَّحَابِ إِلَى وَرَاءِكُمْ،‏ وَيَقِفُ حَاجِزًا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ.‏ فَيُبْقِي جَانِبَهُمْ مُظْلِمًا،‏ أَمَّا جَانِبُكُمْ فَيُنِيرُهُ عَجَائِبِيًّا.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تَرَى مُوسَى يَمُدُّ يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ.‏ فَتَهُبُّ رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ قَوِيَّةٌ،‏ وَتَفْتَحُ مَمَرًّا يَصِلُ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ.‏ وَبِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ،‏ تَسِيرُ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ وَمَوَاشِيكَ عَلَى قَاعِ ٱلْبَحْرِ مَعَ بَاقِي ٱلشَّعْبِ.‏ وَإِذَا بِكَ تُلَاحِظُ أَمْرًا غَرِيبًا.‏ فَٱلْقَاعُ لَيْسَ مُوحِلًا وَلَا زَلِقًا،‏ بَلْ جَافٌّ وَصُلْبٌ يَسْهُلُ ٱلسَّيْرُ عَلَيْهِ.‏ وَهٰكَذَا يَعْبُرُ ٱلْجَمِيعُ بِأَمَانٍ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ،‏ حَتَّى ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِبُطْءٍ.‏

١٤ اقرإ الخروج ١٤:‏٢٣،‏ ٢٦-‏٣٠‏.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ يُسْرِعُ فِرْعَوْنُ ٱلْمُتَكَبِّرُ وَٱلْأَحْمَقُ وَرَاءَكُمْ إِلَى قَاعِ ٱلْبَحْرِ.‏ وَمَرَّةً أُخْرَى،‏ يَمُدُّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ.‏ فَيَنْهَارُ سُورَا ٱلْمَاءِ ٱلْهَائِلَانِ،‏ وَتَغْمُرُ ٱلْمِيَاهُ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ.‏ فَلَا يُفْلِتُ مِنْهُمْ أَحَدٌ.‏ —‏ خر ١٥:‏٨-‏١٠‏.‏

١٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟‏

١٥ تَكْشِفُ لَنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ.‏ وَهٰذَا دُونَ شَكٍّ يُشْعِرُنَا بِٱلْأَمَانِ.‏ (‏١ كو ١٤:‏٣٣‏)‏ كَمَا تُظْهِرُ أَنَّهُ يَعْتَنِي بِشَعْبِهِ،‏ تَمَامًا مِثْلَ رَاعٍ مُحِبٍّ.‏ فَهُوَ يَحْفَظُهُمْ سَالِمِينَ وَيَحْمِيهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.‏ أَفَلَا يُطَمْئِنُنَا ذٰلِكَ وَيُشَجِّعُنَا،‏ فِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ؟‏ —‏ ام ١:‏٣٣‏.‏

١٦ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي إِنْقَاذِ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏

١٦ وَإِلَى ٱلْيَوْمِ،‏ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِشَعْبِهِ كَكُلٍّ رُوحِيًّا وَجَسَدِيًّا.‏ وَسَيَظَلُّ يَهْتَمُّ بِنَا خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْوَشِيكِ.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لِذَا لَنْ نَضْطَرِبَ آنَذَاكَ أَوْ نَرْتَعِبَ،‏ سَوَاءٌ كُنَّا كِبَارًا أَوْ صِغَارًا،‏ أَصِحَّاءَ أَوْ مَرْضَى.‏ * عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ سَنَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «اِنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ».‏ (‏لو ٢١:‏٢٨‏)‏ وَسَنَثِقُ بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ حَتَّى حِينَ يُهَاجِمُنَا جُوجٌ،‏ وَهُوَ تَحَالُفٌ أُمَمِيٌّ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ فِرْعَوْنَ.‏ (‏حز ٣٨:‏٢،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ.‏ فَهُوَ سَيُثْبِتُ مِنْ جَدِيدٍ أَنَّهُ مُخَلِّصٌ قَوِيٌّ وَمُتَفَهِّمٌ.‏ —‏ اش ٢٦:‏٣،‏ ٢٠‏.‏

١٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٧ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ نَاقَشْنَا أَمْثِلَةً قَلِيلَةً تُظْهِرُ كَيْفَ رَاعَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ،‏ وَذٰلِكَ حِينَ سَاعَدَهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ وَخَلَّصَهُمْ.‏ فَتَأَمَّلْ فِي رِوَايَاتٍ كَهٰذِهِ لِتَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَٱبْحَثْ فِيهَا عَنْ تَفَاصِيلَ لَمْ تُلَاحِظْهَا مِنْ قَبْلُ.‏ وَهٰكَذَا تَكْتَشِفُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ،‏ وَتُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لَهُ وَإِيمَانَكَ بِهِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِمُرَاعَاةِ يَهْوَهَ فِي عَائِلَتِنَا،‏ جَمَاعَتِنَا،‏ وَخِدْمَتِنَا.‏

^ ‎الفقرة 3‏ بِحَسَبِ ٱلْمُؤَرِّخِ ٱلْيَهُودِيِّ يُوسِيفُوس،‏ كَانَ عُمْرُ صَمُوئِيلَ آنَذَاكَ ١٢ سَنَةً.‏

^ ‎الفقرة 16‏ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ ٱلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ مُصَابِينَ بِإِعَاقَاتٍ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ شَفَى أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ «شَتَّى .‏ .‏ .‏ ٱلْعَاهَاتِ»،‏ أَيِ ٱلْإِعَاقَاتِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ كَانَتْ لَمْحَةً عَمَّا سَيَفْعَلُهُ لِلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ،‏ لَا لِلْمُقَامِينَ.‏ (‏مت ٩:‏٣٥‏)‏ فَٱلْمُقَامُونَ سَيَتَمَتَّعُونَ بِصِحَّةٍ تَامَّةٍ.‏